قوات الدفاع الجوي و دورها خلال الحروب المختلفه

peacemaker

صقور الدفاع
إنضم
17 فبراير 2009
المشاركات
6,181
التفاعل
10,167 0 0
قـوات الدفاع الجوي التنظيم والتشكيل والتسيلح
إعداد العميد الركن المتقاعد: إبراهيم بن إسماعيل كاخيا
الدفاع الجوي -بصورة عامة- نظام دفاعي متكامل يستهدف التصدي لأي هجوم أو اختراق جوي معاد تقوم به الطائرات أو الصواريخ الاستراتيجية، وذلك للحيلولة، أو للتخفيف من النتائج المحتملة للعمل الجوي المعادي، الذي يستهدف الاستطلاع أو القصف أو التأثير على المعنويات، بمختلف وسائل الحرب النفسية، حيث تخصص قوات الدفاع الجوي لمنع ضربات العدو الجوية على القوات وأغراض المؤخرة، وذلك بتدمير وسائط هجومه الجوي في الجو، ومنعه من تنفيذ الاستطلاع الجوي، وإتاحة الفرصة للقوات لتنفيذ الأعمال القتالية في مختلف شروط الموقف.
تتلخص مهام الدفاع الجوي، في كشف العدو الجوي في حينه، وإنذار القوات وأغراض المؤخرة عنه، وفي تدمير وسائط الهجوم الجوي المعادي في الجو، وتدمير الإنزالات الجوية في أثناء طيرانها، وفي مناطق نزولها.
وتتضمن وسائط الدفاع الجوي، الصنوف التالية:
الطيران المقاتل، المدفعية م/ط، (مضاد للطائرات) الرشاشات م/ط، أسلحة المشاة الخفيفة، وسائط استطلاع العدو الجوي. وقد لا يسمح المجال في شرح كل واسطة بصورة تفصيلية، ولكن يمكن إعطاء فكرة مختصرة عن كل واسطة من وسائط الدفاع الجوي.
أ- يعتبر الطيران المقاتل إحدى الوسائط الفعالة والنشيطة للدفاع الجوي فهو يتمتع بمناورة عالية، ومدى عمل كبير، وقدرة على تنفيذ مهامه القتالية على ارتفاعات مختلفة.
ب- تتميز الصواريخ م/ط بقدرتها الذاتية على كشف الأهداف الجوية، والتعرف عليها، وإمكانية العمل في مختلف الشروط الجوية ليلاً ونهاراً، بالاضافة إلى احتمال تأثيرها الكبير، وإمكانية تغطيتها لمناطق واسعة.
ج- تتمتع المدفعية والرشاشات م/ط بغزارة نيرانها، وقدرتها الكبيرة على المناورة وسهولة استخدامها.
د- تعتبر أسلحة المشاة الخفيفة، من الوسائط الفعالة في الصراع ضد الأهداف الجوية ذات السرعات البطيئة كالحوامات، في حال تنظيم استخدامها والاستفادة من كثافة نيرانها.
هـ- تؤمن وسائط استطلاع العدو الجوي، استخدام الإمكانات النارية لوسائط الدفاع الجوي في الوقت المناسب، وتؤثر بشكل كبير على نتائج الأعمال القتالية لهذه الوسائط.
بدأ استخدام الدفاع الجوي نتيجة لاستخدام وسائط الهجوم الجوي، ولذلك نجد أن الاهتمام بالدفاع الجوي بدأ بعد التطور الجوي في صناعة الطائرات، وكان من الصعب تحقيق المساواة بين وسائط الهجوم ووسائط الدفاع، وهذا يعلل عدم تساوي معدل (أو مسار) تطور الدفاع الجوي معدل تطور الطيران الحربي.
أولاً: مستوى وتنظيم الدفاع الجوي:
يتعلق مستوى وتنظيم الدفاع الجوي بعاملين هما: طبيعة الوسائط الهجومية المعادية، والإمكانات الدفاعية المتوافرة لدى القوات المسلحة، ويقسم الدفاع الجوي إلى قسمين أساسيين: الدفاع الجوي عن الدولة (أو الإقليم)، والدفاع الجوي عن القوات (البرية أو البحرية). ولكن هذا التقسيم نظري إلى حد ما، ويتعلق فقط بتنظيم عمل قوى ووسائط الدفاع الجوي، نظراً لأن الدفاع الجوي عن الدولة أو الإقليم يؤمن في الوقت نفسه الدفاع الجوي عن القوات المنتشرة على أراضي الدولة، أو الإقليم، كما أن الدفاع الجوي عن القوات يعتبر مكملاً (على مستوى ما) للدفاع الجوي عن أراضي الدولة أو الإقليم.
1- الدفاع الجوي عن الدولة أو الإقليم:
يضم هذا الدفاع أربعة فروع مختلفة متكاملة من التشكيلات والوسائط القتالية والفنية هي:
أ - أسلحة الدفاع الجوي - الجوي (طائرات معترضة).
ب - أسلحة الدفاع الأرضي - الجوي (مدفعية م/ط وصواريخ ثابتة ومتحركة م/ط).
ج - أجهزة ووسائل الكشف والانذار المبكر والمتابعة والتمييز.
د- نظام إدارة النيران الأرضية وتوجيه القتال الجوي والتنسيق بين مختلف وسائط الدفاع.
ويضاف إلى هذه الفروع في الدول الكبرى، نظام مكمل للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، مع ما يتضمنه هذا النظام من الصواريخ المضادة للصواريخ، وأجهزة كشف وإنذار مبكر.
ويستهدف الدفاع الجوي عن الدولة أو الإقليم حماية الأهداف الاستراتيجية والحيوية في الدولة أو الإقليم (مصانع، مطارات، تجمعات سكانية، مؤسسات الدولة... الخ) وتتم إدارة هذا الدفاع من قبل قيادة الدفاع الجوي، التي يكون تحت تصرفها: أسراب مقاتلات معترضة، وقواعد صواريخ م/ط ثابتة ومتحركة، ووحدات مدفعية م/ط من مختلف العيارات، وقواعد صواريخ مضادة للصواريخ (عند اللزوم) بالإضافة إلى الرادارات بعيدة المدى وطائرات الإنذار المبكر.
وتكون القواعد الجوية التي تتمركز فيها المقاتلات المعترضة، ومرابض الأسلحة المضادة للطائرات أو الصواريخ، ومراكز الرصد والإنذار على اتصال دائم مع غرفة عمليات قيادة الدفاع الجوي التي تتلقى الإنذار قبل أن يخترق الهدف المعادي المجال الجوي للدولة، وتلاحق الهدف لتحديد حجمه واتجاهه والوسائط اللازمة لمواجهته. ثم تكلف الوسائط المتوافرة لديها لاعتراض الهدف الجوي المعادي، والتعامل معه وإسقاطه قبل أن يتمكن من تنفيذ مهمته.
وتكون مهمة أسراب المقاتلات المعترضة الموجودة في الجو على شكل دوريات متتالية أو الموجودة في المطارات في درجة الاستعداد الأول: التوجه نحو منطقة الهدف المعادي وقطع الطريق عليه والاشتباك معه في معركة جوية لتدميره أو طرده من الأجواء الصديقة. في حين تكون مهمة أسلحة الدفاع الأرضية تدمير الهدف المعادي في اللحظة التي يدخل فيها ضمن مدى هذه الأسلحة.
2- الدفاع الجوي عن القوات: -يضم هذا الدفاع- الذي يطلق عليه أحياناً (الدفاع المضاد للطائرات) وسائط الرصد والإنذار الرادارية والبصرية الموجودة في ملاك (قوام) القوات وأسلحة الدفاع الأرضي- الجوي (رشاشات م/ط، مدافع م/ط، وخاصة الرشاشات والمدافع م/ط ذاتية الحركة، وصواريخ م/ط متحركة) موجودة أصلاً في ملاك القوات أو المُفْرَزَة لتدعيم الدفاع الجوي عن القوات.
ويستهدف الدفاع الجوي عن القوات، حماية الأهداف التكتيكية الهامة الواقعة ضمن منطقة عمل القوات، وحماية التشكيلات المنتشرة في الهجوم والدفاع والحركة والإقامة من أخطار الهجوم الجوي المعادي، وإبعاد الوسائط المعادية التي تشكل هذه الأخطار أو إسقاطها بشكل يجعل التشكيلات البرية والبحرية قادرة على العمل بحرية أكبر، بغية تنفيذ المهام الأرضية الأساسية الملقاة على عاتقها. ويعتبر تنظيم وإدارة هذا الدفاع من صلب تنظيم وإدارة الدفاع بشكل عام، وهما من المهام الأساسية الملقاة على عاتق قادة التشكيلات من مختلف الأنساق الذين يفيدون خلال تنظيم وإدارة الدفاع الجوي عن تشكيلاتهم (وخاصة خلال الدفاع) من وسائطهم الخاصة، ومن مظلة ومعلومات الدفاع الجوي عن الدولة والإقليم.
