مركبة الحرب الإلكترونية الجديدة للجيش الاميركي

إنضم
6 أبريل 2010
المشاركات
29
التفاعل
116 1 0
23454323456.jpg


بدأت عناصر فرقة الفرسان الأولى التابعة للجيش الأميركي باختبار مركبة مدرعة جديدة لديها القدرة على تعطيل أنظمة اتصالات وأجهزة إرسال العدو الأخرى، لاسيما مع أعداء محتملين، كروسيا، التي تستثمر بشكل كبير في أنظمة مشابهة، وتسعى هذه الخدمة إلى إعادة تنشيط قدراتها الخاصة في الحرب الإلكترونية التي تآكلت إلى حد كبير بعد نهاية الحرب الباردة.

في أوائل أيلول من العام 2018، أرسل فريق اللواء القتالي الثالث التابع لفرقة الفرسان الأولى عناصر إلى موقع Yuma Proving Ground في ولاية أريزونا لمتابعة دورة تدريبية لمدة أسبوعين في تشغيل النظام الجديد، والمعروف باسم المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب (EWTV). وفي آب من العام 2018، أعلنت قوة الجيش للتجهيز السريع (REF) لأول مرة عن خطط لبناء محطات للمركبات الإلكترونية التكتيكية للحرب على أساس نموذج أولي للاختبار الميداني في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أوروبا وكوريا الجنوبية.



“لم نكن نملك شيئًا، إنما الآن نمتلك شيئًا ما”، يقول مسؤول الأمن في الجيش الأميركي ألكسندر توريس، وهو تقني حربي إلكتروني في اللواء، في مقابلة رسمية.

“نحتاج للتأكد من أن هذا النظام الجديد فعّال. إذا ذهبنا إلى الميدان ووضعناه هناك ليجمع الغبار وحسب، ولم نستخدمه للتأكد من أنه يتيح للقائد أيضًا المناورة بقواته والتفوّق في الطيف الإلكتروني الترددي، فسيكون في الواقع هدرًا لمورد ذو قيمة عالية”.

تستخدم المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب EWTV شاحنة مدرعة محصنة ضد الألغام (M435) رباعية الدفع من طراز M1235 لتحمل حزمة الحرب الإلكترونية الكاملة. نحن لا نعرف المواصفات الدقيقة للنظام، ولكن شركةSRC, Inc. هي المزود، وابتكرته بناء على نسخة معدلة من جهاز التشويش Duke / AN VLQ-12، وفق ما أعلنته مجلة Breaking Defense الأسبوعية.



إن نظام التشويش Duke هو ثمرة جهود تطوير طويلة قام بها الجيش الأميركي للقضاء على الأجهزة المتفجرة المرتجلة التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي بدأت في العام 2005، والمعروف باسم نظام مكافحة الحرب الإلكترونية المحمولة على الأجهزة المتفجرة الخاضعة للرقابة أو CREW. ودخلت النسخ الأولية من AN / VLQ-12 إلى المركبات العسكرية العالية الأداء هامفي ومركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام، وغيرها من المركبات المدرعة وغير المسلحة، لإحداث تشويش قصير المدى لمنع الإرهابيين والمتمردين من تفجير تلك القنابل بالهواتف المحمولة وغيرها من المشغلات التي يتم التحكم بها عن بعد.

منذ ذلك الحين، قامت شركة SRC بتحديث نطاق وقوة وإمكانيات نظام Duke، كما أنه أصبح لدى أحدث البرمجيات القدرة على تحفيز مجموعة كبيرة من الإشارات. وقد أثبتت الشركة قدرتها على تدمير الطائرات من دون طيار خلال إحدى عمليات التدريب الجوية Black Dart للجيش الأميركي، كما أشارت مجلة Breaking Defense.



