الاخوان... بربروس

إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
2,584
التفاعل
2,968 12 3
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم
.........................
خير الدين بربروس

اسمه : " خضر " ، اشتهر بلقب " بربروس " ، أي ذو اللحية الشقراء . وأطلق عليه السلطان سليم الأول لقب " خير الدين " . ولد في حدود 1472 بجزيرة ميديللي بعد أخيه أروج رئيس .
اشتغل بالتجارة في مطلع شبابه ، إذ كان لديه سفينة يتاجر بها بين سلانيك Selanik و أغريبوز Ağriboz .

وبعد نجاة أخيه أروج رئيس من أسر فرسان رودس لحق بأخيه أروج بتونس الذي كان قد سبقه إليها . وهناك اتفقا مع أميرها أبي عبد الله محمد بن الحسن الحفصي على أن يمنحهما ميناء حلق الوادي ليجعلا منه قاعدة لهما مقابل أن يدفعا له خمس الغنائم التي يحوزان عليــها .

شرع خير الدين في تنظيم غاراته على سواحل وسفن أسبانيا والبندقية وفرنسا والبابا وجنوة بالإضافة إلى تعرضه للسفن التجارية والحربية التابعة لكافة الدول الأوروبية التي لا تربطها معاهدة سلام مع الدولة العثمانية أو غيرها من الدول الإسلامية . فحاز من ذلك على غنائم هائلة ، وأثار الرعب في سائر بلدان الساحل الجنوبي للبحر المتوسط .

اشترك مع أخيه في محاولات فتح بجاية ، وفي الكثير من غزواتهما المظفرة . فكان بذلك مع أخيه واضع أسس بناء الجزائر العثمانية التي قدر لها أن تعمر 300 سنة .

صار خير الدين سلطانا على الجزائر بعد استشهاد أخيه أروج ، لكنه وجد نفسه في حاجة إلى دعم الدولة العثمانية ، فأقنع أعيان مدينة الجزائر بإرسال عريضة إلى السلطان سليم يعرضون فيها رغبتهم في ضم بلدهم إلى ممتلكات الدولة العثمانية ، فوافقوا على ذلك وأرسلوا وفدا إلى إسطنبول برئاسة حاجي حسين في أكتوبر 1519 .

أحسن السلطان سليم استقبال الوفد ، ثم أرسل فرمانا يعلن فيه قبوله لعرض أعيان الجزائر . وبعث إلى خير الدين بفرمان تعيينه بايلربايا على الجزائر . كما بعث إليه بالخلعة السلطانية ، والراية مع 2000 جندي من الإنكشارية ، وأذن له بأن يجمع ما يشاء من المتطوعين من الأناضول . وهكذا أصبحت الجزائر أيالة تابعة للدولة العثمانية ، وقرئت الخطبة منذئذ باسم السلطان العثماني سليم الأول .

تصدى خير الدين للحملة العسكرية على الجزائر التي قادها ملك صقلية هيكو دي مينكادا Hego de Mongada في سنة 1519 . كما تمكن من الاستيلاء على مدينة القل وبونة ( عنابـة ) وقسنطينة . لكنه اضطر إلى مغادرة الجزائر بعد الثورة التي قادها ابن القاضي بتحريض من سلطان تونس سـنة 1524. فلجأ إلى جيجل ، إلا أنه تمكن من استعادة الجزائر مرة أخــرى بعـد ثلاث سـنوات .

استطاع أن ينقذ 70.000 من المهاجرين الأندلسيين ، ونقلهم إلى الجزائر . فازدهرت مدينة الجزائر بفضل مهارة الأندلسيين الذين نقلوا إليها فنونهم وصناعاتهم ، وبفضل الغنائم التي كانت تجنيها من غزوات البحر .

تمكن من طرد الإسبان نهائيا من قلعة البينيون Penou Kalesi التي كانوا يحتلونها قبالة مدينة الجزائر ، وذلك سنة 1530 .