ويقسم الدفاع الجوي عن القطعات (عملياً) إلى نوعين هما:
1- الدفاع عن النقطة.
2- الدفاع عن المنطقة.
ويقصد بالنوع الأول تنظيم وعمل الوسائط المضادة المعدة للعمل على مسافات قصيرة أقل من (10) كيلو مترات (تتراوح عادة بضع مئات الأمتار و 6-8 كيلو مترات) وعلى ارتفاعات صغيرة أقل من 3 كيلو مترات، (وتتراوح عادةً بين عشرات الأمتار و1500 متر).
أما النوع الثاني (الدفاع عن منطقة) فيقصد به تنظيم وعمل الوسائط المضادة المعدة للعمل على مسافات متوسطة (من 10 إلى 30 كم) وارتفاعات متوسطة (من 3 إلى 10 كم) وتعمل هذه الوسائط في بعض الحالات ضد الأهداف المحلقة على ارتفاعات عالية (أكثر من 10 كم) ومن مسافات بعيدة (أكثر من 30 كم).
يستهدف الدفاع الجوي عن النقطة حماية ساحات صغيرة من الأرض تنتشر عليها القوات (من مستوى لواء أو كتيبة)، أو حماية أهداف محددة كالمطارات والمواني والمصانع، ومحطات الرادار وقواعد إطلاق الصواريخ م/ط والجسور الحيوية، كما يستهدف بالنسبة إلى الأسطول الدفاع عن مجال بحري صغير أو سفينة حربية أو مجموعة صغيرة من السفن والزوارق العاملة والراسية في موقع بحري بحري محدد.
هذا في حين يستهدف الدفاع عن المنطقة حماية أهداف كبرى كمناطق انتشار الفرق والفيالق والجيوش الميدانية والقواعد الجوية الكبيرة والمناطق الصناعية، والمدن الهامة، والأساطيل المنتشرة أو الرامية (أو أجزاء هامة منها).
ورغم هذا التقسيم المفروض لأغراض عملية فإن هناك تداخلاً وتكاملاً بين الدفاع الجوي عن النقطة والدفاع الجوي عن المنطقة كالتداخل والتكامل القائمين بين الدفاع الجوي عن القوات والدفاع الجوي عن الدولة أو الإقليم.
ثانياً: تشكيل قوات الدفاع الجوي، وأساليب توزيعها:
تعتبر قواتُ الدفاع الجوي -بصورة عامة- صنفاً أساسياً من صنوف القوات البرية، بإستثناء الكيان الصهيوني الذي ربط قوات الدفاع الجوي بالقوات الجوية، ومن الملاحظ أن وحدات وقطعات وتشكيلات الدفاع الجوي، لا تتشابه مع بعضها البعض مطلقاً في القوات المسلحة، ويرجع ذلك إلى الإمكانيات المادية والفنية لكل دولة من دول العالم، بالإضافة إلى حجم وقوام هذه القوات بين دولة وأخرى، وخاصة الدول المستوردة للسلاح «الدول النامية» كالدول العربية الشقيقة فبعضها يأخذ بنظام الكتائب، والبعض الآخر يأخذ بنظام الألوية، والدول الكبرى وخاصة الصناعية منها تأخذ بنظام الفرق. ومع ذلك نلحظ بعض الفروق في قوام (تشكيل) قوات الدفاع الجوي سواءً بالوحدات أو القطعات أو التشكيلات التابعة لقوات الدفاع الجوي.
ونضرب مثلاً على ذلك فالولايات المتحدة الأمريكية لديها في كل فرقة برية مقاتلة (مشاة ميكانيكية، مدرعة، اقتحام جوي، إنزال جوي) كتيبة دفاع جوي مؤلفة من 3-4 بطاريات (سرايا) دفاع جوي، ولديها في كل فيلق «فيلق الجيش» الميداني، لواء دفاع جوي مؤلف من 3-4 كتائب دفاع جوي، الصنف الغالب فيها كتائب الصواريخ الموجهة م/ط، والباقي كتيبة مدفعية م/ط ذاتية الحركة، بينما تتبنى روسيا الاتحادية - منذ أيام الاتحاد السوفيتي (السابق) - نظاماً ثلاثياً في تشكيل وتنظيم قوات الدفاع الجوي، فقد أوجدت على مستوى اللواء (البري) المقاتل كتيبة م/ط، قد تكون مختلطة بين الصواريخ والمدفعية م/ط، وأوجدت على مستوى الفرقة لواء دفاع جوي ويعمل هذا اللواء وفق نظام التعزيز مع الوحدات المقاتلة، وما يطلق عليه في الدول العربية «نظام التجحفل».
