الامير عبد القادر الجزائري

الزعيم

صقور الدفاع
إنضم
20 يوليو 2012
المشاركات
8,456
التفاعل
375 1 0
بسم الله الرحمن الرحيم
......................
جهاد عبدالقادر الجزائري

لم ينس الغرب هزائمه في الحروب الصليبية التي خاضها في البلاد العربية ولذلك لم تفارق مخيلات أحفاد الصليبيين أحلام العودة إلى بلاد الشرق المسلم والاستيلاء على خيراته ويوماً بعد يوم تحولت تلك الأحلام إلى أهداف استعمارية ذات أطماع اقتصادية ومع حلول القرن التاسع عشر تحولت الأحلام إلى مخططات استهدفت فيما استهدفته الجزائر كبوابة عبوراستعماري لبلاد المغرب العربي ومنها إلى بقية البلاد العربية.

مخطط نابليون

كان نابليون بونابرت قد أدرك أهمية الجزائر الاستراتيجية والاقتصادية، وقد وضع أثناء فترة حكمه (1769-1821) مخططاً عسكرياً شاملاً لاحتلال الجزائر، وكان من المفروض أن يبدأ به باعتبار أن شواطئ الجزائر قريبة من فرنسا وكانت خطته تقضي بأن يتجه منها بعد احتلالها إلى مصر وفلسطين عن طريق البر بعد أن يجعل من موانئها قواعد عسكرية لبحريته ولكن تسارع الصراع بين فرنسا وبريطانيا جعله يرجئ احتلال الجزائر ويقوم باحتلال مصر على أن يقوم بالسير باتجاه الجزائر براً من مصر، وفعلاً كان على وشك الانطلاق بجيشه نحو الجزائر بعد أن احتل مصر إلا أنه في اللحظة الأخيرة قرر التوجه بالجيش إلى فلسطين واحتلالها؛ ومن ثم السير باتجاه الجزائر.

وهكذا كانت الجزائر هدفاً رئيساً لنابليون بونابرت ولكن الهزيمة لحقت بالفرنسيين في عكا ثم توالت هزائمهم في مصر وروسيا وجاءت الأحداث الداخلية الفرنسية لتطيح بنابليون وبقي مخططه لاستعمار الجزائر قائماً ينتظر من ينفذه.

مخرج الأزمات

عندما استلم شارل العاشر الحكم في فرنسا بعد نابليون كانت فرنسا غارقة في مستنقعات داخلية وخارجية تهدد وجودها ككل فمن جهة خسرت فرنسا معظم مستعمراتها بعد حربها مع بريطانيا ومن جهة أخرى كانت الحركات الداخلية المتمردة تزداد قوة وعدداً في الوقت الذي عجزت فيه الخزينة الفرنسية عن سداد الديون الخارجية وفي مقدمتها الديون الكبيرة للجزائر كأثمان سلع غذائية وحبوب اشترتها فرنسا مما جعل الباي يهدد بقطع تصدير الحبوب لفرنسا إن لم تسدد ما عليها من ديون.

ضمن هذه المآزق كان على شارل العاشر أن يتحرك لإيجاد مخرج ما، والمخرج تمثل في إعادة إحياء خطة نابليون لاحتلال الجزائر، فقد وجد شارل في احتلال الجزائر مخرجاً للديون الجزائرية الكبيرة على فرنسا، كما وجد في هذا تحقيق انتصار خارجي يلفت أنظار الداخل الفرنسي، ويواسي الشعب الفرنسي على خسارة معظم المستعمرات.

المشكلة التي كانت تواجه شارل العاشر هي أن فرنسا كانت قد رفعت شعارات: الحرية، والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها؛ ولهذا خطط لافتعال حادثة واهية مفادها: أن القنصل الفرنسي (ديفال) تطاول على الباي في مجلسه عندما كان يطالبه بأن تسدد فرنسا فواتير للجزائر فلوح الباي بمروحته باستياء وطلب من القنصل مغادرة مجلسه فاعتبر شارل هذا التصرف من الباي إهانة للأمة الفرنسية كلها ووجه الجيش الفرنسي والأسطول برمته لاحتلال الجزائر، وتم احتلالها فعلاً في عام 1830م.


ws008.jpg
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مقاومة وجهاد

لم يكن نزول الجيش الفرنسي على السواحل الجزائرية سهلاً فقد جوبه بمقاومة شديدة من القبائل الجزائرية واستمرت تلك المقاومة معلنة رفض الجزائريين لهذا الاحتلال ولكنها لم تكن مقاومة منظمة؛ ولذلك لم تعط مفعولها المطلوب بشكل كامل لذلك تنادت القبائل إلى اجتماع عام عقد في وهران عام 1833م وانتخبت السيد (محي الدين الحسني) قائداً عاماً لثورة القبائل على الفرنسيين وقد قبل الحسني المهمة فترة إلا أنه وبسبب كبر سنه اقترح تسليم المهمة إلى ابنه عبدالقادر وكان عمره أربعة وعشرين عاماً، فوافقت القبائل، وتمت مبايعة عبدالقادر في مسجد مدينة معسكر.

وعبدالقادر من مواليد عام 1808م، حفظ القرآن الكريم منذ طفولته المبكرة ودرس أصول الشريعة والفقه، بالإضافة إلى شغفه بالفروسية والمبارزة وينتسب إلى أعرق القبائل الجزائرية وهي: قبيلة هاشم العربية وكل هذه الصفات أهلته ليكون موضع ثقة ومحبة الجزائريين فاجمعوا على قيادته لهم في مقاومتهم للاحتلال الفرنسي لبلادهم وكان أول ما فعله بعد تسلمه القيادة تكوين جيش قوي على أسس تنظيمية من جميع القبائل العربية اسماه (الجيش المحمدي) مما أعطاه المزيد من الهيبة السياسية بين القبائل وبعد أن أتم تكوين جيشه طلب من القبائل قطع جميع علاقاتها مع الفرنسيين وعدم مغادرة أراضيها تحت أي إغراء أو ضغط وبهذا الإجراء عزل الفرنسيين الغازين عن الشعب الجزائري من جهة، وخلق القناعة التامة في نفوس الجزائريين بأن مقاومة الغزاة الفرنسيين واجب ديني جهادي من يتخلى عنه يخرج عن إرادة الأمة المسلمة.

الفرنسيون بدورهم شعروا بالخطر الذي يتهدد مصير خطتهم الاستعمارية في الجزائر بعد ظهور الجيش المحمدي بقيادة عبدالقادر؛ فاستقدموا المزيد من القوات، والأسلحة المتطورة بمقاييس ذلك الوقت بعد أن قدروا بأن الجيش المحمدي لايملك إلا الأسلحة البدائية، وهو ما كان قد أدركه عبدالقادر قبلهم؛ إذ رأى أن النيات وحدها لا تكفي ولا بد من تحديث الجيش المحمدي، فبدا باستيراد الأسلحة الحديثة والذخائر من أية دولة تبيعها، وعندما ضيق الفرنسيون الحصار على منافذ استيراد الأسلحة قام عبدالقادر ببناء مصانع أسلحة مستعيناً بالفرنسيين الهاربين من الخدمة العسكرية، فأنشأ مصانع لإنتاج المدافع والبارود والذخائر.

وهكذا خلال فترة وجيزة كبرت هيبة عبدالقادر، وازداد عدد الجيش المحمدي مع استمرار انضمام رجال القبائل إليه، وكان على فرنسا أن تتحرك لتأليب الداخل الفرنسي ضده فبذلت إغراءات كثيرة وكبيرة لبعض رؤساء القبائل وجرتهم للتعاون معها، ومن جهة أخرى بدأت تبث عملاءها الذين حاولوا التشكيك بقدرة الجيش المحمدي على التصدي للجيش الفرنسي وإشاعة أن المصانع العسكرية التي أقامها ليست أكثر من تبذير لمال المسلمين في أمور لا نفع منها، وفي ذات الوقت ضغطت على سلطان المغرب ليوقف أي دعم لعبد القادر ولكن عبدالقادر واجه هذه المحاولات بالحكمة والحزم فكان يقمع أية حركة داخلية مناوئة، ويعاقب أية قبيلة تحاول التعاون السياسي أو الاقتصادي مع الغزاة الفرنسيين،وفرض على سلطان المغرب أن يلتزم الحياد على الأقل، وفي ذات الوقت كان يتهيأ لملاقاة قوات أكبر دولة استعمارية في ذلك الوقت.

resistance.jpg
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
معارك وانتصارات

جعل عبدالقادر من مدينة (معسكر) عاصمة له ومنها انطلق بجيش محمد لملاقاة الجيش الفرنسي فجرت عدة معارك انهزم فيها الفرنسيون هزائم منكرة ومن هذه المعارك معركة (خنق النطاح) التي أدت إلى تبديل القيادة العسكرية الفرنسية في الجزائر بقيادة أخرى ولكن المعارك توالت وفي معظمها كان النصر حليف جيش محمد ولم يمض عام إلا وكانت منطقة وهران بالكامل تحت سيادة عبدالقادر مما أجبر فرنسا على التعامل معه كقائد كبير له ثقله وفي الواقع أحست فرنسا بأنها ستخرج مهزومة من الجزائر بسرعة إذا استمرت انتصارات عبدالقادر ولذلك سعت إلى عقد هدنة معه وقد قبل عبدالقادر بالهدنة لأنه كان يدرك بأن الفرنسيين مستمرون بإرسال المزيد من القوات والأسلحة لجيشهم في الجزائر ولابد من أن يواصل بدوره حشد المزيد من الجزائريين في جيش محمد وتطوير مصانع الأسلحة التي أنشأها وهكذا في 26 فبراير 1834 اجتمع كبار القادة والسياسيين الفرنسيين به لعقد الهدنة.

في ذلك الاجتماع وقف عبدالقادر موقف الفرنسيين بل كان الطرف الأقوى وبدلاً من عقد هدنة وقع الفرنسيون على معاهدة اعتبرها المؤرخون الفرنسيون أكبر معاهدة مهينة في تاريخ الجيش الفرنسي إذ نصت بنود تلك المعاهدة على مايلي:

- تعترف الحكومة الفرنسية بسلطة عبدالقادر وجيشه على كافة العمالة الوهرانية.

- يحق لعبدالقادر أن يستورد الأسلحة من أية جهة كانت وفي كل وقت ولايحق للجيش الفرنسي اعتراض الأسلحة التي يستوردها أو تفتيشها أو مصادرة شيء منها.

- يحق لعبدالقادر تعيين قناصل له في أي مكان داخل الجزائر وخارجها واستقبال قناصل معينيين من الدول التي يقيم معها علاقات.

- لا يحق للجيش الفرنسي إيواء المتمردين والخارجين عن سلطة عبدالقادر وعليه تسليمهم إليه.

وقد سميت هذه المعاهدة بمعاهدة (ديميشال).

وفي الواقع كان عبدالقادر يدرك بأن الفرنسيين لا أمان لهم ولاقيمة لمعاهداتهم لذلك استمر ببناء قوة جيشه وتسليحه وفي ذات الوقت استمر بفرض سيطرته على وهران وقد كتب بنفسه عن تلك المعاهدة قائلاً: بأنه غير مقتنع بها لأنه يريد تحرير كامل الجزائر وإنه يثق بأن الفرنسيين لن يحترموا المعاهدة وسيقومون بنقضها ولكن إلى ذلك الحين ستكون لديه فرصة كافية لتقوية الجيش وزيادة تسليحه وقد تحقق ما رآه سريعاً ففي عام 1935 ثارت قبيلتان على سلطة عبدالقادر وانضمتا إلى فرنسا فبرز لهما عبدالقادر وقاتلهم ثم طالب الفرنسيين تسليمه زعماء القبيلتين تنفيذاً لمعاهدة ديميشال فرفض الفرنسيون ذلك عندها انبرى عبدالقادر وواصل القتال ضد الفرنسيين باعتبارهم قد نقضوا معاهدة ديميشال وقد ألحق بالجيش الفرنسي هزائم كبيرة في معارك مثل معركة المقطع في الشهر السادس من عام 1835 ووجدت فرنسا نفسها مرة أخرى أمام مأزق مواجهة قائد عسكري عبقري يلحق بها الهزائم تلو الهزائم.

منهجه العسكري

بالطبع لايمكن أن نستعرض كافة المعارك التي قاد فيها عبدالقادر جيشه وحقق من خلالها الانتصارات على قوات الفرنسيين فهي انتصارات كثيرة ومن خلالها تتبدى عبقريته العسكرية والقيادية ومنهجه المبتكر في خوض المعارك ورسم وتنفيذ الخطط الحربية ولعل أهم ملامح منهجه الحربي كان كما يلي:

بناء الجيش العقائدي

فقد حرص على أن يكون جيشه متسلحاً بالعقيدة الإسلامية، ومن الواضح أن تسمية جيشه باسم (الجيش المحمدي) يعكس هذا الحرص العقائدي، وكان لا يترك فرصة إلا ويلتقي فيها بأفراد الجيش محدثاً إياهم بما لديه من علم الفقه والعقيدة؛ وزارعاً في نفوسهم حب الشهادة في سبيل الله تعالى.

المرونة في الحركة

وذلك من خلال ضرب العدو دون مواجهته في معركة فاصلة؛ مما كان يحطم معنويات العدو، ويضعه في حالة ارتباك مستمر.

استغلال البيئة

فقد كان يجر القوات الفرنسية إلى عمق المناطق الصحراوية حيث الحرارة الشديدة، وصعوبة الحركة وسط الرمال والكثبان، وهي بيئة قاسية على الجنود الفرنسيين، في حين أن الجزائريين متأقلمون معها.

العاصمة المتنقلة

فحيثما حل مع جيشه كانت عاصمته وبذلك فوت على الفرنسيين إمكانية القضاء على عاصمته.

بهذه الصفة القيادية والمنهج العسكري المبتكر استطاع عبدالقادر أن يلحق الهزائم تلو الهزائم بالجيش الفرنسي وجعل الحكومة الفرنسية في ارتباك دائم وعندما حلت بالفرنسيين الهزيمة الماحقة في معركة (المقطع) اهتزت الحكومة الفرنسية وعقدت اجتماعاً طارئاً ضم كبار القادة العسكريين وتقرر إنهاء عبدالقادر ومقاومة جيشه بأي شكل كان، ومهما كانت التكاليف؛ إنقاذاً لما بقي من هيبة فرنسا أمام العالم وأمام الشعب الفرنسي وفي سبيل تنفيذ ذلك جردت فرنسا جيشاً كبيراً رفدته بأعداد كبيرة من جنودها الذين استقدمتهم من مستعمراتها وعلى مدة عدة أشهر كانت السفن الفرنسية تنقل الجنود والمعدات إلى الجزائر بدون توقف حتى بلغ عدد الجيش الفرنسي في الجزائر أضعاف ما حشدته فرنسا لأكبر معاركها مع إنكلترا (الحرب الكبرى).

بعد أن زجت فرنسا بمعظم جيشها في الجزائر شكلت مجلساً حربياً بقيادة المارشال (بوجو) ومعه عشرة ضباط برتبة جنرال وخمسة برتبة كولونيل وقد كتب المارشال بوجو في مذكراته قائلاً: "لقد شكلنا مجلساً حربياً لا يتشكل إلا في الحروب الكبرى التي تخوضها فرنسا ومنذ البداية أكدنا قناعتنا نحن أعضاء المجلس الحربي بأن العدو الذي سنقاتله قد يكون أكبر من كل الأعداء الذين عرفناهم فعبدالقادر كما تأكد لنا داهية لا يستهان به ويجب أن نحترم قدراته غير العادية ونتحسب لها كما أن الذين قاتلوا جيشه أخبرونا أنهم في الواقع قاتلوا عدواً وهمياً فهذا الجيش يظهر من الأماكن التي لا يتوقع أحد أن يظهر جيش منها وعندما تستوعبه وتتجه إليه يختفي في الصحراء. إن الحرب ضد عبدالقادر وجيشه هي الحرب الكبرى التي نخوضها ويجب أن نعتبرها الحرب الكبرى".

.............................
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

وبدأت فرنسا حربها الكبرى ضد عبدالقادر والجيش المحمدي، واتبع المارشال بوغو سياسة الأرض المحروقة من خلال حرق المحاصيل والمساحات المزروعة وتدمير القرى وتخريب الواحات والقتل الجماعي للسكان، وهذا أدى إلى سقوط قلاع الأمير عبدالقادر تباعاً وفي ذات الوقت قام الجيش بإعدام كل زعماء القبائل التي تتعاون مع الأمير؛ واستطاع الجيش الفرنسي بهذه السياسة احتلال مدينة الزمالة التي تضم المصانع العسكرية، والخزينة المالية للأمير الذي لم يجد بعد طول مقاومة إلا الالتجاء لسلطان المغرب.

بداية البداية

أمضى عبدالقادر فترة في حماية السلطان المغربي، وخلال هذه الفترة كان قد بدأ بإعادة بناء جيشه وترميمه؛ وقد طالبت الحكومة الفرنسية سلطان المغرب تسليمها عبدالقادر الجزائري لكن السلطان أبى بشدة؛ فوجهت فرنسا بحريتها وقصفت مدن (وجدة) و (طنجة) و (والصويرة) وغيرها من المدن المغربية الساحلية؛ وكان القصف وحشياً وكثيفاً ألحق الخراب والموت بهذه المدن، عندها غادر الأمير عبدالقادر إلى الجزائر مقرراً متابعة النضال منها، في حين أجبرت فرنسا سلطان المغرب على عقد معاهدة معها يمتنع من خلالها عن مساعدة الأمير أو إيوائه.

وتابع عبدالقادر القتال مع ما بقي من جيشه وفي الوقت الذي كان فيه عدد الجيش يتناقص بسبب استشهاد أعداد كبيرة من أفراده كانت فرنسا تواصل إرسال المزيد من الجنود والأسلحة للمارشل بوغو ومع ذلك بقي الجيش المحمدي يلحق الهزائم المتكررة بالجيش الفرنسي فقد وسع الأمير من نطاق عملياته الحربية، وامتد بها إلى عمق المناطق الجزائرية إلا أن ما كان يحد من عملياته هو إشفاقة على المواطنين الجزائريين في المناطق التي كان يقوم فيها بالعمليات إذ كان الجيش الفرنسي بعد كل مواجهة مع جيش الأمير يقوم بحرق الأرض التي تمت فيها المواجهة ويدمر القرى ويعدم العشرات من المدنيين فكان لابد أن يضع الأمير حداً لما يرتكبه الفرنسيون من مجازر وتدمير وقتل فقبل الاستسلام للجنرال (لامود سيير) في شهر مارس عام 1847 بعد خمسة عشر عاماً من النضال المتواصل والمشرف.

عن قبوله بالاستسلام يكتب الأمير قائلاً: "إذا كان توقفي عن القتال سيريح فرنسا فإن راحتهم لن تطول؛ لأن البداية لم تحن بعد، سيأتي غيري من بعدي ويبدأ من جديد" وكان ما توقعه الأمير؛ فإن نضاله كان بداية البداية في النضال الجزائري الذي تواصل حتى تحرير الجزائر واستقلالها.

واستمر نضاله

اشترط الأمير قبل استسلامه أن يسمح له الفرنسيون بالرحيل مع أسرته ورجاله إلى أي بلد إسلامي يختاره ولكن الفرنسين بعد استسلامه أدركوا بأنه في أي بلد مسلم يذهب إليه سيعيد تشكيل جيشه ويعود لمحاربتهم لهذا نقضوا اتفاق الاستسلام وساقوا الأمير إلى فرنسا حيث وضع في إقامة إجبارية عدة سنوات، ثم تم الإفراج عنه شريطة ألا يعود للجزائر ولتضمن فرنسا عدم عودته أجرت له راتباً كبيراً يتقاضاه طالما هو خارج الجزائر فسافر إلى الإسكندرية وأقام فيها لفترة قبل أن يغادرها إلى اسطنبول حيث أحاطه السلطان العثماني عبدالمجيد بالرعاية والتكريم ومن اسطنبول غادر إلى مدينة بروسة وأقام فيها إلى أن وقع فيها زلزال فغادرها إلى دمشق حيث كان السلطان العثماني قد منحه قصراً وأجرى له راتباً مجزياً وقد عاش الأمير في دمشق بقية عمره وتوفي فيها؛ وبعد استقلال الجزائر تم نقل رفاته إليها.

إنها سيرة مشرفة لمناضل عربي مسلم شهد له أعداؤه بالبطولة والعبقرية العسكرية فقال عنه المارشال الفرنسي بوغو مثلاً: "لا أملك إلا أن انحني احتراماً لقدرات رجل وضعني القدر في مواجهته كعدو ولكنني كعسكري تعلمت منه الكثير وأول ما تعلمته هو أن الحكمة القيادية عندما تمتزج بحب الموت لابد أن تؤدي إلى النصر في المعارك".
.....................
المصدر
[FONT=Arabic Transparent, Simplified Arabic, Traditional Arabic]مجلة الجندي المسلم : سيرة وتاريخ [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent, Simplified Arabic, Traditional Arabic]تاريخ: 01/04/2003 [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent, Simplified Arabic, Traditional Arabic]شاهر يحيى وحيد [/FONT]




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الجزائر قصة من قصص المجد العربي ومجاهدين ولدو على تراب هذه الارض
رحم الله المجاهدين في سبيلة وحفظ ارض الجزائر واهلها من كل شر

سلمت يداك اخوي الزعيم
 
شكرا لك اخي على هذه المعلومات التاريخية المجيدة للجزاءر بلاد الشهداء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
................
الأمير عبد القادر الجزائري (1807-1883)

هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسيني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ،ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" الأوسط أو ، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس بل كان ممن لا يسكتون على الظلم فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة" ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب وبحث أهالي وعلماء " " عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته واستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حولهالجموع من جديد وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذاالمنصب فقبل الحاضرون وقبل الشاب تحمل هذه المسئولية وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير" وبذلك خرج إلى الوجود الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسيني وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.

ولقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما كما تلقى الألفية في النحو والسنوسية والعقائد النفسية في التوحيدوايساغوجي في المنطق والإتقان في علوم القرآن وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي والعلم العقلي والرحلة والمشاهدة والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة.

دولة الأمير عبد القادر

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقةعلى وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834 وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا على رأسه تاج من ذهب دون أن يصيبه أذى!!".

ونجح الأمير في إحراز نصر على القا ئد الجديد في منطقة "وادي تفنه" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" فيعام 1837م بعد أن كان نقض المعاهدة الأولي عن طريق هجوم قام به الفرنسيون وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م .


لقب الأميرباسم "أبا ليلة وأبا نهار" لكثرة تحركاته وتنقلاته سعيا للم شمل القبائل واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة ولقد اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" علي الاستسلام بعد أن تقطعت به السبل في المقاومة وبعد أن رفض الأسبان والإنجليز معاونته على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من أتباعه وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.

ظل الأمير عبد القادر في سجون يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم وأكرم نزله وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له ولكنه رفض ورحل إلى الشرق حيث استانبول والسلطان عبد المجيد والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية ثم استقر به المقام في منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية وفي المدرسة الحقيقية.

وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى إذ استضافهم في منازله و لقد وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامً وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية.
..........................

..تم بحمد الله..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الامير عبد القادر

الامير عبد القادر ماسس الدولة الحديثة
portra13.jpg
التاريخ هو مصدر الهام الأمة،ووعاء زبده نضالاتها ومعدن سبك رجالاتها،فما من امة أهملت تاريخها إلا وأفل نجمها،والتاريخ صنعه الرجال،فنجد منهم المجاهيل ومنهم والمشاهير،فرضوا صورتهم واسمعوا الدنيا صدى حركتهم،من هؤلاء الأفذاذ:الأمير عبد القادر الج
portra14.gif
زائري.
ولد الأمير عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر الحسني، الجزائري،يوم الجمعة الموافق للثالث والعشرين(23) من شهر رجب سنة اثنين وعشرين ومائتين وألف للهجرة(1222هـ)، الموافق لشهر مايو(أيار) سنة 1807 م، بقرية القيطنة " بوادي الحمام التي اختطها جده لأمه ،غربي مدينة معسكر،في آسرة تحظى بقسط وافر من الثقافة العربية الإسلامية، تعلم القراءة والكتابة في قريته وعمره خمس سنوات قبل أن يقصد مدينة وهران مع أبيه محي الدين الحسني سنة 1821 هـ ، نفي إلى ها كان يعقد مجالس للعلم والأدب في بيته ،ساعد عبد القادر على التعلم، و تمكن من حفظ القرءان ومبادئ الإسلام وهو في سن الثالثة عشر، كان عبد القادر،يبدو جميل الصورة حلو التقاطيع، ذا شخصية عميقة جذابة، يأسر الناس بلطفه، وحسن مزاجه، و يكسب ثقتهم بثقافته. و في تلك السن المبكرة اياضا بدأ ينظم الشعر،فيشجعه والده الذي لم ترتح السلطة التركية لمجالس كان يعقدها مع الأدباء والعلماء، و ما يدور فيها من آراء رغم نفيه من معكر إلى وهران،لكن محي الدين، لم يكن هملاً بين الناس، بل كان محترما وممن لا يسكتون على الظلم ،واتوا التسلط العثماني والانكشاريين، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران" حينها

وأدى ذلك الاصطدام إلى تحديد إقامة في بيته، مع ابنه، و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد حتى و لو لمدة قصيرة.أفرج عنه ،فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج . خرج محي الدين واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، وبعدها العودة إلى الجزائر مرورا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، ليصل أخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي، وكان لهذه الزيارة أبلغ الأثر في تعزيز ثقافته و تكوين شخصيته واطلاعه على أنماط مختلفة من الحياة الاجتماعية و السياسية و شؤون الإدارة و الحكم. و خلال هذه الزيارة لم يشعر بالغربة قط، و إنما شعر بالرغم من اختلاف الأوضاع و اللهجات بين قطر و آخر، بخصائص الشخصية العربية التي تجمع بينها جميعا و تؤلف من أبنائها أمة واحدة ذات أصالة متميزة. بعد أكثر من سنتين قضاها في الحج و الترحال, عاد إلى قريته القيطنة اعتزل في بيته لمدة طويلة خصها للعبادة و المطالعة الكثيرة للكتب فكان يطالع إلى جانب الكتب الدينية والأدبية، كتب الفلسفة و التاريخ التي أنتجها مفكرون مسلمون ،وكان يركز كثيرا في مطالعاته على معرفة الفكر العالمي و الأوروبي.
كان عبد القادر في الثالثة و العشرين من العمر حين أقدمت البواخر الحربية الفرنسية على إنزال 37 ألف جندي في سيدي فرج جاب الخيالة عمق البلاد بسرعة كبيرة لأخطار المواطنين بما حدث، ودعوة المقاومين إلى الصعود للجبهة. وجاء من بلاد القبائل17 ألف مقاتل، و من بأي قسنطينة 12 ألفا، و باي التيطري ،8 آلاف، و باي وهران 6 آلاف، و باي المزاب 4 أنضم إلى هذه الجيوش الحرس التركي .انتظمت المقاومة في محيط العاصمة،في سيدي فرج و الشراقة وسطا والي, و دامت شهرا بقيادة الأغا، صهر الوالي. الذي أعلن الوالي استسلامه يوم4يوليو, و وقع في اليوم الوالي على معاهدة ضمن فيها نظريا من طرف الغزاة حماية الممتلكات, واحترام السكّان, و حماية النساء, و المحافظة على حرمة الدين. وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م.
استسلم الحاكم العثماني سريعًا،كما أسلفنا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر فبعد أقل من شهر واحد, ويوم 20 يوليو 1830, اجتمع زعماء القبائل في تامنفوست و بينهم بومزراق عن التيطري, و زمام عن أفليسان, و محي الدين والد عبد القادر عن منطقة معسكر, و في 23 يوليو 1830 أعلنوا بداية المقاومة الوطنية, فقد انتهت مقاومة الجزائر الرسمية لتبدأ الحرب التحريرية في جزائر الثورة فرّق الشقاق بين الزعماء وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعونه على الجهاد تحت قيادته، فاستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" ، لكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فطلبوا من صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان عبد الرحمن، لكن لم يكن جديا ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو،قبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وكانت بيعته الخاصة بوادي فروحة عند شجرة الدر دار من بلاد غريس أواخر سنة 1832 ، وتمت البيعة العامة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون سلطانا ولكنه اختار لقب الأمير وبذلك خرج إلى الوجود،وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832.واجه الغزاة بوسائل متعددة منها المعارك الحربية التي قادها طيلة 15سنة انتهت بعقد مفاوضات مع الفرنسيين.وتوقيع معاهدا ، الأولى المعروفة بمعاهدة معاهدة دي ميشال في 24 فبراير 1834 م. تقر هذه المعاهدة سلطته على الغرب الجزائري و الشلف. بعد المصادقة عليه من طرف الحكومة الفرنسية، لم تحترم، فعزز الأمير نشاطه وأرغم الفرنسيين على العودة إلى طاولة المفاوضات ليمضي و الجنرال يجو معاهدة التافنة الشهيرة بتاريخ 30 مايو 1837م، إلا أن فطنته وحكمته قد زادت أعداءه حقدا، فازدادت الحرب ضراوة ،استسلم عام 1847, بعد خيانة سلطان المغرب ، لينقل إلى سجن( طولون الفرنسية ) ، ثم أطلق سراحه نابليون الثالث ونفاه إلى دمشق عام 1856 حيث عاش زاهدا متصوفا متأملا، ينهل من علوم الدين ويعطي دروسه في الجامع الأموي. وساهم هناك في إنقاذ حياة ألاف المسيحيين من الفتنة الطائفية التي اندلعت في بلاد الشام عام 1868، فكانت الواقعة كانت بداية فكره الحوار بين الأديان والتعايش السلمي للجميع حسب المعرض الذي نظمه المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف توفي يوم 26 مايو 1883 في دمر ضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدين بن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن بمربع الشهداء ،مقرة العاليا في عام 1966 .
أمير وقائد عسكري عربي قاوم الاحتلال، وجمع الإنسان والمثقف، الفيلسوف والزاهد العابد ،والأمير الفارس والدبلوماسي البارع ،والأسير الكسير، والباحث عن العدالة والحرية في إطار القيم و المبادئ النبيلة.لم تلهه الضغوط التركية،وبعدها الحرب مع الاحتلال الفرنسي،عن البحث والتنقيب في كنه أمهات القضايا،(وهو القائل: اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية وعلى الله الاتكال هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته ، إنه الجزائري الأمير عبد القادر، كان له الفضل قي وضح أسس الدولة الجزائرية. وهو شخصية امتلأت عبر لأولى الأبصار وتذكرة للمتقين من أهل الاعتبار.ولدفي شهر رجب،وبويع في شهر رجب ،وعزل مع ابيه في نفس الشهر، قال شعرا، أصيلا قي الكمة والسياسة والحب نورد منه البتين التاليينلمالهما من صلة بمضوعنا:
ولازال يحمي الذمار بعزه –"– ولو جمعوا له ما يستطاع دفاعه.
ولازال سيارا إلى الله داعيا -"- بعلم وحلم ما يضم شراعه.
وقاد جيوش الجهاد بطلا منتصرا في أكثر من 40 معركة،فاوض المختصين فكان مفاوضا متمكن حكيما،أسس لقيام الدولة، فلم تعطله باقي المهام،ولم تفسد أخلاقه مغريات الواقع ولم تثنيه عن سعيه المصاعب،هو رجل نكون قد ظلمناه إذا أدعينا الإلمام بمحاسنه أو حاولنا اختصار مسار حياته.
ان إقرار الصديق والعدو بخصاله،جعل الجزائر تخلد اسمه بالمسجد الجامعة (15000مصلي)،بمرفقاته،يعد إلى جانب الجامعة آية من آيات الفن المعماري الإسلامي ، وحملت اسمه مدينة شرق البلاد وقرية غربها، وثانوية بالعاصمة،كما تحمل اسمه مدينه سورية، وحتى الفرنسيين لم ينسوه و قرروا تسمية إحدى ساحاتهم- ساحة الأمير عبد القادر-
هذه حقيقة واقع يختلف عن واقع العرب اليوم الذي هو شبيه بمن ضل سواء السبيل،أو كذلك الذي تاه وسط رمال الصحراء في أعز أيام الصيف،فلا هو عاد ولا أحد علم مكانه،الجوع والعطش والروح باقية بلا معنى ،بلا قدرة ولا أمل في النجاة.
قادتهم يتيممون على صعيد غير طيب، صعيد أمريكا وربيبتها إسرائيل، وهو أمر لا يوجد له تفسير إلا في قاموس الاستسلام والخضوع للأمر الواقع وحفظ البقية الباقية من ماهية الحياة إلى حين،فلا تفكير ولا حتى تخمين في منفذ النجاة،
portra18.gif
portra19.jpg
portra17.gif
portra15.gif
 
[FONT=Tahoma, Helvetica, sans-serif]
هل كان الامير عبد القادر الجزائري ماسونيا؟ - 10/11/2006​
[/FONT]​

table_cor_top_r.jpg

undertitle_ar.jpg


الروائي واسيني الاعرج ينفي الماسونية عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في مؤلفه الجديد «كتاب الامير».
وأوضح الروائي واسيني الأعرج، الثلاثاء في الفوروم الثقافي للإذاعة الثقافية الجزائرية، أن الحركة الماسونية كانت ترغب في أن تدفع الأمير للانخراط في صفوفها، لكن الأمير رفض ما طلب منه.

ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية تصريحات واسيني شرح فيها تفاصيل هذه القضية استنادا إلى كثير من الوثائق التاريخية التي اعتمد عليها لكتابة رواية ''كتاب الأمير'' التي بواسطتها تحصل على جائزة المكتبيين الجزائريين.

وقال واسيني إن الأمير عبد القادر، وهو يجيب على الأسئلة التعليمية التي أرسلت له من قبل هيكل الشرق التابع للحركة الماسونية، فرض أفكاره المتمحورة حول التوحيد والدفاع عن حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره الماسونيون بمثابة توافق في وجهات النظر، فأرسلوا ردا للأمير واعتبروا إجاباته بمثابة ''إجابات أخ'' ، فأصروا على انضمامه إليهم.

لكن الأمير عبد القادر ظل يبدي رفضه وفضل الذهاب إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج.

واضاف واسيني طلبوا منه أن يلتحق بهيكل الأهرامات بالإسكندرية وهو هيكل ماسوني. وبالفعل يقول واسيني تم تحديد موعد بين الأمير والحركة الماسونية بالإسكندرية، لكن ذكاء الأمير ومعرفته بطقوس الحركة الماسونية التي تتطلب الوصول بحوالي نصف ساعة قبل الموعد المحدد جعله يتأخر ساعتين عن الموعد، وهو ما يعني أنه رفض قاطع للانضمام.

وتحدث واسيني الأعرج في لقاء فوروم الإذاعة الثقافية عن علاقة الأمير عبد القادر ببطل المقاومة بالشرق الجزائري أحمد باي (1850 – 1786)، وقال إن هذا الأخير لم يكن يملك فكر الدولة مثل الأمير، وكان يرغب في الدفاع عن مدينة قسنطينة فقط، وكانت مقاومته محلية.

وصرح واسيني أن فرنسا كانت تسعى للحيلولة دون وقوع أي تحالف بين أحمد باي والأمير عبد القادر.

وبخصوص هذه المسألة تحدث المحاضر عن الدور السلبي وبعض الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الأمير، منها إقدامه على قصف مدينة عين ماضي بعد رفض رئيس الزاوية التيجانية محمد التيجاني مبايعته. وأضاف أن القوات الفرنسية هي التي باعت المدافع التي وقع بها القصف للأمير.

وكانت تلك هي أول مرة تقدم فيها فرنسا على بيع المدافع للأمير الذي كان معها في هدنة.

وجاء في المحاضرة ''بينما كان الأمير عبد القادر يقصف مدينة عين ماضي كانت الجيوش الفرنسية بصدد غزو مدينة قسنطينة''.

وأصر واسيني في محاضرته على اعتبار الأمير عبد القادر كمؤسس للدولة الجزائرية الحديثة، لكن ذلك لم يمنعه من تناول حياته بنوع من النقد، واعتبره إنسانا قابلا للوقوع في الأخطاء.

لكن ذلك لم يمنعه من اعتبار الأمير عبد القادر شخصية فذة.

وقال إن روايته التي صدرت مترجمة هذه الأيام عن منشورات ''آكت سود'' تعبر عن قدرة الأمير على الدخول في حوار حضاري مع رجل دين مسيحي هو مونسينيور ديبوش.

لقد اعتمد واسيني عند كتابته لرواية ''كتاب الأمير'' على الوثيقة التاريخية، لكنه سمح لنفسه ببعض ''البياضات'' التي تسمح بها التقنية الروائية، منها جعل إحدى شخصيات الرواية ''جون موبي'' يرافق جثمان المونسينيور ديبوش أثناء عملية نقل رفاته إلى الجزائر من مدينة بوردو.

والحقيقة أن موبي لم يتمكن من التنقل إلى الجزائر سنة 1864 لأنه لن يكن يمتلك نفقات السفر.

وأبدى واسيني الأعرج، وهو يحاضر عن روايته، قدرة على الإيغال في أدق تفاصيل حياة وشخصية الأمير عبد القادر، وظهر أن الرجل قرأ فعلا عشرات المؤلفات، فهو على علم بأدق تفاصيل حياة الأمير عبد القادر، وأماط اللثام عن كثير من القضايا منها تلك التهمة التي ظلت تلاحق الأمير بشأن قتل الجنود الفرنسيين الأسرى، وأوضح أن الأمير بريء من هذه التهمة، والذي نفذها هو ابن التهامي.
 
الامير الشاعر والمالف
له الدواوين والكتب التالية:


ألف في التصوف كتاب: (المواقف) و(المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد) و(ذكرى الغافل وتنبيه الجاهل) وكانت له قدم راسخة في الشعر، جمع شعره في ديوانه (نزهة الخاطر) ونشر زكريا عبد الرحمن صيام (ديوان الأمير عبد القادر الجزائري) سنة 1978 .


القصيدة :


لنا في كل مكرمة مجال – عبد القادر الجزائري


لنا في كل مكرمـة مجـال ......... ومن فوق السماك لنا رجالُ


ركبنا للمكـارم كـل هـول ..............وخضنا أبحراً ولها زجـال


إذا عنها توانى الغير عجـزاً ...... فنحن الراحلون لها العجـال


سوانا ليس بالمقصـود لمـا ........ ينادي المستغيث ألا تعالـوا


ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ......... سوانا والمنـى منّـا ينـال


لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ .......... ومصر هل بهذا مـا يقـال


رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ............ وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال


ولو ندري بماء المزن يزري ..... لكان لنا على الظمإ احتمـال


ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت .......... وصدقا قد تطاول لا يطـال


فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ .......... ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال


ونحلم إن جنى السفهاء يوماً ...... ومن قبل السؤال لنـا نـوال


ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى ........ وما تبقى السماء ولا الجبال


فبالجدّ القديم علـت قريـش ............ ومنا فوق ذا طابـت فعـال


وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ............ بذا نطق الكتاب ولا يـزال


ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ .............. رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال

لقد شادوا المؤسّس من قديـم ...... بهم ترقى المكارم والخصال


لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـا ............ حماة الدين دأبهـم النضـال

لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج .......... وبيضٌ ما يثّلمهـا النـزال


سلوا تخبركم عنـا فرنسـا .......... ويصدق إن حكت منها المقال

فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ........... به افتخر الزمان ولا يـزال
 
والله موضوع جميل وشامل كنت اود نقله بالبداية لانه مكرر ولكن لما يحويه من خصوصيات وتميز الافضل تركه بالمنتدى
 
اشكرك اخي الزعيم على تفهمك
فشخصية كالامير عبد القادر مهما كتبنا عنها لا يمكننا ان ننصفها ونعطيها حقها
 
اشكرك اخي الزعيم على تفهمك
فشخصية كالامير عبد القادر مهما كتبنا عنها لا يمكننا ان ننصفها ونعطيها حقها
نعم عمو زهير فشخصية مثل هده نادرة حقا واستراتيجياته العسكرية تدرس في المدارس العسكرية شكرا عمو على الموضوع الرررررررررررائع
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى