هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
938 0 0



بدايات السفور في العالم الإسلامي

سليمان بن صالح الخراشي


لم يبدأ السفور وتوابعه في العالم الإسلامي إلا زمن استعمار ديارهم من قبل النصارى الصليبيين الذين شجعوا هذا الأمر ؛ وخططوا له ، طلبًا لإفساد المسلمين ، وإشغالهم بالشهوات . وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر .

وقد وجدوا بغيتهم في بعض أبناء المسلمين المفتونين الذين أثاروا هذه القضية وغلفوها بالغلاف الإسلامي مبدئيًا ليتقبلها الناس ! رغم إجماع المسلمين العملي المتوارث على خلاف ذلك . - كما بينت ُهذا في مقال سابق - .

وقد كان التركيز في البداية على مسألة كشف الوجه ؛ لأنهم يعلمون أنها متى تحققت سيسهل مابعدها ! كما حدث فيما بعد على أرض الواقع في دول عديدة .

ومن يُبسط القضية ويجعلها مجرد خلاف فقهي فهو واهم !

نعم : لو كان الحوار مع أمثال الألباني - رحمه الله - لعددناها كذلك ؛ لأننا نعلم أن الشيخ عندما اختار هذا القول وضع له شروطًا لا تكاد تجدها معمولا بها عند من يتبجح بأنه يتابعه !

ونعلم كذلك أن الشيخ قد اختار أفضلية ستر الوجه ، وكانت نساؤه على هذا ..

ونعلم كذلك أن الشيخ عالم رباني يغار على أعراض المسلمين ، ويدعوهم للعفاف والبعد عن التساهل .. الخ ، وكتبه ومؤلفاته شاهدة بهذا .

لكن الحوار مع مرضى القلوب وأذناب الغرب خلاف هذا كله ؛ لأنهم كما قال تعالى ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ؛ ولأننا نعلم أن طرقهم لمسألة كشف الوجه وأنها مسألة خلافية ! هو بوابة لما وراءه ؛ كما حدث مثل ذلك في بلاد أخرى .

وما قاسم أمين عنا ببعيد !

فعندما كان يطالب بكشف الوجه في كتابه الأول " تحرير المرأة " .. إذا به يكشف عن خبثه في كتابه الثاني " المرأة الجديدة " فيشن الحملة التشويهية على الحجاب كله !

والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .

وفي هذا المقال سأذكر كيف حدث السفور في أحد البلدان الإسلامية ، وكيف كان المستعمر يرعى هذا الأمر ويصنعه على عينه كما فعل في بلاد أخرى ؛ ليتبين لنا مقدار الكيد والمكر الذي يبذله اليهود والنصارى في سبيل تدمير بلاد المسلمين أخلاقيًا ، بعد أن دمروها سياسيًا ونهبوا ثرواتها .

والله المستعان .

نقلا عن "صيد الفوائد"



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

(1) الجـــــــزائر



يقول الأستاذ الجزائري : محمد سليم قلالة في كتابه " التغريب في الفكر والسياسة والاقتصاد " ( ص 133 - 137 ) :

( حدث هذا في مثل هذا الشهر من سنة 1958: يوم الاثنين 27 ماي..

"سيداتي سادتي أيتها المرأة، اعلمي أن الوقت قد حان لتلعبي دورك في تاريخ الجزائر الجديدة.. أيتها الفرنسية اعلمي أنك شريكة الرجل في الحياة، وفي المجتمع الإنساني، أنك تقاسمينه الآلام والأفراح، سعادته وتعاسته.

لقد أقامت الديانة الإسلامية العدالة بينك وبين الرجل، هو أخوك في التكاليف والعلاقات الإنسانية ، يقول الله: "للنساء نفس الحقوق ونفس الواجبات"
( هذه ليست آية من القرآن !! وهذا يدل على جهل هذا الإمام وتلاعبه .). اعلمي يا أختي العزيزة أنك لست سلعة تشترى وتباع، إنك سيدة بيتك وسيدة في الشارع وفي تربية الأجيال، إنك سيدة بالرغم من الذين ينازعونك مكانتك، حطمي أغلالك بمطارق من حديد.

إن هذا الحجاب الخيالي الزائد لا علاقة له بالإسلام، إن العفة والأخلاق الحسنة ليست أبداً خلف هذا الحجاب الشفاف والمخادع، إن أفضل حجاب هو الصفات الدينية والخلقية الحسنة، إننا نريد يا أختنا العزيزة أن تثوري بشدة ضد مبادئ عصور مضت في إطار الدين، وتشاركي الرجل في الوجود.

وأنتم أيها الرجال اعلموا أن تجديدكم لا يمكن أن يتم إلا إذا ارتكز على المرأة، ساعدوا أنفسكم لإقامة مجتمع مزدهر، إن وراءكم فرنسا تحميكم بديمقراطيتها ومثلها العليا وتساعدكم على بلوغ أهدافكم"
.

إلى هنا ينتهي قول إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس أمام نحو 100 ألف شخص بحضور سوستيل وسالان. ( الجنرالان الفرنسيان !)

وبعد قليل تصعد فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكروفون لتقول: "لقد سمعنا صوتاً من أكثر الأصوات المأذونة في الإسلام يدعو إلى التجديد الذي يجب أن نحمله في تحررنا الغالي، لا ندع الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تُمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق، أرجوكن أن تقمن بعمل رمزي يكون دليلاً على بداية وجودنا الجديد وعلاقتنا الأخوية الكاملة تجاه أخواتنا من جميع الديانات في وطننا المشترك فرنسا، أطلب منكن أن تفعلن مثلي".

وفي حركة رائعة (يقول المعلق ) نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح:

هورا !! هورا !! برافو !! برافو !!

وتتبعها فتيات أخريات .. تنـزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي آخر من الصياح: هورا ! هورا ! برافو ! برافو !

ويبدأ فصل جديد في سياسة الاستعمار الثقافي لبلادنا... وفي مدينة الشيخ ابن باديس.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء 20 ماي 1958 حدث نفس الشيء أيضاً في مدينة وهران بمسرح الاخضرار، حيث تجمع أكثر من 50 ألف شخص.. ألقيت الكلمات من طرف السلطات المحلية يتقدمهم الجنرال ماسو، وعُلقت اللافتات ثلاثية اللون وقد كتب عليها: "الجزائر فرنسية"، "شعب واحد، قلب واحد"، "ديغول في السلطة".. وبعد ذلك فسح المجال للأهم.

(وتوالت على المنصة فتيات مسلمات في سن الزهور، بلباس أوروبي؛ ليطلبن من أخواتهن التخلي عن أحجبتهن التي تمنعنهن من تحرير شخصياتهن ) .

وفي حماس فياض –يقول المعلق الصحفي- تقوم النساء الموجودات بين صفوف الجماهير وأغلبهن ربات بيوت بنـزع أحجبتهن ودوسها بالأقدام في الوقت الذي ارتفعت فيه صيحات عديدة: تحيا الجزائر الفرنسية، وتبعها دوي من التصفيق الحار.

ويستمع الجميع ويرددون (لامارساييز ) النشيد الوطني الفرنسي ثم ينتشرون في شوارع وساحات المدينة يلعبون ويمرحون و.. الخ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي الجزائر العاصمة، وهي مركز كل شيء : بدأ المهرجان الشعبي يوم 13 ماي يوم استولى العسكريون على السلطة في الجزائر، وأعلنوا لجنة الخلاص العام وطالبوا بصعود ديغول للحكم. ابتداء من هذا التاريخ انتظم مهرجان وطني بالعاصمة الجزائرية لمساندة لجنة الخلاص الوطني، وقبل ذلك لوضع اللبنة الأولى للاستعمار الثقافي الجديد.

كان اللقاء يتم بأهم ساحات المدينة: (ساحة الشهداء والأمير عبدالقادر حاليًا ) وكان جنرالات فرنسا في كل يوم يلقون الكلمات والخطب أمام التجمعات العامة، وفي كل يوم كان يزداد العدد ويزداد المرح واللهو ويندمج الجميع في ظل النشوة العارمة ويتحدون في الرقص والغناء والطرب، في الوقت الذي كانت الجبهة توحد نساء ورجالاً آخرين في ميدان المعركة حيث الدم والدموع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في ظل هذه النشوة قامت نساء جزائريات بالحركة المشهورة التي سموا على أثرها بنساء 13 ماي: لقد قمن بإحراق أحجبتهن أمام الجميع تعبيراً عن رفضهن للمجتمع الجزائري المسلم، واندماجهن في المجتمع الفرنسي الغربي.

وروجت الصحافة الفرنسية الخبر، ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن ، وعلقت إحدى هذه الصحف (درنيار أور ) : (آخر ساعة ) على صورتين نشرتهما على نصف صفحتها الأولى يوم الاثنين 19 ماي 1958 "أمامكم وثيقتان نادرتان تنفرد (آخر ساعة ) بنشرهما"، "لقد نزعت أمس في المهرجان مجموعة من الشابات الجزائريات المسلمات أحجبتهن وأحرقنها، إنه عمل يؤكد رغبة المرأة المسلمة في التفتح على فرنسا، وبعد هذا العمل العظيم، هل يبقى في فرنسا من يرفض سياسة الإدماج؟ ستتجمع النساء الجزائريات اليوم، وستكون هذه التظاهرة الفريدة من نوعها حدثاً بارزاً في هذه الأيام التاريخية التي تعرفها الجزائر، إن وجوه النساء الشابات التي يمكن لقرائنا رؤيتها هي عنوان مستقبل الجزائر".

ويحدث التجمع الذي تكلمت عنه الصحيفة بحضور سوستيل والجنرال سالان وتواصل الفتيات الجزائريات نفس العمل وسط دوي من الصياح هورا.. هورا.. برافو ! برافو ! ) . انتهى كلام الأستاذ محمد .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تعليق : يتبين لنا من النص السابق أمران :
الأول : أن الاستعمار قد أوجد عملاء له من أبناء المسلمين ، يفخرون بالانتماء إلى بلاده ، ويجعلون من بلادهم الاسلامية مجرد تابع ذليل له .

الثاني : أن حركة السفور تمت برعاية صليبية نصرانية ، وبمتابعة من الببغاوات الذين انخدعوا بشعارات الغرب الزائفة ؛ فانسلخوا من دينهم . ثم تبين لهم فيما بعد أنهم خسروا دينهم ودنياهم ؛ بسبب بلاهتهم وثقتهم فيمن قال الله عنهم ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"


(2) ســــوريا




لقد كانت الحلقة الأولى من هذه السلسلة عن " الجزائر "
أما هذه الحلقة فهي خاصة بالشام ( سوريا بالذات ) يتأكد من خلالها ما سبق أن بينته في مقال آخر من أن إجماع المسلمين ( العملي ) كان على ستر النساء وجوههن عن الأجانب ، وذلك قبل أن تقع معظم ديارهم بيد المستعمر الكافر الذي شجع السفور وروج له من خلال عملائه ؛ بدعوى التقدم والتطور الذي سيحققه أهل تلك البلاد إذا ما نزعت النساء حجابهن !

ولكن الواقع يؤكد أن المؤامرة على المرأة المسلمة قد تمت ، ولم يحصل بعدها لا تقدم ولاتطور ! إضافة إلى أن الدين والأخلاق لم يسلما لمن طاوع العدو.

وواجب الأمة المسلمة اليوم بعد أن تكشفت لها الأمور ، أن لا تُلدغ من جحر واحد مرتين ، بل تأخذ بأسباب التقدم والتطور الدنيوي دون تفريط في عقيدتها وأخلاقها . وهذا أمر ميسور لمن أخلص النية وأصر على السير .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

يعد المؤرخ الشامي / عبدالعزيز العظمة - رحمه الله - ( 1856-1943) من المؤرخين المخضرمين الذين أدركوا بلادهم قبل الاستعمار الفرنسي وأثناءه ، حيث سجل في كتابه الشهير " مرآة الشام " التغيرات التي طرأت على المجتمع بسبب الاستعمار النصراني ، ومن تقييداته التي تهمنا : قوله ( ص 74 ) :

( كانت النساء عند خروجهن من دورهن يتأزرن بمآزر بيضاء تسدل إلى وجه القدم، وكنّ يسترن وجوههن ببراقع (مناديل) ملونة لا يرى من ورائها الناظر شيئاً، تعلوهنّ الحشمة والوقار، ولا يجرؤ أحد على الدنوّ منهن ولو كان من ذوي القربى، لأن تكلم الرجل مع المرأة في الأسواق كان يعدّ من المعايب ).