وعلى هذا الأساس قد تقلد الدول النامية، الدول التي تستورد منها العتاد الحربي، وبعض هذه الدول النامية أدخل تعديلات على الملاكات «الكوادر» في تأليف وتشكيل وحدات وقطعات وتشكيلات قوات الدفاع الجوي. ونظرة سريعة إلى هذه المسألة في الجيوش العربية الشقيقة أن كلاً من: الجزائر، والبحرين، وليبيا، والمغرب، وقطر، والسعودية تأخذ بنظام الكتائب م/ط، بينما تتبنى كل من سورية واليمن والإمارات وسلطنة عمان نظام الألوية م/ط، مع الفارق أن سلطنة عمان تأخذ بنظام (الفوج) وهو أكبر من الكتيبة، وأقل حجماً من اللواء (بطاريتان). وتأخذ جمهورية مصر العربية بنظام الفرق م/ط، حيث تملك في الوقت الحاضر خمس فرق م/ط.
وأوجدت كل من مصر وليبيا قيادة خاصة للدفاع جوي، تتولى القيادة والسيطرة وإدارةالصراع مع القوات الجوية المعادية، وترعى شؤون هذا الصنف من القوات البرية من حيث الإدارة والتسليح والتنظيم وتأمين الاحتياجات اللوجيستية والتسليحية. ومع ذلك فإن نظام التشكيل السائد هو التشكيل الثلاثي في الغالب، مع بعض الفروق البسيطة بين دولة وأخرى.
ثالثاً: التسليح في قوات الدفاع الجوي
إن وسائط الدفاع الجوي -كما ذكرت آنفاً- تتضمن عدة صنوف، إلا أن أبرزها في الوقت الراهن - الصواريخ م/ط الموجهة عالية الدقة، وتتميز هذه الصواريخ المضادة للطائرات بقدرتها الذاتية على كشف الأهداف الجوية المعادية، والتعرف عليها، وإمكانية العمل في مختلف الظروف الجوية نهاراً وليلاً، بالإضافة إلى إحتمال تأثيرها الكبير، وإمكانية تغطيتها مناطق ومساحات واسعة. وقد تطورت الصواريخ م/ط ذات المواصفات العالية، وأبرز ميزاتها التكتيكية: تنفيذ المناورة والتعاون الجيد مع الطيران المقاتل الصديق، وتنظيم الدفاع الجوي بشكل وأسلوب صحيحين.
تتستخدم الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ودول الاتحاد الأوربي -في الوقت الحاضر- عدة أنواع من الصواريخ الموجهة م/ط (أرض جو) ذات وظائف مختلفة، منها ما هو محمول يطلق من الكتف ضد الأهداف المنخفضة جداً، وعلى أمداء قريبة مثل الطرازين «ردآي» و «ستينغر» الأمريكيين ومنها ما هو ذاتي الحركة للأمداء القريبة والمتوسطة مثل الطرازات: شاباريل وباتريوت، وهوك المطور، ومنها ما هو للأمداء البعيدة نذكرها لاحقاً في هذا المقال الخاص بقوات الدفاع الجوي.
يطلق على الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات (أرض جو) اختصاراً اصطلاح (sam) وهو تشكيل الأحرف الأولى من جملة (surface air missile) أي المقذوف (سطح / جو، أو أرض / جو) وتستخدم الولايات المتحدة -في الوقت الحاضر- ستة طرازات من الصواريخ م/ط، وتصنع روسيا الاتحادية لقواتها المسلحة وللدول التي تدور في فلكها زهاء (13) طرازاً من صواريخ «سام» الموجهة، وتصنع بعض الدول الأروبية زهاء (9) طرازات، والصين الشعبية تصدر طرازين من هذه الصواريخ.
أ- الصواريخ م/ط الأمريكية الصنع، الموجهة:
(1) الصاروخ الموجه طراز هوك المطوّر (mim 23 -b hawk) وزنه 625 كغ ومداه (40) كم ويعمل بالتوجيه نصف الإيجابي، ويدخل في تسليح القوات الأمريكية والإسرائيلية.
