للتاريخ: هزيمة ٦٧ مذكرات وتفاصيل

الشيخ الرئيس 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,058
التفاعل
146,719 588 3
الدولة
Lebanon
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرغب في هذا الموضوع وضع اجزاء من مذكرات ووثائق خاصة عن هزيمة ٦٧. يوجد مذكرات ظهرت في السنتين الاخيرتين توضح بشكل دقيق ما أدى الى هذه الهزيمة. كذلك ارغب في توضيح شكل الاقليم في ذلك الوقت من خلال نظرة السياسيين و العسكريين الذين كتبوا عن هذه الهزيمة.

يتبع
 
مذكرات شمس بدران وزير الحربية في عهد جمال عبدالناصر:


قال وزير الحربية الأسبق شمس بدران، الذى كان يعتبر خزانة أسرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فى مذكراته التى نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم، إنه بعد مرور كل تلك العقود يفتح شمس بدران خزانة أسراره، ويروى للمرة الأولى بعد صمت طويل ما جرى خلف جدران القصور الرئاسية وفى مقرات مفاصل الدولة المصرية.


فى أحد الأيام وجدت مأمور السجن أمامى، وقال لى إنه يرغب بالحديث معى فى مكتبه، وهناك رن جرس الهاتف وسلمنى السماعة وغادر المكتب. كان المتحدث عبد الناصر، وبصوت مليء بالحزن لم أعهده فيه من قبل، عاتبنى عتابًا قاسيًا على موافقتى ومشاركتى فى الانقلاب، وأمور من هذا القبيل، ثم أبلغنى أنه فى أمس الحاجة لوقوفى إلى جانبه، وأنه يثق أننى من داخلى غير راض عما حدث منذ اللحظة الأولى للخلاف.
بعدها فاجأنى أنه مستعد للإفراج عنى شرط أن أقدم اعتذارًا مكتوبًا عن مشاركتى فى الانقلاب، حتى يتسنى له تبرير قرار الإفراج عنى أمام الرأى العام.
لم أعلق على طلبه وأبلغته أننى سوف أدرس الموقف وأرد عليه، وأنا فى داخلى كنت رافضا لهذا التصرف مهما كانت النتائج، لأننى عندما قررت الوقوف إلى جانب المشير لم يجبرنى أحد على ذلك، وكنت أعلم أن الأمر ربما ينتهى إلى هذا الوضع.
بناء على رفضى الاستجابة أو الرد على طلب عبد الناصر قدمت للمحاكمة على رأس قائمة تضم 50 متهمًا منهم: عباس رضوان(عباس عبد الوهاب أمين رضوان -1921 2000، كان واحدًا من ستة ضباط اقتحموا مقر قيادة الجيش واقتياد كبار قادة الجيش إلى سجن الكلية الحربية، كان له دور بارز فى حل أزمة الفرسان 1954، والتى جعلت عبد الناصر يعينه وزيرا للداخلية)، وصلاح نصر، وحمزة البسيوني(اللواء حمزة البسيونى تخرج فى الكلية الحربية، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك فى ثورة 23 يوليو 1952 وهو برتبة رائد، كلف إدارة السجن الحربى فى عهد جمال عبد الناصر قبل أن يطلق الرئيس محمد أنور السادات سراح المعتقلين)، وجلال هريدى (الفريق فخرى (اللواء) جلال محمود هريدي، أسس أول فرقة صاعقة مصرية عام 1955، وقد نجا من حكمين بالإعدام، أحدهما فى سورية، عندما كان قائدا للقوات فى محافظة اللاذقية خلال فترة الانفصال عن مصر عام 1961، كما حاكمه عبد الناصر بتهمة محاولة قلب نظام الحكم مع 70 ضابطا ليحكم عليه بالإعدام، وخفف بعدها الحكم إلى السجن المؤبد).
لم يتوقع عبد الناصر رفضى لكل عروضه مقابل الإفراج عني، فكانت النتيجة أننى أصبحت المتهم رقم واحد فى قضية قلب نظام الحكم، والاستيلاء على السلطة بالقوة.
تحملت الاتهامات بكل ما تضمنته من تلفيق، وظل يسيطر على هاجس أن الشخص الذى ينبغى وقوفه فى قفص الاتهام هو عبد الناصر، لأن سياساته المتهورة وأفكاره الأحادية هى التى أدت بنا إلى هذه الحال المتردية.
