القبطان لوثار فون أرنولد دي لابيرير أعظم قادة الغواصات في التاريخ

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,426
التفاعل
17,565 41 0

Luther.jpg


لوثار فون أرنولد دي لابيرير
أعظم قادة الغواصات في التاريخ


تهتم الكثير من التغطيات التاريخية بحروب الغواصات بمعارك الحرب العالمية الثانية ، علي اعتبار كونها الاضخم والاكبر وربما أيضا كونها الاقرب زمنيا ، اليوم نتحدث عن لوثار فون أرنولد دي بيرير قبطان الغواصات الألماني ذو الاصل الفرنسي ، الذي اغرق 300 سفينة في معارك الحرب العالمية الأولي ، وبجانب تلك المقدرة العسكرية الفذة والفريدة من نوعها ، إلا أنه تحلي دائما بالاخلاق العسكرية الفريدة ، ملتزما بالحرب وقانونها واعرافها ، أو كان كشريحة كبري من المجتمع الأوروبي وقتها يقاتل في حرب كان يري أنه كان من الممكن اجتنابها ، أو لعل أصله الفرنسي ومولده في بولندا ، وجنسيته الألمانية ، هو من دفعه لذلك مع روابط ربطته بكثيرين من كانوا يخوضون الحرب فنجده يقول :
"" كنت أفضل أن إغرق السفن في معارك حقيقية ، لكننا كنا حريصين علي أن تكون طواقمها في قوارب النجاة ، كنا ندخلهم لأقرب ميناء ثم نغرقهم ""
والقبطان دي بيرير كما ذكرنا من مواليد بولندا في الثامن عشر من مارس 1886 ، وتتراوح أرقام السفن التي إغرقها بين 194 : 300 سفينة ، ووفقا للرقم الأقل تقدر الحمولات التي ذهبت ضحية حوادث الإغراق تلك بــ 453,716 طن ، ليصبح أعظم قائد غواصات في التاريخ وأكثرهم إغراق للسفن المعادية ، لقد نجح دي بيرير في مطلع القرن الماضي أن يستعمل ما توفر له من امكانيات ليحتل هذه المكانة التي لم ينتزعها منه أي قبطان تلاه حتي هولاء الذين خاضوا غمار الحرب الكبري الثانية ، أنه فون أرنولد دي لابيرير.
القبطان الذي أثار الرعب في المياة ، طالت به أيامه حتي شهد الحرب العالمية وتحديدا حتي العام 1941 وتشير التقارير التاريخية أنه خدم فعليا برتبة أميرال لكنه كان في المكاتب القيادية في ألمانيا ، لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة بينما كان يشارك في مفاوضات سرية مع حكومة فيشي الفرنسية التي خانت وطنها وخضعت للألمان.لم تكن أهمية عمل دي لابيرير ترتكز علي إغراق قطع بحرية من الأساطيل الحربية لدول الحلفاء ، فهو وأن فعل ذلك فقد كانت قليلة ، أما الهدف الرئيسي لعمله كان منع حمولات السفن المدنية بما تحمله من أمدادات حيوية للغاية للمجهود الحربي لدول الحلفاء من الوصول إلي مقاصدها ، كان الأمر أشبه بقطع عروق شخص ما عوضا عن تسديد ضربة إلي رأسه ، ويقول عنه الكاتب ستيوارت هاداواي -مؤرخ عسكري تخصص في الحربين العالميتين الأولي والثانية- في كتابه " Pyramids and Fleshpots: The Egyptian, Senussi and Eastern Mediterranean Campaigns, 1914 - 16 " أنه أحد القباطنة الذين طوروا وسائل فريدة مفضلة لديهم فنقرأ :
"" أعظم قادة الغواصات في عصره ، بل وطوال الوقت هو القائد البحري لوثار فون أرنولد دي لابيرير ، الذي قاد غواصة U-35، والذي له سجلات متكررة من الإغراق خلال مسيرته القتالية في البحر المتوسط ، وكانت أفضل رحلاته في الفترة مابين 26 يوليو إلي 20 أغسطس 1916 ، حيث تمكن خلال تلك المدة من تسجيل أربعة وخمسون إغراقا (شملت سفنا بخارية وشراعية) ، وصلت حمولاتها إلي 90,000 طن ، كان أسلوبه خلال تلك الرحلة وغيرها من الرحلات هو الصعود بالغواصة إلي السطح ويقوم بأستيقاف السفن من غير أن يضع اعتبارا للخطر المحيط بفعل كذلك ، ويقول القبطان دي لابيرير فيما بعد عن أسلوبه ذلك :
(( لقد كانت رحلاتي مكبوحة متملكة لنفسها ومملة للغاية ، كنا نقوم بإيقاف السفن ، وندع الطواقم تركب قوارب النجاة ، ثم نصعد علي متنها ونتفحص الأوراق وتعليمات الإبحار الخاصة بها ، ومن ثم نقوم بإغراق الجائزة المأسورة))
ومع نهاية الحرب كان القبطان دي لابيرير قد إغرق 194 سفينة -تأكيد للرقم الأقل- بحمولة أكثر من 450,000 طن.
لقد كان هناك قباطنة آخرين أقل إنسانية في طريقة قتالهم ، العديد منهم تم إدراجه علي قائمة مجرمي الحرب البريطانية ، بعدما كانوا يفضلون إغراق السفن بدون سابق تحذير "".
كنتيجة طبيعية أصبح دي لابيرير أفضل قائد غواصات U علي مر العصور ، مستخدما الطوربيدات كثاني قاتل من عدته ، بينما تمت معظم الإغراقات بواسطة المدفع 88 مم ، ليصبح هذا الضابط من الطبقة الأرستقراطية بطلا ألميا ، شهدت له معاركه بأخلاقه وشهد له رجاله بالتواضع والمهارة وأحترام رجال طاقمه ، وبعد أنتهاء الحرب العالمية الأولي خدم في صفوف البحرية التركية حتي عاد للقتال من جديد هذه المرة في الحرب العالمية الثانية كما ذكرنا في بداية الموضوع.

المصادر :

منتدى المعرفة للدراسات الاستراتيجية :


ويكبيديا الأنجليزية
متحف الحرب الإمبراطوري في المملكة المتحدة


منتدى المعرفة للدراسات الاستراتيجية :


عن موقع المجموعة 73 مؤرحين
 
عودة
أعلى