(2) الصاروخ الموجه طراز «باتريوت» مخصص للارتفاعات المتوسطة والعالية، وزن الصاروخ 680كم ومداه وسرعته حوالي 3 ماك، ويدخل في تسليح القوات الأمريكية والإسرائيلية.
(3) الصاروخ الموجه طراز «شاباريل» ومخصص للارتفاعات أو الأمداء القريبة، وزن الصاروخ 82 كغ ومداه حتى 2.5كم، وتتسلح به كل من المغرب وتونس وإسرائيل.
(4) الصاروخ الموجه طراز «ستينغر» الذي يطلق من الكتف، وزنه عند الإطلاق 10.1كغ، ومداه 48 كم ويوجه بواسطة الأشعة تحت الحمراء أو الأشعة البنفسجية، وهو موجود في تسليح إسرائيل وتركيا وقطر والبحرين.
(5) الصاروخ الموجه طراز «ردآي» كذلك يطلق من الكتف ووزنه 8.4كغ ومداه 3.4كم ونظام التوجيه بصري مع الأشعة تحت الحمراء، ويستخدم في كل من تركيا والأردن والسودان.
(6) نظام الدفاع الجوي طراز (ثاد) thaad، الذي ابتكر بعد حرب الخليج الثانية وهو مخصص للدفاع عن المناطق عالية الارتفاع وفي هذا النظام (10) صواريخ، نظام التوجيه فيها راداري، وزن الصاروخ عند الإطلاق 900 كغ ومداه حتى 200كم والارتفاعات حتى 150كم، ويتصدى أيضاً للصواريخ الباليستية.
ب- الصواريخ م/ ط الروسية الصنع الموجهة:
(1) الصاروخ م/ ط طراز (سام-2)، guidline وزن الصاروخ عند الإطلاق 2300كغ ومداه حتى 50كم، وزن رأسه الحربي 130كغ، ونظام التوجيه فيه راداري، ويدخل في تسليح قوات الدفاع الجوي في كل من: اليمن، وليبيا، ومصر، وسورية، وقد نُسق من القوات الروسية.
(2) الصاروخ م/ ط الموجه طراز (سام- 3)، gool يستخدم هذا الصاروخ على الارتفاع المتوسطة وهو محمول على قاطرة، وزن الصاروخ عند الإطلاق حوالي 400كغ ومداه حتى 29كم، ونظام التوجيه فيه راداري ويستخدم في كل من: مصر وسوريا وليبيا واليمن، ونُسّقَ من القوات الروسيه.
(3) الصاروخ م/ ط الموجه طراز (سام- 4) ganef بعيد المدى، وزن الصاروخ عند الإطلاق 1800كغ مداه 75كم، ونظام التوجيه راداري، ويستخدم في دول أوربا الشرقية (السابقة).
(4) الصاروخ م/ ط الموجه طراز (سام- 5) gammon وزن الصاروخ عند الإطلاق 10.000كغ وهو من أكبر المقذوفات (أرض- جو) ومداه 250كم ونظام التوجيه فيه راداري ويحمل على قاطرة ومقطورة ذات دواليب، ويدخل في تسليح كل من: إيران واليمن وسورية وليبيا.
(5) الصاروخ الموجه م/ ط (سام- 6) gainful يحمل على جسم دبابة (مجنزرة) عليها 3 صواريخ وزن الصاروخ عند الإطلاق 550 كغ ومداه 60كم ضد الأهداف العالية، ونصف هذه المسافة ضد الأهداف المنخفضة والتوجيه فيه راداري ويدخل في تسليح كل من: روسيا واليمن ومصر.
(6) الصاروخ الموجه م/ ط طراز (سام- 7) grail وهو مشابه للمقذوف الأمريكي «ردآي» الذي يُطلق من الكتف، وزن الصاروخ 9.3كغ ومداه حتى 10كم. ونظام التوجيه فيه بالأشعة تحت الحمراء وقد نُسِق من التسليح الروسي ويدخل في تسليح كل من: إيران وعُمان وقطر واليمن والسودان، وسوريا، والجزائر، وموريتانيا، والأردن.
(7) الصاروخ الموجه م/ ط طراز (سام- 8) gecko يحمل على مركبة مدولبة عليها قاذف رباعي في الأعلى، وزنه عند الإطلاق 190كغ، مداه 13كم، وزن الرأس الحربي 50كغ، ويوجه بالرادار والأشعة تحت الحمراء ويدخل في تسليح القوات البرية الروسية بالإضافة إلى كل من: ليبيا وسورية.
