الموسوعه الميسره في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصره

ابو حامد

عضو مميز
إنضم
14 مارس 2008
المشاركات
1,109
التفاعل
10 0 0
عقيدة أهل السنة والجماعة




الفرق العقائدية في الإسلام













الحركات الإسلامية



























الصوفية وما تفرع عنها ومن تأثر بها



















جماعات غالية



جماعات عنصرية



الحركات الباطنية



























الأحزاب والحركات والاتجاهات المعاصرة

















اليهودية وما تفرع عنها





















النصرانية وما تفرع عنها من مذاهب





















فلسفات ولدت في كنف الحضارة الغربية ومتأثرة بالنصرانية









الأديان الشرقية





















المذاهب الفلسفية والمدارس الأدبية




























من المدارس الأدبية































من الفلسفات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والعلمية







حفظ الموسوعة على ملف وورد

 
التعديل الأخير:

سلسلة شرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين


للشيخ عثمان بن محمد الخميس


1-

2

3

4

5

6

7

8
 


للشيخ الامام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
 
التعديل الأخير:
الحركات الباطنية





























السلام عليكم


استوقفتني هذه العبارة الحركات الباطنية ؟؟؟
ووجدت بينهم حركة امل !!!!
فلم افهم ما يقصد الاخ الكريم ولاكن فقط اريد ان اصحح امر حركة امل هيا حزب لبناني سياسي مقاوم لاسرائيل قدم في النضال ضد العدو الصهيوني اكثر من 3000 شهيد وحركة امل فيها من كل المذاهب والطوائف مع اغلبية شيعية ويتزعم حركة امل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وفي ميثاق حركة امل لا يوجد اشارة الى مذهب او طائفة معينة بل كما يذكر انها حركة اللبنانين نحو الافضل ....

اذا كان بالامكن ان افهم ما موضوع الباطنية ؟؟..



.
 
استوقفتني هذه العبارة الحركات الباطنية ؟؟؟
ووجدت بينهم حركة امل !!!!
فلم افهم ما يقصد الاخ الكريم ولاكن فقط اريد ان اصحح امر حركة امل هيا حزب لبناني سياسي مقاوم لاسرائيل.

.

صحيح أخي الحر منظمة أمل منظمة سياسية معظم أفرادها من الشيعة ، ولكنني لا أعلم حتى الساعة بوجود فرقه باطنيه بمصطلح " الخمينيه " وأعتقد أن أخونا أبوحامد قصد الشيعه الأثنى عشريه .. وما علاقة الحزب الجمهوري في السودان بالفرق الباطنيه !!
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم


استوقفتني هذه العبارة الحركات الباطنية ؟؟؟
ووجدت بينهم حركة امل !!!!
فلم افهم ما يقصد الاخ الكريم ولاكن فقط اريد ان اصحح امر حركة امل هيا حزب لبناني سياسي مقاوم لاسرائيل قدم في النضال ضد العدو الصهيوني اكثر من 3000 شهيد وحركة امل فيها من كل المذاهب والطوائف مع اغلبية شيعية ويتزعم حركة امل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وفي ميثاق حركة امل لا يوجد اشارة الى مذهب او طائفة معينة بل كما يذكر انها حركة اللبنانين نحو الافضل ....

اذا كان بالامكن ان افهم ما موضوع الباطنية ؟؟..



.

اعتقد انك شاهدت التعريف بداخل الرابط ولكن لم يعجبك التعريف بحركة امل لذا تعارض ذلك انت حر


اذا كان بالامكن ان افهم ما موضوع الباطنية ؟؟..



تعريف

الباطنية مصطلح عام، نسبة إلى "الباطن"، المقابل "للظاهر"، يطلق على بعض الفرق ـ الإسلامية وغير الإسلامية ـ التي لم تقف في قضية "التأويل" عند حدود وإنما ذهبت فيها مذاهب الغلو والتعميم والإطلاق([1]).



والتأويل كما يدل عليه المعنى اللغوي المتأخر هو: "صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ " ([2]).



ويعرف الإمام أبو حامد الغزالي الباطنية بقوله:
" أما الباطنية فإنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر،
وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صوراً جليّة،
وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة" ([3]).



