الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية في فترة الحرب الباردة

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
409 0 0
الكاتب: عقيدركن / محمد حسين الغفاري
أصبحت الأقمار الاصطناعية تلعب دوراً حاسماً ومهماً في أي حرب حديثة وأصبح الاعتماد عليها في الحروب أمراً حيوياً من حيث المراقبة والرصد والتزود بالمعلومات المطلوبة وكذلك التوجيه والسيطرة على كثير من الأسلحة الحديثة والمراقبة المستمرة لمسرح العمليات .
هذا الاعتماد المتزايد على الأقمار الاصطناعية أدى إلى انشغال المخططين العسكريين بالتفكير في وسائل حماية الأنظمة الفضائية . وفي المقابل التفكير بوسائل للتخلص من قدرات الخصم الفضائية ، .وكنتيجة لذلك فقد تحققت خطوات واسعة في هذين المجالين .
إن المتطلبات التقنية اللازمة لنظام مضاد للأقمار الاصطناعية أقل من تلك التي يحتاجها النظام المضاد للصواريخ البالستية . فرؤوس الصواريخ البالستية لا تظهر كأهداف لأكثر من 30 دقيقة ، وهي مجهزة لتتحمل صدمة الدخول مجدداً إلى المجال الجوي للأرض . في المقابل فإن الأقمار الاصطناعية تتبع مدارات يمكن التنبؤ بها لفترة طويلة – أحياناً لسنوات – وهي أجسام ضعيفة نسبياً ، ومع ذلك فإن مهمة اعتراض قمر اصطناعي ليست سهلة بل عملية صعبة للغاية ، وبرغم أن الشعاع القاتل للمعترض يمكن زيادته بوسائل متنوعة مثل استخدام المتفجرات ، مع العلم أن المواد النووية هي الأكثر قدرة بين كل المواد المتفجرة إلا أن الأقمار الاصطناعية تظل في منأى من الشعاع المدمر للسلاح النووي وقد تكون قابلة للتعطيل بفعل النبض الالكترومغناطيسي المولد بفعل الانفجار النووي غير أن هذا التكتيك يحمل كذلك خطر تعطيل بعض الأقمار الصديقة .
وهناك تكتيك آخر يستخدم لمواجهة الأقمار الاصطناعية يقوم على بث إشارات توجيه زائفة تعمل على تحريك وتدوير القمر الاصطناعي في مداره بشكل عشوائي تماماً ، وكذلك أقمار الإنذار المبكر يمكن تعميتها باستخدام أشعة الليزر وكذلك التشويش على أقمار التجسس الالكتروني ، ويمكن تجريد العدو من الاستفادة من أقماره الاصطناعية من خلال تدمير مراكز التحكم بالأقمار و المنشآت الأرضية التي لها علاقة بذلك .

