قراءة في فكر صدام حسين

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

black ops

عضو
إنضم
8 يوليو 2010
المشاركات
1,500
التفاعل
77 0 0
قـراءة في فكرِ صدّام

لماذا أقدم صدّام حسين على غزو الكويت؟ كيف بنى حساباته؟ وما هي أخطاؤه وسلبياته؟ هل كان مدفوعاً بطموحاته السياسية أم بحاجاته الاقتصادية؟ وهل كانت نية الغزو لديه نية مبيتة أم وليدة نزوة طارئة؟ هل كان ضحية مؤامرة، أم أنه وقع في مصيدة نُصبت له بإحكام؟

مثل هذه التساؤلات، وكثير غيرها، ستظل تشغل فِكر المؤرخين والمحللين لسنوات عدة قادمة. وربما لا توجد لها إجابات شافية أبداً! وربما اضطررنا إلى الانتظار ريثما تكشف الحكومات وثائقها السرية، بما فيها حكومات الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا وإسرائيل، وبداهة، الحكومة العراقية حتى نجد الإجابات الشافية عن تلك التساؤلات. فهل سنعرف في يوم ما- مثلاً - ما دار بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ناهيك بما دار بين الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف المعنية الأخرى؟ زد على ذلك أن لا أحد يعرف الكثير مما دار بين صدّام والحلقة الداخلية من مستشاريه والمقربين إليه! لذا فأمام كل هذه الأسرار لا يسعنا إلاّ الاكتفاء بالمعلومات القليلة المتوافرة لدينا. واليوم، وبعد مرور أربع سنوات على الحرب، أعتقد جازماً بأنه لا يزال هناك الكثير من الأسرار المتعلقة بحرب الخليج التي لم يُكشف عنها النقاب بعد.

ربما كان هناك شخص ما، لا نعرفه على وجه التحديد، هو الذي أقنع صداماً بجدوى غزو الكويت وربما كان مصدر هذا التحريض من داخل العراق نفسه أو من خارجه. ولكن الأمر الذي لا شك فيه أن عدة خيارات قد طُرحت على صدّام شأنه في ذلك شأن معظم القادة، لكنه هو الذي أخطأ الاختيار في نهاية المطاف. فمسئولية اتخاذ القرار بغزو الكويت تقع على عاتق صدّام وحده، وليس ثمة شك في ذلك. فنقطة الضعف التي يعانيها كل طاغية، أنه يحيط نفسه دوماً بمستشارين يُسمعونه فقط ما يود أن يسمعه. وكم زاد إعجابي بجدي الملك عبدالعزيز، حين عَلِمت أنه كان حريصاً على انتقاء أفضل المستشارين، ليس من داخل المملكة فحسب، بل من الدول المجاورة أيضاً. كان يشجعهم على الجهر بآرائهم صراحة وألاّ يخشوا في الحق لومة لائم. ولو احتذى به الآخرون، لما كانت الأمة العربية في موقف صعب، لا تُحسد عليه، كالذي تواجهه الآن.

وإذا أردنا أن نفهم حقيقة أزمة الخليج، وهي من أفدح الكوارث التي حلّت بمنطقتنا في التاريخ الحديث، يتعين علينا معرفة دوافع الرئيس العراقي، وفهْم أسلوبه في التفكير لأنه المسؤول المباشر عمّا حدث. لِمَ ارتكب هذا الخطأ الإجرامي، بل الخطيئة الأخلاقية، حين قرر غزو الكويت؟ ولِمَ ارتكب ذلك الخطأ الإستراتيجي الآخر حين رفض الانسحاب، في الوقت المناسب، ليجنِّب بلاده الدمار؟

إن ما أسرده هنا لا يتعدى وجهة نظرٍ شخصية، ولا يمكن اعتباره، في حال من الأحوال، تحليلاً شاملاً للأزمة.

يتبع ....
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

قراءة في فكرِ صدّام (تابع)

إذا أردنا أن نفهم الدوافع وراء غزو صدّام الكويت. فلا بد من الانطلاق من نقطة أساسية، هي أن العراق كان معارضاً دائماً لقبول الكويت دولة مستقلة واحترام سيادتها. كما نعرف أن صداماً، شأنه شأن كثير من العراقيين، يعتقد بأن للعراق حقوقاً تاريخية في الكويت ترتكز إلى أنها كانت جزءاً من ولاية البصرة أثناء الحكم العثماني. ولا يتسع المقام، هنا، للبحث في حقيقة هذا الادعاء، وحسبنا أن نقول إن ثمة خبراء محايدين عكفوا على دراسة هذه القضية، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن الادعاءات العراقية لا أساس لها من الصحة .

بيد أن صدّاماً خانته الذاكرة أو تناسى، وهو يعيد إحياء ادعاءاته عام 1990، أن زميله السابق اللواء أحمد حسن البكر، رئيس الوزراء البعثي الذي أصبح بعد ذلك رئيس الجمهورية العراقية، تخلّى في أكتوبر عام 1963 عن ادعاء العراق ملكية الكويت واعترف باستقلالها وسيادتها ووافق على عضويتها في الجامعة العربية والأمم المتحدة. ولا يخفَى على أحدٍ أن مبدأ المطالبة بالأراضي، بناءً على ما كان سائداً أيام الحكم العثماني، مبدأ لا يمكن الأخذ به من الناحية الواقعية في الوقت الحاضر. فلو كان الأمر كذلك، فما الذي يمنع تركيا مثلاً من المطالبة بأجزاء واسعة من العالم العربي، تلك الأجزاء التي كانت خاضعة للسلاطين العثمانيين على مدى قرون من الزمن؟

والسبب الآخر الذي يكمن وراء عداء صدّام للكويت، هو ضيق منفذ العراق إلى الخليج. فالحدود العراقية-الكويتية التي رسمها البريطانيون في العشرينات، لم تعطِ العراق من الساحل سوى شريط قصير لا يتجاوز طوله خمسين كيلومتراً، بينما نالت الكويت شريطاً ساحلياً يبلغ طوله أربعة أمثال ما حصل عليه العراق. إضافة إلى ذلك، ثمة جزيرتان كويتيتان هما وربة وبوبيان تسدّان على العراق طريقه إلى الخليج من ميناء أم قصر العراقي. وظلت الحاجة إلى ضمان منفذ أكثر أمناً، والسيطرة على هاتين الجزيرتين، همّاً شاغلاً لمختلف أنظمة الحكم التي تعاقبت على العراق.

لكنّ هذا الإجحاف من وجهة نظر العراق مهْما اعتقد بعض الناس بصحته، لا يبرر في أي حال من الأحوال، غزو صدّام الكويت. فلجوء صدّام إلى القوة قضى على كل تعاطف مع قضيته، مهْما كان ضئيلاً.

ومن ادعاءات صدّام أنه لم يحصل على المكافأة التي يستحقها نظير تصديه لآية الله الخميني! إذ قال إن العراقيين قد بذلوا دماءهم طوال ثمانية أعوام من الحرب على إيران، للدفاع عن البوابة الشرقية للعالم العربي. وإن هذه الدماء التي بذلت، تجعل العراق مستحقاً للمكافأة السياسية والإستراتيجية والمالية من الدول العربية المجاورة. ويزعم صدّام أن العراق لم يكن في حربه على إيران يدافع عن أمنه فحسب، بل كان يدافع عن أمن دول الخليج بصفة عامة. ونسي صدّام في زعمه هذا، أنه هو الذي مزّق بتهوره اتفاقية الجزائر التي وقعها مع الشاه عام 1975، وشن هجومه على إيران، فَجَرَّ بذلك المنطقة كلها إلى أتون حرب دامت نحو عقدٍ من الزمان. وهي حربٌ عرّضت دول الخليج لخطر داهم، بينما يَعُد صدّام تأييدها له ودعمها المالي لاقتصاده من المسلّمات، وأن لا فضل لها فيه ولا منَّة.

وعلى الرغم من ذلك كله، فما أن وضعت الحرب أوزارها، حتى طالب صدّام بالمزيد. أراد من جيرانه العرب الاعتراف بصدارة العراق في الخليج، وأن يحصل على منفذ أكبر إلى الخليج لنشر أسطوله البحري من أجل الدفاع عن الأمن العربي كله، على حد زعمه. كما أراد إعفاءه من الديون التي تراكمت عليه جرّاء الحرب، إضافة إلى منحه قروضاً جديدة. ولم يقف صدّام عند ذلك الحد، بل أخذ يلوّح بمطامع أخرى تتجاوز حدود الخليج. كان يطمح أن يصبح الناطق الأول باسم العرب لدى أمريكا، أي أن يكون الرجل الذي تستطيع واشنطن أن تسوي معه مشاكل المنطقة، بما فيها المشكلة الفلسطينية. وبعبارة أخرى، كان يطمح للهيمنة على المنطقة بكاملها والتفوق على الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة، قائداً وبطلاً عربياً.

لكن هذه الطموحات والمطالب الصَّدَّامية، لم تكن واقعية ولا مقبولة؛ لأنها تنتهك مصالح الآخرين. وازداد الرفض الخليجي لها حدّة، حين تعنَّت صدّام في الإصرار على المطالبة بها مشفوعة بالتهديدات. ولا ننكر أن العالم شعر بشيء من الارتياح إلى مساعدته العراق على احتواء إيران، ولكنه لم يشعر بالرضا عندما بدأ صدّام يفصح عن مطامعه. وكلما زاد صدّام من حدة ضغوطه وتهديداته وإثارته للقلاقل، تراجع جيرانه أكثر فأكثر عن مجاراة رغباته. ومجمل القول إن صداماً، بأساليبه الوحشية غير المقبولة، خسر التأييد لقضيته، التي لم تكن تستند، على كل حال، إلى أسس قوية.

لم يسافر صدّام كثيراً خارج بلاده، ولم يكتسب بصيرة نافذة يعي من خلالها كيف تُعالج الأمور في العالم من طريق المعاملات الشخصية مع رؤساء الدول الأجنبية. فقد حكم العراق في جو من العنف والدسائس. وكما أسلفت، لم يكن أحد ممن يحيطون به يجرؤ على تقديم المشورة الصادقة إليه. ( لعل موت شقيق زوجته عدنان خير الله وزير الدفاع في حادث تحطم طائرة عمودية عام 1988، حَرَمَه من الرجل الوحيد الذي كانت لديه الجرأة على تقديم المشورة الخالصة إليه ).

أدى تصاعد القلق في الغرب عامة ودول الخليج خاصة إزاء مواقف صدّام في السنة التي سبقت غزو الكويت إلى حدّة إحساسه بأنه ظُلِم. ولعله شعر في قرارة نفسه أنه عوقب بدلاً من أن يكافأ، كما كـان يتوقع، وأن العالم بات يحاصره من كل الجهات. فضلاً عن خشيته أن تتعرض بلاده لهجوم عسكري إسرائيلي. ويُعزى تفاقم إحساسه بالظلم إلى ديون الحرب التي أثقلت كاهله، والهجوم الذي كان يتعرض له من وسائل الإعلام الغربية، ومعارضة الدول والشركات تزويده بالأسلحة والتقنية المتقدمة أو منحه قروضاً، كما كان يحدث في السابق. وأرجِّح أن تلك كانت صورة العالم التي رآها صدّام في فترة من عامي 1989 - 1990.

ويبدو أن صداماً لم يستوعب حقيقة أساسية مؤداها أن مشاعر العداء، التي ظهرت ضده كانت نتيجة طبيعية لتصريحاته ومواقفه. فقد لاحظت، كما لاحظ الكثيرون، تغيراً ملحوظاً في تصرّفات صدّام ومواقفه خلال مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في بغداد في نهاية شهر مايو عام 1990. تابعت أحداث المؤتمر على شاشة التليفزيون، وفي الجلسة الافتتاحية بدا واضحاً أن صداماً يتصرّف وكأنه السيد، ويخاطب الزعماء العرب وكأنهم مرءوسون له! كان متعالياً شاعراً بالتفوق، وكان واضحاً أنه لا يعدّ الملوك والرؤساء المجتمعين أنداداً له. قفزت إلى ذهني صورته حين زار جدة بعد استيلاء الإيرانيين على شبه جزيرة الفاو، في الطرف الجنوبي من العراق في شهر فبراير عام 1986، وهي خطوة إستراتيجية كانت تنذر باحتلال البصرة بدا صدّام في ذلك اليوم، وهو يسير إلى جانب الملك فهد، مطأطئ الرأس، مقوس الكتفين، كسير النفس. جاء يلتمس المزيد من المساعدات.

لكن مظهره المتغطرس في مؤتمر عام 1990 نمَّ على حقيقة شعوره. كان مفعماً بالحقد والخيلاء والتصميم على الانتقام، ويعاني إحساساً عميقاً بالظلم. ويُعدّ عدته، بلا شك، كي يأخذ بالقوة ما يعدّه حقاً من حقوقه المشروعة. ومع أنه لم يكن في استطاعة أحد التنبؤ بما قد يُقْدِم عليه في المستقبل، إلاّ أن سلوكه وتصرفاته في ذلك المؤتمر كانا مدعاة للحذر والقلق، حتى أصبحا محور حديثنا. وقد سببت لنا بالفعل كثيراً من القلق آنذاك. وفي المملكة بدأت مخاوفنا وشكوكنا في نوايا صدّام تتبلور منذ انعقاد تلك القمة.

حدثت، وقبل ذلك كله، أمور أخرى تدعو إلى القلق. منها، على سبيل المثال، الإعلان عن تشكيل مجلس التعاون العربي الذي ضمّ كلاًّ من العراق والأردن ومصرواليمن الشمالي، كما كان يُطلق عليه آنذاك، في عام 1989. وبدا لنا، كما قلت من قبل، أن مجلس التعاون العربي لم يكن سوى رد إستراتيجي على مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي شكلته المملكة بالاشتراك مع جاراتها دول الخليج الخمس في بداية الحرب العراقية-الإيرانية، كإجراء للدفاع عن النفس، واستُبعد العراق من الاشتراك فيه.

وقد تأسَّس مجلس التعاون العربي دون أن يستشار الملك فهد في شأنه، أو حتى يُخطر به! وقبل الإعلان عن تشكيل المجلس بيوم واحد، زار الملك حسين الملك فهداً في الظهران، ولم يذكر شيئا عن الموضوع قبل مواصلة سفره إلى بغداد. وإن كان المجلس قد أُعطي، في بادئ الأمر، صبغة تجمعٍ اقتصادي، إلاّ أننا نعتقد أن ثمة دوافع أخرى كانت وراءه. فنظرة عابرة إلى الخريطة تبيِّن لِمَ بدا لنا ذلك المجلس وكأنه عملية تطويق للمملكة. ولكن، على كلٍّ، كان وجود مصر بين دول المجلس يُشعرنا بالطمأنينة؛ لأننا واثقون أن مصر لن تخطو خطوة من شأنها إلحاق الضرر بمصالحنا. ومع أن اليمن لم يكن في خطته أن يكون عضواً في هذا المجلس، في بادئ الأمر، إلاّ أن الملك حسيناً، كما علمنا بعد ذلك، قام بدور أساسي في إقناعه بالانضمام إليه. وعلى الرغم من كل الشكوك التي ساورتنا آنذاك، فإننا لم نوجِّه أي انتقاد إلى تشكيل المجلس.

إلاّ أن قَلَقَنا إزاء مجلس التعاون العربي، ما لبث أن تعاظم عندما علمنا أن العراق يضغط لإعطاء المجلس بُعداً عسكرياً، يجعله يبدو كأنه تطويق معاد للمملكة. وفي اجتماع قادة مجلس التعاون العربي في عَمّان في شهر فبراير من عام 1990 للاحتفال بالذكرى الأولى لهذا التجمع، انتقد صدّام كلاًّ من الولايات المتحدة وإسرائيل انتقاداً عنيفاً. وأذكر أنه طالب بصفة خاصة بانسحاب البحرية الأمريكية من الخليج، مع أن تلك السفن الأمريكية كان لها دور حاسم لمصلحته في المراحل الأخيرة من حربه على إيران. ( كان للتدمير الذي ألحقته السفن الحربية الأمريكية بمنصتي نفط وببارجة إيرانية وزورق صواريخ في شهر أبريل عام 1988 أثر كبير، بلا ريب، في اتخاذ إيران قراراً بقبول وقف إطلاق النار في شهر يوليه من تلك السنة ). وفي تقديري أن خطاب صدّام ذاك كان فارغاً وغير مقنع وأدى إلى نتائج سياسية سلبية؛ إذ أثار الرأي العام في الغرب ضد العرب.

كما أشرت سابقاً، ازدادت مخاوفنا نتيجة سلوك صدّام في مؤتمر القمة العربي، الذي عقد في بغداد في شهر مايو عام 1990 . ومن الواضح أنه أراد أن تكون تلك القمة تأكيداً لسيادته الإقليمية. وهي القمة التي رأى، عدوه القديم، الرئيس السوري حافظ الأسد أن من الحكمة أن يبقى بعيداً عنها. ومع أن السبب الرئيسي لانعقاد مؤتمر القمة ذاك هو الاحتجاج على الهجرة الجماعية لليهود السوفيت إلى إسرائيل، إلاّ أن ثمة موضوعات مختلفة تماماً ظهرت أثناء المؤتمر، وعُدَّت بمثابة مؤشرات، كما تبين فيما بعد، تنبئ بما سيحدث مستقبلاً.

من تلك المؤشرات التي ظهرت أثناء المؤتمر، التهمة التي وجَّهها صدّام إلى بعض الدول العربية. اتهم الكويت والإمارات العربية المتحدة صراحة، بأنهما تشنان حرباً اقتصادية على العراق بزيادة إنتاجهما النفطي، مما يؤدي إلى خفض أسعار النفط. وواصل اتهامه قائلاً: "إن العراق خسر مليارات الدولارات نتيجة لذلك". وهذا أول دليل على أن صداماً كان يعاني أزمة اقتصادية حادة. ففي النصف الأول من عام 1990، هبط سعر برميل النفط بنسبة 30%، أي من 21 دولاراً في شهر يناير إلى 14 دولاراً فقط في نهاية الفترة. وكان صدّام في أمسّ الحاجة إلى عائدات النفط ليعيد بناء اقتصاده الذي أرهقته الحرب، كما كان عاجزاً، في الوقت نفسه، عن الحصول على قروض جديدة من الهيئات الدولية، إذ بلغت ديونه المتراكمة 70 ملياراً من الدولارات. ولعله، بسبب هذه الضغوط الاقتصادية، رأى في انهيار أسعار النفط مؤامرة حيكت ضده!

في ربيع عام 1990، أيقن صدّام أنه على حافة الإفلاس. ويعتقد المراقبون أن زيارة رئيس الوزراء اليوغوسلافي إلى بغداد كانت العامل الحاسم في زيادة هذا الإحساس وتعميقه، أو كما يقول المثل كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فعندما كان طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي، في رفقته وهو في طريقه إلى المطار، طلب منه قروضاً مالية جديدة، إلاّ أن رئيس الوزراء اليوغوسلافي لم يبدِ استعداداً لإجابة الطلب. وزاد الأمر سوءاً حين أدلى بتصريح لوكالة الأنباء اليوغوسلافية تانيوج tanjug، عند وصوله إلى بلاده، ذكر فيه أنه أخبر العراقيين بأن يوغوسلافيا قدمت كل ما تستطيع لمساعدتهم أثناء حربهم على إيران، وأنها الآن في حاجة إلى استيفاء ديونها. ويبدو أن تلك النكسة ركزت انتباه صدّام على الأزمة المالية الخانقة التي كان يعانيها العراق، لا سيما أنه عجز عن الحصول على القروض المتوسطة الأجل التي سعى إليها لدى الأوروبيين أو اليابانيين أو بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي. كان يفتقر إلى المال اللازم لتنفيذ عدد من المشاريع الملحّة حين بدأ الدائنون يلحُّون في المطالبة بديونهم. ولإنقاذ الموقف، أرسل صدّام رئيس وزرائه سعدون حماديّ إلى الكويت ليطلب مبلغ 10 مليارات من الدولارات فوراً. وحسب علمي، عرض الكويتيون عليه مبلغ 500 مليون دولار فقط، مما جعله يَعُد هذا العرض إهانة لا تغتفر.

شكّل تضخم حجم الجيش العراقي، بسبب الحرب على إيران، هاجساً خطيراً آخر لصدام. فتسريح أعداد غفيرة من الجنود قد يؤدّي إلى اضطرابات اجتماعية خطيرة، كالتي حدثت قبل عام في العراق حين لقي مئات العمال المصريين هناك حتفهم على أيدي جنود عراقيين غاضبين، اعتقدوا أن المصريين استولوا على أعمالهم ووظائفهم. وفي مثل تلك الظروف، وجد صدّام أن في مصلحته إبقاء جنوده مشغولين في مغامرة خارجية أخرى.

وفي مذكرة رسمية بعث بها صدّام إلى الجامعة العربية في منتصف شهر يوليه، أعاد تهديده الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة كما كرر تلك الاتهامات في خطاب ألقاه في 17 يوليه، وهو الخطاب الذي نبّهني إلى المسار الخطير الذي بدأت تسلكه الأحداث. كانت الكويت هي محور هجومه الأول، فاتهمها بإغراق السوق النفطية، وسرقة ما قيمته 2.4 مليارات من الدولارات من حقل الرميلة الشمالي، الذي يقع على الحدود العراقية- الكويتية. كما اتهمها بالتآمر مع الإمبريالية والصهيونية ضد المنجزات العلمية والتقنية العراقية. وصرح قائلاً: " بدلاً من مكافأة العراق فإنهم يغمدون خناجرهم المسمومة في ظهورنا". ولعل في هذه العبارة دليلاً قاطعاً على عمق إحساسه بالاضطهاد. كما قرعت كلماته تلك أجراس الإنذار في المملكة.

تسببت تصريحات صدّام الحادة ضد جيرانه العرب، والتهديد الذي أطلقه في أبريل عام 1990 "بإحراق نصف إسرائيل" إن هي أقدمت على مهاجمة العراق أو أي بلد عربي آخر، بزيادة حدة التوتر في المنطقة. ( لكن بعد هذا التهديد العنيف، زار بغداد مسؤول عربي كبير أعرفه معرفة جيدة، فدُهش حين قال له صدّام " أرجو أن تنقل إلى الولايات المتحدة أن التصريح الذي صدر عَنّا هو للاستهلاك المحلي فقط. وليست لدينا النيّة أبداً لإلحاق الضرر بإسرائيل !". وكانت هذه الكلمات كافية لإثبات عدم ترابط أفكاره، وتناقض تصريحاته مع نواياه ). لكن العالم الخارجي أخذ تصريحات صدّام العنيفة مأخذ الجدّ. كما وجدت وسائل الإعلام سبباً قوياً لاتهامه بأنه رجل غير متزن وخطير. وانتهزت إسرائيل ومؤيدوها الفرصة لتأليب الرأي العام العالمي ضده. وربما يرى بعض الناس أن جزءاً من الحملة الدعائية التي شُنت على العراق كانت تتعمد استفزاز صدّام كي يقدِم على خطوة حمقاء تكون حجة للقضاء عليه. وإلى هذا الحدّ يمكن القول إنه ربما كانت هناك مؤامرة ضده. ولكن على الرغم من هذه الاستفزازات، كان لصدام الحرية الكاملة في اتخاذ أيّ إجراء يراه مناسباً. فهو نفسه الذي اتخذ الخطوة القاتلة وغزا الكويت. ومن هذا المنطلق يصعب القول إن صداماً وقع ضحية مؤامرة دُبرت ضده، كما يعتقد بعض الناس حتى اليوم. لم يكن صدّام ضحية أحد! بل ضحية أخطائه الشخصية وتهوره الحاد ومزاجه العنيف

يتبع ......
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

قراءة في فكرِ صدّام (تابع)

اتسم موقف صدّام من الولايات المتحدة بالتناقض. فمن جهة، كان يطلق التصريحات المعادية لأمريكا، كما فعل حين طالب بانسحاب البحرية الأمريكية من الخليج في فبراير عام 1990. ومن جهة أخرى، كان يتوق إلى فتح حوار مع الولايات المتحدة، ويريد من واشنطن أن تعترف بأهميته! ومن الواضح أنه لم يكن يدرك مدى الضرر الذي ألحقه بنفسه وبلاده بسبب أقواله وأفعاله في ذلك الوقت، وكيف أنها ألَّبت عليه الرأي العام العالمي.

ما أصعب أن ينسى المرء العلاقات الوثيقة التي كانت تربط العراق بالولايات المتحدة أثناء حربه على إيران! فكم من مرة حصل العراق على أسلحة أمريكية، ومعلومات قيِّمة عن التحركات الإيرانية، فضلاً عن الدعم العسكري الأمريكي ضد البحرية الإيرانية! ففي المراحل الأخيرة من الحرب، فتحت الولايات المتحدة بالفعل جبهة ثانية في الخليج ضد إيران. وكانت العلاقات الأمريكية- العراقية وثيقة للغاية. وعندما أصاب صاروخ عراقي من نوع إكسوست exocet خطأً السفينة الحربية الأمريكية ستارك stark في 17 مايو عام 1987، وقُتل في الحادث 37 جندياً أمريكياً، تغاضت الولايات المتحدة سريعاً عن الموضوع بعد أن دفع العراق تعويضات مالية قدرت بمبلغ 27 مليوناً من الدولارات. وكان سفير صدّام حسين لدى الولايات المتحدة، نزار حمدون، في ذلك الوقت، السفير المدلل لدى واشنطن وأقرب المقربين إلى المسؤولين الأمريكيين على أعلى المستويات.

كانت العلاقات الأمريكية- العراقية جدّ وثيقة، حتى إن صداماً، على ما يبدو، لم يستطع التأقلم مع التغير المفاجئ الذي طرأ على موقف واشنطن منه في الأشهر الأولى من عام 1990 . وحتى اللحظة الأخيرة، وربما بعد ذلك أيضاً، لم يكن صدّام ليصدق أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ منه موقفاً عدائياً حقيقياً، أو أنها عازمة على شن هجوم عليه. وظن، على ما يبدو، أن نشْر قوات التحالف لم يكن سوى خدعة. ومما شجعه على التمادي في ظنه ذاك أن إدارة الرئيس بوش اتخذت تجاهه موقفاً متناقضاً خلال الفترة التي سبقت نشوء الأزمة. فعلى سبيل المثال، كان للولايات المتحدة دورٌ في إعاقة الشبكات الدولية التي كانت تزوِّده بالأسلحة، وفي الوقت نفسه تجاوبت معه وتساهلت واتخذت جانب اللين لاحتوائه وتهذيب تصرفاته وتوجيهه نحو الاعتدال.

