تقرير الجنرال مائير آميت رئيس الموساد عن التزام أمريكي قبل نشوء حرب 1967 لدعم إسرائي

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
تقرير الجنرال "مائير آميت" "رئيس الموساد" عن التزام أمريكي "قبل نشوء حرب 1967" من أجل دعم إسرائيل في الحرب ضد العرب



إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية

تكشف وثيقة البيت الأبيض بتاريخ أول يونيه 1964.. عبارة وردت على لسان الرئيس "جونسون": "إنه وراء إسرائيل بالكامل "Foursquara"، في جميع المسائل المتصلة بمصالحها الأمنية الحيوية، كما هو تماماً في جنوب شرق آسيا. وسوف نكون دائماً حيث تكون هناك حاجة منهم إلينا..!!".

كما تكشف وثيقة أخرى عن وجود "شيء ما مشترك" بين أهداف إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، نختمها بوثيقة محررة بتاريخ 16 مايو 1967.. موضوعها: "مصلحة الرئيس الشخصية في الشرق الأوسط". تقول بعض فقرات الوثيقة: "أن الرئيس لديه أكثر من اهتمام عادي بضبط الأمور في الشرق الأوسط لسببين خاصين:

الأول: نحن مشغولون في فيتنام، وبالتالي فلابد أن نعفيه من العبء السياسي وأيضاً الإنساني.. بتوريط القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أيضاً.

الثاني: أن فكرة حرب التحرير الوطنية هي "تكنيك" جديد وفد إلى الشرق الأوسط وتركز على حدود إسرائيل، وأيضاً في جنوب الجزيرة العربية ( اليمن ).. وعندما شغل الرئيس "جونسون" نفسه بمواجهة مشكلة فيتنام، فقد بين أيضاً أنه لن يسمح بانتشار هذا النوع من العدوان في مناطق أخرى. وهكذا فإننا لا نستطيع أن نتصدى لإرهاب حركات التحرير في فيتنام ونعجز عن فعل شيء في الشرق الأوسط.!!".

كان الدعم الأمريكي، لا يتوقف عند حدود معينة، وهذا ما أعلنه الرئيس "جونسون" في منتصف مايو 1967 حين قال: "إن إسرائيل لابد أن تطمئن إلى أن الأسطول السادس قريب منها باستمرار". وقد أدى ذلك إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي علنياً: "أن إسرائيل تعتبر أن الأسطول السادس الأمريكي بمثابة احتياطي إستراتيجي لها".

كما أعطى الرئيس "جونسون" تعليماته "بإطلاق العنان لإسرائيل Unleash Israel" وقد قام "جيمس أنجلتون" رئيس قسم العمليات الخاصة بالمخابرات المركزية الأمريكية بتنفيذ تلك التعليمات على الوجه الأكمل، حيث قام بتسريب شحنات من اليورانيوم لصالح البرنامج النووي الإسرائيلي، وكان وراء إنجاح برنامج "الصواريخ" الإسرائيلي.

في أول يونيه أوفد الرئيس "جونسون" مبعوثاً خاصاً "روبرت أندرسون" إلى القاهرة ليبلغ "عبدالناصر": أن الولايات المتحدة لن تشترك في إرسال قوة بحرية دولية تعبر المضيق. وأن الرئيس الأمريكي ملتزم بأمن إسرائيل وتطورها بما فيه حق إسرائيل في التمتع بحرية الملاحة، ولذلك، فإنه يجب إيجاد حل وسط وتجنب نشوب حرب. وكان رد "عبدالناصر" على تلك المبادرة: انه يوافق على اقتراح "يوثانت" الذي يقضي أن تؤجل مصر تنفيذ حصارها لمدة أسبوعين، تمتنع إسرائيل خلالهما عن إرسال سفن تمر عبر المضيق وتبذل أثناءها الجهود بهدف التوصل إلى حل يوافق عليه الطرفان. لقد كانت أهم نتيجة لزيارة "أندرسون"، هي أن "عبدالناصر" ازداد اقتناعاً، بأن الدول الكبرى تعارض الحرب، وحتى لو نشبت، فإن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سوف يشتركان معاً ـ كما حدث عام 1956 ـ في وقفها على الفور.

كان هناك التزام أمريكي من أجل دعم إسرائيل في الحرب ضد العرب، وهذا ما دلت عليه التقارير التي أرسلها الجنرال "مائير آميت" "رئيس الموساد"، والذي كلفه "جنرالات إسرائيل بالسفر إلى واشنطن يوم 28 مايو 1967.

جاء في التقرير الأول الذي أرسله "آميت" إلى إسرائيل:

"في نهاية أول يوم من محاولتي لاستطلاع الموقف في واشنطن فهمت، مما سمعت من تلميحات وحقائق متناثرة. أن مشروع القوة البحرية الدولية ( التي تتولى فتح مضيق إيلات بالقوة ) يواجه مصاعب سياسية ليس من السهل حلها في أيام قليلة.