تقدم شركة SRC الآن على موقعها على شبكة الإنترنت، ما تسميه “أنظمة الحرب الإلكترونية المتكاملة”، التي تضيف مكونات معيارية مدمجة في نظام Duke. توفر هذه الأنظمة الإضافية تحديد الإتجاه والهجوم الإلكتروني وإمكانيات تسجيل الإشارات، للسماح للعاملين بتحديد أجهزة الإرسال العدائية بشكل أفضل، ثم يقررون إما مهاجمتها أو مراقبة أنشطتها. يبدو من المحتمل جدًا أن تحمل المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب نظام Duke ومكوّن واحد أو أكثر من هذه المكونات الإضافية.

تتميز المركبة أيضًا بهوائيات متنوعة على سارية قابلة للتمديد من شأنها أن تساعد على توسيع منطقة تغطية المركبات. كثيرًا ما تواجه أنظمة الاتصالات في خط البصر صعوبات في الإرسال عبر التضاريس المتشابكة، كالتلال والجبال، وداخل المناطق الحضرية المحصورة. كما تواجه أجهزة التشويش الإلكتروني التي تغرق أجهزة الإرسال تلك بـ”ضجيج” إلكتروني، القيود نفسها.



بإمكان هذا النوع من نظام الحرب الإلكترونية متعدد الوظائف، أن يمنح وحدات الجيش القدرة على تحديد موقع الوحدات المعادية المحتملة بسرعة، الأمر الذي يساعد القادة على تجنب التهديدات المحتملة أو تحديد أفضل السبل لمهاجمتها، وكذلك الحصول على صورة عامة أفضل لوضعية العدو في ساحة المعركة. وعندها يمكن لقوات الجيش أن تقرر إعاقة إرسالها، وبالتالي تعيق قدرة الخصم من تنسيق عملياته الهجومية والدفاعية، وتحذير رفاقه من اقتراب قوة أميركية، أو طلب تعزيزات أو دعم الضربات الجوية والمدفعية.

eletronical-war-2.jpg


يتضمن مفهوم شركة SRC أيضًا إمكانات التشارك بالشبكة وتبادل البيانات التي يمكن أن تتيح للمركبات الإلكترونية التكتيكية للحرب المتعددة، مشاركة المعلومات بسرعة مع بعضها البعض، ومع وحدات الجيش الأخرى، ومع القوات العسكرية الأميركية أو القوات العسكرية المتحالفة الأخرى. ووفق نطاق وقدرات أي وظيفة تحديد اتجاه أو موقع جغرافي، يستطيع النظام الجديد الذي تم تجهيز المركبة به، توفير معلومات عن الهدف لتوجيه ضربات مدفعية أو غارات جوية مباشرة. إنما تبقى المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب قدرة تجريبية إلى حد كبير، يمكن تطويرها أكثر في المستقبل القريب.



“إن قدرة الحرب الإلكترونية التي توفرها المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب لم يتم استخدامها مطلقًا على مستوى اللواء، لذا، علينا أن نضعها قيد الاختبار لنتبين ما هي قدرها وما هي حدودها”.


يقول تقني الحرب الإلكترونية توريس: “علينا تطوير أفضل الأساليب والتكتيكات والتقنيات والإجراءات التي من شأنها أن تساعد الوحدات في المستقبل، كما علينا مواصلة تطوير منصة حرب إلكترونية مخصصة”.



مع ذلك، إن هذا الأمر ليس صحيحًا تمامًا. فعندما انتهت الحرب الباردة، كان لدى الجيش ما يسمى بعناصر الحرب الإلكترونية والاستخبارات (CEWI) القتالية في كل قسم من أقسامه التي كانت قد وفرت هذا النوع من الدعم لألوية تابعة لها أثناء تنفيذ العمليات. بحلول أوائل التسعينيات، كان هناك عدد من أنظمة التشويش المثبتة على الشاحنات والمقطورات متوفر لدى الوحدات العسكرية بأسماء ملونة مثل Trackwolf وTraffic Jam.



