هكذا ثبت مصطفى طلاس بشار الأسد على حكم سوريا

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,473
التفاعل
17,600 43 0
هكذا ثبت مصطفى طلاس بشار الأسد على حكم سوريا

"إني على الأرجح سأغادر الحياة عما قريب، وأنت ستعيش، باسم صداقتنا السابقة وباسم جميع الأعمال التي قمنا بها معاً، ارجوك أن تساعد بشار!" بهذه الكلمات أوصى حافظ الأسد قبل موته بأيام "صديقه"، كما سماه، مصطفى طلاس الذي أجابه على الفور "سأفعل كل شيء، لا تقلق!".

في المشفى
الحوار السابق نقله الرئيس الأسبق لإدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع الروسية، والملحق العسكري الروسي لدى دمشق في فترة توريث السلطة لبشار الأسد عام 2000، الفريق "فلاديمير فيودوروف" في
1498570240.jpg


مقابلة تلفزيونية مع قناة "روسيا اليوم" حيث تكلم فيها باستفاضة عن عملية توريث بشار الأسد حيث كشف أن روسيا هي من طلبت من حافظ الأسد توريث ابنه بشار.
المشهد الذي نقله الضابط الروسي تم بحسب قوله في أحد مشافي دمشق حيث كان حافظ الأسد يخضع لفحوصات دورية وكان طلاس بنفس المشفى يخضع للعلاج وطلب حافظ الأسد زيارة طلاس وتم الحوار السابق بينهما وفعلاً مات الأسد بعد الحادثة بنحو الشهرين، بحسب شهادة فيودوروف، وقام طلاس بتنفيذ وصيته حرفياً ورعاية انتقال السلطة إلى الوريث بشار الأسد.

الإشارة جاءت من موسكو
بعد وفاة باسل الأسد الذي كان يتم تحضيره لوراثة نظام أبيه عام 1994 كان السؤال الأكثر تداولاً في أوساط النظام من يكون إذاً الوريث؟ ولعل حافظ الاسد هو من كان أكثرهم انشغالاً بهذا السؤال، وسط نظرات الطمع في عيون من حوله، لا سيما أن تجربته مع شقيقه رفعت الأسد لم تكن بعيدة، حيث خاض معه مواجهة كادت تتحول لصراع عسكري قبل أن يتم إبعاده نهائياً عن سوريا مقابل المال، والطريف في الأمر أن
1498570179.jpg


طلاس نفسه حول تلك المواجهة إلى قطعة خيالية مليئة بالخرافات في كتابه "ثلاثة أسابيع هزت دمشق".
بطبيعة الحال، وكما هو متوقع، جاءت الإشارة من موسكو لتساير ماكان يفكر به حافظ الأسد، فهو كان قلقاً من أن ابنه الثاني بشار قد لا يلق ترحيباً وموافقة من قبل رعاته الروس، ولكن، وبحسب شهادة "فلاديمير فيودوروف"، الروس أوصلوا الرسالة بأنهم يشجعون توريث بشار، فهم كانوا مهتمين بوريث يتابع على خطى حافظ وبشار كان الخيار الأفضل وفعلاً "نفذ، دون شك، خط الحفاظ على تعاون بلدينا".

المجلس العلوي الأعلى
وكشف الملحق العسكري الروسي أن خدام وطلاس تم استبعادهم من الخيارات المطروحة بسبب تقدمهم في السن ولأنهم من الطائفة السنية بينما كانت روسيا تدرك البعد الطائفي للنظام "بالنسبة لبشار الأسد، كنا نعرف أننا نتعامل مع علوي وليس سني، وأخذنا بعين الاعتبار البعد الطائفي" وأضاف فيودوروف أن ما يعرف بـ " " في الساحل السوري كان له الكلمة الفصل وأن حافظ كان يلتزم بقراراته.
قام حافظ الأسد بتجهيز الساحة لابنه فأبعد رئيس المخابرات العسكرية "علي دوبا" ورئيس الأركان "حكمت الشهابي"، وكانت حركة تفريغ الساحة مما يسمى "بالحرس القديم" متوافقة مع طلبات روسية حيث قال مسؤولون روس لحافظ بأنه إذا أراد تطوير التعاون العسكري التقني معهم لا بد من إزاحة الحرس القديم عن هرم المؤسسة العسكرية وتعيين من هو أصغر سناً وحين سألهم عن مرشح قالوا له ببساطة "ابنك بشار مثلاً يمكن أن يقوم بهذا الأمر بشكل رائع".

لن ينساها أحد!
بعد موت حافظ الأسد قام مصطفى طلاس ومن خلال سيطرته على المؤسسة العسكرية برعاية انتقال السلطة إلى بشار الأسد "جرت عملية إبعاد باكرة لحكمت الشهابي
1498570292.jpg


وجرى تقليص لصلاحيات عبدالحليم خدّام الذي لم يعد أمامه سوى تنفيذ المطلوب منه. كذلك جرت عملية تهميش لكل الضباط العلويين الكبار، من أمثال علي حيدر، الذين كانوا يمكن أن يعرقلوا التوريث أو يحولوا دونه.
فجأة، وبقدرة قادر، صار مصطفى طلاس يمتلك الإمرة على القطاعات العسكرية وتولت ابنته، أرملة أكرم عجة، إبلاغ السلطات العليا السعودية والأميركية والفرنسية والبريطانية نبأ وفاة حافظ الأسد وذلك قبل الإعلان عن ذلك رسميا."
الآن ومع وفاة مصطفى طلاس لا شك أن لدى السوريين الكثير من الأمور لقولها ولكن ربما يبقى دوره في تأمين انتقال السلطة في نظام حافظ الأسد إلى بشار الذي يشن حرباً هوجاء على السوريين منذ ست سنوات واستقدم الاحتلالات في سبيل ذلك تبقى إحدى الجرائم الكبرى التي لن ينساها أحد.

 
وفاة مصطفى طلاس واجهة آل الأسد في التنكيل بالسوريين

توفي صباح الثلاثاء 27 حزيران وزير الدفاع الأسبق في حكومة النظام العماد مصطفى طلاس في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس بعد صراع مع المرض، ويعد طلاس أبرز شخصيات الحرس القديم في نظام الأسد.

"أبو النياشين" هو أحد ألقابه، فهو يثقل صدره بنياشين وأوسمة لم يحصل على مر التاريخ أنْ تقلّدها قائدٌ عسكري في حياته ولا حتى أعتى قادة جيوش العالم، رغم أنه لم يحقق أي إنجاز عسكري حقيقي في حياته، إلا إذا اعتبرت المجازر بحق أهل حماة أو بيع الجولان إنجازات عسكرية.

إنه مصطفى طلاس وزير الدفاع الوحيد الذي رافق حافظ الأسد في مسيرة ديكتاتوريته على الشعب السوري، حيث شغل هذا المنصب إضافةً لمنصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ونائب رئيس مجلس الوزراء منذ عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين وحتى عام ألفين وأربعة .

إنه الخل الوفي لحافظ الأسد، فقد لعب الدور الأكثر نجاعةً في تنفيذ الأوامر، دون أي مانع، وباعترافه فقد وقّع آلاف أحكام الإعدام الميدانية بحق السوريين بعد مجازر حماة، بل وكان له الدور الأبرز في حماية حافظ عندما هدّد بانقلاب من أخيه رفعت، لا بل حمل وصية حافظ الأب أنْ يضمن وصول ابنه بشار لسدة الحكم، وكأن البلاد مزرعةٌ لهم.

وفقاً لادعائه فهو يملك قائمةً طويلة جداً من الشهادات والدرجات العلمية من الماجستير وصولاً إلى الدكتوراه بمرتبة بروفسور، وبطبيعة الحال ما من شهادة في العلوم العسكرية إلا وله اسمٌ فيها، ولكنْ مع تنويه سريع أنه بالمرتبة الثانية بعد حافظ الأسد صاحب المركز الأول في كل شيء.

وعلى ما يبدو أن عمل طلاس كوزير للدفاع ترك فراغاً كبيراً في حياته ما دفعه لإعداد الكثير من الدراسات.. حتى إنه أسس داراً للنشر سماها باسمه ليستطيع إصدار هذه الكتب إلى الأسواق، ولعل أشهر كتبه وأكثرها رواجاً كتابه (فن الطبخ).

أما شهرته الأوسع فهي ولعه بجمع المال عن طريق الرشاوى والاختلاسات مستفيداً من غض النظر الذي كان يمارسه حافظ الأسد على سرقات رجاله المقربين منه.

ميزة مصطفى طلاس المهمة، بشغله منصب وزير للدفاع لا وزن له ولاقيمة، أنه يشكل الأنموذج المثالي لكيفية اختيار حافظ الأسد للأشخاص كممثلين لطائفة السنة، لكي يجمّلوا نظامه، ويبعدوا عنه شبهة الطائفية، التي عمل على ترسيخها طيلة عقود حكمه.

وككل المسؤولين في زمن الظلم والواسطات استطاع طلاس الأب تمييز أبنائه من بين ملايين السوريين، فأولهم تفوق في الاقتصاد ليحتكر بعض الأصناف كقسمة عدل مع بقية الشركاء في نهب الوطن، والآخر اعتلى سريعاً المراتب العسكرية برفقة صديقيه باسل وماهر الأسد، ليتصادف مع قيام الثورة أنْ ينشق الشقيقان متبرئيْن من الجميع عدا والدهما الذي كان بنظرهما عضواً في نظام سفاح وليس فاعلاً فيه، رغم حجم المراتب والجرائم التي ارتكبها، وأكثرها دمويةً مجزرة حماة.


لمشاهدة الشريط :
 
عودة
أعلى