تولد لدي انطباع قوي، بأنه إذا بدأت إسرائيل، فتصرفت بمفردها، فإن الولايات المتحدة، لن تتأخر طويلاً في اللحاق لها إذا اقتضى الأمر.
ومهما كان ما تفعله إسرائيل، فإنها تستطيع أن تعتمد في كل الأحوال على التأييد السياسي الأمريكي.

إن تدخلاً عسكرياً يقوم به الاتحاد السوفيتي، أصبح في رأي من قابلتهم أمراً مستبعداً. وإذا حدث فإن الولايات المتحدة سوف تكون على استعداد لتحمل مسؤولية مواجهته".


وبعودة "آميت" إلى إسرائيل، فإنه قدم تقريره، الذي يحوي بعض النقاط التي اتفق عليها مع المسؤولين الأمريكيين، بشأن ما يمكن أن يكون عليه موقف الولايات المتحدة إذا ما قامت إسرائيل بأخذ الأمور في يدها..

وكانت أهم نقاط التقرير هي :

إن "جونسون" سوف يسعده أن تأخذ إسرائيل زمام الأمر في يدها، وتبدأ بالخطوة الأولى.

أن كثيرين يتساءلون في واشنطن (وأولهم أنجلتون)، ما الذي تنتظره إسرائيل أكثر مما حصلت عليه؟..

وكان "أنجلتون" قد أخطر "آميت"، بأن وكالة المخابرات الأمريكية جاهزة لشحن ثلاثة أسراب من طائرات "سكاي هوك" اشترتها الوكالة من ميزانيتها وحصلت على أولوية باستلامها بتصريح استثنائي من وزير الدفاع "ماكنمارا" وأنها ـ طبقا لتفاهم سابق.. جاهزة باثنين وسبعين طياراً متطوعاً، جرى تدريبهم على المستوى اللازم للعمليات.

أضاف "آميت"، أن الوكالة رتبت لإسرائيل سربين من طائرات "ميراج" تم تسليمها منذ أيام عن طريق هولندا، مع 62 دبابة "ليوبارد" المانية.
أوضح "آميت"، أن كل ما طلبته إسرائيل من ذخائر نقل إليها فعلاً خلال الأسبوعين السابقين على طائرات أمريكية، طارت مباشرة من قواعدها في ألمانيا الغربية.

كان رأيه الأخير الذي توصل إليه: "أن إسرائيل لديها كل ما تحتاج إليه، وتستطيع أن تبدأ، وتستطيع أن تنتصر. وأنه بحجم الانتصار الذي ستحققه إسرائيل، بحجم ما تستطيع أن تضمن من تأييد "جونسون". وإذا كان في مقدورها أن تقوم بإحراز انتصار يغطي مساحة واسعة من الاهتمام الأمريكي، وبحيث يؤثر على الموقف في فيتنام. فإن إسرائيل تستطيع أن تضمن "جونسون" معها إلى النهاية مهما كان من شأن أهدافها المستقلة ( يقصد أهداف إسرائيل في الضفة الغربية ).

أن الروس ليسوا في وضع يسمح لهم بالتدخل ضد إسرائيل. وإذا تدخلوا بما هو أكثر من البيانات والإنذارات، فإن الموقف كله سوف يختلف. وحينئذ يصبح موقف الرئيس الأمريكي مبرراً دستورياً ودولياً في أي إجراء يتخذه.


وأخيراً كانت هناك قضية سياسية تتعلق بالإجراءات وهي أنه إذاً انعقد مجلس الأمن لبحث الموقف في الشرق الأوسط في أعقاب عمل تقوم به إسرائيل فإن الولايات المتحدة ملتزمة بما يلي:

أ. عدم السماح بأي اتهام يوجه لإسرائيل، بأنها البادئة بالعدوان ( معنى ذلك أنها تعد باستخدام حق الفيتو ).


ب. أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بعد نشوب أية عمليات. لا يجب أن ينص ـ كما هي العادة ـ على عودة القوات إلى الخطوط التي كانت عندها قبل بدء العمليات.


ج. أن الولايات المتحدة، لا يجب أن تدخل في مشاورات أو اتفاقات أو تنسيق للمواقف، مع أي طرف من الأطراف، لا في نطاق الأمم المتحدة أو خارجه، بدون علم وقبول وموافقة إسرائيل.


أضاف "مائير آميت"، أن الرئيس الأمريكي مصمم على أن يفهم "ناصر" هذه المرة، ما لم يفهمه عام 1956، وهي أن على العرب أن يتوجهوا هذه المرة إلى الولايات المتحدة، وليس الاتحاد السوفيتي








د. يحى الشاعر

تم تحرير المشاركة بواسطة يحى الشاعر: Dec 21 2006, 10:31 AM
 
عودة
أعلى