قوات الرد السريع الأوربية

f 35 

عضو مميز
إنضم
3 سبتمبر 2007
المشاركات
3,575
التفاعل
3,023 82 1


(منقول مع بعض الإضافة وتصحيح بعض الأخطاء)

المصدر: SCIENCE VIE الفرنسية
العدد الفصلي الثاني 2001- عدد خاص بالطيران
ترجمة د.غصون بنت كامل عمار


عقب قضية كوسوفو التي تطلبت مساندة من القوى الجوية الأمريكية، قرر الاتحاد الأوربي في 20 و 21 تشرين الثاني- نوفمبر 2000 التزود، عام 2003، بقوات رد سريع ينطوي على عنصر جوي. ومهما كان هذا العنصر محدوداً، فإنه يعتبر رمزاً قوياً.
في 20 و 21 تشرين الثاني- نوفمبر 2000، في بروكسل، قرر وزراء دفاع وخارجية البلدان الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد الأوربي تشكيل قوة رد سريع أوربية في العام 2003. المهمة: قيادة الأعمال قيادة مستقلة، كتلك التي حددها اتحاد أوروبا الغربية عام 1997 تحت عبارة "مهمات بيترسبيرغ"، المعنية أساساً بالعمليات الإنسانية، ومهمات حفظ واستتباب السلام، إن لم يكن العمليات القتالية بالمعنى الدقيق، التي لا تعرض أمن أوروبا للخطر. لا ينطوي مشروع قوات الرد السريع على أية فكرة لمنافسة الناتو، بل ببساطة إتاحة المجال أمام الاتحاد الأوروبي للتدخل إبان الأزمات التي لن توليها واشنطن اهتماماً رئيسياً.
يجب أن تضم هذه القوة 100.000 رجل (منهم 20.000فرنسي)، و 400 طائرة قتالية (بينها 75 فرنسية و 72 بريطانية و80 المانية) و 161 طائرة نقل و 29 طائرة تزويد بالوقود جواً، و100 سفينة (بينها 9 غواصات، و 31 فرقاطة، وحاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول)

سيقوم الهدف المعلن على نشر 60.000 رجل في 60 يوماً حتى مسافة 400كم مع قوات بديلة كافية من أجل تأمين التواجد لمدة عام.
وبالطبع، لن تكون هذه القوات مخصصة بشكل دائم لقوات الرد السريع. سيتم سحب بعضها وفقاً للظروف، وضمن قوات البلدان الأعضاء في حدود مستوى مشاركتها الجاري التفاوض بشأنها اليوم، عتاداً عتاداً، وستستمر أولوية تخصيصها للناتو أيضاً. بالمقابل، سيتوجب تشكيل بنية قيادة وتخطيط قوية، هيئة أركان عالمية حقيقية تضم عدة مئات من الأشخاص، حصرية ودائمة بهدف الإعداد والتخطيط لأعمال قوات الرد السريع، ثم الاضطلاع بقيادتها في حالات التدخل.
ال M 400 A في قلب قوات الرد السريع

