الطموح الجوي الإسرائيلي

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,017
التفاعل
4,080 19 0
الطموح الجوي الإسرائيلي
بعد التطورات الأخيرة التي تجسدت بتمكن منظومة دفاع جوي صاروخي سورية مطورة في روسيا عن نظام سوفيتي قديم، تمكن من اسقاط طائرة إسرائيلية متطورة من طراز ف 16 وإعطاب أخرى من ذات النوعية، عمدت إسرائيل إلى ثورة تكتيكية وتطويرية في سلاح جوها المتفوق على نظرائها في الشرق الأوسط ..
فالصاروخ الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية الحديثة سوفا F-16I Sufa وهي نموذج خاص لإسرائيل مطور على البلوك 60 من الاف 16 الأمريكية، كان من نوع سام 26 المعروف بصاروخ بيتشورا 2 ام والذي طور عن الصاروخ السوفيتي المتقادم بيتشورا سام 3 الذي لمع نجمه في حرب تشرين عام 1973 م، فقد حدثت به تطويرات كبيرة منها زيادة مداه 10 كم ليصبح 35 كم ورفع سرعته إلى السرعة القصوى وهي 900 م/ث بوقت قياسي بدل أن يكون ذلك بالمرحلة الأخيرة فقط في النموذج المتقادم، بالإضافة للصمت الإلكتروني والحراري النسبي إذ أنه يعتمد في تحليقه بالمرحلة المسارية الأولى بمحرك الوقود الصلب وجزء كبير من مرحلة الوقود السائل على توجيه لاسلكي ليزري ويفعل راداره الذاتي في آخر 3 إلى 5 ثواني من وقت الارتطام بالهدف مع الاعتماد على شيفرة تغير التردد العشوائي لموجاته الرادارية، وهو ما يقلل فرص تضليله أو التشويش عليه فقد أطلقت الدفاع الصاروخية السورية صاروخين منه على هدفين مع العلم أن الاستراتيجية الروسية تعمد على اطلاق صاروخين عل الهدف الواحد، وهو ما يعني أن وحدة الإدارة والتشغيل للمنظومة كانت سورية بالكامل، حيث تمكن الأول من الارتطام بجسم الطائرة الأولى واسقاطها فتنبهت الثانية وناورت فانفجر الثاني بشكل تقاربي مما أدى إلى إعطاب الثانية دون السقوط ..
والسبب الثاني في نجاح منظومة بيتشورا 2 ام أنها تعمل في بيئة حرب إلكترونية شديدة التشويش إذ أن فيها بحاث حراري ومتتبع ليزري كبديل عن رادار الكشف والتتبع ونظم اتصال وتوجيه ليزرية وهو ما لم يحيد فاعلية هذه المنظومة وهي منظومة احتياطية بديلة ذاتية الحركة تظهر عند التشويش على باقي المنظومات العاملة أو تدمير أكثرها ..
لذلك نجد اسرائيل تسعى اليوم إلى إعادة هيكلة سلاح الجو وتطويره من جديد، لما فيه ضمان عودة هيمنته على الشرق الأوسط ..
يتبع ..
 
التعديل الأخير:
منظومة بيتشورا 2 ام


نظام-الدفاع-الجوي-Pechora-2M.jpg
 
وهذه الحادثة جعلت إسرائيل تتحول من مبدأ الضربات الاختراقية إلى الضربات الجوية المباعدة وذلك في ظل وجود منظومات دفاعية صاروخية مضادة للجو يصعب التشويش عليها إلكترونيا أو حتى تدميرها بالصواريخ المضادة للرادارات كونها ذاتية الدفاع وكون قواعدها متحركة أو تستخدم بدائل كشف وتعقب وتوجيه غير راداريه والضربات المباعدة هي التي تكون من خارج نطاق الكشف أو الاستهداف المضاد من خلال تجهيز طائرات راعام [الرعد] F-15I Ra,am وسوفا [الصاعقة] F-16I Sufa بصواريخ متطورة بعيدة المدى مثل صاروخ بوبآي الإسرائيلي Rafael Popeye الذي يبلغ مدى المعدل منه 100 كم وصاروخ كروز دليلة Delilah المتخصص بضرب الدفاعات والذي يبلغ مداه 250 كم برأس حربي شديد الانفجار زنة 45 كغ وحوالي 300 كم برأس حربي زنة 30 كغ، وبسرعة 0.85 ماخ وتطور إسرائيل الآن منه نموذج مداه 400 كم لطائرات الراعام، ويتم إطلاقهم على مبدأ أطلق وانسى وكذلك قنابل شركة رافائيل الإسرائيلية من فئة سبايس وهي Spice 2000 الثلاثية التوجيه أيضاً ومداها 60 كم و سبايس 1000 فئة ألف رطل ومداها 100 كم وسبايس 250 فئة 250 رطل مداها 100 كم وهي النموذج الإسرائيلي المعادل للقنبلة الرمح الأمريكية Spear وكان هذا الإجراء لا بد منه حتى تتمكن إسرائيل من إيجاد بدائل إلكترونية لينة وقاسية تمكنهم من العودة للضربات الاختراقية بالعمق المعادي ..
يتبع ..
 
وبالمقابل قامت روسيا بتكثيف برنامج تدريب أطقم الدفاع الجوي السوري، الموزع على منظومات الفهد بانتسير اس 1 Pantsir-S1 وقد سلمت عشرين بطارية من هذه المنظومة لسوريا عام 2011 م، مزودة بصواريخ من نوع سام 19 وفق تسمية الناتو مداها 15 كم وحتى ارتفاع 12 كم وسرعة الصاروخ فيها 1000 م/ث، وفي عام 2015 م سلمت روسيا النظام السوري نفس العدد السابق من نموذج أحدث صاروخه من نوع سام 22 وفق تسمية الناتو مدى هذا الصاروخ الجديد 20 كم متر وحتى ارتفاع 15 كم وسرعته 1300 م/ث ويتعامل مع لائحة أهداف أكبر من النموذج السابق الذي كان ضد الطائرات النفاثة والدورن وصواريخ الكروز الكبيرة والحوامات، أما الجديد فهو يتعامل أيضاً مع أكثر ذخائر الطائرات النفاثة الهجومية الذكية والذي تضاعفت عدد منصاته اليوم، والمنصة التي دمرها صاروخ دليلة كان من النموذج الأول وسبب تدميره أنه كان خالي من الطاقم كان الطاقم بجانبه لأنه يحتاج إلى إعادة تذخير وقد عمد الروس بعد هذه الحادثة إلى وضع منصة احتياطية يتم تفعيلها في حالة الهجمات الكثيفة ..
ومنظومة بانتسير مزودة بنظام مدفعي ثنائي عيار 30 ملم يرمي بمعدل 5000 طلقة بالدقيقة وحتى مدى 4000 متر وارتفاع 3000 متر بذخير 1400 طلقة، وبانتسير مقاوم جيد للتشويش الإلكتروني، ويحتوي كميرا حرارية بصرية وليلية ونظام توجيه كهروبصري، في حالة تحيد رادار التوجيه، وقد قامت هذه المنظومة باصطياد أكثر ذخائر الرمي المباعد المنطلقة من الطائرات الإسرائيلية إلى أن دخلت طائرة ف 35 الإسرائيلية F-35I Adir ميدان العمليات العسكرية في سوريا، وبدأ تزويد طائرات سوفا الإسرائيلية بحواضن التشويش من نوع سكاي شيلد Sky Shield ولايت شيلد Shield Light زوي التقنية الفائقة التطور ..
يتبع ..
 
تسعى اليوم إسرائيل إلى تدعيم طائرتها سوفا F-16i Sufa برادار مصفوفات إلكترونية من فئة AESA كل المركب على طائرة البلوك 70 من الاف 16 إنما أشبه بالمركب على اللايتننغ تو F-35A Lightning 2 أي يقوم بالتشويش الإلكتروني العالي الطاقة بالإعاقة كما تسعى لطلاء جسم 300 طائرة من نوع سوفا Sufa بطلاء ماض لأشعة الرادار وهو ما قد يخفض مساحة البصمة الرادارية لطائرة سوفا الإسرائيلية بشكل كبير يجعل منها طائرة متسللة في حالة الطيران المنخفض حتى 300 متر الصامت الكترونيا إلا من تشويش الكترومغتاطيسي عالي الطاقة ينشط مع بدء الارتفاع لتعين الهدف وضربه ولكن بالوقت الحالي يتم الإختراق بمساعدة حواضن التعتيم الإلكتروني سكاي شيلد والإضاءة الالكترونية لايت شيلد ..
يتبع ..
 
وقد استلمت اسرائيل تسعة طائرات من نوع أدير F-35i Adir ولم تضعهم بالمخازن بل قامت بتفعيلهم بعد إكتمال طاقم الطيارين لتدريباتهم عليها حيث نفذت ضربات نوعية بالعمق السوري بإستخدام قنابل من فئة جدام JDAM التي يقارب مداها 30 كم وقنابل سبايس Spice من فئة 2000 رطل مداها 60 كم تحمل منها في حواضنها الداخلية قنبلتين وفئة 1000 تحمل منها في حواضنها الداخلية اربعة قنابل ومن فئة 250 رطل تحمل ثمانية قنابل بالإضافة لقنبلة الأمريكية الثلاثية التوجيه AGM-154 JSOW التي بفوق مداها 110 كم، وكانت للأسف عملياتها ناجحة جداً ولكن كون كلفتها باهظة 110 ملايين دولار لكل طائرة وقد تعاقدت إسرائيل على 50 طائرة مع شركة لوكهيد مارتن، وصيانتها مكلفة وتحمل بعض المخاطر مثل مخاطر القفز المظلي للطيار، إضافة إلى قلة حمولاتها مقارنة مع اف 15 الإسرائيلية "راعام" الموازية لطائرة العقاب الضارب الأمريكية سترايك إيغل F-15E Strike Eagle الأدير أصغر مدى إذ أن مدى راعام 4400 كم أي أن نصف قطر طيرانها 2200 كم ينما سترايك إيغل الأمريكية 1800 كم وأدير 1100 كم، ومدى رادار طائرة راعام 280 كم بينما أدير 150 كم وحملتها من الأسلحة والوقود الإحتياطي يصل إلى 11 طن تقريباً أي قرابة أربع أضعاف حمولة أدير، لذلك سوف تكتفي إسرائيل بثلاثة وثلاثين طائرة أدير بدل خمسين على أن يتم تحميل الأجنحة بحواضن خاصة للأسلحة تحافظ على خفاء الأدير بحيث تصبح تحمل نص حمولة راعام والباقي من طائرة شركة بوينغ أمريكية العقاب الصامت الخفية F-15 SE Silent Eagle على أن تزود بحواضن شحبية حاضنة للأسلحة تحمل على الأجنحة الخارجية ويشمل الأمر خزانات وقود إحتياطية، ويتم تعديل طائرات راعام إلى سايلنت ايغل مع تطوير الرادار في مجموع الطائرات من فئة ف 15 في إسرائيل إلى رادار مصفوفات من فئة AESA ..
وسبب تخوف إسرائيل الآن من تفعيل غير طائر أدير بالعمليات الإختراقية هو صاروخ بتشورا 2 ام الذي أسقط طائرة "سوفا"، وصاروخ بوك ام 2 BUK-M2E الذي يبلغ مداه 45 كم ومدى راداه 100 كم ولديه نظام توجيه كهروبصري بعيد المدى يغطي مدى الصاروخ ويضبط ويعدل مسار الصاروخ نحو الهدف بظل التشويش القوي وكذلك منظومة باور 373 الإيرانية التي أعطبت طائرة ف 15 من فئة راعام من أصل طائرتين كانتا مجهزة بتجهيز العرسة لمتوحشة Wild Weasel المتخصصة بإخماد الدفاع الجوي حيث تكون مجهزة بحاضن تشويش الإلكتروني وصواريخ مضاد للرادار وأخرى ضد بطاريات الصواريخ والمرافق بالمنظومة الصاروخية ظهرت بالجو بعد إسقاط طائرة سوفا الإسرائيلية، حيث إضرت طائرات راعام إلى العودة لقواعدها، لذلك نجد أنه كان من الأهداف الأساسية لطائرة أدير في مطار حماة العسكري منظومة باور 373 الصاروخية المضادة للجو والتي يبلغ مداها 300 كم ..
 