(8) الصاروخ الموجه م/ ط طراز (سام- 9) gaskin مركب على عربة برمائية، وزنه عند الإطلاق 30كغ والمدى: عدة كيلو مترات، ويدخل في تسليح كل من روسيا الاتحادية واليمن والجزائر، ونظام التوجيه فيه راداري سلبي، ويطلق المقذوفات فردية أو زوجية أو الأربعة معاً.
(9) الصواريخ م/ ط الروسية الجديدة من طرازات (سام 11/12/13/14) وهذا الأخير أي (سام- 14) زودت به إيران ويدخل في التسليح الإيراني الحالي، وهذه الطرازات الجديدة غامضة المعطيات الفنية وتخلو منها المراجع أو المصادر العربية.
ج- الصواريخ الموجهة م/ ط (أرض- جو) الأوروبية الصنع: «انظر الجدول المرفق.
رابعاً: خبرة الدفاع الجوي في الحروب العربية- الإسرائيلية:
(1) نتائج حرب 1967 نتيجة للضربة الجوية الإسرائيلية الخاطفة التي تمت ضد أسلحة الجو العربية الجاثمة على أرض المطارات صباح 5/6/7691م:
ساد اعتقاد عام بأن الطيران المعادي استعاد كامل قدرته الهجومية، بعد أن قلصتها فاعلية الدفاع الجوي، الأرضيّ العربي، وبأن الطيران المنخفض يكاد يكون من المستحيل التصدي له، ومن ثم فإن شل أو فقدان الطائرات المقاتلة الصديقة يؤدي إلى فقدان الدفاع الجوي العربي لفاعليته تماماً، نظراً لعجز الأسلحة الأرضية- حينذاك- عن التصدي وحدها للهجوم الجوي.
ولقد عمدت الدول الصناعية، إثر حرب عام 1967م، إلى تطوير أجهزة الرادار القادرة على اكتشاف الطائرات المنخفضة، دون التعرض لمشكلات الثنيات والعوائق الأرضية التي تنعكس على الرادارات الأرضية وتعيق اكتشافها للطائرات المعادية المنخفضة في عديد من الحالات، أو تجعل هذا الاكتشاف متأخراً وغير فعال في توجيه أسلحة الدفاع الجوي ضدها، كما بدأت هذه الدول عملية تطوير سريع للأسلحة الأرضية القادرة على التعامل بفاعلية مع الطائرات المحلقة على ارتفاعات منخفضة للغاية، وذلك مثل صواريخ «هوك» الأميريكة و «كروتال» الفرنسية، و«سام- 3» و «سام- 6» الروسية وتحسين قدرات المدفعية م/ ط الرادارية متعددة السبطانات.
(2) استدراك الأخطاء:
وفي الوقت نفسه اهتمت الدول عامةً، ودول المواجهة العربية خاصةً، برفع كفاءة أساليب الدفاع الجوي الأرضية السلبية في القواعد الجويه، عن طريق بناء ملاجئ قويه الاحتمال ضد القنابل لإيواء وحماية الطائرات الصديقة، ولكافة مرافق تشغيلها وصيانتها وإدارة عملياتها الجوية، وإعداد مهابط متعددة وغير متقاطعة مع المطارات، وتجهيز وحدات هندسية خاصة لسرعة إصلاح الأضرار التي تلحق بالمهابط وإبطال مفعول القنابل الموقوتة أو التي لم تنفجر وذلك كإجراءات وقائية مخففة للضربات الجوية المعادية ومكملةً للدفاع الجوي.
(3) حرب الاستنزاف:
وجاءت خبرات حرب الاستنزاف المصرية في عامي 1969م و 1970م، لنضع أسس نظام دفاع جوي حديث قادر على الحد من القدرة الهجومية للطيران الإسرائيلي، بواسطة الأسلحة الأرضية المتكاملة التي ضمت جداراً من بطاريات «سام- 2» و «سام- 3» غطى تدريجياً جبهه قناة السويس، بالتعاون الوثيق مع مختلف أنواع المدافع م/ ط والرشاشات الثقيلة، التابعة لوحدات الدفاع ضد الطائرات الموجودة في التشكيلات القتالية التي كانت تضم أيضا صواريخ «سام- 7»، وتساقطت «الفانتوم» و «السكاي هوك» الإسرائيليتان فارتفع ثمن الاستنزاف الإسرائيلي المعتاد وتوقف إطلاق النار في آب (أغسطس) عام 1970م.
