معركة نهر طلاس وبداية التقارب الإسلامي التركي / أسامة حساني

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,477
التفاعل
17,600 43 0
معركة نهر طلاس وبداية التقارب الإسلامي التركي

أسامة حساني


بعد أن دخل الأمير الأموي "قتيبة بن مسلم" تركستان (أرض الترك)، وتمكن من فتح بخارى عام 706م، وسمرقند عام 711م، وجد الأتراك أنفسهم أمام دين جديد، وثقافة مختلفة لأول مرة، وجد الأتراك أنفسهم وجه لوجه أمام الحضارة العربية الإسلامية.

يرى العديد من المؤرخين أن المواجهة التركية الإسلامية الأولى لم تكن سلسة، إلا أنها بدأت تميل إلى التعايش فيما بعد، ويعزى ذلك إلى أن الأتراك لم يكونوا ذوي تعصب تجاه الأديان الجديدة، وقد بدا هذا جليًا في مراحل نشوء، وتطور الدولة العثمانية فيما بعد.

معركة نهر طلاس
في عام 751م كانت الصين تتخبط أمام الفتوحات الإسلامية، وعلى الرغم من سيطرة المسلمين على رقعة واسعة من آسيا الوسطى ، إلا أن القوات الصينية تحصنت في بعض المناطق الهامة كقرغيزيا الواقعة في الجزء الشرقي من آسيا الوسطى ، وفي ظل الأزمة التي كانت تعيشها الدولة الأموية آنذاك، أرسلت الصين بعض الحملات العسكرية، وتمكنت من استعادة بعض المناطق المهمة كتوكماك والطالقان.


بعد وصول العباسيين إلى سدة الخلافة، واستقرار الدولة الإسلامية من جديد، أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بالتحضير لحملة عسكرية في تركستان الشرقية، فزحف الجيش العباسي وعلى رأسه القائد "أبي مسلم" إلى سمرقند حيث التحق بقوات الأمير العباسي "زياد بن صالح" الذي تولى قيادة الجيش بنفسه.

في منتصف تموز/ يوليو عام 751م اشتبك الجيشان بالقرب من مدينة "طلاس" الواقعة على نهر الطلاس في جمهورية قرغيزيا، ونظرًا لابتعاد الأمير العباسي عن قاعدته لمسافة كبيرة، فقد وجد الجيش الإسلامي نفسه في موقف عصيب أمام الجيش الصيني البالغ قوامه قرابة 50 ألف مقاتل، وهنا أدركه الجيش التركي، إذ وجد الآخر نفسه أمام فرصة لهزيمة عدوه التقليدي (الصيني)، وقد قلب هذا التدخل الموازين على أرض المعركة، إذ حوصر الجيش الصيني، وسقط آلاف القتلى منه، فضلًا عن أسر ما يزيد عن عشرين ألفًا منهم، وبهذا انتهى النفوذ الصيني في آسيا الصغرى.

يمكن اعتبار هذه المعركة كأول تقارب عربي – تركي، كسر الحواجز بين الثقافتين، وأدى إلى انتشار الإسلام في تلك الأقطار.
نتيجة لهذه المعركة أيضاً أدرك العرب قيمة الجنود الأتراك، ونظرًا لمعاملة العباسيين للمسلمين كسواسية دون تفريق بين عربي وأعجمي، فقد انحاز الأتراك لهم، وانخرطوا ضمن الجيوش الإسلامية، وبهذا يكون قد اعتنق جزء من الأتراك الديانة الإسلامية، ليحجزوا مكانهم في قطار الحضارة والثقافة الإسلامية خلال القرون الوسطى، ويتابعوا المسيرة التي سيتخلى عنها العرب فيما بعد.


وفي عام 924م شهد العالم إحدى أهم نقاط التحول في التاريخ الإسلامي عامة، والتاريخ التركي خاصة، إذ أعلن الخاقان الأكبر "قره خانلى ساتك بغرا خان" الدين الإسلامي كدين رسمي ووحيد للسلالة التركية.

يعزى اعتناق الأتراك للدين الإسلامي، وتقبلهم لمعتقادته إلى أكثر من سبب، لعل أبرزها تطابق الدين الإسلامي مع ديانة "الكوك تنكرى" من ناحية وحدانية الرب، فضلًا عن تقارب المعتقدات الإسلامية مع العادات التركية كتحريم الزنا، وإكرام الضيف وغيرها من التقاليد الإسلامية، كما أن دعوة الإسلام إلى الجهاد توافقت مع طبيعة الأتراك في جنوحهم لحمل السلاح، وخوض المعارك.