وبشيء من التفصيل يقول د. عبد الرحمن بدوي:
"الباطنية لقب عام مشترك تندرج تحته مذاهب وطوائف عديدة، الصفة المشتركة بينها هي تأويل النص الظاهر بالمعنى الباطن تأويلاً يذهب مذاهب شتى، وقد يصل التباين بينها حد التناقض الخالص.فهو يعني أن النصوص الدينية المقدسة رموز وإشارات إلى حقائق خفية وأسرار مكتوبة، وأن الطقوس والشعائر،
بل والأحكام العملية هي الأخرى رموز وأسرار،
وأن عامة الناس هم الذين يقنعون بالظواهر والقشور،
ولا ينفذون إلى المعاني الخفية المستورة التي هي من شأن أهل العلم الحق، علم الباطن"([4]).



ومما سبق يتضح أن "الباطنية" لقب أطلق على مجموعة من الفرق التي ادّعت أن للإسلام ظاهراً وباطناً وأن لكل تنزيل تأويلاً، وبالغت في "التأويل" حتى جعلته هو الأصل والقاعدة.
 
التعديل الأخير:
اعتقد انك شاهدت التعريف بداخل الرابط ولكن لم يعجبك التعريف بحركة امل لذا تعارض ذلك انت حر






تعريف

الباطنية مصطلح عام، نسبة إلى "الباطن"، المقابل "للظاهر"، يطلق على بعض الفرق ـ الإسلامية وغير الإسلامية ـ التي لم تقف في قضية "التأويل" عند حدود وإنما ذهبت فيها مذاهب الغلو والتعميم والإطلاق([1]).



والتأويل كما يدل عليه المعنى اللغوي المتأخر هو: "صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ " ([2]).



ويعرف الإمام أبو حامد الغزالي الباطنية بقوله:
" أما الباطنية فإنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر،
وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صوراً جليّة،
وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة" ([3]).



وبشيء من التفصيل يقول د. عبد الرحمن بدوي:
"الباطنية لقب عام مشترك تندرج تحته مذاهب وطوائف عديدة، الصفة المشتركة بينها هي تأويل النص الظاهر بالمعنى الباطن تأويلاً يذهب مذاهب شتى، وقد يصل التباين بينها حد التناقض الخالص.فهو يعني أن النصوص الدينية المقدسة رموز وإشارات إلى حقائق خفية وأسرار مكتوبة، وأن الطقوس والشعائر،
بل والأحكام العملية هي الأخرى رموز وأسرار،
وأن عامة الناس هم الذين يقنعون بالظواهر والقشور،
ولا ينفذون إلى المعاني الخفية المستورة التي هي من شأن أهل العلم الحق، علم الباطن"([4]).



ومما سبق يتضح أن "الباطنية" لقب أطلق على مجموعة من الفرق التي ادّعت أن للإسلام ظاهراً وباطناً وأن لكل تنزيل تأويلاً، وبالغت في "التأويل" حتى جعلته هو الأصل والقاعدة.



اذاً اخي الكريم هل تخبرني اين ومتى وكيف تعرفت على حركة امل واطلعت على عقائدها حتى بنيت رايك على ذلك ؟؟؟؟ لانني حتى الان لم افهم نظريتك وايضاً لم افهم لماذا تخاطبني بحدة وتقول لي انت حر وكانك تضرب بسوالي عرض الحائط .....

وانا هنا اكرر ما هيا معلوماتك على ان حركة امل تدعي الاسلام ظاهراً او باطناً وكيف قيمت تجربتهم اسمعت ام لمست ذلك وهل سبق وحاورت احدهم بالامر كيف واين ومتى ...


اخي العزيز :

انا لم اكن بصدد ان اجادلك ولاكن دهشت لتعريفك الذي يدل عن عدم معرفتك بحركة امل لا من قريب او بعيد وقد بنيت رايك على منقول ....

واقول لك ان ردي هذا ليس دفاعاً عن حركة امل بل لتوضيح الامر فقط اخي وجل من لا يخطئ وارجو رحابت صدرك وصبرك ...



.



.
ً
 
ـ النهج القرآني تجاه التأويل

وقد جاء القرآن الكريم يبين مخاطر اعتماد التأويل، ويوجه إلى ضرورة تسليم العلماء، دون أن يذهبوا بعيداً في تأويلاتهم مخافة الفتنة([5]).

يقول الله سبحانه وتعالى:

{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلاّ أولو الألباب"([6]).

