عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية،

روجر

عضو
إنضم
24 يوليو 2009
المشاركات
237
التفاعل
26 0 0
(...) هكذا القي مدير العمليات بجهاز الامن بنفسه فى وكر القذافي

لماذا انخدع ضباط المخابرات المصرية بالعملية التى تمت امام اعينهم؟!

ما المعلومات التى قدمتها الـ(CIA) لانجاح العملية؟

ما سر اختفاء احد اطقم (عملية بدر الكبري) قبل التنفيذ؟!


أعداد: ضياء الدين بلال - محمد عبد العزيز

مثلت عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية، حيث مثلت العمود الفقري لعدد من العمليات المتتالية فى الفترة من العام 1978-1981، وهى حقبة زمنية مهمة مثلت واحدة من أسخن فصول العلاقة بين نظامي نميري والقذافي، فقد دارت حرب ظاهرة وباطنة بين الفساطين، لم يدخر فيها أي طرف جهدا للقضاء على الاخر بكل ما اؤتي من قوة.
<<<
بعد أنقشاع غبار معركة 1976 واجهاض محاولة قوي المعارضة المدعومة من القذافي، تنهدت الاجهزة الامنية السودانية وهو تستشعر خطورة النظام الليبي على امن واستقرار الخرطوم، لتخلص لنقطة مهمة مفادها ضرورة القضاء على الاخر او اضاعفه على اسوء الفروض فى سبيل البقاء، كانت معركة قانونها الوحيد اللاقانون.
استدعاء عاجل
فى الثامن عشر من أغسطس من العام 1981 وصل استدعاء عاجل وسري لمدير العمليات بجهاز امن الدولة العميد خضر الحسن، شعر خضر بخطورة الموقف، سرح قليلا محاولا توقع اجندة الاجتماع، الذى سيجمعه بقيادات الجهاز، شعر بالارهاق ولم يصل لنتيجة قاطعة، كان حدسه الامني يخبره أن الامر ينطوي على حدث مهم لاقصي حد،دعا مدير الجهاز لاستدعائه بنفسه.
لم يمض كثير وقت قبل أن يجد مدير العمليات نفسه فى قاعة الاجتماعات وجها لوجه مع مدير الجهاز الفريق عمر محمد الطيب، ونائبه اللواء كمال حسن أحمد، ساد الصمت لفترة من الوقت داخل ارجاء القاعة، لم يشا مدير العمليات ان يقطعه، فاكتف بالتركيز والانتباه، كان ذلك ما يسعي له مدير الجهاز وهو يعمد لخلق اقصي درجات التحفيز والانتباه قبل ان يتحدث، تنحنح قليلاً، قبل ان يوجه ناظريه نحو مدير المديريات ويقول له بلهجة واضحة مليئة بالتحدي: "نحن نخطط لعملية بالغة الخطورة، تستدعي أستخدام افضل الكوادر وكثرهم حبرة، فاي خطا فيها يعني فشلها، والقضاء على افراد العملية"، صمت عمر محمد الطيب قليلاً وهو يتامل تاثير كلماته على خضر، قبل ان يردف ايضاً أنها تقتضي الدخول لوكر الذئاب والعبث بهم.
قال خضر بعد أن استشعر خطورة المهمة: "هل تسمح لي بدراسة ملف العملية، ليتسني لي ترشيح الضابط المناسب؟". ضحك مدير الجهاز وابتسم نائبه كمال قبل ان يربت على ظهر خضر ويقول له: "أعتقد أنك لن تحتاج لضابط لتنفيذ هذه المهمة"!!.
وقبل أن يزول استفتهام مدير العمليات، فاجاه مدي الجهاز بانه هو من سيقوم بتنفيذ العملية، صدم خضر قليلا فهو لم يكن يتوقع ذلك، الا انه سرعان ما ادي التحية العسكرية واعلن عن استعداده لتنفيذ المهمة.
طرف الخيط
أمسك مدير العمليات بملف العملية الجديدة وبدا يقرأ بتمعن كانت المعلومات الموجودة قليلا، والخطة بكاملها تصنف فى خانة العمليات الارتجالية، فلا سند يرجي خلف خطوط العدو، ولا مساعدة تنتظر.
