ليبيا .. قاطرة الارهاب العابر للحدود.. واتساع الدائرة العملياتية للأمن القومى المصري

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
372
التفاعل
553 0 0
ليبيا .. قاطرة الارهاب العابر للحدود.. واتساع الدائرة العملياتية للأمن القومى المصري
----------------------------------------------------------------------------
انا بقالي فترة ما بكتبش، نظرًا لانشغال كبير وضغوطات أكبر، لكنى مُتابع جيد لأغلب ما تمر به مصر وخاصة على صعيد الشأن العسكري والاستراتيجي والأمن القومي.. فيه احداث في الشهور اللي فاتت مرت عليكم سهواً، من غير ما تعرفوا انها تحمل ورائها الف رسالة ورسالة، وإن اللي بيحصل حاليا - من عمليات ارهابية خارج وداخل مصر - مجرد تبعات لها ..

.

الرسالة والقصة بدأت في سبتمبر من العام الماضى، لما الرئيس السيسي قالها صراحًة كده في اجتماع مجلس الأمن الدولى في نيويورك: " كل من يراهن على حسم عسكري يؤدى لغلبة فريق واحد في سوريا خاسر.. وكل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سوريا واهم”. ده كان من أخطر التصريحات اللي اتقالت في مشوار الدولة المصرية من يناير2011 لحد اللحظة دي، لان التصريح ده لا يعبر عن قناعة مترسخة فى شخص الرئيس السيسي، وانما يعبر عن موقف متأصل في جذور العسكرية والدولة المصرية، الموقف المتأصل لم تستطع ثورة مدروسة بعناية ووصول تنظيم ارهابي بعدها للحكم ان يغيراه.. بل بالعكس، الموقف المتأصل ده كان سبب في سرعة التخلص من الاخوان بعد اقامتهم مؤتمر ما يسمي "دعم الثورة السورية" ...ده كان بمثابة شهادة وفاة للاخوان في مصر واشارة لبدء القوات المسلحة نحو خطة موسعة للتأمين والتحديث الشامل للافرع الميدانية واستقدام اسحلة هجومية تمهيدًا للقادم. وهو ماظهر جليّا في صفقات التسليح التى تشهدوها جميعاً الان.

*لينك حديث الرئيس في مجلس الأمن:

.

خطورة التصريح السابق " كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سوريا واهم" لا تتمثل في كونه معادِ لاجندة الإخوان في المنطقة، بل كونه تحدِ واضح من الدولة المصرية لقوى اقليمية وعالمية ووكلائها من يقومون برعاية الارهاب من اول الشدة والافارول اللي بيلبسه الارهابى وصولا للاحزمة الناسفة اللي وصلت لساحات وشوارع اوروبا حاليا بكل الدعم الاستخباراتي واللوجيستي اللازم لاتمام العمليات الارهابية في النطاق الاقليمي او العالمي الغربي.

.
وده معناه بصورة أعمق أن مصر أصبحت عضو فاعل في تغيير الخريطة الجيوبوليتيكة ضد محور رعاة الارهاب في العالم.. بصورة مبسطة: " تقارب تاريخي من الاجندة الروسية في اغلب بؤر المعمورة، وده ما بيحلصش الا كل ستين سنة". وبناءا عليه تم الاتفاق مع الروس بعد تولي قائد الجيش المصري المشير السيسي زمام الامور، تم الاتفاق علي رفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لصيغة (2+2) اي ربط دائم بين وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين بمكاتب تنسيق شغالة علي مدار الساعة.

*لينك انطلاق مباحثات (2+2):
تنويه، روسيا لا تقيم هذا النوع من الشراكات الا مع عدد محدود من دول العالم.

.

