دروس و عبر من ثورة 1 نوفمبر 1954م

emperor31

عضو مميز
إنضم
17 سبتمبر 2008
المشاركات
544
التفاعل
9 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
هاهي أربع و خمسون سنة تمر على إندلاع الثورة التحريرية الشاملة في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي بعد 124 سنة من الإحتلال المباشر الذي ألغى تماما وجود الكيان الجزائري و فرض بالحديد و النار سلطته و قانونه و ثقافته و حضارته و ظن أنه نجح نهائيا في ربط ضفتي البحر المتوسط للأبد و ضبط تعريفا لبلاده أنها تمتد من "ليل" إلى "تمنراست".
و هكذا مر الليل كئيبا ، طويلا على الجزائر حتى لاحت تباشير الفجر ليلة الإثنين 1 نوفمبر 1954م بإندلاع شرارة الجهاد المبارك الذي هز المستعمر الفرنسي و أجبره على الإستيقاظ من أوهامه و بث الأمل في الشعب بالحرية ، و لم يجد ما يقوله المستعمر سوى أنها عمليات عصابات و قطاع طرق ، لكن الحقيقة هي أن شبابا جزائريا قرر بإذن الله صنع لحظة فاصلة في سياق تاريخ الجزائر ، و أعلن بوضوح أمام العالم أجمع ماذا يريد و ماهي أهدافه في بيان أول نوفمبر الشهير. (أنقر على هذا الرابط: )
و طيلة 124 سنة قبل إندلاع ثورة أول نوفمبر 1954م، لم يذخر الشعب الجزائري لحظة في مقارعة الغزو الإستعماري الفرنسي عبر العديد من الثورات المسلحة في مختلف المناطق و التي فشلت لأسباب عديدة، و مع مطلع العشرين تحولت مقاومة الغزو إلى تطوير الوعي السياسي و الثقافي للشعب الجزائري كما فعل الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر مؤسس أول نموذج للدولة الجزائرية الحديثة مرورا بنشاطات علماء الجزائر كالشيخ عبد الحميد بن باديس الذين توجوا أعمالهم بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمناسبة مرور قرن على الغزو و ركزوا على إظهار الهوية الإسلامية الحقيقية للشعب الجزائري و كانوا رحمهم الله بعيدي النظر و واقعيين و استهدفوا تنشأة جيل جديد مشبع بالقيم الأصيلة للشعب الجزائري، يملك مناعة ضد أي تأثير ثقافي فرنسي على شخصيته ، بالموازاة مع ذلك برز تيار إستقلالي في العشرينات يستعمل الوسائل السياسية في النضال تزعمه مسيلي أحمد (الشهير بمصالي الحاج) مع وجود أقلية نادت بالإندماج متأثرة بمبادئ الثقافة الفرنسية.
و في سياق الحرب العالمية الثانية و ما حدث لفرنسا أثناءها ، كانت أيام نهاية الحرب التي انتصر فيها الحلفاء مجزرة ارتكبت في حق شعبنا ، في حوادث 8 ماي 1945م التي شكلت حدثا فاصلا فمن جهة أدرك الشعب الجزائري الوجه الحقيقي للإستعمار و سقطت وعوده بسبب حوادث الحرب كما إنتهت أسس تيار الإندماج نهائيا و لم يعد يقنع أحد، و اتجه أنصار التيار الإستقلالي للتحضير للكفاح المسلح مقتنعين أنه السبيل الوحيد لإسترجاع الإستقلال و كانوا مدعمين بشباب متقدي الحماس و معظمهم من نتائج استراتيجية جمعية العلماء المسلمين.
و قبل عام 1954م حصل خلاف عميق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية (الواجهة السياسية للتيار الإستقلالي بزعامة مصالي الحاج) فقد كانت القيادة ترى عدم كفاية تحقيق شروط بداية العمل المسلح، و هنا قرر مجموعة من الشباب إتخاذ زمام المبادرة فعالم مابعد الحرب العالمية الثانية شهد بروز حركات تحررية عديدة بالإضافة إلى آثار الهزيمة الساحقة التي مني بها الجيش الفرنسي في ديان-بيان-فو في فيتنام ، و أدرك الشباب بعد مناقشات مفصلة أن الوقت ملائم تماما لإندلاع ثورة تحريرية في الجزائر و أن إمكانية نجاحها ممكنة و هكذا تم التحضير لإنطلاق الرصاصة الأولى ليلة الفاتح نوفمبر 1954م.
إن هذا الحدث الفاصل يشكل لنا نحن أجيال الجزائر الحرة ، دروسا و عبرا نستخلصها فيما يلي:
- ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة: هذا هو ما يفهمه أي عدو سلب أرض و إرادة و حرية شعب عبر التاريخ (و هو ما يصلح تماما في حالة فلسطين حاليا) ،لا يعني هذا استبعاد أي حوار مع العدو لكن الضغط العسكري المتزامن مع أي مفاوضات هو الذي يحقق الهدف و من موقع قوة.
- التخطيط المحكم و الإعتماد على النفس و الترفع عن أي قضية هامشية تفرق بين الإخوة و التركيز على محاربة العدو هي أهم عوامل نجاح أي حركة وطنية تحريرية.
-و أهم عامل في نجاح ثورة أول نوفمبر هي نية مفجريها الأوائل إعتبارها جهادا خالصا في سبيل الله، فكانت الصيحة الخالدة "الله أكبر" هي إعلان بداية أي هجوم ضد العدو كما وصف المقاتلون بالمجاهدين و القتلى بالشهداء ، و الأجمل أنه رغم طول مدة الغزو الفرنسي لم ينس آباؤنا استخدام تراثنا الإسلامي في التحضير للعمليات فكانت كلمة السر في تلك الليلة المباركة هي: "خالد-عقبة" تيمنا ب خالد بن الوليد و عقبة بن نافع.
- تحديد هدف واضح لأي كفاح مسلح ، و كما تحقق هدف الإستقلال أخيرا يوم 5 جويلية 1962م لكنه فقط نهاية الجهاد الأصغر ، و تبدأ مرحلة الجهاد الأكبر و هي مسؤولية كبيرة و أمانة عظيمة نتحملها إلى الآن مهما كانت الظروف ، و التي وضعت لها الخطوط العريضة في بيان أول نوفمبر 1954م.
 
لقد كانت و لا زالت الثورة الجزائرية مشعلا لكل من يتوق للحرية و هي التي الان تدرس في اغلب الجامعات....
شكرا لك على المجهود
 
* نعم أخي الكريم فإن ثورة 1 نوفمبر 1954م هي نموذج قدمه الشعب الجزائري للعالم أجمع و العبرة منها هي ملك لكل الأحرار في الدنيا بأسرها.

* لأنه لو لم تندلع هذه الثورة و بالشروط الناجحة لكنا اليوم إحدى مقاطعات ما وراء البحار الفرنسية.... لذلك قيل أثناء الإستقلال: يا محمد (و يقصد رسول الله-صلى الله عليه و سلم-) مبروك عليك ..الجزائر رجعت ليك

103087232.jpg

محمد بوضياف​
مصطفى بن بولعيد​
العربي بن مهيدي​
مراد ديدوش​
رابح بيطاط​
عثمان بلوزداد​
محمد مرزوقي​
الزبير بوعجاج​
لخضر بن طوبال​
عمار بن عودة​
مختار باجي​
إلياس دريش​
بوجمعة سويداني​
أحمد بوشعيب​
عبد الحفيظ بوصوف​
بن عبد الملك رمضان​
محمد مشاطي​
عبد السلام حباشي​
رشيد ملاح​
السعيد بوعلي​
يوسف زيغود​
عبد القادر العمودي​


هذه صورة و قائمة "المجموعة 22" الذين إجتمعوا سرا يوم 23/06/1954م بالعاصمة الجزائر و قرروا الكفاح المسلح و قد ترأس المجموعة الشهيد مصطفى بن بولعيد بصفته أكبر المجتمعين سنا (37 سنة أنذاك)
136448046.jpg

الشهيد مصطفى بن بولعيد (1917-1956) رحمه الله

و لتحقيق غاية الإجتماع إنبثقت عن المجموعة ، لجنة من 5 أفراد: مصطفى بن بولعيد ، محمد بوضياف ، رابح بيطاط ، ديدوش مراد ، العربي بن مهيدي ثم التحق بهم فيما بعد كريم بلقاسم (رحمهم الله أجمعين) و هكذا تشكلت "مجموعة الستة (06)" التي كان كل عضو فيها مسؤول على إنطلاق الثورة ليلة 1 نوفمبر 1954م في مختلف المناطق ، بالإضافة إلى تواجد أحمد بن بلة ، حسين آيت أحمد ، محمد خيدر (رحمه الله) في القاهرة بمصر.
860004175.jpg

مجموعة الستة (06)
الواقفون من اليمين إلى اليسار: محمد بوضياف ، ديدوش مراد ، مصطفى بن بولعيد ، رابح بيطاط
الجالسون من اليمين إلى اليسار: العربي بن مهيدي ، كريم بلقاسم​
 
بعض الصور للمجاهدين الجزائريين أثناء الثورة 1954-1962

380575080.jpg




150883646.jpg



806914161.jpg
 
فعلا اخي الثورة التحريرية اعطت لنا دروس في المثابرة والكفاح المسلح والتضحية من اجل الوطن .
تحياتي .
 
شكرا اخي وبارك الله فيك اما بعد فاريد القول ان الاحتفال بالثورة هو في حد ذاته ثورة ضد كل مخلفات الاستعمار ومبادئه وسلبياته وافكاره ودنائسه وكل خبائثه التي سعى جاهدا لغرسها في المجتمع المسلم الجزائري والتي تبقى اثاره مستمرة في ابنائنا وبناتنا وشبابنا الجزائري الذي جبل على الثورة والانعتاق
 
المرأة الجزائرية ساهمت بقوة في الثورة ....


445547753.jpg


و تظهر هنا المجاهدة جميلة بوحيرد في الموقع الثاني على اليمين
 
من قلوبنا ومن عقولنا ومن أعماق أعماق وجداننا ’’نهنئ الجزائر وشعب

الجزائر وثوار الجزائر’بذكرى انطلاق ثورتهم العملاقة ثورة المليون ونصف

المليون شهيد هذه الثورة التي أسست وزرعت في تربة الحق والعدل

مفاهيم لا تمحيها السنين أو الأيام وقالت بأعلى صوتها مجلجلة أن الحق

يهزم القوة وان القوة مهما بلغ عنفوان حضورها مهزومة فهي باطل والباطل

دوما مهزوم وان طالت سنين هزيمته هذه الثورة العظيمة تخطت تجليات

انتصارها حدود الجزائر فتحية للجزائر ولشعبها ولدولتها ولرئيسها عبد العزيز

بو تفليقة تحية لكم يا إخواننا في الجزائر بمناسبة ذكرى هذه الثورة


ألف ألف مبروك لاخونا emporer31 ولجميع الأعضاء من الجزائر الشقيقه


Algeria%20Monument.jpg


 
شكرا للجميع على المرور...
منذ قليل فقط ، كنت رفقة إخواني أبناء و أحفاد ثوار نوفمبر 54 نرفع العلم تخليدا للذكرى ....
لحظات مليئة بالعزة و الكرامة ...
تحيا الجزائر ، الممجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
 
عودة
أعلى