ففي يوم 12 إبريل عام 1990، اجتمع وفد أمريكي مؤلف من خمسة أعضاء في مجلس الشيوخ، برئاسة زعيم الأقلية روبرت دول robert dole وعضوية كل من جيمس ماكلور james mcclure، وآلن سيمبسون alan simpson وفرانك موركـوفسكي frank murkowski وهوارد متزنبوم howard metzenbaum، إلى صدّام حسين لمدة ساعتين في مدينة الموصل، وأكدوا له رغبة الرئيس بوش في تحسين العلاقات معه.

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعليماتها إلى أبريل جلاسبي april glaspie، سفيرة الولايات المتحدة لدى بغداد بالتودد إلى صدّام حسين عَلّها تعيده إلى جادة الصواب. وتدخل الرئيس بوش شخصياً لمساعدة العراق على الحصول على القروض التي طلبها. ولعل هذا كله أقنع صدّام حسين بأن واشنطن تتخذ منه موقفاً ودياً. وعندما اتخذ قراره بغزو الكويت لم يخطر بباله قط أن الولايات المتحدة سوف تتدخل لإحباط مخططاته. وكان ذلك خطأً من جملة الأخطاء الفادحة التي ارتكبها.

يبدو أن صداماً أساء تقدير الظروف الدولية التي كانت تتغير بسرعة كبير. آنذاك. كان يدرك، بداهة، أن الاتحاد السوفيتي في طريقه إلى الانهيار، ولعله ظن أن ذلك يخدم مصلحته في تخطيطه لغزو الكويت. ولعله قد بدا للفكر العراقي أن مصلحة الولايات المتحدة في المنطقة تنحصر فقط في الدفاع عن النفط، وضمان أمن إسرائيل ومنع انتشار النفوذ السوفيتي أو أي تهديد يصدر عنه. أما النفط، فكان صدّام على أتمّ الاستعداد لتقديم ضمانات مؤكدة بأنه لن يتسبب بتعطيل تدفقه ( كما أخبر السفيرة جلاسبي بذلك ). أما إسرائيل فلم تكن لديه النيّة لتهديدها. وأما خطر الاتحاد السوفيتي، فكان آخذاً في الانحسار. وتوصل صدّام إلى نتيجة مفادها أنه ليس هناك ما يخشاه من جانب الولايات المتحدة، إذ هو لا يهدد أياً من مصالحها. ولعل أقصى ما يمكن أن يواجهه منها لن يتجاوز المقاومة الشكلية فقط ( استنكار وإدانة وشعور بقلق ). فنهاية الحرب الباردة لم تقيد حركته أبداً، بل أعطته المزيد من حرية الحركة. وظنّ صدّام كذلك أن القوى العظمى ستنسحب من النزاعات في الشرق الأوسط - مثل نزاعه مع الكويت - كما كانت تفعل في النزاعات الإقليمية في جميع أنحاء العالم. لذا، توقع أن يُترك له الحبل على الغارب لينفذ مخططاته. لكنه لم يدرك أن وضع الكويت مختلف عن الوضع في أنجولا وكمبوديا، على سبيل المثال. فالدول الغربية لم تكن على استعداد للسماح لصدام بابتلاع الكويت بثرواتها الخارجية التي تقدر بمائة مليار من الدولارات، واحتياطيها الهائل من النفط، ودورها الحيوي في الصناعات الغربية!

وعَليَّ أن أذكر أن الولايات المتحدة لم تحذر صداماً تحذيراً صريحاً من مغبة استخدام القوة في نزاعه مع الكويت وفي تقديري، أن ذلك كان خطأ دبلوماسياً فادحاً، ربما يرجع إلى انشغال الولايات المتحدة، في ذلك الوقت، بانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية. ومن اللافت للنظر، أن الولايات المتحدة كررت الخطأ نفسه مرات عدة، مما دفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأنها نصبت فخاً لصدام.

فعلى سبيل المثال، حين زار جون كيلي john kelly، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، بغداد في شهر فبراير عام 1990، أعرب عن عدم مبالاة الولايات المتحدة بنزاع العراق مع الكويت في شأن الحدود. كما أن السفيرة جلاسبي قالت لصدام في اجتماعهما المشؤوم، الذي عُقد في ساعة متأخرة من ليلة الرابع والعشرين من يوليه: "ليس لدينا قط مواقف محددة في شأن النزاعات العربية - العربية، مثل نزاعكم الحدودي مع الكويت". ومن الواضح، أنها كانت تنفذ أوامر رسمية، وأن صداماً صدّق كلماتها. وفي الأيام القلائل التي سبقت غزو الكويت أكدت مارجريت تتويلر margaret tutwiler، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في الرابع والعشرين من يوليه، كما أكد جون كيلي نفسه في 31 يوليه، أنه ليس لدى الولايات المتحدة اتفاقية دفاع مشترك مع الكويت، وليس بينهما أي التزام دفاعي خاص. وسواء أكانت هذه التصريحات متعمدة أم لا، فإنها تُعَد إشارات دبلوماسية خاطئة شجعت صداماً، بلا ريب، على تنفيذ خطته.

لم تغادر السفيرة جلاسبي بغداد بعد اجتماعها إلى صدّام حسين، لقضاء إجازتها كما كان مفترضاً. فقد علمتُ من مصادر موثوقة أن صداماً طلب منها أن تحمل رسالة منه إلى الرئيس بوش وأن تعود بالرد فوراً إلى بغداد. وكانت فحوى رسالة صدّام شيئاً كهذا: "تعلمون أنني انتصرت في حربي على إيران. ولكن بدلاً من مكافأتي ضَيَّق عليَّ الكويتيون والبريطانيون الخناق، أرجو أن تأخذوا في اعتباركم أن سجلي في شأن النفط نظيف تماماً، ولم أتصرّف قط تصرفاً أهوج أو غير مسؤول في مجال النفط، ولن أفعل ذلك أبداً. أريد أن يستمر الحوار بيننا. فأنا الرجل الذي يمكنكم الاعتماد عليه والتعامل معه في المنطقة".

هذه الرسالة، التي أعتقد أنها دقيقة حسبما علمتُ من المصدر الموثوق، تشير إلى أن صداماً كان يتوقع أن استيلاءه على الكويت أمرٌ لن يعرِّضه لمساءلة أو عقاب، بل كان يتطلع إلى إجراء مفاوضات وإقامة علاقات في المستقبل مع الولايات المتحدة تؤكد صدارته الإقليمية في المنطقة.

لكن، لم يخطر ببال أحد في العالم، الغربي أو العربي، أن صداماً كان يخطط للاستيلاء على الأراضي الكويتية كلها. فقد ساد الاعتقاد في أوساط الاستخبارات الغربية أن صداماً ربما يحتل جزيرتي وربة وبوبيان المقابلتين لميناء أم قصر على أبعد تقدير، وربما احتل كذلك حقل نفط الرميلة الشمالي الذي يقع على الحدود العراقية- الكويتية. ولو أنه فعل ذلك لما استطاعت أية جهة خارجية أن تفعل شيئاً إزاءه!

وإن كان صدّام قد أساء تقدير رد فعل المجتمع الدولي فإنه، بالمثل، أساء تقدير رد فعل المملكة إلى حدٍّ بعيد. وهذا خطأ جسيم لا يقلّ خطورة عن خطئه الأول. ويبدو أنه عوّل على أن المملكة لن تجرؤ على استدعاء قوات أجنبية إلى أراضيها. ولعل تقديره لأسوأ الاحتمالات، في حال الاستدعاء وإذا بلغ الأمر حد النزاع المسلح، هو أن تقوم البحرية الأمريكية بقصف قواته، أو أن تقوم قوات مشاة البحرية الأمريكية بهجوم برمائي، وفي هذه الحالة تستطيع قواته التصدي للهجوم الأمريكي كما فعلت، من قبل، أثناء مجابهتها للهجمات الإيرانية المتكررة أثناء الحرب. وظن صدّام على ما يبدو ، أنه ما من رئيس أمريكي يستطيع المجازفة بإقحام الجنود الأمريكيين في حرب طويلة الأمد في الخليج بعد المآسي التي تعرَّض لها الأمريكيون في فيتنام والنكسة التي حلّت بمشاة البحرية الأمريكية في لبنان في أوائل الثمانينات.

