الخيل معقود في نواصيها الخير

إنضم
14 ديسمبر 2008
المشاركات
113
التفاعل
3 0 0
إن الخيل التي تركها الناس هي التي ترد عليهم شبهة الاعتزال.. وهي التي تصيح كل يوم وتقول إن الجهاد ماض إلى يوم القيامة.. وهي التي نسيها الناس لتذكرهم بأن الإعداد واجب لقوله تعالى: {وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}، والخيل التي نسيها الناس هي التي تقول لهم إن الجهاد ماض مع كل بر وفاجر، وهي الخيل التي امتطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنة أن الجهاد هو طريق العزة...

والعز في صهوات الخيل وركبه والمجد ينتجه الإسراء والسهر


ها هي الخيل خير شاهد في زماننا هذا الذي عطلت فيه هذه الفريضة التي هي عز الإسلام والمسلمين ومصدر قوتهم، والتى بإضاعتها أصبحوا في حال يجعل الحليم حيران من ذل وقهر واضطهاد لم يشهد له المسلمون من قبل مثيلا...

أسفي على الإسلام ينزف جرحه والمسلمون عن الجهاد نيام

لم يغضبوا لله غضبة مؤمن رأوا العدو بأرضهم وتعاموا


وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري في صحيحه: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم)، يبصرنا بأمور كثيرة غائبة اليوم عن واقع المسلمين، وتكاد أن تضيع هذه المفاهيم وتؤول إلى غير رجعة، ولكن الخيل أبت أن تسكت عن هذا الظلم والتزوير وهذه التأويلات الفاسدة وهذا التحريف الواضح، فترد عليهم وتقول لهم إن الجهاد ماض مع كل بر وفاجر، وإن العز في هذا الطريق، وإن دولة الإسلام لن تقام إلا بانتهاج هذا الطريق، وسلوك هذا الدرب...

حتى رجعتُ وأقلامي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم


إن الخيل التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لها بالبركة، والتي لم يكن في الدواب شئ أحب إليه منها هي التي دعت إلى الله في الزمن الأول خير دعوة، وفي هذا الحديث بشرى ببقاء الإسلام وأهله وخاصة المجاهدين الذين يبذلون أنفسهم في سبيل الله، إذا سمعوا هيعة طاروا إليها يبتغون الموت مظانه...

يستعذبون مناياهم كأنهمُ لا يخرجون من الدنيا إذا قتلوا


وقد روى البخاري في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار).

وقد قال العلماء في تفسير هذا الحديث: أن الشؤم في المرأة إذا كانت غير ولود، وفي الفرس إذا لم يغز عليها،و في الدار في جار السوء، فإذا كانت الفرس التي لم يغز عليها مشؤمة، فما بالك بالذي يثبط إخوانه عن الجهاد، وينشر الأراجيف والدعايات الباطلة، ويغلف كل ذلك بالشرع ويقول: "لا نريد تحمسا ولا تهورا ولا دماء ولا أشلاء، نريدها دعوة إلى الله وعلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم - بزعمه –"! فيا ليته يفهم منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت سيرته ودعوته وحياته...

إن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم رد على أحد الصحابة عندما قال: "إني سئمت الخيل وألقيتُ السلاح ووضعتِ الحرب أوزارها وقلت؛ لا قتال"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس، يرفع الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم على ذلك، إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة... الحديث).

وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يخرج عند الفزع بالخيل، وذلك عندما سمع أهل المدينة صوتا، فوجدوه صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة بطيئا، خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه، فقال: (لم تراعوا، إنه البحر) - يقصد الفرس - ومعنى بحر: أي واسع الجري.

ها هو النبي صلى الله عليه وسلم بادر بالخيل عند فزع الناس فكانت الخيل سباقة عند الفزع، أما اليوم فإن الناس وضعوها للزينة أو للهو من أجل الشهرة. وما كان ينبغي للخيل التي ركب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون لهذا، أو تكون في عربات مزينة يركب عليها الفساق والفجار والكفرة، بل لابد أن تعود إلى ساحات النزال وميادين القتال ليُرجع المسلمون عزتهم المفقودة، وكرامتهم المهدورة، وحقهم السليب، ليشرق الفجر ويندحر الظلام ويعم الخير وينتشر الحق في ربوع المسلمين من جديد، وعند ذلك يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
 
عودة
أعلى