تنظيم داعش واخواته، ممن يمثلون الجيل الحديث من الإرهاب المنظم، ما الغرض من وجودهم؟ هل اقامة خلافة؟ بالطبع لا.. اومال ايه الحكاية؟.. الغرض من نشأة هذا الجيل الشرس والذكي والمنظم من الارهاب هو الإجهاز علي ما تبقي من مراكز موازين القوي في الشرق الاوسط، "العراق + سوريا"، تمهيدًا لاحداث موجة تغيير ديموغرافي عنيفة، تضمن حالة ديناميكية من الصراع في المنطقة، تتيح للغرب المتقدم عسكريا وتقنيا من الدخول للمنطقة مرة أخري، وتقسيم التقسيم.. واصباغ حدود سايكس بيكو صفة " الرخوة والجوالة"..لجعل تل أبيب وصانعو القرار فيها يجلسون كل يوم في مكاتبهم لادارة اكبر قدر من هذه المعارك بأقل تكلفة وهم يشاهدون قلاع المدن العربية تُدَمر حجر حجر بواسطة كلاب الحرب من المتطرفين الاسلاميين وداعميهم من نشطاء وجمهور عريض مغفل من مضطربي الهوية القومية علي حساب الهوية الدينية والقبلية والعرقية.. وورائهم بالطبع اباطرة المال الغربيين وخدمهم من مشايخ الخليج، الذين يقتاتون علي اقتصاد الحروب وتكلفتها الباهظة.

*لينك دراستي عن تقسيم التقسيم وقصة الحدود الرخوة:

مرة اخري، ليس المراد لتنظيم داعش البقاء دائما في صورة مركزية ببقعة جغرافية محددة، وانما المراد العمل علي اعادة تدويره، بعد أن يأدي دوره في التدمير والتغيير الديموغرافي، ومن هنا جائت الحملة الامريكية للقضاء علي داعش، تمهيدًا لتفريغ ميادين القتال في العراق وسوريا منه، بعد تحقيق المكاسب السياسية المرجوة من وجودة واللعب علي جميع اوراق اللعبة، من دعم لفصائل علي حساب اخري (الاكراد) ومقايضة دولة شريكة في دعم الارهاب علي حساب خطوط أمنها القومي (تركيا)، ومن هذه الحالة المعقدة والنفوذ المتنامي لجميع الفاعلين من الدول وغير الدول في المنطقة، اصبح الميدان السوري مثلا اعقد ساحة حرب في التاريخ الحديث، وطُبِق حرفيا مفهوم الفوضي الخلاقة .. الفوضي التي تدفع في ديناميتها لتدمير حضارات الشرق جمعاء وابادة ورثتها الشرعيين من الشعوب المستهدفة.. نحو مشروعية عظمى تذهب لنظام عالمى قائم علي الوحدة.. وحدة النظام الاقتصادي والسياسي والديني.

.
بعد هزيمة داعش في معركتي الرمادي العرافية وتدمر السورية، فقد التنظيم أهم نقاط استراتيجية حاكمة .. وبدأت امبراطوريته النفطية تنحسر، ومن هنا بدأ تفتت التنظيم كمركز، بالتزامن مع بدء تحرير الموصل والرقة، اخر نقاط تمركز استراتيجي للتنظيم.. دفعت هذه الامور إلى الخطوة التالية في صناعة الارهاب المنظم.." تدويره، وأعادة نشره وتموضعه في منطقة جديدة، لممارسة السابق ذكره من تدمير وتغيير ديموغرافي". حسناً ما علاقة كل هذا بليبيا وتصريح الرئيس المصري؟ سأوافيك لاحقًا.

.
شريان التمدد والبقاء الرئيسي لتنظيم داعش واخواته، هو النفط، وقتما فقد النفط، عجزت مشايخ الخليج عن تمويله بصورة كاملة، وعجز المخططون الاستراتيجيون الغربيون عن تفعيل قدرته التدميرية القصوي.. ومن هنا جاء الاختيار علي ليبيا .. قاطرة النقط، والرقعة الجغرافية الشاسعة الغنية بالارهابيين ومحفزات الاقتتال القبلى وبالتالى الدفع لحالات عدم الاستقرار الممتد ليس بمنطقة شمال افريقيا فحسب، بل لسواحل اوروبا وعواصمها. الامر الذي يدفع بمزيد من الحرب، مزيد من المال، مزيد من التدمير، مزيد من تشكيل الحدود الرخوة والجوالة، والأهم تهديد أهم ركن في مواجهة الارهاب العابر للحدود، وأهم ركن في الخريطة الجيوبوليتيكية الجديدة .. مصر..
*لينك تقريري عن نفط داعش والاتجاه لليبيا:
تنبيهي في بوست من سنة ونص للتهديد القادم من ليبيا :

.