في سنة 1534 عينه السلطان سليمان القانوني قبطان داريا ، وبيلرباي على الجزائر. فقام بإصلاح دار بناء السفن في إسطنبول وأعد أسطولا كبيرا أغار بثمانين قطعة منه على روجيو، وسبيرلونكا ، وفودي (Reggio,Sperlonga,ve Fodi ) وغيرها من المدن الممتدة على طول الساحل الإيطالي الجنوبي .

ثم استولى بعد ذلك على تونس بعد فرار سلطانها مولاي الحسن. لكن الإمبراطور الإسباني شرلكان تمكن من احتلال تونس ، وإعادة مولاي الحسن على العـــرش .

في 1538 استولى بأمر من السلطان سليمان القانوني على 20 جزيرة من الجزر الواقعة على بحر إيجة Ege denizi ، وإلحاقها بالدولة العثمانية .

شعرت الممالك الأوربية برعب شديد من الغارات التي يشنها خير الدين على سواحلها وجزرها وسفنها ، فعقد شرلكان هدنة مع ملك فرنسا فرنسوا الأول ، وتنادت الممالك الأوربية لعقد تحالف صليبي كبير اشتركت فيه أسبانيا والبابا ، والبندقية ، والبرتغال . فأعدت حملة مكونة من 600 سفينة حربية ، وسفينة دعم ، وسلمت قيادتها إلى أندوريا دوريا Andrea Doria . فاستعد خير الدين لمواجهة التحالف الصليبي بأسطول مكون من 122 سفينة ، ثم اشتبك معه في معركة كبيرة في خليج بروزةPreveze ، انتهت بهزيمة ثقيلة للتحالف الصليبي ، واستيلاء خير الدين على 36 سفينـة ، و 2175 أسير . فكان من أهم نتائج هذه المعركة سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط .
في 1541 قاد الإمبراطور شرلكان بنفسه حملة كبرى على الجزائر لكنها منيت بهزيمة منكرة ، فقد فيها الإسبان معظم قطع أسطولهم .

طلب الملك الفرنسي فرانسوا الأول من الدولة العثمانية التدخل إلى جانبها في حربها ضد أسبانيا ، فقاد خير الدين في 1543 أسطولا مكونا من 110 سفينة ، استولى به على مدينة نيس في أغسطس من السنة نفسها .

بعد حياة حافلة بالجهاد والغزو توفي خير الدين بربروس في تموز 1546 ، ودفن في تربته التي أعدها بنفسه في ساحل باشكتاش بإستانبول .
....................
أروج رئيس

هو الأخ الثاني في عائلة بربروس بعد إسحاق رئيس . لعب دورا أساسيا في تمهيد الطريق لأخيه خير الدين من بعده في بسط نفوذ الدولة العثمانية بالجزائر . اسمه أروج رئيس ، وكان رفاقه يدعونه باسم أروج بابا على سبيل الاحترام .

ولد بجزيرة ميديللي التي استقر بها والده يعقوب آغا الذي كان أحد فرسان السباهية . لا يعرف اسم أمه ولا أصلها ، إلا أن خير الدين ذكر في مذكراته أن أباه يعقوب تزوج من إحدى بنات جزيرة ميديللي المسيحيات بعد استقراره بها . أما تاريخ ميلاده فلا يعرف على وجه التحديد ، غير أنه من المحتمل أن يكون قد ولد في 1470 . فهو أصغر من إسحاق بسنتين وأكبر من خير الدين بسنتين أيضا . عرف هو وأخـوه خير الدين باسـم : "بربروس " ربما بسبب شقرة لحيته ، أو لأن البحارة الأتراك كانوا يدعونه ( بابا عرج ) على سبيل الاحترام فحرفت الكلمة إلى اسم بربروس .

اشتغل في مطلع شبابه مع أخيه إلياس بالتجارة البحرية بين مصر والشام وطرابلس الشام والأناضـول ، فاكتسب من ذلك ثروة طائلة .