يقول المؤرخ الألماني فون قره باجاق: "إن اعتناق الأتراك الدين الإسلامي، وظهورهم على مسرح التاريخ كعنصر إسلامي بدأ كظاهرة محدودة الأهمية في البداية، ثم أحدثت هذه الظاهرة ذلك التأثير العظيم، الذي لا مثيل له تقريبا في التاريخ العالمي".

عن موقع ترك برس

مصادر:
تاريخ الدولة العثمانية – يلماز أوزتونا
جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك – زياد أبو غنيمة
 
التعديل الأخير:
مشاركة رائعة أخي العزيز نوبل
نتمنى أن ينشء تحالف قوي و صادق بيننا و بين الأتراك فحينها ستتغير الخريطة السياسية بشكل جذري لصلحنا نحن العرب المسلمين و الترك المسلمين
 
انا كنت متردد اصححلك الاسم احسن تكون بتدلع نبيل وتقول نوبل :D

:ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO:
لا يا عم , أنا خلطت بينه و بين الأخ نوبل
أنا لا أعرف نبيل و لا غيرو ههههههه
طبعا مع إحترامي الكامل لجميع الإخوة الإعزاء نبيل و نوبل
 

في هذه المعركة قبل المعركة بفترة طلب العباسيون من القبائل التركية التي تسكن اواسط اسيا مسلمها ووثنيها المدد والدعم ضد الاجتياح الصيني ...


اسية الوسطى وليس الصغرى ... اسية الصغرى هي تركية حاليا

اسية الوسطى موطن الاتراك ويشمل كازاخستان وتركمانستان وطاجيكستان واوزبكستان وقيرغيزستان ويسمى تركستان الغربية

 
وقد سكنت تلك المناطق قبائل تركية كانت شبه مستقلة، لكنها كانت تدين بالولاء لإمبراطور الصين، وكانت تدفع له الجزية.


ومنذ القرن السابع الميلادي ظهرت تطورات جديدة على الساحة العالمية, فقد ظهر الإسلام، وصاحب ذلك بداية الفتوحات الإسلامية التي لم تهتم بها الصين في أول الأمر لعدة أسباب؛ منها: بُعد الفتوحات الإسلامية عن الصين, ورغبة حكام الصين في التخلص من ملوك فارس (الساسانيين)، المنافس الأكبر لهم في آسيا الوسطي, بل إنهم -أي حكام الصين- تجاهلوا استغاثة ملك فارس بهم.


كان للصين على مر التاريخ نفوذ كبير في منطقة آسيا الوسطى، والتي تضم اليوم جمهوريات (أوزباكستان, تركمانستان, طاجيكستان, قرغيستان, كازاخستان, أذربيجان). وكانت هذه المناطق مجالاً حيويًّا للصين منذ أقدم العصور, كما كانت لها أهميتها الجغرافية؛ حيث إنها تقع على طريق الحرير


كانت البداية الحقيقية للصراع بين المسلمين والصينيين بعدما أكمل المسلمون فتح إيران، وما تلا ذلك من تطلع المسلمين إلى فتح آسيا الوسطى؛ لتأمين الفتوحات الإسلامية التي حققها المسلمون, ففتحت جيوش الدولة الأموية كلاًّ من (كابول وهرات وغزنة)، وكلها تقع الآن في أفغانستان. وكان لولاة المسلمين على إقليم خراسان أثرٌ بالغ الأهمية في التشجيع على الفتوحات, فقد كانت لمجهودات المهلب بن أبي صفرة (والي خراسان) أكبر الأثر في فتح ما يُعرف الآن بأفغانستان.


وقد قام الحجاج بن يوسف الثقفي بدور كبير في التشجيع على الفتوحات الإسلامية لبلاد ما وراء النهر، عندما حشد الجيوش وقال قولته المشهورة: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها". ووجد الحجاج في قتيبة بن مسلم الباهلي غايته، فقد كان قائدًا بارعًا, ولاّه الحجاج خراسان سنة (85هـ/704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد، فأبلى بلاءً حسنًا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانة، والشاش، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر. وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.

لم تستطع الصين وقف موجات الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى عسكريًّا، واكتفت بدعم زعماء القبائل التركية ، وتحريضهم على القتال ضد المسلمين دون أن تحقق نجاحًا يذكر.