مواجهة نظام " FOBS "
Handler.ashx

الاهتمام الأمريكي بالأنظمة المضادة للأقمار السوفيتية كان مبعثه الرغبة الأمريكية بمنع الاتحاد السوفيتي سابقاً من قطف كل ثمار مقدرات أقماره الاصطناعية في أي نزاع ، وقد ازداد هذا الاهتمام عندما بدأ الاتحاد السوفيتي بتطوير نظام القصف المداري الاستقطاري ( FOBS ) وهو سلاح نووي موضوع في أحد المدارات الجوية بواسطة صاروخ " إس . إس . أو " جعل الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى هذا النظام باعتباره سلاحاً خطيراً وقادراً على شن هجوم من أي اتجاه وبالتالي خداع أنظمة الإنذار المبكر الموجودة في الواجهة الغربية للولايات المتحدة الأمريكية .
وكان الاعتقاد يومها أن هذا النظام يمكن استخدامه بهذه الطريقة لتدمير الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ البالستية ورادارات الإنذار المبكر لتمهيد الطريق أمام الهجوم بالصواريخ البالستية العابرة للقارات .
كان أول نظام أمريكي لسلاح مضاد للأقمار الاصطناعية هو " معترض الاقمار الاصطناعية " ( SAINT ) والذي بدأ العمل به عام 1960م وقد كان مقرراً له أن يوضع في المدار بواسطة صاروخ " أطلس – ستتور" إلا أنه تم التخلي عن هذا البرنامج بعد ثلاث سنوات والعمل على برنامج آخر دخل الخدمة عام 1964م و يعتمد على صاروخ " Nike Zeus " نايك زيوس و الذي صمم بالأساس ليكون مضاداً للصواريخ البالستية . ويحمل هذا النظام رأساً حربياً نووياً بقوة واحد ميغا طن ، ويوجه إلى الهدف بواسطة رادار أرضي ، وليس عليه القيام بمناورات فلكية لاعتراض هدفه بل يتم رفعه مباشرةً إلى مسار القمر الاصطناعي المطلوب ضربه .
لكن نظام Nike Zeus " كان يعاني من عيوب عدة ، من بينها محدودية ارتفاعه حيث لم يكن قادراً على تجاوز ارتفاع 350 ميلاً (550 كم) ، لذا سرعان ما تجاوزه نظام آخر سمي " برنامج – 437 " ويستخدم صاروخ " ثور" البالستي المتوسط المدى لحمل رأس حربي نووي إلى ارتفاعات تصل إلى 800 ميل (1300 كم ) وكان ذلك في العام 1964م ، وبعد نجاح ثلاث تجارب من أصل أربع أعلن عن وضع هذا النظام في الخدمة العملية ، وتم الاحتفاظ بصاروخين على جزيرة " جونستن" في المحيط الهادي مع احتياط أنظمة إضافية جاهزة في قاعدة " فاندينيرغ" الجوية على ساحل ولاية كاليفورنيا .
بالرغم من بعض المصاعب التقنية والمالية فقد ظل " برنامج – 437 " في الخدمة الاسمية حتى عام 1975م .
أما البرنامج الحالي للأنظمة المضادة للأقمار الاصطناعية الذي تمتلكه الولايات المتحدة الأمريكية فقد بدأ العمل فيه عام 1977م ويفترض أن يكون قد دخل الخدمة العملية منذ عام 1988 م وهو يتألف من صاروخ ذو مرحلتين يحمل جهازاً ، يعرف باسم " مركبة التبت المصغرة" (MHV) ومصمم ليطلق من على طائرة إف – 15 المعدلة بعض الشيء ، ويبلغ طول هذا النظام 5.4م وقطره 20 إنش (50.8سم ) ويزن 1180كغ والــــ (MHV) جهاز إسطواني الشكل ، قطره 12 إنش (30.5 سم ) وطوله 13 إنش (33 سم ) .
ويتألف نظام التوجيه من ثمانية تليسكوبات تعمل بالأشعة تحت الحمراء تسلط على الهدف لترسل معلومات عن الهدف إلى الكمبيوتر كما يتابع أيضاً تعقب سرعة وموقع (MHV) من خلال مراقبة جيروسكوب ( أداة تستخدم لحفظ توازن الطائرة أو الباخرة وتحديد الاتجاه ) ليزري .
أما القدرة على المناورة فتتوفر بواسطة 56 محركاً صاروخياً صغيراً منصوبة في محيط دائرة (MHV) ويتم تشغيلها من قبل كمبيوتر في مركز (MHV) لوضعها في مسار اعتراضي .
مع العلم أن (MHV) لا تحمل مواد متفجرة فقد صممت على أساس أن تصطدم بالهدف مباشرةً بسرعة تبلغ 8 أميال / ثانية (13 كم/ثانية ) وهذه السرعة موازية تقريباً لقوة انفجار قذيفة عيار 16 إنش .

قواعد الـــ " إف – 15 " الحاملة للأسلحة المضادة للأقمار
Handler.ashx

هناك سربان من طائرات " إف-15" الحاملة لأسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية (Asat) الأول متمركز في قاعدة " لانجلي " الجوية في " فيرجينيا" والثاني في قاعدة " ماكشورد " الجوية في واشنطن ، وقد تم اختيار هذين الموقعين بسبب الانحناءات المدارية للأقمار الاصطناعية التابعة للاتحاد السوفيتي حين ذاك ، ولضمان سقوط بقايا الصواريخ في المحيط .
واستخدام طائرة كمركبة إطلاق بدل صواريخ منصوبة على الأرض يجعل هذا النظام مرناً إلى حدٍ كبير . فهو أقل عرضة للهجوم ، بما أن الطائرة يمكن أن تبدل مواقعها ، كما أن حركة الطائرة توفر فرص إطلاق أكثر مما لوكان نظاماً ثابتاً .
يتولى تنسيق مهام اعتراض الأقمار الاصطناعية مركز عمليات الدفاع الفضائي " SPADOC " الموجود في مجمع جبل " شيين " ، والذي يقوم باختيار الأهداف وحساب فرص الاعتراض اعتماداً على معلومات توفرها مراكز ومنشآت أخرى .
عند تحديد وضعية الطيران المناسب لمهمة اعتراضية يتم بث المعطيات إلى قاعدة طائرات (Asat) لتخزن في كمبيوتر إحدى الطائرات ، وعندها تقلع الطائرة إلى نقطة إطلاق الصاروخ بحيث تتلقى المعلومات الأخيرة قبل إطلاق الصاروخ من أحد أربعة مراكز إقليمية للتحكم بالعمليات (ROCC) عبر رابط معلوماتي لاسلكي يعمل على الموجة "HF " .
وعلى أساس المعلومات الأخيرة يتم تعديل وضعية الطيران ويطلق الصاروخ ، وحسب التقارير فإن النظام قادر على اعتراض أقمار في ارتفاعات تصل إلى 620 ميل (1000 كم ) .