لفت انتباه الأمير قورقود أخي السلطان سليم الأول الذي كان واليا على أنطاليا ، ومعروفا بحمايته للبحارة الأتراك ، فلقي منه عناية وعونا خاصين . غير أن المصادر التاريخية لا تشير إلى تاريخ بدء هذه العلاقة بين الشهزادة وأروج رئيس .

في إحدى سفراته التجارية إلى طرابلس الغرب اعترض طريقة قراصنة جزيرة رودس ، فاستولوا على سفينته ، وقتلوا أخاه الصغير إلياس ؛ بينما أخذوا أروج رئيس أسيرا معهم. ولم يوافقوا على قبول الفدية الكبيرة التي عرضها خير الدين مصرين على التمسك به أملا في الحصول على مكاسب أكثر .

لا تعرف على وجه التحديد المدة التي مكثها أروج رئيس أسيرا في رودوس ، غير أن كاتب جلبي صرح بأنه مكث مدة طويلة ، قبل أن يتمكن من الفرار . فقدم إلى أنطاليا لتقديم شكره للأمير قورقود على الجهود التي بذلها فك أســــــره خلال وجوده في أنطاليا عمل مساعدا للقبطان لأحد البحارة الأتراك يدعى علي رئيس ، حيث استأنف رحلاته إلى الإسكندرية .

قبل عرض السلطان المملوكي قانصو الغوري بالدخول في خدمته ، فجعله على رأس أسطـول
صغـير .
ترك خدمة السلطان الغوري الذي اقترح عليه قيادة الأسطول المملوكي المتوجه إلى المحيط الهندي لمواجهة البرتغاليين ، معتذرا بأنه لا يرغب في العمل خارج مياه البحر المتوسط .
قدم على الأمير قورقود في أنطاليا أملا في الفوز بمساعدته فمنحه هذا الأخير سفينة ذات 18 مقعدا ، أغار بها على سواحل رودس ، فغنم من ذلك غنائم كثيرة وعددا كبيرا من الأسرى .

كان فرسان القديس يوحنا يترقبون الفرصة للانقضاض على أروج . فانتهزوا فرصة رسوه بإحدى الموانئ في 1511 وأغاروا على سفينته الراسية واستولوا عليها إلا أن أروج رئيس تمكن من النجاة من الأسر مع رفاقه البحارة ،راجع أروج رئيس الأمير قورقود الذي كان قد نقل من أنطاليا إلى مانيسا ليقدم له واجب الشكر على الدعم المادي والمعنوي اللذين لقيهما منه. فاستقبله الأمير في ديوانه استقبالا رسميا ، وألبسه الخلعة وأهدى له سفينة أخرى ذات 24 مقعدا . ونصحه بأن يوجه نظره للجهاد في غرب البحر المتوسط على خطى كمال رئيس .

بناء على نصيحة الشهزادة قورقود توجه أروج رئيس إلى السواحل اليونانية ، فأغار على فاستولى على سفينتين تجاريتين تابعتين للبندقية ، كانت تحملان 24.000 دوقة ذهبية ، وكميات كبيرة من الأموال المختلفة . ثم عاد إلى مسقط رأسه جزيرة ميديللي مثقلا بالغنائم و285 أسير. فلقي أخويه إسحاق وخير الدين اللذين مضى على فراقه لهما ما يقارب 11 عاما . فباع غنائمه ، وتصدق على فقراء بلده ثم غادر ميديللي متوجها للقاء الشهزادة قورقــود .