كان طرف الخيط هو معلومات مررها عثمان ابراهيم طويل وهو شاب شمالي جنوبي، والده من تجار ام دوم، وامه شقيقة سلطان دينكا أويل السلطان رينج دينق وول، المعلومات الى مررها طويل لم تاتي منه هو، ولكن اتت من بيروت من احد الراسماليين السودانيين المقيمين فى بيروت ويمتلكون مكتب تجاري هناك، كان هذا الشخص هو محمد احمد سليمان من كبار القيادات الشيوعية، ولكنه اختلف مع حزبه وبات يحمل صفة كادر سابق تفرغ لادارة اعماله مستقرا فى بيروت.
واصل خضر فى قراءة بقية المعلومات التى من المفترض ان تنسج على ضوئها العملية، كانت كل المؤشرات ما زالت ان السلطات الليبية متعطشة لعمل عسكري وسياسي لاسقاط النظام فى السودان، كان الدرس الذى استفاده الليبين من تجربة العام 1976 (الجبهة الوطنية/المرتزقة) هو اسناد العمل لضباط عسكريين فى الخدمة، لذلك كانوا يركزون جهودهم بحثا عن هولاء الضباط، غير مكترثين فى تلك المرحلة للسياسين بعد فشل تجاربهم معهم، خاصة بعد مصالحة أكبر فصائل المعارضة للنظام.
شهادة الميلاد
لاحظ مدير العمليات أن العملية التى شرعوا فيها لم تكن تحل اسما حتى تلك اللحظة فقرر بالتشاور مع قياداته اطلاق اسم (بدر الكبرى) على العملية، كان الهدف الاساسي منها هو التوغل فى نوايا النظام الليبي تجاه الخرطوم ومعرفة ماذا يخطط له، مع هامش كبير ترك للمناورة والارتجال.
تم ادراج ابراهيم طويل ومحمد احمد سليمان وشقيقه حسن ضمن افراد العملية لاضفاء طابع سياسي، هذا فضلا عن خضر الضابط بالقوات المسلحة والذى تم انتدابه للعمل بالجهاز فتدرج حتى أصبح مدير العمليات، كما أنه كان قائد اطقم الحماية الخاصة بتأمين الرئيس جعفر نميري، بجانب ضابط اخر من الجيش.
تم اتخاذ اقصي درجات الحذر والتامين حتى لا تتسرب المعلومات عن عملية (بدر الكبري)، حتى داخل اروقة الاجهزة الامنية فباستثناء طاقم العملية لم يكن احد يعلم بها سوي مدير الجهاز ونائبه، ولاحقا تم تنوير الرئيس نميري واخذ الضوء الاخضر لتنفيذ العملية.
فى تلك الاثناء كان الاجهزة الامنية السودانية على تنسيق مع عدد من اجهزة الاستخبارات حول العالم، وكانت تربطها علاقة خاصة بالمخابرات المصرية والامريكية، ومع ذلك لم يلحظ اي احد منهم اي مؤشر على القيام بشئ غريب، كان مدير العمليات خضر يستقبل ضباط المخابرات المصريين فى مكتبه، ويجري الحوارات معهم فى حالة تراخي كامل وكان شئيا لم يكن، وفى ذات الاثناء كانت الاستعدادات تجري على قدما وساق لتنفيذ عملية استخباراتية خطيرة، كان يمكن لهم ان يلحظوا تلك الخطوات التى كانت تجري امامهم ولكنها كانت بدرجة عالية من الوضوح يستحيل معها ان تكون عملية استخباراتية مما جعلهم لايشكون، كان ذلك دليل نجاح للعملية لم يتاكدوا منه تماما الا بعد وقت طويل.
معلومات امريكية
فى المقابل فان عملاء المخابرات الامريكية كانوا يعلمون جزئيا بالعملية، كان ذلك ضروريا لتوفير معلومات استخباراتية لضمان انجاح العملية، كان جزء من تلك المعلومات يتعلق برسم نموذج كامل لـ(باب العزيزية) القاعدة العسكرية التى تقع جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وقد كانت المقر الرئيسي للزعيم الليبي معمر القذافي، وفيها بيته إلى جانب عدد من الثكنات العسكرية والأمنية.
كان مدير العمليات يدرك جيدا ان اقتحام هذه القلعة الحصينة دون معرفة كل شئ عنها يعني فشل العملية، لذلك عكف جيدا على دراسة نماذج لها، والتعرف على ممراتها وطرقاتها السرية، فهذه القلعة شديدة التحصين التى اقيمت على مساحة ستة كيلومترات مربعة في موقع إستراتيجي جنوبي طرابلس لتكون قريبة من جميع المصالح الرسمية في العاصمة وبجوار الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس, علاوة على كونها أشد المواقع الليبية تحصينا على الإطلاق، فهي محاطة بثلاثة أسوار إسمنتية مضادة للقذائف, إضافة إلى ضمها أكثر التشكيلات العسكرية والأمنية تطورا من حيث التدريب والتسليح، باختصار كتاب ملئ بالاسرار.
