عندما ركع السيد وقبل الأقدام (مقال)

الشيخ الرئيس 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,058
التفاعل
146,728 588 3
الدولة
Lebanon
بسم الله الرحمن الرحيم،

منذ متى يوافق الحوثي على أي شيء؟ منذ متى التزم الحوثي بأي وثيقة دولية؟ منذ متى جنح الحوثي للسلم وحسن الخلق والتهذيب في الخطاب؟ الجواب هو: لم يحدث أبدا.
الحوثي هو مجرد بندقية ايرانية للايجار. الرصاص هي ابناء الطائفة الذين آمنوا بالسيد العظيم وقرروا ان ينتقلوا للأجداث من أجله. وعدهم بالجنة ونعيمها وراح يتمتع بالدنيا التي وفرتها له جثثهم المتناثرة. نعم، قدم الحوثي الكلام الرنان والقصائد العاطفية لتابعيه وقدموا له أثمن شيء في الكون، أرواحهم. وبين البايع والشاري يفتح الله!
قبل يومين ركع الحوثي بزاوية تسعين درجة بالضبط وقبل قدم أصغر الموظفين السعوديين لكي يرضوا عنه. وبالطبع ركوعه من عدمه ليس أمرا ذو بال لكي يهتم له السعوديون لكنه أمر كاشف للحقيقة الميدانية للحركة والتي أصبحت تعاني من كارثة قياسية لم تعاني منها منذ أن خلق الله السيد بدر الدين إمام المتخلفين قدس سره الشريف.
وافق الحوثي على الهروب من الحديدة. وافق أن يذهب قتلاه بلا ثمن لكي ينجو هو بجسده ليكون لمن خلفه آية. وافق أن يعيش هو وحده وليذهب التنظيم من صالح الصماد إلى أصغر زنبيل يدلدل قدميه في منياء الحديدة يحلم بالنصر على امريكا وتسيير قوافل الصرخات على خطوط الملاحة الدولية إلى الجحيم.

بانهزم الجيش السعودي نهزمه.

أهزوجة حوثية صغيرة لكنها نكتة تاريخية ساخرة و تحمل في طياتها حجم مأساة الشعب الحوثي الذي اصطفاه السيد عبدالملك ليموت دونه مقدما لهم مفاتيح الجنة فيما هو ذهب يقبل الاقدام ليبقى حيا بجسده. هاهي الحديدة تخرج من سيطرتهم بعد أن أصبحت هولوكوست حوثي بامتياز قادهم إليه السيد بلا أي ثمن يذكر.
مالذي حصل عليه الحوثي ورفاقه بعد أن حولوا اليمن كل اليمن إلى أكبر نكبة شهدتها جزيرة العرب منذ عام الفيل. مالذي حققه الحوثي وهو يهزم في كل مكان ويرمي ابناء الطائفة في وجه الاباتشي وال F-15 والقنابل الحاصدة للارواح والدبابات والعربات المدرعة والقوات الخاصة.

يا ترى عندما يجود الزنبيل بروحه دون أي ثمن يذكر هل يفكر السيد الحوثي فيه حال ركوعه؟ هل يفكر السيد الحوثي في القنديل الذي ازدانت مقبرته بالورود البلاستيكية فيما احترقت احشاء اهله عليه ليقينهم انه ذهب بلا اي ثمن.

إنها الحقيقة التاريخية التي لا تقبل النسيان ولا تعرف العواطف والمشاعر وحسن الخلق، إنها حقيقة أن هناك في اقليمنا من يرى الانسان بلا أي ثمن يذكر، نعم هو مستعد لاحراق اخر تابع له من اجله هو ذاته وفقط. من هو مستعد لأن يفني كل شيء من اجل اوراق عفنة كتبها لهم شخص متخلف مثلهم ويعتقدوا أن العالم سوف يدور حولها. ولا عجب فقد أحرق السيد روح الله الخميني 400 ألف إيراني التهمتهم المقاتلات الفرنسية والمدفعية العراقية في محاولة خمينية يائسة (وغير مكترثة بارواح ابناءه) لاحتلال العراق.

الحوثي لا يوقع الاتفاقيات الدولية ولا يفهمها اصلا ولا يحسن التعامل معها، فقد تبول على اتفاقيات الامم المتحدة 28 مرة دون ان يعبأ بأي تبعات. حتى دكته المقاتلات دكا دكا حتى أهين وجرجر في ارجاء اليمن كلها. حتى ضرب على مؤخرته بسوط فادح الصلابة مرات ومرات. حتى خشي على نفسه من القتل، عندها وقع وقرر فجأة ان يلتزم بهذه الاتفاقيات الدولية وان ينظر اليها باحترام وان يصحو ضميره ليقول للشعب اليمن هاكم الحديدة هديتي اليكم انا جميل ولعلمكم انا منتصر لا تقولوا غير هذا ارجوكم النصر لنا لاننا انصار الله. او بعبارة اصح ناصر الله فلم يبقى في عداد الاحياء غيري.

وأخيرا فهم الحوثي الذي فصل الريوس كما يقول لاتباعه. فهم أن المقاتلات ستطارده كثعلب جائع تنفجر القنابل حوله في كل مكان. فهم أنه لم يعد من زنابيله من يمكن ارساله ليحترق بالنيابة عنه. فهم أنه لم تعد تسمح له خسائره الجنونية في الحديدة بأن لا يوقع ويخرج مذئوما مدحورا صغيرا من الحديدة. يخرج منها تاركا مكان أخيه الذي شوته المقاتلات أخضر للذكرى أن الحوثي لا يفهم الا هذه اللغة ولا يصحو قلبه ويرق لاشقاءه في الوطن الا على وقع القنابل الخارقة للتحصينات وضربات المدفعية الثقيلة وأزيز الاباتشي.

مبروك خروج الحوثي من الحديدة وانتصار الدبلوماسيين السعوديين والاماراتيين في مجلس الامن. إنه نصر جديد حتى لو قالت الالة الاعلامية غير ذلك،

تحية،


1545491751988.png
 
عودة
أعلى