فلسطين: التكتيكي والاستراتيجي (8) : فنون الاختراق والحرب النفسية

mandar

عضو
إنضم
30 يوليو 2008
المشاركات
5
التفاعل
0 0 0
بقلم
أدرك الاسرائيليون منذ البداية أن اتصال عرفات بـ CIA واجتماعه أكثر من مرة بفيرنون والترز Vernon Walters نائب مدير CIA (1973 - 1974) ، بأن ذلك مفيد لهم للاسباب التالي ة:اولاً: يستطيعون - عبر الامريكان - التأكد الدائم من أن عرفات بعد تجربة ايلول الاسود المريرة في الاردن 1970 قد اقلع تماماً عن فكرة المقاومة المسلحة لاسرائيل وأنه انخرط انخراطاً لا رجعة فيه في عملية «الحل السلمي» وهو حل سيحدد مفاعيله وشروطه الموضوعية والفنية الاسرائيليون انفسهم في مرحلة لاحقة.ثانياً: سيتمكن الاسرائيليون - أيضاً عبر الامريكان - من تكليف عرفات فيما بعد، بتعقب وتتبع وقمع تنظيمات المقاومة المسلحة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها ومن ثم تنفيذ استراتيجية هركابي ( Harkabiالمسؤول الامني الأول حينذاك في الكيان الصهيوني إذ كان يرأس ويوجه الموساد والشين بيت وأمان في وقت واحد، ويعتبر الأب الروحي لرابين وبيريز وحزب العمل الحاكم آنذاك) واستراتيجية هركابي تتلخص في جملة واحدة Let palestinians police palestinians أي لنجعل الفلسطينيين يقومون بقمع الفلسطينيين الآخرين دون أن نخسر - نحن الاسرائيليين - شيئاً وقد نفذ عرفات ذلك المطلب الاسرائيلي بالحرف.ثالثاً: سيمارس الاسرائيليون على عرفات - عبر الأمريكان - كافة فنون الحرب النفسية : البرمجة Programming والتطويع Conditioing والتضليل disinformation وغسيل المخ brainwashing والتعديل الفكري thought reform وغيرها من فنون الحرب النفسية وهي تكنيكات برع فيها اليهود الروس الذين عملوا سابقاً في KGB وتمكنوا فيما بعد من الهجرة إلى الكيان الصهيوني والعمل في الموساد.رابعاً: فتح قنوات الاتصال المباشر بين عرفات و CIA ومن ثم مع الصهاينة سيمكن الإسرائيليين من تكريس اختراقهم الامني والسياسي للمنظمة الفلسطينية وتمكنهم من عملية تجنيد rearuiting العملاء والمتعاونين agents & informers داخل المنظمة وقيادتها وخارجها في أوساط الشعب الفلسطيني وخاصة في الطبقات الفلسطينية الدنيا التي تعاني من الضائقة المالية والاجتماعية. هذه النقطة الاخيرة (الاختراق الأمني الاسرائيلي للشعب الفلسطيني من القيادة إلى القاعدة) من أخطر الثغرات في المواجهة العربية - الاسرائيلية وسيكون لها أثر خطير ومدمر وذو علاقة بكل التراجعات والاخفاقات في الموقف الفلسطيني الداخلي.
 
عودة
أعلى