بادر إلى مغادرة المياه العثمانية في حزيران 1512 عندما بلغه جلوس السلطان سليم الأول على عرش الدولة العثمانية ، وإعدامه للشهزادة قرقود ، واعتقال جميع أنصاره .
جدد السلطان الغوري دعوته لأروج رئيس بالدخول في خدمته بسبب شدة حاجته الماسة إلى خدمة البحارة الأتراك. فرسى أروج في ميناء الإسكندرية ، ووفد على السلطان الغوري حيث قدم إليه هدايا قيمة . واعتذر له عن عدم قبول خدمته لأنه لا يرغب في التوجه إلى المحيط الهندي . ثم غادر الإسكندرية متوجها إلى تونس ، حيث رسى في سنة 1512 بجزيرة جربة التي غيرت تغيرت مسيرة حياته نهائيا .

جعل من جزيرة جربة قاعدة له ، وأسس بها مستودعا لتخزين غنائمه بعد أن خصص قسما منها لرجـاله . ومن هذه القلعة شرع يشن غاراته على السفن الأوربية وسواحلها . .
اتفق مع سلطان تونس على جعل ميناء جربة قاعدة ينطلق منها في غزواته البحرية على أن يدفع له خمس الغنائم التي يحصل عليها .
كان مع أروج رئيس حوالي 1000 من البحارة الأتراك ، لكنه كان في حاجة كبيرة إلى عدد أكبر من الرجال نظرا لاتساع دائرة حروبه مع أوربا . إضافة إلى أنه كان في كل مرة يفقد عددا أكبر من الرجال ، الأمر الذي جعله في حاجة ماسة إلى تعويضهم بمن كان يفد عليه من الشباب التركي القادم من الأناضول . وبما أن عدد الوافدين كان محدودا ، فقد كان يبحث عن وسيلة تمكنه من سد هذا النقص الكبير بجمع أكير عدد من الشباب من الأناضول . ولتحقيق ذلك سعى إلى التقرب من السلطان سليم الأول .

لم يلبث أروج رئيس كثيرا في جربة حتى لحق به أخوه خير الدين ، فقوي ساعده به . فاتفقا على المضي معا في مشروعهما الطموح ، وانطلقا يغيران على السواحل والسفن المسيحية . فكان من أثر ذلك أن زادت سطوتهما وتضاعفت ثروتهما إلى حد كبير.

قام في 1514 بإغلاق ميناء مدينة بجاية الجزائرية بأربع سفن ، وحاصر قلعتها بمائتين من الأتراك وثلاثة آلاف من البربر ، إلا أنه لم يتمكن من تحريرها نظرا لحصانتها . وفقد في هذا الحصار ذراعه اليسرى وعددا كبيرا من رجاله .
في صيف 1515 شفي أروج رئيس تماما من جراحه ، فخرج للغزو برفقة أخيه خير الدين ، فغنم سفينة هولندية ، ثم رسى بجزيرة مينورقة. ومن هناك أغارا على خليج جنوة حيث تمكنا من الاستيلاء على أربع سفن وتحرير عدد كبير من مسلمي الأندلس ونقلهم إلى شمال إفريقيا حيث قاما بتوطينهم هـناك .

كان أول اتصال بين الإخوة بربروس بالدولة العثمانية في 1516 وذلك عندما بعث أروج رئيس إلى السلطان سليم مع بيري رئيس بست سفن مثقلة بالهدايا العظيمة ، كافأه وأخاه خير الدين بسيفين مرصعين بالماس ، بالإضافة إلى سفينتين حربيتين محملتين بالمعدات العسكرية التي كان في أمس الحاجة إليها. فسر الأخوان بذلك سرورا عظيما. وتعتبر هذه الاتصالات أول علاقة رسمية بين الإخوة بربروس والدولة العثمانية .