ولو كانت هذه الأفكار هي حقاً ما دار في ذهن صدّام، لكانت برهاناً آخر على جْهله بعمق الإصلاح والتحديث اللذين أُدخلا على القوات المسلحة الأمريكية في عهد الرئيس ريجان. وُيعَدّ كاسبار واينبرجر ، الذي شغل منصب وزير الدفاع في فترة رئاسةالرئيس ريجان من 1981 وحتى 1988، هو باعث النهضة التي شهدتها العسكرية الأمريكية بعد التقلص الذي عانته عقب حرب فيتنام. وتتلخص الإنجازات التي حققها واينبرجر في ثلاثة تحولات أساسية هي:

أولاً، أدّت زيادة المرتّبات والامتيازات لرجال القوات المسلحة إلى جعل التطوع أكثر إغراءً، كما اجتذبت عناصر أفضل من الشباب. فعلى سبيل المثال، علمتُ خلال حرب الخليج أن كل ضباط القوات المسلحة الأمريكية يحملون تقريباً شهادات جامعية، بل إن كثيراً منهم حاصلون على درجتَيْ الماجستير والدكتوراه.

ثانياً، الإسراع في شراء المعدات العسكرية مما نتج منه زيادة عدد الطائرات والسفن والدبابات والمعدات الحربية الأخرى.

ثالثاً، فتح الباب على مصراعيه أمام تمويل التقنيات العسكرية الحديثة، مما أدى إلى إدخال الأسلحة "الذكية" وعدد آخر من الأسلحة الجديدة التي استخدمت للمرة الأولى في حرب الخليج.

ويبدو، كذلك، أن صداماً لم يدرك أن القوات الأمريكية حققت مستوى عالياً من الاستعداد القتالي. كما لم يستوعب مضمون الإشارات الكثيرة التي صدرت عن واشنطن اعتباراً من شهر أغسطس، والتي قد يكون من المفيد ذكر بعضها في الفقرات التالية.

ألقى الرئيس بوش في مكتبه البيضاوي في الثامن من أغسطس، كلمة جاء فيها:

"أولاً، نطالب بانسحاب القوات العراقية من الكويت انسحاباً كاملاً وفورياً ودون قيد أو شرط. ثانياً، يجب إعادة الحكومة الكويتية الشرعية إلى السلطة. ودعوني أوضح لكم، أن استقلال المملكة العربية السعودية ، بصفتها دولة ذات سيادة، أمر حيوي لمصلحة الولايات المتحدة. وهذا القرار الذي أتفِق في شأنه مع زعماء الكونجرس ينبع من الصداقة القائمة بيننا، منذ زمن بعيد، والعلاقات الأمنية التي تربطنا".

وفي 8 نوفمبر عام 1990، أعلن الرئيس بوش عن تعزيزات ضخمة للقوات الأمريكية في المنطقة لكي يعطي قوات التحالف ما وصفه بـ "الخيار العسكري الهجومي".

وفي 9 يناير عام 1991، كتب رسالة إلى صدّام سلّمها جيمس بيكر james baker إلى طارق عزيز في جنيف لم تدع مجالاً للشك في النوايا الأمريكية، جاء فيها:

"إذا لم تنسحب من الكويت انسحاباً كاملاً ودون قيد أو شرط فإنك سوف تخسر أكثر من الكويت. إن القضية هنا ليست قضية مستقبل الكويت، فالكويت ستُحرر، بلا شك، وحكومتها ستعود بالتأكيد. إنها قضية مستقبل العراق. والخيار لك. فإذا اندلعت الحرب، فإنها ستكون وبالاً عليك وعلى بلدك".

وأخيراً في 12 يناير، وقبل اندلاع الحرب بأربعة أيام، صدر قرار مشترك عن مجلسي الكونجرس يمنح الرئيس بوش صلاحية استخدام القوة في الخليج. اتخذ القرار بأغلبية 52 : 47 صوتاً في مجلس الشيوخ، وبأغلبية 250 : 183 صوتاً في مجلس النواب، إلاّ أن صداماً لم يُعِر هذه الإشارات، وما أكثرها، أي اهتمام!

تنبع أحلام صدّام وأوهامه، دون الدخول في تفسير مطول، من دوافع مختلطة، وأمانٍ كثيرة. كان مفلساً ومحتاجاً إلى مساعدات مالية ضخمة دون إبطاء. لكنه وجد أن الكويت ترفض إلغاء ديونه، التي تراكمت أثناء الحرب، كما ترفض منحه قروضاً جديدة، بل تدفع به نحو الإفلاس حين تُغْرق السوق بالنفط. والأسوأ من ذلك، أن الكويت كانت تحرمه من منفذٍ إلى جزيرتي وربة وبوبيان. لذلك، قرر الحصول على مطالبه بالقوة، ولو أدى ذلك إلى أزمة دولية. وظن بالتأكيد أنه لن يواجَه بتحدٍّ عسكري، سواء أمِنَ العرب كان أم من الغرب، وأنه متى أصبح سيد الخليج، فسوف يتمكن من حل صِعَابِه المالية كلها وستكون واشنطن مجبرة على الاعتراف بدوره المهم الجديد. هذا هو تفسيري الخاص لتقديرات صدّام وحساباته الخاطئة.

يتبع .....
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

قراءة في فكرِ صدّام (تابع)

ثمة لغز محيّر آخر يتعلق بغزو صدّام الكويت هل كان قرار الغزو وليد اللحظة، أم كان نية مبيتة وتخطيطاً مُتقَناً؟

من الواضح أن نقمة صدّام على العالم بشكل عام، وعلى الكويتيين بشكل خاص، ظلت تتفاقم على مدى شهور عِدّة. كان يعاني ضغوطاً جسيمة جعلته عصبي المزاج إلى أبعد الحدود ويثور لأتفه الأمور. ونحن لا نعلم في الحقيقة ما الذي فَجّر الأحداث. وسوف نظل نجهل حقيقة الأمر ما لم يخبرنا بها صدّام نفسه! أمّا من جهتي، ولأنه لا يوجد إلا اليسير من الدلائل التي تشير إلى تخطيط عراقي مُتقَن، فإنني أميل إلى الاعتقاد أن قرار صدّام باستخدام القوة أخذ يختمر في ذهنه تدريجياً خلال الأشهر الخمسة أو الستة التي سبقت الغزو، وفي نهاية شهر يوليه لم يعد قادراً على كبح جماح نفسه أكثر من ذلك.

ومن الدلائل اليسيرة التي تُرجِّح وجود نية مبيتة لغزو الكويت القصة التي رواها أحد المسئولين في شركة النفط الكويتية، وهي أن العراق بناء على اتفاقية مع الحكومة الكويتية، أرسل قبل الغزو بنحو ستة أشهر مجموعات عدة من العراقيين إلى الكويت ولعلَّهم كانوا من رجال الاستخبارات. أرسلهم لدراسة التكنولوجيا المتقدِّمة في معامل تكرير البترول ومحطات الطاقة والاتصالات والبنوك وما شابه ذلك في المجالات التي ادعت العراق تخلفها فيها نتيجة حربها الطويلة على إيران. انضمت إحدى المجموعات المكوَّنة من أربعة عراقيين إلى شركة النفط، ومكثت ثلاثة أشهر متنقلة بين المرافق البترولية، مكتسبة خبرة تشغيل المعدات ولوحات التوزيع والأجهزة الأخرى. وبعد الغزو بيومين أو ثلاثة أيام، كانت تلك المجموعة نفسها تقتحم مكتب رئيس الشركة، وتدير مرافقها بأوامر من القيادة العسكرية العراقية. فلم تكن زيارتهم التدريبية سوى زيارة تجسسية!

وهناك بعض الشواهد، بالمثل، التي تستبعد وجود تخطيط دقيق مسبق للغزو. من ذلك مثلاً أن صداماً لم يتصل قبل الغزو بأعضاء المعارضة الكويتية، الذين كانوا على خلاف حادّ مع أسرة الصباح. ومما يذكر هنا، أن المعارضة الكويتية كانت تطالب بإعادة مجلس الأمة، الذي عُلقّت أعماله منذ عام 1986 أثناء الحرب العراقية - الإيرانية. ونجحت المعارضة الكويتية في استقطاب آلاف المواطنين المؤيدين لمطالبها في الديوانيات الأسبوعية التي كانت تعقد في المنازل. وهذه الديوانيات من التقاليد الاجتماعية الكويتية الفريدة، فالرجال يجتمعون في منزل أحدهـم بالتناوب، يحافظون على الصلة بينهم، من جهة، ويتبادلون الآراء، من جهة أخرى. وتكتسب هذه الظاهرة في أيام الأزمات أهمية سياسية خاصة. وقد اعتقل عدد من أعضاء المعارضة السياسية أثناء حضورهم تلك الديوانيات بعد مصادمات مع رجال الشرطة.

ولو كانت لدى صدّام خطة مسبقة لغزو الكويت لوجد بالتأكيد متسعاً من الوقت للاتصال بأعضاء المعارضة، والإعداد لتشكيل حكومة مؤقتة لترأس "المحافظة" الجديدة. فخلال الحرب العراقية - الإيرانية، استبد القلق بصدام من احتمال قيام إيران بتحريض مؤيديها في جنوب العراق على تشكيل حكومة مؤقتة في البصرة ومن ثَم دعوة الإيرانيين للتدخل. كان ذلك هاجسه الأول في معركة البصرة فكيف غاب عن فكره هذا الأمر في الكويت إن كان، بالفعل، يُعد للهجوم عليها منذ مدة طويلة؟ فصدام لم يقدم على أي شي من هذا القبيل، على حد علمي، ولم يحاول الحصول على تأييد فئة البعثيين المؤيدين للعراق في الكويت وعندما احتاج إلى تأسيس "حكومة عميلة" في الكويت بعد الغزو، لم يجد كويتياً واحداً يقبل التعاون معه.

وربما قال قائل إن صداماً لم يتصل بالمعارضة الكويتية حفاظاً على سرّية خططه، ولأنه توقع أن يكون استيلاؤه على الكويت عملية سهلة يقبلها معظم الكويتيين عن طيب خاطر.

ومن جهة أخرى، يشير موقف صدّام من الأمريكيين إلى أنه تصرف بناء على نزوة مفاجئة. وكما أسلفت قبل قليل، كان مقرراً أن تعود السفيرة جلاسبي بردّ الرئيس بوش على رسالة صدّام وفي الوقت نفسه، كان محدداً أن يصل إلى بغداد في 8 أغسطس ستيفن سولارز stephen j.solarz لإجراء محادثات مع صدّام كان سولارز حينذاك نائباً ديموقراطياً من نيويورك ويتمتع بنفوذ واسع في الكونجرس الأمريكي. أمّا صدّام فكان تواقاً إلى فتح حوار مع واشنطن وهذا أمر كان يسعى إليه قبل كل شيء. ولكنه، مع ذلك، لم ينتظر وصول المبعوثين الأمريكيين قبل أن يُقدم على خطوته القاتلة. إذ تملَّكه الحنق ونفد صبره تماماً. وهذا الموقف أيضاً ينفي وجود خطة مبيتة لتصميم سابق. ولكن، من ناحية أخرى، ربما كان تحديد الموعدين مع المبعوثين الأمريكيين خدعة قَصَد منها صرف انتباه العالم، وتحقيق المفاجأة في غزوه الكويت.

ومجمل القول، كما يبدو لي، أن أكثر التفسيرات احتمالاً هو أن صداماً ظل على مدى أشهر عدة يفكر ملياً في تنفيذ حركته ضد الكويت لكن أحداث يوليه أعمت بصيرته، وملأته حنقاً وغضباً، فاندفع في غروره بتهور شديد. ولعل "السيناريو" الذي تخيله صدّام في ذهنه كان كالآتي: سيقتحم الكويت ويقضي على الأسرة الحاكمة، ويشجع أحزاب المعارضة على إعلان صداقتها وتأييدها للعراق، ثم ينسحب، تاركاً خلفه حكومة عميلة تأتمر بأوامره. وتصوّرَ صدّام أن عرضاً شاملاً للقوة سيردع أي تدخل خارجي. وبذلك، يكون قد حقق ما يريد دون قتال!


يتبع .....
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

قراءة في فكرِ صدّام (تابع)

وكما حدث للرئيس جمال عبدالناصر في مصر عام 1967، لم يستطع صدّام هذا الحاكم المتغطرس التنبؤ بأن أعداءه سوف يستغلون الفرصة لتدميره، لمجرد أن يعطي العالم ذريعة لشن حرب عليه، وأنهم لن يدَعوه يفلت، سالماً غانماً، من أيديهم.

وعلى الرغم من اختلاف الظروف، يمكن أن يُقارن صدّام بعبد الناصر عام 1967. فعندما ارتكب الرئيس المصري خطأه طالباً من الأمم المتحدة سحب قواتها من سيناء، وجدت إسرائيل أمامها فرصة ذهبية لشن هجومها على مصر مع أن القادة الإسرائيليين كانوا يعرفون جيداً، كما اعترف بعضهم لاحقاً، أن نشْر القوات المصرية في سيناء كان دفاعياً وليس هجومياً. ولكنهم ما كانوا ليتركوا عبد الناصر يفلت من المصيدة. ومع أن الرئيس المصري اقترح التفاوض، وكان على وشك أن يوفِد نائبه زكريا محيي الدين إلى واشنطن للشروع في ذلك، إلاّ أن إسرائيل نفذت ضربتها قبل بدء المحادثات. وبعبارة أخرى، فوّتت إسرائيل الفرصة على عبد الناصر للنجاة من خلال المفاوضات.

وحدث الشيء نفسه مرة أخرى في 1990 - 1991. فما أن أقدم صدّام على غزو الكويت حتى سارع من طالهم تهديده إلى الضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف متشدد إزاءه، فلا تراجع عن ضرورة تحطيم آلة صدّام العسكرية، ولا ربْط لهذا الأمر بمشاكل الشرق الأوسط الأخرى.

لكن المقارنة بين موقفي صدّام وعبد الناصر تُظهر تبايناً كبيراً بين الموقفين. تبايناً يرجِّح كثيراً كفة عبد الناصر على صدّام فموقف عبد الناصر حين نشر جنوده في سيناء، كان دفاعياً ولم يكن تهديداً لأحد. أمّا صدّام فقد دفع قواته في اتجاه الكويت وكان عمله هجومياً. ثم إن صداماً أُعطي فرصة للانسحاب بعد مفاوضات شارك فيها، تقريباً، كل زعماء العالم، ومددت مهلة الانسحاب إلى ستة أشهر، وكان لديه الخيار في حل سلمي. أما عبد الناصر، فلم تكن لديه تلك الفرصة، مع أنه كان مستعداً للتفاوض ومُرَحّباً به، خلافاً لصدام الذي كان رافضاً للتفاوض في غرور وصلف. لذلك، فالمحصلة النهائية لتباين الموقفيْن، ولا جدال في شأنها، أن صداماً ابتلع الكويت ومَزّق سيادتها، ودنّس أرضها، أمّا عبد الناصر، فلموقفه تحليل آخر.

ولو كان صدّام مفكراً إستراتيجياً، لما أعطى أعداءه هذه الفرصة، بل لانتهز غير فرصة مواتية للانسحاب والحفاظ على كرامته. لكنّ إصراره على عدم الانسحاب حمل بعض العرب على الاعتقاد بأنه عميلٌ للغرب. ومن وجهة نظري، فأعتقد أنه ليس سوى طاغية ارتكب سلسة من الأخطاء الفادحة، التي أحسن أعداؤه استغلالها لإضعافه وإضعاف بلده، وما كانوا ليتركوه يفلت من المصيدة التي نصبها لنفسه بنفسه.

في البداية، رغبت الدول العربية المشتركة في قوات التحالف في احتواء العراق لا في تدميره. أرادت هذه الدول إعادة الحكومة الشرعية إلى الكويت ودرء الخطر عن أنفسها. فناشدت صداماً العودة إلى جادة الصواب والانسحاب من الكويت فليس من السهل على أي بلد عربي أن يفكر في تدمير بلد عربي آخر ومعاقبته. ولكن كلما طال بقاء صدّام في الكويت ينهب ويشرد ويعذب ويبطش ويتحدى العالم بأسره، زاد التأكد من أن الحرب هي الخيار الوحيد. واستبد القلق بالدول في منطقة الخليج، فحتى لو انسحب صدّام من الكويت وبقيت ترسانة أسلحته سليمة لحاول تهديدها من جديد. ومرة أخرى نجد أن المصيدة التي وقع فيها صدّام كانت من صنع يديه!

ارتكب صدّام حين هدد المصالح الحيوية لدول كثيرة، خطأً جسيماً وَحّد ضده تحالفاً دولياً هائلاً، يُعَدّ أقوى تحالف شهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية. فاستيلاؤه على الكويت شكل تهديداً مباشراً لاستقلال المملكة ودول الخليج المجاورة. وعداوته لحكام دول الخليج الصغيرة لا تخفَى على أحد، ويبدو أنه صمَّم على تقويض أسس ولايتهم الشرعية. وعلى صعيد الشرق الأوسط بكامله، شكلت محاولة صدّام فرض هيمنته على المنطقة تحدياً خطيراً لمصر وسوريا وإسرائيل وتركيا بالإضافة إلى إيران، ألدّ أعدائه طوال ثماني سنوات. ويعتبر تحديه الدول الرئيسية في المنطقة تحدياً للمصالح النفطية والإستراتيجية للولايات المتحدة، وهي المصالح التي تعهد الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون على السلطة بالدفاع عنها. وبصرف النظر عن الولايات المتحدة، كان موقفه أيضاً تحدياً للعالم الصناعي المتعطش إلى النفط، بما في ذلك القوى الاقتصادية العملاقة مثل اليابان وألمانيا. وقد أثبت صدّام جهْله المطبق بطبيعة النظم السياسية والاقتصادية في الغرب وبكيفية اتخاذ القرارات، لا سيما في الولايات المتحدة. وظن، على ما يبدو، أن في إمكانه التعامل مع الدول الأجنبية كما يتعامل مع شعبه.

