هل كان السادات خائنًا في حرب أكتوبر؟

إنضم
30 سبتمبر 2014
المشاركات
372
التفاعل
553 0 0
هل كان السادات خائنًا في حرب أكتوبر؟
ولماذا أمر بالهجوم بلا غطاء جوي؟

كتب الأخوة عن مشكلة تطوير الهجوم نحو المضايق في سيناء في حرب أكتوبر 1973 يوم 14 أكتوبر..
وهو كلام طويل.. واستشهدوا بكلام خبراء ومعاصرين للحدث مهمين وأبرزهم الفريق (الشاذلي)، ولأن كل ما ذكروه موثق فليس هناك خلاف على (ماذا حدث؟)، ولكن الخلاف هو حول (لماذا حدث؟)، الأخوة رجحوا طبعًا رأي الشاذلي وآخرين من أنه خيانة من السادات، ولكني أختلف مع هذا الرأي وكتبت عليهم التعليق التالي:

أنا قرأت كثيرًا مما كتبه معاصرون عن حرب أكتوبر ووثائق وغيره، ومنها مراجع إسرائيلية وأمريكية بجانب المصرية والعربية طبعًا.. وأختلف مع الفريق الشاذلي كما مع السادات، الأمر بكل دقة أن الشاذلي يقيم الأمر بطريقة عسكرية بحتة، لا يضع في اعتباره الأبعاد السياسية لقرار تطوير الهجوم قبل إنهاء الوقفة التعبوية، ودون مد مظلة الدفاع الجوي إلى داخل سيناء لتغطي الهجوم المصري بالمدرعات..

بينما السادات وضع في اعتباره الأبعاد السياسية لتطوير الهجوم في هذه اللحظة، وهي أن دمشق كانت ستسقط تحت الاحتلال الصهيوني، لأن إسرائيل ركزت جهدها العسكري في ، وبدأ جيش سوريا ينهار فضلاً عن قرب دمشق من الجبهة، وسقوط عاصمة عربية أمام إسرائيل كان يمثل مشكلة سياسية للسادات، لا سيما أنه كان القائد الأعلي للقوات العربية بالجبهتين السورية والمصرية، كما كان أحمد إسماعيل القائد العام للجبهتين..

فهذا لب خلافهما: السادات يضغط عسكريًا أيًا كانت الخسائر ليشد انتباه وجهد إسرائيل لسيناء، ليسحب من جهدها المركز على بعد 30 كم من دمشق، ليمنع سقوط عاصمة عربية ويعتبر أي خسائر عسكرية في سبيل ذلك أمرًا بسيطًا محتملاً، بينما الشاذلي لا يعنيه سقوط دمشق في شيء فكل ما يهمه المعايير العسكرية السليمة وتطبيق الخطة الموضوعة.. فهذا أحسن وهذا أحسن كلٌ في مجاله، وهذا أساء وهذا أساء أيضًا إذ كان يلزم وضع حل عسكري وسطًا يجذب الجهد الصهيوني إلى سيناء ويبعده عن دمشق، وفي نفس بلا خسائر انتحارية كالتي ذكرها الشاذلي..

والحاصل إننا يجب أن ندرس الأمور بعدل وعمق كي نتعلم من هذه المواقف تمهيدًا للاستفادة المستقبلية في هذه المجالات.. أما السادات فاتهامه بالخيانة يمكن توجيهه في مجالات أخرى أبرزها خيانته لدينه وعقيدته وليس في هذا المجال..

ولا بد من أن نلاحظ أن هناك فيروسًا أصاب الفكر السياسي والإستراتيجي العربي من جراء تمثيلية القومية العربية، التي كتبها (مايلز كوبلاند) والمخابرات الأمريكية وكتب لها السيناريو والحوار (محمد حسنين هيكل)، وقام ببطولتها وإخراجها (جمال عبد الناصر)، هل تعلمون ما هو هذا الفيروس الفكري.. إنه فيروس الاهتمام بالمظهر العنتري والشعارات العنترية، بأكثر من الجوهر الحقيقي للممارسات والقوة السياسية والإستراتيجية، ولذلك فنحن نجد الجميع (والقادة قبل الأعضاء) يهتم باستعجال رفع الشعارات أو الإعلان عن أشياء هي من مظاهر القوة السياسية والإستراتيجية دون تحقيق جوهرها وحقيقتها على الأرض -إعلان الخلافة الآن مجرد مثال حالي-..

ولو سألت الآن الجميع ما هي عوامل القوة الحقيقية؟ لجاءت الإجابات بخلاف كثير، ولن يكون خلافًا صحيًا لأنه سيكون خلافًا على أبجديات لا يجوز الخلاف حولها ولا يجوز جهلها، والحاصل أن هذا يؤثر حتى في تحليلات كبار من المتخصصين في السياسة والإستراتيجية؛ لأنهم متأثرون بهذا الفيروس بالإضافة طبعًا للمغرضين الذين لهم غرض في تصفية حساب مع هذا الطرف أو ذاك..

ومن هذا الأمر ما نناقشه الآن بشأن تطوير الهجوم نحو المضايق في سيناء دون غطاء جوي، ولم يكن تطوير الهجوم ولا نقده من هذه العنترية، إنما العنترية جاءت في أشياء أخرى مما انتقد على السادات في هذه الحرب -حرب أكتوبر 1973-، ومنها تصريحه لأمريكا بهدفه من الحرب وأنها حرب محدودة ولن يطورها، وهذا كرره السادات في مراسلات وفي مكالمات تليفونية، ويتخذ ذريعة لاتهام السادات بالخيانة، وفي الواقع كان السادات مضطرًا لذلك.. أتدرون لماذا؟

لأن إسرائيل كان لديها رادع نووي، بينما لم يكن لديها ما يردع النووي الإسرائيلي -اللهم إلا المساندة السوفيتية والسادات لم يكن يثق في السوفيت وهو محق طبعًا-، ومن هنا فهو أراد أن يسلب إسرائيل ذريعة استخدام السلاح النووي، على الأقل يسلبها ذلك أمام أمريكا.. وبعد الحرب ربما بأكثر من عشر سنوات -لا أتذكر التاريخ بالضبط- كشفت الوثائق أن إسرائيل كانت فعلاً حضرت عشرات القنابل النووية وحملتها على طائرات في مطار بشمال إسرائيل، تمهيدًا لقصف مصر وسوريا إثر هزائم الأيام الأولى من الحرب، بينما الولايات المتحدة هي التي منعتها من استخدامها -بغض النظر عن التفاصيل-.

ونفس الشيء ينطبق على طريقة تعامله مع الثغرة! وإن كان يوجد أمر آخر بالنسبة للثغرة وهو جبن السادات، لأن كيسنجر هدده بعدم إبادة الثغرة وإلا سيتدخل الجيش الأمريكي، لكن لو حاكمنا الثغرة بشكل صحيح وعادل فالمسئول عن حدوثها أخطاء من الشاذلي وقيادة الأركان، حيث كانت توجد فجوة بين الجيشين الثاني والثالث لا يحرسها ولا يراقبها أي من الجيشين، وعبرها تسربت القوات الصهيونية..

أما كون السادات رفض إبادتها ومعها الجيش الثالث المحاصر-(لو فرضنا أنه كان لديه القدرة العسكرية لذلك عبر الطائرات-، فهذا مرجعه أمران: جبن السادات أمام تهديد كيسنجر، وأيضا أنه كان قرر تسليم كافة أوراق القضية لأمريكا، فلم يرد أن يخسر أمريكا وفعلاً نجح -رغم خلافنا مع هذا المنهج- حسب مذهبه، إذ كشفت الوثائق بعد ذلك بنحو 30 عاما أن كيسنجر -رغم أنه يهودي- مارس ضغطًا على إسرائيل بشأن الجيش الثالث، وأكد لهم أنه لا أمريكا ولا روسيا ستسمح لإسرائيل بأن تمسك بالجيش الثالث حيث كانت إسرائيل تطالب الجيش بالاستسلام.

والمحصلة في رأي أن ما فعله السادات لم يكن خيانة إنما كان تقديرًا إستراتيجيا نتفق معه في بعضه ونخالفه في بعضه، وبشكل عام هو تمرين ذهني إستراتيجي لنا جميعًا الآن عبر تأمله والتفكر فيه ومناقشته.
 