ثم قال ( ص 75) مبينًا تدرج السفور في بلاده :
( ازدادت النسوة في التبرج حتى خلع بعضهن الحَبرة واستعاض عنها بالمعطف (بالطوسكاب) المختلف الألوان، ووضعن فوقه على رؤوسهن قطعة من النسيج الرقيق يسدلنها على وجوههن مقام البرقع، ووجودها وعدمه سواء، ثم أخذ البعض يتدرج حتى خلع الحبرة بالمرة، وبرزن إلى الأسواق سافرات بملابس الزينة وعلى رؤوسهن خمر رقيقة من الحرير يحاولن أن يسترن بها شعورهن –دون الغرة والجبين- وهيهات ذلك.

والباعث على هذا أولاً: دعاية سرت إلينا من مصر والروم بدعوى أن التستر غير مشروع، وأن منشأه عادة انتقلت إلينا من الأعاجم فاعتصم بها الرجال وأكرهوا النساء على استعمالها ظلماً وجوراً !!

ثانياً: انحطاط الأخلاق وتطور الآداب بصورة لم نكن نؤملها ولا من الأغيار فضلاً عن أنفسنا، نحن المأمورون بالحجاب، وإخفاء الزينة وعدم التبرج، فقد قال الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ) وقال أيضاً: (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب) وقال أيضاً: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنَّ إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهنَّ)، وقال أيضاً: (وقرن في بيوتكنَّ ولا تبرّجنَ تبرّج الجاهلية الأولى) إلى غير ذلك من الأوامر الإلهية المتحتم على المسلم اتباعها.

وقد أصبحنا - والعياذ بالله - نرى كل قديم منبوذاً ولو كان نافعاً، وكل حديث مرغوباً ولو كان ضاراً ، بلا تروّ ولا تمييز ولا منطق ولا محاكمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وفي الأيام الأخيرة قام بعض الرجال وأخذوا يحثون المرأة ويحرّضونها على خلع الحجاب والتمتع بنعمة السفور التي يعدّونها من لوازم التمدن، ونهض غيرهم وأبرق وأرعد، ونادى بالويل والثبور داعياً إلى إعادة الحجاب إلى ما كان عليه، وما زالت حرب الأقلام قائمة بين الفريقين.

ومن دواعي الأسف أن رؤساء حكومتنا هم من القسم الأول الذين يهيئون للمرأة أسباب السفور خلافاً لما كان يتصوره ويتأمله الناس ويتوهمونه من تمسكهم بأهداب الدين وتصلبهم فيه.

ونحن من القائلين بالحجاب، وما زال –والحمد لله – السواد الأعظم من الأمة على هذا الرأي، وأخيراً نهض الشيخ هاشم الخطيب وأخذ يعظ الناس ويحث النسوة على التستر المشروع ويحبب إليهن الإزار الأبيض الذي كنّ يستعملنه فيما سبق، ويشبههن بطيور الجنة، وقد أقبلت عليه الكثيرات، وشرعن يتأزرن بالمآزر البيضاء ويضعن على وجوههن الخمر (المناديل) ورعاً وتقوى )
. انتهى كلامه رحمه الله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفيه فوائد :

1- أن حال المرأة الشامية كان على لزوم ستر الوجه عن الأجانب قبل الاستعمار الفرنسي ، وهو دليل على ماحكاه العلماء رحمهم الله من إجماع المسلمين ( العملي ) على هذا الأمر .

2- أن مرضى القلوب من دعاة السفور عندما يريدون إقناع الناس بفسادهم يلجأون إلى كذبة متكررة ؛ وهي زعمهم أن ستر الوجه عادة طارئة على بلادهم ! فإن كانوا في الشام قالوا هي عادة قادمة من بعض " الأعاجم " ! كما سبق . وإن كانوا في بلاد عربية غيرها قالوا هي عادة " سعودية " ! ، وإن كانوا في السعودية قالوا : هي عادة " نجدية " ! أو " وهابية " ! وهكذا ..

المهم أنها عادة وليست شرعًا !! وتتغير هوية هذه العادة بحسب المكان المراد تغريب نسائه !

3- أن طلائع دعاة السفور هم من الرجال - كما سبق - وليس من النساء ! بل تأتي النساء المغرر بهن تبعًا لمدعي نصرة قضايا المرأة . وهذا مما يؤكد أن القضية لاتستثير المرأة بالمقدار الذي تستثير به " بعض الرجال " ممن لهم إربة ومقاصد من هذه الدعوة ؛ لذا تجد حماسهم لها أكثر من حماس النساء أنفسهن !

4- أن لا ييأس الدعاة والداعيات من حال النسوة اللواتي قد انجرفن مع هذه البدعة ، بل يصبروا ويواصلوا دعوتهن إلى العودة للفضيلة ؛ كما فعل الشيخ هاشم الخطيب - كما سبق - . وسيرون نتائج ذلك بإذن الله ؛ لأن النساء من طبعهن التأثر والإنابة إذا ما عوملن برفق ، وموعظة حسنة .

وقد رأينا في هذه السنين - ولله الحمد - عودة كبيرة إلى الحجاب الشرعي في بلدان شتى ، بعد أن ذاق الجميع ألم البعد عن الله وعن شرعه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر نجم الدين الغزي في كتابه " الكواكب السائرة " حادثة إنكار أهل دمشق على من سمح لزوجته بالخروج كاشفة وجهها بدعوى أنها من " القواعد " ! ( انظر : المختار المصون ، للأستاذ محمد موسى شريف ، 2/812) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله - في كتابه " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب .." ( ص 625) نقلا مهمًا عن الكاتبة الأمريكية " روث فرانستس " نُشر في جريدة الأهرام ، بتاريخ ( 1938-2-27) بينت فيه أنه رغم الجهود المبذولة لتغريب المرأة السورية زمن الاستعمار الفرنسي ؛ إلا أن النتائج دون المأمول !

تقول : ( الحركة النسوية في سوريا أضعف منها في العراق ، مع أن عدد المتعلمات السوريات أكثر بكثير من المتعلمات العراقيات . والمرأة السورية تطورت في العشر سنوات الأخيرة ، ولكن تطورها كان مقصورًا على تنويع شكل النقاب لا القضاء عليه ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر الأستاذ محب الدين الخطيب - رحمه الله - في مجلته " الفتح " ( السنة الأولى ، ع 64 ) خبر محاولة تسيير أول مظاهرة نسائية في سوريا عام 1927م زمن الاستعمار الفرنسي ! وقد نشر الأستاذ ظافر القاسمي صورًا لهذه المظاهرة في كتابه " مكتب عنبر " ( 113-117) . والمظاهرات النسائية وسيلة استعملها المستعمر الغربي في عدة دول إسلامية بتواطؤ من أذنابه لتحقيق أهداف التغريب الذي يتم من خلال " عقلية القطيع " دون أي اعتراض ! كما بينت في رسالتي " المشابهة بين قاسم أمين ودعاة تحرير المرأة " .

والمؤلم أنه لا زال يمارس هذه الوسيلة ويُخطط لها من خلال سفاراته ! وسط رضى وتعاون من رجال ونساء الطابور الخامس ، الذين لا مانع عندهم من تسليم البلاد وثرواتها للمحتل في سبيل تحقيق شهواتهم الدنيئة .


يُتبع باذن الله ....

 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

موضوع رائع يا استاذ ناصر
تقييم و اتمنى ان تكمل الموضوع قريبا
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

جزاك الفردوس ربي يحرم حسدك من نار ويرد المسلمين لدينهم رد جميلا
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

ارجوا ان يسمح لى الاخ ناصر بإكمال الموضوع عنه
بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (3) : العراق



وهذه الحلقة الثالثة ستكون عن بلاد العراق التي تشهد هذه الأيام عودة الاحتلال النصراني البغيض لأراضيها . ولكن مما يطمئن المسلم أن كثيراً من أبناء المسلمين –ذكوراً وإناثاً- قد وعوا الدرس جيداً وعلموا مكر الأعداء وخبثهم ؛ ولهذا لن يُلدغوا – بإذن الله - مرة أخرى، ولن تنطلي عليهم دعاوى المحتل الزائفة من نشر الحريات أو تحقيق العدل أو غيرها من الأكاذيب التي لا زال يروج لها.

فحق للمسلمين أن يقولوا له ما قاله المثل القديم: " كيف أصدقك وهذا أثر فأسك ؟ " .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد كانت المرأة العراقية كغيرها من نساء العالم الإسلامي تلتزم الحجاب الشرعي الذي أمرها الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتغطي وجهها عن الرجال الأجانب، واستمرت على هذا الحال الطيب إلى أن سقطت البلاد العراقية بيد المحتل الإنجليزي (عام 1917م في قصة يطول ذكرها) حيث أخذ أعداء الإسلام كعادتهم أينما حلوا يبعثون قضية السفور ويُشجعون دعاتها من المتمسلمين، و كذلك أتباع دينهم من أهل البلد المحتل ؛ لتيقنهم أنها الخطوة الأولى لإفساد أبناء المسلمين ، وإشغالهم عن مقاومتهم .

يقول الأستاذ عباس بغدادي في كتابه " بغداد في العشرينات " ( ص 143 ) واصفًا حال المرأة العراقية ذاك الحين :

( أما العبي النسائية، فكانت من النوع الحريري الأسود، وأحسنها ماركة صائم الدهر، وماركة الشبئون المستوردات من سوريا. أما الفتيات الصغيرات والعرائس فلباسهن عباءات (أم جتف)، أي أن كتف العباءة مدروزة بالكلبدون أو البَكر، أو أن العباءة كلها منسوجة مثل إيزارات اليهوديات والمسيحيات. وينتهي لبس هذه العباءات عند انتهاء حفلة زواج البنت ؛ ذلك أن ولادة الولد الأول يجعل العروس أماً ولا يليق بالأم أن تلبس مثل هذه العباءات، بل تحتفظ بها لبناتها حين يصبحن فتيات، والمرأة المحتشمة تلبس عباءتين : داخلية تُلبس على الكتف ، وخارجية على الرأس مع (البوشية) التي تغطي الوجه ولا تمنع الرؤية، وهي سوداء عدا بوشيات اليهوديات والمسيحيات، فهي مصنوعة من الحرير والكلبدون ، ويمكن رفعها إلى الأعلى وتسمى "بيجة" ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأت الدعوة إلى السفور في العراق بواسطة شاعرين زنديقين مُلحدَين هما : جميل الزهاوي ، ومعروف الرصافي .

أما أولهما فقد جاهر بإلحاده في ديوان شعر له لم يَسمح بنشره في حياته ، سماه " النزغات " ! وهو اسم على مسمى ! فكله شكوك وحيرة ، وإنكار للغيبيات ، بل إنكار لوجود الله !

وقد قال الزهاوي في رسائله عن هذا الديوان : ( وقصائد هذا الديوان لم تُنشر بعدُ في المجلات والجرائد ، وسوف تُنشر بعد موتي ؛ لأنها تُصادم آراء المتعصبين ) !

ولو صدق الملحد لقال : تصادم دين الله عز وجل . ولكنه كغيره ممن يريد أن يستر إلحاده وكفره بمثل هذه الأعذار .

ثم قام الأستاذ هلال ناجي بنشر هذه القصائد في كتابه " الزهاوي وديوانه المفقود " . ( ص 122ومابعدها ) .

والعجب في أحوال هذا الملحد أنه كان يدور مع مصالحه الدنيوية غير آبه بدين أو خُلق . فقد ألف كتابًا يرد فيه على دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - ، تقربًا للدولة العثمانية ، كما اعترف بذلك فيما بعد ، سماه "

الفجر الصادق " رد عليه الشيخ ابن سحمان - رحمه الله - بكتاب " الضياء الشارق " .

