معركه المنصوره الجويه( أطول معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية )

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
797
التفاعل
1,214 0 0
9AIR_WAR.jpg


شهدت سماء المنصورة الواقعة في شمال الأراضي المصرية، في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر لعام 1973، معركة جوية، وصفها المؤرخون بأنها أطول معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية.



الجدير بالذكر أن هذه المعركة، وما تمخض عنها من تحليل ونتائج، بدأت تدرّس في المناهج التعليمية للعديد من المعاهد العسكرية في العالم. وقد حدثنا الجنرال نصر موسى الذي خدم في سلاح الجو المصري، وهو أحد المشاركين في هذه المعركة، خلال مقابلة مع إذاعة صوت روسيا، عن ميزة معركة النصر هذه بالنسبة لقوات سلاح الجو المصري، حيث أشار قائلاً:





Pause
Current Time0:00
/
Duration Time6:02
Loaded: 0%
Progress: 0%
00:00
00:00
Mute



"قبل أن نتحدث عن معركة المنصورة التى دارت بين القوات الجوية المصرية والقوات الجوية الإسرائيلية يوم 14 أكتوبر عام 1973 علينا أن نتذكر أن القوات الجوية المصرية قامت يوم 6 أكتوبر من نفس العام بضربة جوية بقرار حرب يقضى بأن تقوم القوات المسلحة المصرية بإقتحام المانع المائى وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف على أن تسبقه ضربة جوية لإضعاف العدو على الضفة الثانية للقناة.

وعندما قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ هذه المهمة بقوة 220 طائرة لضرب جميع المواقع الموجودة فى سيناء بدءا بالقوات المتمركزة شرقا والإحتياطى التعبوى لهذه القوات ـ قامت قواتنا الجوية بضرب نقطتين مهمتين وهما مركز القيادة والسيطرة فى أم مرجم ومركز التشويش والإعاقة فى أم الشيخ.

وبعد أن حققت القوات الجوية 95 فى المئة من أهدافها قامت القوات البرية بالعبور بعد التمهيد النارى للهجوم من قبل المدفعية . وكان العبور فى ذلك الوقت ليس سهلا بل بمقاومة من العدو تقل عن 30 فى المئة وذلك بسبب أن العدو أصيب بشلل نتيجة للضربة الجوية خاصة بسبب تدمير مركز القيادة والسيطرة المذكور سابقا.

وجعل هذا الشلل الإسرائيليين يشعرون بأن الحرب إندلعت بالفعل وانهم قد فقدوا السيطرة على قواتهم فى سيناء. أما المصريين فعادوا وإحتلوا شرق القناة وإقتحموا معظم النقط الحصينة ودمروا معظم قواعد الصواريخ وضربوا 3 مطارات فى سيناء وضربوا الإحتياط التعبوى للقوات المتمركزة فى سيناء. وكل هذا تسبب فى إصابة القيادة الإسرائيلية بشلل. وعندما طرحت هذه القيادة سؤالا حول ما هى الجهة المسؤولة عن كل هذه الأعمال قيل لها وقتئذ ان هذه الجهة هى القوات الجوية المصرية".





يتحدث الجنرال نصر موسى، الذي شارك في المعركة الجوية التي شهدتها سماء المنصورة، عن هذه المعركة وعن حيثياتها.





Play
Current Time0:00
/
Duration Time0:00
Loaded: 0%
Progress: 0%
00:00
00:00
Mute



"ولذلك إتخذت القيادة الإسرائيلية قرارا بتنفيذ هجمة جوية شرسة ضد كل مطارات الدلتا بهدف القضاء على الطائرات المصرية بالكامل لكى تدور المعركة بعد ذلك بطريقة "جيش فى جيش". وكنت فى ذلك الوقت طيارا مقاتلا على طائرات ميغ - 21 فى

السرب 46 التابع للواء 104 فى المنصورة والذى كان مسؤولا عن قطاع شمال وشمال شرق الدلتا.

وتنفيذا لقرار قيادتها قامت ما يقرب من 80 طائرة إسرائيلية صباح يوم 14 اكتوبر بإختراق المجال الجوى المصرى فوق بلطيم وهى المدينة الواقعة فى الدلتا. وذلك بالإضافة الى 40 طائرة مقاتلة أخرى كانت "واقفة" خارج المياه الإقليمية لتأمين رجوع الطائرات الإسرائيلية المشاركة فى قصف الأهداف على أرض مصر.

وبعد دخول هذا العدد الكبير من الطائرات فى المجال الجوى المصرى بدأت هذه الطائرات تتوزع على جميع المطارات وتم الهجوم على مطار المنصورة بأكبر عدد من الطائرات بلغ 30 طائرة.

وكانت هناك معارك جوية |أخرى فى وسط الدلتا فإذا أخذنا فى الحسبان أن عدد الطائرات المعادية بلغ 80 طائرة بالإضافة الى 40 طائرة شاركت من الجانب المصرى ففى هذه الحالة كانت معركة المنصورة تدور ما بين 120 طائرة فى الجو فى معارك منفصلة. كما أن هذه المعركة أصبحت أطول معركة جوية فى العالم فى هذا الوقت ، حيث إستمرت على مدى 58 دقيقة بينما كانت معارك جوية أخرى تستمر لمدة من 2 الى 3 والى 5 دقائق فقط.

وأصبح هذا الأمر ممكنا بسبب أن أى طائرة تستطيع أن تشارك فى معركة جوية حتى تسمح كمية الوقود الموجود فى خزناتها بالإستمرارفى تنفيذ مهمتها القتالية ثم تنسحب هذه الطائرة من المعركة وتعود الى مطارها حيث يتم تزويدها بالوقود . ويبلغ المعدل العالمى لتزويد الطائرة بالوقود حوالى 10 دقائق. وأستطاعت القوات الجوية الإسرائيلية التقليل من هذا المعدل الى 8 دقائق. أما نحن فنجحنا فى إتمام هذه العملية فى 6 دقائق فقط. وبذلك تمكن معظم الطيارون المصريون من القيام بالإقلاع والنزول ثلاث مرات فى نفس المعركة (أنا شخصيا قمت بالأقلاع والنزول مرتين..). وهذا الأمر جعل الإسرائيليون بعد الحرب يقولون: " إنتم خدعتونا فى عدد الطائرات. العدد الذى شاهدناه بالفعل كان يزيد عن العدد الذى تتحدثون عنه بمعدل ثلاث مرات).

وكان أول إحتفال بعيد القوات الجوية المصرية والطيران المدنى بوصول أول طائرة الى مصر يوم 2 نوفمبر عام 1932. أما معركة المنصورة فقد غيرت يوم الإحتفال بهذه المناسبة بعد هذه الفترة التاريخية الطويلة من 2 نوفمبر الى 14 أكتوبر".

_s_Amru_Omran_GR.jpg

 
عودة
أعلى