حاضن البارو 373 التي تشبه حاضنة الصاروخ 48N6E2 الذي مداه 240 كم وهو النموذج الوسط من منظومة صواريخ اس 400 ترامف إذ ان الصاروخ الأبعد مدى حتى 400 كم هو 40N6

حاضن باور 373.png


صاروخ الاس 400 الذي مداه 150 ميل بري "240 كم" ..


صاروخ الاس 400 الذي يبلغ مداه 150 ميل.png
 
وطائرة سوفا تحمل قنبلة AGM-130 الأمريكية الابترونيةالتوجيه التي يبلغ مداها 75 كم

academysufa2.jpg


وطائرة راعام تحمل صاروخ بلآي

Hobby-Master-1-72-McDonnell-Douglas-F-15I-Ra-am-No-269-2009-Israel-Defense-Forces.jpg
 
وبعد العدوان الثلاثي الصاروخي بصواريخ كروز الغربية المتنوعة على سوريا قررت روسيا تزويد هيئة الدفاع الجوي السوري بصواريخ الذراع الطويلة S-300 V4 المتطورة جداً التي يبلغ كشف رادارها 300 كم أقل من رادار منظومة اس 400 ترامف بنفس المدى أو أكثر 400 كم، مع إمكانية رصد وتتبع 200 هدف بشكل متزامن أي اقل من منظومة ترامف بمائة هدف، والتعامل مع 24 هدف بوقت واحد بثمانية وأربعين صاروخ بدل 36 هدف باثنان وسبعون صاروخ في منظومة ترامف وقد قررت روسيا تزويد سوريا بأربعة منظومات من هذا النوع، كل منظومة مكونة 48 صاروخ موزعين على 12 منصة إطلاق زمن نصب المنظومة 6 دقائق فقط وارتفاع الأدنى لكشف وتدمير الأهداف الجوية من طائرات وصواريخ كروز 15 متر وهو ما يحيد جدوى الطيران المنخفض وأقصى ارتفاع لكشف الطائرات 25 كم وهو ارتفاع من أعلى إرتفاع طائرة نفاثة غربية، وأقل من منظومة ترامف باثنان كيلومتر، وأعلى ارتفاع للصواريخ البالستية 30 كم، الرأس الحربي للصاروخ الواحد زنته 145 كغ انشطاري شديد الانفجار وهو ما يجعل التفجير التقاربي للصاروخ مجدي كالارتطام مع الانفجار والفارق الزمن بين إطلاق الصاروخ والآخر 1.5 ثانية وسرعة الصاروخ 7 ماخ، وقد اتفقت روسيا على تسليم المنظومات التي بلغ سعرها 900 مليون دولار على دفعتين حيث وصلت الدفع الأولى نصف الصفقة بسرية كبيرة إلى ميناء طرطوس حيث وضعت المنظومة الأولى في الشمال السوري شمال مدينة حلب، والمنظومة الثانية في المنطقة الوسطى في محافظة حماة في اللواء 47 وقد قصفت إسرائيل تلك المخابئ بطائرات الشبح الفوق صوتية أدير التي تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماك بدل 2.5 ماخ كما هو في راعام وهي ميزة مفضلة لراعام عند إسرائيل وقد استخدمت أدير وهي على ارتفاع أكثر من 40 ألف قدم وسرعة 0.9 ماخ ومن بعد 60 كم من الهدف قنابل سبايس 2000 الاستخباراتية في هذه العملية إذا أن هذه القنابل تكون مبرمجة المسار بمعلومات استخباراتية عسكرية من الأقمار الصناعية وتدعم بتوجيه ابتروني ونظام توجيه مطابقة برمجية بالرنين المغناطيسي GPS لتصل إلى هدفها بدقة متناهية بهامش خطأ دائري لا يزيد عن 3 متر فقط أي متر ونصف المتر في كل اتجاه، والخلاصة لن تسمح إسرائيل لسوريا بامتلاك تقنية تهدد طيرانها في أراضيها حتى تمتلك تقنية جوية أكثر تفوق من هذه الأذرع الطويلة ..
 
عودة
أعلى