(4) دعم القدرات القتالية:
وفور توقف حرب الاستنزاف أخذ الطيران الإسرائيلي بدعم قدراته في مجال الحرب الالكترونية ويتسلح بمزيد من صواريخ «شرايك» جو- أرض المضادة للرادار، ويتدرب على مختلف المناورات القتالية اللازمة لتفادي الإصابة بصواريخ «سام- 3»، على حين أخذ الدفاع الجوي المصري يستكمل بناء شبكة صواريخه، ويدعمها بأنواع من الصواريخ أكثر تطوراً وقدرة على إصابة الطائرات المعادية على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة مثل «سام- 6» و «سام- 7» و «ستيريلا»، وبأعداد إضافية من صواريخ «سام- 2» و «سام- 3» نقلاً عن المدافع ذاتية الحركة طراز «س يو- 23» (شيلكا)، بالاضافة إلى رفع قدرات مقاتلاته من طراز «ميغ- 21» وتأمين قواعدها الجوية، واختصار وقت إعادة تجهيزها للقتال بين الطلعات إلى 7-8 دقائق فقط.
(5) التأهب لحرب 1973:
وتم الشيء نفسه في الدفاع السوري، تأهباً لحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973م، التي يُطلق عليها كذلك «حرب رمضان عام 1393هــ» وللمرة الأولى في التاريخ العسكري الحديث لعب الدفاع الجوي دوراً هجومياً، بالإضافة إلى دوره الدفاعي التقليدي إذ شكلت الطائرات الضاربة وشبكة الصواريخ المحمية بمختلف أنواع المدفعية والرشاشات م/ ط غطاءً فعالاً فوق جبهة القتال في منطقتي قناة السويس والجولان امتد إلى كامل العمق التكتيكي الإسرائيلي، بدلاً من الغطاء الجوي التقليدي المنفرد المتبع في تأمين العمليات البريه الهجومية المماثلة.
(6) نجاح الدفاع الجوي العربي:
وكانت قدرة هذا الدفاع الجوي المصري السوري الفعالة، التي كبدت الطيران الإسرائيلي عشرات الطائرات في الأيام الأولى من الحرب، هي المفاجأة التكتيكية الكبرى في الحرب، التي وضعت الأسلحة الهجومية الجوية على مفترق طرق جديدة وبداية مرحلة جديدة تماماً في رحلة الصراع الدائم بينها وبين الدفاع الجوي، وثبتت المقولة العسكرية القائلة بأن في وسع الدول الصغيرة، غير القادرة على امتلاك قوة جوية كبيرة، أن تُحيّد قدرات العدو الجوي الأكثر قدرة بدفاع جوي أرضي قليل الكلفة نسبياً بالقياس لكلفة الطيران الحديث المتطور».
(7) تسلل الطيران المعادي:
وفي الوقت ذاته أمكن للدفاع الجوي العربي، بوسائله الأرضية والجوية وإجراءات الوقاية السلبية أن يوفر دفاعاً فعالاً في العمقين المصري والسوري، خاصة بالنسبة للمطارات، حيث فشلت الهجمات الجوية الإسرائيلية المتكررة في تدمير طائرة عربية واحدة على الأرض، أو في إعاقة عمل أي مطار لأكثر من ساعات قليلة. وقد أثر هذا الوضع على الشكل الذي دارت به الحرب البرية على الجبهتين المصرية والسورية.
ورغم ذلك فقد استطاع الطيران الإسرائيلي امتلاك حرية عمل نسبية في أطراف جبهات القتال مثل بور سعيد وفي بعض مناطق العمق الاقتصادي مثل مصفاة النفط السورية، بالإضافة إلى فاعليته في التعاون مع قواته البحرية، وفي مساندة القوات البرية في بعض المناطق على أطراف مظلة الصواريخ، فقد كان الدفاع الجوي العربي تنقصه إلى حد ما أجهزة الإنذار المبكر التي توفر عمقاً كافياً للإنذار على أطراف الجبهة وعلى السواحل، كما كان بحاجة إلى طائرات وسفن الإنذار المبكر المتطور والسفن المزودة بصواريخ (سطح -جو) ومزيد من الأسلحة الأرضية م/ ط المتطورة ذاتيه الحركة، واحتياطي الصواريخ والأسلحة المتطورة الأخرى، ونظم الاتصال والسيطرة، وبعض أجهزة الحرب الالكترونية.