ثم لما احتل الإنجليز بلاده وانحسر نفوذ العثمانيين قلب ظهر المجنّ لهم ، وأخذ يذمهم ويمدح الإنجليز الكفار بقصائد مُخزية !! منها قوله :

تبصر أيها العربي واتـركْ *** ولاء الترك من قــوم لئـام
ووالِ الإنجليز رجال عدلٍ *** وصدق في الفعال وفي الكلام
أحبُ الإنجليز وأصطفيهم *** لمرضيّ الإخاء من الأنــام
جلوا في الملك ظلمة كل ظلم *** بعدل ضاء كالبدر التمـام

هذا الزهاوي كان أول من دعا لسفور المرأة العراقية في شعره ؛ ومن ذلك قوله :

أخر المسلمين عن أمم الأرض *** حجاب تشقى به المسلـمات

وقوله :

مزقي ياابنة العراق الحجابا *** واسفري فالحياة تبغي انقلابا

وكتب مقالة طويلة بعنوان "المرأة والدفاع عنها" عقد فيها فصلاً بعنوان "مضار الحجاب"! راح يعدد فيه ما يراه عقله القاصر من سخافات لعله يُقنع العراقيين بباطله ؛ كقوله مثلاً "إن الحجاب يسيء ظن الغربيين بنا؛ فإنهم يقولون لو كان المسلمون واثقين بعفة نسائهم لما ضغطوا عليهن هذا الضغط اللئيم؛ فأخفوهن عن عيون تطمع في النظر إلى وجوههن النضرة" !! ( انظر : " الزهاوي ، دراسات ونصوص ، لعبدالحميد الرشودي ، ص 112-117) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم جاء بعده قرينه وصاحبه معروف الرصافي الذي كان في بداية أمره متدينًا من طلاب العلامة محمود شكري الألوسي – رحمه الله - ! ، ثم نكص على عقبيه وانتكس إلى الضلال والإلحاد – والعياذ بالله - . ويشهد لهذا قصائده الفلسفية في ديوانه ؛ ومنها قصيدته السيئة " حقيقتي السلبية " التي يقول فيها :

ولستُ من الذين يرون خيرًا *** بإبقاء الحقيقة في الخــفاء
ولاممن يرى الأديان قامت *** بوحيٍ مُنـزل للأنبـيــاء
ولكـن هنّ وضـعٌ وابتداعٌ *** من العقلاء أرباب الدهاء !

........ الخ ضلاله ، كما في ديوانه ( 1/112-114) .

ومما يشهد لذلك : كتابه الذي طُبع حديثًا بعنوان " الحقيقة المحمدية " ، وكان قد منع أن يُطبع في حياته ؛ لما فيه من كفريات وتنقص بسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم . وقد حاول البعض أن يُشكك في نسبة هذا الكتاب له ، ولكن هيهات ! فقد اعترف بذلك هو بنفسه . ( ولهذه القضية مقال قادم إن شاء الله ) .

من أشعار الرصافي في الدعوة إلى سفور المرأة ؛ قصيدته " المرأة في الشرق " التي قالها زمن الاحتلال الإنجليزي ! ؛ ومنها قوله :

وقد ألزموهن الحجاب وأنكروا *** عليهن إلا خـرجة بغطـاء

وكذلك قصيدته الشهيرة " التربية والأمهات " التي مطلعها :

هي الأخلاق تنبت كالنبات *** إذا سُقيت بماء المكـرمات

ولكنه شانها بقوله :

وما ضر العفيفة كشفُ وجه *** بدا بين الأعـفاء الأبــاة

وقد عارض الأستاذ حسين الآزري قصيدته الأولى بقوله :

أكريمة الزوراء لا يذهب بك الـ *** نـهج المخالف بيئـة الزوراء
أو يخـدعنـك شاعرٌ بخيالــه *** إن الـخيال مطــية الشعراء
حصروا علاجك بالسفور وما دروا *** أن الـذي حصروه عـينُ الداء
أسفينـة الـوطن العزيز تـبصري *** بالـقعر لا يغررك سطح الـماء
وحديقة الثـمر الجـني ترصدي *** عبـث الـلصوص بليلة ليـلاء

لكن دعوة الزهاوي والرصافي باءت بالفشل ، وقابلها المسلمون بالإنكار ؛ إلى أن قام الإنجليز بدعم القضية .

وقد ذكر الأستاذ أنور الجندي في كتابه " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية " ( ص 623) أن حركة السفور في العراق – بعد هذا - تأخرت (حتى عام 1921 عندما حمل الإنجليز لواءها على يد الإنجليزية "المس كلي" حيث أسست أول مدرسة للبنات 19/1/1920 احتفل بها العميد البريطاني) !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد عقد الأستاذ خيري العمري في كتابه " حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث " فصلا بعنوان " معركة السفور في العراق " تطرق فيه إلى تطور القضية بعد ذلك في الصحف ، ومادار حولها ، ثم ختم بقوله ( ص 140-141) :

(وقد يرد إلى الذهن سؤال وهو : من هي أول امرأة عراقية رفعت النقاب عن وجهها وخرجت سافرة ؟! والحقيقة أن الجواب عن ذلك ليس من البساطة بحيث يكفي أن نقول إن فلانة هي من أسفرت في عام كذا دون أن ندعم هذه الدعوى بما يقيم البينة عليها. لذلك فإني ألتمس من القارئ عذراً إذا قلت إنني لا أريد أن أتورط كما تورط غيري في حكم قاطع بهذه المسألة.

نعم ربما يمكن أن نقول إن بغداد لم تخلُ قبل عام 1932 من عراقيات رفعن النقاب عن وجوههن ؛ ولعل عقيلة (حكمت سليمان) من بينهن، ولكننا لا نملك أن نقول إنها أول من أسفرت من نساء العراق ؛ لاسيما وأن أكثر نساء الريف سافرات.

الأمر الثاني الذي أريد أن أذكره هو وجود قوتين كانتا تلعبان في تلك الأيام دورًا مهما في توجيه الأمور وهما : (البلاط) و(دار الاعتماد البريطاني).

وبالنسبة إلى البلاط لم يكن موقف الملك فيصل من قضية سفور المرأة واضحًا، فهو تارة يبدي ما يفهم أو يحمل على محمل التأييد والإسناد ، وطوراً آخر يتراجع عندما يجد الرأي العام ناقماً ساخطاً . والواقع أن الدعوة إلى سفور المرأة ذلك الوقت لم تجد تقبلاً في الأوساط الشعبية.

ولعل سر هذا التقدم والتراجع يرجع إلى عوامل شتى منها تأثره ببعض المقربين إليه ومدى إيمانهم بحرية المرأة، فالملك (علي) كان يدفع بالملك فيصل إلى الوقوف بوجه دعاة سفور المرأة ، و(رستم حيدر) و(ساطع الحصري) كانا يشجعانه ).

أما الدكتور عدنان الرشيد فيقول في مقاله "65 عاماً على سفور أول طالبة في بغداد" المنشور في مجلة الهلال، ربيع ثاني 1424هـ :

(تمر هذه الأيام ذكرى مرور 65 عاماً على سفور أول طالبة في كلية الحقوق في بغداد، وكان ذلك في عام 1934م عندما خلعت الطالبة "صبيحة الشيخ داود" العباءة، ودخلت الكلية، فانبهر الطلاب من هذا المشهد الذي لم يألفوه) .

ويقول – أيضًا - : ( لعلنا في هذا المقام نذكر دور الفتيات المسيحيات واليهوديات في إحياء حركة السفور في بغداد ) .

يقول الأستاذ خيري العمري في كتابه السابق كلامًا له دلالاته عند العقلاء ( ص 138-139) :
( إن مفهوم السفور خلال تلك الفترة يختلف عن المفهوم السائد للسفور في هذه الأيام؛ فقد تطور ذلك المفهوم تطوراً كبيراً. كان مفهوماً ضيقاً يُقصد به مجرد رفع النقاب عن الوجه. في حين أنه تجاوز اليوم هذه الدائرة الضيقة، فالمرأة في تلك الأيام كانت تُعتبر سافرة إذا رفعت النقاب عن وجهها. على أنها اليوم لا يكفي أن ترفع النقاب؛ فلابد لها أن ترفع العباءة أيضاً لتكون في عداد السافرات). فكشف الوجه هو الخطوة الأولى .. فافهم !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه قصة السفور في بلاد الرافدين - باختصار - ؛ قادها المحتل الإنجليزي مع زمرة من المنحلين ، وتابعهم فيها بعض الأغرار من الرجال والنساء ؛ ظانين - بجهلهم - أن هذا هو طريق التقدم والتحضر ؛ كما أوهمهم بذلك الإنجليز الخبثاء الذين زينوا لهم هذا الفساد ؛ إلى أن اكتشف الكثيرين والكثيرات من أبناء وبنات فيما بعد حقيقة هذه الدعوة الزائفة ؛ فأخذوا بالعودة إلى الالتزام بأحكام دينهم ، والاعتزاز بأخلاقهم ؛ بعدما تيقنوا أن ذلك لا يمنع من علم أو تقدم كما يدعي الأعداء .

وتشهد السنون الأخيرة عودة وأوبة إلى دين الله في بلاد العراق العزيز ، مع حرص على التمسك بعقيدة السلف الصالح ، كما نشاهد ونسمع - ولله الحمد والمنة .

والسعيدُ من وُعظ بغيره ..

والله الهادي والموفق .
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (4) : المرأة اللبنانية





هذه الحلقة من سلسلة " بدايات السفور" ستفاجئ كثيرين ؛ لأنها تتحدث عن نساء لبنان !

ونساءُ لبنان قد ارتبطن في أذهان كثير منا باللهو والطرب والغناء والرقص والبعد عن الأخلاق فضلا عن الدين ..


لأن هذا ما استطاع الإعلام العربي ترسيخه في عقولنا عن أولئك النسوة .
وأعلم أن في هذا ظلمًا وإجحافًا وبُعدًا عن الحقيقة التي يعلمها من زار تلك البلاد ، وتجول في مدنها وقراها وضيعاتها .. ورأى محافظة أهلها - رجالا ونساء - على دينهم وأخلاقهم الطيبة ؛ ولكن القلة الشاذة في بيروت خاصة - ومعظمهم من النصارى - قد شوهت صورتهم بين الناس .

ولهذا ينبغي على العقلاء من أهل تلك البلاد بذل الجهد لمحو الصورة الإعلامية المشوهة ، واستبدالها بصورة حقيقية حسنة ؛ ويكون ذلك بتأليف المؤلفات ، ونشر المقالات ، وتنفيذ البرامج عن الوجه الآخر للبنان المسلمة من خلال القنوات الإسلامية .. الخ

نعم : إن ضغوط الدول الغربية النصرانية على هذا البلد المسلم كبيرة وضخمة ، منذ سلخه من الدولة العثمانية ، حيث تصدير إخوانهم النصارى فيه ، وتمليكهم البلاد باشتراط أن يكون الحاكم نصرانيًا مارونيًا ، ومحاربة مظاهر الإسلام فيه ، والسعي في تغريب المسلمين .. الخ جهودهم . ومع هذا كله لابد من مواجهة هذا الكيد بنشر الدعوة الصحيحة ، وتوعية المسلمين هناك بدينهم وأخلاقهم ، والتأليف بينهم ؛ حتى يعود لبنان كما كان بلدًا إسلاميًا محافظًا .

أما عن حال المرأة في لبنان إلى وقت قريب قبل أن يغزوها التغريب في عهد الاستعمار الغربي ، فقد تعجب إذا أخبرتك بأن المسلمة هناك كانت تستر وجهها بالنقاب ! وسيزداد عجبك إذا علمت أن المرأة اللبنانية النصرانية كانت مثلها تستر وجهها بالنقاب !

يقول الدكتور النصراني فيليب حِتي في كتابه " تاريخ لبنان " ( ص 516 – 5518 ) متحدثًا عن أحوال بيروت :
( أثناء السنوات العشر التي احتل فيها المصريون سورية تغلغل النفوذ الغربي إلى داخل البلاد ، وأصبحت بيروت الميناء الرئيس ، وهو وضع احتفظت به إلى يومنا هذا .. – إلى أن يقول في وصفها – لم يكن مألوفًا أن يُرى الرجل متأبطًا ساعد امرأة خارج البيت ، وقلّ أن يرى المرء في شوارع بيروت رجالا أوربيين يرتدون ملابسهم الغربية . وإذا تجرأت امرأة غربية - زوجة قنصل أو تاجر – أن تنتقل خلسة من بيت إلى بيت فإن ذلك كان أمرًا يسترعي انتباه الناس ) .
إلى أن يقول :
( لم تكن هنالك مدينة لبنانية أخرى تستطيع أن تنافس بيروت . فطرابلس كانت بلدة صغيرة سكانها سبعة آلاف نسمة ، وكانت صيدا فقدت عظمتها ورونقها ، أما صور فقد كانت تغط في سبات العصور المتوسطة . وفي جميع هذه المدن كانت المرأة النصرانية تغطي وجهها بحجاب كما تفعل المرأة المسلمة ) . انتهى كلامه .



