معركة البقاع الجوية بين سورية واسرائيل 1982 وتدمير بطاريات سام والخداع والتشويش

لادئاني

مراسلين المنتدى
إنضم
28 مارس 2013
المشاركات
25,052
التفاعل
30,391 0 0

رواية الطيار المنشق العميد (م.ز) عن المعركة الجوية السورية الاسرائيلية 1982
====

الموضوع شهادة للعميد طيار م.ز. من سلاح الجو السوري

مقدمة:

كانت إسرائيل تفكر بغزو لبنان منذ العام 1981 , وكانت تهدف إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وإخراج الجيش السوري من لبنان ثم المساعدة في تنصيب حلفائها على سدة الحكم في لبنان تمهيدا لفرض إتفاقية سلام على لبنان.

كانت إسرائيل تكمل إستعداداتها التي وصلت للصحافة العالمية , وكان ينقصها الحجة فقط.

في 3-حزيران-1982 تعرض السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف لمحاولة إغتيال أصيب فيها بجروح , وقد كانت المنظمة التي نفذت عملية إغتياله هي منظمة أبو نضال وهي منشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية وبينهما عداوة شديدة , ولكن إسرائيل إستعملت الموضوع كحجة للغزو والإدعاء بان منظمة التحرير خرقت وقف سابقا لإطلاق النار منذ العام 1981 .

قام الطيران الإسرائيلي في 4-حزيران-1982 بقصف بيروت الغربية وجنوب لبنان موقعا عشرات الضحايا , فرد الفدائيون الفلسطينيون بإطلاق صواريخهم الميدانية القصيرة المدى على شمال الكيان الصهيوني فقتلو إسرائيليا وجرحو أكثر من 10 آخرين.

كانت هذه الفرصة لمناحيم بيجن وأرييل شارون حتى يقوما بإرسال الطيران لقصف موسع على المخيمات الفلسطينية في لبنان من البر والبحر والجو.

وفي 6-حزيران-1982 بدأ الغزو البري وإخترق الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية , وجرت معارك طاحنة مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيا اللبنانية الحليفة لها.

بقي الجيش السوري في الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الحياد ولم يكن حافظ الأسد يرغب في خوض المعركة , وإقتصر النشاط العسكري السوري أثناء الأيام من 6 إلى 8 حزيران على إرسال بعض الطائرات لخوض بعض الإشتباكات الصغيرة مع الطيران الإسرائيلي , وكان حافظ يحاول تحدي تفوق إسرائيل الجوي فوق لبنان منذ العام 1979 ويرسل أحيانا بعض الطائرات لإعتراض بعض من الغارات الإسرائيلية الكثيرة على مواقع الفدائيين الفلسطينيين أو عمليات الإستطلاع الجوي الإسرائيلية بطائرات الـ RF-4E (و هي نسخة الإستطلاع من الفانتوم) فوق لبنان لكسب أرصدة سياسية , وجرت أكثر من 10 معارك جوية في تلك السنوات الثلاثة كان آخرها معركتين في أواخر شهري نيسان وأيار عام 1982 , وسقطت العديد من الطائرات السورية (معظمها من طراز ميج 21) فوق لبنان في المعارك مع طائرات الإف 15 والإف 16 الموجهة من قبل طائرة الإنذار المبكر E-2C Hawkeye والتي كانت تقوم بدور الحماية للطائرات الإسرائيلية الأخرى التي تقوم بالقصف أو الإستطلاع.

وجرت بضعة معارك جوية في الأيام ما بين 6 إلى 8 حزيران خسرنا فيها 3 طائرات إعتراضية من نوع ميج 21 و3 طائرات إعتراضية أخرى من نوع ميج 23 في إشتباكات مع طائرات الإف 15 والإف 16 الإسرائيلية , وفي المقابل أسقطت طائرة ميج 23 طائرة إستطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع BQM-34 Firebee.


كان بيجن وشارون ينتظران حسم المعارك في جنوبي لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل خوض القتال مع الجيش السوري والذي كان بدوره يتطلب تحقيق السيطرة الجوية الكاملة على سماء المعركة.


كان لسوريا قبل الحرب 16 بطارية صواريخ سام 6 منصوبة في سهل البقاع (خلافا لإدعاءات أخرى لم يكن هناك صواريخ سام 2 و سام 3) تم إدخالها في سهل البقاع عام 1981 وقد راهنت القيادة السورية على حركيتها وصغرها ورأت أنها ستكون بذلك أكثر مناعة ضد القصف الجوي (رغم أنها وضعتها في مواقع ثابتة) بينما كان من الأفضل دعمها ببطاريات سام 3 على الأقل بعد تحصينها في خراسانات (رغم أن سام 6 أكثر تطورا ولكن سام 3 أبعد مدى إضافة إلى أن تحصينه ضمن خراسانات مسلحة سيخفف من الأضرار) اضافة لذلك فقد كانت تلك البطاريات معزولة عن شبكة الدفاع الجوي السوري الرئيسية المكلفة بحماية سوريا ولم يتم ادخال أي محطات للحرب الالكترونية معها.



SAM6.jpg

سام-6 سوري في وادي البقاع على طريق بيروت دمشق الدولي


قرر العدو الصهيوني تدمير تلك البطاريات للحصول على السيادة الجوية وكان طول تلك السنة التي سبقت الحرب يقوم باستطلاعها بشكل دوري بالطائرات المسيرة دون طيار (سكوت) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي و(ماستيف) التابعة للجيش الإسرائيلي اضافة للطائرات RF-4E الاستطلاعية (وهي الطراز الاستطلاعي من الفانتوم).


SCOUT.jpg

الطائرة الإستطلاعية من طراز سكوت التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي

MATSIV.jpg

الطائرة الإستطلاعية من طراز ماستيف التابعة للجيش الإسرائيلي

في يوم 8 -6-1982 وقع اشتباك بري صغير بين القوات السورية والاسرائيلية في منطقة جزين نتيجة كون القوات الإسرائيلية قد إقتربت كثيرا من موقع سوري هناك فاضطرت القوة في الموقع للاشتباك معها.

في الليل دفعت القيادة السورية بعض التعزيزات للقوات في البقاع كما أرسلت 3 بطاريات سام 6 إضافية (صار العدد بذلك 19 بطارية) ولكن مع ذلك فقد بقي هناك استرخاء في حالة التأهب لأن القيادة السورية كانت قد صدقت أن الجيش الاسرائيلي سيواجه منظمة التحرير الفلسطينية فقط ولن يتجاوز مسافة ال 40 كلم عن الحدود اللبنانية كحزام آمن (وفق ما كانت تعلن اسرائيل) حتى أن حافظ الأسد صدق كلام بيجن في نفس يوم معركة جزين بجنوب لبنان حين وجه إليه خطابا عبر الكنيست يدعوه فيها أن يأمر جيشه بان لا يتعرض للجيش الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي بدوره لن يقوم بمهاجمة الجيش السوري ويكرر أن هدفه فقط الوصول لمسافة 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية لمنع صواريخ منظمة التحرير من إصابة شمال الكيان الصهيوني (لذلك فعلى ما يبدو فإن إرسال التعزيزات –والتي لم تكن أصلا بالمؤثرة في المعركة البرية- كان من باب ردع الكيان الصهيوني عن المواجهة ولكن حافظ كان مطمئنا لعدم نية اسرائيل في محاربته ولذلك لم تكن القوات السورية في وضع الجاهزية القصوى في سهل البقاع باستثناء القوات البرية الموجودة على الخط الأمامي فقط).


لكن كانت اسرائيل تفكر بشكل مختلف فقد كانت ومنذ لحظة ادخال الصواريخ السورية عام 81 وقد أعدت الخطط لتدميرها وقامت باستطلاعها طوال سنة كما ذكرنا.


اضافة الى ذلك فقد كانت القوات الإسرائيلية قد إحتلت خلال مواجهاتها مع منظمة التحرير في الفلسطينية في الأيام من 6 إلى 8 حزيران مناطق مرتفعة في جبل لبنان (في جبل الباروك ونواحيه) تطل على مواقع الدفاع الجوي السورية في سهل البقاع وأقامت لها مراصد ونصبت منصات متحركة لصواريخ أرض-أرض موجهة راكبة للإشعاع (وهي صواريخ Keres AGM-78 Standard ARM وهي نسخة إسرائيلية عن صواريخ جو-أرض من نوع ستاندارد آرم معدلة وقد عدلتها إسرائيل بحيث تنطلق من شاحنات M809 تحمل كل واحدة 3 صواريخ ) , كما نصبت مدفعية ثقيلة 155 ملم مزودة بقذائف كوبرهيد موجهة بالليزر.

KIRIS.jpg

كيريس ، النسخة الأرضية من الصواريخ الراكبة للإشعاع من طراز ستاندارد

في يوم 9 حزيران اقتربت قوة اسرائيلية برية من تشكيل سوري في عين زحلتا جنوب طريق دمشق بيروت وقد حبست القوات السورية النيران في البداية بناء على التوجيهات بعدم الإشتباك مع القوات الإسرائيلية ولكن حين إستمرت القوات الإسرائيلية بالإقتراب إضطرت القوات السورية لفتح النار عليها في تلك المنطقة وحدثت مواجهة بينهما إثر ذلك وكانت تلك الحجة التي يريدها شارون.




 

عملية تدمير بطاريات الصواريخ:
==============

بعد المواجهة في عين زحلتا تلقت القوات الإسرائيلية الأوامر ببدأ عملية (كريكيت 19) والتي تهدف لتدمير بطاريات الصواريخ السورية.


قبل العملية حلقت فوق سماء سهل البقاع طائرات الاستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) المزودة بكاميرات ووصلات بيانات حديثة لاعطاء صورة كاملة للمعركة ورصد مواقع الدفاع الجوي السورية في البقاع كما تحمل تلك الطائرات أجهزة لإضاءة الأهداف بالليزر لتوجيه القذائف.


في نفس الوقت حلقت فوق جبل لبنان مروحيات CH-53 سيكورسكي وهي مروحيات أعمال إلكترونية مساندة (ESM) وكانت مهمتها هي الإستخبارات الإلكترونية (ELINT\SIGINT) وتقوم بعملية مسح لموجات الرادار والإتصالات اللاسلكية لمعرفة تردداتها , كما حلقت أيضا طائرات IAI 202 Arava وهي طائرات حرب إلكترونية (ECM) مصممة لتشويش الإتصالات اللاسلكية.


بينما حلقت في الإنتظار فوق البحر وعلى طول الساحل اللبناني أكثر من 210 طائرات اسرائيلية (منها حوالي 110 طائرات فانتوم وكفير منها 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ جو-أرض راكبة للإشعاع بينما ال 90 طائرة الباقية كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل وصواريخ جو-أرض أخرى إضافة ل 100 طائرة إف 15 وإف 16 مجهزة للمعارك الجوية) وعلى نفس الخط حلقت ولكن على إرتفاع عالي طائرة E-2C Hawkeye (وهي طائرة للإنذار الإستراتيجي المبكر والقيادة والسيطرة) وكانت تلك الطائرة هي التي تقود العملية وتتصل مباشرة بقائد سلاح الجو الإسرائيلي وحلقت أيضا طائرة حرب إلكترونية (ECM) من طراز بوينغ 707 وهي تحمل أجهزة ذات طاقة عالية جدا للتشويش على أجهزة الرادار.


بعد أن إتخذت القوات الجوية الإسرائيلية مواضعها المبينة بدأت العملية بإطلاق طائرات من دون طيار من طراز (سامسون) وهي طائرات لا تستعاد (أي مصممة لطلعة جوية واحدة) وتعمل كأهداف وهمية وهي مجهزة بعواكس ركنية يجعلها تظهر على شاشة الرادار ببصمة طائرة فانتوم كما هي مجهزة أيضا بمستودعات لإطلاق الرقاقات المعدنية.

SAMSON.jpg

الصاروخ الخداعي Decoy من طراز سامسون**

وقد تجمعت العشرات من تلك الطائرات على حافة المدى المجدي للصواريخ السورية وقامت بالإقتراب من البطاريات بشكل يحاكي تشكيلات هجومية تقوم بغارة جوية كما بدأت بإطلاق الرقاقات المعدنية بشكل مكثف لعمل منطقة إعاقة سلبية واسعة في سماء البقاع وعند ذلك قامت الدفاعات الجوية السورية بتشغيل أجهزة الرادار الخاصة بالإشتباك (أو المخصصة لل lock on) بطاقة عالية وتم إطلاق بضعة صواريخ سام على طائرات السامسون.


في ذلك الوقت كانت مروحيات CH-53 سيكورسكي للإستخبارات الإلكترونية ترصد موجات الرادار السورية وتقوم بتحليلها لمعرفة تردداتها وزيادة التحديد الدقيق لمواقع البطاريات بالتعاون مع طائرة ال E-2C Hawkeye وتم إرسال الترددات الخاصة برادرات الإشتباك (أو المخصصة لل lock on) والترددات الخاصة برادارات البحث (أو المخصصة لل Search ) لطائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية.


وبعدها بدأت طائرة البوينغ 707 ببث موجات تشويش على الرادار بطاقة عالية جدا وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الموضعية المركزة (spot noise jamming) وقد أدى ذلك لتعمية رادارات البحث ورادرات الإشتباك معا وبعد ذلك إنطلقت حوالي 20 طائرة فانتوم محملة بصواريخ ستاندارد آرم (AGM- 78) الراكبة للإشعاع واصطفت بخط يقع فوق الحافة الغربية لجبال لبنان وأطلقت صواريخها على رادرات الإشتباك الخاصة بالبطاريات السورية من مسافة آمنة (من مسافة 60-80 كيلومتر تقريبا) وكانت تلك المسافة خارج المدى المجدي للصواريخ السورية وفي نفس الوقت قامت منصات صواريخ (Keres AGM-78 Standard ARM) الموجودة فوق جبل لبنان بشكل يطل على سهل البقاع بإطلاق صواريخها أيضا على الرادارات السورية وقد كان نصيب كل رادار بطارية سورية حوالي 7 صواريخ راكبة للإشعاع (4 منطلقة من طائرة فانتوم و 3 منطلقة من منصة أرضية).


نتيجة للتشويش قام بعض قادة البطاريات السورية بتشغيل الرادارات بأقصى إستطاعة ممكنة في محاولة يائسة للتغلب على التشويش وكان هذا العمل إنتحارا لهم إذ أنه سهل للصواريخ الراكبة للإشعاع الإستدلال على أهدافها في الوقت الذي لم يتمكن فيه أطقم البطاريات من رؤية تلك الصواريخ ولا الطائرات التي أطلقتها نتيجة للتشويش على رادراتهم والذي أدى للإعماء التام.


بعض قادة البطاريات تصرفوا بذكاء أكثر نسبيا فحين شعروا بعدم القدرة على مواجهة التشويش قاموا بإطفاء أجهزة الرادار حتى لا تكون هدفا للصواريخ الراكبة للإشعاع فنجت بذلك راداراتهم من التدمير مؤقتا.