عيب اخي الكريم
مصيبتنا ان منجر اﻻنهزامات نقدسهم و نخلدهم ابطاﻻ و من جاء باﻻنتصارات نخونهم اظن ان حرب 73 شهدت كم تخوين مهول للرؤساء و القيادات العربية من قبل القوميين و اصحاب الشعارات الفارغة الدي نرى اليوم انهم يسبحون و عارقون في الخيانات الحقيقية ﻻ يغرنك الشعارات و القومية الفارغة فالموت ﻻمريكا و الموت ﻻسرائيل .. و سنرمي اسرائيل في البحر وووو مجرد حجاب لخيانات ضخمة جرت في الكواليس ..
 
الناصريون طايحين تشكيك بالسادات
وبالنسبة لي ارى الناصريون اخفقوا في حين نجح السادات
وهذا الامر يجعلهم في مضاضه
 
عيب اخي الكريم
مصيبتنا ان منجر اﻻنهزامات نقدسهم و نخلدهم ابطاﻻ و من جاء باﻻنتصارات نخونهم اظن ان حرب 73 شهدت كم تخوين مهول للرؤساء و القيادات العربية من قبل القوميين و اصحاب الشعارات الفارغة الدي نرى اليوم انهم يسبحون و عارقون في الخيانات الحقيقية ﻻ يغرنك الشعارات و القومية الفارغة فالموت ﻻمريكا و الموت ﻻسرائيل .. و سنرمي اسرائيل في البحر وووو مجرد حجاب لخيانات ضخمة جرت في الكواليس ..
اقراء المقال ثانى اخى الكريم هذا المفال يمدح السادات لذكائه ولانه سبق عصره انظر الى الآراضى المحتله الآن اصبحت امر واقع لاسف سواء الجولان
 
السادات كان ولا يزال من الرؤساء العرب القلة الذين احترمهم على كل الأصعدة
 
اقراء المقال ثانى اخى الكريم هذا المفال يمدح السادات لذكائه ولانه سبق عصره انظر الى الآراضى المحتله الآن اصبحت امر واقع لاسف سواء الجولان

قراته اخي الكريم و تعليقي كان عاما عن التيار الدي يشكك في السادات فاحترامي للرجل كبير جدا فقد قام في عهده بثورة ضخمة في صمت و بشجاعة نادرة في القادة السياسيين حيث تحمل مسؤوليته الكاملة بواقعية كبيرة و وضع مصر في السكة الصحيحة لكن لﻻسف امتدت اليه ايادي الغدر الصهيونية ﻻنه كان من المستحيل ان يترك ليكمل المشوار ...
يكفي انه القائد الوحيد الدي اعرفه في العصر الحديث الدي لم يتوقف عنده الزمن في انتصار حرب اكتوبر بل اكمل المشوار و هنا اجد اوجه الشبه بينه و بين ملك المغرب ان داك الحسن الثاني حيت ان في نظرتهم اﻻستراتيجية اﻻستقرار اهم شيء لبناء الوطن في صمت و كان جوابه لاحد الجنراﻻت الدي انتقد دعوته لوقف الحرب حيث قال له هل ستضمن لي هده الحرب استقرارا لثﻻثين سنة المقبلة ؟؟
رحم الله القائدين
 
السادات ليس بالمعصوم, ارتكب أخطاء في حياته كرئيس, الرجل من اكثر المعجبين به علي المستوي العقلي ومهارة إدارة أوراق لعبة السياسة الخارجية, السادات كشف لنا ان من كان قبله ليس الا مراهق ومتواضع القدرات مقارنة به

رجل دولة حقا وكان علي خطوة من الجميع, مازلت اذكر افضل عباراته حين سئل هل سيضمن الإسرائيليين ان لاتعبر قواتك اتجاهم (هجوم), الرد كان وهل ستضمن لي عدم احتلال سيناء من قبل الاسرائيلين مرة اخري؟

الجميل في السادات انه كان يعرف الجميع علي حقيقتهم
 
السادات من الرؤساء القله الذين حكموا مصر وعملوا بعيدا عن الشعارات.
 