ساعة التنفيذ
بدأ الجميع لتنفيذ العملية، عبر سلسلة من عمليات التمويه، بدات العملية بتفرق افراد المجموعة، التى كان من المفترض سفرها لطرابلس ودخول (باب العزيزية) واقناع القذافي بانهم ضباط فى الخدمة يملكون تنظيما ناشئا داخل القوات المسلحة يعمل على قلب النظام والاستيلاء على السلطة، وهم فى هذه المرحلة يعملون على تطوير هذا التنظيم عبر دعم ليبي، وفى سبيل ذلك يجب استخدام كل ما يلزم لانجاح العملية بما ذلك سب النميري والحديث عن عدم قبول الشعب السوداني له، وقد كان هذا كفيل باسالة لعاب القذافي الذى كان يعمل باي ثمن لقلب النظام السوداني، لاسيما بان الفترة الاخيرة لم تشهد قدوم مجموعات فى الخدمة، لذلك حرص خضر فى مجازفة واضحة على حمل كل الوثائق والاوراق الرسمية الخاصة به والتى تشير للمواقع العسكرية والامنية التى عمل بها، كانت تلك مجازفة حدية، فاما ان يقتنع القذافي وتنج المهمة، واما ان يفشلوا فيعدم افرادها، وحينها كانت الخرطوم لن تسال عنهم.
مسارات ومتاعب
اتفق خضر مع الضابط الذى معه على السفر الى القاهر بيروت جيبوتي بحجة العلاج، بينما يتخذ هو طريقا اخر، بداعي قضاء اجازته السنوية، على أمل اللقاء فى جوبتي وان تعذر الامر يكون اللقاء فى باريس، كان خضر والضابط الاخر، يمثلان الجناح العسكري للخدعة باكملها.
حزم خضر امتعته، وانتظر لاكثر من ثلاث ليالي فى جوبتي، لم يصل رفيقه، ولم يتصل، شعر الرجل بالقلق، لم يكن يتوقع ان تبدا المتاعب فى مثل هذا الوقت المبكر، كان يدرك أن مهمتهم لا تحتمل التراجع، قضي الوقت المعلوم فى الفندق، وغادر الى باريس، على امل ان يلحق به هناك.
فى تلك الاثناء تحركت المجموعة المدنية بشكل منفرد ايضا وبطرق ومسارات متقاطعة ومتباعدة، محمد سليمان ذهب الى القاهرة ومنها الى اديس ابابا ثم باريس، بينما حلق شقيقه حسن الى القاهرة ومنها الى بيروت ثم باريس، اما الفرد الاخير من المجموعة عثمان طويل فقد كان فى بيروت فحلق مباشرة لباريس.
فى باريس تجددت متاعب خضر والمجموعة، فالضابط الذي كان من المفترض ان يرافقه اختفي، ولم يظهر له اثر، كان الامر مقلقا ومربكا للجميع، فهو يشكل مع خضر الجناح العسكري وهو الطعم الذى سيتخدم لابتلاع الخديعة باكملها،
عقدت المجموعة اجتماعا سريعا فى مقر اقامتها فى باريس، بين ان تواصل العملية بعد اختفاء احدها، مع احتمال تسرب معلومات منه وهو ما يشكل تهديدا للعملية، او ان يواصلوا ويستمروا رغم كل تلك المخاطر.
بعد جدل ليس بالقصير كانت غلبة النقاش ان يمضوا الجميع فى المهمة مهما كان الثمن، فقرروا تجاوز المختفي واسقاطه من حساباتهم، كان ذلم يعني وبشكل واضح ان خضر سيتحمل اضعاف مهمته وسيمثل لوحده الطعم الشهي للايقاع بنظام القذافي، كانت سيناريوهات اختفاء الضابط المختفي متعددة، هل توصل اليه الليبين وكشفوا ما بحوزته من معلومات، ام ان جهة ما قامت بتصفيته او اعتقاله، او انه تراجع عن تنفيذ العملية لوحده بسبب خطورتها،
حدق خضر طويلا من النافذة لشوارع باريس المشتعلة وهو يدرس كل تلك الاحتمالات، قبل ان يلتفت لابراهيم طويل ويقول له بلهجة حازمة تعني الا تراجع بعد الان: "أتصل بمندوب الليبين".