أما عن المرأة المسلمة هناك ؛ فيقول الشيخ محمد رشيد رضا ( اللبناني الأصل ) متحدثًا عن زيارته للبنان وأحوالها في زمنه القريب :


( كانت المسلمات في بيروت أشد محافظة على التقاليد القومية من أمثالهن في سائر المدن السورية، فلم تؤثر فيهن عوامل التفرنج الذي غلب على نساء النصارى لا النافع الصالح منها ولا الضار المفسد ولا عوامل التترك الذي سرى إلى مسلمات دمشق ، فكن أشد مسلمات سورية جمودًا وكان رجالهن راضين بذلك ، ثم رغبوا في تعليم البنات فأنشأوا لهن مدارس ابتدائية ، وأنشأت الحكومة العثمانية مدرسة للبنات في بيروت كان جميع تلميذاتها من المسلمات ؛ لأن النصارى لا يرغبون إلا في مدارس الإفرنج .

ثم وجد في بعض شبان المسلمين الذين تعلموا في المدارس الأوربية والأمريكية وأثر فيهم التفرنج ميل إلى فرنجة النساء ، كان الرأي الاسلامي العام يقاومهم فيه وما زال صديقنا الأستاذ الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت زعيم هؤلاء المقاومين على عنايته بتعليم البنات وإشرافه عليه في عدة مدارس ) .

ثم تحدث عن تجربة " عزمي بك " والي بيروت ، و " أحمد مختار بك بيهم " في إنشاء الجمعيات النسائية الإسلامية – إلى أن قال - :

( أنشأ الزعيمان ناديا للنساء في سنة 1335 (1971م ) وألفا له جمعية من كرائم المتعلمات منهن باسم " جمعية الأمور الخيرية للفتيات المسلمات " ثم أسس هؤلاء الكرائم مدرسة لتعليم البنات ، وكان النادي يعقد اجتماعات نسائية يحضرها النساء والمستحسنون لهذا العمل من الأدباء والأطباء ويلقون فيها الخطب والدروس التي اصطلح كتاب العصر على تسميتها بالمحاضرات ، ويسمعون من أعضاء النادي الكرائم ما يلقينه فيه ويتحدثون معهن في المسائل الأدبية والاقتصادية والصحية وتدبير المنزل والتربية ، وإنما يكن مع الرجال سادلات على وجوههن النقاب الإسلامبولي الأسود ، لا سافرات ) ، ثم ذكر موجز محاضرته التي ألقاها في الجمعية السابقة . ( انظر : رحلات محمد رشيد رضا ؛ للدكتور يوسف ايبش ، ص 244 - 247 ) .

متى بدأ تغريب المرأة اللبنانية ؟!

يقول الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – في كتابه " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية " ( ص 621 – 622 ) :

( وفي لبنان ارتفعت صيحة الدعوة إلى تحرير المرأة المسلمة باسم الآنسة " نظيرة زين الدين " عام 1929في كتاب ضخم بلغ 420 صفحة من القطع الكبير اسمه " السفور والحجاب " اعتمد على الدعوة العاطفية واستغلال الآيات القرآنية والأحاديث فيما ذهب إليه من حرية السفور ).

( وقد هاجم الشيخ مصطفى الغلاييني هدف كتاب نظيرة زين الدين وقال : إن هذا الكتاب قد اجتمع على تأليفه عدد كبير من اللادينيين والمسيحيين والمبشرين ، وإن الآنسة وأباها ( الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في الجمهورية اللبنانية ) كانا إما مخدوعين أو شريكين لهؤلاء الدساسين ، وانه كشف النقاب عن غايات مؤلفي الكتاب وغيرهم ممن يسعون لإفساد المسلمين والقضاء على عقائدهم وأخلاقهم بالقضاء على المرأة المسلمة .

وقال : إن هذه هي الوسيلة التي وصل إليها أخيرًا المبشرون بعد أن عجزوا عن الطعن في الإسلام ؛ وهي استخدام بعض أهله ، وقال : إنه في عام 1928 كثر اللغط والحديث حول مسألة المرأة في مصر وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق في آن واحد ، ثم ظهر كتاب " السفور والحجاب " المكتوب بأقلام أذناب هؤلاء المبشرين الذين نعرف أسماءهم كلهم ونعرف أكثر أشخاصهم ، وقال : إن مؤلفوا الكتاب قصدوا إلى الطعن في الإسلام في صور من الأساليب خلابة مموهة بالباطل من القول والزخرف من الكلام .. ) . انتهى .

قلتُ : كتاب الشيخ الغلاييني الذي هاجم فيه كتاب نظيرة عنوانه " نظرات في كتاب السفور والحجاب المنسوب إلى الآنسة نظيرة زين الدين " ، ألفه في نفس العام الذي صدر فيه كتاب نظيرة ، مشككا في أن يكون الكتاب من تأليفها ؛ لأنه يعلم حقيقته !

يقول الشيخ في مقدمة كتابه ( ص 5 ) : ( أهدت إليّ الآنسة نظيرة زين الدين كتابها " السفور والحجاب " وأصحبته بكتاب ترغب إليّ فيه أن أنظر في كتابها ، وأبدي رأيي فيما تضمنه من الأفكار والآراء . وما كنتُ جاهلا أمر هذا الكتاب ، ولا من كان يكتب فصوله ، ويُصحح أمثلته في المطبعة . فقد كنتُ أعلم أنه اجتمع على تأليفه المسلم السني ، والمسلم الشيعي ، والنصراني ، واللاديني ) .

ثم أخذ يرد عليها فصلا فصلا ..

قائلا في فصل " النقاب " ( ص 53 ) : ( قد اعتاد نساؤنا النقاب الذي يدفع عنهن نظرات السوء ومقالة الفاسقين ، فأي شأنٍ لكِ فيهن وهن لا يرضين ما تدعيهن إليه ؟! ) .

قلتُ : وقد أعادت إحدى دور النشر العلمانية في لبنان طباعة كتاب " السفور والحجاب " لنظيرة ، عام 1998، بمراجعة وتقديم من الدكتورة المتحررة بثينة شعبان - هداها الله - . فحريٌ بدعاة الفضيلة إعادة طباعة كتاب الشيخ الغلاييني ، الذي لم يُطبع - حسب علمي - منذ طبعته الأولى .

ختامًا : لمعرفة تطور حركة تغريب المرأة في لبنان ؛ طالع كتاب " أضواء على الحركة النسائية المعاصرة " لروز غريب ، ( ص 346 - 353 ) .

 
التعديل الأخير:
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

بدايات سفور المرأة في العالم الإسلامي (5) : المغرب
سبق في الحلقات الأربع الماضية الحديث عن بداية السفور في بعض بلاد العالم الإسلامي ( الجزائر ، العراق ، سوريا ، لبنان ) ، وتبين لنا أن سفور المرأة المسلمة ، ( وكشفها وجهها أمام غير المحارم ) لم يبدأ إلا بعد سقوط معظم بلاد المسلمين بيد المستعمر الكافر الذي اجتهد في تسهيل هذا الأمر ، وتشجيع مرضى القلوب من أبناء المسلمين للقيام به والدعوة إليه ؛ لأنه يخدم تسلطهم واستعمارهم ؛ بما يؤدي إليه من إضعاف الأمة ، وإغراقها بالشهوات التي تستنزف طاقاتها ، وتصرفها عن مقاومة المحتل الكافر مقاومة إسلامية .

وتبين لنا - أيضًا - حقيقة مهمة حاول البعض إخفاءها ؛ وهي أن الأمة مجمعة عمليًا على تغطية المرأة لوجهها في جميع البلاد الإسلامية قبل قدوم الغازي الكافر ؛ كما نقلتُ دليل هذا من أهلها ، والمؤرخين لأحداثها . بما يكشف أكذوبة أن تغطية الوجه خاص بأهل الجزيرة !!

= = = = = = = = = = = = = =

وفي هذه الحلقة أواصل الحديث عن بلد إسلامي آخر ، وقع فيه ما وقع لغيره ؛ من انتشار هذا السفور الطارئ على نسائه بعد الاستعمار ؛ وأقدم بخطاب رفعه أهل الرباط لملك المغرب - ونقله الشيخ عبدالله كنون في كتابه " معارك " ( 275-285) - يشتكون فيه - كما يقولون - من ( انحلال الأخلاق وتدهور المجتمع بصورة لم يسبق لها مثيل ) ، وذلك بعيد رحيل المستعمر عن بلادهم . ومما جاء فيه ؛ قولهم :

( إن الاستعمار قد انتزع فكرة الحلال والحرام من نفوس أبنائنا الذين رباهم على يده ، والسياسة التعليمية التي وضعها ما تزال متبعة في أكثر خطوطها، فإذا كان هذا الذي عرضناه من نتائج المدرسة الاستعمارية لا يرضي المسؤولين عندنا –واعتقادنا أنه لا يرضيهم- فعليهم أن يأخذوا الأمر بجد ، وأن يضربوا ببرامج التعليم الاستعمارية عرض الحائط، ويضعوا سياسة تعليمية جديدة قائمة بأنوار الثقافة الحق والحضارة الإسلامية، وإلا فإن الأمر سيفضي بهم وبنا إلى ما لا تحمد عقباه، وما هذا النموذج الذي عرض نفسه علينا وأطلعناهم عليه إلا مثال مما سيصير إليه المواطنون المغاربة من الاستهتار بالقيم الخلقية ولوثة العقل والثورة على كل الأوضاع القائمة وتقويضها من أجل قيام الوضع الذي زينه لهم في صحافته ويدعوهم إليه بمختلف الوسائل ) .

= = = = = = = = = = = = = =

لقد كانت المرأة المغربية كغيرها من نساء المسلمين ؛ تغطي وجهها عن الأجانب ؛ امتثالا لأمر الله تعالى ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم . يقول الأستاذ محمد بن أحمد اشماغو في كتابه " المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة ، من عام 1350إلى عام 1400 هـ " ( ص 23 ) متحدثًا عن طبقات المجتمع المغربي " الغنية والمتوسطة والفقيرة " قائلا ( ص23 ) :

( وبما أن النساء كن محجبات –في الطبقات الثلاث-
لا تبرز للعيان الجميلة منهن والعادية والدميمة، فإن الزوج –غالباً- ما كان يحمد الله على القسمة، ويتصور أن زوجته هي سيدة النساء، حتى ولو كان من الذين سبق أن تعرفوا على جوانب الحياة كلها الخفي والظاهر منها، ذلك لأن الزوجة تمتاز بأنها المأوى الأمين والرفيق في دروب الحياة، والمساعد على تكاليف وأعباء العيش، والصابرة عند الضائقات، فعلى هذا تكون الزوجة كريمة وغالية عند الكرام الغلاة ) .

قلتُ : من السنة أن يرى الرجل مخطوبته قبل الزواج ؛ فكما أننا لا نتساهل ؛ فكذلك لا نتشدد بمجاوزة السنة .

= = = = = = = = = = = = = =

ويُعلق الدكتور مصطفى الحيا على التأثير الفرنسي في مجال اللباس بالمغرب فيقول: (.. ظلت المرأة المغربية لعهود طويلة تُعرف بزيها الأصيل والمحتشم
الذي يشمل الجلباب والنقاب، لكن عندما خرج الاستعمار الفرنسي ترك نخبة تكونت بفرنسا فبقيت الحياة التنظيمية والعصرية مطبوعة بالطابع الفرنسي، فأثر ذلك على المظهر الخارجي للمرأة المغربية الذي أصبح مطبوعاً بالطابع الأوروبي؛ فالحجاب هو من خصوصيات المرأة المسلمة، ومنها المغربية، وقد استطاعت النخبة المغتربة بالمغرب أن تؤكد أن من مظاهر تحرر المرأة المغربية هو نزعها للحجاب، بل ذهب بعض مناضلي اليسار المغربي إلى اعتبار أن نزع المرأة المغربية للحجاب هو احتجاج على الاستعمار الفرنسي، وهذا منطق مغلوط؛ لأنه لا يمكن أن تكون مواجهة ومقاومة للغرب بنفس غير النفس الديني الإسلامي، وبدون الاعتماد على مقوماتنا، وخاصة أن عنصر القوة فينا هو الإسلام، ففي الجزائر مثلاً أصيب الاستعمار الفرنسي أثناء احتفاله بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر بالخيبة والحسرة عندما وجد نفسه أمام كم هائل من النساء الجزائريات المحجبات، فتأكد له أن كل خططه لن تنجح ما دامت المرأة ظلت متمسكة بدينها...) . ( مجلة البيان ، العدد 203) .

