المرجفون في المدينة والهارب في جنح الظلام (مقال)

الشيخ الرئيس 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,058
التفاعل
146,719 588 3
الدولة
Lebanon

:بداية:


اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا


بهذا ارتجز سيدي الكريم صلى الله عليه وسلم هو واصحابه وهم يحفرون الخندق والاحزاب تحتشد من كل مكان وكأن وقع حوافر خيلها الزلزال الذي يثير الغبار ليحجب شمس النهار. وأقبلت سحب الشر المستطير تحلق فوق الصحاري وتغطي السهول والقيعان يتطاير منها الكفر تطايرا أسودا وتنصب على أطراف المدينة المنورة كالشلال المتفحم.
والاشرار يركضون من كل اتجاه بخيلهم ورجلهم وسلاحهم وكفرهم باتجاه يثرب والشياطين تؤزهم أزا وابناء القردة والخنازير تزين لهم جريمتهم، وقف صلى الله عليه وسلم أمام صخرة أعجزت أصحابه فهم يحفرون الخندق منذ مطلع النهار لكن هذه الصخرة بالذات أعيتهم بالحيل فاستنجدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم ليحل لهم المشكلة. امتدت يداه الشريفتان الطاهرتان الى المعول فقبضه وأهوى على الصخرة فصدع الرعد في السماء وخرج برق كاد يذهب بالابصار. ضربها بيديه الشريفتين فانصدع ثلثها واضاءت فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأنظر لقصورها الحمر. أشهد أنك صدقت ياعبدالله يا ابا ابراهيم يا سيدي المحبوب. رفع الفأس الى السمآء ثم أهوى على الصخرة فانصدع ثلثها واضاءت والقوم حوله ينظرون وجلون لا تسمع منهم حرفا ينظرون في المعجزة أمامهم. رفع صوته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وأهل بيتي وكل ما أملك الي يوم القيامة وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأنظر لقصر المدائن الأبيض. أشهد أنك صدقت! ثم ضرب الثالثة فانفلق الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا.

صدقت يا رسول الله. صدقت. صدقت. يرن في قلبي ارتجازك يوم حنين عندما قلت: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب. صدقت صدقت صدق. أشهد أنك رسول الله.
وفي اثناء حفر الخندق ورؤية المعجزات تنادى المنافقين ومن في قلبهم مرض ليؤسسوا لأول عملية شق صف وطابور خامس ودعاية ضد الرسول واصحابه فقال أحدهم: يعدنا بملك كسرى وأحدنا لا يستطيع أن يخرج يبول ثم قال (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا). لولا أن الله قال (إن نعف عن طائفة منهم نعذب طائفة بأنهم كانوا ظالمين) للعنته.

عزيزي القارئ. غزوة الاحزاب وما ظهر فيها من آيات ثم ما ظهر فيها من ارتباط مباشر بين المنافقين واليهود حيث تأسس الحلف الوجداني التاريخي الذي لن يستطيع الانفكاك ابدا هي عبارة عن خريطة واضحة المعالم والتركيب لما نشاهده اليوم في عالمنا الصغير. والمسلمون يحفرون الخندق أشاع أهل النفاق ان الله ما وعد المسلمين الا غرورا وان بيوتهم عورة وطلبوا من الناس الانصراف عن رسول الله.

مدينة خاوية. أشباح الشر في كل مكان ونبالهم الكافرة تصيب خيل المسلمين واليهود الخنازير من خلفهم والمنافقين يبثون التثبيط والاشاعات والدعاية والارجاف في صفوف المؤمنين. صدق الله (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا).

ثم أراد الله أمرا آخر! (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون).