(الخديعة الكبري).. أكبر عملية استخباراتية للتلاعب بالقذافي (2)

ما المهمة التى نفذها مدير العمليات خارج مجموعته فور وصولهم ليبيا

(...) هكذا أنجحت المعارضة اليوغندية مهمة الفريق حين وشت به
من الرجل الذى كان برفقة السنوسي فى استقبال المجموعة بطرابلس؟
لماذا ربط البعض مصير الضابط خضر بالامام موسى الصدر؟
كيف نجح محمد سليمان فى تقديم المجموعة بصورة جيدة للنظام الليبي؟

أعداد: ضياء الدين بلال - محمد عبد العزيز

مثلت عملية (بدر الكبرى) واحدة من أجرأ عمليات المخابرات السودانية، حيث مثلت العمود الفقري لعدد من العمليات المتتالية فى الفترة من العام 1978-1981، وهى حقبة زمنية مهمة مثلت واحدة من أسخن فصول العلاقة بين نظامي نميري والقذافي، فقد دارت حرب ظاهرة وباطنة بين الفساطين، لم يدخر فيها أي طرف جهدا للقضاء على الآخر بكل ما أوتي من قوة.

مرت عدة أيام قبل أن يصل ضابط المخابرات الليبي من العاصمة البورندية بوجامبورا بفعل الاتصال بابراهيم طويل، فى تلك الأثناء، كان مدير العمليات العميد خضر الحسن مثار سخرية المجموعة ابراهيم طويل ومحمد احمد سليمان وشقيقه حسن، كانوا يشيرون له باستمرار لمصير الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر والذى أتته دعوة للقاء معمر القذافي فى ليبيا، فاختفى منذ نهاية أغسطس 1978، وقالت السلطات الليبية إنه غادر طرابلس الغرب متوجهاً إلى العاصمة الإيطالية روما دون أن يحضر الاجتماع المقرر بينه وبين العقيد معمر القذافي.