في الوقت الذي كانت فيه بعثة بيري رئيس في مقابلة السلطان سليم ، خرج الأخوان في أسطول مكون من 16 قطعة بحرية فاستولوا عدد كبير من السفن الإسبانية ، وأنقذوا عددا من مسلمي الأنـدلس . وفي طريق عودتهم قاموا بفتح قلعة جيجل الجزائرية ، وجعلوا منها قاعدة لعملياته الحربية . حيث تركوا بها 3 سفن حربية وحامية مكونة من خمسين بحارا تركيا . وهكذا بدا وكأن الحرب ضد إسبانيا لم تعد مجرد حملات يقوم بها قراصنة محترفون ، وإنما هي حرب بين دولتين إحداهما ناشئة يقوم الإخوة بربروس بوضع أسسها والثانية فتية تولت زعامة العالم المسيحي وقيادته في حربه العدوانية على المسلمين في الأندلس وشمال إفريقيا .

لم يكتف الإخوة بربروس يشن غاراتهم على السفن والسواحل الإسبانية فحسب ، بل جعلوا إنقاذ مسلمي الأندلس ، وتوطينهم في شمال إفريقيا وطرد الإسبان من سواحل شمال إفريقيا مهمة أساسية لهم . فحازوا بذلك على ثقة الأهالي ، وبدأ الخطباء يدعون لهما بالنصر في خطب الجمعة .
في 1516 لحق به أخوه الأكبر إسحاق رئيس قادما من جزيرة ميديللي .
حاول أروج رئيس للمرة الثانية فتح قلعة بجاية ، ففرض عليها حصارا شديدا من البر والبحر ، غير أن نفاذ الذخيرة ، وامتناع السلطان الحفصي تزويده بما يحتاجه منها حال دون فتحها
تمكن من الاستيلاء على قلعة الجزائر بعد أن استجار به أهلها لتحريرها من الاحتلال الإسباني الذي كان يضرب حولها حصارا بحريا . وأعلن نفسه سلطانا على الجزائر وقرئت الخطبة باسمه بعد السلطان سليم الأول . ثم لم يمض وقت طويل على فتح الجزائر حتى أتبعها بفتح شرشال . وبهذا تمكن الأتراك من فرض سيطرتهم على ثلاث مدن جزائرية هي : جيجل ، ومدينة الجزائر ، وشرشال .

بعث السلطان سليم إلى الأخوين أروج و خير الدين بسفينتين حربيتين وأسلحة نارية ومعدات حربية . كما أذن لهما بأن يجمعا ما يحتاجان إليه من الشباب المتطوعين من الأناضـول .
قام أروج بتحرير الكثير من القلاع والمدن الجزائرية . التي كان الإسبان يحتلونها مثل : بجايـة ، شرشال ، مستغانـم ، دلس ، الجزائر ، تنس وغيرها . ثم كلف أخاه خير الدين بإدارة القسم الشرقي من الجزائر بينما تولى هو القسم الغربي منها .

في 1517 تصدى لأول حملة إسبانية لطرد الأتراك من الجزائر . فتصدى لها أروج رئيس بمن معه من الأتراك والأندلسيين والأهالي . الأمر الذي كلف الإسبان خسائر فادحة أجبرتهم على المغادرة مخلفين وراءهم خسائر .

بعد أن بسط نفوذه على وسط وشرق الجزائر ، وامتداد نفوذه إلى تونس ؛ قرر أروج رئيس أن التوجه إلى غرب الجزائر . فسار بقواته إلى تلمسان حيث تمكن من إلحاق الهزيمة بالسلطان الزياني الذي كان قد عقد معاهدة تبعية مع الإسبان . فدخل تلمسان واستفتى العلماء في أمر الملك الزياني المتعاون مع الإسبان ، فأفتوه بوجوب إعدامه فأعدمه .

في هذه الأثناء كان أروج فد تمكن من الاستيلاء على جميع المواقع الإسبانية التي كانوا يحتلونها في شرق وغرب الجزائر ماعدا وهران وبجاية .
في 1518 تحركت قوات إسبانية من وهران بقيادة مارتين دي أرغوت Martin de Argote متوجهة إلى تلمسان حيث يتمركز أروج رئيس . واشتركت القوات الزيانية بآلاف الفرسان من العرب والبربر إلى جانب الإٍسبان . فتوجه مارتين أولا إلى قلعة القلاع حيث كان إسحاق رئيس الأخ الأكبر لأروج رئيس على رأس حاميتها المكونة من 900 تركي و 2000 عربي . فتصدت الحامية للقوات الإسبانية بضراوة غير أن عدم تكافؤ القوى المدافعة والغازية جعل عرقلة الإسبان ضربا من المستحيل . فاستشهد إسحاق رئيـس و 800 من رفاقه .

