وزير صهيوني سابق: خططنا لضرب العراق عام 1990

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,477
التفاعل
17,600 43 0
وزير صهيوني سابق: خططنا لضرب العراق عام 1990

2525ad8c89c9fa8e29cdf14b658d7989.jpg


خلافاً للتقديرات والمعلومات السائدة عن موقف الكيان الصهيوني خلال حرب العراق عام 1990، والسياسة المعلنة عن ضبط النفس وعدم التدخل على الرغم من تهديدات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بأن من شأن العراق قصف الكيان الصهيوني بالصواريخ، فقد أقر وزير الأمن الصهيوني في حكومة الكيان الصهيوني، آنذاك، موشيه أرنز، في كتاب تضمن مذكراته صدر أخيراً، تحت عنوان "في خدمة الأمن الصهيوني"، بأن جيش الاحتلال استعد للقيام بعمليات لضرب قدرات العراق الصاروخية قبل اندلاع الحرب وقبل الهجوم الصاروخي العراقي على تل أبيب، في مطلع كانون الثاني/يناير من عام 1991.
وجاء اعتراف أرنز في كتابه الجديد في فقرة صغيرة في صفحة (194)، عندما كشف أن فريق سرب الأباتشي الذي قتل 4 من طياريه في حادثة تحطم طائرة عسكرية أقلتهم من موقع تدريبات في النقب، كان يتدرب عملياً على عمليات تعتزم دولة الاحتلال القيام بها في غرب العراق، لضرب القدرات الصاروخية هناك.
وكانت الصحف التابعة للكيان الصهيوني قد أشارت في 16 كانون الأول/ديسمبر من عام 1990 إلى أن سلاح الجو الصهيوني فقد 4 طيارين وضابطة أخرى في تحطم الطائرة التي أقلتهم من موقع تدريبات في جنوب البلاد. ولم تشر الصحف إلى معلومات إضافية وظل سر هؤلاء الطيارين محفوظاً إلى أن ذكره موشيه أرنز في كتابه المذكور الصادر أخيراً.
وبحسب ما اعترف به آرنز، فإن الحادثة المذكورة شكّلت ضربة قوية لسلاح الجو، لكونها أتت على نصف أعضاء سرب طائرات الأباتشي الذي كان الكيان الصهيوني قد اشترته قبل الحرب بوقت قصير، وبدأ طياروها التدرب على استخدام هذه الطائرات المروحية، لكن فقد في حادثة واحدة طاقمين من أطقم تشغيل سرب طائرات الأباتشي المتطورة، في ذلك الوقت، بعد تدريبات لأشهر عدة.
وفي السياق، ذكر موقع "مكور ريشون"، اليوم الأحد، أن حكومة الاحتلال كانت تتوقع من الإدارة الأميركية أن تقوم هي بالقضاء على الترسانة الصاروخية للعراق، كما أن أرنز كان قد أعلن أن بمقدور القوات الأميركية التي تجمعت في الخليج بعد غزو العراق للكويت، خلال 48 ساعة، فعل ذلك، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته، بعد شهر من الإنذار الدولي الذي وجهه مجلس الأمن للعراق.
ويتضح من تقرير "مكور ريشون" أن الكيان الصهيوني قد تلقى في أيلول/ سبتمبر من عام 1990 سرباً كاملاً من مقاتلات الأباتشي، وأرسلت أطقماً من طياري سلاح جوها للتدريب على هذه الطائرات في الولايات المتحدة، بموازاة تدريبات في قواعد الجيش، وتحديداً في النقب، وأطلق على سرب طائرات الأباتشي الصهيونية اسم السرب 113، "سرب الدبور".
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من المعارضة الشديدة التي أبدتها الولايات المتحدة، تحت إدارة جورج بوش الأب، لأي نشاط صهيوني في العراق حتى لا يضر ذلك بالتحالف الدولي، بما فيه من دول عربية، إلا أن جيش الاحتلال كان يضع خططاً لضرب مواقع إطلاق الصواريخ في غرب العراق وتحديداً في الموقع المعروف باسم "H3".
وكان يفترض، بحسب التقرير، أن تقوم طائرات أباتشي بدور كبير في هذه الخطط، لكن حادثة تحطم الطائرة التي أقلت أطقم سرب الأباتشي وقعت في ذلك الوقت، أي قبل شهر من سقوط أول صاروخ سكود أطلقه العراق يومها باتجاه الكيان، وسقط في تل أبيب، مسبباً ذعراً كبيراً، دفع آلاف الصهاينة إلى مغادرة المدنية، بل إن قسماً كبيراً منهم سافر إلى أوروبا خوفاً من الحرب، في ظل تهديدات صدام حسين بإمطار الكيان الصهيوني بالصواريخ الكيميائية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن قائد سلاح الجو الصهيوني، آنذاك، أفياهو بن نون، الأجواء الصعبة التي سادت في سلاح الجو بعد فقدان طاقمين من أصل 10 أطقم كان يفترض أن تقود العمليات في غرب العراق، إذ كان الجيش الصهيوني مشغولاً، بحسب التقرير، بوضع خطط مفصلة لإمكانية شن هجوم في العراق.
وبحسب بن نون "فإن أرنز والكابينت السياسي والأمني لم يحددوا بالضبط ما الذي يريدونه، لم يحسموا في أي مرحلة بشأن عملية محددة، ويوم السبت 15 كانون الأول/ديسمبر، كانت هناك جلسة للحكومة، لكن شمير الذي لم يرغب في اتخاذ خطوات فعلية لم يطلب تصويتاً في الحكومة، وعندما خرجت أنا وأرنز من الغرفة اتصل أرنز بوزير الدفاع الأميركي ديك تشيني، وقال له قررنا شن هجوم، ونحن مستعدون للتنسيق معكم، فرد تشيني بالقول: "انتظر يجب إبلاغ الرئيس، لكنه نائم الآن"، ولم يعد لنا بجواب ولم يكن بمقدورنا فعل أي شيء".
مع ذلك، ينفي بن نون أن يكون للحادثة تأثير على القرار الصهيوني لشن هجوم غرب العراق، معتبراً أن دور سرب الأباتشي كان هامشياً، خلافاً للدور الحاسم الذي أولاه أرنز في كتابه لدور سرب طائرات الأباتشي، وإن كان قد أشار هو الآخر إلى أنه كان بالإمكان تنفيذ الهجوم في غرب العراق بالرغم من حادثة تحطم الطائرة. لكن الاثنين يتفقان على أن من أحبط أي هجوم صهيوني في غرب العراق هو الفيتو الأميركي القاطع.
 
عودة
أعلى