اتمنى غلق الموضوع ...غير عسكرى وغير مفيد
غير عسكري ازاى
موضوع بيتكلم عن حرب أكتوبر 1973
حرب يعني حاجة عسكرية صح
وبيطرح آراء حول قرار السادات رحمه الله حيال تطوير الهجوم بإتجاه المضايق (أعتقد ده كمان عسكري)
إقرا الموضوع كويس وانت تعرف انه عسكري
 
غير عسكري ازاى
موضوع بيتكلم عن حرب أكتوبر 1973
حرب يعني حاجة عسكرية صح
وبيطرح آراء حول قرار السادات رحمه الله حيال تطوير الهجوم بإتجاه المضايق (أعتقد ده كمان عسكري)
إقرا الموضوع كويس وانت تعرف انه عسكري
والله انا قرات الموضوع واراى انه فيه محاولة تشويه للسادات طريقة طرح الموضوع توحى بذلك وكلام حضرتك انه موضوع عسكرى بيتكلم عن حرب اكتوبر فى رد وهو انه بيتكلم عن حرب اكتوبر من اى جهه(الجهه السياسيه وتشويه السادات)
 
والله انا قرات الموضوع واراى انه فيه محاولة تشويه للسادات طريقة طرح الموضوع توحى بذلك وكلام حضرتك انه موضوع عسكرى بيتكلم عن حرب اكتوبر فى رد وهو انه بيتكلم عن حرب اكتوبر من اى جهه(الجهه السياسيه وتشويه السادات)
بالعكس الموضوع مش تشويه للسادات الراجل بيطرح الآراء اللى اتقالت على مواقف السادات فى الحرب مش أكتر وواضح من ردود كاتب الموضوع إنه مش عاوز يشوه صورة السادات لأن مش انا ولا انت ولا كاتب الموضوع اللى هنتكلم على راجل حافظ على بلده ورجعلها كرامتها ويجي واحد متخلف أو جاهل يقول عليه خاين
وأخيراً مناقشة حرب بمنظور سياسي هو موضوع عسكري برده
تحياتي
 

اخطأ السادات انه لم يكن يبيع الشعارات بالسوق كالأخرين واستخدام الإبر المخدرة, قبل الحرب كان يقول أنا أخطط للحرب والكثير لم يصدقه, وفي السلم قال لن أحارب, وكان واضح أمام العامة

حتي في علاقته مع السوفييت و الأمريكان كان لا يجامل ويضع مستوي العلاقة أمام الجميع, البعض يقول أن صدام يمتلك كاريزما والبعض جمال عبدالناصر وفرقة تجد الحسن الثاني وكلن تفضيله

شخصيا أري أنور السادات هو أب الكاريزما, قدم دروس خصوصية بالمجان عندما تحدث عن المنطقة وعلاقات مصر الخارجية في مقابلاته و وصلت حتي شخصيات عربية وأجنبية

 
اخطاء رجل فانتصرت امة

اقبل راس ذلك الرجل الذي اخطاء هذا الخطاء الكارثي في نضركم.

حرام عليكم ان تدمروا صورة رجل اغلبكم كان بعمر 3 سنوات والبعض لم يولد اساسا ثم يأتي ويتهم السادات بالخيانه وبكل بساطه.

اخطاء من قبله نابليون فما كانت النتيجه

اخطاء هتلر نفس خطاء نابليون فما كانت النتيجه

واخطاء السادات فماذا كانت النتيجه.

اكتفي بذلك حتى لايزعل الاخوة المصريون
 
براي الخاص السادات اتعس سياسي عربي فشل في الحرب و فشل في السلم.
 
براي الخاص السادات اتعس سياسي عربي فشل في الحرب و فشل في السلم.

السادات كذب على السوريين بخصوص الخطه المصريه قبل الحرب و اثناء الحرب كانت قرارته مسؤوله بشكل مباشر عت تدهور الوضع العسكري على الارض.
وعندما اتجه للسلام قبل بذات شروط الاسرائيليه التي كانت هذه الدوله تريد فرضها على مصر منذ عشرين عام قبل تلك الحرب.

السبب الوحيد لشعبيته بين المصريين هو تعبيره بشكل ما عن الشوفينيه المصريه تجاه العرب الاخريين و بين غيرهم لانه انها خصم اقليمي.
 
