الحرب المضادة للغواصات

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
804_612_s.jpg
تتميز الغواصات الحديثة حاليا بتكنولوجيا ونظم تجعلها اصعب حتى على اكتشافها وتحديد موقعها ومتابعتها. وتجعلها استدامتها واداؤها الكبيران الناجمان عن المفاعلات النووية التي تدفع محركاتها افضل للمهام على مسافات بعيدة، الا ان مضخات تبريد المفاعل تجعلها كثيرة الضجيج وسهل اكتشافها من الغواصات التي تندفع بمحركات الديزل والكهرباء. استمر انتاج الغواصات التي تعمل على الديزل والكهرباء باعداد كبيرة حول العالم كونها تفتقر الى تعقيدات التبريد. كما لا تحدث الغواصات المندفعة بمحركات الديزل والكهرباء ضجيجا، سوى عندما يقتضي تسييرها بمحرك ديزل لاعادة شحن بطارياتها. وعلى رغم انها اقل قدرة فيما يتعلق بالسرعة وحمل الاسلحة، فان الغواصات العادية ليست ايضا باهظة التكاليف. وقد اتاح ادخال الدفع الهوائي المستقل (AIP) للغواصات امكانية توليد الكهرباء وهي غاطسة تحت الماء. وقد ادى اداء الدفع الهوائي المستقل الاضافي الى ارتفاع في مبيعات هذه الانواع من الغواصات.
ويقتضي هزيمة احدث جيل من الغواصات استخدام مجموعة من المستشعرات تتيح لقادة الحرب المضادة للغواصات (ASW) تكوين صورة سريعة بثلاثة ابعاد عن مجال القتال تحت الماء. ولا يكفي عادة نوع واحد من المستشعرات لتأمين صورة واضحة، وغالبا ما تدمج في السفن والطوافات والطائرات للحرب المضادة للغواصات مستشعرات متعددة الانواع.


الصونار
يشكل الصونار العمود الفقري لقوات الحرب المضادة للغواصات، الذي يستعمل في اسلوب سلبي سماعات الهيدروفونات لسماع صوت النشاط تحت الماء. ويولد الصونار النشط امواجا صوتية ويصغي من ثم لانعكاساتها عن الهدف الذي يحدد الشذوذ.
ان سفن الحرب المضادة للغواصات مجهزة عادة بنظم صونارات سالبة ونشطة مركبة في هيكل السفينة. وتعتبر مجموعة صونارات (CAPTAS) للاعماق المختلفة من شركة (Thales) للنظم تحت الماء، من الانواع الرائدة لهذا المنتوج، وتتيح تقنية معالجة الاشارات والبيانات المتقدمة لصونارات (CAPTAS) تزويد معطيات دقيقة عن كشف الهدف، مهمة تكتيكيا، في المياه الساحلية الضحلة والضاجة. ويشكل صونار (VDS CAPTAS Nano) الجديد النشط بتردد منخفض، من الشركة، نظاما مدمجا كحل لكشف الحرب المضادة للغواصات على مسافة بعيدة لمجموعة واسعة من سفن القتال السطحية، التي يبلغ وزن البعض منها في الحد الادنى ٤٠٠ طن.
اما حل (Ultra) البريطاني للحرب المضادة للغواصات، فيشكل نظام صونار قويا ومتعدد المؤهلات، يتمتع بقدرات استاتية واحدة ومزدوجة ومتعددة، يعمل في بيئة معقدة يستعمل فيها مستشعرات على المنصة وعضوية وبعيدة عن متن المنصة. وهذا الحل يمنح مفاعيل قوة متعددة من خلال تغطية الصونار الزائدة ويزيل الاعتماد على ناحية الهدف ويزيد عدد الفرص لتحقيق الاكتشافات.

