صاروخ كورنت القاهر للأبرامز والميركافا
صاروخ "ميتس" Metis-M
في الحرب العالمية الثانية كان للتشكيلات المضادة للدروع التي سلحت بمدافع المضادة للدبابات وكان أشهرها المدفع الألماني Pak-38 50MM ثم المدفع Pak-97 75MM الذي ظهر مع تطور الدبابات الغربية و الدبابات الروسية المعادية .
المدافع الألمانية المضادة للدروع Pak في الحرب العالمية الثانية
و لا ننسى المدفع الأنغلوأمريكي M1 57MM الذي كان له دور هام في قهر دبابة "بانزير" الفهد وأخاف حتى دبابة "تايغر" الألمانية الشهيرة هو و المدفع السوفيتي Armata 75MM.
المدفع الأنغلوأمريكي M1 57 MM
المدفع الروسي عيار 75ملم المضاد للدروع في الحرب العالمية الثانية
المدفع الروسي عيار 75ملم المضاد للدروع في الحرب العالمية الثانية
لكن مع تطور الحروب ظهرت الصواريخ الموجهة برؤوسها الجوفاء الحرارية HEAT و المدمرة High Explosive .
وقد ظهر في عملية تحرير العراق لدى النخبة العراقية من قوات الحرس الجمهوري العام صواريخ مضادة للدروع خاصة بالمشاة كانت فعالة جداً ضد دبابات القتال الرئيسي MBT الأمريكية والتي منها سرية "ميتس" التي دعمت مع تشكيلات من فدائيين صدام هجوم مضاد لرتل مدرع أمريكي كان يعبر جسر الكفل حيث دمرت صواريخ "ميتس" سبعة دبابات وأعطبت أربعة أخرى وذلك بتاريخ 28 آذار 2003 ، وقامت هذه السرية من قبل في تاريخ 27 آذار 2003 بمهاجمة رتل مدرع تابع للفرقة الميكانيكية الثالثة كانت آلياته تعبر جسر النجف حيث دمرت ستة دبابات "أبرامز" وأربعة مدرعات "برادلي " وأجبرت أطقم باقي التشكيل على الجسر على ترك دباباتهم ومدرعاتهم على الجسر و الفرار نحو الصحراء لتقوم بعد ذلك حوامات الأباتشي الهجومية بتدميرها حتى لا يظفر بها العراقيون .
فصواريخ "ميتس" تملك رؤوس ترادفية تمكنها من اختراق 850 ملم بالدروع المركبة RHA بعد تجاوز الدروع التفاعلية ERA وهو ما يجعل منها سلاح فتاك ولكن مع وجود سواتر مناسبة ضد الخطر الجوي والمدفعي ، ففي النجف ساعد على نجاح مهمة السرية المضادة للدروع سوء الأحوال الجوية وفي الكفل لعبت البيئة ذات الأحراش و الجداول المائية دور بالتخفي و المباغتة من مسافة 1400 متر من الجسر .
ولكن في نفس هذه التواريخ ظهرت سرية مضادة للدروع تابعة لفرقة "بغداد" من الحرس الجمهوري كانت مجهزة بعدد مماثل لسرايا ميتس من قواذف صواريخ Kornet-E الموجهة بالليزر حتى مدى 5500 متر أي بزيادة 4000 متر عن صواريخ ميتس كانت أكثر فاعلية من صواريخ ميتس لأن رؤوسها الترادفية تخترق حتى 1200 ملم بالدروع المركبة بعد تجاوز الدروع الردية وقد زعم مكتب التصميم الهندسي الروسي KBP أن حزمة التوجيه المشفرة المضيئة أو الموجهة لصورايخ "كورنت" لا يمكن التشويش عليها أو تضليلها بالوسائط الغربية ولا تتأثر بالعوامل الجوية و هي الحزمة SACLOS النصف أوتوماتيكية وقد ظهر هذا جلياً عندما تمكنت هذه السرية من تدمير 12 دبابة على جسر الناصرية في تاريخ 27 آذار 2003 في ظل أحوال جوية سيئة جداً إضافة إلى أن هذه الحزمة الليزرية من النوع الذي لا تستطيع وسائط الإنذار ضد الليزر المعروفة اختصارا LWS في الدبابات التقاطها لأن لاقط التوجيه الليزري لصاروخ الكورنت خلفي وليس أمامي كما جرت العادة بالذخائر المنزلقة على الليزر وهو يفسر عجز أنظمة الحماية APS من التشويش عليه أو تضليله إضافة إلى تسارعه في مرحلة الانقضاض لتفوق سرعته سرعة الصوت و التي هي 330 م/ث أما سرعة صاروخ "كورنت" فهي 420 م/ث .
مجموعة التحكم و التوجيه في الخاصة بصورايخ "كورنت"
ولكن لو أعدنا التمعن في الكمائن الخاصة بالسرايا الصاروخية الراجلة المضادة للدروع لوجدنا أن جميعها كانت على الجسور فوق الأنهار فما السر في ذلك .
و الجواب على ذلك يكمن بكون فاعلية هذه الصواريخ تظهر بعد شل حركة المدرعات أو الحد من مناوراتها من خلال استهداف مقدمة الرتل المدرع أو لنقل الدبابة أو المدرعة الأولى بتشكيلات قنص الدبابات بالقواذف المباشرة الترادفية من نوع RPG أول الحرارية الجوفاء ولكن بشكل كثيف وبآن واحد كما كان يفعل فدائيين صدام بقاذفات "زوغا" RPG-17 ضمن تكتيك الصدمة والذهول الذي شاع في معركة الفلوجة بشكل يربك ردة الفعل المتمثلة بلواقط أو مجسات الحركة الحرارية المرتبطة بالأبراج القتالية بدبابات أبرامز ومدرعات برادلي .
أو بقيام رجال المهمات الخاصة بزرع عبوة ناسفة ارتجالية مضادة للدبابات بمقدمة الجسر أما المدرعة في آخر الجسر فيتم تدميرها بواسطة دانات المورترز "الهاون" ذات الأغراض العامة أو المضادة للدروع ، وربما يكون هذا التكتيك الفعال هو الذي منع العراقيين من تدمير الجسور للجعل منها مصايد فعالة ضد الأكتال المدرعة .
وإذا عدنا لتجربة المقاومة اللبنانية في جنوب اللبنان لوجدنا أن مجزرة الدبابات في وادي السلوقي كانت في معبر ضيق عند منحدر ومرتفع يصعب به المناورة وأول دبابة استهدفت كانت بقمة مكشوفة ثم انهالت صواريخ "كورنت" التي انطلقت من 20 قاذف يتولاها 60 عنصر متخصص بالدروع لتدمر 19 دبابة إسرائيلية بأكثر من 30 صاروخ "كورنت" أطلقتها المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2003 .
رسم يوضح كيف نالت صواريخ كورنت من دبابات "ميركافا4" في وادي السلوقي
وفي معركة غزة تجدد الأمر في الأحياء السكنية و الأزقة بعد استهداف الدبابة الأولى بعبوة ناسفة مضادة للدروع أو بواسطة صاروخ "البتار" الذي يتم التحكم به سلكياً من بعد .
صاروخ "البتار"
AT-8 Songster "9M112M Kobra" و التي يبلغ مداها القتالي 4 كم وقوة اختراقها يصل إلى 700 ملم في الدروع المركبة الروسية RHA ، علماً أن أقصى مدى للقذائف العمياء المباشرة في دبابة T-72 هو 3 كم ولكن لم يتثنى لهذه الفرق الخاصة أن تختبر قوة هذه القذيفة لأنها التحمت مع أقوى الفرق الأمريكية المدرعة المعروفة بالفرقة الرقمية فنالت منها نيران الإسناد المباعدة الجوية و الأرضية الخاصة بهذه الفرقة قبل أن تنال منها فوهات مدافع دبابات هذه الفرقة ، حيث دمرت كل دبابات فرقة حرس صدام الخاص التي كان أسمها "الفاروق" وكان عددها 200 دبابة وقتل من الفرقة 1500 محارب بينهم قائد الفرقة وكان برتبة لواء ركن .
وقد ذكرت بأن صاروخ 9M112M Kobra متقادم لأن حشوته جوفاء حرارية واختراقيته للدروع تتراوح مابين 550 إلى 700 ملم بدون تجاوز الدروع التفاعلية الرد فعلية ERA وحزمته الليزرية غير هامدة أو مشفرة يسهل التقاطها من قبل جهاز الإنذار الليزري في دبابات أبرامز ويسهل التشويش عليها أو تضليلها بالدخان الأبيض .
بينما المفارقة كبيرة في قذيفة AT-11 Sniper "9M119M Refleks" التي تزيد في المدى 1000 متر وذات رأس ترادفي يخترق بالتدريع المركب حتى 750 ملم بعد اختراق الدروع الردية والليزر فيه من النمط الهامد المشفر المشابه لنظام "كورنت" إضافة إلى أن هذا الصاروخ يطلق أثناء الثبات و الحركة وليس الثبات فقط كما في النموذج السابق .
في الصورة يظهر اللقط الليزري الخلفي في صاروخ Refleks
التعديل الأخير بواسطة المشرف: