تاريخ اليونان الموجز

Balerion

عضو مميز
إنضم
30 سبتمبر 2016
المشاركات
865
التفاعل
1,669 2 0
الدولة
Saudi Arabia
تاريخ اليونان

عرفت شواطئ بحر إيجة بظهور أولى الحضارات في الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وعرفت أولى الحضارتين باسم المينوية والميسينية. تلت الفترة الأولى، عصر مظلم استمر حتى حوالي 800 قبل الميلاد. عرفت البلاد عهداً جديداً مع ظهور الحضارة اليُونانية. كانت بلاد اليُونان عبارة عن تجمع من المدن المستقلة وهي أسبرطة العسكرية وأثينا المدنيٌة والديمقراطية وغيرهما من المدن، قامت هذه المدن بإنشاء مستعمرات تجارية على طول البحر الأبيض المتوسط، كما قاومت محاولات توسع الفرس في المنطقة، وانقذت أوروبا من غزاة أباطرة الفرس خصوصا في معركة ماراثون البرية ومعركة سالاميس البحرية عام 480 ق م. شكلت ثقافة هذه المنطقة المنبع الرئيس للحضارة الهيلينية، انتشرت هذه الحضارة في أرجاء واسعة من العالم بعد قيام إمبراطورية الإسكندر الأكبر الـمقدوني وبعد وفاته قسمت امبراطوريته بين اتباعه فيما يعرف بالعصر الهيلينستي وحكم الانتيبتريون اليونان بداية بكساندر لكنها لم تلبث طويلاً حتى استولى عليها الانتيغونيين وهم يونانيون ايضاً وحكموها حتى ضمها الرومان عسكرياً لنفوذهم عام 146 قبل الميلاد خلال حرب الأخيون بعد معركة كورنيث واستمرت اليونان تحت حكم الرومان وعندما انقسمت الأمبراطورية الرومانية عام 395 تبعت اليونان القسم الشرقي منها والمعروف بألامبراطورية البيزنطية والتي لبثت طويلاً على عكس جارتها الغربية التي انهارت عام 476 للميلاد بعد احتلال ونهب وتخريب شعوب الوندال بقيادة جايزريك لروما وسبيه لملكتها ليسانيا يوداكسيا عام 455 للميلاد بعدها سيطر الأتراك العثمانيون على اليُونان في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ومُقسمة إلى دويلات صغيرة. واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ومنح العثمانيون اليُونانيين النصارى حرية العبادة، بالإضافة إلى منحهم الحكم الذاتي المحلي
قَويت رغبة اليُونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم. وازدادت طبقة التجار عدداً وثراءً فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوّروا أسطولاً تجارياً ضخماً، وبنوا عدداً كبيرًا من المدارس، وتعلّّم كثير من اليُونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدّت إلى قيام الثورة اليُونانية بدأت حرب الاستقلال اليُونانيّة عام 1821م، وتغلب اليُونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليُونان. وفي عام 1825م، وبمساعدة الأسطول المصري اقتحم الأتراك اليُونان من الشمال، وأعادوا احتلال المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة
وفي عام 1827م اتفقت فرنسا وروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول الجزائري والتركي والمصري في معركة نافارينو، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس. وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليُونان دولة مستقلة عام 1829م
عُقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا باليُونان دولة مُستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة
وبلغ سكان المملكة اليُونانية الجديدة نحو 800,000 نسمة، وكانت أراضيها نصف مساحة اليُونان الحالية. وكان يوجد نحو ثلاثة ملايين يُوناني في الأراضي التي ظلت بيد الأتراك و200,000 يوناني في الجزر الواقعة تحت السيطرة البريطانية وأصبح ضمّ تلك المناطق لليُونان الهدف الكبير لليُونانيين