وفي هذا الوقت لم يكن بمقدور الصين مواجهة المسلمين عسكريًّا؛ نظرًا للمشكلات والثورات التي عاشتها الصين في تلك الفترة, إضافة إلى سمعة الجيش المسلم الذي لا يُقهر، فقد هزم الفرس، وأسقط دولتهم، كما قلّم أظافر الدولة الرومانية، واستولى على أكثر أملاكها، حتى بلاد الغال البعيدة (فرنسا حاليًا) لم تستثنها غزوات المسلمين.



موقع قصة الاسلام
 

أحداث معركة طلاس

حشد الصينيون 30 ألف مقاتل طبقًا للمصادر الصينية، و100 ألف مقاتل طبقًا للمصادر العربية, وكان "جاو زيانزي" على رأس الجيش الصيني, وفي يوليو 751م اشتبكت الجيوش الصينية مع الجيوش الإسلامية بالقرب من مدينة "طلاس" أو طرار، والتي تقع على نهر الطلاس بجمهورية قرغيزيا.

اشتبكت الجيوش الإسلامية مع الجيوش الصينية, وحاصر فرسان المسلمين الجيش الصيني بالكامل، وأطبقوا عليه الخناق؛ مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى من الجانب الصيني, وهرب "جاو زيانزي" من المعركة، بعد أن خسر زهرة جنده. أما زياد بن صالح فقد أرسل الأسرى -وكانوا 20 ألفًا- إلى بغداد، وتم بيعهم في سوق الرقيق.

ترجع أهمية المعركة في أنها كانت أول وآخر صدام عسكري حدث بين المسلمين والصينيين, كما أنها أنهت نفوذ الصين في آسيا الوسطى بعد أن سقطت قرغيزيا في أيدي المسلمين؛ حيث تم صبغ تلك المنطقة (آسيا الوسطى) بصبغة إسلامية، بعد أن أسلم أكثر قبائلها، وغدت مناطق إشعاع إسلامي وحضاري، وأنجبت علماء مسلمين عظام كالإمام البخاري والترمذي وأبي حنيفة وغيرهما, وأنها أدت إلى وصول الورق الصيني إلى دول الشرق الإسلامي بعد أن أسر المسلمون عددًا كبيرًا من صُنَّاع الورق الصينيين, وتم نقلهم إلى بغداد.

وبنهاية هذه المعركة انتشر الإسلام سريعًا في بلاد آسيا الوسطى، واختفى النفوذ الصيني بما يحمله من أفكار ضد الإسلام نهائيًّا, كما أدت هذه المعركة إلى تثبيت أركان الدول الإسلامية خارج أراضي آسيا الوسطى؛ لما عرفه الناس عن الجيش الإسلامي من أنه "قوة لا تقهر"، مما جعل القبائل تخشى من التعرض للمسلمين على أرضها.

ومن ثَمَّ كانت معركة طلاس بمنزلة فتحٍ عظيم ليس للإسلام في آسيا الوسطى فقط، بل في بقية البلاد المحيطة بها.

المصدر: موقع آسيا الوسطى.
 


قاد الجيش العباسي زياد بن صالح ونائبه القائد أبو مسلم الخراساني )، وتحالف معهم خانية تورغيش التركية


في حين كان الجيش الصيني بقيادة جاو زيانزي ويحكم الصين سلالة تانغ.

واصطف الجيشان مقابل بعضهما البعض لمدة أربعة أيام مترددين في بدء المعركة.

النقطة الحاسمة كانت اصطفاف السكان المحليين الاتراك و القبائل التركية إلى جانب العرب المسلمين العباسيين ضد الصينيين
 
اسفرت هده المعركة عن حدث مهم في تاريخ الحضارة فالاسرى الصينيين الدين نقلوا الى بغداد جلبوا معهم الكثير من التقنيات المتقدمة من اهمها صناعة الورق التي اسهمت في تطور الحضارة الاسلامية وازدهار صناعة الوراقة وتاليف الكتب
 
معركة نهر طلاس وبداية التقارب الإسلامي التركي


أسامة حساني



بعد أن دخل الأمير الأموي "قتيبة بن مسلم" تركستان (أرض الترك)، وتمكن من فتح بخارى عام 706م، وسمرقند عام 711م، وجد الأتراك أنفسهم أمام دين جديد، وثقافة مختلفة لأول مرة، وجد الأتراك أنفسهم وجه لوجه أمام الحضارة العربية الإسلامية.