مصير الصدر
فى المقابل أجرت السلطات الايطالية تحقيقا واسعا وأجري استجواب لعناصر الشرطة في مطار فيوميتشينو في روما وقائد الرحلة المزعومة، ومدير فندق هوليداي إن في العاصمة الإيطالية وتم التوصل الى خلاصة أن الصدر ومرافقيه لم يصعدا إلى الطائرة ولم يصلا إلى إيطاليا وأن شخصين انتحلا صفتهما ودخلا الفندق المذكور وحجزا الغرفتين سبعمئة وواحد وسبعمئة واثنين لعشرة أيام. اكتشفت السلطات الإيطالية في الغرفتين حقائب وجوازي سفر السيد الصدر والشيخ يعقوب وتبين العبث بهما.
كان خضر يستحضر كل ذلك، كان الخطر والتهديد يحدق به هو أكثر من غيره، فهو كان العسكري الوحيد وسط المجموعة، وكان الإيقاع به يعني مصيرا مختلفا عن بقية زملائه المدنيين، خاصة أنه لا علاقة رسمية لهم بنظام النميري ومؤسساته العسكرية، والأمنية.
بدأت المجموعة فى مرحها وسخريتها وكأنها لاتهاب الموت أو أنها تسخر منه، وهم يمازحون بعضهم بذاك الشكل.
انقطع كل ذلك المرح والمزاح وتبدلت ملامحهم تماما، وابراهيم طويل يصطحب ضابط الاتصال الليبي بعد وصوله من بورندي لمقر سكنهم، لم يستقروا بعدها كثيرا فى باريس، فقد رتب الليبيون أمورهم فحزموا حقائبهم واستقلوا طائرة الخطوط الجوبة الإفريقية باتجاه العاصمة الليبية طرابلس.
رحلة سريعة
ما أن حلقت الطائرة من مطار (شارلي ديغول) بباريس محلقة نحو طرابلس، حتى بدأ خضر استحضار كل ما يختزنه من معلومات حول العملية، كان يدرك أن المسافة الفاصلة بين باريس وطرابلس 1989 كم، وطوال زمن الرحلة التى تستغرق حوالي ساعتين وخمسين دقيقة.
كانت الرحلة تضم المجموعة بجانب ضابط الاتصال الليبي المكلف بالتنسيق مع المجموعة بواسطة عثمان ابراهيم طويل، وتنتهي مهمته بإيصال المجموعة إلى طرابلس.
لم يستغرق الأمر كثير وقت والمجموعة يسلكون طرقا أخرى غير التى سلكها ركاب الطائرة، دقائق معدودة وكانوا على متن سيارتين تشقان الطريق السريع من المطار للمدينة التى تقع على بعد (25) كلم، ليستقر المقام بهم بفندق فخيم على كورنيش المدينة.
عين القذافي
بالفندق كانت ثمة مفاجأة بانتظار المجموعة، حيث استقبلهم رجلان عرف خضر أحدهما. كان يوصف عندهم بأنه عين الزعيم الليبي معمر القذافي وأذنه ويده اليمني، فهو كان مدير مكتبه وصهره، علاوة على أن القذافي يكلفه بمهام أمنية ذات طابع خاص، وصلت حد قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، أما الشخص الثاني الذى كان برفقة السنوسي فعرفوا لاحقا أنه سعيد راشد أحد القيادات في اللجان الثورية.
قدمت المجموعة نفسها للرجال القذافي، وطوال ثلاثة أيام بالفندق كان خضر يدرك أن زيارة السنوسي الدائمة لهم وإشرافه المباشر عليهم، تعرب عن فحص وتدبر النظام الليبي لهم.
تولى محمد سليمان مهمة التعريف بالمجموعة بوصفه رئيس التنظيم، وقد أظهر سليمان قدرات هائلة فى التخطيط والإقناع مستفيدا من خبرته التجارية ونشاطه السابق بالحزب الشيوعي، ليرسم بدقة شكل التنظيم المفترض للمجموعة والأدوار التى يقوم بها كل فرد منهم، وحجم الخلايا السرية التى يشرفون عليها.
وقد فبرك سليمان الكثير من القصص عن تنظيمهم المفترض مستفيدا من معرفته التامة بخفايا العلاقة بين المعارضة السودانية والقذافي، والتى بدأت بعد انقلاب هاشم العطا وتغيير الموقف السعودي الداعم للمعارضة، وممارستها للضغوط على المعارضين، مما اضطر الآخرين للعمل على نقل أعمالهم للقاهرة إلا أن استعدادات السادات للحرب مع إسرائيل وحاجته لدعم كل الأنظمة العربية فى تلك المرحلة، جعلته يمتنع عن استقبالها، ويقترح عليها الذهاب للقذافي، وهو ما حدث تماما، فبحلول شهر أكتوبر 1973م كانت فصائل المعارضة قد استقرت فى ليبيا، مكونة الجبهة الوطنية السودانية بقيادة الشريف حسين الهندي ممثلا للاتحادي، عثمان خالد مضوي ممثلا للحركة الإسلامية، د. عمر نور الدائم ممثلا لحزب الأمة، وعبدالله زكريا ممثلا لحركة الثورة العربية.
ابتلاع الطعم
بدا أخيرا أن النظام الليبي ابتلع الطعم، واقتنع بالمجموعة الجديدة، ورغم ذلك بدا واضحا لخضر أن السنوسي شخص ذكي جدا إلا أنه مصاب بالخوف والرهبة الشديدين.