من 17 شهر بيتم تفريغ مقاتلى التنظيمات الارهابية من العراق وسوريا لايصالهم لبقع جغرافية جديدة كالقرن الافريقي ومسرح عملياته الرئيسي في الصومال..وليبيا قاطرة الارهاب الجديد بشمال افريقيا، عبر الترانزيت السوداني وارسالهم لمناطق سيطرة حكومة طرابلس والمليشيات الارهابية المنطوية تنظيميا داخل هيكلها الاجرامي.

.
اخبار سيناء؟ ايه؟ اقصد اخبار الهجمات الارهابية اللي بيشارك فيها عشرات الارهابيين ايه؟ .. اختفت صح؟ من بعد معركة الشيخ زويد الاخيرة2015 اللي انتصر فيها الجيش المصري وربط مقاتلي الارهابيين في جنازير دباباته ومدرعاته واوقع منهم نحو 200 قتيل ..بعد ما العيال اياها بتوع الثورات والحرية لميكو وبيكو والبغدادي كانوا تروس في مكنة الحرب النفسية اللي انطلقت وقتها وروجوا اخبار كاذبة عن هزيمة الجيش واسر عناصر منه .. من هذا الوقت ادرك تنظيم ولاية سيناء ان لا طاقة لها بالجيش المصري من حيث المواجهة المباشرة، واعتمدت علي المفخخات وعمليات القنص والعبوات الناسفة.. ودي تكتيكات بتعبر عن تضييق الخناق عليهم وشل قدرتهم الهجومية.. طب ايه الحل؟.. الحل هو نقل الصراع لاتجاهات استراتيجية حاكمة لتخفيف الضغط. طب ايه هي الاتجاهات الاستراتيجية دي؟

.
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، متمثلا في الصعيد المصري، الصعيد هو اقرب بيئة قبلية داخل وادي النيل مشابهة لبيئة سيناء.. بيئة تضاريسية صعبة وبها حواضن عظمى للتطرف والتعصب، ونقل الصراع للصعيد تطور غير مسبوق في الداخل المصري بيعبر عن شراسة المواجهة وذكاء التخطيط.. لاحظوا تحركات خدامة من خدم المخططين في تل ابيب والغرب، موزة .. زيارتها للسودان كانت تحمل العديد من الاشارات.. بعدها حصل تفجيرات الكنائس في طنطا واسكندرية .. الخلية اللي نفذت التفجيرات اغلب عناصرها ينتمون لاحدي محافظات الصعيد.. أي ان تنظيم داعش قد طل برأسه علي واحده من أصعب أقاليم مصر الحاضنة للتطرف والتعصب وجند هناك العديد من الخلايا اللي انطلقت لاعمال التفجير والتدمير..

*هنا في ورقتي العلمية لتفجيرات الكنائس والضربات للعناصر الارهابية قبل التفجيرات بوضح اساليب ودوافع الانتقال للصعيد بصورة أعمق:

الاتجاه الثاني لنقل الصراع هو الاتجاه الاستراتيجي الغربي، حدودنا مع ليبيا.. مبدئيا وقبل أي شئ الصورة رقم 1 دي خريطة السيطرة العسكرية في ليبيا، بص عليها قبل ما تكمل كلام عشان تفهم الوضع اكثر.

.
اللون الاحمر ده قوات حفتر، وصل للمرحلة دي بفضل الدعم المصري المباشر، وتوريده بآليات للحرب مكنته من مد ذراعه لاهم جبهة في الخريطة، جبهة الجنوب، اللي حصل فيها مجزرة قاعدة براك الشاطئ بعد زيارة رئيس اركان الجيش المصري بنغازي وحضوره حفل تخرج عسكري.. الرد علي الزيارة دي كانت بإرتكاب مجزرة قامت بيها القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الوطنيوقتلت ودبحت وحرقت 130جندي وضابط ليبي مع العديد من المدنيين، ودي قوة من الارهابيين المرتبطين بمصراته وسرايا الدفاع عن بنغازي، بعد المجزرة استعاد حفتر بدعم مصري مباشر القاعدة ووصل عملياتيا لقاعدة مهمة بعدها تعد منصة تطويق الغرب كله.. قاعدة تمنهنت. في الوقت ده كان باسم يوسف سعران علي الجيش المصري، وسط ملايين من جمهوره ووصف الجيش المصري بعصابات مسلحة ..وكان قطاع لا بأس به مشغول بحبس خالد علي وبيلعن ياحبة عيني في الدولة الظالمة اللي خايفه من مرشح محتمل للرئاسة .. الجيش المصري لحد الان لم يتورط في دعم جماعة ارهابية لتحقيق مكاسب لامنه القومي.. الجيش المصري للحظة دي بيعتمد علي جيش وطني .. ودي عقيدة مقاتل شريف .. بعكس تركيا .. المتورطه حتي الاعناق في دماء الالاف من الابرياء بدعمها للنصرة وداعش واخواتها..