يرى العديد من المؤرخين أن المواجهة التركية الإسلامية الأولى لم تكن سلسة، إلا أنها بدأت تميل إلى التعايش فيما بعد، ويعزى ذلك إلى أن الأتراك لم يكونوا ذوي تعصب تجاه الأديان الجديدة، وقد بدا هذا جليًا في مراحل نشوء، وتطور الدولة العثمانية فيما بعد.



معركة نهر طلاس

في عام 751م كانت الصين تتخبط أمام الفتوحات الإسلامية، وعلى الرغم من سيطرة المسلمين على رقعة واسعة من آسيا الصغرى، إلا أن القوات الصينية تحصنت في بعض المناطق الهامة كقرغيزيا الواقعة في الجزء الشرقي من آسيا الصغرى، وفي ظل الأزمة التي كانت تعيشها الدولة الأموية آنذاك، أرسلت الصين بعض الحملات العسكرية، وتمكنت من استعادة بعض المناطق المهمة كتوكماك والطالقان.



بعد وصول العباسيين إلى سدة الخلافة، واستقرار الدولة الإسلامية من جديد، أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بالتحضير لحملة عسكرية في تركستان الشرقية، فزحف الجيش العباسي وعلى رأسه القائد "أبي مسلم" إلى سمرقند حيث التحق بقوات الأمير العباسي "زياد بن صالح" الذي تولى قيادة الجيش بنفسه.



في منتصف تموز/ يوليو عام 751م اشتبك الجيشان بالقرب من مدينة "طلاس" الواقعة على نهر الطلاس في جمهورية قرغيزيا، ونظرًا لابتعاد الأمير العباسي عن قاعدته لمسافة كبيرة، فقد وجد الجيش الإسلامي نفسه في موقف عصيب أمام الجيش الصيني البالغ قوامه قرابة 50 ألف مقاتل، وهنا أدركه الجيش التركي، إذ وجد الآخر نفسه أمام فرصة لهزيمة عدوه التقليدي (الصيني)، وقد قلب هذا التدخل الموازين على أرض المعركة، إذ حوصر الجيش الصيني، وسقط آلاف القتلى منه، فضلًا عن أسر ما يزيد عن عشرين ألفًا منهم، وبهذا انتهى النفوذ الصيني في آسيا الصغرى.



يمكن اعتبار هذه المعركة كأول تقارب عربي – تركي، كسر الحواجز بين الثقافتين، وأدى إلى انتشار الإسلام في تلك الأقطار.



نتيجة لهذه المعركة أيضاً أدرك العرب قيمة الجنود الأتراك، ونظرًا لمعاملة العباسيين للمسلمين كسواسية دون تفريق بين عربي وأعجمي، فقد انحاز الأتراك لهم، وانخرطوا ضمن الجيوش الإسلامية، وبهذا يكون قد اعتنق جزء من الأتراك الديانة الإسلامية، ليحجزوا مكانهم في قطار الحضارة والثقافة الإسلامية خلال القرون الوسطى، ويتابعوا المسيرة التي سيتخلى عنها العرب فيما بعد.



وفي عام 924م شهد العالم إحدى أهم نقاط التحول في التاريخ الإسلامي عامة، والتاريخ التركي خاصة، إذ أعلن الخاقان الأكبر "قره خانلى ساتك بغرا خان" الدين الإسلامي كدين رسمي ووحيد للسلالة التركية.



يعزى اعتناق الأتراك للدين الإسلامي، وتقبلهم لمعتقادته إلى أكثر من سبب، لعل أبرزها تطابق الدين الإسلامي مع ديانة "الكوك تنكرى" من ناحية وحدانية الرب، فضلًا عن تقارب المعتقدات الإسلامية مع العادات التركية كتحريم الزنا، وإكرام الضيف وغيرها من التقاليد الإسلامية، كما أن دعوة الإسلام إلى الجهاد توافقت مع طبيعة الأتراك في جنوحهم لحمل السلاح، وخوض المعارك.



يقول المؤرخ الألماني فون قره باجاق: "إن اعتناق الأتراك الدين الإسلامي، وظهورهم على مسرح التاريخ كعنصر إسلامي بدأ كظاهرة محدودة الأهمية في البداية، ثم أحدثت هذه الظاهرة ذلك التأثير العظيم، الذي لا مثيل له تقريبا في التاريخ العالمي".



عن موقع ترك برس

مصادر:

تاريخ الدولة العثمانية – يلماز أوزتونا

جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك – زياد أبو غنيمة
للتصحيح اخ نبيل اسيا الوسطى وليس الصغرى فالصغرى هي دولة تركيا الحالية
 
عودة
أعلى