نجحت "عبقرية" صدّام في توحيد قسم كبير من العالم ضده، بما في ذلك دول يناصب بعضها بعضاً العداء. فارتكابُ صدّام لهذا الخطأ الجسيم في أغسطس عام 1990 ثُمَّ رفضه تصحيح ذلك الخطأ في الأشهر التي تلت، يعزز انطباعي بأنه لم يكن سوى طاغية إقليمي يجهل أمور العالم الخارجي، فحالت غطرسته ووحشيته دون أن يخبره أحد ممن حوله بالحقيقة. فالنظام العراقي لا يحتوي أية مؤسسات تحافظ على التوازن وتتولى الرقابة فَتَحِدُّ من سلطة صدّام المطلقة. ولم يكن ثمة أحد يجرؤ على أن يقول له: "يا سيادة الرئيس، ليست هذه أم المعارك. لقد ارتكبت خطأً جسيماً. وعليك أن تنسحب".

يتبع .....
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

شاهدت الموضوع وكتبت يتبع ولم تكمل

عموما الموضوع بيجلب كثيراً من الجداااااااااااااااااااال والإختلاااااااااااااااااااااف

لي بعض الآراء المعاكسة لبعض ماذكر

لكن بخلي غيري يبداْ

او بحط نقطه صغنونة شوي

السياسة الأمريكية كانت تدفع صدام لغزو الكويت

كانت الوسيلة الوحيدة لتحجيم آلته العسكرية وأطماعه

السفيرة قبل الغزو بأيام لمحت له ان مالهم شغل وبكيفهم هم والكويت يتصافون بالطريقة اللي تناسبهم
ولن يتدخلون في شؤون المنطقة

كأنها تقول شد حيلك وحرك الجيش

لما ارسل صدام نائبة لإجتماع جدة ماكان له نية ينهي الموضوع

بالرغم ان الملك فهد وعد بالدعم المالي الفوري من السعودية لينهي مابينه وبين الكويت وتعرفون وش سار والتصرف الهمجي اللي سار في قصر السلام من عزت ابراهيم

رجع عزت الدوري من جدة الساعة وحده ونص الليل وبداً الغزو قبل الفجر بعد وصوله للعراق بساعتين

هذي بس نقطه ولا اسهبنا فيها

فيه نقطه تخص السعودية وأمريكا

مابذكرها لأنها بتفتح مجال وتكذيب ووو

لكن كان برضه فيه قرصه للسعودية على موقف لها قبل الغزو بسنوات
وقليل جدا حتى في السعودية يعرف الموضوع
وكاتب الموضوع بالرغم انه من العائلة ربما لم يطلع على السالفة ذي ولو كان يعرفها فلن يذكرها ايضا

كان موقف قوي للملك فهد وجاه الرد اقوى بصراحه وكسرت عظم

لكن الحمد لله على حكمه

على فكره ماهو موضوع الصواريخ الإستراتيجيه موضوع مختلف نهائياً
(عارف بيروح بال كثيرين على السالفه ذي)

المهم إلى هنا وأقف أترك باقي المناقشة للاخوان
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

قراءة في فكرِ صدّام (تابع)

خلال أزمة الخليج والفترة التي أعقبتها، قال بعض المفكرين العرب إن بعض الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية ومصروسوريا، ارتكبت جريمة في تحالفها مع الولايات المتحدة ضد دولة عربية. وإنها بفعلتها تلك أساءت إلى مبادئ القومية العربية ومزّقت الإجماع العربي. وأضاف هؤلاء أن مصدر الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمة العربية ليس صداماً بل الدول الغربية. وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، وصوروا صداماً بطلاً للقومية العربية، عمدت إلى إذلاله مؤامرة غربية أو صهيونية.

تعكس مثل هذه المواقف، بداهة، إحساس العرب بالنقمة على الاستعمار الغربي، الذي تعرض له الوطن العربي في بداية هذا القرن. كما تعكس استياءهم لدور الغرب في خلق إسرائيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتأييد المطلق الذي تمنحه الولايات المتحدة لها منذ قيامها، ولو كان ذلك على حساب المصالح الأمريكية نفسها. كما أن كثيراً من العرب ما زالوا يشعرون بالحنين، الرومانسي الحالم، إلى ماضيهم حين لم يكن لحضارتهم مثيل، ولا لقوتهم منافس.

لكن هذه الآراء لا تَمُتّ إلى الواقع بِصلة. فمن المؤسف أن "القومية العربية"، وهي شعار يرفعه معظم العرب، لم تسفر حتى الآن عن عمل سياسي موحَّد، وكان "الإجماع العربي"، غائباً أكثر مما كان حاضراً، في معظم الأحداث المهمة التي أثرت في منطقتنا.

وفي اعتقادي، أن صداماً بغزوه الكويت حاول من طريق العنف والإرهاب تعزيز مصالح العراق وتحقيق طموحاته الشخصية على حساب الدول العربية الأخرى. ولا علاقة لأهدافه تلك بوحدة الصف العربي، ولا بالقومية العربية، ولا بالقضية الفلسطينية. وقد يقول قائل إن جميع الأنظمة الديكتاتورية العربية، بما فيها نظام صدّام هي نتاج للقضية الفلسطينية. فالعدو الإسرائيلي، دون شك، أسهم في ظهور النزعة العسكرية ووصولها إلى السلطة. ولكن من الحماقة أن يعتقد بعض القائلين، والفلسطينيون منهم، أن الطريق إلى فلسطين يمر عبر الكويت ومن السخف القول بأن صداماً باحتلاله الكويت كان يسجل انتصاراً للفلسطينيين! وعلى العكس من ذلك يجب أن نسأل أنفسنا: * هل حاول صدّام مرة واحدة أن ينتقم من إسرائيل لهجومها على المفاعل النووي العراقي في عام 1981؟ * وهل قدّم السلاح لشعبه للقتال ضد إسرائيل؟ * وهل خاض أية معركة ناجحة ضد إسرائيل؟

وفي حقيقة الأمر، كان كل ما فعله صدّام على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ جاء إلى سدة الحكم في العراق في مصلحة إسرائيل ومما لا شك فيه أن غزوه دولة الكويت قد ألحق بالعرب أضراراً بالغةً. ففضلاً عن الخسائر الجسيمة في الأرواح، تسبب كذلك خسائر مادية بلغت مئات المليارات من الدولارات، كما أرغم مئات الألوف من الناس على النزوح من بيوتهم، وخلق صدْعاً عميقاً في العالم العربي تمثَّل في إذكاء مشاعر الكراهية وبذر بذور الشك بين الشعوب العربية. ولعلّ هذا الصدْع هو أشد عواقب الأزمة خطراً.

أمّا نحن في المملكة، فقد اضطررنا إلى قتال صدّام وحاولتُ خلال الأزمة أن أضع نفسي مكانه لأعرف دوافعه. لكني توصلت إلى نتيجة مفادها أن صداماً لـم يكن سوى مُعْتدٍ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مُعتدٍ على العرب جميعهم. كان من الضروري إيقافه عند حده دفاعاً عن النفس، ودفاعاً عن الحق، وردعاً للباطل. وفي الحقيقة، أننا لم نشغل أنفسنا كثيراً بجنسيات الجنود الذين قدموا لمساعدتنا في مِحْنتِنَا، فلو كان بيتك يحترق فلن نسأل، بداهة، عن جنسية أو هوية من يساعدك على إخماد النيران!

وأعتقد أن من واجب العرب جميعاً، وليس واجب السعوديين أو المصريين أو السوريين أو المغاربة فقط، أن يقاوموا صداماً، وألاّ يتركوا طاغية متهوراً، يداه ملطختان بالدماء يسيطر على العالم العربي. إذ لو حدث ذلك لانتهى الأمر إلى سوآتٍ لا حصر لها في المستقبل، ولألحق العار بالأمة العربية. إنها حقاً حرب فُرِضَتْ علينا ولم نسعَ إليها.

تم بحمد الله ...

من كتاب مقاتل من الصحراء لسمو الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود

amer.JPG
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

يعطيك العافيه

طلع من كتاب الأمير خالد بن سلطان

وأنا على بالي مقال للأمير خالد بن طلال

بالرغم اني قريت الكتاب هذا كامل بس ناسي الموضوع ذا نهائياً وانه كتب عنه

ربما لطول الوقت فقد قرأت الكتاب من بداية نزوله للأسواق

شكراً لك على النقل
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

هناك عدة نقاط يجب توضيحها..

أولا صدام لا يثق بأحد.. هكذا علمته التجارب فلا هو يثق بالأمريكان ولا بأقرب الناس إليه..
وهو ليس بالمغفل لكي تخدعه قصة السفيرة الأمريكية التي لا معنى من الأساس..