3ـ فرق الباطنية

والفرق التي تدخل تحت مسمى الباطنية، يقول فيها الغزالي:"في ألقابهم التي تداولتها الألسنة على اختلاف الأمصار والأزمنة وهي عشرة ألقاب: الباطنية، والقرامطة، والقرمطية، الخرّمية، والخرّمدِينية، والإسماعيلية، والسبعية، والبابكية، والمحمِّرة، والتعليمية"([7]).

ويعتبر د. محمد الخطيب أن الفرق الباطنية هي: الإسماعيلية، القرامطة، إخوان الصفا، الدروز، والنصيرية([8]).

أما د. عمارة فيقول "إن الفرق والجماعات الباطنية في الإسلام هي: الإسماعيلية، القرامطة، الدروز، النصيرية، البابية والبهائية، البابكية([9]) .

4ـ دواعي التأويل

أما الأسباب الباعثة إلى اعتماد التأويل الباطني فمنها:

1ـ التحرر من قيد النص المقدس، ابتغاء التوفيق بينه وبين الرأي الذي يذهب إليه صاحب التأويل
([10]) .
2ـ مؤامرات أعداء الإسلام الذين لجأوا إلى الحيلة وابتدعوا منهجاً باطنياً في تأويل الشريعة على نحو يفضي إلى نسخها والاستعاضة عنها بخليط يجمع بين خرافات الفرس ووثنية الإغريق، وعقائد اليهود الذين حرفوا دينهم من قبل([11]).

وقد كانت الفرق المنحرفة هي الأداة التي استخدمها أعداء الإسلام لتشويهه، وصرف الناس عن المنهج النقي.

5ـ نشأة الفكر الباطني

عُرف التأويل الباطني قبل الإسلام بزمن طويل، "ولم يقتصر الأمر على الكتب المقدسة،
بل امتد إلى النصوص القانونية، وإلى الآثار الأدبية حين تصبح ذات سلطة. فحينما صار شعر هوميروس نصّاً ذا سلطة، أخذ المفكرون اليونانيون والأدباء في القرّن الخامس قبل الميلاد في تأويله.."([12]).

ثم انتقل التأويل الرمزي إلى اليهودية على يد فيلون اليهودي في القرن الأول الميلادي، الذي يعد من أكبر ممثلي النزعة إلى التأويل في العصر القديم، وإن كان قد سبقه في اليهودية كثيرون، فسّروا إبراهيم بالنور أو العقل، وسارة بالفضيلة، لكن فيلون تميز عليهم بأن جعل من التأويل مذهباً قائماً برأسه ومنهجاً في الفهم([13]).

والذي دفع فيلون إلى اتخاذ مذهب التأويل الباطني، تلك الحملة التي قام بها المفكرون اليونانيون على ما في التوراة (المحرفة) من قصص وأساطير ساذجة أو غير معقولة...
فاضطر فيلون إلى الدفاع عن التوراة بتأويل المواضيع غير المعقولة تأويلاً بالباطن،
ورأى أن التأويل الباطني هو روح النص المقدس، وأن التفسير بالمعنى الحرفي هو مجرد جسم هذا النص، وأنه يؤدي إلى الكفر... وفي التوراة، أوّل فيلون الجنة بأنها ملكوت الروح، وشجرة الحياة بأنها خوف الله، والأنهار الأربعة في الجنة هي الفضائل الأربعة الأصيلة، وهابيل بأنه التقوى الخالصة من الثقافة العقلية، وقابيل بأنه الأناني...([14]).

ثم انتقلت فكرة التأويل من اليهودية إلى النصرانية على يد أوريجانس الذي تأثر بفيلون، وقال إن الكتاب المقدس يفسر على ثلاثة أوجه:

1ـ فالرجل البسيط يكفيه "جسد" الكتاب المقدس.
2ـ والمتقدم في الفهم يدرك "روح" هذا الكتاب.
3ـ والكامل من الرجال هو الذي يفهمه بالناموس النفساني الذي يطلع على الغيب([15]).

وكان أوريجانس يقف موقف الدفاع إزاء ما يثيره اليونانيون عن بعض ما حواه الإنجيل (المحرّف)، وقد أقر أوريجانس بأن كثيراً من القصص الوارد في التوراة لو أخذ بحروفه لكان محالاً غير معقول، وكذلك في الإنجيل.

لكن النهج الذي نهجه أوريجانس في التأويل لاقى معارضة شديدة بين النصارى، تولاها خصوصاً أتباع ما يعرف باسم "مدرسة إنطاكية"، ورغم ذلك استمر أنصار التأويل في نمو وازدهار([16]).