= = = = = = = = = = = = = =

وعندما ألقى الشيخ محمد بن الحسن الحجوي ( ت 1376) صاحب كتاب " الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي " محاضرته عن تعليم الفتاة في المغرب عام ( 1925م) اعترض عليه كثير من الناس هناك ظانين أنه يدعو إلى السفور وكشف الوجه ؛ لما رأوه من ارتباط تعليم الفتاة بسفورها في دول المستعمرين ؛ مما دعاه إلى إلقاء محاضرة قيمة أخرى بعنوان ( تعليم الفتيات لا سفور المرأة ) قال فيها : ( إني أعلم أن الذين أنكروا علي الحث على تعليم البنات لهم قصد حسن ، وغيرة حملتهم على ذلك ) . وقال : ( ولما كان تعليم الفتيات قد تعارض عند بعض الناس بمسألة سفور المرأة ؛ لسبب سأبينه فيما بعد ، لذلك نبهت على ذلك في أول كلمة ؛ إزالة للبس وإذهابًا لظلام المخالطة ) . ثم شن حملة قوية على دعاة سفور المرأة في العالم الإسلامي ؛ من أمثال : قاسم أمين ، والطاهر الحداد .

وقد طبعت محاضرته هذا العام 1425 بتحقيق الدكتور محمد بن عزوز .

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يوفق المؤمنات للعودة إلى الحجاب الشرعي ، وأن يعلمن - وغيرهن - أن الله لا يأمر بشيئ إلا وفيه مصلحة المرء والمجتمع ، وأن الحجاب لا يعيق المرأة عن ما ينفعها ؛ من علم أو عمل مناسب لطبيعتها . والله الهادي .
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 6 ) : الكويت

سليمان بن صالح الخراشي

هذه هي الحلقة السادسة من حلقات " بدايات السفور في العالم الإسلامي " خصصتها للحديث عن بداية سفور ( بعض ) النساء في الكويت . وقد جاءت متوافقة مع ماسمعناه قبل أيام من إقحام المرأة المسلمة هناك في العملية السياسية التي لا تليق بها " شرعًا ولا واقعًا " ، وقد أفتى بذلك علماء وعقلاء الكويت " انظر رسالة : فتاوى وكلمات ، للدكتور عبدالرزاق الشايجي - وفقه الله - " .
ولكن الحكومة هناك ومعها بعض النواب - هداهم الله - لم يأبهوا بهذا ؛ استجابة منهم - شعروا أو لم يشعروا - لضغوطات الغرب ؛ وعلى رأسه الحليفة القديمة بريطانيا ! ثم أمريكا . وهذا لم يعد يخفى على عاقل يتابع الأحداث - ولله الحمد - .

ولذا فإنك تجد هذا الخبر لم يتوقف عنده أكثر الناس أو يتحمسوا - حتى بعض المؤيدين له ! - لعلمهم أنه مجرد خطوة جديدة من خطوات التنازلات والإفساد ، لن يُقدم أو يؤخر شيئًا في حال المسلمين ؛ بل سيزيدهم وهنًا على وهن ، وتفككًا فوق تفكك . وقد رأوا عواقبه في بلاد أخرى من بلدان المسلمين .
وقد أجاد الكتاب الشرفاء الفضلاء من أهل الكويت عندما دبجوا المقالات في بيان ماأوجزته آنفًا ، وسخر بعضهم من حال الحكومة هناك ، حيث المسارعة في إرضاء بني الأصفر ؛ ولو بالضغط على النواب وإرهابهم ، أو ترغيبهم ومساومتهم هم والمجتمع بزيادة الرواتب !!
انظر بعض هذه المقالات : ( ) و ( ) و ( ) و ( ) .
[FONT=Arial (Arabic) , Arial]
====================
[/FONT] أعود - بعد هذا - للحديث عن بداية سفور ( بعض ) النسوة في الكويت فأقول : لاأظن أحدًا - لقُرب العهد - يُخالف في أن جميع النساء المسلمات في الكويت كن إلى عهد قريب لايتجاوز 30 -40 عامًا يلتزمن بالحجاب الشرعي " ستر الوجه أو النقاب " ؛ إلى أن وقع بعضهن في التغريب المذموم في عهد حاكم الكويت عبدالله السالم ( 1965-1950م ) .

فإذا كان حاكم الكويت القديم مبارك الصباح ( 1916-1896م ) - الذي تولى الحكم بعد قتله لأخويه غدرًا !! - قد رضي حماية بريطانيا سياسيًا وخارجيًا - دون التدخل الداخلي - ، فوقع معها " معاهدة الحماية " مدخلا البلاد تحت وصاية الكفار ؛ فإن عبدالله السالم قد اجتهد - بجهل أو بغيره - في " تغريب " البلاد داخليًا ؛ حيث تم في عهده : الحكم بالدستور الجاهلي ؛ حيث أصبحت الشريعة الإسلامية مجرد ( مصدر ) من مصادر التشريع ! وليست ( المصدر ) ، وتأسيس البنوك الربوية تحت إدارة بريطانية ، وإلغاء علم الكويت القديم الذي يحمل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " واستبداله بالعلم الحالي ، وإغراق البلاد في اللهو - سينما ومسرح .. - ، ودعم تحرر المرأة المسلمة من أحكام الشريعة .


بعد هذا حصلت الكويت على استقلالها !! ( 1962م ) .

