سعد خير.. مدير المخابرات الذي جمع الغموض مع جميع معالم السيطرة

mst

عضو
إنضم
8 أكتوبر 2014
المشاركات
307
التفاعل
166 0 0
حظي جهاز المخابرات العامة في الأردن بسمعة كبيرة في المنطقة العربية، فمنذ تأسيسه تعامل الجهاز مع تحديات مركبة ومعقدة، من أهمها كانت المواجهة مع التنظيمات الفلسطينية المتحمسة لفكرة العمل الفدائي حتى لو كان دون طائل مباشر كما أقرت كثير من المراجعات، ، ولاحقاً وبعد أن تحولت معظم المنظمات الفلسطينية إلى وضعية شبه قانونية وعلى الأقل حظيت بتفاهمات كبيرة مع الأردن.

أصبحت مواجهة الجماعات الإسلامية الأصولية المتطرفة ضمن الأولويات الكبرى، وبسلسلة واسعة من النجاحات الأمنية، وبغض النظر عن الرؤية السياسية لكثير منها، فإن المخابرات الأردنية تقدمت بسمعتها لتمثل ظاهرة إقليمية ترفد صانع القرار في الأردن بالكثير من المعطيات المهمة التي تجعله دائماً متقدماً بخطوة أو بأكثر في منطقة تنشغل بالصراعات،خصوصا بعد احداث البرجين الشهيرة

كان المشير سعد خير يمثل جيلاً جديداً من رجال المخابرات، فبعد سلسلة من النجاحات المهنية تمكن المشير الذي كان في ذروة عطائه من الوصول إلى منصب الرجل الأول في الدائرة، وهو منصب على جانب كبير من الخطورة، ويزيده خطورة التصور الشعبي لحدود دور الدائرة في الحياة العامة والسياسية في الأردن، وبالطبع كان على الولايات المتحدة التي بدأت تستشعر بضرورة اتخاذ خطوة ما، ومهما بدت متعجلة أو متهورة، بأن تتواصل مع أجهزة المخابرات العربية، وفي مقدمتها المخابرات الأردنية والسعودية والمصرية، خاصة أن التقديرات التي كانت تدفع بها هذه الأجهزة حول تنامي الجماعات الإسلامية وغياب الرؤية لاحتوائها بعد انتهاء حرب أفغانستان لم تكن تقابل بكثير من الاهتمام في واشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية،

وبعد ذلك التاريخ بدأت عملياً أسطورة سعد خير رئيس المخابرات الأردنية الذي تمكن من الحصول على نجومية عالمية لم تكن شخصية ولكن أيضاً مؤسسية على مستوى الأجهزة الأمنية

لم يكن سعد خير الذي يصادف اليوم ذكرى رحيله يقبل أن يتعامل كوكيل للمخابرات الأمريكية أو غيرها، ولم يكن فقط مصدراً للمعلومات في الحرب على الإرهاب، ولكن فوق ذلك كان شريكاً في صياغة الاستراتيجيات التي تسعى إلى مطاردة الإرهاب الذي تحول إلى ظاهرة عالمية، ويجب الاعتراف بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تكن فعلاً إرهابياً مداناً لدى الجميع، فثمة أقلية مؤثرة رأت هذه الأحداث بمثابة نقلة نوعية في استهداف قوى الشر والاستكبار كما توصف في الكلاسيكيات الأصولية المتطرفة، وتتناسى هذه الأقليات أنها كانت الثمرة المريرة لنادي السفاري الذي دشن تعاوناً أمنياً استخباراتياً لدعم المجاهدين الأفغان في مواجهة الغزو السوفييتي، ومع أن الأردن لم يكن عضواً في ترتيبات نادي السفاري الذي كان يضم مصر وايران (الشاه) والسعودية والمغرب مع فرنسا الولايات المتحدة، إلا أنه أيضاً لم يكن مغيباً عن تنامي نفوذ وقوة وتعصب الجماعات الأصولية المتطرفة، وقد أخذت المفاجأة الأمريكيين من قدرة المخابرات الأردنية على التعامل مع عالم ما بعد سبتمبر 2001.