الصونار المقطور
الصونار الصفيفي المقطور هو نظام صونار يقطر وراء غواصة او سفينة سطحية. وهو في الاساس كابل طويل يبلغ طوله نحو خمسة كيلومترات. وهو مجهز بهيدروفونات مقطورة وراء السفينة لدى نشرها. وتوضع الهيدروفونات على مسافات محددة على جانب الكبل يتضمن افضل تغطية، ويمكن ربط مستشعرات اضافية بالكبل يتاح لها السقوط من خلال طبقات حرارية مختلفة من المياه لمنع الغواصات من الاختباء فيها.
يشوب الصونارات الصفيفية المقطورة بعض الشوائب، لا سيما لدى نشرها بالقرب من سفينة اطلاقها. نظرا لصوت محركات الدفع. والصونار المقطور مفيد مع ذلك لانه يشكل افضل حل ومدى بالمقارنة مع صونار مركب على الهيكل، وهو يغطي الحواجز مباشرة وراء السفينة والبقعة المحجوبة من الصونار المركب على الهيكل.
تنتج شركة (ATLAS ELECTRONIK) الالمانية مجموعة كاملة من الصونارات النشطة والسالبة، انطلاقا من صونار المقدمة الكلاسيكي وصولا الى الصونارات المقطورة الحديثة. وان صونار الشركة المقطور النشط، الذي يتمتع بتردد منخفض، يفتح بعدا جديدا في اصطياد الغواصات وان المجالات التي تصل اليها نظم المواقع النشطة هذه هي عالية جدا لدرجة انها تستطيع تجاوز مدى الطوربيد الذي يطلق من هيكل الغواصة المركب عليه والصونارات الصفيفية المقطورة.

الصونار الغاطس
لمقاومة الغواصات التي تحاول استعمال الطبقات الحرارية للاختباء من قوات الحرب المضادة للغواصات (ASW)، يمكن نشر صونارات غاطسة من الطوافات. وهذه الصونارات تتمتع بعناصر نشطة وسالبة، ويمكن نشرها بحد ذاتها في اعماق مختلفة.
تشكل سلسلة نظم الصونار الاميركية (AN/AQS-13) صونارات غاطسة قياسية للبحرية الاميركية. وقد جرى تصديرها على نطاق واسع. وتطورها شركة (L-3 Communications Ocean Systems) لكشف الاهداف تحت الماء والمحافظة على التماس معها. ويمنح النظام تصفيفا للاهداف، ويستطيع ان يحدد بدقة معدلات فتح واغلاق الاهداف المتحركة.
وقد اثبت احدث صونار غاطس نشط (FLASH). من شركة (Thales)، قدرته على كشف وتحديد مكان اهداف الغواصات الصعبة في المياه الضحلة. متغلبا على مفاعيل الصدى ومعدلات الانذار الخاطئة المرتفعة المترافقة عادة مع العمليات في البيئة الساحلية.

الطافيات
تستطيع طائرات الدورية البحرية بجناح ثابت والطوافات الحربية المضادة للغواصات (ASW) ايضا القاء طافيات، التي هي بالتالي مستشعرات رنانة يتم التحكم بها من بعيد، وتستعمل راديو ارسال لتمرير بيانات المستشعر للطائرات التي تتحكم بها. وكانت الطافيات النشطة من الطراز القديم تحدث رنة متواصلة بعد نشرها لفترة من الوقت محددة سلفا. وقد اتاحت نظم الطافيات التي تؤمر بالنشاط (CASS) في وقت لاحق للطائرات، بان تطلق رنينا عبر وصلة راديو. قد تطور هذا الشيء الى طافيات توجيهية (DICASS) تعتمد على الصدى العائد لتحديد الاتجاه والبيانات عن المدى.
لا ترسل الطافيات السالبة اي شيء في الماء، لكن تصغي فعلا وتنتظر صوت الامواج المولَّد ميكانيكيا على سبيل المثال من معامل الطاقة ومحركات الدفع او اغلاق الابواب والاصوات الاخرى من السفن او الغواصات او الاشارات الصوتية الاخرى التي تثير الاهتمام لبلوغ الهيدروفون والتي يتم ارسالها من ثم عن طريق الراديو بتردد (UHF/VHF) الى السفينة او الطائرة المتلقية.
وقد تم تجربة قدرة الطافية السالبة بصونار (AN/SSQ-801B) من شركة (Thales)، الذي هو احدث طافية من نوع (BARRA) واكثرها تطورا وتقدما. وتطور الشركة ايضا طافية (RASSPUTIN) من الجيل الجديد التي تعمل بتردد منخفض نشط. وتعرض الشركة البريطانية (Ultra Electronics) ايضا مجموعة واسعة من الطافيات والتكنولوجيات المتعلقة بها.