6ـ كيف وصل التأويل الباطني إلى المسلمين؟

يقول د. الخطيب: "والجواب على هذا السؤال يرجعنا إلى ابن سبأ اليهودي([17])،
الذي تكاد معظم المصادر التاريخية تجمع على أنه كان من الأشخاص الرئيسيين الذين أوصلوا هذه المؤثرات إلى العالم الإسلامي،
وخاصة أنه من اليهود المقيمين في اليمن الذين امتزجت ديانتهم فيها بالنصرانية"([18]).

ويضع د. بدوي السؤال السابق في صيغة أكثر وضوحاً،
فيقول: "كيف وصل التأثير اليهودي والمسيحي إلى الإسلام؟"
لكنه قبل الإجابة عليه يتساءل: "هل تأثر أصحاب مذهب التأويل بالباطن من المسلمين، بأصحاب التأويل في اليهودية والمسيحية؟([19])".

ولعل من المناسب ـ قبل بيان تأثير اليهود والنصارى فيما يتعلق بالتأويل ـ أن نورد شيئاً من أفكار وعقائد ابن سبأ اليهودي، التي أدخلها إلى المسلمين.

يروي الطبري في تاريخه عن يزيد الفقعسي قال: كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء. فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم.

فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول " لعجبٌ ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمداً يرجع!

وقد قال الله عز وجل
(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)([20])

محمد أحق بالرجوع من عيسى".

قال: فقبل ذلك عنه. ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها. ثم قال لهم بعد ذلك إنه كان ألف نبي، ولكن نبي وصي، وكان عليٌ وصي محمد. ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يُجِز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناول أمر الأمة!
ثم قال لهم بعد ذلك إن عثمان أخذها بغير حق. وهذا وصي رسول الله صلى الله علية وسلم فانهضوا في هذا الأمر، فحرّكوه، وابدأوا الطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر"([21]).

يقول د. الخطيب: "وكان تأويل ابن سبأ لقوله تعالى

(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)
وقوله: "إني لأعجب ممن يقول برجعة عيسى ولا يقول برجعة محمد" أول تأويل لمعاني القرآن الكريم"([22]).
ويعتبر الإمام الشهرستاني([23]) أنه بظهور الخوارج في زمن علي، وظهور الغلاة في حقه مثل عبد الله بن سبأ وجماعة معه، ابتدأت البدعة والضلالة، وصدق في هذين الفريقين قول النبي صلى الله عليه وسلم " يهلك فيه اثنان: محب غالٍ ومبغض قالٍ"([24]).

وبهذا التأويل للآية الكريمة السابقة، وضع ابن سبأ المذهب الباطني
"بما فيه من قول بالرجعة، والذي نشأ عليه مذهب التناسخ، وقالت به باقي حركات الغلو الأخرى. وهذا يعني أن عبد الله بن سبأ حاول أن يوجد نفس العوامل الشبيهة التي أدت إلى تحريف وتأويل التوراة والإنجيل من قبل على غرار ما فعل فيلون وطائفة القبالية.

فكان نشره لمبدأ الوصاية ـ بمعنى أن عليّا وصي محمد صلى الله عليه وسلم ـ من جملة هذه العوامل التي أراد أن تتحقق، لذا نجده ينادي بعد ذلك بحلول جزء إلهي في علي وذريته وهو المذهب الذي يرجع إلى المؤثرات اليهودية والمسيحية المأخوذة عن الفلسفة الأفلاطونية"([25]).

هكذا استغل ابن سبأ التأويل الباطني ليدخل إلى الإسلام عقائد باطلة مثل الرجعة، والوصية،
وألوهية علي، وإنكار موته، وهي العقائد التي تبنتها بعض فرق الشيعة،
أما عن تأثر ابن سبأ بالعقائد اليهودية والمسيحية، ومحاولة إدخالها إلى الإسلام فينقل د. بدوي عن المستشرق فريد ليندر أن إنكار ابن سبأ لموت علي([26])،
وقوله أن ذلك شبه للناس، وأنه سيرجع من السحاب فكرة أصلها يرجع إلى يهود اليمن، وما يقوله الفلاشا في الحبشة من اليهود الذين تصوروا المسيح المنتظر هكذا([27]).