في هذه الأثناء وصلت قوات إسبانية إضافية مكون من 10.000 جندي لمساندة دون مارتين بقيادة غو ماركيسي Gomer Markisi توجهت إلى تلمسان بعد الاستيلاء على قلعة القلاع .
فرض دون مارتين على تلمسان حصار شديدا بقواته ، يسانده 35.000 من العرب والبربر الموالين للسلطان الزياني . واستمر الحصار مدة طويلة اختلف في تقديرها ، دون أن يستسلم أروج رئيس ورفاقه .

في فجر عيد الفطر من عام 1518 قام الأهالي بهجوم مباغت على قوات أروج رئيس ، فقتلوا عددا من رجاله . فأدرك أروج حينها استحالة الاستمرار في المقاومة بسبب هذا التطور المفاجئ للأحداث . وتمكن من فك الحصار مع عدد من رجاله والانسحاب .
قامت فرقة إسبانية بمطاردة أروج ورفاقه ، فأدركتهم بعد ساعتين من خروجه من تلمسان . فأمر أروج رجاله بأن يلقوا ما لديهم من الأموال الثمينة في محاولة لإلهاء الإسبان ، غير أن القائد الإسباني لم تنطل عليه الحيلة فأمر أصحابة بتعقب أروج ورجاله دون الالتفات إلى الأموال الملقاة .
بعد مطاردة قصيرة تمكن الإسبان من إدراك البحارة الاتراك المنسحبين مع أروج رئيس ونشبت بينها معركة غير متكافئة انتهت باستشهاد أروج رئيس وجميع من معه .

بعد استشهاد أروج رئيس ورفاقه قام الإسبان بقطع رأسه ، وإرساله إلى إسبانيا حيث طافوا به في مدينة قرطبة قبل أن يعلق على كنيستها الكبرى .
......................

..تم بحمد الله..
 
معذرة
الاخ الأكبر وليس الثاني للبيلرباي خير الدين باشا رحمهما الله هو بابا عروج وليس أروج لذا لزم التنويه
 
رحم الله ابطال الاسلام العظام أروج (عروج) وخير الدين بربروسا
رحمة واسعة وجزاهم الله خيراً عن الاسلام والمسلمين ونسأل الله
عز وجل ان يجمعنا بهم فى الفردوس الاعلى .
هذان البطلان لا يقلان جهاداً وكفاءة ً عن قادة الاسلام العظام أمثال
صلاح الدين الايوبى وقظز ومحمد الفاتح وغيرهم .

هو بابا عروج وليس أروج

الاسم الحقيقى له هو أروج ولكن تم تحريف الاسم الى عروج واشتهر به .


وشكراً جزيلاً لاخينا العزيز ابو البراء على هذه الموضوعات الرائعة
الذى تلقى ظلالاً من النور على بطلين من أبطال الاسلام ألقيا الرعب والفزع
فى قلوب أوربا بأكملها طوال القرن السادس عشر وساعدا فى انقاذ عشرات الالاف
ان لم يكن مئات الالاف من مسلمى الاندلس من الهلاك على أيدى الصليبيين .
 
شكرا ابا البراء على الموضوع
وقد كان للاخوين فضل كبير في تحرير سواحل الجزائر من الاسبان
 
رحم الله الاخوان بربروسا عندما قال أحدهم قبل استشهاده : (( ليس المهم في أمة الاسلام من يحمل الراية , بل المهم أن تبقى الراية مرفوعة دائما ))
 
عودة
أعلى