.
اومال فين التهديد في ليبيا طالما دي خريطة السيطرة؟..
أولاً: بص للصورة رقم 2، ليبيا ميدان "الجيوب العسكرية"، بمعني، ابقي مسيطر علي مدينة، لكن ما عدا حي او شارعين فيها .. بيمثلوا جيب عسكري ضيق بيضم عناصر ارهابية شديدة الخطورة ومرتبطين ارتباط وثيق بأكثر من جهاز استخباراتي غربي واقليمي، يعني الاجهاز عليهم دفعة واحدة معناه مواجهة مؤذية مع رعاتهم .. مدينة درنة واحدة من هذه المدن.. ومن هنا تفهم ليه بتكون المدينة المستهدفة لصواريخ وقنابل نسور قواتنا الجوية، لانها بحكم محددات القرب الجغرافي، عناصرها الارهابية يديرون غالبية الهجمات الارهابية بالعمق المصري، والضربة في درنة اقوي من طرابلس .. لانها ضد اجهزة استخبارات دول وخدمهم.. هنا هتلاقوا العيال اياهم معدومي الدم والضمير والبصيرة.. بيسألوا، طب لما انتوا عارفين المعسكرات ليه ساكتين عليها؟ .. ما يعرفوش ان المعركة مع الارهاب الطلقة فيها بحساب وان اي ضربة مصرية جريئة تبعاتها علينا اضعاف واضعاف.. انت بتنتهز الوضع السياسي والظروف المواتية لجعل رد فعلك تجاه الهجمات الارهابية علي قد قدرتك علي الدرع وتقييمك لحالة الامن القومي لديك داخليا وخارجيا.. فيه ارهابي كبير في سوريا اسمه المحسيني ده يعد ضابط الارتباط السعودي بجبهات الفتح والنصرة وداعش احيانا.. ده بيكون في مرمي المقاتلات السورية والروسية ولا احد يجرؤ ع المساس به، لان قتله معناه قلب الطاولة ع الكل (تركيا السعودية).. خطب في حلب وكانت فوق منه حوامة عسكرية روسية .. ومفيش طلقة انضربت ..اوغاد مجيدة لا يدركون ذلك.

بعد حادثة المنيا الاخيرة اللي جدّ علي ادبيات الامن القومي المصري؟.. مصر سياسيا استغلت الحدث بعد ما انتظرت الظروف المواتية اقليميا لتفعيل دورها العسكري خارج حدودها، جيش بيقتص لمواطنين مسيحيين، من خلايا ارهابية متورطة ايضا في هجوم مانشستر، وتعهد الجيش بشن ضربات خارج حدود مصر لاي من معسكرات الدول، ظرف سياسي م الكتاب قدموا لينا كلاب الحرب ورعاتهم ومكنوش حاسبين اتساع دائرة امننا القومي العملياتي لتصل لهذا الحد.. طب الضرب تمت ازاي؟ .. هنا بوضح الضربات العسكرية من حيث التكتيك ودي صورة مقاربة للي بيتم حاليا:

نتيجة الضربة تدمير حصيلة 6 اشهر من تنسيق قوي اقليمية لتهديد مصر .. مخازن سلاح ومراكز قيادة وسيطرة.. الهدف الاكبر هو قطع التواصل بين درنة وخلاياها وبين مركزية التنظيم في الرقة ودعمه اللوجيستي في طرابلس .. طب ازاي الرئيس طلب من ترامب المساعدة؟ وايه الرسائل ورا الطلب ده؟ .. وايه المناطق المرشحة لضربات مصرية مماثلة؟.. وأمننا القومي هيتأثر بيها ازاي؟ ولحد امتي هيفضل يتم استهداف الاقباط؟ .. ده الجزء التاني من التقرير غدا .. وهيكون فيه جزء ثالث لتوضيح حصاد الضربات المصرية ومستقبل الشراكة مع روسيا في ليبيا لانها أهم تطور استراتيجي في المنطقة من بعد عمليات الروس في سوريا.. تابعوا .. وثقوا بالجيش المصري وقائده الاعلي .. إن نصر الله قريب

انا بقالي فترة ما بكتبش، نظرًا لانشغال كبير وضغوطات أكبر، لكنى مُتابع جيد لأغلب ما تمر به مصر وخاصة على صعيد الشأن العسكري والاستراتيجي والأمن القومي.. فيه احداث في الشهور اللي فاتت مرت عليكم سهواً، من غير ما تعرفوا انها تحمل ورائها الف رسالة ورسالة، وإن اللي بيحصل حاليا - من عمليات ارهابية خارج وداخل مصر - مجرد تبعات لها ..

.

الرسالة والقصة بدأت في سبتمبر من العام الماضى، لما الرئيس السيسي قالها صراحًة كده في اجتماع مجلس الأمن الدولى في نيويورك: " كل من يراهن على حسم عسكري يؤدى لغلبة فريق واحد في سوريا خاسر.. وكل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سوريا واهم”. ده كان من أخطر التصريحات اللي اتقالت في مشوار الدولة المصرية من يناير2011 لحد اللحظة دي، لان التصريح ده لا يعبر عن قناعة مترسخة فى شخص الرئيس السيسي، وانما يعبر عن موقف متأصل في جذور العسكرية والدولة المصرية، الموقف المتأصل لم تستطع ثورة مدروسة بعناية ووصول تنظيم ارهابي بعدها للحكم ان يغيراه.. بل بالعكس، الموقف المتأصل ده كان سبب في سرعة التخلص من الاخوان بعد اقامتهم مؤتمر ما يسمي "دعم الثورة السورية" ...ده كان بمثابة شهادة وفاة للاخوان في مصر واشارة لبدء القوات المسلحة نحو خطة موسعة للتأمين والتحديث الشامل للافرع الميدانية واستقدام اسحلة هجومية تمهيدًا للقادم. وهو ماظهر جليّا في صفقات التسليح التى تشهدوها جميعاً الان.

*لينك حديث الرئيس في مجلس الأمن:

.

خطورة التصريح السابق " كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سوريا واهم" لا تتمثل في كونه معادِ لاجندة الإخوان في المنطقة، بل كونه تحدِ واضح من الدولة المصرية لقوى اقليمية وعالمية ووكلائها من يقومون برعاية الارهاب من اول الشدة والافارول اللي بيلبسه الارهابى وصولا للاحزمة الناسفة اللي وصلت لساحات وشوارع اوروبا حاليا بكل الدعم الاستخباراتي واللوجيستي اللازم لاتمام العمليات الارهابية في النطاق الاقليمي او العالمي الغربي.

.
وده معناه بصورة أعمق أن مصر أصبحت عضو فاعل في تغيير الخريطة الجيوبوليتيكة ضد محور رعاة الارهاب في العالم.. بصورة مبسطة: " تقارب تاريخي من الاجندة الروسية في اغلب بؤر المعمورة، وده ما بيحلصش الا كل ستين سنة". وبناءا عليه تم الاتفاق مع الروس بعد تولي قائد الجيش المصري المشير السيسي زمام الامور، تم الاتفاق علي رفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لصيغة (2+2) اي ربط دائم بين وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين بمكاتب تنسيق شغالة علي مدار الساعة.

*لينك انطلاق مباحثات (2+2):
تنويه، روسيا لا تقيم هذا النوع من الشراكات الا مع عدد محدود من دول العالم.

.

تنظيم داعش واخواته، ممن يمثلون الجيل الحديث من الإرهاب المنظم، ما الغرض من وجودهم؟ هل اقامة خلافة؟ بالطبع لا.. اومال ايه الحكاية؟.. الغرض من نشأة هذا الجيل الشرس والذكي والمنظم من الارهاب هو الإجهاز علي ما تبقي من مراكز موازين القوي في الشرق الاوسط، "العراق + سوريا"، تمهيدًا لاحداث موجة تغيير ديموغرافي عنيفة، تضمن حالة ديناميكية من الصراع في المنطقة، تتيح للغرب المتقدم عسكريا وتقنيا من الدخول للمنطقة مرة أخري، وتقسيم التقسيم.. واصباغ حدود سايكس بيكو صفة " الرخوة والجوالة"..لجعل تل أبيب وصانعو القرار فيها يجلسون كل يوم في مكاتبهم لادارة اكبر قدر من هذه المعارك بأقل تكلفة وهم يشاهدون قلاع المدن العربية تُدَمر حجر حجر بواسطة كلاب الحرب من المتطرفين الاسلاميين وداعميهم من نشطاء وجمهور عريض مغفل من مضطربي الهوية القومية علي حساب الهوية الدينية والقبلية والعرقية.. وورائهم بالطبع اباطرة المال الغربيين وخدمهم من مشايخ الخليج، الذين يقتاتون علي اقتصاد الحروب وتكلفتها الباهظة.

*لينك دراستي عن تقسيم التقسيم وقصة الحدود الرخوة:

مرة اخري، ليس المراد لتنظيم داعش البقاء دائما في صورة مركزية ببقعة جغرافية محددة، وانما المراد العمل علي اعادة تدويره، بعد أن يأدي دوره في التدمير والتغيير الديموغرافي، ومن هنا جائت الحملة الامريكية للقضاء علي داعش، تمهيدًا لتفريغ ميادين القتال في العراق وسوريا منه، بعد تحقيق المكاسب السياسية المرجوة من وجودة واللعب علي جميع اوراق اللعبة، من دعم لفصائل علي حساب اخري (الاكراد) ومقايضة دولة شريكة في دعم الارهاب علي حساب خطوط أمنها القومي (تركيا)، ومن هذه الحالة المعقدة والنفوذ المتنامي لجميع الفاعلين من الدول وغير الدول في المنطقة، اصبح الميدان السوري مثلا اعقد ساحة حرب في التاريخ الحديث، وطُبِق حرفيا مفهوم الفوضي الخلاقة .. الفوضي التي تدفع في ديناميتها لتدمير حضارات الشرق جمعاء وابادة ورثتها الشرعيين من الشعوب المستهدفة.. نحو مشروعية عظمى تذهب لنظام عالمى قائم علي الوحدة.. وحدة النظام الاقتصادي والسياسي والديني.

.
بعد هزيمة داعش في معركتي الرمادي العرافية وتدمر السورية، فقد التنظيم أهم نقاط استراتيجية حاكمة .. وبدأت امبراطوريته النفطية تنحسر، ومن هنا بدأ تفتت التنظيم كمركز، بالتزامن مع بدء تحرير الموصل والرقة، اخر نقاط تمركز استراتيجي للتنظيم.. دفعت هذه الامور إلى الخطوة التالية في صناعة الارهاب المنظم.." تدويره، وأعادة نشره وتموضعه في منطقة جديدة، لممارسة السابق ذكره من تدمير وتغيير ديموغرافي". حسناً ما علاقة كل هذا بليبيا وتصريح الرئيس المصري؟ سأوافيك لاحقًا.

.
شريان التمدد والبقاء الرئيسي لتنظيم داعش واخواته، هو النفط، وقتما فقد النفط، عجزت مشايخ الخليج عن تمويله بصورة كاملة، وعجز المخططون الاستراتيجيون الغربيون عن تفعيل قدرته التدميرية القصوي.. ومن هنا جاء الاختيار علي ليبيا .. قاطرة النقط، والرقعة الجغرافية الشاسعة الغنية بالارهابيين ومحفزات الاقتتال القبلى وبالتالى الدفع لحالات عدم الاستقرار الممتد ليس بمنطقة شمال افريقيا فحسب، بل لسواحل اوروبا وعواصمها. الامر الذي يدفع بمزيد من الحرب، مزيد من المال، مزيد من التدمير، مزيد من تشكيل الحدود الرخوة والجوالة، والأهم تهديد أهم ركن في مواجهة الارهاب العابر للحدود، وأهم ركن في الخريطة الجيوبوليتيكية الجديدة .. مصر..
*لينك تقريري عن نفط داعش والاتجاه لليبيا:
تنبيهي في بوست من سنة ونص للتهديد القادم من ليبيا :

.

من 17 شهر بيتم تفريغ مقاتلى التنظيمات الارهابية من العراق وسوريا لايصالهم لبقع جغرافية جديدة كالقرن الافريقي ومسرح عملياته الرئيسي في الصومال..وليبيا قاطرة الارهاب الجديد بشمال افريقيا، عبر الترانزيت السوداني وارسالهم لمناطق سيطرة حكومة طرابلس والمليشيات الارهابية المنطوية تنظيميا داخل هيكلها الاجرامي.

.
اخبار سيناء؟ ايه؟ اقصد اخبار الهجمات الارهابية اللي بيشارك فيها عشرات الارهابيين ايه؟ .. اختفت صح؟ من بعد معركة الشيخ زويد الاخيرة2015 اللي انتصر فيها الجيش المصري وربط مقاتلي الارهابيين في جنازير دباباته ومدرعاته واوقع منهم نحو 200 قتيل ..بعد ما العيال اياها بتوع الثورات والحرية لميكو وبيكو والبغدادي كانوا تروس في مكنة الحرب النفسية اللي انطلقت وقتها وروجوا اخبار كاذبة عن هزيمة الجيش واسر عناصر منه .. من هذا الوقت ادرك تنظيم ولاية سيناء ان لا طاقة لها بالجيش المصري من حيث المواجهة المباشرة، واعتمدت علي المفخخات وعمليات القنص والعبوات الناسفة.. ودي تكتيكات بتعبر عن تضييق الخناق عليهم وشل قدرتهم الهجومية.. طب ايه الحل؟.. الحل هو نقل الصراع لاتجاهات استراتيجية حاكمة لتخفيف الضغط. طب ايه هي الاتجاهات الاستراتيجية دي؟

.
الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، متمثلا في الصعيد المصري، الصعيد هو اقرب بيئة قبلية داخل وادي النيل مشابهة لبيئة سيناء.. بيئة تضاريسية صعبة وبها حواضن عظمى للتطرف والتعصب، ونقل الصراع للصعيد تطور غير مسبوق في الداخل المصري بيعبر عن شراسة المواجهة وذكاء التخطيط.. لاحظوا تحركات خدامة من خدم المخططين في تل ابيب والغرب، موزة .. زيارتها للسودان كانت تحمل العديد من الاشارات.. بعدها حصل تفجيرات الكنائس في طنطا واسكندرية .. الخلية اللي نفذت التفجيرات اغلب عناصرها ينتمون لاحدي محافظات الصعيد.. أي ان تنظيم داعش قد طل برأسه علي واحده من أصعب أقاليم مصر الحاضنة للتطرف والتعصب وجند هناك العديد من الخلايا اللي انطلقت لاعمال التفجير والتدمير..

*هنا في ورقتي العلمية لتفجيرات الكنائس والضربات للعناصر الارهابية قبل التفجيرات بوضح اساليب ودوافع الانتقال للصعيد بصورة أعمق:

الاتجاه الثاني لنقل الصراع هو الاتجاه الاستراتيجي الغربي، حدودنا مع ليبيا.. مبدئيا وقبل أي شئ الصورة رقم 1 دي خريطة السيطرة العسكرية في ليبيا، بص عليها قبل ما تكمل كلام عشان تفهم الوضع اكثر.

.
اللون الاحمر ده قوات حفتر، وصل للمرحلة دي بفضل الدعم المصري المباشر، وتوريده بآليات للحرب مكنته من مد ذراعه لاهم جبهة في الخريطة، جبهة الجنوب، اللي حصل فيها مجزرة قاعدة براك الشاطئ بعد زيارة رئيس اركان الجيش المصري بنغازي وحضوره حفل تخرج عسكري.. الرد علي الزيارة دي كانت بإرتكاب مجزرة قامت بيها القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الوطنيوقتلت ودبحت وحرقت 130جندي وضابط ليبي مع العديد من المدنيين، ودي قوة من الارهابيين المرتبطين بمصراته وسرايا الدفاع عن بنغازي، بعد المجزرة استعاد حفتر بدعم مصري مباشر القاعدة ووصل عملياتيا لقاعدة مهمة بعدها تعد منصة تطويق الغرب كله.. قاعدة تمنهنت. في الوقت ده كان باسم يوسف سعران علي الجيش المصري، وسط ملايين من جمهوره ووصف الجيش المصري بعصابات مسلحة ..وكان قطاع لا بأس به مشغول بحبس خالد علي وبيلعن ياحبة عيني في الدولة الظالمة اللي خايفه من مرشح محتمل للرئاسة .. الجيش المصري لحد الان لم يتورط في دعم جماعة ارهابية لتحقيق مكاسب لامنه القومي.. الجيش المصري للحظة دي بيعتمد علي جيش وطني .. ودي عقيدة مقاتل شريف .. بعكس تركيا .. المتورطه حتي الاعناق في دماء الالاف من الابرياء بدعمها للنصرة وداعش واخواتها..

.
اومال فين التهديد في ليبيا طالما دي خريطة السيطرة؟..
أولاً: بص للصورة رقم 2، ليبيا ميدان "الجيوب العسكرية"، بمعني، ابقي مسيطر علي مدينة، لكن ما عدا حي او شارعين فيها .. بيمثلوا جيب عسكري ضيق بيضم عناصر ارهابية شديدة الخطورة ومرتبطين ارتباط وثيق بأكثر من جهاز استخباراتي غربي واقليمي، يعني الاجهاز عليهم دفعة واحدة معناه مواجهة مؤذية مع رعاتهم .. مدينة درنة واحدة من هذه المدن.. ومن هنا تفهم ليه بتكون المدينة المستهدفة لصواريخ وقنابل نسور قواتنا الجوية، لانها بحكم محددات القرب الجغرافي، عناصرها الارهابية يديرون غالبية الهجمات الارهابية بالعمق المصري، والضربة في درنة اقوي من طرابلس .. لانها ضد اجهزة استخبارات دول وخدمهم.. هنا هتلاقوا العيال اياهم معدومي الدم والضمير والبصيرة.. بيسألوا، طب لما انتوا عارفين المعسكرات ليه ساكتين عليها؟ .. ما يعرفوش ان المعركة مع الارهاب الطلقة فيها بحساب وان اي ضربة مصرية جريئة تبعاتها علينا اضعاف واضعاف.. انت بتنتهز الوضع السياسي والظروف المواتية لجعل رد فعلك تجاه الهجمات الارهابية علي قد قدرتك علي الدرع وتقييمك لحالة الامن القومي لديك داخليا وخارجيا.. فيه ارهابي كبير في سوريا اسمه المحسيني ده يعد ضابط الارتباط السعودي بجبهات الفتح والنصرة وداعش احيانا.. ده بيكون في مرمي المقاتلات السورية والروسية ولا احد يجرؤ ع المساس به، لان قتله معناه قلب الطاولة ع الكل (تركيا السعودية).. خطب في حلب وكانت فوق منه حوامة عسكرية روسية .. ومفيش طلقة انضربت ..اوغاد مجيدة لا يدركون ذلك.

بعد حادثة المنيا الاخيرة اللي جدّ علي ادبيات الامن القومي المصري؟.. مصر سياسيا استغلت الحدث بعد ما انتظرت الظروف المواتية اقليميا لتفعيل دورها العسكري خارج حدودها، جيش بيقتص لمواطنين مسيحيين، من خلايا ارهابية متورطة ايضا في هجوم مانشستر، وتعهد الجيش بشن ضربات خارج حدود مصر لاي من معسكرات الدول، ظرف سياسي م الكتاب قدموا لينا كلاب الحرب ورعاتهم ومكنوش حاسبين اتساع دائرة امننا القومي العملياتي لتصل لهذا الحد.. طب الضرب تمت ازاي؟ .. هنا بوضح الضربات العسكرية من حيث التكتيك ودي صورة مقاربة للي بيتم حاليا:

نتيجة الضربة تدمير حصيلة 6 اشهر من تنسيق قوي اقليمية لتهديد مصر .. مخازن سلاح ومراكز قيادة وسيطرة.. الهدف الاكبر هو قطع التواصل بين درنة وخلاياها وبين مركزية التنظيم في الرقة ودعمه اللوجيستي في طرابلس .. طب ازاي الرئيس طلب من ترامب المساعدة؟ وايه الرسائل ورا الطلب ده؟ .. وايه المناطق المرشحة لضربات مصرية مماثلة؟.. وأمننا القومي هيتأثر بيها ازاي؟ ولحد امتي هيفضل يتم استهداف الاقباط؟ .. ده الجزء التاني من التقرير غدا .. وهيكون فيه جزء ثالث لتوضيح حصاد الضربات المصرية ومستقبل الشراكة مع روسيا في ليبيا لانها أهم تطور استراتيجي في المنطقة من بعد عمليات الروس في سوريا.. تابعوا .. وثقوا بالجيش المصري وقائده الاعلي .. إن نصر الله قريب
 
عودة
أعلى