كما يشير إلى أن عقيدة المهدية أو نظرية المهدي المنتظر التي اخترعها ابن سبأ وصارت من أهم عقائد الشيعة، تشابه ما جاء في كتب النصارى من أن المسيح يأتي من قبة السماء ويحمل في يده عصا، وأنه لا حاجة به إلى أسلحة أرضية للانتقام من أعدائه، لأنه يملك وسائل خارقة للانتصار بها عليهم. "إنه يقضي على مناقضيه بكلمة من فيه"([28]).

وبعد هلاك ابن سبأ، استمر تلامذته في نفث سمومهم، فادّعى المختار بن أبي عبيد الثقفي أن محمد بن الحنفية ـ ابن الإمام علي ـ هو الإمام بعد أبيه لأن ابن الحنفية حمل راية أبيه يوم البصرة (معركة الجمل) دون أخوية فسموا الكيسانية.

وبدأ من خلال هذا الادعاء ببث أفكاره الضالة، فقال بـ (البداء)، وهو الظهور بعد الخفاء،
أي أن تكون الحكمة قد ظهرت ولم تكن ظاهرة من قبل، وهذا يستلزم البداء، وسبق الجهل على الله سبحانه وتعالى ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ
وزعم بعد ذلك أن جبرائيل يأتيه بالوحي من عند الله عز وجل، وقال بتناسخ الأرواح وبالرجعة، وبأن الدين طاعة رجل، حتى حملهم هذا الاعتقاد على تأويل الشريعة، فاعتبروا أن طاعتهم لذلك الرجل تبطل الصوم والحج والصلاة وغيرها من الفرائض([29]).

وقد ذكر الإمام الشهرستاني أن " السيد محمد بن الحنفية تبرأ من (المختار) حين وصل إليه أنه قد لبّس على الناس أنه من دعاته، ورجاله، وتبرأ من الضلالات التي ابتدعها المختار، من التأويلات الفاسدة، والمخاريق المموهة"([30]) .

وبعد موت محمد بن الحنفية ظهر ابنه أبو هاشم، وقال أتباعه بانتقال الإمامة إليه ولقبوا بـ "الهاشمية"، وقالوا: فإنه أفضى إليه أسرار العلوم، وأطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس، وتقدير التنزيل على التأويل، وتصوير الظاهر على الباطن.

وقالوا: إن لكل ظاهر باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلاً([31])

وهكذا ظل نهج التأويل الباطني يتسع ويزداد إلى يومنا هذا.
 
التعديل الأخير:
7ـ نماذج من التأويل الباطني


1ـ تفسيرهم لقول الله تعالى:
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"([32]).

فزعم الباطنيون أن قوله تعالى "استغفروا ربكم" أي اسألوه أن يطلعكم على أسرار المذهب الباطني، وقوله "يرسل السماء عليكم مدراراً" بأن السماء هي الإمام، والماء المدرار هو العلم ينصب من الإمام إليهم، ومعنى "يمددكم بأموال وبنين" أن الأموال هي العلم، والبنين هم المستجيبون، وفسروا الجنات بالآية السابقة بأنها الدعوة السرية أو الباطنية، والأنهار بالعلم الباطني([33]).

2ـ تفسيرهم لقوله تعالى:

"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين
"([34])،

فقالوا إن الشيطان هو (عمر بن الخطاب)، والإنسان هو (أبو بكر الصديق) ومعنى: اكفر،
أي لا تؤمن بإمامة علي بن أبي طالب([35]).

3ـ فسروا قوله تعالى:

"الشمس والقمر بحسبان"
([36])

بقولهم أن الشمس والقمر هما الحسن والحسين، وأن إبليس وآدم المشهوران في القرآن هما أبو بكر وعلي، إذ أُمِر أبو بكر بالسجود لعلي فأبى واستكبر([37]) .

يقول الغزالي: "ونحن نحكي من تأويلاتهم نبذة لنستدل بها على مخازيهم فقد قالوا: ...
الاحتلام هو أن يسبق لسانه إلى إفشاء السر في غير محله، فعليه الغسل أي تجديد المعاهدة.
الطهور هو التبري والتنظف من اعتقاد كل مذهب سوى مبايعة الإمام.
الصيام هو الإمساك عن كشف السر.

الكعبة هي النبي، والباب علي، الصفا هو النبي، والمروة، علي، والميقات هو الأساس،
والتلبية إجابة الداعي، والطواف بالبيت سبعاً هو الطواف بمحمد إلى تمام الأئمة السبعة.