وهذه سياسة استعمارية خبيثة ؛ حدثت في بلاد عديدة ؛ لارحيل إلا بعد ضمان التغريب وعدم الحكم بالشريعة !
[FONT=Arial (Arabic) , Arial]
====================
[/FONT][FONT=Arial (Arabic) , Arial] [/FONT][FONT=Arial (Arabic) , Arial] [/FONT]- يقول الزعيم محمود بهجت سنان - عراقي - في كتابه " الكويت زهرة الخليج العربي " ( ص 162-163) متحدثًا عن ذكرياته في الكويت : ( إن المرأة الكويتية حتى سنين قلائل كانت ترتدي الجلباب عند خروجها من منـزلها، والجلباب رداء طويل الذيل يزحف وراءها على الأرض ما يقارب المتر إمعاناً في ستر قدميها أثناء المسير، إذ أن أغلبهن كن يفضلن المشي حافيات الأقدام في الطرقات، والنادر منهن من تنتعل الحذاء أو القبقاب، ويستر وجهها نقاب كثيف تشع عيناها من فتحتين صغيرتين فيه تجاه العينين.
وأما الصفات التي تمتاز بها المرأة الكويتية فهي تمسكها بتعاليم الدين وهي لا تعرف إلى التبرج سبيلاً ، ولا تستعمل من وسائل الزينة غير الحناء في أكفها وأرجلها ورأسها، وتتعطر بدهن الورد والمسك ودهن العود، وهي العطور المفضلة عندها ) . ( ويوم كنتُ في الكويت أقيمت مظاهرة من قبل قسم من طالبات المدارس يطلبن رفع الحجاب، وقد جمعن ما لديهن من البراقع (البواشي ) وأحرقنها ) !
- وتقول لورنس ديونا - وهي صحفية سويسرية زارت الكويت عام 1968م وكتبت انطباعاتها وملاحظاتها في كتابها " المرأة في الكويت بين الحصير والمقعد الوثير " ( ص 27،22-21 ) :
( إن جميع النساء كن قبل ثلاثين سنة يتسربلن بالنقاب و"العباية" ، أما "البوشية" - ذلك الحجاب الرقيق- فيخفي وراءه، وما زال يخفي أيضاً في أوساط بعض العائلات المحافظة، وجه بنات المدينة ) .
( وفي الكويت جامعتان منفصلتان: الأولى للفتيان، والثانية للفتيات، وهذا التقسيم الذي رغب بعض النواب في سنه قانوناً دائماً، ومن حسن الحظ أن الأمير عبدالله السالم، المتوفى قبل سنوات قليلة، كان قد عارضه ، يكلف البلاد مصاريف باهظة ) !!
- ويقول المؤرخ الكويتي يوسف القناعي في كتابه " صفحات من تاريخ الكويت " ( ص 86 ) : ( وتخرج المرأة لقضاء حاجتها من السوق أو للزيارة متحجبة، والسفور لا يُعْرف بالكويت ) .
ويُخبرنا الأستاذ حمد السعيدان في " الموسوعة الكويتية المختصرة " ( ص 1475) عن أول فتاة كويتية زاولت العمل المختلط - للأسف- فيقول : ( وتعد الآنسة شيخه القطامي أول فتاة كويتية تنخرط في سلك العمل جنباً إلى جنب مع الرجل، وكان ذلك عام 1957) . أما عبدالله الحاتم فيرى أن ( أول فتاة كويتية اقتحمت ميدان العمل واشتغلت موظفة هي الآنسة شريفة عبدالوهاب القطامي بدأت حياتها هذه عام 1960م بأن اشتغلت موظفة في شركة نفط الكويت ) . " من هنا بدأت الكويت ، ص 88 " . قلت : لعلهما أختان .
[FONT=Arial (Arabic) , Arial]
====================
[/FONT] أما عن بداية تمثيل ( قلة من النساء ) على المسرح في الكويت ؛ فقد حدثت عندما استُقدم المخرج المصري " زكي طليمات " بجهود من الوزير الحالي صباح الأحمد - هداه الله - لتطوير ( ! ) المسرح الكويتي . فقام طليمات باستدراج المرأة المسلمة لهذا العمل المشين بخطة إبليسية ساعده فيها ثلة من مرضى القلوب والمغفلين .
يقول الأستاذ يوسف التركي في كتابه " لمحات من ماضي الكويت " ( ص 52) : ( وكان من جملة الأشياء التي لحظها الأستاذ زكي طليمات خلال زيارته للكويت عام 1958 أن المسرحيات ليست مكتوبة، ولذا اقترح أن تكتب المسرحية ثم وزع الأدوار على الممثلين لحفظها ، كما لاحظ أن الرجال يقومون بأدوار النساء ولذا كان من رأيه استقدام ممثلات من خارج الكويت لعدم توافرهن في الكويت ) .
ولنستمع إلى طليمات نفسه يحكي لنا ماقام به :
يقول - والتعجب مني - : ( حينما كنتُ في القاهرة أحزم حقائبي للقدوم إلى الكويت، مستجيباً لدعوة كريمة من جانب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل لأن أتولى أمر توجيه النشاط المسرحي الذي تشرف عليه، وأرسي أسساً صحيحة في فنون التمثيل، كان تساؤل الناس يحوطني من كل جانب، وكأنني مقدم على مجازفة خطيرة، أو معركة غير متكافئة.
ومن مشفقٍ ما عسى أن أفعل في قِطْرٍ حديث العهد بالتحرر الاجتماعي كما تفهمه الحياة الحديثة، وبسفور المرأة خاصة، والمعلوم أنه عسير كل العسر أن تقوم قائمة للمسرح في قطرٍ يحكمه الحفاظ والمحافظة. ( ! )
حق وصدق أنني أمام تجربة قاسية ومثيرة .. ولكن ما الجديد في الأمر؟ حياتي في المسرح كلها تجارب قاسية ومثيرة، ولم أخرج من إحداها بمال ادخرته، إذ ما زلتُ حتى الآن أركب قدمي أينما سرت، وإن خرجتُ من هذه التجارب بنشوة الباني الذي يزهو بأنه رفع بناءً وأشاد. ( ! )
سألت نفسي: ماذا في الكويت من مظاهر النشاط المسرحي؟ ثم ماذا تريده الكويت مني على وجه التحقيق؟ مظاهر النشاط هنا تكاد تنحصر في الحفلات التمثيلية التي يحييها الطلاب بين جدران المدارس، ثم في الحفلات القليلة التي يقدمها "المسرح الشعبي"، وأعضاؤه أيضاً من هواة التمثيل، وهي حفلات يحضرها الجمهور بالدعوات المجانية، وتجري غير متتابعة، وتقدم مسرحيات مرتجلة باللهجة الكويتية، تعالج الأحوال القائمة في أسلوب فني متعثر، ليس من المسرحية الحقة إلا المظهر، وليس لهذه المسرحيات نصوص مكتوبة يتقيد بها الممثلون، هذا والأداء التمثيلي يجري من جانب الممثلين دون تقيد محكم فيما يبدونه كلاماً وإيماءةً وحركةً تبعاً لمقاييس ومعايير تستمد قيمها من موضوع المسرحية ومن الانفصالات التي تجري في شخوصها.
ومع هذا، فإن الجمهور يستمتع بهذه الحفلات إذ لا يجد غيرها مجالاً للتنفيس وللتعبير عما يحسه.
وفي جميع ما تقدم ذكره من مظاهر النشاط المسرحي، يقوم الرجال بأدوار النساء؛ لأن العُرْف السائد في نواحيه المتزمتة ( ! ) يحول دون أن تعتلي المرأة المسرح إلى جانب الرجل، حتى ولو كانت من غير نساء الكويت.
على ضوء ما تقدم تتضح مهمتي فيما يريده مني الكويت لمسرحه الناشئ:
الخطوة الأولى: وقد اتخذتها قبيل قدومي إلى الكويت، إذ وافق الكرام المسئولون على أن أستقدم معي من القاهرة ممثلتين محترفتين، وهيئة ممن يديرون الحركة المسرحية، فاخترت السيدتين: زوزو حمدي الحكيم، وجيهان رمزي، وكلتاهما من تلاميذي، للأولى خبرة وماض مشرِّف في خدمة المسرح، وللأخرى استعداد خصب يبشر.
وأخذنا نعمل ... أقول (نحن ) ولست (أنا ) وحدي فإذا قلت نحن، فإنني أعني المسئولين في الوزارة، ومن أجريت ذكرهم، ثم أعضاء الفرقة (فرقة المسرح العربي ) الذين اخترتهم من الشباب الكويتي والعربي.
أعلنت عن حاجتي إلى شباب يعمل بالفرقة التي ترعاها الوزارة وتشرف عليها، فتقدم أكثر من مائتين وخمسين شاباً، ولم تتقدم فتاة كويتية واحدة، واستغرق أمر اختيار الصالح منهم ثلاثة أسابيع، إذ أن الرغبة وحدها في أن تصبح ممثلا لا تفيد ما لم يكن وراءها استعداد فطري لتلقي فنون المسرح.
وفي أثناء هذه الفترة وقد دوت أبواق الدعاية للفرقة الناشئة عن طريق الراديو والتلفزيون، وبعد محاضرات عدة ألقيتها في شأن المسرح، في ماهيته، وفي أن أهدافه تحرر وتثقيف ( ! ) وليست تحللاً وتزييفاً، وقعت أعجوبة!
تقدمت فتاتان كويتيتان موظفتين في وزارة الصحة، لتعملا ممثلتين، على الرغم من تزمت المتزمتين ( ! ) فعانقتُ في قدومهما الأمل الحلو في نجاح مهمتي، كما ازددت ثقة في أن الكويت على أبواب تطور اجتماعي في حياة المرأة.
وتم إعداد المسرحية بقدوم شهر رمضان وأعلنت استعداد الفرقة لافتتاح موسمها الأول.
ولكن أصواتاً حكيمة، ارتفعت تهمس لي بأن أخذ التريث، وأن أرجئ افتتاح الموسم إلى ما بعد انتهاء شهر الصوم، حتى لا تتحرك أوكار المتزمتين والرجعيين – وفي كل قطر عربي يوجد هذا الطراز من الناس- ( ! ) فيهاجمون الفرقة بدعوى أننا لم نوقر شهر الصوم التوقير كله، فأخرجنا النساء إلى جانب الرجال فوق المسرح، وبينهن فتاتان من الكويت .
وأخيراً: أعترف بأنني لم أكن أُقَدِّر هذا النجاح، وعندما راجعت الأمر بين نفسي وبين مخزونها من التجارب التي تمرست بها، ازداد يقيني بأن العمل الجيد يلقى جزاءه الطيب، لقد أحسن أعضاء الفرقة القيام بمهمتهم فكان جزاؤهم التوفيق. ولكن فرحتي الكبرى، أنه لم يهب إعصارٌ من جانب المتزمتين فيطيح بالفتاة الكويتية من فوق المسرح ( ! ) . إن اسمي "مريم صالح" و"مريم غضبان" سيدخلان تاريخ المسرح الكويتي كرائدتين، وسيكونان دائماً على رأس القائمة لمن تليهما من الفتيات الكويتيات اللواتي سيؤلفن بنشاطهن الفني نقطة انطلاق جديدة في نشاط المرأة الكويتية ) .انتهى حديث طليمات ؛ ( مجلة العربي ، العدد 43 ، ونقلته ظمياء الكاظمي في كتابها : الحركة المسرحية في الخليج العربي ، ص 146-136) .
قلتُ : لقد باء الهالك بهذه السنة السيئة التي سنها لمن جاء بعده . وقد كانت نهايته غير مأسوف عليه مأساوية ؛ حيث فقد عدة أعضاء من جسده بالعمليات المتتالية - نسأل الله السلامة - " انظر : صفحات من حياتهم ، لمحمد نصر ، ص 109 ) .
[FONT=Arial (Arabic) , Arial]
====================
[/FONT] اقتراحي للفضلاء من أهل الكويت ( رجالا ونساء ) - وقد تيقنوا أن بلادهم كغيرها من بلاد المسلمين تواجه ضغوطات غربية يخضع لها أصحاب المصالح ومرضى القلوب ، ممن قال الله عنهم ( فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يُسارعون فيهم .. ) : أن يكون شعارهم في المرحلة القادمة " خير وسيلة للدفاع الهجوم " ، و " إن لم تُشغلهم بالحق أشغلوك بالباطل " ؛ وتطبيق ذلك على أرض الواقع يكون بطرح المشاريع العملية التي تُباعد بين المسلمين والفساد ؛ ومنها : 1- إعادة الإلحاح في موضوع " تحكيم الشريعة " وتعديل الدستور . 2- اقتراح إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتسميتها " هيئة الإرشاد " مثلا ؛ تكون مهمتها تذكير الناس ونُصحهم ، ونشر الخير بينهم بكافة الوسائل المتاحة . 3- إلزام النساء المتبرجات بالحجاب ؛ لأنه بالاتفاق - حتى عند من يرى كشف الوجه - بدعة ومنكر . 4- المطالبة بمنع الاختلاط في الجامعة ، وإعادته لسابق عهده قبل التغريب . وبالمقابل إنشاء جامعات أهلية غير مختلطة . 5 - توعية الشعب الكويتي بمخططات الأعداء ؛ فإن الشعوب إذا التزمت ووعت ؛ أفشلت مخططات التغريب مهما كانت مدعومة من الحكومات ‍! . 6- مناصحة بعض الدعاة الحزبيين الذين يُغلبون مصالحهم الشخصية أو مصالح حزبهم على الحق والفضيلة أن ينتهوا عن هذا " التلون " و " التقلب " ؛ وإلا حُذر منهم .
أسأل الله أن يوفق أهل الكويت لما يُحب ويرضى ، وأن يُجنبهم كيد الأعداء .
[FONT=Arial (Arabic) , Arial]
====================
[/FONT] للاطلاع على الحلقات السابقة ، ورسائل متعلقة بموضوع المرأة المسلمة ( ) .
هذا مقالٌ مهم للدكتور الكويتي عبدالله النفيسي - وفقه الله - نشره للرد على " سذاجة " بعض المحسوبين على الخير من الدعاة " الحزبيين " المتقلبين والمتلونين ، الذين يُسامون على دين الأمة وأخلاقها في سبيل أن يرضى عنهم أعداء الله ، أو أن يُعجلوا بالحصول على مطمح سياسي " موهوم " ؛ حيث يكتشفون في النهاية أنهم لاحصلوا " دنيا " ولا أبقوا " دينا " .. بل أفسدوا غيرهم ممن انخدع بمظاهرهم . وهذا الصنف المتلون يوجد في كل بلد من بلاد المسلمين ؛ فليحذره المسلمون وليحذروا منه ؛ قبل أن يورطهم - بحماقته وقلة ديانته - في تنفيذ مخططات الأعداء وهم لا يشعرون ..
الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية
الفتنة الكبيرة التي تنتظر الحركة الإسلامية
الذي حدث في مجلس الأمة الكويتي وهو يتقاطب حول ملفّ المرأة الأسبوع الفائت وما تمخّص عن ذلك من تصويت لصالح إدماج المرأة في العملية السياسية وإقحامها إقحاما في الشارع السياسي له دلالات كثيرة وانعكاسات خطيرة على التنظيمات الإسلامية العاملة في الجزيرة العربية... ولم يتردد -والحمد لله- عدد من النواب الإسلاميين في التعبير شفاهة «أو كتابة» عن عدم رضاهم لنتيجة التصويت الذي تم في مجلس الأمة . وأفضل ما سمعت في هذا الصدد -دونَ بْخس حق الآخرين الذين لم اسمعهم- هو ما سمعته من النائب أبورميه حفظه الله ونصره حينما قال: إن الله سوف يُحاسبنا على ذلك وان كثيرا من الناس سوف يندمون في نهاية المطاف عندما يرون بأعينهم النتيجة السلبية التي ستترتب على إقحام المرأة في الشارع السياسي. وأفضل ما قرأت في هذا الصدد هو ما كتبه النائب وليد الطبطبائي حفظه الله ونصره في جريدة «الوطن» الأربعاء 5/18 والذي أكد من خلاله أن عضوية مجلس الأمة هي «ولاية عامّة» لا تجوز شرعاً للنساء وقد استشهد بإمام الحرمين الجويني في كتابه «غياث الأمم » وكان استشهاده في محلّه.
ولقد لاحظ الأخ احمد الكوس في كلمته التي نشرها في جريدة «الوطن» الخميس 5/19 أن الحكومة سخّرت كل آلتها الإعلامية «تلفاز وإذاعة وصحف» لجانب مشروعها وأرهبت لجنة الإفتاء وجَنّدت جميع مدارس وزارة التربية وحتى مراكز تنمية المجتمع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في جميع مناطق الكويت لصالح مشروع الحكومة وكمّمت أفواه الأئمة والخطباء من على المنابر ومنعتهم من الإدلاء بآرائهم المعارضة لمشروع الحكومة وبعد كل ذلك تدّعي الحكومة أن خطوتها كانت ديموقراطية؟ وهي ملاحظة قيمّة وفي محلّها.
ما يُخيف في هذا الأمر هو سياقه الاستراتيجي الخارجي
ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تابعت هذا الموضوع ورعته منذ البداية بغرض تثميره في أجندتها الخاصة بالجزيرة العربية، وكان تصريح باوتشر الناطق باسم الخارجية الأمريكية بعد وقت قليل جدا من تصويت مجلس الأمة لافتا للنظرمن جهة كشف الخلفية الأمريكية للموضوع، وليس غريباً على الإدارة الأمريكية هذا الموقف ليس لأنها نصيرة الديموقراطية ـ كما تدعي ـ ولكن خطوة كهذه من الممكن أن تصبّ في تفكيك البُنى السياسية والاجتماعية التقليدية وفي ترويض الشخصية القومية لعرب الجزيرة الذين يقوم مجتمعهم على موروث راسخ من الفصل بين محيط السياسة والولاية العامة من جهة والمرأة من جهة أخرى خاصة وان هذا الموروث هو من الثوابت الإسلامية التي التزم بها مجتمع الجزيرة العربية على مرّ العصور منذ بزوغ الإسلام حتى عصرنا الحاضر.
وصار من الواضح - للقاصي والداني -
أن تحريك هذا الموضوع وافتعاله وما رافقه من تحريض اجتماعي بارز قد ساهمت في رعايته الإدارة الأمريكية فلقد جاءت إلى المنطقة عدة وفود من الكونجرس ومن جمعيات أمريكية كما كانت السفارة الأمريكية ترسل مندوبيها في كل المناسبات للاتصال بالعناصر النسائية الحركية وكانت الوفود الأمريكية ترسل مندوبيها في كل المناسبات للاتصال بالعناصر النسائية الحركية وكانت الوفود الأمريكية تحضر جلسات مجلس الأمة وتتصل بالنواب في منازلهم، كل ذلك يكشف الخلفية الأمريكية للموضوع ويستوجب منا أن نتساءل: لماذا كل هذا الاهتمام الرسمي الأمريكي بموضوع المرأة في الكويت؟ (تابع إن شئت تصريحات الرئيس بوش في هذا المجال ) .
يجب على الحركة الإسلامية في الجزيرة العربية بكل أطيافها وألوانها وراياتها ومسمياتها ألا تفوت هذه الفرصة لاستخلاص الدروس والعبر
وتنقية الصفوف والمفاهيم وتحرير المواقف من الوهن وتبصير القيادات الإسلامية والقواعد للتحديات السياسية القادمة ما يوجب البلورة الفكرية وتأصيل المفاهيم والمباشرة فورا بعمليات الإرشاد السياسي والتربية الاجتماعية وتجاوز العتبات الحزبية قبل أن تجد الحركة الإسلامية نفسها - وباسم الديموقراطية وصوت الأغلبية - وقد تم استيعابها وهضمها وتجنيدها لتنفيذ الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية. أقصى ما تتمناه الإدارة الأمريكية هو حركة إسلامية تلتزم بالضوابط الديموقراطية ولا تلتزم بالضوابط الشرعية الإسلامية، وأحلى ما تسمعه من كلام هو ذلك الكلام الانفعالي الهائم الطليق الذي تفوه به النائب الإسلامي عندما قال بعد إعلان نتيجة التصويت: ( هذا يوم عظيم من أيام الديموقراطية الكويتية) ، أي ديموقراطية يا أخي سامحك الله وعفا عنا وعنك !! وهل سيسألنا الله تعالى في نهاية المطاف عن التزامنا بالديموقراطية والتعددية وتصويت الأغلبية أم يسألنا عن مدى التزامنا بالثوابت الشرعية التي اخترقها وتجاوزها القانون الأخير موضوع التصويت؟ لقد كشفت التجربة الأخيرة في مجلس الأمة أمرين بارزين: أولهما : أن الحكومة مستعدة لأن تلجأ لكل المخالفات والتجاوزات السياسية والقانونية لتمرير مشاريعها أيا كانت المطابخ السياسية التي طبخت فيها، وثانيهما : أن النواب الإسلاميين يعانون من خلل كالمنخل على مستوى حركتهم وفكرهم ونضجهم السياسي وهو خلل خطير وعضوي وبنيوي قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف أفضل أدوات لتنفيذ الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية على اعتبار أن التجربة الكويتية - لا سمح الله - سوف يتم تعميمها على أقطار الجزيرة العربية، إن الأمر جلل والفتنة عظيمة وهي فتنة تنتظر الحركة الإسلامية قبل أن تصبح وسيلة من وسائل تنفيذ الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية. هل أصبحت الديموقراطية فخا كبيرا منصوبا للحركة الإسلامية؟ ( د / عبدالله النفيسي ) .
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 7 ) : .. المرأة التونسية
166834_160349384014419_159859037396787_305809_87836_n.jpg