فانقشع الظلام كأن لم يكن وتفرق شمل الاحزاب واختلف حلف اليهود وقريش وزوبعت الريح على عسكر المتحالفين وأصبحت الارض والسماء والرياح والرمال وقوانين الطبيعة تلفظهم وتلعنهم وتعمل ضدهم حتى انصرفوا خائبين. (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا)

زعمت سخينة أن ستغلب ربها
فليغلبن مغالب الغلاب

ثم التفت صلى الله عليه وسلم وصحابته إلى بئر الخيانة. الى مصدر الشرور والآثام. الى قتلة الانبياء. الى اعداء الانسان احفاد القردة والخنازير المؤسسين لمنهج الطاغوت وعداء الله. المغضوب عليهم. فأنزلهم الله من حصونهم المنيعة المليئة بالمئونة واسباب رغد العيش. أنزلهم ليقتلوا جميعا وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم. فلو نجحت خطتهم لقتل رجال المسلمين وسبيت نساؤهم وأخذت أرضهم! لعنكم الله وزادها عليكم لظى. (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا).

بعد غزوة الخندق وانكفاء الشر على نفسه وانهزام معسكر النفاق وانفضاح حلف المنافقين واليهود. وانفضاح حلف اليهود والكافرين المشركين. وهزيمة كل هؤلاء. بدأ الاسلام يخرج من المدينة غازيا يسير مسار الشمس. لم يتم غزو المدينة ولا مرة واحدة بعد غزوة الاحزاب. بل كانت المدينة هي من تغزوا وهي من تغنم وهي من تسلم وحررت الارض كلها لعبادة الله.


وأنا أقرأ تفاصيل غزوة الاحزاب لكأني انظر الى المرجفين في المدينة في عصرنا هذا واشاعاتهم وتخويفهم الناس. وكأني أنظر لحلف المرجفين في المدينة واليهود. وكأني أسمع قول الله تعالى (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد). وكأنني أراهم ينظرون إلينا كالذي يغشى عليه من الموت. وكأني اسمع ارجافهم الذي بلغ عنان السماد ودخل على الناس في بيوتها وفي غرف نومها. وكأني زرى ظلمهم الذي تسود منه السماء وتظلم له القلوب وتموت منه الاشجار. وكأني أرى تقليبهم للامور وجعل الصادق كاذبا والكاذب صادقا ودعواتهم لان يقتل المسلم اخاه وتخوينهم لكل مصلح وجلبهم لليهود على شاشاتهم لتسويقهم للبسطاء واستئجارهم لكل علج وساقط لايذاء زوار بيت الله ومسجد نبيه. لقد بلغ المرجفون اليوم بقنواتهم واحزابهم والدول التي يمتلكون خزائنها ويدورنها رغما عن اهلها الاصليين مبلغا عظيما حتى لكأنك تظن أن لا صاد لدعايتهم ولا مانع لفجورهم في الخصومة حتى يصحوا قلبك على قول الله تعالى:
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا).

ومع ان موجة الارجاف العارمة الموجهة ضد بلدنا الطاهر بلغت ذروتها والدعوات الانتحارية لتدويل بيت الله ومسجد نبيه من المرجفين الجدد وقنواتهم وتنظيمهم الاجرامي فاقت التوقعات، ومع حلف المرجفين الجدد مع اليهود حلف بلا رجعة. مع كل هذا والله لكأني أنظر الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم تغزوا ولا تغزى. تنتصر ولا ينتصر عليها.
ولكأني أنظر الطير يتخطف المرجفين من الشوارع و الناس المحتجين على الفقر وضنك العيش يسيرون في كل مكان. ولكأني انظر لمستشارهم عبد أهل الكتاب ينزل من صياصيه المنيعه مستسلما خاضعا جاثيا على ركبتيه ويداه خلف رأسه مقذوف في قلبه الرعب لا يعلم الى أين يؤخذ وما سيفعل به.

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما * إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما)

اللهم احرس بلدنا بعينك التي لا تنام وارزقنا شكر نعمتك وألزمنا كلمة التوحيد والدفاع عنها وأدخلنا الجنة
آمين،

Alucard
 
اللهم امين

بارك الله فيك وفي قلمك وأغدق عليك من فضله انه على كل شي قدير
 
نفس الصوره ونفس المشاهد تتكرر حتى المرجفين اصطدمو في الحالتين والمشهدين برجال صدقو ماعاهدو الله عليه واصبرو واحتسبو فثبت الله اقدامهم نحن ولله الحمد في موقف ثبات وعزم وحزم ومادون مقدساتنا وارضنا ارواحنا اما قدسنا الحبيب فهو في اعماق قلوبنا ولن يهدأ لنا بال حتى نعيد ماسلب منا وطرد الليهود وقطع دابر المرجفين سواء في حياتنا اوحياه من بعدنا فهذا دين نورثه لمابعدنا لعل الله يكتب على ايديهم اعادته وتطهيره من النجس اللذي احل به ففي غمضه عين يبدل الله من حال الى حال
بارك الله فيك
 
نفس الصوره ونفس المشاهد تتكرر حتى المرجفين اصطدمو في الحالتين والمشهدين برجال صدقو ماعاهدو الله عليه واصبرو واحتسبو فثبت الله اقدامهم نحن ولله الحمد في موقف ثبات وعزم وحزم ومادون مقدساتنا وارضنا ارواحنا اما قدسنا الحبيب فهو في اعماق قلوبنا ولن يهدأ لنا بال حتى نعيد ماسلب منا وطرد الليهود وقطع دابر المرجفين سواء في حياتنا اوحياه من بعدنا فهذا دين نورثه لمابعدنا لعل الله يكتب على ايديهم اعادته وتطهيره من النجس اللذي احل به ففي غمضه عين يبدل الله من حال الى حال
بارك الله فيك


أصعب حرب يواجهها اي مجتمع هي حرب الدعاية (الارجاف). الله يكفينا شرهم.
 
أصعب حرب يواجهها اي مجتمع هي حرب الدعاية (الارجاف). الله يكفينا شرهم.
صحيح لاكن الحمد لله هناك وعي وادراك في مجتمعنا وحصانه ضد هؤلاء المرجفين المتلونين وجبهتنا الداخليه تقهر كل عدو
 
ذلك أن رجلا من غطفان يقال له: نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعى ـــ رضي الله عنه ـــ جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني ما شئت، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنما أنت رجل واحد، فخَذِّل عنا (أي ادفع عنا الأعداء) ما استطعت، فإن الحرب خدعة"، فذهب من فوره إلى بني قريظة، وكان صاحبًا لهم في الجاهلية، فدخل عليهم وقال: قد عرفتم وُدي إياكم، وخاصةً ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، قال: فإن قريشًا ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه (أي ساندتموهم) وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمدًا فانتقم منكم، قالوا: فما العمل يا نعيم؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي.
ثم مضى نعيم سريعا إلى قريش، وقال لهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟ قالوا: نعم، قال: إن يهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، ثم ذهب إلى غطفان فقال لهم مثل ذلك.
فلما كان ليلة السبت من شوال سنة 5 هـ بعثوا إلى يهود: أنا لسنا بأرض مقام، وقد هلك الكراع (أي الخيل والسلاح) والخف (أي الإبل) فانهضوا بنا حتى نناجز (أي نقاتل) محمدًا، فأرسل إليهم اليهود أن اليوم يوم السبت، وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن.
فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم، فبعثوا إلى يهود: إنا والله لا نرسل إليكم أحدًا، فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا، فقالت قريظة: صدقكم والله نعيم، فتخاذل الفريقان ودبت الفرقة بين صفوفهم، وخارت عزائمهم.
 
وفقكم الله مولانا وبارك بسياطك على على الاذناب


صوتهم لم يعد يعلوا
 
وفقكم الله مولانا وبارك بسياطك على على الاذناب


صوتهم لم يعد يعلوا

جزاك الله خير. اللهم اجعلنا سلما لأولياءه حربا لأعداءه ويجعل نيتنا خالصة لوجهه الكريم ويقبل منا.
 
عودة
أعلى