والصلوات الخمس أدلة على الأصول الأربعة وعلى الإمام...

فأما المعاد فزعم بعضهم أن النار والأغلال عبارة عن الأوامر التي هي التكاليف، فإنها موظفة على الجهال بعلم الباطن، فما داموا مستمرين عليها فهم معذّبون، فإذا نالوا علم الباطن وضعت عنهم أغلال التكاليف وسعدوا بالخلاص عنها.."([38]).

ومن أمثلة التأويل عند الدروز: اعتبارهم"أن يوم الحساب نهاية مراحل الأرواح وتطويرها،
إذ يبلغ التوحيد غايته من الانتصار من العقائد الشركية، وينتهي الانتقال والمرور في الأقمصة المختلفة"([39]).

وعن قوم يأجوج ومأجوج، قولهم: "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، واقترب الوعد الحق، فإذا هي شاخصة أبصارهم، أبصار الذين كفروا... .. أو لم ير هؤلاء كيف مدّ لهم مولانا الحكام الحياة أمداً، الآن حصحص الحق"([40]) .

وعند الإسماعيلية: يؤولون الشرك في قوله تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به.." السناء/ 48 ،بقولهم: "إنما الإشراك في هذا الموضع أن يشرك بولاية (أمير المؤمنين) ومن نصبه الله وليا وإماماً، فيجعل معه غيره، ويجحد بولايته فقد ضلّ ضلالاً بعيداً"([41]).

ويؤولون الصيام بـ(ستر مرتبة القائم)،ويعتبرون الصلاة(أمير المؤمنين)،والزكاة معرفته([42]).
8ـ خطرها على المسلمين

سعت الفرق الباطنية على اختلافها إلى صرف المسلمين عن منهج الإسلام، وقدّمت لهم منهجاً محرّفاً يقوم على البدع والخرافات والأباطيل، وليس هذا فحسب، بل إن هذه الفرق حاربت بكل ما أوتيت من قوة جماعة المسلمين، وتمردت على خلافتهم، وتحالفت مع عدوهم، ومازالت منذ نشأتها وإلى يومنا هذا تكيد للإسلام والمسلمين،

وفيما يلي موجز لبعض الأخطار التي عاناها المسلمون بسببها:

أـ فكرياً


ـ هدفت الحركات الباطنية إلى إسقاط الخلافة الإسلامية، وإعلان الإمامة الشيعية، لكنها ـ في الغالب ـ عجزت عن تحقيق ذلك بالقوة، فلجأت إلى الفكر والدين، وأخذت تختلق الأحاديث وتؤول الآيات لتقدس آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وترفعهم إلى مرتبة الألوهية، وأدخلت على المسلمين العقائد الغريبة لتدلل على مذهبها([43]).

"فالضلال لم يتفش في العالم الإسلامي بقدر ومثل ما تفشى بسبب الفرق الشيعية، وما غيرّ السنن إلاّ المتشيعون الذين دخلوا الإسلام لهدمه وتقويض أركانه"([44]).

ـ بعد فترة من ظهور الحركات الباطنية، مهدت الطريق للفلاسفة من أمثال الفارابي وابن سينا والكندي والمعري وغيرهم ليتجرأوا بكفرهم وفلسفتهم الأفلاطونية الوثنية([45]).

ـ أثرت الباطنية على الفكر الصوفي، بسبب عمليات المطاردة لأتباع الفرق الباطنية، مما جعلهم يختفون في حلقات الصوفيين، فظهر منهم الغلاة المتأثرون بأفكار الإسماعيلية وفلسفتها، الذين زعموا وحدة الوجود والاتحاد بالمعبود، أمثال الحلاج وابن عربي والبسطامي([46]).

ـ استقطبت هذه الفرق والحركات بعض الأفراد والجماعات التي تبغض الإسلام والمسلمين، بسبب دعوى وحدة الأديان التي دعت إليها.

ـ إن هذه الفرق حظيت باهتمام الباحثين والمستشرقين، ورافق ذلك نشر مبادئهم وعقائدهم وكتبهم، بحجة أنها كتب التراث الذي يجب أن يحفظ، أو التاريخ الذي يجب ألاّ يضيع، وضللوا بذلك الكثير من العقول([47]).