سليمان بن صالح الخراشي

يأتي نشر هذه الحلقة متزامنًا مع الحملة الشرسة التي تشنها الحكومة التونسية ضد الحجاب ، والواضح أنها حملة عالمية منسقة ، تناغم فيها الأذناب مع رؤوس الكفر ؛ كما رأينا في فرنسا وبريطانيا ، ثم تونس ومصر .. الخ ، ولكن الأمل أن يردهم الله على أعقابهم خاسرين خائبين .

- كانت تونس كغيرها من بلاد العالم الإسلامي يلتزم نساؤها الحجاب الشرعي ، فيسترن وجوههن عن الأجانب ، إلى أن سقطت البلاد بيد الاستعمار الأجنبي الذي شجع دعوات السفور التي قادها تلاميذهم من المنافقين ومرضى القلوب . فكانت البداية أوائل 1924م ، عندما عقد الحزب الاشتراكي ندوة في المنبر الحر بالترقي ، ويومئذ اعتلت المنصة موظفة مسلمة سافرة ، هي منوبية الورتاني وخطبت في الجمهور مطالبة في جرأة بحقوق المرأة المسلمة، ملحة على ضرورة رفع الحجاب عنها.. وأحدث خطابها رجة في صفوف الحاضرين لا سيما أن تجرؤ امرأة مسلمة على الوقوف أمام الجمهور ومخاطبته سافرة للمطالبة بما لا يخطر على بال مسلم تونسي يومئذ كان بدعة " . ومما يُذكر هنا قصيدة الأستاذ عبدالرزاق كرباكة التي وجهها للمحاضِرة بعنوان (داعية رفع الحجاب) :


أعقيلة الإسلام هـل يرضـيكِ *** هتكُ الحجاب ومسُ شرع نبيك؟
ماذا رأيـت أفي الـتبرج زبرج *** يا سوأة القـوم الألى ولـدوك
ما أنجبوك لكي تكوني سُــبة *** للغير يشناهــم بها شانيك
تالله داعية التهتـك لم تــرا *** عي الدين لم ترعي حمى أهليك
ماذا يضرك ذا الحجاب وحرزه *** حتى انبريت تسفهــين ذويك
أنا لا أرى إبقاء جهلك لا ولا *** أرضى بقانـــون به ساسوك
بل إن رأيي أن تنالي تعلـــما *** وأصول تربـــية وإن صدوك
لنرى مآثرك الزكية قد بــدت *** في عيش بعـلك واهتداء بنيك
فلك من الفــكر السليم غريزة *** ولك من العزمات ما يــكفيك
ولسوف ينبت فيك غرس العلم إن *** بذروه خير صـيانة وسلــوك

[FONT=arial (arabic) , arial] إلى أن يقول :[/FONT]
فتربعي في كسر بيتك واقنــعي *** بالعيش ضمــن صيانة تكسوك
ودعي سلوكاً شائناً كيما تكـو *** ني قوة لحجابــــك المسموك
يا ما أجلـك في مخافــيه ويـا *** ما أحصن الـخدر الذي يؤويـك
ولك إذا شئت الهـــداية إسوة *** ببنـــات يثرب أو نسا اليرموك

- ثم حلت سنة 1929 فدخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ بالسياسة: ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيبة المنشاري اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة ؛ فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات، وقد بسطت فيها حالة المرأة التونسية ونددت بالحجاب، ولثاني مرة في تونس جرؤت امرأة مسلمة على الوقوف أمام الجمهور ومخاطبته سافرة ؛ مما أحدث رجة في القاعة ، فصفق لها المعجبون وعبس المستنكرون، وكان الجمهور خليطاً من الفرنسيين والتونسيين ، وقد اعتلى عديد منهم المنصة، وتكلموا إما للترحيب بالمحاضرة السيدة حبيبة المنشاري وإبداء الإعجاب بآرائها ومهاجمة الآباء الجامدين المتزمتين ؛ كما عبر عن ذلك المحامي محمد نعمان والمسيو "لافيت" رئيس تحرير جريدة "البتي ماتان" والمسيو"دوريل" رئيس الجامعة الفرنسية للعملة بتونس والأستاذ في معهد كارنو.. " . وفي هذه الأمسية أخذ الكلمة بعد محاضرة المنشاري المحامي الحبيب بورقيبة - رئيس تونس الهالك فيما بعد - وقال : " إن الوقت لم يحن بعد لرفع الحجاب " ! لعلمه أن المجتمع المسلم لازال متماسكًا أمام دعاة التغريب .

- بعدها بدأ دعاة التغريب بتواطؤ من الغرب المستعمر شن حملة ضد الحجاب وغيره من الأحكام الشرعية ، مع ترديد الزخارف التي ينخدع بها السذج ؛ كقول أحدهم - الهادي العبيدي - عام 1928م :
" إن الأمة التونسية اليوم على باب تطور جديد ونهضة تؤذن بمستقبل زاهر، فواجب عليها أن تدخل البيوت من أبوابها وتأخذ بوسائل النهضة الحقيقية حتى تبلغ المراد من أقرب السبل فتقتصد الوقت ولا تتكلف من التضحيات والمشاق إلا قليلا.. " .. الخ زخارفه التي يشهد واقع تونس بعد 78سنة بكذبها !!

- ثم أصدر مُغرّب المرأة في تونس " الطاهر الحداد " - عام 1930م كتابه الشهير " امرأتنا في الشريعة والمجتمع " ، فأصبح - كما يقول بوعلي ياسين - :
( بمنزلة قاسم أمين في مصر ) ، وقد قيل إن الكتاب ليس له ، إنما ألفه أحد النصارى - الأب سلام - وجعله باسمه ؛ خداعًا للمجتمع المسلم .
وقد دعا الحداد في كتابه إلى أمور كثيرة منكرة ، على رأسها مطالبته بنزع الحجاب وكشف الوجه - كخطوة أولى - . يقول في كتابه مشوهًا النقاب الذي كانت تلبسه التونسيات : ( ما أشبه ما تضع المرأة من النقاب على وجهها منعًا للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعض المارين ) ! ( الأعمال الكاملة 3/208) .

- وقد تصدى علماء تونس والغيورون فيها للحداد وردوا عليه ، ومن تلك الردود : كتاب " سيف الحق على من لا يرى الحق " للشيخ عمر البري - رحمه الله - ، وكتاب " الحِداد على امرأة الحدّاد " للشيخ محمد الصالح بن مراد - رحمه الله - ، وغيرهم من العلماء والشعراء . ومن أقوالهم فيه : قال الشيخ ابن مراد :
( أجهدتَ قريحتك وأعملتَ فكرك في سبب وضعنا لنسائنا النقاب على وجوههن ؛ فأنتج لك ذاك ما قلتَه بصفحة 115 من أنا نضع النقاب على وجه المرأة منعاً لها من الفجور، وأن ذلك شبيه بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعض المارين!! ذكاء مفرط وفهم عجيب! أتتصور أنا نعتقد في نسائنا الفجور، وأنهن يعضضن المارين؟ إن اعتقادك لذلك غاية البلاهة، وإن جوابك عن ذلك الاستنتاج العجيب هو ما سمعنا منك قوله في حق الأوربية، فوضع النقاب ليمنع عين الفجار من أن تنالهن وأبصار الفساق من أن تنظرهن، مع اعتقادنا فيهن غاية العفة والجلال ) .

وقال أحد الشعراء فيه :

حذار من التجديد واخش المكائدا *** فمن خالط الحدّاد نال الســوائدا
فتى غره الشــيطان وابتز عقله *** فأصبح للدين الحنــيف معاندا
يؤول آيات الكـــتاب بجهله *** على أنه قد جاء للـحق ذائدا!
وينقض أحكام الشريعة إن أتت *** تخالف ما يهوى وأن كـان فاسدا


وقال غيره في داعيات السفور :
تعالت على سَنـــن العرب *** وباتت تئــن من الحجــب
تود التـــــبرج مسـفرة *** لتخلــــص من ربقة النُقب

بربكِ عذراء تـونس رفـــقا ***
بأهـل البطــولة والحـسـب
فلا تستزيدي لشقـــــوتهم
*** مرارة هـــزء من الأجـــنبي

وقال آخر :
عيشي كجدتك البتول ببيتها *** وعن التبرج والهوى أنهــاك
كوني "كعائشة" ولا تتقاعسي *** عن كل علم فيه نور هـداك
تعليم أهل الشرق أنتج "زينبا" *** وكذاك "عائشة" إليها تحاكي
لا تكشفي منك الحجاب فإنه *** صون به ترضين من ربــاك
ربي البنين على الفضيلة والتقى
*** واحييهم من سر لطـف حياك
وقال الشاعر القصار :
هل أنهن إذا رفــعن حــجابا *** يبلغن من نيل العلا أســــبابا
كلا فهتك الستر شر مصــيبة ***
يغدو بها صرح العفـــاف خرابا
حسبوا التمدن في السفور وما دروا ***
أن السفور يُنـــصر الأعـرابا
ويُضل عن طرق الهداية مــؤمنا ***
عرف الشريعة ســنة وكتـابا
ماذا تنال البنت إن كشفت على الـ *** وجه المصــون وقصرت أثوابا

وتبرجت وجها لوجه بالــــبغا ***
ة الجاهــلين الصــون والآدابا؟
هذا يغازلها وذا يرمــــــي لها *** قولاً بذيــئاً جيــــئة وذهابا
وبجهلها تنقاد حتما للخـــــنا *** فتدنــس الأعراض والأنســابا
وتتيه في واد الفجور كأنــــها *** خُلقـــت بغيًا لا تخاف عــتابا
تلهو وتمرح في المراقــص بين أبـ
*** ـناء الهوى من حــولها أســرابا

- ثم بدأ نشر الجمعيات النسائية الموجهة من المستعمر ؛ لتؤدي دورها في اختراق المجتمع النسائي التونسي ، وتنشر فيه التغريب ، ومن ذلك : في سنة 1932 م أقامت إحدى الجمعيات تحت إشراف عقيلة المقيم العام (مونصرون ) وأميرتين من الأسرة المالكة ، إحداهما ابنة البشير صفر ، الوطني المعروف : حفلة بدار الخلصي بالعاصمة ، ودعت إليها عدداً كبيراً من الأوانس والسيدات التونسيات المسلمات واليهوديات والغربيات لجمع ما تجود به هممهن لمواساة منكوبي الإعصار ..