المستشعرات الثابتة
انتقلت تكنولوجيا الطافيات الى النظم والشبكات الثابتة التي تكشف الحرب المضادة للغواصات (ASW)، التي تعتبر حاليا حلولا منخفضة التكاليف بالنسبة للبلدان الساحلية. وان الشركة الدانماركية (RESON) هي شركة رائدة في السوق في المستشعرات الصوتية تحت الماء ومعدات سبر الصدى المتقنة فنيا ونظم الصونار المتعدد الشعاع واجهزة تحويل الطاقة والهيدروفونات وبرمجية (PDS 2000). وقد اصبحت نظم صونار (SeaBat) حلولا في التطبيقات الدفاعية والأمنية.
يمكّن نظام الأمن المدمج من شركة (Ultra) البريطانية من اجراء اتصالات كاملة وفعالة بين كل النظم الصوتية والرادارات والمستشعرات الارضية غير المأهولة والمستشعرات البصرية والحرارية والتي تعمل بالاشعة تحت الحمراء (IR) ونظم المراقبة ومراكز القيادة والتحكم والمنصات العسكرية. وباستعمال نظام ادارة الادراك الوضعي، الذي يشمل ادارة المستشعر والمحيط ومراقبة المنطقة، فان النظام يطلق انذارات اوتوماتيكية لكشف ومتابعة مئات الاهداف الفردية في آن واحد.