حضر السنوسي مساء اليوم التالي مصطحبا لعبد الله زكريا أحد قيادات المعارضة السودانية فى ليبيا ويعتبر على علاقة خاصة بالعقيد القذافي نفسه، بل يعتبر أحد المنظرين للكتاب الأخضر، فقد أسس حركة معارضة عريضة من السودانيين الموجودين في ليبيا بعد فشل تجربة الجبهة الوطنية، بعد أن غير فى تكتيكات العمل لإسقاط نظام الخرطوم، عبر عمليات خاصة وخاطفة من خلال خلايا سرية يتم تدريبها فى ليبيا.
قضى زكريا ليلته تلك فى غرفة خضر بهدف التأثير الفكري فيه، ولكن بدا أنه لم يطِق الرجل، فقد أعلن فى صبيحة اليوم التالي للسنوسي رفضهم التام العمل مع زكريا، أو حتى مجرد التنسيق معه.
مفاجأة كبرى
فى اليوم التالي كانت مفاجأة خضر أكبر وهو ويقابل ضابطاً سودانيا خطيرا هو يعقوب اسماعيل، تذكر فى لحظات سريعة مقدرات وخبرات يعقوب الذى كان ضابطا متميزا ضمن دفعة ابوالقاسم وزين العابدين محمد عبدالقادر، ولكن عدم اختياره ضمن مجلس انقلاب مايو جعله ناقما عليهم، فخرج على النظام بأكمله، أو هكذا كان خضر يعتقد.
عرف خضر أن يعقوب يمسك بملف تدريب المعارضة السودانية المسلحة فى معسكرات بالكفرة، فى سياق عمل عسكري وسياسي هدف لإسقاط نميري.
تم اصطحاب خضر فى سياق خطة منظمة من الليبيين للمعسكرات بمنطقة الكفرة الليبية على الحدود مع السودان، اندهش خضر وهو يرى حجم المتدربين والبرامج العسكرية التى يتلقونها، كان الأمر خطيراً ويهدد الخرطوم. كان يعقوب يقوم بإعداد مقاتلين شرسين لأقصى حد، مستفيدا من خبرته العسكرية، والإمكانيات الهائلة التى وضعها الليبيون تحت إمرته، كان أمر الوصول للخرطوم والاستيلاء على الحكم من أبناء دفعته مسألة وقت.
الهدف الأول
اتخذ خضر أقصى درجات التحفز، وهو يرى بأم عينيه حجم المخاطر التى تهدد النظام الذى يحرسه، لم يدخر جهدا، فى أن يستهدف يعقوب سليمان لخطورته، ولإضعاف الجانب العسكري.
لم يخبر خضر أفراد مجموعته، بما ينوي فعله، من استهداف و(حرق) ليعقوب وبذر الشك فى علاقته بالجانب الليبي، كانت تلك مهمة بالغة الخطورة، تشبه السير فوق حقل من الألغام فأي خطوة خاطئة ستقود لانفجاره وتمزيقه، لذلك اعتمد خضر على العزف على وتر الحقيقة، بالإشارة الى أنه لا يتمتع بثقل اجتماعي وأنه منقطع عن أهله ، وأنه لم يزر والدته منذ تخرجه من الكلية الحربية وغيرها من الأمور. استمع الليبيون جيدا لتلك المعلومات، وتحققوا منها، وأيقنوا من صحتها، ليقوموا من فورهم بإبعاده من ليبيا الى أديس أبابا، ومن ثم تهربوا منه ولم يعودوا يدفعون له حتى أجرة الفندق، ليتم بذلك إبعاده نهائياً من اللعبة.
أما عبدالله زكريا فوفقا لتقديرات خضر فإنه اعتبره غير فاعل عسكريا وأمنيا، وينحصر تأثيره فى الجانب السياسي والفكري، كما أن خضر أخبر القيادات الليبية بصراحة شديدة أنهم لا يريدون العمل مع عبد الله زكريا ولا التنسيق معه.
رصد مضاد
فى المقابل كانت أجهزة الأمن الليبية تجري تحرياتها عن خضر، الأمر الذى كاد أن يفشل المهمة، ويقود المجموعة لمصير مجهول.
كان الأمر يتعلق بالمعارضة اليوغندية المتواجدة فى الأراضي الليبية، فقد عمل معارضو الرئيس أوبتي، من داخل الأراضي السودانية وقد نشط بعضهم تحت إشراف خضر، فباتوا يعرفونه جيدا ويعرفون أدواره فى النظام السوداني.
فقامت قيادات المعارضة اليوغندية بتحذير طرابلس من مدير العمليات، وأخبرتهم بأنه الرجل الثالث فى جهاز الأمن، إلا أن خضر أمن نفسه وأخبر الليبين منذ وصوله بكل المعلومات، بل وملكهم الوثائق التى تشير للمواقع العسكرية والأمنية التى يتولاها فى السودان. ابتسم ضباط الأمن الليبي وهم يستمعون لما يعرفونه مسبقا، وبدل أن يشكوا فى الرجل، ازادت ثقتهم فيه أكثر، فهم لم يكونوا ليجدوا شخصا أفضل منه يحقق لهم رغبة القذافي فى إسقاط نميري.
عند تلك النقطة تحديدا بلغت ثقة الليبين فى المجموعة أقصى درجاتها، ليبلغهم عبد الله السنوسي، أنه وبحلول صباح الغد سيتوجهون لـ(باب العزيزية) لمقابلة القائد القذافي.
نواصل
فيديو يتحدث فيه قائد العملية
[ame]http://www.youtube.com/watch?v=y2-d4bYuFpQ[/ame]