- ثم جاء عهد الهالك " أبورقيبة " الذي - كما يقول الأستاذ أحمد خالد - :
( حقق في سنة 1956م بعد أن أصبح المسؤول الأول في الدولة ما كان يصبو إليه صاحب " امرأتنا في الشريعة والمجتمع " ) أي الحداد . وذلك بإصداره قانون الأحوال الشخصية ، ثم محاربته للحجاب أشد محاربة . وهو القائل : ( أثرت في نفسي مطالعة كتاب الطاهر الحداد ) ، والقائل : ( أول عمل قمت به بعد أن توليت مقاليد الحكم في البلاد هو إصدار مجلة الأحوال الشخصية ) !
( النساء في الخطاب العربي المعاصر ، ص 92 ) .

قلتُ :
لم يسلمك أسيادك الحكمَ إلا لأجل هذا !


- والآن يعيش المجتمع التونسي نهاية حقبة فرض السفور والتبرج الطارئة عليه ، التي تبناها المنحرفون بدءًا من الحداد ثم بورقيبة إلى بن علي ، فيشهد عودة مباركة للحجاب الشرعي تتحدى أعداء الفضيلة ، انخلعت لها قلوب أعداء الله ، ينبغي على أهلها : الصبر والثبات على دينهم ، والاجتهاد في نشر الدعوة ، ومحاربة الفساد ، وتقديم البدائل الشرعية ، والبيئة - التعليمية والعملية - الإسلامية الصالحة التي تغني النساء المؤمنات عن ابتزاز أهل الفساد ؛ إلى أن يستريح برّ أو يُستراح من فاجر .. والله الهادي والموفق .



مراجع المقال :
" أضواء من البيئة التونسية على الطاهر الحداد .." أحمد خالد ، " حقوق المرأة في الكتابة العربية .. " بوعلي ياسين ، " قضية المرأة في فكر النهضة " فرج بن رمضان ، " تعليم الفتيات لا سفور المرأة " الشيخ الحجوي ، " النساء في الخطاب العربي المعاصر " مجموعة باحثين ، " المرأة العربية .. " حسين العودات ، " مائة عام على تحرير المرأة " مجموعة باحثين ، " حراسة الفضيلة " الشيخ بكر أبوزيد ، " أضواء على الحركة النسائية " روز غريب ، " الأعمال الكاملة للحداد " ، " الحركات الاجتماعية في العالم العربي " مجموعة باحثين ، " الطاهر الحداد " الجيلاني يحيى " ، " الحداد ومسألة الحداثة .. " أحمد خالد .
[FONT=arial (arabic) , arial]
[/FONT]
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

بدايات السفور في العالم الإسلامي ( 8 ) : .. المرأة الألبانية

سليمان بن صالح الخراشي

- عاشت ألبانيا إسلامها في ظل الدولة العثمانية ، وكانت المرأة الألبانية كأختها المسلمة ، تلتزم الحجاب الشرعي ، وتستر وجهها عن الأجانب ؛ إلى أن تآمر الأعداء على ألبانيا بسقوط الدولة العثمانية . فوقعت ألبانيا بأيدي الاستعمار ؛ الذي ووجه بصمودٍ من أهلها وتمسكٍ بالدين ، فما كان من المستعمرين إلا أن أورثوا البلاد أحد " عملائهم " ليقوم بمهمة محاربة شرائع الإسلام – ومنها الحجاب - نيابة عنهم .

- فقد تولى "أحمد زوغو" عرش ألبانيا في سنة 1347هـ/ 1928م ، وكان رئيس جمهورية ، إلا أن الغرب حثه – كما يقول د رجب بويا – " على تحويل ألبانيا من الجمهورية إلى الملكية ؛ كي يبقى في الحكم مدى الحياة ، وقد أعجبه ذلك ، فأمر بتحويلها إلى الملكية سنة 1928م وأعلن نفسه ملكًا عليها "
( الألبانيون والإسلام ، ص 73 ) .

- كان " أحمد زوغو " كما يقول المؤرخ محمود شاكر " ملكًا سيئًا ، حاول تغيير العادات ومسايرة الدول الأوربية ؛ ففرض السفور على نساء وطنه ؛ مما اضطر عددًا من المواطنين إلى مغادرة البلاد والاتجاه نحو بقية البلاد الإسلامية " .
( المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ، ص 118 ) .

- ففي سنة 1356هـ/1937م
أصدر "أحمد زوغو" قراراً بنـزع نقاب المرأة المسلمة، وإلزام موظفي الدولة، وطلاب المدرسة الثانوية بلبس البرنيطة، وقد عارضه العلماء في ذلك معارضة شديدة، وتصدوا لأفكاره، وقراراته غير الإسلامية، فعمل من جانبه على إسكات صوت الحق، وإخراس الألسن التي تصدت لأفكاره الملحدة، فاضطهد العلماء، وصب جام غضبه عليهم، مما جعل البعض منهم يفر من هذا الظلم والطغيان، تاركاً وطنه، ويذهب بنفسه وآله إلى البلاد الإسلامية الأخرى .

- لقد كانت نهاية " زوغو " عبرة للمعتبرين ؛ لأنه فر من بلاده بسبب أن الغرب انقلب عليه ! يقول صاحب كتاب " ألبانيا بلد النسور " ( ص 17-18) : " لقد خان زوغو شعبه ليخدم الاستعمار .. فخانه الاستعمار وطرده " .

-
يقول الدكتور سيد محمد يونس : " بعد الحرب العالمية الثانية (1358 -1363هـ/1939-1944م ) حكم الشيوعيون البلاد الإسلامية التي وقعت تحت سيطرتهم بالحديد والنار، واستعملوا الشدة والقسوة في معاملة هذه الشعوب، وحرموهم من خيرات بلادهم، واستصفوها لأنفسهم، ومنعوهم من مباشرة شعائرهم الدينية. وفي ألبانيا حالوا بشتى الطرق وكافة الوسائل القضاء على المسلمين فيها، والتضييق عليهم في الأرزاق، ولم يكتفوا بذلك، بل ألغوا المناهج الإسلامية التي تدرس في المدارس، والمعاهد العلمية، وفرضوا عليها رقابة مشددة وصارمة على المؤسسات العلمية والمدرسين؛ وذلك بقصد القضاء على الإسلام وتخريج خريجين لا يعرفون شيئاً عن الإسلام سوى اسمه. ولم تسلم منهم البيوت، فقاموا بهدم كثير من دور ومنازل المسلمين؛ وكذلك أفسدوا الحرث والنسل، وعاثوا في الأرض فساداً، وهدموا المساجد، التي يذكر فيها اسم الله -تعالى-. كما أطاحوا بالقيادة الشرعية للمسلمين، بإلغاء منصب "المفتي الأعظم" في العاصمة "تيرانا"، وكذلك مجلس العلماء الذين كانوا يؤدون رسالتهم بجد ونشاط، في أنحاء العالم، عن طريقه .

وفي سنة 1398هـ/1977م أصدرت الحكومة الشيوعية قراراً بمنع كافة الأنشطة الدينية في جميع البلاد.


وكذلك دعت إلى سياسة الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل، وفي الحفلات ، ورغّبت النساء في السفور
، كما أرغم الشيوعيون المسلمين في الجيش وكتائب العمل على أكل لحم الخنـزير. واعتقلت علماء الإسلام، وزجت بهم في غياهب سجون، لتقضي على صوت الإسلام في البلاد.

بعد أن سقطت الشيوعية، وذهبت إلى غير رجعة، تنفس المسلمون الألبانيون -وغيرهم من الذين كانوا تحت نير الحكم الشيوعي الفاسد- الصعداء، ونعموا بالراحة، بعد طول عناء، وكبت وإرهاق وشقاء، فعملوا على النهوض بمرافق البلاد، والأخذ بيدها نحو التحضر والرقي.

وأولى الألبانيون عنايتهم إلى إقامة بعض المساجد التي تهدمت ، ففي "أشقودرة" أعيد الآن فتح مسجدين، و(23) مسجداً في (23) قرية، وبدئ في بعضها تدريس مبادئ الإسلام لأولاد المسلمين. وعلى الرغم من انطلاق الشعب الألباني نحو التقدم والرقي بخطى سريعة إلا أنهم في حاجة إلى مساعدة إخوانهم المسلمين " .
( الإسلام والمسلمون في ألبانيا " ، ص 89-100) .

فائدة :
كانت عائلة الشيخ الألباني - رحمه الله - ممن فر من ظلم أحمد زوغو ، وقد تعرض له الشيخ في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( رقم 3203) عند حديث " ستكون هجرة بعد هجرة .. " قائلا : ( في الحديث بشرى لنا آل الوالد الذي هاجر بأهله من بلده أشقودرة عاصمة ألبانيا يومئذ ، فرارًا بالدين من ثورة أحمد زوغو ، أزاغ الله قلبه ، الذي بدأ يسير في المسلمين الألبان مسيرة سلفه أتاتورك في تركيا .. ) .

صورة من مجلة آخر ساعة المصرية تستبشر بنزع أحمد زوغو لنقاب الألبانيات

 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

تم بحمد الله
و كنت اتمنى لو تحدث الكاتب عن مصر
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

جزاكم اللة خير على المجهود واكثر شي أعجبني توضيح ان ستر الوجه هو قول معضم العلماء

وأن النساء في العالم العربي كن يتقيدن به وانه ليس خاص بأهل الجزيرة العربية

أو انها عاده سعودية ولكم جزيل الشكر تقييم
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

تم بحمد الله
و كنت اتمنى لو تحدث الكاتب عن مصر

اكلت الموضوع وحدك ولم تترك لي شيئا
ههههههههههههه
على كل حال بصحتك يسعدني ذلك كثيرااخي حسووووم
انت او اي احد من اعظاءالمنتدى يسرناجدا ا ن يواصل الطريق ان نحن غبنا
المهم ان تصل الرسالة
++++تقييم
ولي عودةان شاءالله
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

وين نصيبنا
مافيه شي عن المراه السعودية !!!!
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي "متجدد باذن الله"

لاتستعجل الله يهديك جايك الدور:busted_red[1]::busted_red[1]::diablo2[1]::diablo2[1]:
 
رد: هام _ بداية السفور في العالم الاسلامي

مواضيع كعادتك يا ناصر متميزه وممتازه تقيييم ..

في الحقيقة اليوم ما نشاهده من نساء المسلمين أنهم يظهرون الفتنة .. (( الوجه الجميل )) .. حينما تغطي وجسمها كامل ماعدى وجهها فما الفائده من الحجاب .. !! .. الحجاب يجب أن يكون كامل مثل النساء في المملكة عندنا .. ماشاء الله متحجبين .. فأما باقي المسلمين فليس لدي ما أقوله والكل يعلم حالهم وللأسف ..
 
عودة
أعلى