AIR_A400M.jpg


يشكل النقل اليوم إحدى أكبر نقاط ضعف قوات الرد السريع. في هذه الحالة، تبدو قدرات البلدان المشاركة محدودة جداً عملياً. في الواقع، أنجزت أوروبا، لزمن طويل، وسائط نقلها على أساس صراع محتمل شرق - غرب. ولما كان متصوراً أن يجري هذا الصراع على أراضيها، فإنه لم يتطلب حيازة وسائل هامة بين مسارح العمليات. واليوم، باستثناء طائرات الشحن الخفيفة (طراز CASA 212, CN 235 G222)، فإن البلدان الأعضاء في قوات الرد السريع لديها أسطول - نظري، لأن معدل إتاحيته ضعيف - قوامه نحو 150 طائرة ,C-160و 90 C 130 Hercules. تضاف إليها بعض الطائرات النفاثة الأثقل، مثل Airbus الفرنسية (3) والبلجيكية (2) والألمانية (5) وطائرات التزود بالوقود جواً بوينج 707، وKDC,10 C135- ,Tristar و VC-10 القادرة أيضاً على نقل حمولات- أشخاص.
في الوقت الراهن، وفضلاً عن ضعف عددها تعاني هذه الأعتدة من تفاوتها وعمرها الوسطي المتقدم. فطائرات Transall الفرنسية من الجيل الأول، على سبيل المثال لا الحصر، لا يفصلها عن وقت صرفها من الخدمة سوى 3 إلى 4 سنوات. ولتحسين الأمور، يلزم انتظار نهاية العام 2001، التاريخ المقرر لتسليم العقد الخاص بتطوير وتصنيع طائرة النقل الأوربية الجديدة A 400M، القادرة على نقل حتى 37 طناً من الحمولات لمسافة 4000 كم (مقابل 10 أطنان لمسافة 2000 كم بالنسبة لطائرة Transall).
الطائرة A400M ستنتجها شركة إيرباص الفرعية لصناعة الطائرات العسكرية، AMC، وستتولى هيئة أوربية وحيدة، ال OCCAR، موضوع الخدمات الرسمية بين مختلف الشركاء لمتابعة سير البرنامج. ويبدو من المقبول اليوم أن إدارة الأعمال اللوجستية (شراء وإدارة مخزونات قطع الغيار)، والصيانة، وتدريب الفنيين والأطقم، ستتركز في المستوى الأوربي. وسيتم استثمار مجموع طائرات A400M على شكل تجمع تحصل القوات الجوية منه على ما تريد وفقاً لحاجاتها.
من المتصور إذن، إذا لم يطرأ حادث مفاجئ، ليس فقط أن تحسن الطائرة A400M قدرات التخطيط داخل وبين مسارح عمليات قوات الرد السريع بشكل ملموس، بل أيضاً أن تطور أساليب العمل والتعاون في العمق بين القوى الجوية الأوربية. وتكمن المشكلة الوحيدة في البدء المتأخر بعمليات التسليم، نحو العام 2008. من الآن وحتى ذلك التاريخ، يخشى بالأحرى حدوث انخفاض في قدرات النقل الجوي لقوات الرد السريع، رغم حصول لندن وروما وكوبنهاغن في الوقت الحاضر على 40 طائرة C-130J جديدة.
هنالك ميدان آخر مدعو للتأورب بالطريقة نفسها، أي ميدان طائرات التزود بالوقود جواً. لدى أوربا اليوم أقل من 60 طائرة بقليل من هذا النوع، أي بنسبة واحد إلى عشرة قياساً مع الولايات المتحدة. وتعود هذه المحدودية إلى التفاوت الكبير في المنشأ والقدرات. كانت لندن وروما قد تقدمتا بطلبات معلومات بهدف الحصول على طائرة تزويد بالوقود جديدة. بالنسبة لأوربا، الأمر المثالي طبعاً هو التزود بطراز وحيد من هذه الطائرات يمكن استخدامها من خلال مركز تجمع احتمالاً. في هذه الحال، يبدو خيار الحل الصناعي الأوربي هو الأقرب إلى المنطق.
وفيما يتعلق بالطائرات القتالية، ستزود البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قوات الرد السريع ب 400 طائرة من مختلف الطرز: F-16، ذات القدرات المتعددة وفقا لدرجة تحديثها، و F-18، و Tornado ECR, IDS, ADV و Phantom، و F-5، و Harrier، و Grippen، و Rafale، و Mirage-5، و Mirage F-1، و Startfighter، و AMX، و Draken، و Corsair، و Mig-29، وسواها
f-18-dvic232.jpg

m2000-800600_02.jpg

في الواقع، في العام 2003، ستستجيب بالكاد 250 طائرة، نصفها سيكون فرنسياً (Mirage 2000 بشكل خاص) لمعايير الحداثة المطلوبة على الصعيد الأوربي. وستتيح عمليات التسليم المتوقعة من طائرات رافال Rafale وتيفون typhoon و mirage-5 تجديد التشكيلات جزئياً، ولو أن طائرات Rafale و Typhoon المسلمة ضمن المعايير الأولى لن تشكل بعد تطوراً ملموساً بالقياس مع طائرات الجيل السابق. سيلزم مثلاً انتظار العام 2008 لرؤية وصول طائرات Typhoon و Rafale التي ستستجيب لمعظم أغراضها وتجهيزاتها، وقبل العام 2008، لن تصبح طائرات Rafale و Typhoon و Gripen قادرة بالفعل على حمل الصاروخ الأوربي المستقبلى Meteor واعتراض الطائرات على مسافة كبيرة جداً، 130كم، مقابل 40 كم اليوم.
ومن المرجح جداً أن تجد الطائرة الأمريكية المستقبلية JSF، إن وصلت إلى مرحلة السلسلة، مشترين في أوربا: عبرت لندن، التي ستضطلع ب 10% من كلفة تطويرها، عن حاجتها إلى 150 طائرة لتستبدل بها طائرات Harrier من سلاح الجو وطائرات Sea Harrier من الأسطول الملكي. وتفاوض روما حالياً من أجل المشاركة في البرنامج.
بانتظار تجديد هذه الطائرات، سيتوجب على قوات الرد السريع الأوربية الاعتماد على الطائرات القتالية من الجيل السابق، التي سيمنحها تحديثها الباهظ الكلفة زيادة في الفعالية. ولكن، سيلزم وقت أطول للحصول على عنصر جوي أكثر تجانساً.
يضاف إلى كل ذلك مسألة التسليح. في ميدان القتال الجوي، ستعاني قوات الرد السريع، حتى مجيء الصاروخ جو - جو Meteor ، من قصور حقيقي في ميدان الاشتباكات على مسافات بعيدة جداً قياساً مع طائرات su-27 و su-30 و Mig-29 الروسية القادرة على توجيه ضربات دون أن تتواجد في مدى نيران الخصم.
فيما يتعلق بعمليات جو-أرض، ستفتقر قوات الرد السريع الأوربية إلى طائرة خفية من طراز F-17 A لتأمين ضرب الأهداف الأهم عند بروز أدنى خطر، خلال الساعات الأولى من الصراع، عندما تكون منظومة الدفاع الجوي المضاد لدى الخصم في جاهزيتها. وفيما يخص دقة الضربات، فإنها تتعلق اليوم بحمل أسلحة توجيه ليزري. لكن قضية كوسوفا أظهرت حدود هذا النمط من التسليح، خصوصاً عندما يحجب الغطاء السحبي الرؤية وإمكان إضاءة الهدف عن الطيارين، المجبرين أصلاً على التحليق على ارتفاعات عالية لتجنب نيران الدفاع أرض - جو. ومن المقرر أن تحصل فرنسا، في العام 2004، على أولى قنابلها AASM من وزن 250 أو 1000 كغ الموجهة بنظام تحديد المواقع على الأرض GPS. ومع تزويدها بمنظومة تسريع مدى (جنيحات أو جهاز دفع)، يمكن أن يصل مدى القنبلة AASM إلى 50 كم عند رميها من ارتفاع عال (15 كم على ارتفاع منخفض). دقة القنبلة الجديدة هي ديكامترية، إلا في حال تزويد طرفها الأمامي بجهاز توجيه انتهائي بالأشعة تحت الحمراء، فيؤمن حينها دقة مترية. إذن، يشكل اليومَ تشغيلُ كوكبة من الأقمار الصناعية من نمط GPS (تحديد المواضع على الارض) ضرورة لتأمين الأمن لأوربا فيما يتعلق باستخدام أسلحتها الموجهة بنظم تحديد المواضع على الارض.
