مشاركة مهمة جدا جدا .... أشكرك أخي الكريم عليها إن كنت كاتبها أو ناقل لها.
المشاركة توفر علي شرح عدة أمور هامة جدا ومن أهمها أن تشابه الموروث الثقافي في الأديان الوضعية مع كثير من حقائق الأديان السماوية إنما يعود لبقايا من أصول سابقة من ديانات سماوية سابقة وليس العكس كما يزعم الثيوصوفية وعبدة الشيطان.
هذه المسألة مهمة جدا لأن من خلالها يحاول أتباع ديانة النظام العالمي الذين يحاولون الترويج لديانة هجينة تكون مقدمة لمسيحهم الشيطاني الدجال المنتظر ... بحيث يقولون أن نفي التوحيد هو الأصل الأقدم من التوحيد نفسه.
وكذلك لو راجعنا المنهج العلمي الأكاديمي الغربي سنجده دائما وآبدا متصالح تماما مع أفكار الثيوصوفية المختلفة بداية من هرطقات داروين وحتى الوصول إلى شتى أنواع أفكار الحلول والاتحالد وأزلية مادة الكون ونحوها .. بل وسنجد أن العلم الأكاديمي في الغرب يتخذ من التوحيد موقفا مبدئيا رافضا له بالجملة وبدرجات متراوحة الوضوح والقوة.
على سبيل المثال سنجد أن مثلا في موسوعة الحضارة الشهيرة جدا لـ "وول ديورانت" سنجد أن ديورانت في مقدمة الموسوعة ينحاز بشكل مقزز وغير محايد بالمرة لأفكار النشأة الوثنية للبشرية ونزوعها نحو التوحيد مجرد نزوع لخوفها من مجهولات الطبيعة وتفاعلاتها المتقلبة.
ديورانت هذا يعتبر الكثير من شتى الباحثين أن موسوعته من أهم كتابات الجنس الإنساني الوضعية مطلقا ويعتبرونها محايدة بين الحضارات المختلفة مع أن في الجزء الأول منها الذي يعتبر المقدمة للحضارة الإنسانية ككل ينحاز ديورانت للرواية التقليدية جدا حول هرطقات أزلية المادة وذاتية النشأة لمادة الكون ونحو ذلك من الأفكار التقليدية التي لا تزال هي محور كل الثيوصوفيات من أقدمها حتى أحدثها.
كذلك سنجد نفس المنهج والفكر في دراسات "الغصن الذهبي" لجيمس فريزر وهو من أشهر كتاب الانثربولوجيا والبعض يعتبره من مؤسسيها وركنها الأشهر.
سنجد بشكل واضح تماما انحياز تام ومطلق من جيمس فريزر إلى كل ألوان الوثنية واعتباره التوحيد ليس إلا فكرة وضعية ناتجة بيئة تفكير الإنسان بشكل محض وثني.
كذلك سنجد نفس الانحيازات ونفس الأفكار تتجدد في أثواب وألفاظ مختلفة ولكن هذه المرة عند سيجموند فريد مؤسس علم النفس الشهير الحديث كما يزعم الغرب.
كذلك سنجد أن نفس الأفكار بحذافيرها هي عمدة أفكار مؤسس علم الكيمياء الغربية الحديثة الفرنسي الشهير انطوان لافوازييه.
وكذلك سنجد نفس الأفكار الشديدة الوثنية هي نفسها بعينها بحذافيرها هي أفكار كارل ماركس الذي يعتبر الأب الروحي والمؤسس لمعظم نظريات الاقتصاد الغربي بشقه الرأسمالي والشيوعي معا ... بل البعض يعتبر ماركس مؤسس طريقة تفكير العقل الغربي الجمعي المعاصر.
وكذلك سنجد نفس الأفكار بحذافيرها عند علبما "التاريخ الطبيعي" الغربيين الأشهر على اختلافهم وعلى رأسهم دراوين.
وكذلك سنجد أن نفس الأفكار بحذافيرها وبنفسها تتناسخ في معظم علوم ومعارف المنهج الأكاديمي الغربي المعاصر وليس عنا ببعيد من وصلت له الفيزياء النظرية الغربية من مرحلة هرطقة تسعى من خلالها لتجريب جزيئ هيجز بوزون أو كما يطلقون عليه عندهم جزيئ "الإله" وهو معكوس المادة أو المادة المضادة أو المادة المظلمة أو غيرها من مسميات وهرطقات أصبحت تدور في دوائر متعاقبة من هرطقات شديدة الوثنية .. ونحن نعلم أن هدف هيئة علماء سيرن يكاد ينحصر في سعيهم لاثبات انحياز مسبق ومعلب جاهز عندهم لنفس حزم الأفكار السابقة وغيرها مما هو أشد منها خرافة وظلاما.
هكذا سنجد حالة تناسخ مضطردة بوفرة في شتى العلوم والمعارف الغربية اللمعاصرة ومن العجيب أن رغم كل هذا التوافر والحضور الطاغي لنفس الأفكار بل هي حاضرة بقوة عند تأسيس شتى فروع العلوم والمعارف المختلفة في المنهج الأكاديمي الغربي.
ولكن مع ذلك كله تجد لدة الغرب حالة دائمة من رغبته في انكار وجود أي انحياز مسبق أكاديميا للغرب وأن العلم في النموذج الغربي وعلومه ومعارفه محايد تماما ومستقل كليا رغم أن كل مؤسسي علوم الغرب وكل من يتم تلميعهم وإبرازهم وتحويلهم لنجوم العلوم المؤسسة لها في الغرب سنجد أن كلهم تقريبا على نفس حزمة الأفكار الشديدة الوثنية.
ثم يريد الغرب بعد ذلك كله أن يدعي أنه محايد في تأسيسه العلمي والمعرفي والحضاري مع أنه لا يكاد يترك أي مجال إلا وانحاز فيه كما تناولنا بالسابق بشكل مختصر جدا.
لا يجب على أي عاقل أن ينظر للغرب بمعزل عن كل ما سبق وكذلك على العاقل أن يدرك طبيعة العقلية الغربية وطبيعة انحيازتها ومحاولاتها تعسف كل شيء لصالح تلك العقائد شديدة الوثنية التي يتمسك بها الغرب رافضا التوحيد لأن التوحيد أتى لهم عبر العرب البربر البدو الجهلة سكان الصحراء كما يصورونهم في أفلامهم الهوليودية الكثيرة المعروفة.
شكرا للجميع وأهلا بأي مداخلات مهذبة.
خالص تحياتي.
مشاركتي انا كتبتها ولم انقل منها شيئ
هؤلاء انكرو وجود الله من الاساس فلا تأمل منهم خير ابدا