وفي نفس الوقت الذي كانت فيه الصواريخ الراكبة للإشعاع تنطلق بإتجاه رادارات الإشتباك كانت المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف الكوبرهيد الموجهة بالليزر على رادارات البحث (كانت هناك بعض المواقع التي تم نصب رادارات بحث فيها للحصول على إنذار إستراتيجي مبكر) وعلى مراكز قيادة متنقلة ووحدات تحليل ومعالجة معلومات خاصة بالدفاع الجوي السوري في سهل البقاع وكانت طائرات الإستطلاع من دون طيار (سكوت – ماستيف) تقوم بإضاءة الهدف بالليزر لإرشاد القذيفة الموجهة إليه.



COPERHEAD.jpg

قذائف كوبر-هيد


بعد هذا الهجوم الأولي تضعضت قدرة الدفاع الجوي السوري في سهل البقاع بنسبة كبيرة وصار مشلولا تقريبا فإنطلقت بعد ذلك بدقائق موجة الهجوم المدمرة للطائرات الإسرائيلية نحو سهل البقاع (حوالي 90 طائرة كانت من طراز فانتوم وكفير محملة بقنابل شديدة الإنفجار وقنابل فراغية وقنابل عنقودية مضادة للدروع وصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر) وقد إنقسمت موجة الهجوم بمعدل 2-6 طائرة لكل هدف وقد قامت تلك الطائرات أثناء تحليقها في سهل البقاع بإطلاق الرقاقات المعدنية بكمية كبيرة ورافقتها عدد من الطائرات دون طيار من طراز (سامسون) التي تعمل كأهداف وهمية زيادة في الإحتياط.


كما رافقت تلك الموجة حوالي 100 طائرة إف 15 وإف 16 تهيأت للإشتباك مع المقاتلات السورية في حال حاولت التدخل في المعركة.


قامت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية بقصف الرادارات القليلة التي نجت من التدمير نتيجة إغلاقها بصواريخ جو-أرض من طراز AGM- 65 مافريك موجهة بالليزر.


بينما قامت بقصف مقرات القيادة والسيطرة المحصنة ومراكز الإتصال ومستودعات الذخيرة بالقنابل الفراغية والقنابل الشديدة الإنفجار كما ألقت بالقنابل العنقودية المضادة للدروع على العربات المتحركة الحاملة للصواريخ سام 6 وعلى المدفعية المضادة للطائرات.


وبنهاية الهجوم كانت 17 بطارية من أصل 19 قد دمرت بالكامل فيما تضررت بطاريتين بشكل كبير ودمرت كل رادارات الإنذار المبكر في البقاع وغالبية مراكز القيادة والسيطرة لقوات الدفاع الجوي بينما لم تخسر القوات الإسرائيلية أي طائرة مقاتلة بنيران الدفاعات الجوية السورية (أسقط عدد لم نقم بإحصائه من الطائرات الإستطلاعية دون طيار من طرازي سكوت وماستيف ومن الطائرات دون طيار العاملة كأهداف وهمية من طراز سامسون ولكن لا يعتبر إسقاط تلك الطائرة الأخيرة نجاحا لأنها أصلا هدف وهمي وهي طائرة لا تستعاد ومخصصة لطلعة جوية واحدة).
 

معركة الجوية بين الطائرات السورية والإسرائيلية:
======

كانت إسرائيل قد رافقت الطائرات ال90 التي قامت بالهجوم بـ 100 طائرة مقاتلة من طرازي إف 15 وإف 16 للتصدي للطيران السوري في حال حاول التدخل.

نشرت اسرائيل طائراتها الإعتراضية في خطين:

1- الخط الأول: كان مكونا من طائرات الإف 16 وحلقت في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الشرقي الواقع أسفل جبال القلمون داخل الأراضي اللبنانية.

F16.jpg

اف-16 نيتز

2- الخط الثاني: كان مكونا من طائرات الإف 15 وحلقت أيضا في مجموعات على ارتفاع منخفض على طرف وادي البقاع الغربي الواقع أسفل جبال لبنان.

F15%20bazz.jpg

اف-15 باز

وبينما كانت طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية تقصف البطاريات السورية أرسلت القيادة السورية حوالي 70 طائرة ميج 21 (الطرازين MF و BIS) وميج 23 (الطرازين MF و MS) للإشتباك معها وإيقافها.

كانت طائرات الميج 21 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الميج 23 مسلحة بالصواريخ (R60 AA-8 Aphid) كصواريخ للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (R23 AA-7 Apex) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR).


أما طائرات الإف 16 فكانت مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) بينما كانت الإف 15 مسلحة بالصواريخ (AIM-9L سايدويندر) أو الصواريخ (Python-3) للمواجهة القريبة (دوغ فايت) والصواريخ (AIM-7F سبارو) كصواريخ للمواجهة خلف النظر (BVR).


كانت الصواريخ (AIM-9L سايدويندر) والصواريخ (Python-3) تتمتع بمدى 15 كلم وبسرعة حوالي 3.5 ماخ وتستطيع الإقفال على الطائرة المعادية من مختلف الزوايا (بما فيها أنف الطائرة المعادية) وذات رؤوس تفجيرية قوية (تصل في . Python-3 إلى 11 كيلوغرام).


أما الصواريخ (R60 AA-8 Aphid) التي تملكها سوريا فكانت من نسختها الأولى ذات المدى 8 كيلومترات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت بمدى 10 كيلومترات) وبسرعة تقارب 2.7 ماخ وتستطيع الإقفال فقط على مؤخرة الطائرة بزاوية 120 درجة (60 درجة على يمين المحرك و60 درجة على يساره) ولا تستطيع أبدا الإقفال على مقدمة الطائرة المعادية وإمكانيتها على الإقفال على أجناب الطائرة المعادية ضعيفة جدا وتتطلب توجيه أنف الطائرة إلى خلف جناح الطائرة المعادية بزاوية معينة لإلتقاط حرارة المحرك (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كانت تستطيع الإقفال على الطائرة من كل الزوايا ولكن سوريا لم تكن تملكها حينها) كما يعيب هذا الصاروخ رأسه المتفجر الصغير الذي يزن 3 كيلوغرامات (النسخة الأحدث من الصاروخ وهي R60M كان رأسه يزن 3.5 كيلوغرام أي بزيادة نصف كيلوغرام عن النسخة الأولى).


بعد أن رصدت طائرة الـ E2C Hawkeye قدوم الطائرات السورية قامت طائرة البوينغ 707 المخصصة للحرب الإلكترونية بإرسال موجات التشويش على رادرات المقاتلات السورية وكان التشويش من نوع الإعاقة الضوضائية الغلالية (barage noise jamming) أو مايسمى بالإعاقة على حيز عريض من الترددات (بما أن ترددات رادرات المقاتلات السورية لم تكن قد تم تحديدها بدقة كحال رادارات بطاريات السام 6).


كما قامت طائرات الـ IAI 202 arava المخخصة للحرب الإلكترونية بالتشويش على الإتصالات اللاسلكية للمقاتلات السورية.
وكان التشويش اللاسلكي من نوع الإعاقة الغلالية (barrage jamming) وتمت على حيز عريض من الترددات تستثني حيز من ترددات الـVHF التي يعمل عليها الطيران الإسرائيلي.


وكان أثر التشويش الراداري على الطائرات السورية أن أصيبت رادارات الميج 21 بالعمى التام أما رادارات الميج 23 حيث فلاتر التشويش أفضل فقد تمت تعمية قطاعات كبيرة على شاشة راداراها إضافة لظهور نقاط وزوايا في القطاعات الأخرى (بعض طياري الميج 21 قامو بإطفاء جهاز الرادار توفيرا للطاقة الكهربائية حيث صار لا فائدة منه وإعتمدو إعتمادا تاما على الرؤية البصرية خاصة أن الصواريخ التي تحملها كلها صواريخ للمواجهة القريبة).


أما التشويش اللاسلكي فقد أدى إلى إعاقة كاملة (إخماد) للإتصالات بين المقاتلات وبين الموجهين الأرضيين إضافة إلى إعاقة قوية للإتصالات بين طياري المقاتلات المتباعدة وإعاقة ضعيفة للإتصالات بين طياري المقاتلات القريبة نسبيا (طيارين منتمين لنفس السرب مثلا).



بعد تنفيذ التشويش قامت طائرة ال E-2C Hawkeye بتوجيه المقاتلات الإعتراضية الإسرائيلية للقيام بضرب المقاتلات السورية ضمن مناطق قتل مختارة بعناية.


كانت فكرة منطقة القتل تقوم على توجيه طائرات الإف 15 للإرتفاع بمواجهة أسراب الطائرات السورية عند الخط الأول وإطلاق صواريخ (AIM-7F سبارو) من مسافة بعيدة عليها بينما تقوم أسراب طائرات الإف 16 بالإنقسام إلى قسمين وترتفع بشكل نصف دائري بحيث تصبح أعلى من أسراب الطائرات السورية على جانبيها ثم تنخفض منقضة على مجنبات الأسراب السورية وتطلق عليها الصواريخ المخصصة للمواجهة القريبة (دوغ فايت).





ما حصل عند الخط الأول نوضحه بالرسم أدناه

f16battle.jpg

وقد أدى إنقطاع الإتصالات بين الموجهين الأرضيين وطياري المقاتلات إلى حرمان المقاتلات السورية من أي تحذير من إقتراب طائرات منها وإلتفافها على أجنابها من الأعلى أو وجود طائرات تتسلق في كمين , وطبعا لم تكن المقاتلات تستطيع أن تلاحظ ذلك بنفسها خاصة أن راداراتها تستطيع الكشف بالإتجاه الأمامي فقط وهي أصلا تعاني من التشويش كما ذكرنا , أيضا فإمكانية النظر إلى الأسفل بالرؤية البصرية كانت شبه معدومة ولذلك كان الطيارون يتفاجأون بمقاتلات الإف 16 الإسرائيلية وهي تطبق على أجنابهم من الأعلى.


أحد الأسراب كان محظوظا حيث كانت ورائه مقاتلة ميج 23 متأخرة عنه وإستطاعت برادارها (الذي كان يعاني من التشويش لكن ليس لدرجة الإعماء التام) أن ترصد تسلق سرب إسرائيلي من الجانبين فإتصلت بالسرب الذي أمامها وحذرته من وجود كمين فما كان من السرب إلا أن تسلق لإرتفاع أعلى ونشر مقاتلاته بشكل متباعد ونجا بذلك من الكمين.


بالنسبة لإطلاقات صواريخ السبارو التي أطلقتها طائرات الإف 15 من خارج مدى الرؤية فقد كان أثرها شبه معدوم فمن بين عشرات الإطلاقات خلال هذا اليوم (9 حزيران) لم تسقط أي طائرة بسببه فالصاروخ إما ضل هدفه وإما إنفجر بين المقاتلات السورية وإما تخلصت المقاتلات منه بالمناورات الحادة (سقط عدد قليل بسببه في الأيام الأخرى ولكن بمعدل نجاح أقل حتى من الـ 10% من الصواريخ التي أطلقت).


ولكن الضرب من الأجناب في المعارك القريبة (دوغ فايت) كان ذو أثر مدمر وقد تمت الكمائن بحرفية عالية وتنسيق جيد بتوجيه وقيادة من طائرة الـ E2C Hawkeye , وقد كان وضع الإشتباك مناسبا جدا لطائرات الإف 16 الإسرائيلية التي حافظت في معظم الأحيان على مسافة آمنة نسبيا مستغلة التفوق في المدى بين صواريخها وصواريخ المقاتلات السورية هذا إذا أضفنا أن صواريخ المقاتلات الإسرائيلية كانت تستطيع الإقفال على المقاتلات السورية من أي زاوية بينما صواريخ المقاتلات السورية لاتقفل على المقاتلات الإسرائيلية إلا من الخلف ضمن قطاع زاوي معين.


نذكر هنا حقيقة أن الطيارين الإسرائيليين في هذا اليوم كانوا طيارين منتقين من أفضل الخبرات بينما كان الطيارون السوريون هم الطيارون الذين تصادف وجودهم في القواعد الجوية القريبة من لبنان في ذلك اليوم وتم إرسالهم بشكل مرتجل لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع في سهل البقاع.


وقد كان كثير من أولئك الطيارين قليلي خبرة وبعضهم كان معتادا على تنفيذ أوامر الموجه الأرضي فقط وحين إنقطع الإتصال بالموجهين الأرضيين لم يحسنوا التصرف لإنخفاض روح المبادأة لديهم.


سقط عند الخط الأول حوالي 17 طائرة (9 ميج 23 + 8 ميج 21) في الكمائن التي نفذتها طائرات الإف 16 .


وبعد الكمائن التي حصلت عند الخط الأول تابعت أسراب المقاتلات السورية طريقها بسرعة في محاولة يائسة لإعتراض الطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف المواقع السورية ووجدت طائرات الإف 15 التي كانت عند الخط الثاني بإنتظارها لتخوض معها معارك قريبة مستغلة قدراتها المتفوقة وفي بعض الحالات قامت مقاتلات الإف 15 بتنفيذ كمائن مدروسة بالتعاون مع طائرات الفانتوم والكفير حيث أن طائرة الفانتوم والكفير ما إن تلاحظ مقاتلة سورية مقتربة حتى تهرب منها وبينما تطاردها المقاتلة السورية تنقض عليها مقاتلة الإف 15 من خلفها من الأعلى



أدت الإشتبكات بعد الوصول للخط الثاني إلى إسقاط 11 طائرة (4 ميج 23 + 7 ميج 21) بنيران طائرات الإف 15 الإسرائيلية فيما أصيبت طائرة كفير بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 وشوهدت وهي تشتعل وتترنح ساقطة بإتجاه المواقع التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية ,


كما أصيبت أيضا مقاتلة إف 15 بصاروخ أطلقته طائرة ميج 21 سورية وإشتعل محركها وتابعت الطيران بصعوبة نحو الكيان الصهيوني وهي تفقد إرتفاعها بسرعة والحريق يزداد فيها , ولم نعرف مصيرها وقتها لأننا لم نجد حطامها ولم يشاهد الطيار وهو يهبط بالمظلة (الإصابة كانت مسجلة على كاميرا الطيار)


وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (8 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15) و 13 طائرة ميج 23 (9 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 4 في معارك مع طائرات إف 15) أي بمحصلة تساوي 28 طائرة مقاتلة (كلها سقطت بإسقاط جوي) .



 
نشاط الطيران السوري في اليوم الثاني 10-حزيران-1982:


=============


كانت النتائج في اليوم الأول كارثية ولكن الحرب صارت أمرا واقعا ولم يعد بالإمكان التراجع ولم يكن من المعقول طبعا خروج القوات الجوية من المعركة في الوقت الذي تخوض فيه القوات البرية في البقاع معارك طاحنة مع القوات البرية الصهيونية (كانت القوات الصهيونية في محور البقاع تحت قيادة الجنرال أفيغدور بن جال) , ولذلك كان لا بد من تكيف القوات الجوية مع الأمر الواقع هذا.


قامت القيادة السورية في الليل (وكان قرارا كارثيا) بدفع 4 بطاريات سام 6 من جديد إلى سهل البقاعإلى جانب البطاريتين المتضررتين التي نجتا من هجوم اليوم السابق في محاولة لتشكيل منطقة دفاع جوي تغطي على الأقل طريق دمشق-بيروت الإستراتيجي (صار يوجد بذلك 6 بطاريات سام6 إثنتان منهما متضررتان) ولكن لم يكن في سهل البقاع وقت إدخال البطاريات أي رادرات بحث وإنذار مبكر (حيث كانت قد دمرت في اليوم السابق) ولذلك كان على البطاريات أن تعتمد على رادارات البحث الخاصة بها.


كما خططت القيادة في هذا اليوم لخوض المعركة بأسلوب مختلف بعض الشيء , فقد تقرر إبعاد مقاتلات الميج 23 الحديثة عن الإشتباكات الجوية قدر الإمكان تفاديا لمزيد من الخسائر فيها بينما تم إلقاء كامل العبئ في مواجهة الطيران الصهيوني في معارك جوية على مقاتلات الميج 21 , كما تقرر أيضا الزج الموسع بطائرات الهجوم الأرضي (ميج 23 بي إن + سوخوي 22) والمروحيات القتالية (جازيل) لمهاجمة القوات البرية الصهيونية بما تستطيع من إمكانيات في محاولة لإعاقة أعمالها القتالية.



بنيت الخطة في ذلك اليوم على تقسيم الطيران السوري إلى موجتين :

------------------------


الموجة الأولى تتألف من خطين الخط الأول منهما يتألف من أسراب مقاتلات ميج 21
بينما يتكون الخط الثاني في الوراء بمسافة معينة من مقاتلات الميج 23


وكانت مهمة مقاتلات الخط الثاني أن ترصد براداراتها (التي تعاني من تشويش ولكنه ليس تاما) أي كمائن جوية إسرائيلية وتتصل بمقاتلات الخط الأول لاسلكيا (حيث كان الإتصال نسبيا ممكن في تلك المسافة) وتحذرها من أي كمائن.


أما الموجة الثانية فكانت مؤلفة من مجموعات مختلطة من الميج 21 والميج 23 بي إن أو الميج 21 والسوخوي 22 إضافة لبعض المجموعات الأخرى من مقاتلات الميج 21 فقط.


كانت على الموجة الثانية إستغلال فوضى المعارك الجوية عند الخط الأول وإقتحام المجال الجوي اللبناني.


بعد تجاوز الخط الأول كان على المجموعات المؤلفة من الميج 21 فقط أن تحاول اعتراض الطائرات الصهيونية التي تقوم بقصف القوات البرية السورية وتقدم الدعم الجوي للقوات البرية الصهيونية , أما المجموعات المختلطة بين الميج 21 وطائرات الهجوم الأرضي فكان على طائرات الهجوم الأرضي مهاجمة الأهداف البرية الصهيونية وتحاول الميج 21 التي ترافقها أن تقوم بدور مقاتلات الحماية لها.


كما كان على مروحيات الجازيل أن تتسلل بين الوديان والأحراش مع الموجة الثانية لتهاجم القوات البرية الصهيونية.


في الصباح الباكر قام الطيران الصهيوني بمهاجمة البطاريات الستة بنفس الأسلوب المتبع في اليوم الماضي أي طائرات استطلاع دون طيار تراقب وطائرات دون طيار تعمل كأهداف وهمية وتقترب من البطاريات لاستفزازها ثم يتم التشويش على راداراتها وتقوم طائرات الفانتوم بضرب راداراتها من بعيد بصواريخ الستاندارد آرم الراكبة للإشعاع إضافة لقيام المنصات الأرضية الحاملة للستاندارد آرم بضربها ثم تطبق بعد ذلك موجة من طائرات الفانتوم والكفير وتكمل تدمير البطاريات بعد أن تكون راداراتها الخاصة قد دمرت.


وقد نجح الطيران الصهيوني بتدمير وإعطاب تلك البطاريات الستة بجهد قليل وعدد طيارات أقل بكثير من المستعمل في اليوم السابق (كون عدد البطاريات أقل من ثلث الموجودة في اليوم السابق إضافة لغياب أهداف هامة أخرى كرادارات إنذار مبكر أو محطات معالجة معلومات وقيادة وسيطرة خاصة بالدفاع الجوي), كما لم يستعمل في هذا اليوم قذائف المدفعية الموجهة (كوبرهيد) في عملية التدمير ربما لعدم وجود أهداف لها, بعد تلك العملية تم سحب ما نجا من عربات السام6 نحو سوريا ولم تتجرأ القيادة السورية بعدها على إدخال هذا السلاح مجددا إلى لبنان طول فترة الحرب (كما تأخرت في إدخال منظومات سام8 وسام9 القصيرة المدى حتى أواخر شهر تموز تقريبا).


وبينما كانت عملية التدمير تلك تجري كانت القوات الجوية السورية تتجهز في مطاراتها وتتلقى التعليمات الخاصة بنشاطها اليوم.


وبعد ذلك بحوالي ساعة تقريبا عادت طائرات الفانتوم والكفير بأعداد تفوق الـ100 طائرة بالقصف النشيط والمنظم على القوات البرية السورية بتنسيق عالي مع القوات البرية الإسرائيلية بينما كانت طائرات الإف 15 والإف 16 بعدد 100 طائرة تقريبا تقوم بتقديم الحماية لها وكل ذلك بمساندة طائرة الـ E2C Hawkeye وطائرات الحرب الإلكترونية (طائرات ايه-4 سكاي هوك الهجومية كان نشاطها صغير ومحدود في المعارك ضد القوات السورية في البقاع ولكنها شاركت بنشاط في المعارك مع منظمة التحرير الفلسطينية على المحور الغربي الساحلي الممتد من الحدود حتى بيروت وقد أسقط الفلسطينيون منها طائرة في اليوم الأول (6 حزيران) بصاروخ سام7 محمول على الكتف وتم أسر طيارها والقصة مشهورة).


كما قامت المروحيات الهجومية من طرازي AH-1 (كوبرا) و MD.500 (ديفندر) بتقديم الدعم القريب أيضا للقوات البرية الإسرائيية ضد القوات البرية السورية.


مع بدء المعارك البرية في ذلك اليوم وبدء الطيران الإسرائيلي بتقديم الدعم الجوي لقواته البرية و أقلعت الطائرات السورية من مطاراتها وفق الخطة المشروحة سابقا بعدد يصل إلى 130 طائرة تقريبا (ما بين طائرات ميج 21 وميج 23 مقاتلة وطائرات ميج 23 بي إن وسوخوي 22 للهجوم الأرضي دون إحتساب المروحيات).


وقد فعل التكتيك الجديد عمله وحد من الخسائر نسبيا على الخط الأول حيث سقطت 7 طائرات ميج 21 وطائرة واحدة ميج 23 عن طريق مقاتلات الإف 16.


ويبدو أن القوات الجوية الصهيونية انتبهت في بعض المواضع للأمر ولذلك قامت مقاتلات الإف 15 الموجودة عند الخط الثاني برمايات مركزة بصاروخ الـ AIM-7F سبارو من مسافات بعيدة على طائرات الميج 23 الموجودة خلف موجات الميج 21 بأن تضرب أكثر من صاروخ على الطائرة الواحدة وقد أدى ذلك إلى إسقاط مقاتلتين ميج 23 بتلك الصواريخ.


وفي معمعة المعركة الجوية تلك إقتحمت الموجة الثانية من الطائرات إضافة لمروحيات الجازيل الأجواء اللبنانية , وبذلك وجدت مقاتلات الإف 15 نفسها مضطرة للقيام بدور مزدوج في ذلك اليوم , فمن جهة عليها أن تقدم الحماية لطائرات الفانتوم والكفير التي تقوم بالقصف , ومن جهة أخرى عليها أن تقدم دفاعا جويا عن القوات البرية الإسرائيلية وتعترض مقاتلات الهجوم الأرضي السورية وتبحث عن مروحيات الجازيل لتدميرها في حال وجدتها.


قامت طائرات الميج 23 بي إن بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وضربت الأرتال البرية الصهيونية وألحقت بها إصابات مؤثرة وقد خسرت القوات الجوية السورية 5 طائرات في ذلك اليوم أسقط 4 منها بطائرات الإف 15 الموجودة في عمق البقاع (أو ما سميناه بالخط الثاني) بينما سقطت واحدة منها بصاروخ محمول على الكتف (الصاروخ الذي كانت تملكه اسرائيل وقتها كان صاروخ ريد آي) أثناء قيام زوج من تلك الطائرات بقصف وحدة مظليين اسرائيليين في عين زحلتا حيث أطلق المظليون الإسرائيليون عدة صواريخ محمولة على الكتف أصاب واحد منها طائرة ميج 23 بي إن وأسقطها وتمكن من الهبوط بالمظلة بسلام في المواقع الواقعة تحت سيطرة القوات السورية.


أما مروحيات الجازيل فقد قامت بحوالي 50 طلعة في ذلك اليوم وقصفت الدبابات والآليات الإسرائيلية بصواريخ (هوت) ودمرت عددا منها من بينها دبابات ميركافا 1 بينما سقط لنا في ذلك اليوم 4 مروحيات منها واحدة أسقطتها طائرة إف 15 في عمق البقاع بينما سقطت إثنتين بنيران القوات البرية الإسرائيلية حيث سقطت واحدة بقذائف دبابات الميركافا 1 والأخرى سقطت بصاروخ تاو مضاد للدروع أطلقته مروحية كوبرا إسرائيلية (كانت مروحيات الجازيل تقوم بهجماتها بارتفاع يكاد يلامس سطح الأرض) بينما أصيبت واحدة منها بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة فقام الطيار بمحاولة العودة إلى سوريا ووصل بصعوبة بالغة إلى مطار المزة العسكري حيث هبط فيما يشبه الهبوط الإضطراري وتم إسعافه فور الهبوط أما المروحية فقد كانت الإضرار بها غير قابلة للإصلاح إلا باعادتها إلى المصنع الأم (كانت العلاقات وقتها متوترة مع فرنسا) ولذلك قمنا بتفكيكها وأخذ قطع الغيار الصالحة منها واعتبار الهيكل وباقي القطع خردة وتم ترقين قيد المروحية واعتبارها من ضمن الخسائر غير القابلة للإستعادة.


لم يكن هناك أي تنسيق قريب وفعال بين القوات البرية السورية وبين مقاتلات الهجوم الأرضي ومروحيات الجازيل ولذلك كانت طائرات الهجوم الأرضي يتم إرسالها سلفا إلى مناطق محددة سلفا قبل الطلعلة لتقوم بقصف القوات البرية الإسرائيلية فيها (وقد لعب التشويش اللاسلكي دورا في ذلك) أما مروحيات الجازيل فقد تم إرسال بعضها بتلك الطريقة بل إن الكثير منها كان يتم إرسالها فيما يشبه رحلة الصيد الحر لتقوم هي بنفسها بالبحث عن أهداف برية صهيونية وتدميرها.


أما طائرات السوخوي 22 فقد تم إرسال مجموعتين منهما في ذلك اليوم إلى هدفين محددين سلفا الهدف الأول كان تجمع للقوات البرية في ينطا شرق البقاع حيث كانت تجري معارك على محور هام وقد أبلت السوخوي 22 بلاءا حسنا حيث أن تصميمها الداخلي يمكنها من إحتمال طلقات المدفعية المضادة للطائرات التي تخترق بدنها , أما الهدف الثاني فكان موقع القيادة الإسرائيلية في جبل الباروك وقد كانت تلك الهجمة كارثية النتائج فقد تم إرسال 10 طائرات سوخوي 22 مع سرب حماية من الميج 21 حلق على إرتفاع متوسط لتغطيتها بينما كانت تقوم بالقصف على ارتفاع منخفض دون أي معلومات استخبارية عن طبيعة الحماية حول الهدف ودون أي استطلاع مسبق له ودون تزويد الطيارين بخطط للتعامل مع أي تهديد يصادفونه من الدفاعات الجوية الصهيونية ولم تكن الطائرات وقتها مزودة حتى ببالونات حرارية.


كان مركز القيادة الصهيوني محمي بعربات صواريخ (MIM-72 شابرال) القصيرة المدى والذاتية والحركة , أسقطت أول طائرة سوخوي 22 حين ظهر السرب في سماء الباروك بينما أسقطت طائرتان أخريان بعد إلقائهما للقنابل على الموقع وبعد ذلك إنخفضت الطائرات السبعة المتبقية على ارتفاع منخفض جدا للتهرب من تلك الصواريخ وتابعت القصف وأسقطت طائرة رابعة بعد أن قامت بالإرتفاع والإنقضاض وإلقاء القنابل بينما تحطمت 3 طائرات أخرى حين كانت متجاورة تقريبا وألقت قنابلها وهي منخفضة جدا مما أدى إلى تحطمها نتيجة إنفجار القنابل تحتها , وعادت الطائرات الثلاثة الباقية إلى قواعدها سالمة بعد أن أفرغت قنابلها في الهدف.


على الرغم من الخسائر الكارثية التي مني بها السرب (70% من طائراته) لكن الغارة كانت ناجحة إذ ألحقت دمارا هائلا بموقع القيادة الإسرائيلي في جبل الباروك.


أما بالنسبة للطائرة ميج 21 فقد كان عليها العبئ الأكبر في ذلك اليوم وقامت بمعظم الطلعات وكان عليها أن تكون القوة الأولى التي تقتحم سماء لبنان وعليها أيضا أن تحمي طائرات الهجوم الأرضي وعليها أيضا أن تحاول اعتراض طائرات الفانتوم والكفير التي تقصف قواتنا البرية في نفس الوقت.


وإضافة لطائرات الميج 21 السبعة التي أسقطت من قبل طائرات الإف 16 أثناء عبور الخط الأول سقطت منها 7 طائرات أيضا في معارك جوية مع الإف 15 الصهيونية كما سقطت واحدة بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة حيث كانت تلك الطائرة مع طائرة ميج 21 أخرى تقومان بتغطية 3 طائرات ميج 23 بي إن تقوم بقصف قوة برية إسرائيلية فقامت بطاريتي مدفعية فولكان المضادة للطائرات بفتح نيرانها على الطائرات الخمسة وسقط بالنتيجة طائرة ميج 21 هبط طيارها بالمظلة وعرف بعدها طريقه نحو القوات السورية.


وفي المقابل أسقطت مقاتلة ميج 21 بصاروخ جو-جو طائرة فانتوم كانت تقوم بقصف القوات السورية (والنتيجة مسجلة على كاميرا الطيار وقد شوهد طيارا الفانتوم وهما يقفزان بالمظلة ويبدو أنهما هربا بعدها باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات الكتائب المسيحية في جبل لبنان أو أن مروحية اسرائيلية أتت جبل لبنان غربا وأنقذتهما ذلك أن القوات السورية بحثت عنهما ولم تجدهما) كما أصابت مقاتلة ميج 21 أخرى مقاتلة إف 15 بنيران رشاشها حين هاجمتها من جانب مقدمتها ولكن مقاتلة الإف 15 استدارت نحوها وأسقطتها بصاروخ جو-جو واستشهد الطيار , وقد شاهد المعركة طيار مقاتلة ميج 21 أخرى من نفس السرب كان على اتصال مع الطيار الشهيد وشاهد طائرة الإف 15 المصابة وهي تنسحب جنوبا نحو الكيان الصهيوني ترافقها 3 مقاتلات إف 15 أخرى لحمايتها من أي هجوم آخر أثناء انسحابها وقد أدت إصابة تلك الطائرة إلى إيقاف الهجوم الذي كانت فيه 4 طائرات إف 15 تحاول مهاجمة تشكيل من طائرات الميج 21 حيث انشغلت الطائرات الثلاثة بمرافقة الطائرة المصابة المنسحبة فتم بذلك إنقاذ باقي طائرات الميج 21 , كما أسقطت مقاتلات الميج 21 طائرتي استطلاع من دون طيار أحدهما طائرة ماستيف أسقطت بصاروخ جو-جو والأخرى من طراز سكوت أسقطت بالرشاش (والنتائج مسجلة أيضا على كاميرا الطيارين).


أما مقاتلة الميج 23 المخصصة للقتال الجوي الجوي (الإم إس والإم إف) فقد أحجمت عن خوض معارك جوية إلا إضطرارا وبقيت موجودة في مناطق قريبة من الحدود السورية وكانت توجه المقاتلات الأخرى التي تعبر الحدود وحاولت في بعض الحالات جر المقاتلات الإسرائيلية إلى مناطق تقع في المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي السورية الموجودة داخل سوريا.


كما قامت مروحيات (مي 8) في ذلك اليوم بما يفوق العشرين طلعة جوية نقلت خلالها وحدات من القوات الخاصة قرب خط التماس لتعزيز الوحدات المدرعة السورية ولم نخسر بفضل الله أي واحدة منها في ذلك اليوم.


===========


الخسائر السورية بذلك اليوم:


وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم 15 طائرة ميج 21 (7 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 7 في معارك مع طائرات إف 15 + 1 بنيران مدفع فولكان المضاد للطائرات)


و 3 طائرات ميج 23 (2 أسقطتها طائرات الإف 15 بصواريخ سبارو + 1 أسقطت بمعارك مع طائرات الإف 16)


و5 طائرات هجوم أرضي ميج 23 بي إن ( 4 أسقطتها مقاتلات الإف 15 + 1 أسقطت بصاروخ ريد آي المحمول على الكتف)


و7 طائرات هجوم أرضي سوخوي 22 (4 أسقطت بصواريخ شابرال + 3 دمرت بفعل شظايا القنابل التي ألقتها)


و 4 مروحيات جازيل (1 أسقطتها طائرة إف 15 + 1 أصيبت بمدفع فولكان وصارت غير قابلة للإصلاح وسجلت ضمن الخسائر + 1 بنيران دبابة ميركافا 1 + 1 بصاروخ تاو مضاد للدروع)


أي بمحصلة تساوي 30 طائرة مقاتلة (21 منها إسقاط جوي) و4 مروحيات هجومية (1 منها إسقاط جوي).



الخسائر الاسرائيلية:

===


وإضافة لطائرة الفانتوم التي أسقطت وطائرة الإف 15 التي أصيبت ونجهل مصيرها وطائرتي (سكوت) و (ماستيف) التي أسقطتا بفعل المقاتلة ميج 21 فقد خسر العدو الصهيوني 4 طائرات استطلاع من دون طيار من طرازي (سكوت) و(ماستيف) بنيران أرضية حيث أسقطت 3 منها بنيران مدافع شيلكا (ZSU-23-4) ذاتية الحركة من عيار 23 ملم بينما أسقطت الرابعة بنيران مدفع مقطور من نوع (S-60) من عيار 57 ملم كان منصوبا في موقع عسكري سوري ثابت في البقاع[3].



[
 
[

نشاط الطيران السوري في اليوم الثالث 11-حزيران-1982:
================

بعد نتائج اليوم الأول قررت القيادة السورية الإستمرار على نفس التكتيك في طريقة دخول الأجواء اللبنانية وعدم زج الميج 23 في معارك إلا إضطرارا وفي حدود ضيقة بحيث تبقى فقط لتوجيه باقي الطائرات أثناء دخولها الأجواء اللبنانية وفي حال تعرضت لهجوم عليها أن تنسحب إلى داخل المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي الموجودة داخل سوريا (كان لدى الإسرائيليين معلومات عن الدفاع الجوي السوري وأماكن انتشاره وتغطيته لشريط حدودي صغير داخل لبنان ولذلك فإن الطيران الإسرائيلي رسم لنفسه خطا لم يتجاوزه طول الإشتباكات إلا نادرا ولمدد قصيرة وكان يشتبك مع الطيران السوري حال خروجه من ذلك الخط).


وقررت استمرار الميج 21 بنفس دورها السابق بينما أعطيت تعليمات لمقاتلات الهجوم الأرضي ولمقاتلات الحماية الموجودة معها بالإرتفاع ما أمكن أثناء قيامها بقصف القوات الإسرائيلية لتتفادى نيران المدفعية المضادة للطائرات ولتتمكن بشكل أفضل من الإفلات من أي صواريخ كتفية , ولكن نتيجة للكارثة التي لحقت بطائرات السوخوي 22 عند قصف مقر قيادة القوات الإسرائيلية في جبل الباروك فقد أحجمت القيادة السوري عن إرسال أي طائرة لقصف مواقع هامة ثابتة كونها لا تعرف نوع الدفاع الجوي الموجود بها ولذلك فقد قررت القيادة إعطاء السوخوي 22 نفس المهام التي تمنح لمقاتلات الميج 23 بي إن في قصف تجمعات القوات البرية الإسرائيلية.


أما مروحيات الجازيل فقد تقرر الإستمرار في نفس نشاطها السابق ولكن أعطيت تعليمات بإطلاق صواريخ (هوت) المضادة للدروع التي تستعملها من أقصى المدى المجدي وعدم الإقتراب كثيرا من القوات الإسرائيلية حتى تكون بعيدة عن تأثير نيرانها.


أما الطيران الصهيوني فكان قد تنبه للتغيير في تكتيك الطيران السوري في معارك اليوم الثاني لذلك فقد كانت الأوامر لطائرات الإف 15 أن تستهدف الميج 23 بصواريخ سبارو من المدى البعيد بينما تم قسم طائرات الإف 16 إلى قسمين ,


لقسم الأول يشكل ثلث القوة ويشغل نفس مناطق الخط الأول وعليها التركيز في كمائنها على طائرات الميج 23 المخصصة للقتال الجوي ومحاولة اسقاطها أو ابعادها عميقا باتجاه الحدود السورية لإعاقة عملها في توجيه دخول موجات الطائرات السورية وكان عليها أن لا تشتبك مع طائرات الميج 21 وهي تدخل السماء اللبنانية إلا دفاعا عن النفس ,


أما القسم الثاني ويضم ثلثي قوة طائرات الإف 16 فقد بقي في نفس المواضع مع طائرات الإف 15 وكان عليه أن يقوم بدور الحماية الجوية للقوات البرية الإسرائيلية بالتصدي لمقاتلات الهجوم الأرضي السورية (وقد يتضمن ذلك الإشتباك مع مقاتلات الميج 21 التي تحميها) وإسقاطها أو إبعادها ومنعها من تحقيق أهدافها وتبحث كذلك عن مروحيات الجازيل لتدميرها في حال وجدتها.


أما مقاتلات الإف 15 فقد تفرغت لمهمة حماية طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية أثناء قيامها بقصف القوات السورية.


مع بدء المعارك في هذا اليوم عاد الطيران الإسرائيلي لتقديم الدعم الجوي للقوات البرية الإسرائيلية , وانطلقت الطائرات السورية مجددا لدخول السماء اللبنانية للإشتراك في المعركة , عبرت الموجة الأولى بدون مشاكل لطائرات الميج 21 المشاركة بها , أما طائرات الميج 23 الإعتراضية فقد سقط منها إثنتان بصواريخ سبارو منطلقة من طائرات إف 15 , بينما سقطت إثنتان منها لاحقا في معارك دوغ فايت دخلتها معها مقاتلات الإف 16 الموجودة عند الخط الأول.


بعد تجاوز الخط الأول بدأت مقاتلات الإف 16 الصهيونية باعتراض طائرات الهجوم الأرضي السورية فور اقترابها من القوات البرية الصهيونية , وقد صارت مهمة مقاتلات الهجوم الأرضي السورية في ذلك اليوم صعبة فالكثير منها أفرغت أسلحتها بسرعة باتجاه القوات البرية الصهيونية ودون توجيه دقيق , البعض منها وجدت نفسها عاجزة عن الوصول لهدفها وعرضة لهجمات مقاتلات الإف 16 الإسرائيلية فألقت بحمولتها في مناطق خالية وتراجعت مسرعة نحو الأجواء السورية بينما كانت الميج 21 تشاغل طائرات الإف 16 لتغطية إنسحاب مقاتلات الهجوم الأرضي.


أما مروحيات الجازيل فقد بقيت فعالة وأدت نتائج طيبة في ذلك اليوم تشابه نتائج اليوم السابق دون أي خسائر نتيجة نيران أرضية , أما من الجو فلم يكن حظ الإف 16 معها بأفضل من حظ الإف 15 في اليوم السابق فلم تستطع إيجاد وإسقاط إلا مروحية جازيل واحدة.


وقد كان سلاح المروحيات الهجومية مهملا لحد ما قبل هذه الحرب , ولو كان هناك اهتمام أكبر بهذا السلاح وتنسيق أفضل للعمل مع القوات البرية لكانت النتائج أكثر من مذهلة.


الجدير بالذكر أن القوات السورية زادت من إهتمامها كثيرا بسلاح المروحيات الهجومية بعد الحرب خاصة بعد رؤية الدور الهام لذلك السلاح في حرب لبنان.


وقد أسقطت مقاتلات الإف 16 في ذلك اليوم 4 مقاتلات هجوم أرضي من نوع ميج 23 بي إن ومقاتلة هجوم أرضي واحدة من نوع سوخوي 22 كما أسقطت 4 مقاتلات ميج 21 من طائرات الحماية التي كانت تقوم بحماية مقاتلات الهجوم الأرضي , إضافة لمروحية سورية هجومية من نوع جازيل كما تكلمنا.


أما مقاتلات الإف 15 فلم تخاطر بالسماح نهائيا في هذا اليوم لمقاتلات الميج 21 السورية بأن تقترب مجرد الإقتراب من طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية , وباءت محاولات طائرات الميج 21 للإقتراب من طائرات الفانتوم والكفير الإسرائيلية بالفشل حيث كانت تجد نفسها في معركة مع مقاتلات الإف 15 قبل أي اقتراب , وسقطت 5 طائرات ميج 21 في معارك جوية مع مقاتلات الإف 15 .


في المقابل نجح طيار ميج 21 في إسقاط طائرة استطلاع من دون طيار من طراز سكوت في ذلك اليوم بصاروخ جو- جو وقد أراد في البداية أن يقترب ويضربها برشاشه ولكنه لاحظ من مسافة بعيدة طائرة إف 15 إسرائيلية وعرف أن الإقتراب من الطائرة لضربها بالرشاش سيضعه في المدى المجدي لصواريخ الطائرة الإسرائيلية ولذلك أطلق صاروخا على الطائرة من دون طيار من مكانه.




خسائر سورية:

وبذلك تبلغ حصيلة خسائر القوات الجوية السورية في ذلك اليوم:


9 طائرات ميج 21 (4 في معارك مع مقاتلات إف 16 + 5 في معارك مع طائرات إف 15)

و 4 طائرات ميج 23 (2 أسقطتها طائرات الإف 15 بصواريخ سبارو + 2 أسقطت بمعارك مع طائرات الإف 16)

و 4 طائرات هجوم أرضي ميج 23 بي إن ( كلها أسقطتها مقاتلات الإف 16)

وطائرة هجوم أرضي واحدة من نوع سوخوي 22 (أسقطتها مقاتلة إف 16)

ومروحية جازيل واحدة (أسقطتها مقاتلة إف 16)

أي بمحصلة تساوي 18 طائرة مقاتلة (كلها سقطت بإسقاط جوي) ومروحية هجومية واحدة (سقطت بإسقاط جوي).



خسائر اسرائيل:

أما خسائر العدو الصهيوني فإضافة لطائرة السكوت التي أسقطتها الميج 21 فقد أسقطت طائرة أخرى من دون طيار من طراز ماستيف بنيران مدفع شيلكا (ZSU-23-4) ذاتي الحركة من عيار 23 ملم ,


كما خسر العدو الصهيوني مروحيتين قتاليتين في ذلك اليوم بنيران دبابات تي 62 , إحداهما من نوع AH-1 (كوبرا) أصيبت بنيران الدبابات السورية قرب بلدة كفركوك واضطرت للقيام بهبوط اضطراري ,

وقد حاولت مروحية نقل ثقيل إسرائيلية من نوع سيكورسيكي (CH-53D) والتي يسميها الصهاينة (يسعور) رفع المروحية بعد هبوطها الإضطراري ولكن نتيجة النيران السورية التي هددت المروحية إضطرت مروحية (يسعور) إلى رمي الكوبرا على الأرض فتحطمت ,

أما المروحية الثانية فكانت من نوع MD.500 (ديفندر) فقد أصيبت أيضا بنيران دبابات تي 62 سورية في منطقة عين زحلتا وقامت بهبوط اضطراري , وجاءت مروحية نقل إسرائيلة موجودة قريبا من المنطقة وإنتشلت طاقم المروحية بصعوبة تحت النيران السورية.


 
الصدامات الجوية بعد11-حزيران حتى نهاية الحرب وإنتهاء حصار بيروت في 21- آب - 1982:
==================

تم التوصل لوقف لإطلاق النار في 11-حزيران-1982 برعاية أمريكية , أعلنته اسرائيل من جهتها , وأعلن حافظ الأسد موافقته عليه في نفس اليوم , وتوقفت بذلك المعارك في البقاع , ولكن اسرائيل خرقت إطلاق النار فورا بأن حركت قواتها في جبل لبنان على أجناب المواقع السورية ففتح الجيش الإسرائيلي عليها النار ,


وادعت اسرائيل بذلك أن الجيش السوري هو من خرق وقف اطلاق النار (حتى أن المبعوث الأمريكي فيليب حبيب وقتها سخر من الإسرائيليين وقال بأنه سيطلب الملحق العسكري لكي يسجل لهم براءة إختراع يدعى وقف إطلاق النار المتحرك بأن يقوم طرف بتحريك قواته فيرد الطرف الآخر باطلاق النار عليه فيدعي الطرف الأول بذلك أن الطرف الآخر خرق وقف اطلاق النار وقد قال ذلك ردا على كلام الإسرئيليين بأن الإتفاق ينص على وقف إطلاق النار لكن لم ينص على تجميد حركة القوات).


كان هذا التصرف هو حجة الإسرائيليون للوصول إلى بيروت , المعارك في المحور الشرقي (البقاع) توقفت ولكن إسرائيل استغلت ما ادعته من خرق سوريا لوقف إطلاق النار للتقدم على المحورين الأوسط (الجبل) والغربي (الساحل) وخاضت معارك عنيفة مع منظمة التحرير الفلسطينية حتى استطاعت حصار بيروت الغربية في 14 حزيران واتصلت بقوات الكتائب شمالي الجبل وفي بيروت الشرقية (كانت بيروت مقسومة إلى قسمين حيث كانت بيروت الغربية ذات الأغلبية المسلمة تقع في يد منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها من اليسار اللبناني إضافة لتواجد لواء مشاة سوري في بعض مواقعها ضمن ما سمي بقوات الردع العربي اما بيروت الشرقية ذات الأغلبية المسيحية فقد كانت بيد ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل والتابعة لحزب الكتائب المسيحي).




وحتى تضمن إسرائيل تحييد الجيش السوري تماما عن معركة بيروت قامت بالهجوم على مواقع القوات السورية في المحور الأوسط (الجبل) في منطقة عاليه في 23-حزيران-1982 .


وإستمرت المعارك في الجبل 3 أيام حتى 25-حزيران-1982 حيث إستطاع الجيش الإسرائيلي قطع طريق دمشق بيروت تماما من الجهة الغربية للطريق (المجاورة لبيروت) وتم إبعاد الجيش السوري مسافة 10-15 كلم عن التخوم الشرقية لبيروت , فضمنت بذلك تحييده تماما عن معركة حصار بيروت , ولم يبقى إلا لواء مشاة سوري معزول كان متواجدا داخل القسم الغربي من مدينة بيروت.


وحدثت معركة جوية في 24 أو 25 حزيران أسقطت فيها طائرتي ميج 23 في اشتباك مع مقاتلات إف 15 إسرائيلية حين حاول سرب مختلط من تلك الطائرات تخفيف وطأة القصف الجوي على القوات التي كانت تقاتل في قضاء عاليه (أوكلت وقتها إلى طائرات الميج 21 إسقاط أو إبعاد الطائرات الإسرائيلية التي تقوم بالقصف فيما أوكلت لطائرات الميج 23 الإشتباك مع المقاتلات التي تقوم بحمايتها).


في المقابل أسقطت قواتنا البرية طائرة كفير إسرائيلية بصاروخ سام 7 محول على الكتف بتاريخ 24-6-1982 وقد شوهدت وهي تسقط في المناطق التي تسيطر عليها قوات الكتائب المسيحية في قطاع جبل صنين , وشوهد الطيار وهو يهبط بالمظلة هناك.


تم التوصل بعدها لوقف إطلاق نار جديد بين سوريا وإسرائيل في 25-6-1982 , بينما إستمرت المعارك في بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية (كان للقوات السورية هناك قبل الحرب لواء مشاة واحد حوصر مع من حوصر من الفدائيين الفلسطينيين وقد أبقته القيادة السورية هناك لأسباب سياسية) , أما في المحورين الأوسط (الجبل) و الشرقي (البقاع) فلم تحدث أبدا بعد هذا التاريخ أي معارك برية باستثناء بعض الحالات التي حصل بها تراشق بنيران المدفعية والدبابات من مواقع ثابتة أو بعض الإشتباكات بالسلاح الخفيف , وفي بعض الحالات كان العدو الصهيوني يرسل طائراته للتدخل.


في يوم 22-تموز-1982 حدث تراشق بالمدفعية والدبابات بين القوات السورية والإسرائيلية في المحور الشرقي (البقاع) امتد ليشمل كامل خطوط التماس بين القوات السورية والإسرائيلية , فتدخل الطيران الإسرائيلي وبدأ يقصف القوات السورية.


نتيجة لذلك قامت القيادة السورية ليلا بإدخال 5 بطاريات صواريخ سام 8 أوسا (بمعدل 4 عربات إطلاق صواريخ في كل بطارية تقريبا) من عربات صواريخ سام 9 , والنوعان هما صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى ومحملة على عربات.


وتم نشر بطاريات صواريخ الأوسا في عمق البقاع في المناطق الخلفية للقوات السورية , بينما انتشرت عربات صواريخ السام 9 على الخطوط الأمامية بين القوات السورية.


وكان وجود مثل هذه البطاريات يشكل تهديدا للطيران الإسرائيلي على إرتفاع منخفض وتشكل صواريخ السام 8 أوسا تهديدا نسبيا على بعض الإرتفاعات المتوسطة وخاصة أنها أكثر قدرة نسبيا على مقاومة التشويش إضافة لإعتمادها على أجهزة بصرية متطورة في حال التشويش الكامل على رادارها.


لذلك قرر الطيران الصهيوني تدمير بطاريات صواريخ الأوسا , فقام في يوم 24-تموز-1982 باطلاق طائراته الإستطلاعية من دون طيار من نوع سكوت إضافة للطائرات من دون طيار التي تعمل كأهداف خداعية من نوع سامسون فوق مواقع صواريخ الأوسا لإشباع المنطقة بالأهداف الوهمية.


وبعد ذلك ظهرت تشكيلات من طائرات الفانتوم على إرتفاع عالي نسبيا لضرب البطاريات , ولكن الغارة فشلت في تحقيق أهدافها فلم ينجح الطيران الإسرائيلي إلا بتدمير 3 عربات إطلاق صواريخ أوسا بالقنابل العنقودية المضادة للدروع والقنابل الفراغية , وفي المقابل سقطت له طائرة فانتوم أسر طيارها وقتل ضابط الأسلحة الذي كان عليها.


كما أسقط للعدو الصهيوني أيضا طائرتي سكوت استطلاعيتين في تلك الغارة , وتم استنزاف عدة صواريخ أوسا قامت بالرمي على 5 أهداف وهمية (طائرات سامسون) وإسقاطها.


بعد تلك الغارة التي فشلت في تحقيق أهدافها صارت الطلعات اللاحقة للطيران الصهيوني فوق القوات السورية تتم على إرتفاع عالي وتقوم بقصف غير دقيق وذو تأثير ضعيف على القوات السورية.


وقد شن الطيران الصهيوني حوالي 4 غارات تقريبا حتى نهاية الحرب لتدمير عربات صواريخ سام 9 ولكن لم تنجح تلك الغارات إلا بتدمير عربتي سام 9 فقط في يومين مختلفين (سيكون للسام 9 فيما بعد دور في إسقاط الطائرتين الأمريكيتين من طراز A-7 Corsair و A-6 Intruder التابعتين للبحرية الأمريكية حين شنتا هجوما على مواقع للجيش السوري في لبنان أواخر عام 1983 ).


حتى نهاية الحرب أسقطت القوات البرية عددا من الطائرات الإستطلاعية دون طيار إحداها كانت بصاروخ سام 9 بينما الباقي تم إسقاطه بالمدفعية المضادة للطائرات.


ولم يقم الطيران السوري في تلك الفترة بطلعات كثيرة حيث تجنبت القيادة قدر الإمكان أي معركة جوية مع الطيران الإسرائيلي, وفي شهر تموز سقطت لنا مروحية (ميل 8) بنيران مدفع مضادة للطائرات مقطور من عيار 20 ملم من نوع TCM-20, وقد كان مدفعا منصوبا في موقع عسكري إسرائيلي ثابت (مرصد أو رادار حسبما أذكر) حيث كانت الطائرة تقوم بمهمة نقل لقواتنا في المحور الأوسط (الجبل) أخطأت المروحية في المسار ومرت قريبا من الموقع في طريقها لمواقعنا في جبل لبنان.


إستمرت حرب عام 82 في لبنان بحصار دام ضربه الجيش الصهيوني على بيروت الغربية شهد قصف عنيف بالطيران والمدفعية بين الفينة والأخرى إضافة لمحاولات فاشلة لإقتحام المدينة تصدى لها الفدائيون الفلسطينيون , وتخلل الحصار أكثر من اتفاقية لوقف إطلاق النار كانت تنهار بعدها ويعود القصف , وبعد مفاوضات شاقة إنتهت الحرب في 21 – آب – 1982 بإتفاق يقضي بخروج الفدائيين الفلسطينيين بأسلحتهم الخفيفة من لبنان إلى دول عربية مستضيفة بعد تسليم سلاحهم الثقيل للجيش اللبناني , إضافة إلى خروج قيادة منظمة التحرير إلى تونس وخروج لواء المشاة السوري الموجود في بيروت الغربية نحو سهل البقاع.
 

الموضوع منقول من شهادة الطيار المنشق والمصدر مجموعة 73 + الموسوعة العسكرية السورية
 

تعليقات وحواشي على شهادة الطيار:
=============

** استفاد الامريكان من التجربة الاسرائيلية في حرب لبنان 82 فيما يخص الطائرات الخداعية المسيرة بدون طيار Decoy UAV في خداع و تحديد اماكن رادارات الدفاع الجوي , و طبق الامريكان هذا التكتيك في الاجهاز على الدفاع الجوي العراقي في عملية عاصفة الصحراء و كان لدى البحرية الامريكية نسخة مطورة من النسخة سامسون صنعتها نفس الشركة الامريكية التي صنعت السامسون لحساب سلاح الجو الصهيوني , بينما كان لدى سلاح الجو الامريكي نسخة من الطائرات بدون طيار استخدمها لنفس الغرض.

[1]– حسب شهادة الطيار م.ز يكون هناك 4 طائرات إسرائيلية مأهولة أصيبت في المعارك الجوية وكلها بطائرة الميج 21 , إثنان منها مقاتلتي إف 15 يجهل مصيرهما وطائرة كفير وطائرة فانتوم متأكد من سقوطهما.

وقد حاولت البحث في الموضوع ووجدت تأكيدا لكلامه حول طائرتي الفانتوم والكفير , فقد ذكر الباحث يفيم جوردون أن السوريين حقوا إنتصارين جويين في تلك الإشتباكات (Gordon, Yefim. MiG-21 (Russian Fighters). --- Earl Shilton, Leicester, UK: Midland Publishing Ltd., 2008).

ويبدو أن جوردون يقصد الفانتوم والكفير كون مقاتلتي الإف 15 لم يتأكد أنهما سقطتا نتيجة الإصابة.

كما أورد ديفيد نيكول في الصفحة 77 من كتابه (وحدات الميج 19 والميج 21 في المعارك) صورة لطائرة فانتوم أسقطتها مقاتلة ميج 21 سورية يوم 10 حزيران (Arab MiG-19 and MiG-21 Units in Combat by David Nicolle (2004) p.77).

هذا وقد وجدت أن الموقع الإلكتروني لسلاح الجو الإسرائيلي يذكر في قسم (التاريخ) في قسم (يوميات الأحداث) في (13-6-1982) يذكر أن طائرة كفير إسرائيلية أصيبت يوم 13 حزيران عام 1982 بصاروخ سام 2 سوري وأن الوقود بدأ يتسرب من جناح الطائرة التي حاولت العوده للقيام بهبوط إضطراري في قاعدة رامات دافيد (وهي أقرب قاعدة جوية إلى لبنان) وأن الطيار أثناء الهبوط الإضطراري فقد التحكم بالطائرة وقفز بالمظلة.

يذكر أن مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 146 , حزيران 1985 , الصفحة 6) حين أوردت حصيلة خسائر سلاح الجو الإسرائيلي من المقاتلات والمروحيات في الفترة ما بين 6 إلى 16 حزيران عام 1982 لم تذكر أي طائرة كفير ضمن الخسائر , مما يعني أن الإسرائيليين تأخروا لسنوات طويلة حتى إعترفوا بسقوط تلك الطائرة بما أنهم لسبب لا يعلمه إلا الله لم يستطيعوا إخفاء حقيقة فقدانها أو تسجيلها ضمن حوادث تحطم طبيعية أو نيران صديقة ... إلخ فما كان منهم إلا اختراع قصة إسقاطها بصاروخ أرض-جو من طراز سام 2 (لأنه من الصعب على إسرائيل أن تعترف بسقوط طائراتها في معارك جوية إلا مضطرة) وفي تاريخ مختلف عن تاريخ سقوطها الأصلي في يوم 9 حزيران (طبعا حتى يحافظوا على سمعة عملية تدمير الدفاع الجوي بأنها كانت عملية نظيفة ودون خسائر سواء بمعارك جوية أو بنيران أرضية).

هذا وقصة سقوط طائرة الكفير في ذلك اليوم مضحكة جدا وقد نفاها الطيار صاحب الشهادة نفيا قاطعا وقال: "لا أعلم عن سقوط أي طائرة كفير بنيران دفاعاتنا الجوية في ذلك اليوم , ثم نحن لم نكن نملك أي بطاريات صواريخ سام 2 في لبنان , وعدا عن ذلك فأن الدفاع الجوي السوري المتواجد في البقاع قد دمر في يومي 9 و 10 حزيران , وأستطيع أن أؤكد أننا لم ندخل أي بطارية سام 2 إلى لبنان بعد ذلك التاريخ.".

عدا عن ذلك أضيف أن صاروخ السام 2 ذو رأس متشظي متفجر كبير جدا (بحدود200 كيلوغرام) ولا يعقل أن يؤدي إنفجاره إلى مجرد تسرب وقود من طائرة مثل الكفير , وبعد ذلك تتابع طيرانها حتى تصل لقرب قاعدة جوية.

أما بالنسبة لطائرتي الإف 15 فوجدت ما يؤكد كلام الطيار في كتاب (Israeli F-15 Eagle Units in Combat. Osprey Publishing, 2006) الذي ألفه شلومو ألوني ولكن ألوني إعترف فقط بإصابة طائرة واحدة بصاروخ إنطلق من ميج 21 سورية , أما الطائرة الثانية فزعم أنها أصيبت من حطام طائرة ميج 21 قامت بإسقاطها من مسافة قريبة.

ففي الصفحة 49 من الكتاب وخلال حديثه عن يوم 10 حزيران يزعم ألوني أن المقاتلة الإسرائيلية باز 955 (باز هي تسمية طائرة الإف 15 في إسرائيل أما 955 فهو الرقم التسلسلي للطائرة التي يتحدث عنها ألوني) يقودها الطيار الإسرائيلي ليف أسقط طائرة ميج 21 سورية بصاروخ بيثون 3 من مسافة قريبة جدا , ويزعم ألوني أن ليف لم يتمكن من الإبتعاد في الوقت المناسب عن حطام الطائرة التي تفجرت فأصاب الحطام طائرته وأصاب مقصورة الطائرة بأضرار.

أما في الصفحة 46 من الكتاب واثناء حديثه عن يوم 9 حزيران يزعم ألوني أن المقاتلة الإسرائيلية باز 686 كان يقودها الطيار الإسرائيلي رونين شابيرا أصبحت وجها لوجه أمام مقاتلة ميج 21 سورية وأن مقدمتا الطائرتين كانتا متقابلتين وتسيران بسرعة عالية نحو بعضهما وأن المسافة صارت 200 متر بين الطائرتين حتى أن كل طياري المقاتلتين نظرا إلى بعضهما , ويزعم ألوني بعدها أن رونين شابيرا تلقى أمرا بالإنسحاب لينضم لمقاتلات الإف 15 التي كان يشكل معها مجموعة واحدة , وأنه حين حول طريقه لينضم للمقاتلات الثلاثة قام الطيار السوري بتنفيذ مناورة دوران كاملة وأصبح خلف مقاتلة شابيرا , ثم يكمل الزعم بأن شابيرا أبطأ سرعة المقاتلة حتى صار خلف المقاتلة السورية وأطلق عليها صاروخين أصابها الثاني منهما ولكنها لم تنفجر في الجو إنما بدأت تفقد إرتفاعها وتتصاعد منها سحب الدخان ,

ويزعم ألوني أن شابيرا بعدها بقي يتابع المقاتلة السورية ليتأكد من سقوطها وأنه استمر يتتبعها وهي ساقطة حتى شاهدها تنفجر , وبعد انفجار الطائرة بثوان أصاب صاروخ جو-جو إنطلق من مقاتلة سوريا أخرى لم تكن مرئية بالنسبة له المحرك الأيمن لطائرته , وبعد ذلك وجد شابيرا نفسه على ارتفاع منخفض بمحرك واحد وبين نيران المدفعية السورية المضادة للطائرات , وقام حينها بتشغيل محركه الأيمن (المضروب) وواصل الإرتفاع ببطء متفاديا نيران المدفعية المضادة للطائرات حتى وصل لإرتفاع 1700 قدم فعبر جبال لبنان نحو البحر المتوسط وكانت تحرس طائرته المصابة 3 طائرات إف 15 التي كانت تشكل مع طائرته مجموعة واحدة , يقود الطائرة التي على يمين طائرة شابيرا الطيار يورام بيليد والطائرة التي على اليسار الطيار إيتان بن إلياهو , بينما خلفهم كانت طائرة يقودها أوران هامبل. ( الطيار ايتان بن الياهو اسقطه الطيار المصري سمير عزيز في معركه جويه في ابريل 69 فوق سيناء )

ويزعم ألوني أن الطائرة وصلت إلى رامات دافيد (أقرب قادة جوية إسرائيلية إلى لبنان) وهبطت هبوطا إضطراريا , وأنه بعد فحص الطائرة تبين أن المحرك الأيمن محطم بينما يعاني المحرك الأيسر من بعض التشققات , وأن جنيحات الذيل الأفقية والعمودية كان بها مئات الثقوب , ويزعم ألوني أن الطائرة تم إصلاحها وعادت بعد شهرين للعمل.

ومما يزعمه ألوني أن تلك الطلعة لم تكون الأولى في ذلك اليوم للطيار شابيرا وأنه أسقط أيضا طائرة ميج 23 في طلعته الأولى في ذلك اليوم.

وبسؤال الطيار م.ز عن رواية ألوني أجاب: "بالنسبة لقصة أنها لم تكن طلعته الأولى في ذلك اليوم فلست مطلعا على سجلات الطيران الإسرائيلي لأعرف , وبالنسبة لكونه أسقط طائرة في أول طلعة له فهذا أنفيه تماما لأن كل خسائرنا الجوية في ذلك اليوم حدثت في المعارك الجوية التي جرت أثناء محاولاتنا لإعتراض الطائرات التي كانت تقصف مواقع الدفاع الجوي في البقاع أي بعد الساعة 14:00 في ذلك اليوم وقد إستمرت الإشتباكات حتى الساعة 16:00 .

و قبل الساعة 14:00 لم نخسر أي طائرة في ذلك اليوم ولم تحدث أي معركة جوية أصلا لأن القيادة كانت تريد تجنبها حيث أنها سعت قدر الإمكان للتهدأة في ذلك اليوم تجنبا لدخول الحرب مع إسرائيل حيث كان كلام بيجن وتطمينات الأمريكان يخدرونها , وبالنسبة لكونه أسقط طائرة ميج 21 في نفس الطلعة قبيل إصابته من مقاتلة ميج 21 سورية أخرى فهذا لا أستطيع تأكيده أو نفيه , أما بالنسبة للرواية التي تقول بأن مقاتلة الميج 21 السورية التي أصابته قامت بذلك مستغلة متابعته لمقاتلة ميج 21 أخرى حتى إنفجرت وأتته من الخلف فهذا أنفيه تماما , بل أقول أن ألوني قد عكس الموضوع مع بعض التعديلات حين تحدث عن مناورة شابيرا التي أسقط بها المقاتلة الأولى , لأن تلك المناورة هي ذاتها التي إستعملتها مقاتلة الميج 21 التي أصابته , ذلك أن مقاتلة الإف 15 هي التي أرادت مهاجمة الميج 21 من جانبها الأيمن وكانت تنقض عليها من الأعلى باتجاه جناحها بسرعة عالية , وقد إلتفت الطيار إلى جانبه ولمحها وهي تقترب نحوه وحافظ على مساره مدة معينة قبل أن يستدير بشكل خاطف نحو اليمين بزاوية 45 درجة , ويرتفع فجأة نحو الأعلى بمناورة حادة قام فيها بإبطاء سرعته حتى كادت تصل للصفر , وحينها صارت الإف 15 على يساره وهو خلفها فاستدار مجددا بزاوية 135 درجة نحو اليسار وفي ذلك الوقت كانت الطائرة المنقضة قد إنعطفت نحو الأعلى وبدأت بإبطاء السرعة فارتفع طيار الميج 21 نحو الأعلى وزاد من سرعته حتى صارت الإف 15 على مسافة مناسبة للإطلاق بحيث لا تستطيع الإفلات من صاروخ الـ (R60 AA-8 Aphid) فصوب باتجاه مؤخرتها صاروخا وأصابها.".


وبسؤال الطيار م.ز عن سبب عدم قيام طيار المقاتلة ميج 21 بضرب الإف 15 بصاروخ آخر لكي يتأكد إسقاطها أجاب: "طبعا كان عليه القيام بذلك , ولكن ما حدث أنه رآها تهوي نحو الأسف وقدر الموقف بأنها لا يبدو حتى الآن بحاجة لصاروخ آخر وفجأة لاحظ تقدم طائرتي إف 15 نحوه إحداهما أمامه على يسار خط نظره والأخرى من الأعلى قليلا على خط نظره المباشر , فلم يجد بدا من الإنسحاب سريعا من معركة كتلك , ولكنه بعد إنسحابه ألقى نظرة سريعة أخيرة على ضحيته ووجد الحريق الذي إندلع فيها ظاهرا له رغم بعد المسافة , وكانت تتجه بصعوبة نحو الجنوب (أي بإتجاه الكيان الصهيوني) , ولكنها كانت تفقد إرتفاعها تدريجيا , وهذا آخر ما عرفناه عن تلك الطائرة وقتها.".

وقد عرفت منه أن طيار الميج 21 الذي أصاب طائرة الإف 15 في ذلك اليوم هو النقيب نافع سلمي من مواليد دمشق عام 1957 , وكان رصيد خبرته وقتها 700 ساعة طيران.

وبعد البحث وجدت أن مجلة كراسنايا زفيزدا (النجمة الحمراء) وهي مجلة عسكرية كانت تصدر في العهد السوفيتي كانت قد تعرضت لذلك الطيار في أحد منشوراتها حول الحرب في لبنان عام 1982 , والمقال بعنوان (مقاتلي الجو في حالة تأهب) (Воздушные бойцы начеку) ومنشور في المجلة بتاريخ 30-8-1982 وكاتبه هو العقيد ج.كاشوبا.

وقد وجدت أن المعلومات التي ذكرها المقال عن الطيار نافع سلمي مطابقة للمعلومات التي قالها الطيار م.ز , وإضافة لذلك فقد وجدت أن هذا الطيار كان في سرب يقوده وقتها مقدم طيار إسمه موريس جرجس , كما وجدت معلومة بأن والد هذا الطيار يعمل سائقا وأمه ربة منزلة.

أما بالعودة لطيار الإف 15 التي أصيبت وهو رونين شابيرا من السرب 133 (وكان ذلك السرب هو السرب الوحيد وقتها لطائرات الإف 15 في إسرائيل ويتمركز في مطار نل نوف) فقد ذكر شلومو ألوني أنه تخرج من مدرسة الطيران عام 1974 وصار بعدها طيارا حربيا , وأنه قبيل الحرب أنهى دراسة في مدرسة البحرية الأمريكية للطيران التجريبي , وصار بعد حرب لبنان طيارا تجريبيا في الجيش الصهيوني وأنه في العام 2004 صار الطيارا التجريب الرئيسي.

كما ذكر أن أباه دانييل شابيرو كان أيضا طيارا حربيا كان يطير على طائرة الميتيور حين ولد إبنه رونين , وطار منذ 1948 حتى 1958 على طائرات السبيتفاير والميتيور والبي 51 والموسكيتو والأورغان والميستير , وصار بعد العام 1958 طيارا تجريبيا في الجيش الصهيوني ثم صار الطيار التجريبي الرئيسي حتى العام 1984 , و هو أول طيار إسرائيلي يضع قدمه داخل المقاتلة العراقية ميج-21 اف-13 التي هرب بها الطيار العراقي منير روفا الى اسرائيل , و قد اختبرها شابيرا و درب طياري الميراج-3 على افضل السبل للانقضاض عليها.


وهذه صورة من الكتاب ملتقطة لرونين شابيرا إلى جانب أبيه دانييل عام 1987 .
shapiro.jpg


بالنسبة لمصير الإف 15 المصابة في ذلك اليوم فلا يعرف مصيرها إلا الله ثم الجيش الصهيوني ولكن ما لفت نظري أن شلومو ألوني يذكر في الصفحة 88 من كتابه (والذي ألف عام 2006) أن إسرائيل لم تفقد أي طائرة إف 15 منذ عام 79 (وهو بالمناسبة تاريخ بداية وجودها في سلاح الجو الصهيوني) حتى العام 87 وهو تاريخ أول حادثة تحطم لطائرة إف 15 إسرائيلية يذكرها بعد عام 1979.

ولكن بعد رجوعي إلى هذا الرابط


والذي يوثق حوادث طائرات الإف 15 عند البلدان المستعملة لها , وجدت في القسم الخاص بإسرائيل أن هناك 4 حالات مسجلة لحوادث لطائرات الإف 15 بين 1979-1987 بينها حالتي تحطم بغير إصلاح إحداها في 4 كانون الأول 1983.

وتلك الحادثة هي الأكثر غموضا على الإطلاق فلم يذكر لا سبب الحادث ولا الرقم التسلسلي للطائرة ولا إسم الطيار إنما ذكر فقط أن الطيار نجا.

ويبقى السؤال: هل يعقل أن يكون قسم من حوادث التحطم أو حادثة 1983 على الأقل مجرد حوادث تم إختلاقها في وقت متأخر للتستر على سقوط مقاتلات إف 15 في معارك جوية (سواء في حرب 1982 أو في الإشتباكات المتفرقة الأخرى في لبنان) ؟

وهل يعقل أن تكون طائرة رونين شابيرا سقطت فعلا ولكن تم إختلاق قصة أنها استطاعت الهبوط في رامات ديفيد وفيما بعد تم اختلاق حادثة تحطم لتغطية خسارتها في معركة حربية؟ لا يعلم ذلك إلا الله ونترك الأمر للتاريخ.


للإستئناس نورد أيضا رابط حوادث التحطم (أو هكذا يقال) لطائرات الإف 16 الإسرائيلية.


أما بالنسبة لما ذكره الطيار م.ز عن إسقاطات الطائرات من دون طيار فهذا أمر يصعب توثيقه بدقة , فالمصادر الإسرائيلية والغربية تورد أمثلة وحوادث متفرقة بشكل مقتضب على فقدان طائرات إسرائيلية من دون طيار في حرب 82 دون أن تحدد أن كانت أسقطت من قبل مقاتلات سورية أو نيران أرضية سورية أو فلسطينية أو حوادث تحطم لأعطال ميكانيكية , وحين كانت تذكر حالات طائرات من دون طيار فلم كن تدعي أنها الوحيدة , ولذلك قال رالف ساندرز بأن عدد الطائرات من دون طيار التي فقدتها إسرائيل في سهل البقاع عام 1982 وعمليات أخرى غير معروف (Ralph Sanders. UAVs "JFQ", Winter 2002–03, p.117-118).

وبسؤال الطيار م.ز إن كانت هناك إسقاطات أخرى تلك الحرب غير الإسقاطين للفانتوم والكفير وغير إصابتي الإف 15 أجاب بالقول بأن هناك بعض الحالات التي أعلن فيها طيارون أنهم أسقطوا طائرات إسرائيلية لكن لم يكن هناك وسيلة للتأكد من كلامهم بسبب عدم العثور على حطام الطائرات الإسرائيلية التي أعلنوا أنهم أصابوها أو أسقطوها ولا على جثث طياريها ولا تم أسر طياريها بعد الهبوط المفترض بالمظلة , إضافة إلى أن طائرات أولئك الطيارين سقطت في نفس الطلعة (وبعضهم إستشهد بعد إسقاط طائرته ولم نعرف بإعلانهم عن إسقاط طائرات إسرائيلية إلا عبر اللاسلكي قبل إسقاطهم) وبالتالي تم فقدان التسجيل الخاص بكاميرا مقدمة الطائرة , ولم يكن هناك شهود من طيارين آخرين يؤكدون رؤيتهم للإسقاط.

ونتيجة لذلك فإن الطيار م.ز روى لي فقط الإسقاطات والإصابات التي كان متأكدا منها.

======================
======================


[2]– تتضارب المصادر الإسرائيلية زيادة ونقصانا في تقدير الخسائر السورية في يومي 10 و 11 حزيران ولكن الأرقام كلها قريبة من شهادة الطيار وبعضها يتطابق مع شهادته , وتكاد المصادر الإسرائيلية تطبق على تقدير الخسائر السورية في يوم 9 حزيران بـ 29 طائرة (أي بزيادة طائرة واحدة عن شهادة الطيار) , وقد وجدت المصادر أيضا تقول أن 28 إسقاطا منها تمت بطائرات الإف 15 والإف 16 (مع بعض التفاوت بين المصادر في العدد الذي أسقطته كل مقاتلة منهما) وأن إسقاطا واحدا قامت به طائرة فانتوم ضد طائرة ميج 21, وقالت المصادر أن هذا الإسقاط كان الوحيد لطائرة الفانتوم في تلك الحرب وهو الإسقاط الأخير لها في تاريخ خدمتها في سلاح الطيران الإسرائيلي.

وبسؤال الطيار حول وجود إسقاط لإحدى الطائرات السورية بطائرة فانتوم في أي يوم من أيام تلك الحرب أجاب: "لا يوجد أي إسقاط قامت به الفانتوم ولكن في يوم 9 حزيران وبينما كانت مجموعة من طائرات الميج 21 تتقدم نحو تشكيل من طائرات الفانتوم لمهاجمتها أصيبت طائرة منها من قبل مقاتلة إف 15 فصارت طائرة الميج 21 تسقط في مسار قوسي نحو الأسفل وإلى الأمام كما لو أنها تقوم بانقضاض وحين صارت قرب طائرات فانتوم وابتعدت عن مقاتلات الإف 15 (حيث كانت مقاتلة الإف 15 تطير باتجاه معاكس لاتجاه سقوط الميج 21 بعد إصابتها) قامت طائرة فانتوم بضربها بصاروخ فجرها في الجو , هذه الحادثة الوحيدة التي أعرفها.".

ويبدو أن طائرات الفانتوم قد ظنتها مقاتلة ميج 21 تنقض في مناورة لمهاجمتها فقامت بإطلاق صاروخ عليها , وعلى الأرجح فإن الصهاينة ظنوا بأن إسقاط الطائرة بالإف 15 وضربها بعد ذلك بالفانتوم وهي تسقط إسقاطين مختلفين لطائرتين ولم يعرفوا أنها طائرة واحدة تم ضربها مرتين في الجو.

وبسؤال الطيار عن عدد الطيارين الشهداء في المعارك الجوية في حرب عام 82 في لبنان قال أن المعارك أدت إلى إستشهاد 24 طيار وأصيب ما يفوق الـ 10 طيارين آخرين إستشهد منهم 3 فيما بعد نتيجة الإصابة , أي أن هناك 27 طيارا قد إستشهدوا.
قال أحد الطيارين الإسرائيليين المشاركين في المعارك الجوية في حرب 82 عن الطيارين السوريين بأنهم ((كانوا يعرفون أن طائراتهم لا تملك أي فرصة للصمود أمام طائراتنا , ومع ذلك إستمروا في الطلوع وكأنهم يطلبون أن يسقطوا , لقد أظهروا شجاعة وتفانيا , وإنني لا أكن لهم سوى الإحترام والإعجاب.)) مجلة (Flight International) عدد 21-آب-1982 الصفحة 404 .

====================
=====================

[3]– حسب شهادة الطيار م.ز يكون هناك 4 طائرات إسرائيلية مأهولة (منها مروحيتين هجوميتين) أسقطت بنيران أرضية سورية خلال حرب عام 1982, كما ذكر أيضا إسقاط طائرة سكاي هوك إسرائيلية بنيران أرضية فلسطينية خلال تلك الحرب أثناء حديثه عن دور السكاي هوك وطبعا لم يقل أنها الطائرة المأهولة الوحيدة التي سقطت بنيران أرضية فلسطينية.

بالنسبة للطائرات المأهولة التي ذكرها بأنها أسقطت بنيران أرضية سورية خلال الحرب فقد وجدت تأكيدات لكلامه.

فقد ذكرت المصادر الإسرائيلية إصابة مروحية MD.500 (ديفندر) بنيران الدبابات السورية في منطقة عين زحلتا وإضطرارها للقيام بهبوط إضطراري في المنطقة , وذكرت أن المروحية الإسرائيلية التي أخلت الطاقم هي مروحية Bell 206 والتي يسميها الصهاينة (سيفان) , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 169 , أيار 1989 , الصفحة 54-57) وراجع أيضا الصفحة 633 من كتاب (السماء ليست حدودا) الذي صدر عام 1990 للمؤلف أليعازر كوهين , وأيضا الصفحة 191 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) الذي صدر عام 1998 للمؤلف داني شالوم.

أما مروحية الكوبرا الهجومية التي أصيبت بنيران الدبابات السورية وهبطت إضطراريا في كفركوك وحاولت اليسعور رفعها ثم قامت برميها وتحطمت فقد إعترفت بها المصادر الإسرائيلية ولكنها ذكرتها هذه المرة ضمن حوادث النيران الصديقة وإدعت أنها أصيبت بنيران الدبابات الإسرائيلية , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 130 , تشرين الأول 1982 , الصفحة 23) و (العدد 169 , أيار 1989 , الصفحة 54-57) و (العدد 186 , حزيران 1992 , الصفحة 18-21) و (العدد 233 , شباط 2000 , الصفحة 29) وراجع أيضا الصفحة 187 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

بالنسبة لطائرة الكفير التي أسقطت بتاريخ 24-حزيران-1982 بصاروخ سام 7 فقد إدعى الإسرائيليون أنها أصيبت بالصاروخ ولكنها لم تسقط وعادت إلى قاعدتها بتلك الحالة راجع أيضا الصفحة 173 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

وبسؤال الطيار م.ز عن الموضوع قال: "كذب , لقد شاهدت قواتنا في تلك المنطقة الطائرة وهي تهوي وشاهدو الطيار وهو يهبط بالمظلة , وشاهدو الطائرة من بعيد وهي تحدث إنفجارا بعد سقوطها على الأرض.".

أما بالنسبة لسقوط طائرة الفانتوم أثناء محاولة تدمير بطاريات صواريخ الأوسا في 24-تموز-1982 فمع أن شهرة القصة تغني عن إسنادها , ولكن يمكن مراجعة مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 141 , تموز 1984 , الصفحة 10-11 , 14) و (العدد 218 , تشرين الأول-تشرين الثاني 1997 , الصفحة 24-30).

يذكر أن طيار تلك المقاتلة وهو النقيب جيل فوجل وقع في الأسر اما ضابط أنظمتها وهو الرائد أهارون كاتس قتل وقد تمت إعادة الأسير فوجيل ورفات كاتس إلى إسرائيل في 28-حزيران-1984 ضمن تبادل للأسرى.

يذكر أن ضابط أنظمة الطائرة الرائد أهارون كاتس (ورقمه العسكري 2059962) كان من أمهر ضباط سلاح الجو الصهيوني وشارك في الغارة الإسرائيلية على مبنى رئاسة الأركان السورية في دمشق في حرب أكتوبر عام 1973.

وهذه صورة للنقيب جيل فوجل في الأسر.
fogel.jpg

وهذه صورة له بعد العودة إلى الكيان الصهيوني.
fogel2.jpg

أما بالنسبة لطائرة السكاي هوك التي أسقطها الفلسطينيون بصاروخ سام 7 في 6-حزيران-1982 فمع أن شهرتها تغني عن الإسناد أيضا ولكن يمكن مراجعة راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 130 , تشرين الأول 1982 , الصفحة 7) وراجع أيضا الصفحة 607 من كتاب (السماء ليست حدودا) لأليعازر كوهين.

يذكر أن قائد تلك الطائرة التي أسقطت في منطقة النبطية النقيب أهارون أحياز وقع أسيرا بيد منظمة التحرير الفلسطينية بعد هبوطه بالمظلة وأطلق الفلسطينيون صراحه في 20-أب-1982 ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار النهائي الذي غادروا بموجبه لبنان , وفي الأسفل صورة له بعد عودته من الأسر.
aharon.jpg




ومن باب الإنصاف سأذكر حوادث سقوط المروحيات الإسرائيلية التي أسقطها الفلسطينيون في تلك الحرب ولم يذكرها الطيار م.ز في شهادته:

ففي يوم 5-حزيران-1982 أسقط الفلسطينيون مروحية كوبرا قتالية بنيران المدفعية المضادة للطائرات من عيار 23 ملم أثناء مهاجمتها لقواعد مدفعية فلسطينية كانت تقصف مستعمرات الجليل وقتل طاقمها المكون النقيب يوسي كيلير والنقيب أميحاي بيكتر (وتمت إعادة رفاتهم إلى الكيان الصهيوني بعد الحرب في ترتيبات وقف إطلاق النار النهائي) ولم يعرف الإسرائيليون في البداية سبب السقوط إن كان بفعل حادثة أو بصاروخ محمول على الكتف أو قذائف مدفعية إلى أن تبين في النهاية أن السبب في نيران مدفعية مضادة للطائرات عيار 23 ملم راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 131 , كانون الأول 1982 , الصفحة 22-24) و (العدد 146 , حزيران 1985 , الصفحة 58) و (العدد 225 , كانون الأول 1998 , الصفحة 46) و (العدد 232 , شباط 2000 , الصفحة 28) وراجع أيضا الصفحة 629 من كتاب (السماء ليست حدودا) لأليعازر كوهين , وأيضا الصفحة 187 من كتاب (50 عاما تفوق جوي) لداني شالوم.

وفي يوم 6-حزيران-1982 أسقط الفلسطينيون بنيران أرضية أسلحة خفيفة (بنادق رشاشة) مروحية بحث وإخلاء من نوع Bell 212 UH-1N (والتي يسميها الصهاينة عنافا) أما الإسرائيليون فيقولون أن المروحية سقطت بنيران أرضية دون تحديد نوع السلاح الذي أسقطها , وقد قتل طاقم المروحية المكون من القائد الرائد أليعازر صهيون والطيار الثاني الملازم أول إسرائيل شختر والرائد الطبيب ستيفان لاندز ومحاربين من وحدة الإخلاء والإنقاذ 669 التابعة لسلاح الجو الصهيوني وهما الرقيب أول هيرتزل كيلاي والرقيب ديفيد يعقوب راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 246 , حزيران 2002 , الصفحة 44).

أما الطائرات من دون طيار فكما قلنا لا يمكن معرفة العدد الدقيق لما سقط منها وحصر حوادث سقوطها.


================

 


[4]– حسب شهادة الطيار م.ز تكون خسائر سلاح الجو السوري الناتجة عن نيران أرضية إسرائيلية هي: مقاتلة إعتراضية من نوع ميج 21 بنيران مدفع فولكان 20 ملم السداسي المواسير ذاتي الحركة ومقاتلة هجوم أرضي من نوع ميج 23 بي إن بصاروخ ريد آي المحمول على الكتف و 4 مقاتلات هجوم أرضي من نوع سوخوي 22 بصواريخ شابرال المحولة على عربات ومروحيتي جازيل (1 بنيران مدفع فولكان السداسي المواسير ذاتي الحركة و1 بنيران دبابات ميركافا 1 الإسرائيلية) ومروحية واحدة من طراز ميل 8 (مدفع 20 ملم مقطور).

وبالعودة لكتاب مقاتلات فوق إسرائيل ((Lon Nordeen , "Fighters over Israel" , London , 1990.) في الصفحة (200-201 ) نجد أن الكتاب ذكر أن 7 طائرات سورية مأهولة سقطت في حزيران 1982 بنيران الدفاع الجوي الإسرائيلي أو القوات البرية الإسرائيلية (مع أن الخسائر تصل إلى 8 تشمل مروحيتي جازيل) و3 في حوادث تحطم (على الأرجح الكلام عن طائرات السوخوي 22 الثلاثة التي سقطت بإنفجار القنابل التي ألقتها) , ويذكر أنه عدا عن الطائرات التي أسقطت في معارك جوية سقطت طائرة سورية مأهولة واحدة سقطت بنيران أرضية بعد حزيران 1982 (على الأرجح الكلام عن مروحية الميل 8) وواحدة بحادثة تحطم لأسباب غير معروفة (ولا يمكنني أن أعرف الطائرة المقصودة خاصة أن طلعات الطيران السوري في لبنان إستمرت بعدها لسنوات وقد كانت سنة 1985 هي آخر سنة تسقط فيها طائرات سورية في معارك جوية مع الصهاينة فوق لبنان حيث سقطت طائرتي ميج 23 في إشتباك مع الإف 15).

كما يذكر الكتاب في الصفحة (175-176) أنه في يوم 10-حزيران-1982 سقطت 3 مروحيات جازيل سواء في المعارك الجوية أو بنيران أرضية (مع أن العدد هو 4 في ذلك اليوم واحدة من إف 15 وأخرى بصاروخ من مروحية كوبرا وأخرى بقذائف دبابات وواحدة بمدفع فولكان المضاد للطائرات).

ولكن يبدو أن هذا الفرق الصغير في الأرقام راجع لكون مروحية الجازيل التي أصيبت في 10- حزيران بنيران مدفع الفولكان المضاد للطائرات لم يشاهدها الصهاينة وهي تنفجر في الجو أو تقوم بهبوط إضطراري قريب حيث أنها تابعت الطيران نحو مطار المزة العسكري وهناك قامت بهبوط إضطراري صعب وبعد ذلك تم إحتسابها ضمن الخسائر لعدم إمكانية إصلاحها.

وفي النت الإسرائيلي عرفنا أن إسقاط مقاتلة الميج 21 بمدفع الفولكان السداسي المواسير ذاتي الحركة في 10-حزيران-1982 قامت به بطاريتان يقودهما الملازم أول دوبي عميتاي والملازم أول روني كوبرتوفسكي).

كما عرفنا أن مقاتلة الهجوم الأرضي من نوع ميج 23 بي إن التي أسقطت بصاروخ ريد آي محمول على الكتف قامت به وحدة رماة صواريخ كتفية للدفاع الجوي بقيادة الملازم أول رامي تريجير كانت تقوم بمهمة الدفاع الجوي عن كتيبة مظلات.

وقد ذكر موقع سلاح الطيران الإسرائيلي في قائمة الإسقاطات الناجحة للدفاع الجوي الصهيوني إسقاطا قامت به مدفعية مضادة للطائرات من عيار 20 ملم لطائرة حربية سورية مأهولة ولكن دون ذكر أي تفاصيل عن الحادث (كيف وأين ومتى وما نوع الطائرة التي أسقطت وهل هي نفاثة أو مروحية) ولذلك فالكلام على الأغلب عن مروحية الميل 8 التي أسقطت في شهر تموز عام 1982 والله أعلم.

================
================



[5]– المصادر الإسرائيلية لا تتحدث عن الغارة التي حدثت على جبل الباروك (رغم سقوط 7 طائرات سورية فيها 4 منها بنيران الدفاع الجوي).

ولكن توم كوبر في موقعه (acig.org) نقل في مقاله (Syrian Tank-Hunters in Lebanon, 1982) على لسان الطيار الإسرائيلي الذي أسقط طائرة السوخوي 22 بطائرته الإف 16 يوم 11-حزيران-1982 وهو صاحب الإسقاط الجوي الوحيد ضد طائرة السوخوي 22 بين الطيارين الإسرائيليين مايلي:

Of all the four kills I made, downing the Su-22 gave me the greatest satisfaction because I saw the horrendous results of a Sukhoi attack on our ground forces a day earlier.

والواضح من كلامه أنه يتكلم عن الغارة على جبل الباروك إضافة للقصف المؤذي الذي قامت به السوخوي 22 ضد القوات البرية الإسرائيلية في ينطا يوم 10-حزيران-1982 .

============================
============================


[6]– كان للجازيل نتائج طيبة في تلك الحرب , وقد إختلفت الأرقام حول تقدير الخسائر التي ألحقتها بالقوات البرية الإسرائيلية , فبينما يقول طلاس في كتابه مرآة حياتي أنها دمرت 95 هدفا بريا (71 دبابة، 5 عربات مصفحة، 3 شاحنات، 2 مدفع، 9 آليات مختلفة، 5 صهاريج وتجمع أفراد) وطبعا طلاس ليس بالثقة , فإن توم كوبر ينقل في مقاله (Syrian Tank-Hunters in Lebanon, 1982) أن طواقم الجازيل السورية أبلغت عن 30 حالة قتل ضد الدبابات الإسرائيلية , إضافة لعدد آخر من الآليات الأخرى , مقابل خسارة 5 مروحيات.

الإسرائيليون من جهتهم يزعمون أن الجازيل لم تدمر إلا 7 دبابات بينها دبابتي ميركافا 1 (قتل إثنين من طاقم أحدهما) حسب ما ينقل عنهم أنتوني كوردسمان في كتابه (دروس في الحرب الحديثة) الصادر في لندن عام 1990, ويزعم كوردسمان أن خسائر الجازيل بلغت 12-14 مروحية , وهذا رقم مبالغ به ولم يسبقه إليه أي مصدر (حسب علمي المتواضع) ولا أدري إن كان كوردسمان قد نقله فعلا عن مصادر إسرائيلية أم تخرص ذلك الرقام تخرصا أو سمعه من أصدقائه الإسرائيليين ولم يقرأه في مصادر , ولم يورد كوردسمان أين وكيف ومتى أسقطت تلك المروحيات وبأي وسيلة ولم يذكر حوادث الإسقاط , بينما بيننا بشكل مفصل فوق في الحاشية [4] حوادث إسقاط الجازيل , فلو تكلمنا عن الإسقاط بالطيران فمعظم المصادر الغربية والإسرائيلية التي سجلت الإنتصارات الجوية الإسرائيلية وفصلت فيها ذكرت إسقاطا لها بالإف 15 يوم 10-حزيران-1982 وإسقاطا ثانيا بالإف 16 يوم 11-حزيران-1982 , أما عن الإسقاطات الأخرى فعدا عن حادثة الإسقاط بصاروخ تاو مضاد للدروع إنطلق من مروحية كوبرا (بعض المصادر تقول من وسيلة إطلاق أرضية ولكن الأغلب وما يتوافق مع شهادة الطيار م.ز تقول مروحية كوبرا) وحادثة الإسقاط بنيران دبابات ميركافا 1 لم أجد ذكرا لأي حادثة إسقاط أخرى في المصادر الغربية وحتى الإسرائيلية (هذا ما استقر عليه بحثنا في تلك المصادر فإن أصبنا فبتوفيق من الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان) , وهكذا لا نجد ذكرا لحوادث إسقاط لها إلا 4 حوادث نضيف إليها المروحية التي أصيبت بنيران مدفع الفولكان المضاد للطائرات ذاتي الحركة والتي هبطت إضطراريا في مطار المزة ولم يمكن إصلاحها يصبح العدد 5 فعلا.


ووفقا لكينيث مايكل بولاك فقد ذكر في الصفحات 530 و 538 من كتابه (Arabs at War: Military Effectiveness, 1948-1991. University of Nebraska Press, 2002) أن الجازيل كانت فعالة في إبطاء تقدم القوات الإسرائيلية , ولكنه يزعم في الصفحة 544 أن أثرها على القوات الإسرائيلية كان نفسيا أكثر منه عمليا وأن الخسائر التي ألحقتها بالقوات البرية الإسرائيلية لم تكن كبيرة.

أما روجر سبيلر في كتابه (Combined arms in battle since 1939. U.S. Army Command and General Staff College Press, 1992.) فيذكر في الصفحات 37-39 أن حالة من الذعر إنتشرت بين أطقم الدبابات الإسرائيلية نتيجة أول الضربات التي قامت بها مروحيات الجازيل , ويذكر في الصفحة 39 أنه وعلى الرغم إنخفاض فعالية الجازيل فيما بعد نتيجة السيطرة التدريجية الصهيونية على سماء المعركة مما جعلها أكثر عرضة لمطاردة المقاتلات الصهيونية , فإنها إستمرت في توجيه الضربات الناجحة بفعالية حتى وقف إطلاق النار.

ويذكر سبيلر أن تلك الحرب سلطت الضوء على أهمية دور المروحيات في حروب المستقبل على ضوء إستخدامها من قبل جانبي الصراع في الحرب , ويضيف أن أعداد المروحيات الهجومية السورية تضخمت بشكل كبير بعد تلك الحرب.

وعلى ذكر حالة الذعر التي أصابت القوات الإسرائيلية منها فإن توم كوبر يذكر في مقاله السالف الذكر أنه في إحدى المرات أطلقت مدافع الفولكان الإسرائيلية المضادة للطائرات نيرانها على مروحية MD.500 (ديفندر) والتي للوهلة الأولى تبدو شبيهة بمروحية الجازيل , وفسر ذلك بالحالة العصبية التي أصابت القوات البرية الإسرائيلية من مروحية الجازيل.

وبالعودة للطيار م.ز قال: "لا أستطيع أن أعطيك رقما لما دمرته الجازيل من أسلحة برية صهيونية فلم يكن هذا مجال عملي , ولكن ما أؤكده لك أن خسائرنا منها كانت 5 , وما أؤكده أنها قامت بدور طيب , ولكن سلاح المروحيات الهجومية السورية قبل الحرب كان مهملا ومهجورا من قبل القيادة السورية ولم يكن هناك اهتمام كافي هناك بتدريب طياريها بشكل جيد , أضف لذلك أنه لم يكن هناك تعاون وتنسيق بين مروحيات الجازيل والقوات البرية السورية بل كانت القيادة ترسل المروحيات لتجمعات قوات صهيونية محددة لها سلفا , وفي كثير من الأحيان كان يتم إرسالها فيما يشبه رحلات الصيد الحر فكان عليها هي أن تطوف في سهل البقاع وتبحث عن قوات برية إسرائيلية لتهاجمها , ولا يمكن أبدا أن نقول أن السبب كان في تشويش الإتصالات اللاسلكية فالإتصال الذي تقوم به المروحيات عادة مع القوات البرية معظمه على الموجات UHV , أضف إلى ذلك أنها كانت على إرتفاعات منخفضة جدا وبالتالي لا يكاد يوجد أي تأثير للتشويش على إتصالاتها اللاسلكية عكس المقاتلات , برأيي لو كان هناك تدريب أفضل لطياريها ولو كان هناك تعاون أكثر بينها وبين القوات البرية في إطار معركة الأسلحة المشتركة لكانت النتائج جد مدمرة على القوات البرية الإسرائيلية.".

==========================
==========================



[7]– حدثت تلك الحادثة في 4-كانون الأول-1983 حين هاجمت طائرات أمريكية تابعة للبحرية الأمريكية أقلعت من حاملة الطائرات نيوجيرسي (كانت تتمركز قبالة السواحل اللبنانية ضمن القوات الدولية المكلفة بعد الغزو الإسرائيلي بمساعدة حكومة أمين الجميل على بسط السيطرة على لبنان) لقصف مواقع عسكرية سورية في جبل لبنان فتم إسقاط طائرتين بصواريخ سام 9 القصيرة المدى المحمولة على عربات , إحدى الطائرتين هي طائرة هجوم أرضي أمريكية من نوع A-6 Intruder , سقطت في كفر سلوان في قضاء بعبدا شرقي بيروت , وقد قتل طيارها الملازم مارك لانج بينما أسر ضابط أنظمة الطائرة الملازم روبيرت جودمان وبقي في سوريا حتى 3-كانون الثاني-1984 حيث تم إطلاق سراحه بعد وساطة قام بها القس الأمريكي جيسي جاكسون.

أما الطائرة الثانية فكانت من نوع A-7 Corsair , وقد حاولت بعد إصابتها العودة إلى حاملة الطائرات للهبوط ولكن الطائرة سقطت فوق البحر وقفز منها قائدها الطيار المقدم إدوارد أندروز حيث تم إنقاذه من قبل صيادين لبنانيين وأعادوه إلى قوات المارينز.

ومع أن شهرة الحادثة تغني عن إسنادها ولكن يمكن مراجعة (Dorr, Robert F. "A Plus for the Corsair". Air International, Vol. 33, No. 2, August 1987, pp 63).
وهذه صورة للطيارمارك لانج قبيل موته وحوله جنود سوريون ومدنيون لبنانيون.
mark.jpg


يذكر أنه قبل الحادثة بحوالي أسبوعين في 20-تشرين الثاني-1983 أسقطت القوات السورية بالمدفع المقطور المضاد للطائرات (S-60) من عيار 57 ملم طائرة كفير حين كانت تقوم بقصف ميليشيا لبنانية حليفة لسوريا (ربما حركة أمل أو ميليشيا وليد جنبلاط أو حزب الله) شمال طريق بيروت-دمشق الدولي , وقد حاول طيارها المقدم ميكي ليف التوجه بطائرته المصابة نحو البحر ولكنه فقد التحكم بها وهبط بالمظلة حيث إلتقطه الجيش اللبناني وأعاده في المساء إلى الإسرائيليين , راجع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي (العدد 137 , تشرين الثاني 1983 , الصفحة 7-8) و (العدد 141 , تموز 1985 , الصفحة 12) و (العدد 225 , كانون الأول 1998 , الصفحة 36-37). يذكر أن تلك الطائرة هي آخر مقاتلة حربية إسرائيلية تسقطها الدفاعات الجوية السورية حتى كتابة هذه السطور
 
شهادة كغيرها من الشهادات،
لاتخلو من رأي شخصي في بعض الأشياء،
خاصة حين يذكر مقاصد حافظ الأسد،
مقاصده الله وحده يعلم بها،
ولنا الظاهر من الأفعال فقط،

وعموما الحق يقال:
حافظ فرض مشروعه في لبنان وهزم مشاريع القوى العظمى،
خرجت "فرنسا" وانتهى مشروعها
ثم خرجت "أمريكا" وانتهى مشروعها
وخرجت "اسرائيل" وانتهى مشروعها بسقوط
اتفاقية ١٧ أيار،

وبقي حافظ الأسد في لبنان لوحده حتى مات،
ثم خلفه ابنه الذي ضيع مكاسب أبوه في المنطقه
 
نقص طائرات الإنذار المبكر و ادارة العمليات الجوية كان السبب المباشر في كل هذه الخسائر
 

السبارو او السايدوندر او الرشاش نجح بسبب التخطيط والاواكس (لا تنظر الى نوع الصاروخ ) ....عندما تقترب من عدوك وهو لا يشعر يضاعف قدرة الصاروخ على النجاح والعكس صحيح

صغر مساحة المعركة لها ايجابيات وسلبيات على الجميع ...لكن من يمتلك الاواكس وسنسورز افضل يمتلك قدرة على التصرف اسرع وافضل من خصمه وهذا امر صممت الف15 لفعله

===

منقول رد سابق لـ الأخ بيركوت

@BERKUT-SU​
 
[
في 1983 في احدي طلعات الاف-14 الأميركية اشتبكت مع ثمانية مقاتلات ميج سورية فوق لبنان ، ونجح تشكيل الاف-14 في الاطباق علي طائرات الميج والتصويب عليها ببودات التهديف ، ولكن المقاتلات السورية قامت بمناورة SPLIT S وانسحبت الي سوريا .

صورة للمناورة .


[
 
[
عام 1983 تم اسقاط ف16 اسرائيلية فوق لبنان خلال الاشتباكات السورية /الاسرائيلية من قبل الدفاع الجوي السوري

عام 1983 تم اسقاط طائرة امريكية A-7 فوق لبنان من قبل الدفاع الجوي السوري والتي قفز منها الطيار وانقذه قارب صيد

عام 1983 تمت اصابة طائرة اخري من نفس الطرازA-7 ولكن الطيار عاد بها والذيل تقريبا محروق بالكامل

عام 1983 تم اسقاط طائرة أميركية من طراز A-6 من قبل الدفاع الجوي السوري وقتل احد طيارييها واسر الاخر والافراج لاحقا يصفقة أميركية /مع حافظ الأسد



سجلت حالة واحدة لسقوط الاف-14 توم كات في هذه المعارك في 9 ابريل 1983 علي السواحل اللبنانية .

خلال عامي 1982و1983 و1984 جرى اسقاط عدد من الطائرات الاسرائيلية من طراز كفير و اعطاب 2 ف 15 اسرائيلية من قبل سلاح الجو السوري آنذاك والدفاع الجوي السوري بلبنان

لكن هل السوريين هم من أسقطو تلك الطائرات أم الخبراء الروس في الدفاع الجوي السوري أنذاك وماأكثرهم
[
 

‏ بواسطة ‏‎ ‎‏.
· ·



بعد أن تم تدمير بطاريات السام6 السورية في حرب لبنان قام الإتحاد السوفييتي بإرسال عدة طرازات من مروحيات Mi-8 خاصة بالحرب الإلكترونية

تقرر إرسالهم في تموز 1982


تم إرسال 4 مروحيات Mi-8SMV و 4 مروحيات Mi-8PPA و مروحية Mi-8MTP


تم تموييهم بتمويه سلاح الجو السوري و وضع الشعار على المروحيات،و لكن تشغيلهم تم حصراً من قبل السوفييت


المروحية Mi-8SMV كانت تحمل نظام Smalta-V للتشويش على الدفاع الجوي مثل الهوك


المروحية Mi-8PPA تحمل 3 أنظمة و هي SPS-63/66/68 تعمل ب3 ترددات مختلفة و تستخدم لاختراق الدفاع الجوي و حماية المروحيات المرافقة.



المروحية Mi-8MTP تحمل منظومة SPS-5M2 للتشويش على الرادارات


المروحيات تم إرجاعها إلى روسيا في التسعينات و تم تفكيكها.












 

بالنسبه لاداره الحرب من قبل القياده السوريه فقدكانت اداره هزيله ضعيفة حيث زجت القياده السوريه بصواريخ سام ٣ و٦ في البدايه بمواقع ثابته وغير محصنة ومحمية وكان الاجدر بها استعمال صواريخ سام ٨ و٩ باسلوب الكمائن والتغيير المستمر بامكنتها

ثانيا العدو يزج اقوى مالديه من اف ١٥ و١٦ بالمقابل تسحب القياده السوريه الميغ٢٣ للوراء ولاتستعمل الميغ ٢٥ مطلقا ولا ادري لماذا تحتفظ بها ولاي وقت ولو زجت بالمنظومات الحديثه من سام ٨و٩ والميغ ٢٥ لكانت الخسائر الاسرائيلية أكبر​
 
قرأت سابقا لأحد الطياريين السوريين عن تلك الحادثة ان الاتحاد السوفيتي هو منع القيادة السورية من استخدام ميغ 25 ضد اسرائيل
 
بعض صفحات العسكريين السوريين مصطفى طلاس أو غيره قد ذكروا :

( لاحقاً تبين ان السادات قد منح بطاريات سام-6 كاملة للأمريكيين عام 1978 و منحتها امريكا لإسرائيل التي كشفت كيفية تشويشها مما سهل ضربها و قد إنتقلت فرق سوفيتية كاملة لسوريا و كشفت كيفية التشويش الالكتروني الإسرائيلي عبر ابتكار رقاقات بالالاف فتفقد الرادارات الملحقة القدرة على الابصار و إستطاعت فرق السوفييت الالكترونية حل المشكلة و إيجاد وسيلة لتجنب التشويش
 
عودة
أعلى