ثاثيا الدولة العراقية كانت على شفير الإفلاس.. بل كانت مفلسة بالفعل
والحرب قضت على الأخضر واليابس وكل ما تبقى لديها هو جيش ضخم لديه خبرة حربية طويلة..
واختار صدام استعماله

ثالثا.. حسابات العراق السياسية كانت تعتمد على الاتحاد السوفييتي وفرنسا..
كان صدام يراهن على ظروف الحرب الباردة التي ستوفر له الحماية من أي هجوم يقوم به حلف الأطلسي
أما العرب فهو سيفرض عليهم سياسة الأمر الواقع التي لن يستطيعوا أن يغيروها..
لكن كل الحسابات انقلبت رأسا على عقب..
الاتحاد السوفيتي انهار والولايات المتحدة والناتو ومعهم الدول العربية شنوا عليه الحرب..
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

ياترى هل ان العرب نادمين على المشاركة في اسقاط صدام حسين ام لا خصوصا وان البديل الان نظام موالي لاايران ..... بتقديري ان الكويت نفسها نادمة على اسقاط صدام حسين لسبب مهم وهو ان صدام حسين كان يشعر بعقدة الذنب لااحتلاله الكويت اما الحكومة الحالية اللتي تحكم العراق فانها لاتشعر بي اي ذنب اتجاه الكويت لاانها لم تشارك في احتلال الكويت وهذا مهم جدا وهي غير مستعدة لتقديم اي تنازل للكويت في اي مجال..... اماباقي بلدان الخليج الاخرى فقد فقدت الدولة القوية اللتي توازي ايران وتقف ضدها وتلك خسارة كبيرة لبلدان الخليج .. ولو ان بلدان الخليج العربي فكرت بالامر قليلا قبل ان تدعم مشروع اسقاط صدام حسين لان البديل ليس بصالحها ابدا ... القاعد الشرعية تقول درء مفسدة افضل من جلب منفعة ... هذا رأي واتمنى من عندة مشاركة مختلفة ان نسمع منه
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

الله يعطيك العافيه يـ الغالي

تستاهل التقييم

صدام حسين الله يرحمه كان مندفع و اندفاعه اسقط العراق الى اليوم
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

ياترى هل ان العرب نادمين على المشاركة في اسقاط صدام حسين ام لا خصوصا وان البديل الان نظام موالي لاايران ..... بتقديري ان الكويت نفسها نادمة على اسقاط صدام حسين لسبب مهم وهو ان صدام حسين كان يشعر بعقدة الذنب لااحتلاله الكويت اما الحكومة الحالية اللتي تحكم العراق فانها لاتشعر بي اي ذنب اتجاه الكويت لاانها لم تشارك في احتلال الكويت وهذا مهم جدا وهي غير مستعدة لتقديم اي تنازل للكويت في اي مجال..... اماباقي بلدان الخليج الاخرى فقد فقدت الدولة القوية اللتي توازي ايران وتقف ضدها وتلك خسارة كبيرة لبلدان الخليج .. ولو ان بلدان الخليج العربي فكرت بالامر قليلا قبل ان تدعم مشروع اسقاط صدام حسين لان البديل ليس بصالحها ابدا ... القاعد الشرعية تقول درء مفسدة افضل من جلب منفعة ... هذا رأي واتمنى من عندة مشاركة مختلفة ان نسمع منه
لا اله الا الله محمد رسول الله يعني الموضوع يتحدث عن غزو صدام لدولة الكويت شجاب الحكومة العراقية (العميلة لايران) بالنص لو هو كلمن عدوه كبال عينه؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

انا قلت موالية لاايران كما ان الحكومة العراقية ليست عدوة لي ... كلامي واضح ودقيق واذا كان الامر كذلك فمن قتل الطياريين العراقيين اليس اناس يعملون لصالح ايران
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

السلام عليكم
انا احب تفكير الخليجيين لانهم ماشين ورا حكامهم اللي ما يفكرون الا بنفسهم
وال سعود الي دخل بلدهم كل يوم مليار والبلد رقم 25 في الميزانية لا طور لاتعليم ولا صحة ولا حتى عندهم سكة قطارات بس همهم يتعالجون في نيويورك ويعيشون في برج ترامب
يا اخوان فتحوا عيونكم وفكروا العراق من ورطه في ايران الجارة ومن ورطه في الكويت الجارة ولماذا هذا الصراع الاسلامي الاسلامي ومن المستفيد
سبحان الله الخليجيين يقولون ايران بعدين اسرائيل
فكروا لحظة
ان المسلمين من باكستان الي عمان فيهم سنة وشيعة
والاثنين متزاوجين ومتاخين
والبحرين والعراق
من مصلحة من خلق هذا الصراع وال سعود بالنسبة لامريكا اصدقائنا السعوديين وهم الي ساعدوا على غزو العراق والان تقولون صدام عيب عليكم
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

انا قلت موالية لاايران كما ان الحكومة العراقية ليست عدوة لي ... كلامي واضح ودقيق واذا كان الامر كذلك فمن قتل الطياريين العراقيين اليس اناس يعملون لصالح ايران
يا اخي ليش حجيك ما مربوط ؟؟؟؟ ليش ما كتلو الاطباء والمهندسين والفنانين والصحفايين والتجار والعمال والنساء والاطفال والضباط والجنود والشرطة؟ يعني بس همك الطيارين ؟ يعني العراقيين ماتوا بالملايين على ايد تنظيم القاعدة وانت تغمض عيونك وتتهم ايران ........... زين ليش الامريكان ما لزمو ايراني واحد بتهمة قتل بس مثل ما اني كتلك كلمن عدوه كبال عينه .يا اخي اتقي الله
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

علفكرة من المحتمل ان من قام بتصفية الطيارين العراقيين المخابرات الامريكية والسعودية
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

اولا المخابرات السعودية ليس لها غرض في قتل الطياريين العراقيين فماهي مصلحتها في ذلك .... المخابرات الايرانية هي اللتي لها الغرض في قتل الطياريين العراقيين والاطباء والكفاءات الوطنية حتى يبقى العراق ضعيفا وتسهل قيادته والسيطرة عليه وكل شخص يقول عكس هذا الكلام هو شخص يسعى الى تزوير التاريخ والوقائع وعن عمد واصرار .... الشمس لانغطى بغربال ولايزال الاسرى العراقيين في سجون ايران الى الان هل من احد ينكر ذلك ... اي حقد هذا ... اتذكر بعد احتلال العراق ظهر شخص ملتحي قال انه عنده فتوى بقتل البعثين العراقيين طبيب مهندس طيار استاذ جامعي واي شخص مهم اخر وهذة الفتوى من عالم في ايران هو المرجع لمقتدى الصدر ولجيش المهدي
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

كانت حرب كراسي وتمدد نفوذ , انا بالنسبة ليا اشوف انه لو بلع صدام الكويت افضل من انه تشن حرب لاسقاطه ,, هذا تكرار لغزو صلاح الدين الايوبي لمصر وضمه لها وتكرار لفعله عبدالعزيز وغزوة للجنوب وجيزان وضمه لها , هذا تاريخنا , دولنا تغزو بعض حتى نصبح تحت قيادة واحده , ما قيمة سيادة الكويت او البحرين , هو مو استعباد , هي وحده , واخيرا كما قلت بالنسبه لي , يعني لي انا وانا فقط , اعتقد انه ابتلاع الكويت ابرك , ايش الفرق لو اتغير العلم وزادت الحدود ؟!! ما الفرق لو اتغير الملك اوالنظام ؟؟؟ ايش المشكله يعني
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

كانت حرب كراسي وتمدد نفوذ , انا بالنسبة ليا اشوف انه لو بلع صدام الكويت افضل من انه تشن حرب لاسقاطه ,, هذا تكرار لغزو صلاح الدين الايوبي لمصر وضمه لها وتكرار لفعله عبدالعزيز وغزوة للجنوب وجيزان وضمه لها , هذا تاريخنا , دولنا تغزو بعض حتى نصبح تحت قيادة واحده , ما قيمة سيادة الكويت او البحرين , هو مو استعباد , هي وحده , واخيرا كما قلت بالنسبه لي , يعني لي انا وانا فقط , اعتقد انه ابتلاع الكويت ابرك , ايش الفرق لو اتغير العلم وزادت الحدود ؟!! ما الفرق لو اتغير الملك اوالنظام ؟؟؟ ايش المشكله يعني
الفرق هو ان عائلة ستخسر مصدر رزق رهيب يا اخي هذا فضلا عن الرواتب والعلاواة التي تاتي من هنا وهنا حرام عليك تحرمهم من كل هذا.
 
رد: قراءة في فكر صدام حسين

من الان فصاعدا لا مجال لان يخوض العراق حروبا نيابة عن دول الخليج و التي لم يجني منها سابقا غير الويلات و الدمار و المؤمرات من طرف حلفاء الامس
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى