قيام دولة الخلج بالهند

لواء طبيب

صقور الدفاع
إنضم
3 أبريل 2010
المشاركات
2,870
التفاعل
227 0 0
3 جمادى الآخرة 689 هـ ـ 13يونيو 1290م

عندما نتكلم عن بلاد الهند في التاريخ الإسلامي، إنما نعني به شبه القارة الهندية الشاسعة والتي تضم الآن الهند وباكستان وبنجلاديش ونيبال وبوتان، وقديمًا كانت تعرف بالهند والسند، وعلى أساس هذا التعريف فإن الإسلام قد وصل أبواب الهند في عهد الصحابة والخلفاء الراشدين، ولكن على شكل حملات استكشافية لم تتجاوز ثغر السند، حتى جاء محمد بن القاسم وافتتح السند وانتصر على ملكها «داهر» ولكن لم يستقر وضع المسلمين هناك.
يبدأ تاريخ المسلمين الحقيقي بالهند ابتداءً من عهد محمود بن سبكتكين 389 ـ 421هـ الذي يعتبر الفاتح الأعظم لبلاد الهند، فقد غزاها 17 مرة انتصر فيها كلها، وسار خلفاؤه على خطته وإن كانوا لم يحققوا مثلما حقق، وظلت الدولة السبكتكينية أو الغزنوية قائمة حتى سنة 582هـ.
ظهرت بعد الدولة الغزنوية [نسبة إلى غزنة عاصمة الدولة وهي الآن في أفغانستان] الدولة الغورية وقائدوها العظام غياث الدين وشهاب الدين الغوري، والغوريون كانوا من أتباع الغزنويين وقد حملها الراية بعدهم، وواصلوا مسيرة الفتح بعد أن ضعفت الدولة الغزنوية وتفككت تحت خلافات أمرائها، وحقق شهاب الدين الغوري انتصارات هائلة على أمراء الهندوس الذين أعلنوا التمرد وجمعوا جيوشهم بعد ضعف الغزنويين، واستطاع الغوريون تدمير قوة الهندوس في معركة حاسمة سنة 597هـ، وقد اغتيل هذا البطل العظيم على يد الهندوس وهو يصلي سنة 602هـ فخلفه مملوكه «قطب الدين أيبك» وكان حاكمًا على دهلي وما يفتحه المسلمون من الهند وذلك منذ عهده أستاذه شهاب الدين، فلما استشهد شهاب الدين أصبح قطب الدين هو الحاكم والسلطان على الهند، ومن يومها بدأ عهد الهند الإسلامية منفردة عن إيران وأفغانستان.
بعد وفاة قطب الدين سنة 607هـ انقسم الهند إلى منطقتين للنفوذ؛ دهلي وما حولها لخلفاء قطب الدين وهم أسرة «إيلتمش» وهو أحد قواد قطب الدين، والمنطقة الثانية البنغال وبلاد البهار [بنجلاديش] واستبدت أسرة الخلجيين بها، وهم من رجال وقادة شهاب الدين الغوري، مرت الهند بعدها بفترة مضطربةإ إذ انقسمت البلاد وعم الظلم والخلافات على الملك كانت على أشدها في أسرة إيلتمش في دهلي، حتى قرر الخلجيون أخذ زمام المبادرة وتوحيد الهند بالقضاء على سلطنة دهلي، وتمكن جلال الدين فيروزشاه الخلجي من القضاء على آخر ملوك دهلي وأعلن نفسه سلطانًا على الهندستان كلها في 3 جمادى الآخرة 689هـ ـ 13 يونيو 1290م.
يرجع أصل الخلج إلى الأتراك الأفغان، وكانوا أسرة محاربة ظهر أمرها من أيام السلطان سبكتكين وولده محمود الغزنوي، وهناك من ينسبهم إلى التتار بقرابة مع جنكيز خان ورغم استعمال أمراء هذه الدولة للعنف والشدة مع الهنود إلا إنها الدولة الأولى في دول الإسلام بالهند التي استطاعت أن تبسط نفوذها على هضبة الدكن [جنوب الهند] وكل أنحاء الهند.

 
رد: قيام دولة الخلج بالهند

اشكرك على موضوعك الحلو وإلى الأمام
 
رد: قيام دولة الخلج بالهند

شكراً على هذه المعلومات القيمة التي نجهلها
 
عودة
أعلى