ومع ذلك فإن الواقع فى مصر غالبًا ما يأتى على غير المتوقع، كأن هذا الشعب مكتوب عليه أن يزداد الظالم ظلمًا، والفقير فقرًا، والمريض مرضًا والجاهل جهلاً، فلا أمل حتى فى الثورة التى تعلقت آمال وطموحات الناس فيها لتخلصهم من الفساد والظلم والتسلط، فإذا بعبد الناصر ينفرد بالحكم ويحدد بمفرده مصير الأمة، كأننا ندور فى حلقة مفرغة، والضحية عادة يكون الشعب المغلوب على أمره!
واجهت بشجاعة المحاكمة، وفندت التهم التى وجهتها لى هيئة المحكمة التى رأسها حسين الشافعي (حسين محمود الشافعى 2005 -1918) نائب رئيس الجمهورية فى الفترة من (1963-1974) وأحد أبرز الضباط الأحرار وشارك بدور كبير فى نجاح ثورة 23 يوليو 1952)، وبعضوية رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض، وقائد المنطقة المركزية اللواء سليمان مظهر، إلى جانب أعضاء مكتب التحقيق والادعاء برئاسة كل من المستشارين على نور الدين، وعوض الأحول.
فى جلسات طويلة وممتدة فى مقر مجلس قيادة الثورة على كورنيش النيل جرت وقائع المحاكمة، كان حضور الصحافة والإعلام فيها لافتًا.
كما تكررت المشادات الساخنة بينى وبين المنصة حول أكثر من نقطة أو تفصيل، لأن مَن يحاكموننى كانوا بعيدين عن السلطة، ولم يكن لدى غالبيتهم ما توافر لدى من معلومات وحقائق، كانوا غير مطلعين عليها، مما أوقعهم فى حرج شديد أمام ممثلى وسائل الإعلام المختلفة.
طبعًا لم أكن مقتنعًا بالمحكمة ولا بالمحاكمة، هذا ما يبدو من خلال الصور والتسجيلات، فكان لسان حالى يقول للجميع: نحن أبرياء، وإذا أراد عبد الناصر أن يحكم علينا بالإعدام فعليه أن يعدمنا بعيدًا عن مهزلة المحكمة التى كنتُ أراها صورية، وليس لديه أدلة كافية لإدانتنا.
لم يكن هذا هو انطباعى وحدي، بل يشاركنى فيه جميع المتهمين فى القضية، لكن كنتُ أنا وصلاح نصر الأكثر شراسة فى التعامل مع هيئة المحكمة، لأننا كنا جزءًا مهما من نظام عبد الناصر، ونعرف الكثير عن أسلوبه فى إدارة شئون الدولة أكثر مما يعرفه رئيس المحكمة ومساعدوه.
فى أغسطس عام 1968 وبعد معاناة و"حرق أعصاب" طوال جلسات المحاكمة، صدر الحكم على أنا والمتهمين الرئيسيين بالأشغال الشاقة المؤبدة.
لم تصدمنى الأحكام، بل على العكس توقعت أن يصدر الحكم بالإعدام، لكننى كنتُ واثقًا من أن عبد الناصر لن يوافق على إعدامنا، ولا أعرف الأسباب بدقة، بل كان مجرد شعور تملكنى بعد صدور الحكم.
تكررت محاولات عبد الناصر بالعفو عني، وربما عن صلاح نصر وعباس رضوان، لكن المؤكد أنه كان يأمل فى إخراجى من السجن لمساعدته فى السيطرة على ملف القوات المسلحة، لأنه لا يأمن لغيرى تنفيذ هذه المهمة، وهو واثق ومطمئن.
وكما تكرر عرضه بالإفراج عنى تكرر أيضاً رفضى تقديم الاعتذار، واستمر الأمل يراود عبد الناصر أن أعتذر وأندم على انضمامى إلى جانب المشير حتى وافته المنية، وبقى كل منا على موقفه، هو أصر على أن يقدمنى للمحاكمة، وأنا أنفذ الحكم القاسي، ومن جانبى قررت تحمل تبعات قرارى مهما كانت المعاناة.
لا أعرف على وجه الدقة لماذا اتخذتُ هذا الموقف من جمال عبد الناصر؟ رغم قربى منه، وثقته في، واهتمامه الدائم بى منذ أن تقابلنا للمرة الأولى على أرض فلسطين حتى يوم 7 يونيو 1967 فى أعقاب الهزيمة، وتراجعه فى آخر لحظة عن ترشيحى رئيسًا للجمهورية بعد مشاوراته مع المشير التى انتهت باستقالتهما وتكليفى إدارة شئون البلاد كرئيس للجمهورية فى مرحلة ما بعد الهزيمة.
الانهيار المفاجئ للثقة بيننا كان بسبب إحساسى أنه يسعى إلى توريط المشير أو أنا أو أى طرف آخر لتحمل مسئولية أكبر هزيمة تتعرض لها مصر فى التاريخ المعاصر، رغم أنه صانع القرار الأول فى الدولة، وكان الجيش والشعب يسيران خلفه كالعميان، بسبب الثقة المفرطة فيه وفى تحمله للأمانة.
كل هذا جعلنى أرفض قبول أى مبادرة للإفراج عني، وخصوصا تلك المشروطة بالاعتذار المزعوم، كما أن ذلك الإفراج كان أيضاً يعنى العودة إلى التعاون معه وتحمل المسئولية إلى جانبه، وهذا ما كنتُ قد قررت الإقلاع عنه تمامًا، بل وتعمق لدى الابتعاد عن أى عمل عام أو رسمي.
لقد اعتاد عبد الناصر مساومتى بهذه الطريقة، حيث أذكر أنه فى أثناء أزمته الأولى مع عبد الحكيم عامر عندما لوح المشير بالاستقالة فى وجه عبد الناصر، وتحالف مع مجموعة من الضباط الأحرار فيما عرف بـ"الانقلاب السلمي" للحد من انفراده بالسلطة المطلقة وحده عام 1962 حاول عبد الناصر وقتها إقناعى ومساومتى أن أكون وزيرًا للحربية بدلا من عبد الحكيم عامر، على أن يتم ترقيتى بعد ذلك للرتبة المناسبة، لأكون قائدًا عاما للقوات المسلحة، وكنت لا أوافق على هذا التفكير لسببين، الأول أننى لم أكن مؤهلا لهذه القيادة، فقد كنت برتبة ملازم أول عندما تركت الشئون العسكرية وانتهت مؤهلاتى عند التأهيل الأساسي، وهو فرقة قادة الفصائل، وفرقة الأسلحة الصغيرة وفرقة الشئون الإدارية اللازمة للترقية إلى الرتبة التالية، لكن عبد الحكيم عامر قبل أن يصبح قائدًا عاما كان فى رتبة الصاغ (رائد) وكان من خريجى كلية أركان حرب، وهى أعلى المؤهلات العسكرية فى ذلك الوقت، والسبب الثانى هو أننى كنت قد قررت الخروج من الجيش مع عبد الحكيم عامر، حتى اننى عندما أقدمت على الزواج عام 1963 كنت قد أخبرت المهندس مصطفى رشدى والد زوجتى المقبلة، وقبل أن تتم الخِطْبة والزواج أننى لن أبقى فى منصبى إلا لفترة قصيرة، وقد أحدث ذلك هلعًا فى عائلة الزوجة، مما أدى بالمشير عبد الحكيم عامر إلى أن يدعو المهندس مصطفى رشدى إلى منزله ليطمئنه أننى عندما أترك الحكم فلن أكون معاديا للنظام، وبذلك حدثت الطمأنينة وتم الزواج.
فى أحد أيام سبتمبر عام 1970 كنتُ أجلس فى فناء سجن طرة إلى جانب سيف الإسلام حسن البنا ابن مؤسس جماعة "الإخوان" حسن البنا، وسمعنا نبأ وفاة عبد الناصر. فجأة شعرت بانقباض شديد، وانتابنى شيء من الألم والحزن العميق، ومر أمامى شريط من الذكريات التى جمعتنى بكل من عبد الناصر والمشير من أيام حرب عام 1948 ومعارك الفالوجا، ثم التخطيط للثورة، وما تلاها من أحداث كانت عاصفة… انفصلتُ عن المحيطين بى بعد أن تمنيت أن أطوى كل ما حدث وأشارك فى جنازته.
 
للتاريخ: ٢٦ مايو ١٩٦٧ أي قبل الضربة الاسرائيلية بتسعة ايام، الملك فيصل يخبر جمال عبدالناصر بأن اسرائيل ستهجم على مصر ويدعوه للبدء في الهجوم فالمنتصر هو من سيهجم أولا.

وفي نفس اليوم، الملك فيصل يدعوا العالم العربي للبدء بالهجوم على اسرآئيل. المصدر كتاب فيصل الرجل الانسان مطبوع من قبل مؤسسة الملك فيصل الخيرية، المصدر الاخر: كتاب مقاتل من الصحراء لخالد بن سلطان.

Screen Shot 2016-07-01 at 4.22.28 PM.png
 
عودة
أعلى