"الروبوت" جندي المستقبل

صقر الامارات 

كاميكازي
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
33,939
التفاعل
102,430 722 2





2014-10-01
"الروبوت" جندي المستقبل



أعتقد أن موضوع الإصدار الجديد لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية لسلسلة دراسات إستراتيجية: "تحديات عصر الروبوتات وأخلاقياته" وخاصة الجانب الأخلاقي منه ستصبح بعد فترة بسيطة محل جدل دولي بين صناع السياسة والمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم. وقد أثيرت مثل هذه القضايا في مرات متفرقة لكن بشكل بسيط عندما كانت الطائرات الأمريكية تشن غارات بطائرات بدون طيار والمعروفة بـ "درون" على مواقع يفترض أنها يتواجد فيها إرهابيون في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال خاصة عندما كانت تخطئ في الهدف وتصيب المدنيين.

هذا الاعتقاد مبني على مسألة التنافس الدولي في هذه الصناعة حيث أن هناك العديد من دول العالم بدأت في الاهتمام في صناعة أو امتلاك "الروبوت" للاستخدامات العسكرية أكثر من الاستخدام المدني، وهناك العديد من الروبوتات لأغراض مدنية وهي تحد آخر في مجال البطالة وتشغيل الإنسان خاصة في ظل حالة البطالة التي يعاني منها العالم بأكمله، بل إن الخيال العلمي في هذه الصناعة يفوق مسألة الطائرات بدون طيار إلى وجود محاربين يقومون بالقتال في معارك حقيقية وكذلك يقومون بجلب المعلومات بطريقة تفوق الجندي العادي بل وعمليات الاستطلاع، حيث أشارت إحدى الدراسات أن هناك تطوير في "الحواس الخمس" للروبوتات.

الدراسة أثارت جانب مهم ينبغي الانتباه له، وهو أنه ورغم أن هذا الاهتمام الكبير لهذا الجندي والذي يتركز أغلبه في خارج العالم العربي، فإن عالمنا العربي لا يزال يعاني عجزاً في الخبراء في هذا المجال، وكذلك إلى نقص في مراكز أبحاث تهتم بهذه المجالات، ولو نظرنا في مجال استخدام هذا الجندي في الأرض العربية خاصة في ظل ما نراه من تطورات على الساحة العربية سنجد أن الطائرات بدون طيار استخدمت في منطقتنا وبالتالي الاهتمام بها أمر ضروري.

ومع كل ذلك؛ هناك نقطة ضوء كما تشير الدراسة، وهي إن دولة الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي تسعى إلى مواكبة التطورات العالمية فهي صنعت طائرة بدون طيار "يبهون 1" كما أن مترو دبي يسير آلياً وهناك حالات أخرى اجتماعية مثل الروبوت الصيدلاني في مستشفى "يونيفيرسال" في أبوظبي ما يعني أن هناك محاولات إماراتية حقيقية في الاستفادة من هذا التطور في خدمة الإنسان وما يعني أن أمل الإنسان العربي يبقى متعلقاً في محاولات الإمارات بوضع بصمة في الحضارة الإنسانية.

يبقى المهم لنا أن الآثار السلبية لهذا الجندي لن تكون بعيدة عن الدول العربية سواء لأنه المكان الذي يستخدم فيه مثل هذا الجندي أو كون أن العالم اليوم عبارة عن قرية صغيرة وفق نظرية "العولمة" التي أصابت كل شيء ولم يعد هناك من يمكن أن يعزل نفسه، وبالتالي فإن الاستعداد المبكر أمر مهم سواء من ناحية تهيئة أفراد من المجتمع للاستعداد لتلك المرحلة القادمة وإلا سنضطر مجبرين على التخبط وتحمل تكاليف مضاعفة كما هي العادة العربية، في عدم الاستباق والانتظار لحين وقوع الكارثة.

في الواقع، أخبار "الجندي الروبوت" التي تنشرها وسائل الإعلام، بعضها تشبه الخيال العلمي ويكاد المرء يستبعد حدوثها، مثل قيام الجندي بعلاج نفسه أثناء المعركة إذا أصيب، لكن لو تتبعنا سيرة هذا الخيال فإن الحرب الإلكترونية تؤكد أن المستقبل يحمل الكثير عنه، وقد يكون الأمر اليوم يتم بتوجيه من البشر الحقيقيين، ولكن ربما يأتي اليوم الذي يتم العمل العسكري بأكمله بـ "الجندي الروبوت" وهنا تبدأ المشكلة في التحكم بأخلاقيات الحرب وهذا هو المجال الجديد في الحروب، فقد أثارت جرائم "داعش" أو ما يعرف إعلامياً بدولة العراق والشام الرأي العام العالمي وتشكل حلف دولي ضده.

وإذا كان الأمر متعلق بالمزايا الاقتصادية وكفاءة الجندي الروبوت فإن هذا الجندي لن يكون لديه إدراك التفريق بين المقاتل وبين العاجز، فالإنسان بالنسبة له "أرقام وأصفار" فقط.


 
عودة
أعلى