نظام " Asat " السوفيتي
Handler.ashx

خلال الستينيات أجرى الاتحاد السوفيتي سابقاً اختبارات على بعض التقنيات الضرورية لمهام اعتراض أقمار اصطناعية ، وكان أول اختبار فعلي لنظام " Asat " جرى في العام 1968 م ففي 19 تشرين الأول / أكتوبر من نفس العام تم إطلاق القمر " كوزموس -248 " إلى أقرب نقطة في مدار القمر مع الأرض تبلغ 295 ميلاً (475 كم ) وفي اليوم التالي تم إطلاق " كوزموس -249 ) إلى نقطة في مدار تبلغ 312 ميل ( 502 كم ) . وكان القمران في مستوى مداري واحد . وفي غضون ساعات قليلة من إطلاق كوزموس -249 نفذ طيران منخفض قريب المدى وعالي السرعة بالقرب من نقطة تمركز القمر كوزموي -248 مما أدى إلى انفجار القمر كوزموس -249 فوراً ، وفي تشرين الثاني / نوفمبر 1968 م أطلق القمر كوزموس -252 ليقوم بالعمل الذي قام به كوزموس -249 باستخدام كوزموس – 248 كهدف .
وبعد سنتين من التوقف بدأ الاتحاد السوفيتي سابقاً بإجراء إختبارات مشابهة باستخدام كوزموس -373 كهدف وكوزموس – 374 وكوزموس – 375 للاعتراض ، هذه الاختبارات اتبعت إلى حد كبير نمطاً مشابهاً لسابقاتها مع اختلاف واحد هو أن الأقمار / الأهداف أطلقت من " بليستسك " بدلاً من " تايوراتام " ، في حين استمر إطلاق أقمار الاعتراض من " تاريوراتام " .
كما أن عمليات الاعتراض تمت على ارتفاعات تراوحت بين 143 و 624 ميل (230 و 1005 كم ) .
خلال الفترة من 1971م وحتى بداية 1976م لم يقم الاتحاد السوفيتي بأي اختبار كامل لسلاح مضاد للأقمار الاصطناعية ، وربما كان هناك بعض الاختبارات التي لم تؤتي النتاج المرجوة من ورائها .
ومابين الفترة من شباط / فبراير 1976 وأيار / مايو 1978 أجريت تسعة اختبارات ثم تلتها سنتان بدون تجارب حيث كانت المفاوضات الروسية الأمريكية حول الاسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية تتقدم في تلك الأيام . وفي العام 1980م وبعد تعليق تلك المفاوضات تم استئناف التجارب مرة أخرى حيث قام الاتحاد السوفيتي بعمل أربع تجارب قبل أن يعلن في آب / أغسطس 1983م قراراً من طرف واحد بتوقيف اختبارات "Asat" . ولم تسجل أي تجربة حتى نهاية 1985م .
ونظام "Asat" الروسي يستخدم صاروخ " إس. إس -9 " لحمل آلة اعتراضية إلى المدار . هذه الآلة بطول 4.5 م وعرض 6 م وقطر 1.5 م ويبلغ وزنها حوالي 2500 كجم ، ويمكن تجهيزها برادار نشط أو جهاز بصري سلبي حساس يعمل بالأشعة تحت الحمراء .
وقد تم رصد نوعين من أشكال الاعتراض ، الشكل الأكثر استعمالاً يقوم على وضع قمر اصطناعي كمعترض في مدار " يكشط " مدار القمر / الهدف ،ويتم توقيت إطلاق القمر المعترض بحيث يصبح قريباً من القمر الهدف بعد دورة أو دورتين في المدار ، ويستخدم القمر المعترض دافعات بغرض الاقتراب من هدفه وعندها ينفجر مرسلاً غيمة من الشظايا تشبه خرطوشة بندقية الصيد باتجاه الهدف ، وهذه التقنية قد تستغرق عدت ساعات بين الإطلاق والاعتراض الأمر الذي يتيح متسعاً من الوقت للقيام بمناورات تبعد القمر الهدف عن منطقة الخطر .
 