فقد كان سعد خير رجلاً يجمع الغموض مع جميع معالم السيطرة، كذلك وصفه مؤلف الرواية الأمريكية جسم الأكاذيب التي تحولت إلى فيلم شهير، ويعترف ديفيد أجناتيوس بأنه استقى ملامح شخصيته الرئيسية، التي استطاعت أن تخطف الانتباه في الفيلم أيضاً كما كانت على أرض الواقع، من المشير خير، فرجل المخابرات الأردنية في الفيلم الذي أسماه أجناتيوس، هاني سلامه، هو النسخة الدرامية لشخصية خير، ذلك لم يكن يحتاج إلى ذكاء كبير في التخمين أو التوقع،

يمتلك المشير خير تأثيراً كبيراً على تلك المرحلة بأسرها وما شهدته من حروب أمريكية في أفغانستان والعراق مع ظهور أبو مصعب الزرقاوي، الذي يعد الوجه الآخر لنجاحات خير ولكن على النقيض منه في الاتجاه، فالأردن دخلت بعد ظهور الجماعات المسلحة في العراق إلى أرض جديدة وموحشة وموحلة لم تحصل يوماً على فرصة تجنبه أو إهماله، وكانت أحداث عمان التي أتت في التاسع من تشرين ثاني تثبت أن صندوق الشر الخاص بالمنطقة انفتح على مصراعيه وأنه ليس ثمة سبيل لإغلاقه بالطرق التقليدية ومن ضمنها بالطبع المقاومة السلبية أو الإهمال.

يصفه جورج تينت رئيس المخابرات الأمريكية الذي عاصر مرحلة سطوع المشير خير بالمدبر العظيم، فكثير من خيوط اللعبة كانت بصورة أو بأخرى تجعله يمسك بإيقاع العمل، ويفرض شخصيته على شركائه، وخاصة في مصر، ودون أن يضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة مثل التي قدمها عمر سليمان، ولذلك، أخذ الأردنيون والأمريكيون أيضاً ينظرون له بوصفه السوبر ستار في الحرب على الإرهاب، كذلك وصفه أجناتيوس، وأعطاه أيضاً ملامح درامية

المشير خير كان نموذجاً للرجل الذي يحمل سحراً قاسياً تقترب من الصورة السينمائية التي قدمها همفري بوجارت والتي لازمت عمر الشريف، والواقع أن خير كما يوصف في هذه المقالة المهمة التي نشرت في الواشنطن بوست بعد وفاته مباشرة، كان يعطي ايحاءاً لأشد خصومه بأن يحدثهم من موقع الصديق المقرب أو حتى فرد من عائلاتهم، ولذلك لم يكن أسلوبه يقتصر على مفردات الإخضاع أو الإنتزاع، ولكن أيضاً مواهب الترويض والاحتواء، وبذلك تمكن بما يشيعه من ثقة. وما زالت كثير من الملفات قائمة وساخنة ومفتوحة،

وما زال العملياتيون في دائرة المخابرات الأردنية يتحملون جانباً من الصورة الكلاسيكية لجهازهم ويعملون في صمت لمتابعة مهمتهم في حماية الأردن في هذه المرحلة الحرجة، كثير منهم من أصدقاء خير وتلاميذه، ربما كان يمثلون مدارس أخرى من العمل الأمني، ولكنهم جميعاً يحترمون تراث خير وتجربته التي اكتملت بتقاعده المهني والذي التزم فيه بغموض ووقار الرجل الأول في الدائرة والذي انتهى بصورة مفاجئة ليخسر الأردن واحداً من الرجال الذين صنعوا سمعة أجهزته الأمنية، وأحد أكثر الرجال اتزاناً وولاءاً للأردن وابناً مخلصاً لعائلة قدمت الكثير للوطن على امتداد أكثر من جيل.
 
اين دليل عظمة هذا الرجل كما تقول ..مع كامل احترامي وتقديري فانت تقول انه لم يقدم تنازلات كبيرة للمخابرات الغربية مثلما قدم عمر سليمان ..اي انك تسفه من رجل لحساب اخر ...فنجاحات المخابرات المصرية خلال فترة عمر سليمان واضحة وهي في حدود معرفتي ضد الصهاينة في اصطياد جواسيس الصهاينة وكبح جماح الهيمنة الصهيونية والأمريكية على مصر نجاحات واضحة للكل في هذا المجال اما نجاحات الأردنية ضد الصهيونيةفهل لها اثر على الأرض ؟؟ في منع السيطرة الغربية على مقدرات الأردن على سبيل المثال ؟؟..فهل تتواجد قوات امريكية مثلا في مصر مثلما تتواجد قوات امريكية وبريطانية في الأردن ؟؟ أم أن النجاحات كما يقول المقال تنحصر في كبح جماح المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة ...اذا اردت انجازات لمخابرات عمر سليمان فهي موجودة على هذا الموقع ولك أن تتطالعها ...لكن اين انجازات المشير خير ...؟؟؟
 
تنازلات عن تنازلات تفرق ..
 
عودة
أعلى