كما هو الحال مع الدفاع الجوي قصير المدى، بعد انتهاء الحرب الباردة، بدأ الجيش بالتخلص تدريجيًا من هذه القدرات من دون إيجاد أي بديل، مع اعتقاد قصير النظر بأن شبح النزاعات المتطورة مع خصوم الدول القومية بواسطة الجيوش التقليدية الكبيرة قد انتهى فعليًا. وقررت الخدمة أن بإمكانها القيام بذلك عن طريق الاعتماد على سلاح الجو والقوات البحرية لتوفير إمكانات الحرب الإلكترونية الجوية باستخدام طائرات تشويش، مثل EA-6B Prowler وEC-130H Compass Call. ومنذ ذلك الحين، استبدلت القوات البحرية مشاة البحرية بـ EA-18G Growler، على الرغم من أن سلاح البحرية الأميركي يستمر في الطيران على متن الطائرة EA-6B، وإن كان سيُحال إلى التقاعد كليًا في غضون أشهر.



احتفظت وحدات الجيش بقدرات استخباراتية للإشارات مع قدرة دعم إلكترونية ثانوية للرصد، وتحديد الموقع الجغرافي، ومراقبة البث المعادي. ومع ذلك، فإن هذا النظام، المعروف باسم “النبي” لا يمتلك القدرة على شن هجمات إلكترونية بنفسه على العدو.

تكمن المشكلة بالطبع، في أن هذا الترتيب يعني أن الوحدات البرية للجيش لا تمتلك خيار هجوم إلكتروني مخصص متاح لها إن كانت الطائرات من خدمة أخرى غير متوفرة لأي سبب من الأسباب. “هذه فائدة كبيرة لأننا نملكها في أيامنا هذه بدلاً من الاعتماد على خدماتنا الشقيقة لتزويدنا بقدرات التشويش، ونأمل أن تكون متوفرة عندما نحتاج إليها.” كما أوضح تورس.



إن الأرصدة الجوية محدودة العدد بالفعل ويمكن أن ينتهي بها الأمر إلى انخراط ضعيف في الأنشطة عبر جبهة واسعة خلال أي صراع واسع النطاق. فقد تعرقل عملياتها أيضًا دفاعات العدو الجوية المتكاملة أو تهديدات جوية أخرى، أو سوء الأحوال الجوية وحسب.

electronical-war-3.jpg


في المقابل، كانت روسيا، وبدرجة أقل الصين، تبذخ في استثمار الموارد في تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية الأرضية ذات الأحجام والقدرات المختلفة، حيث أن العديد منها متنقل، ويستطيع بعضها أن يشوّش على أجهزة الراديو والرادارات في نطاقات طويلة نسبيًا. كما يقال إن الروس يستخدمون بعض هذه الأنظمة ضد القوات الأميركية والقوات الداعمة للولايات المتحدة في سوريا.



لذلك، بالإضافة إلى تطوير أنظمة مثل المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب، يخطط الجيش لإعادة إنشاء وحدات من نوع CEWI – كجزء من مفهوم تشغيل أكبر أصبح يطلق عليه الآن الأنشطة الإلكترونية والكهرومغناطيسية (CEMA) ضمن ألوية القتال التابعة له، والتي يمكن أن تساعدها على إعادتها إلى المستوى الراقي الذي وصل إليه خصومها المحتملين. في نهاية المطاف، سيتم إنشاء شركات حرب إلكترونية في كل كتيبة من كتائب الاستخبارات العسكرية التابعة لها، والتي ستنتشر في جميع أنحاء العالم لتقديم الدعم للعمليات الجارية والعمليات المستقبلية أيضًا. واستنادًا إلى مدى نجاح اختبار المركبة الإلكترونية التكتيكية للحرب وكيفية تطور المركبة، فقد تصبح خيارًا جذابًا لفيلق سلاح البحرية، الذي يتطلع أيضًا إلى توسيع قدراته في الحرب الإلكترونية.



مهما يحدث، فإن مركبة الحرب الإلكترونية الجديدة التابعة للجيش هي علامة على أن الخدمة تأخذ الحرب الإلكترونية مجددًا على محمل الجد، وهي بالتأكيد نقطة انطلاق مهمة لإعادة تنشيط هذه القدرة الحيوية.

 
عودة
أعلى