الطوربيد
العناصر النهائية للحرب المضادة للغواصات
(ASW) هي الاسلحة الهجومية التي تَشِلّ التهديدات التي تُحدد وتُكتَشف مواقعها. وان السلاح الرئيسي للحرب المضادة للغواصات بالنسبة لمعظم البحريات هو الطوربيد والاسلحة الحديثة الموجهة بصونار نشط/سالب. ويجوز استعمال هذا السلاح للتوجيه مباشرة على الهدف، ولكن تستعمل ايضا الطوربيدات التي تتبع اثر السفينة في الماء. ويجهّز طوربيد (Eurotorp MU90) فرقاطات (F70) و(Horizon) وطائرات الدورية البحرية (Atlantique 2) وطوافات (Lynx). وسوف يركب قريبا على متن فرقاطات (FREMM) وطوافات (NH90) للقوات الفرنسية والايطالية. وقد تمتع الطوربيد (MU90) ايضا بنجاح تصدير كبير طلبت منه بحريات في العالم عدة مئات. وقد دخل الخدمة في البحرية الالمانية والدانماركية والبولندية، وقد قبله
الكمونولث في استراليا (CoA) ويجري قبوله في الخدمة. وقد صُمّم وبني بأكثر التكنولوجيات المتقدمة، وهو سلاح يطلق وينسى تم تصوره لمقاومة تهديد اي غواصة او تهديد عادي او نووي مهما كانت البيئة والسيناريو. ويمكن نشره في المياه العميقة وبسهولة في المياه الضحلة اقل من ٢٥ مترا. ويندفع الطوربيد (MU90)، من خلال بطارية تعمل ضمن حلقة مغلقة من الالومنيوم سيلفر اوكسايد (Silver Oxide) تمنحه مزيدا من الاستقلالية والاداء الاضافي والسلامة المحسنة في مياه البحر. وهو مجهز برأس حربية بشحنة مشكّلة بطاقة موجهة غير حساسة اثبتت اختراقها للغواصات الكبيرة بهيكل مزدوج، ويتضمن احدث جيل من برمجية المهام. ويشكل طوربيد (Mark 54) الهجيني الخفيف الوزن (LHT) طوربيدا قياسيا، قياس ٧٥،١٢ بوصة ٣٢٤ ملم، للحرب المضادة للغواصات تستعمله البحرية الاميركية، وقد اشترك في تطويره شركة (Raytheon - IDS) والبحرية الاميركية بموجب برنامج الطوربيد الهجيني الخفيف الوزن (LHT) للبحرية الاميركية رداً على مشكلات محتملة مع طوربيدات الجيل السابق (Mark 50) و(Mark 46).
اعتبر الطوربيد (Mk 50) الذي طور لمقاومة الغواصات النووية بأداء عال جداً، مثل الغواصة السوفياتية من فئة (Alfa) باهظ الثمن للاستعمال ضد الغواصات التقليدية البطيئة نسبياً.
اما الطوربيد الاقدم (Mk 46) المصمم للاستعمال في البحار المفتوحة، فكان اداؤه معداً للمناطق الساحلية، التي رأت فيها البحرية نفسها على انها ستعمل على الارجح في المستقبل. وقد صنع الطوربيد (Mk 54) بدمج التوجيه واجزاء من الرأس الحربية للطوربيد (Mk 50) ووحدة الدفع في الطوربيد (Mk 46) الذي جرى تحسينه للأداء بشكل أفضل في المياه الضحلة وبتكنولوجيا من القطاع التجاري (COTS) لخفض تكاليفه اكثر. وقد بدأت تجربة تطويره في تموز/يوليو عام ١٩٩٩، وانجزت مراجعة التصميم الناجحة في تشرين الثاني/نوفمبر في العام نفسه.
منحت شركة (Raytheon) في نيسان/ابريل عام ٢٠٠٣ عقداً من مصدر وحيد لانتاج الطوربيد (Mk 54) وبدأ انتاجه بمعدل كامل في تشرين الأول/أكتوبر عام ٢٠٠٤. ويمكن اطلاق الطوربيد (Mk 54) من السفن السطحية بأنابيب الطوربيد (Mark 32) من السفن السطحية او بنظم القذائف الصاروخية التي تطلق عمودياً ضد الغواصات (ASROC) وأيضاً من معظم الطائرات الحربية المضادة للغواصات.
تحمل سفن البحرية الاميركية وسفن البحرية الاسترالية الملكية حالياً والطائرات الطوربيد (Mk 54) وقد طلبت استراليا في تشرين الأول/ اكتوبر عام ٢٠١٠ اكثر من ٢٠٠ طوربيد. وافيد في حزيران/يونيو عام ٢٠١١ ان الهند قد تشتري نحو ٣٢ طوربيد (Mk 54) وكلها طوربيدات خفيفة الوزن والمعدات المتعلقة بها وقطع التبديل والتدريب والدعم اللوجستي، التي قدرت تكاليفها بنحو ٨٦ مليون دولار من خلال برنامج المبيعات العسكرية الخارجي للحكومة الأميركية.

المستقبل
تشكل الحرب المضادة للغواصات مسرح عمليات ديناميكياً جداً يتحرك بسرعة في الحرب. والتكنولوجيا تتطور بخطى سريعة في مجالي تطوير الغواصات والنظم التي تعمل على اكتشافها وتدميرها.
ان العامل الاساسي لأي استراتيجيا للحرب المضادة للغواصات (ASW) يجب ان تبقي على دمج المستشعرات والأسلحة المختلفة لتأمين تغطية للطيف الكامل لمجال المعركة. و قد وصفت الحرب المضادة للغواصات على انها قريبة من لعبة الشطرنج المتعددة الطبقات. فبقدر ما تنفتح الخيارات امام قادة الحرب المضادة للغواصات بقدر ما سوف تكون الاستراتيجية البحرية لاصطياد الغواصات ناجحة.
 
عودة
أعلى