أصبح أول ملك لليُونان في عام 1832م. ونظرًا لعدم وجود دستور بالبلاد تمتّع الملك ومستشاروه بسلطة غير محدودة، ولم يوجد نفوذ للشعب أو للأفراد أو القادة على الحكومة. وفي عام 1843م قامت ثورة سلمية، وأجبر الملك على قبول الدستور. وبذلك أصبحت اليُونان دولة ملكية دستورية في عام 1844م. وأجبرت ثورة 1862م أوتو على التخلي عن العرش، وعُين مكانه الأمير جورج الأول عام 1863م منح اليُونانيّين بعدها حرية أكثر من أوتو، فصدر في عام 1864م تشريع جديد حدّد سلطة الملك، وأعطى سلطة أكبر للبرلمان. وفي العام نفسه، أعادت بريطانيا الجزر الأيونية لليُونان، وبالمقابل وعد جورج بعدم تشجيع اليُونانيّين على الثورة ضد الأتراك حصلت اليُونان على إقليم ثيسالي ومنطقة أرتا جنوبي إبيروس من الدولة العثمانية عام 1881م. وفي عام 1897م، وخلال ثورة كريت ضد الأتراك، اشتعلت حرب بين اليُونان والدولة العثمانية. وبعد خسارة اليونان للحرب، نظمت الدُّول الأوروبية اتفاق سلام منحت بموجبه كريت حكمًا ذاتياً في عام 1898م قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة بثورة سلمية عام 1909م، تزعمها إليفثيريوس فينيزيلوس، الذي وافق البرلمان على تنصيبه رئيسًا للوزراء عام 1910م. وقام فنيزلوس بإجراء تغييرات كبيرة في الاقتصاد والقوات المسلحة والخدمة المدنية في اليونان، وظل رئيسًا للوزراء حتى عام 1933م. وفي عام 1913م قُتل الملك جورج، وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الأول ثم بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وطالب فنيزلوس بمحاربة ألمانيا مع دول التحالف، ولكن الملك قسطنطين جعل اليُونان محايدة، فأنشأ فنيزلوس حركة ثورية دعمها الحلفاء، الذين أقاموا قواعد عسكرية لهم في سالونيك لمهاجمة بلغاريا. وفي عام 1917م أُجبِر الملك قسطنطين على التخليّ عن العرش لابنه ألكسندر الأول، ودخلت اليُونان الحرب بجانب الحلفاء في 2 يوليو 1917م. وفي سبتمبر 1918م، تحرّك جيش الحلفاء شمالاً، وهزم البلغاريين الذين وقَّعوا معاهدة الاستسلام في سالونيك، وانتهت الحرب في 11 نوفمبر
أعطت معاهدة السلام التي تلت الحرب العالمية الأولى اليُونانيين الأراضي التي حلموا بها، فحصلت من الأتراك على منطقة شرق تراقيا، وبعض الجزر الإيجية، وسيطرت مؤقتًا على إقليم أزمير، وحصلت اليُونان من بلغاريا على منطقة غربي إقليم تراقيا توفي الملك ألكسندر عام 1920م، وعاد قسطنطين الأول للعرش، وفي عام 1921م جدَّد قسطنطين الحرب ضد الأتراك، وكانت النتيجة هزيمة ساحقة لليُونانيّين عام 1922م، أدت إلى قيام ثورة عسكرية أجبرت قسطنطين على التخليّ عن العرش، وخلفه ابنه جورج الثاني. وانهارت الدولة العثمانية بثورة عام 1922م، وأعلنت الجمهورية التركية في السنة التالية
وفي عام 1923م نالت اليُونان بموجب معاهدة لوزان الأراضي التركية التي استولت عليها بعد الحرب العالمية الأولى. وأوصت المعاهدة بإنهاء الخلاف بين تركيا واليُونان، وتطَّلب ذلك تهجير 1,250,000 يُونانيّ من تركيا، و400,000 تركي من اليُونان. وبعد الهجرة اليُونانيّة الكبيرة بقي بعض اليُونانيّين تحت السيطرة الأجنبية في شمالي أبيروس في ألبانيا، وفي قبرص التي كانت واقعة تحت سيطرة بريطانيا، وفي جزر دوديكانيز التي كانت واقعة تحت السيطرة الإيطالية أدت ثورة عام 1923م إلى تنحية جورج الثاني عن العرش، وفي السنة التالية أُعلنت اليُونان جمهورية. واستمرت الجمهورية حتى عام 1935م، حيث انقسم الشعب اليُونانيّ ما بين مؤيد لها ومؤيد لرجوع الملك، وضَعُف الاقتصاد اليُونانيّ، لعدم مواكبته للنمو السكاني المرتفع، بسبب زيادة عدد المهاجرين من تركيا، وارتفاع معدّل المواليد
عادت الملكية لليُونان على إثر انتخابات عام 1933م، وفشلت ثورتان للجمهوريين في عامي 1933م و1935م، وأعادت الحكومة جورج الثاني إلى العرش عام 1935م. وفي انتخابات 1936م، كادت مقاعد الجمهوريين تتساوى مع مقاعد الملكيين، وبذلك أصبح تحقيق التوازن بيد الشيوعيين، الذين حصلوا على 15 مقعدًا من أصل 300 مقعد في البرلمان. ونتيجة لذلك سمح الملك جورج للجنرال جونس ميتاكساس بتكوين حكومة عسكرية استبدادية. وحل الملك البرلمان في 4 أغسطس 1936م، ولم يُعلن تاريخًا لإجراء انتخابات جديدة. واستمرت دكتاتورية ميتاكساس حتى موته عام 1941م
وبأندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م، وأعلنت اليُونان حيادها. وفي 28 أكتوبر 1940م، هاجمت إيطاليا اليُونان، فدحرها اليُونانيّون إلى داخل ألبانيا. وبمساعدة ألمانيا للجيش الإيطالي هُزمت اليُونان في 6 أبريل 1941م، فاحتل الألمان وحلفاؤهم اليُونان، ودمروا اقتصادها. وأنشأ اليُونانيّون حركات مقاومة سرية، كانت الأفضل على مستوى أوروبا وبدأ الألمان الانسحاب من اليُونان عام 1944م، حيث دخلتها القوات البريطانية في أكتوبر. واندلعت الحرب الأهلية في أثينا في ديسمبر، ودامت حتى عام 1945م. وقد انتهت الحرب العالمية الثانية في مايو 1945م، وكانت اليُونان من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة أُجريت الانتخابات في مارس 1946م، وتكونت حكومة ملكية، وعاد جورج الثاني إلى العرش في سبتمبر. وفي نهاية عام 1946م حدث تمرد شيوعي ضد الحكومة، سبَّب اندلاع حرب أهلية استمرت حتى عام 1949م. وانهزم المتمردون بسبب المساعدات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تلقتها اليُونان من الولايات المتحدة الأمريكية. وتوفي الملك جورج عام 1947م وخلفه على العرش أخوه بول الأول. وفي العام نفسه استعادت اليُونان جزر دوديكانس بعد إبرام معاهدة سلام مع إيطاليا وساد في الخمسينيات استقرار سياسي ونمو اقتصادي، وانضمت اليُونان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952م. وفي عام 1953م سُمح للولايات المتحدة بإنشاء قواعد عسكرية في اليُونان وحدثت أزمة بين اليُونان وتركيا بسبب جزيرة قبرص، حيث طالب اليُونانيّون القبارصة بالانضمام إلى اليُونان، ونظموا حركة ثورية دعمتها الحكومة اليُونانيّة. وواجه ذلك معارضة من بريطانيا وتركيا. وتم الاتفاق بين اليُونان وتركيا وبريطانيا على منح قبرص استقلالها عام 1960م في عام 1952م صدر قانون يعطي المرأة حق الانتخاب، وشَغْل مناصب سياسية في اليُونان. وفي خمسينيات القرن العشرين، في عهد كارمانليس، حدث تطور كبير في الاقتصاد اليُونانيّ بسبب المساعدات من الولايات المتحدة. واستقال كارمانليس في عام 1963م ثم أصبح جورج باباندريو من حزب الاتحاد المركزي رئيسًا للوزراء في نوفمبر عام 1963م. وتوفي الملك بول عام 1964م وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الثاني، ثم وَقَعت مجابهة بين قسطنطين وباباندريو على سلطة الملك السياسية والسيطرة على الجيش، وقام قسطنطين بعزل باباندريو في 1965م، مما أضعف الحكومة. وللوصول إلى استقرار في الحكومة، تم حل البرلمان في 14 أبريل 1967م، ولم تُجْرَ انتخابات، رغم تحديد 28 مايو موعداً لها وفي 21 أبريل 1967م حاصر الجيش قصر الملك، ومكاتب الحكومة، والزعماء، ومحطة الإذاعة. وشكلت لجنة مكونة من ثلاثة عسكريين حكومة مستبدة. وقد تكونت اللجنة من الكولونيل جورج بابا دوبولوس قائداً، والعميد ستيليانس باتاكوس، والكولونيل نكولوس ماكريزوس. وقامت اللجنة بتقييد الحريات، ومنع أي نشاط سياسي، وأجرت اعتقالات واسعة، وفرضت رقابة شديدة على الصحف، وألغت مئات المنظمات الخاصة التي لم تؤيّدها وبقي قسطنطين ملكاً بدون سلطة، فحاول في 13 ديسمبر 1967م عزل اللجنة العسكرية، ولكنه فشل، فهرب مع عائلته إلى إيطاليا. وعيَّنت اللجنة وصياً على العرش مكان الملك، وأعلن بابادوبولوس نفسه رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع. وللحصول على تأييد الشعب، قام بإطلاق سراح السجناء، عدا 200 سجين أغلبهم من الشيوعيين، وقلل الرقابة على الصحافة، وألغى ديون الفلاحين للبنوك. وفي عام 1968 أعلن عن دستور جديد أعطى سلطة أكبر لرئيس الوزراء، وعلق حرية الصحافة والانتخابات النيابية، وكثيراَ من الحقوق الفردية إعادة الديمقراطية. فشل انقلاب قام به ضباط من الجيش في مايو 1973م، واتُّهمت حكومة الملك قسطنطين بتدبير الانقلاب. وفي يونيو 1973م أعلن بابادوبولس نهاية الملكية وبداية عهد الجمهورية، وأصبح رئيسًا لليُونان في أغسطس، وبدأ يحضّر للانتخابات البرلمانية. وفي 25 نوفمبر قامت مجموعة عسكرية بانقلاب، فعُزلت الحكومة وعُين الفريق فيدون جيزكس رئيسًا
تجدَّد النزاع بين تركيا واليُونان على قبرص عام 1974م، وتم الاتفاق على هدنة؛ لمنع توسع الحرب بين الدولتين، فأثر ذلك في الحكومة، وأدّى إلى انهيارها، فاستدعى القادة العسكريون قسطنطين كارمانليس، ليصبح رئيساً للوزراء في 24 يوليو 1974م
وفي نوفمبر، أُجريت أول انتخابات منذ عشر سنوات، وفاز فيها حزب الديمقراطية الجديد بزعامة كارمانليس. وفي ديسمبر، اقترع الشعب لجعل الدولة جمهورية، ووضع دستور جديد للدولة عام 1975م. وفي انتخابات 1977م فاز حزب الديمقراطية الجديد. وفي عام 1980م استقال كارمانليس، وخلفه جورج راليس رئيساً للوزراء. وانتخب كارمانليس رئيساً مرة أخرى عام 1990م. وفي عام 1981م أصبحت اليُونان عضواً في
المجموعة الأوروبية (الآن الاتحاد الأوروبي) في انتخابات 1981م سيطر حزب الحركة الاشتراكية اليُونانيّة على البرلمان، فتشكلت أول حكومة اشتراكية في اليُونان، وأصبح زعيم الحزب أندرياس باباندريو ابن رئيس الوزراء السابق جورج باباندريو رئيسًا للوزراء. ووسَّعت الحكومة برامج الرعاية الاجتماعية، وزادت الدخل الفرديّ، وخططت لتخفيف التضخُّم والبطالة. وكسب الحزب الانتخابات مرّةً أُخرى في عام 1985م، وبقي باباندريو رئيساً للوزراء لفترة ثانية. وخسر حزب الحركة الاشتراكية الانتخابات في عام 1989م، وتشكلت حكومة ائتلافية ضعيفة، ما لبثت أن انهارت في بداية 1990م. وفاز حزب الديمقراطية الجديد في انتخابات نيسان 1990م، وأصبح قسطنطين متسوتاكس رئيساً للوزراء. وعاد حزب باباندريو للحكم إثر انتخابات عام1994م. وفي يناير 1996م، قدم باباندريو إستقالته إثر إصابته بمرض عضال وانتخب ممثلو حزب الحركة الاشتراكية اليُونانية في البرلمان وزير الصناعة الأسبق كوستاس سميتس خليفة له. وفي يونيو 1996م، رحل باباندريو وأقيم عليه حداد رسمي. وفي أكتوبر فاز حزب الحركة الاشتراكية اليُونانية في الانتخابات، وظل سميتس رئيساً للوزراء.



منقول بعد تعديل وتدقيق من ويكيبيديا
 
عودة
أعلى