(8) نتائج حرب تشرين 1973:
ولقد أثبتت حرب رمضان 1393هــ أن المدافع والرشاشات م/ ط المزودة بالرادار لا يزال لها دور هام في الدفاع الجوي الأرضي إلى جانب الصواريخ، كما أن بعض المدافع م/ ط غير المجهزة بالرادار وذات قدرة نارية كبيرة مثل المدفع الثنائي عيار 23مم السوفيتي الصنع لعبت دوراً فعالاً في الدفاع الجوي الأرضي، خاصةً ضد الهليوكبتر وأن نقاط المراقبة البصرية الأرضية مازالت محتفظة بأهميتها في مختلف قطاعات ونشاطات الدفاع الجوي.
(9) تطوير الأسلحة م/ ط:
ويجري البحث- بعد الحرب- عن تطوير وسائل التنسيق بين الأسلحة الأرضية، وطائرات الهجوم الأرضي الصديقة أثناء وجودها في منطقة عمل الدفاع الأرضية، كما تتركز البحوث على تطوير وسائل تنقية (فلتر) لأجهزة التوجيه الملاحقة للأشعة تحت الحمراء الموجودة في رؤوس الصواريخ الموجهة يمثل هذه الطريقة، من أجل تحسين قدرات الصواريخ المذكورة على التحيز بين الإشعاعات الحرارية الناتجة عن الطائرات الصديقة وتلك الناتجة عن الطائرات المعادية، وفيما يتعلق بالصواريخ الموجهة الأرضية فإن التركيز يتم على تحسين وسائل ضد الموجات وتنسيقها ورفع مستوى الذاكرة في الحاسبات الألكترونية التابعة لرادارات كل من الطائرات والصواريخ من أجل ضمان عملية الضبط.
(10) الخاتمة:
ويبقى أن نشير- أخيراً- إلى أهمية توافر عنصر التدريب على مستوى رفيع بين أطقم الدفاعات م/ط لكي تكون قادرة على التمييز البصري بين الطائرات الصديقة والطائرات المعادية على مختلف الارتفاعات وفي مختلف أنواع التحليق، ونذكر هنا أيضاً- أن جميع النقاط السلبية التي ظهرت في الحروب العربية- الإسرائيلية قد دُرستْ وتم تلافيها، وباتت القوات العربية التابعة للدفاع الجوي أفضل من ذي قبل، وتملك بفضل الله- أحدث الأسلحة التي تستخدم في تنظيم وإدارة الدفاع الجوي، «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».
المراجع:
- قوات الدفاع الجوي: التنظم والتشكيل والتسلح:
- اللواء المتقاعد محمد قاسم الشمالي، كتاب «الجديد في عالم السلاح حديثاً وقديماً». مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق عام 2007م. سورية ص 297-362.
- اللواء الجوي محمد سمير العطائي، كتاب «أداء بعض أنظمة الأسلحة في حرب الخليج» مركز الدراسات العسكرية، دمشق عام 1992م. سورية ص 208-212.
- العميد الركن المتقاعد غازي الجابي، كتاب «الأسلحة العالية الدقة»، مركز الدراسات العسكريه، دمشق 1991م. سورية ص 41-50.
- ف. غ ميزينين، كتاب «أسلحة الدقة العالية في جيوش الناتو»، مركز الدراسات العسكرية، دمشق عام 2001 (ترجمة سليم حداد) ص 213-224.
- العماد الدكتور مصطفى طلاس، كتاب «الاستراتيجيه السياسية العسكرية» الجزء الأول، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق عام 1991م سورية ص 304-309.
- العميد الركن المتقاعد إبراهيم إسماعيل كاخيا، كتيب «أسلحة الدقة العالية المعاصرة وأنواعها»، مجلة الدفاع السعودية- العدد السابع، رمضان عام 1428هــ الرياض. المملكة العربية السعودية. ص 51-52.
- محمود عزمي، وقاسم جعفر، كتاب «الموسوعة العربية» المجلد الثاني، المؤسسه العربية للدراسات والنشر- بيروت- لبنان عام 1979م. ص 379- 380.
- أحمد إبراهيم محمود، كتاب «إسرائيل من الداخل» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مركز دراسات الغد العربي، الطبعة الثانية عام 2003م دمشق، سوريا ص 333- 334.
 
رد: قوات الدفاع الجوي و دورها خلال الحروب المختلفه

من موقع مجله الحرس الوطني
 
عودة
أعلى