وبالنسبة للأهداف الصلبة و - أو المحمية جداً، كمراكز المراقبة والاتصال والقيادة C41، فستستخدم قوات الرد السريع سريعاً جداً الصواريخ الطوافة. وستحمل طائرات Gripen السويدية و Tornado الألمانية الصاروخ KEPD Taurus، في حين ستحمل طائرات Tornado البريطانية والإيطالية و Mirage 2000D الفرنسية واليونانية - ثم Rafale و Typhoon فيما بعد - الصاروخ Scalp (400 كغ من الشحنة الحربية) والصاروخ المشتق Storm Shadow. وسيحصل الاتحاد الأوربي في حينه على أكثر من 2500 صاروخ طواف بدقة انتهائية شبه مترية.
ضرب رادارات الخصم:
سيتمثل التحدي إذن، بالنسبة لقوات الرد السريع الأوربية، في التزود بوسائل فعالة للتخلص من هذه الدفاعات. في هذا الإطار، تتصور فرنسا استخدام قنابلها AASM، التي تطلق وفق إحداثيات، ضد المواقع الرادارية الثابتة، وصواريخ Scalp الطوافة ضد مراكز مراقبة وقيادة الدفاع الجوي المضاد. وتبقى هنالك أيضاً حاجة حقيقية لسلاح يسجل بشكل مباشر الإحداثيات الجغرافية الدقيقة للرادار الخصم، خلال ثواني البث القليلة. يمكن لهذا السلاح عندئذ بلوغ هدفه بالتوجيه بنظام تحديد المواضع على الأرض، حتى في حالات الاعتراض السريع للبث.
لن تحصل قوات الرد السريع الأوربية في البدايات كذلك على وسائل التشويش الكهرومغنطيسية الهجومية مثل ال EA - 6B Prowler و EC - 130 الأمريكية. ستكون هذه القوات في حالة تبعية حقيقية للبنتاغون في هذه الميادين تحديداً. ستنقصها أيضاً وسائل مضاعفة القوى، بالنسبة لمراقبة السماء المحمولة جواً: قليل من طائرات الأواكس، باستثناء تلك التي ستساهم بها بريطانيا وفرنسا (واحدة أو اثنتان لكل منهما)؛ وبالنسبة للمراقبة المحمولة على العربات البرية: لن تكون هناك Joint Stars، بل إمكان اللجوء إلى المنظومة الفرنسية Horizon، و Astor البريطانية منذ العام 2006.
واليوم، الشرط الحتمي لنجاح مشروع مثل قوات الرد السريع الأوربية هو ميدان التقاط المعلومة، ومعالجتها، وتحليلها وبثها. هنا، سيكون التحدي الأهم هو جمع المعطيات من مصادر متنوعة جداً واستثمارها ضمن آجال وجيزة كفاية لتكون مجدية عملياتياً. وتبقى جهود هامة لابد من بذلها.
سيكون لقوات الرد السريع الأوربية مزايا عديدة: منح كل بلد عضو في الاتحاد الأوربي شعور الانتماء إلى مجموعة أوربية للدفاع، وتشجيع التقارب المجموعي والبحث عن تلاحم عملياتي على المستوى الأوربي. ثم، ستجعل من أوربا، في إطار الاهتمام بعقلنة الموارد، حيزاً متنامي التماسك والتناسق فيما يتعلق بخيارات الحصول على المعدات، وستوفر لصناعة الدفاع الأوربية سوقاً "وطنية". وتلك ورقة في صالح أوربا لا يمكن تجاهلها في مفاوضات محتملة للتعاون الأوربي - الأمريكي.
 
موضووووووووووووع جدا جميل
مشكووور اخي f35
 
مشكور يا اخي على الموضوع وياريت العرب يحذو حذو الاوروبيين
اما ريد فاقول له مبروك عليك السوخوي الجديدة
 
عودة
أعلى