هل كان السادات خائنًا في حرب أكتوبر؟
ولماذا أمر بالهجوم بلا غطاء جوي؟

كتب الأخوة عن مشكلة تطوير الهجوم نحو المضايق في سيناء في حرب أكتوبر 1973 يوم 14 أكتوبر..
وهو كلام طويل.. واستشهدوا بكلام خبراء ومعاصرين للحدث مهمين وأبرزهم الفريق (الشاذلي)، ولأن كل ما ذكروه موثق فليس هناك خلاف على (ماذا حدث؟)، ولكن الخلاف هو حول (لماذا حدث؟)، الأخوة رجحوا طبعًا رأي الشاذلي وآخرين من أنه خيانة من السادات، ولكني أختلف مع هذا الرأي وكتبت عليهم التعليق التالي:

أنا قرأت كثيرًا مما كتبه معاصرون عن حرب أكتوبر ووثائق وغيره، ومنها مراجع إسرائيلية وأمريكية بجانب المصرية والعربية طبعًا.. وأختلف مع الفريق الشاذلي كما مع السادات، الأمر بكل دقة أن الشاذلي يقيم الأمر بطريقة عسكرية بحتة، لا يضع في اعتباره الأبعاد السياسية لقرار تطوير الهجوم قبل إنهاء الوقفة التعبوية، ودون مد مظلة الدفاع الجوي إلى داخل سيناء لتغطي الهجوم المصري بالمدرعات..

بينما السادات وضع في اعتباره الأبعاد السياسية لتطوير الهجوم في هذه اللحظة، وهي أن دمشق كانت ستسقط تحت الاحتلال الصهيوني، لأن إسرائيل ركزت جهدها العسكري في ، وبدأ جيش سوريا ينهار فضلاً عن قرب دمشق من الجبهة، وسقوط عاصمة عربية أمام إسرائيل كان يمثل مشكلة سياسية للسادات، لا سيما أنه كان القائد الأعلي للقوات العربية بالجبهتين السورية والمصرية، كما كان أحمد إسماعيل القائد العام للجبهتين..

فهذا لب خلافهما: السادات يضغط عسكريًا أيًا كانت الخسائر ليشد انتباه وجهد إسرائيل لسيناء، ليسحب من جهدها المركز على بعد 30 كم من دمشق، ليمنع سقوط عاصمة عربية ويعتبر أي خسائر عسكرية في سبيل ذلك أمرًا بسيطًا محتملاً، بينما الشاذلي لا يعنيه سقوط دمشق في شيء فكل ما يهمه المعايير العسكرية السليمة وتطبيق الخطة الموضوعة.. فهذا أحسن وهذا أحسن كلٌ في مجاله، وهذا أساء وهذا أساء أيضًا إذ كان يلزم وضع حل عسكري وسطًا يجذب الجهد الصهيوني إلى سيناء ويبعده عن دمشق، وفي نفس بلا خسائر انتحارية كالتي ذكرها الشاذلي..

والحاصل إننا يجب أن ندرس الأمور بعدل وعمق كي نتعلم من هذه المواقف تمهيدًا للاستفادة المستقبلية في هذه المجالات.. أما السادات فاتهامه بالخيانة يمكن توجيهه في مجالات أخرى أبرزها خيانته لدينه وعقيدته وليس في هذا المجال..

ولا بد من أن نلاحظ أن هناك فيروسًا أصاب الفكر السياسي والإستراتيجي العربي من جراء تمثيلية القومية العربية، التي كتبها (مايلز كوبلاند) والمخابرات الأمريكية وكتب لها السيناريو والحوار (محمد حسنين هيكل)، وقام ببطولتها وإخراجها (جمال عبد الناصر)، هل تعلمون ما هو هذا الفيروس الفكري.. إنه فيروس الاهتمام بالمظهر العنتري والشعارات العنترية، بأكثر من الجوهر الحقيقي للممارسات والقوة السياسية والإستراتيجية، ولذلك فنحن نجد الجميع (والقادة قبل الأعضاء) يهتم باستعجال رفع الشعارات أو الإعلان عن أشياء هي من مظاهر القوة السياسية والإستراتيجية دون تحقيق جوهرها وحقيقتها على الأرض -إعلان الخلافة الآن مجرد مثال حالي-..

ولو سألت الآن الجميع ما هي عوامل القوة الحقيقية؟ لجاءت الإجابات بخلاف كثير، ولن يكون خلافًا صحيًا لأنه سيكون خلافًا على أبجديات لا يجوز الخلاف حولها ولا يجوز جهلها، والحاصل أن هذا يؤثر حتى في تحليلات كبار من المتخصصين في السياسة والإستراتيجية؛ لأنهم متأثرون بهذا الفيروس بالإضافة طبعًا للمغرضين الذين لهم غرض في تصفية حساب مع هذا الطرف أو ذاك..

ومن هذا الأمر ما نناقشه الآن بشأن تطوير الهجوم نحو المضايق في سيناء دون غطاء جوي، ولم يكن تطوير الهجوم ولا نقده من هذه العنترية، إنما العنترية جاءت في أشياء أخرى مما انتقد على السادات في هذه الحرب -حرب أكتوبر 1973-، ومنها تصريحه لأمريكا بهدفه من الحرب وأنها حرب محدودة ولن يطورها، وهذا كرره السادات في مراسلات وفي مكالمات تليفونية، ويتخذ ذريعة لاتهام السادات بالخيانة، وفي الواقع كان السادات مضطرًا لذلك.. أتدرون لماذا؟

لأن إسرائيل كان لديها رادع نووي، بينما لم يكن لديها ما يردع النووي الإسرائيلي -اللهم إلا المساندة السوفيتية والسادات لم يكن يثق في السوفيت وهو محق طبعًا-، ومن هنا فهو أراد أن يسلب إسرائيل ذريعة استخدام السلاح النووي، على الأقل يسلبها ذلك أمام أمريكا.. وبعد الحرب ربما بأكثر من عشر سنوات -لا أتذكر التاريخ بالضبط- كشفت الوثائق أن إسرائيل كانت فعلاً حضرت عشرات القنابل النووية وحملتها على طائرات في مطار بشمال إسرائيل، تمهيدًا لقصف مصر وسوريا إثر هزائم الأيام الأولى من الحرب، بينما الولايات المتحدة هي التي منعتها من استخدامها -بغض النظر عن التفاصيل-.

ونفس الشيء ينطبق على طريقة تعامله مع الثغرة! وإن كان يوجد أمر آخر بالنسبة للثغرة وهو جبن السادات، لأن كيسنجر هدده بعدم إبادة الثغرة وإلا سيتدخل الجيش الأمريكي، لكن لو حاكمنا الثغرة بشكل صحيح وعادل فالمسئول عن حدوثها أخطاء من الشاذلي وقيادة الأركان، حيث كانت توجد فجوة بين الجيشين الثاني والثالث لا يحرسها ولا يراقبها أي من الجيشين، وعبرها تسربت القوات الصهيونية..

أما كون السادات رفض إبادتها ومعها الجيش الثالث المحاصر-(لو فرضنا أنه كان لديه القدرة العسكرية لذلك عبر الطائرات-، فهذا مرجعه أمران: جبن السادات أمام تهديد كيسنجر، وأيضا أنه كان قرر تسليم كافة أوراق القضية لأمريكا، فلم يرد أن يخسر أمريكا وفعلاً نجح -رغم خلافنا مع هذا المنهج- حسب مذهبه، إذ كشفت الوثائق بعد ذلك بنحو 30 عاما أن كيسنجر -رغم أنه يهودي- مارس ضغطًا على إسرائيل بشأن الجيش الثالث، وأكد لهم أنه لا أمريكا ولا روسيا ستسمح لإسرائيل بأن تمسك بالجيش الثالث حيث كانت إسرائيل تطالب الجيش بالاستسلام.

والمحصلة في رأي أن ما فعله السادات لم يكن خيانة إنما كان تقديرًا إستراتيجيا نتفق معه في بعضه ونخالفه في بعضه، وبشكل عام هو تمرين ذهني إستراتيجي لنا جميعًا الآن عبر تأمله والتفكر فيه ومناقشته.


هذا يجعل سورية ومصر الدولتان الوحيدتان في العالم يعلنو حرب على دولة نووية ...:;:
طبعا مع الاخذ بعين الاعتبار ان فيتنام كانت بموقف دفاعي
 
براي الخاص السادات اتعس سياسي عربي فشل في الحرب و فشل في السلم.

لما نتحدث عن الشجاعة السياسية و الوضوح و الواقعية فهي صفات نادرة جدا في القادة خد مثﻻ لمادا عبد الناصر لم تكن لديه الشجاعة الكافية لاعﻻن بحثه عن مباحثات سرية مع الصهاينة هل كان سيبقى بطﻻ لو اعلن دلك ؟؟!!!
 
عودة
أعلى