رد: الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية في فترة الحرب الباردة


جاء الشكل الثاني من الاعتراض ليتجاوز النقطة السابقة حيث يعمل على تقليص المدة الزمنية اللازمة بين الإطلاق والاعتراض بشكل كبير . إذ يتم وضع القمر المعترض في مدار منخفض أشبه بالموقف تحت مدار القمر الهدف ، وكلما كان المدار منخفضاً كلما تقلص الزمن المداري . بحيث يستطيع القمر المعترض اللحاق بهدفه بسرعة ، وفي النقطة المناسبة يقوم القمر المعترض بتشغيل محركات تزيد من سرعته للوثوب إلى مدار الهدف وبعدها يقوم بعملية الانفجار كما حصل في النوع الأول .
علماً أن المدة الفاصلة بين عملية الإطلاق وعملية الاعتراض لا تتجاوز 30 دقيقة الأمر الذي لا يعطي القمر الهدف أي فرصة للمناورة .

تقنية نظام "Asat" الأخرى
Handler.ashx

كما سبق الإشارة فإن الأنظمة المضادة للأقمار الاصطناعية التي تستند على مبدأ الاعتراض المباشر ليست التقنية الوحيدة لأنظمة "Asat" إذ يمكن أن يحاول العدو الدخول إلى روابط القيادة والمعلومات محاولاً إخراج القمر الاصطناعي عن مساره أو التشويش على الإشارات من وإلى القمر الاصطناعي .وعليه فإن هناك أسلوب آخر يقوم على تعمية القمر الاصطناعي وذلك بتسليط أشعة ليزرية عليه من جهاز يتم نصبه على الأرض ، و كانت بعض الأقمار الأمريكية قد تعرضت بالفعل لمثل هذه العمليات ولو بشكل مؤقت، وإذا ما كانت حزم أشعة الليزر الموجهة من الأرض على القمر الهدف بشكل مركز وقوي فإنها تكون قادرة على تدمير القمر . وهنا يعتقد بأن الاتحاد السوفيتي سابقاً كان يمتلك جهازينً من هذا النوع تم استخدامهما في مثل هذه المهام .
وهناك إمكانية أخرى تتمثل بحمل الأجهزة المولدة لأشعة الليزر على طائرة تستطيع التحليق إلى ارتفاعات عالية بهدف تخفيف تأثير العوامل المناخية على الأشعة ، ومع ذلك تبقى قوة هذه الأشعة محدودة.
ومن الواضح أن البيئة المناسبة لأسلحة الليزر هي الفضاء ، حيث يستطيع الشعاع التوالد بحرية بعيداً عن الوهن والتحريف المناخي ، وحسب بعض التقارير فإن الاتحاد السوفيتي حينها قد قطع مسافة كبيرة على طريق بناء أقمار اصطناعية مجهزة بأجهزة توليد أشعة الليزر بغرض استخدامها ضد الأقمار الأخرى المعادية .
وقد أجريت دراسات عينية في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث كانت تشير بعض التقارير إلى أن الاتحاد السوفيتي سينشر محطات ليزرية تتبع "Asat" منصوبة في الفضاء بحلول العام 1990م .
وهناك كذلك سلاح آخر من "Asat" وهو اللغم الفضائي الذي يقوم مبدأ عمله على أساس وضع أقمار اصطناعية تحمل مواد متفجرة تقليدية في مدار قريب من مدار الهدف وعند الحاجة تعطى هذه الأقمار إشارات بأمر الانفجار .
وقد جرى البحث عن إمكانية استخدام الانفجاريات النووية في الفضاء كتقنية "Asat" وبالفعل فإن أنظمة "Asat" الأولى سواءً الأمريكية أو السوفيتية كانت نووية التسليح .
وأنظمة "Asat" النووية التسليح قد تكون فعالة بطرق عدة ، على سبيل المثال فإن كرة النار والإشعاع المكثف قادران على تدمير الأقمار الموجودة على مقربة من الانفجار ، في حين يؤدي النبض الإلكترومغناطيسي إلى تعطيل الإلكترونيات التي تحملها أقمار على بعد آلاف الأميال .
لكن هذه النتائج المدمرة لا تنحصر على الأقمار المعادية فحسب ، بل تغطي في تأثيرها حتى الأقمار الصديقة .
ومن وسائل إفقاد الأقمار الاصطناعية قدراتها كذلك مهاجمة منشآتها الأرضية من خلال التخريب والأسلحة التقليدية أو النووية أو بواسطة النبض الكهرومغناطيسي عالي الارتفاع .
وأخيراً فإن المشهد في سباق التسلح الفضائي بين أكبر دولتين في القرن الماضي قد جعل الأمور جلية وواضحة بحيث يمكن أن نعرف من خلال كل ذلك أن كل طرف قد استكمل جميع برامجه في هذا المجال ، بل دخلت كذلك في هذا السباق دول جديدة مثل الصين وكوريا الشمالية وغيرها وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا السباق وهو ما بدأ يظهر جلياً خلال السنوات الأخيرة أو ما سوف تظهره الأعوام المقبلة .


 
عودة
أعلى