يقول د. بدوي: "والباحثون ـ بنوع من حب الاستطلاع المرضي ـ أكثر احتفالاً بالأفكار الغريبة والمذاهب الشاذة. ومن هنا كان الاهتمام بالمذاهب الباطنية في الإسلام أقوى بكثير من الاهتمام بمذاهب المعتزلة وأهل السنة والجماعة.

وآية ذلك الحشد الهائل من الدراسات والأبحاث المفردة الخاصة بالمذاهب الباطنية، مما قام به المستشرقون الأوروبيون والأمريكيون منذ بداية القرن التاسع عشر حتى اليوم، فقد كرسوا لها من الأبحاث أضعاف أضعاف ما خصصوه لسائر الفرق الإسلامية. وكلما فتر الاهتمام بها ما يلبث أن يتجدد بقوة أكبر، حتى جاءت فترات في تاريخ البحث في المذاهب الإسلامية كان البدع السائد فيها هو دراسة الإسماعيلية أو القرامطة أو النصيرية أو الدروز.

وواكب ذلك نمو متواصل فيما ينشر محققاً من كتبهم هم أنفسهم، بعد أن ظل الاعتماد طويلاً على ما كتبه عنهم خصومهم"([48]) .

ب ـ اجتماعيا


ـ الفوضى الاجتماعية في جسم المجتمع الإسلامي جراء الثورات المتلاحقة على الخلافة العباسية.

ـ انعدام الثقة بين أفراد المجتمع، بل وبين أفراد الأسرة الواحدة، بسبب الغزو الفكري الباطني لعقول الناس، وخاصة الشباب منهم. وقد أورد ابن الاثير في كتابه "الكامل في التاريخ" قصة معبرة لأحد الشباب الذين انخرطوا في صفوف حركة القرامطة، وكيف تحول إلى جاحد عاق بأمه، وكيف هتك القرامطة أعراض المسلمين، حتى قالت إحدى النساء المسلمات وهي تشير إلى ابنها بعد أن اعتدى مجموعة من القرامطة عليها.. "فوالله ما أدري ممن هذا الولد منهم".
والقصة معبرة فيها الكثير من الفوائد فيمكن الرجوع إليها (ابن الأثير 7/524 ـ 526).
ـ عملت الباطنية على قتل عدد من خيرة العلماء والقادة والأمراء، لإبعاد المسلمين عن طريقهم، ولخلخلة المجتمع وإضعافه، فقد تمكنوا من قتل الوزير نظام الملك، مما أضعف دولة السلاجقة، وقتلوا الأمير مودود الذي تصدى للصليبيين في الشام، وحاولوا قتل السلطان صلاح الدين، لكن الله نجاه منهم، واستمر في طريق الجهاد والفتوحات([49]).

جـ ـ سياسياً


ـ أوجد الباطنيون انقساماً خطيراً هو الأول من نوعه، عندما ادّعى العبيديون انتسابهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتسموا بالفاطميين، وتمكنوا من تأسيس دولة في مصر والمغرب العربي والشام والحجاز ، وحاولوا الاستيلاء على الخلافة العباسية وإسقاطها، وادّعوا أنهم أحق بأن يكونوا أئمة المسلمين من العباسيين.

ـ كان الباطنيون يتحالفون دوماً مع أعداء المسلمين من الصليبيين وغيرهم وينفذون مخططاتهم للقضاء على الخلافة السنية، وإقامة الإمامة الشيعية محلها.

ففي سنة 507 هـ / 1113م، زحف المسلمون على الصليبيين حتى بلغوا طبرية في فلسطين بقيادة الأمير مودود ، فغضب الباطنية من انتصار المسلمين، فقتلوا مودود بينما كان يدخل المسجد الكبير في دمشق لأداء صلاة الجمعة، فطعنه أحد الباطنيين بخنجر فمات على الفور،([50]) والأمثلة في ذلك كثيرة.

يقول د. بدوي عن الحركات الباطنية: "أما خطورتها فترجع إلى كونها تمثل انصرافاً عن المجرى التقليدي للأمور، وظهورها في شكل انقلابات محورية، وافتقارها إلى ضوابط راسخة أو معايير يمكن التفاهم عليها. أما عنفها فلأنها لا تستطيع أن تحقق أهدافها بالوسائل الشرعية المقررة، ولهذا تلجأ إلى البطش إن تمكنت،والاستتار المتآمر في دور التمهيد، والتقية الغادرة في ظل سلطان الخصوم"([51]).
___________________________

المصدر موقع فيصل نور
 
عودة
أعلى