المصدر
 
رد: عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية،

اول مرة اسمع بالمخابرات السودانية

الرئيس السودانى صرح منذ اسابيع انه مول الحرب بليبيا
هل للمخابرات السودانية يد في ذالك

 
رد: عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية،

لعبة المخابرات السودانية دور كبير فى الصراع الليبي وذلك لدور القزافي الكبير فى زعزعة استقرار السودان كما ان المخابرات السودانية كانت تعلم ان القزافي من اهم الممولين للتمرد فى دارفور لصناعة حكومة موالية له فى الخرطوم وتحقق ما عجز عنه فى الماضي
وكماان مسؤولون ليبيون أفادوا بأن المخابرات السودانية لعبت دوراً محورياً في إلقاء القبض على عبدالله السنوسي رئيس استخبارات معمر.
 
رد: عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية،

المخابرات العربية تلعب في كل الشئون الداخلية لدول العربي

تلعب على الحبلين

هل تملك المخابرات العربية الجرأة على التدخل في الشئون الداخلية لالدول الغربية
 
رد: عملية (بدر الكبري) واحدة من أجرا عمليات المخابرات السودانية،

المخابرات العربية تلعب في كل الشئون الداخلية لدول العربي




تلعب على الحبلين


هل تملك المخابرات العربية الجرأة على التدخل في الشئون الداخلية لالدول الغربية


حينما تكون الخيانه من أخي أو ابن عمي أو جاري فإنها بلا شك ستكون أمر وأقسى وأقوى من الخيانه من الغريب أو العدو
فأعتقد أن دور السودان ومخابراتها في هذا الصراع أمر طبيعي كرد على انتهاكات ودعم الهالك القذافي في زعزعة الاستقرار في سوداننا الحبيب..
عموماً لاتتفاجأ
فاللعبه الاستخباراتيه أخي العزيز أمر ضروري..
فأنت ستعمل المستحيل لحماية أهل بيتك من أي غدر أو إنتهاك وهذا بالفعل ماتفعله مخابرات كل دوله للحفاظ على مواطنيها وسيادتها واستقرارها مهما كان الثمن..
 
عودة
أعلى