العلاقات المغربية العثمانية والصراع على الخلافة

إنضم
29 ديسمبر 2007
المشاركات
1,053
التفاعل
18 0 0
المحور الأول: العلاقات المغربية العثمانية.

1 - العلاقات المغربية العثمانية: مرحلة الصراع والتوتر.

تطرح العلاقات المغربية العثمانية إشكالية مزدوجة فمن جهة:

هناك قلة المصادر والتي يوجد غالبها في الإرشيف العثماني، ومن جهة ثانية نوع المقاربة التي يمكن تبنيها من أجل فهم هذه العلاقات.1

إن علاقات المغرب مع الدولة العثمانية تكتسي أهمية خاصة، باعتبار أن المغرب ظل البلد الوحيد من بلدان العالم العربي الذي أفلت من الخضوع للإمبراطورية التركية2، كما أن المغرب كان يمثل مسرحا للصراع بين المسيحية ممثلة في الدول الأوربية، والإسلام ممثلا في دولة الخلافة العثمانية 3 .

وتزداد أهمية العلاقة المغربية العثمانية بالنظر إلى التقارب المذهبي والديني الذي ميز الطرفين (الانتماء إلى المذهب السني ).

كيف يمكن إدراك هذه العلاقات الغنية والمعقدة إلى درجة التناقض؟ والتي تشوبها أحيانا صراعات لكن تفضي أحيانا أخرى إلى نوع من الثقة المتبادلة5 ؟وما هي الميكانيزمات التي تحكمت في هذه التناقضات؟وكيف تطورت العلاقات بين الطرفين ؟ .

لا يمكن فهم طبيعة العلاقات المغربية العثمانية إلا في ظل نوعية العلاقات التي ربطت دار الإسلام / دار الإسلام6، فالمغرب والدولة العثمانية ينتميان إلى نفس المنظومة الدينية والمذهبية (إسلامية سنية) وهو الأمر الذي يعطي لموضوع العلاقات المغربية العثمانية تميزا عن نوعية العلاقات التي جمعته مع الدول الأوربية.7

وإذا كان كل من الشرفاء المغاربة والعثمانيين اكتسبوا حظوة ونفوذا على أساس قيامهما بالجهاد ضد الكافر، فقد حاول كل طرف فرض هيمنته على الطرف الآخر تحت هذا الشعار، لكن الفرق هو أن العثمانيين بفضل ما توفر لهم من موارد وإمكانات دخلوا عالم الإمبراطوريات بخلاف المغرب، فالدولة العثمانية استطاعت أن ترقى إلى المستوى الآخر الأوربي، وظل المغرب حبيس مشاكله الداخلية، ويبقى السؤال المطروح هو لماذا لم تعمل الإمبراطورية العثمانية على إخضاع المغرب بدعوى وحدة الأمة؟.

هل الأمر يتعلق بما يفرضه الامتثال للشريعة الإسلامية، والمتمثل في أن الفتح لا يمكن أن يشمل دار الإسلام ، وان الحرب لا يمكن أن تكون موجهة سوى ضد الكفار كما ذهب إلى ذلك الأستاذ بنحادة ، والحال أن المغرب بلد إسلامي8 أم أن الأمر تحكمت فيه عوامل أخرى ؟

للجواب على هذه الإشكالية لابد من العودة إلى أواخر القرن الخامس عشر، حيث عرف عالم البحر الأبيض المتوسط مرحلة مهمة جدا تجلت في بدء التفوق الأوربي في مجال التقنيات الحربية والبحرية، وهو الأمر الذي ساهم في تغيير ميزان القوى بين الضفتين دار الإسلام ودار الحرب.9

وكان من نتائج هذا التفوق احتلال الإسبان والبرتغاليين للسواحل الأطلسية والمتوسطية في الشمال الإفريقي ، وإذا كان المغرب قد استطاع التصدي للحملة الإيبرية على شواطئه بفضل الدولة السعدية الناشئة، فان بلدان شمال إفريقيا الأخرى اختارت حلا مغايرا تجلى في استقدام قوة خارجية عن البلاد وهي القوة التركية، فأمام الصعوبات التي وجدها عروج بعد فشله في استخلاص قلعة الجزائر بعث بوفد إلى استانبول سنة 1519 محملا بالهدايا والبيعة للسلطان سليم الأول هذه البيعة التي لم يتردد السلطان العثماني في قبولها ؛ لأنها فتحت الطريق لهم بسهولة للوصول إلى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط .10

ومقابل البيعة المذكورة تم تعيين خير الدين بعد مقتل أخيه عروج حاكما على جزائر الغرب، ومن ثم أصبحت شرعية الحاكم في الجزائر مرتبطة بالباب العالي11.

ومن هنا يمكننا القول : إن البدايات الأولى للعثمانيين بالشمال الإفريقي كانت نتيجة عملية الاستنجاد المقرونة بالبيعة الطوعية، وليست ناتجة عن الحرب والغزو، فالإدارة العثمانية لم يكن في نيتها ضم شمال إفريقيا بالقوة لأسباب مالية وعسكرية وطبيعية .

وبعد ضم خير الدين بمساعدة الأتراك تونس، بقي المغرب البلد الوحيد في الغرب الإسلامي الذي أفلت من التبعية العثمانية، ومن ثم يمكن تفسير طابع التوتر والحذر الذي ميز علاقات الدولتين .12

لقد أملت الوضعية السابقة الذكر على السلاطين المغاربة نهج سياية لم تراع كثيرا وضعية الانتماء لنفس الدار، لكن السياسة التي تمكن المغرب من الحفاظ على استقلاله عن الأتراك، ومن ثم تراوحت هذه العلاقة بين الحدة والتوتر من جهة، وبين التقارب والتعاون من جهة أخرى 13.

ونشير هنا إلى أن العثمانيين حاولوا منذ البداية اتباع سياسة الاحتواء اتجاه السلاطين السعديين الأوائل، وهذا ما تؤكده مضامين الرسائل العثمانية التي كانت تجس نبض هؤلاء من خلال طبيعة المخاطبة التي لم تكن تحمل أكثر من صفة لحاكم ولاية فاس، وهو ما كان يعتبر من منظور العثمانيين أن المغرب ولاية تابعة لهم14، ويتجلى ذلك أيضا في السفارة العثمانية إلى محمد الشيخ حين اقترحت عليه المساعدة لمحاربة المسيحيين مقابل الخطبة باسم السلطان العثماني15، والتي إن تحققت تعني ضمنيا تبعية المغرب للباب العالي.

ولعل هذه المحاولات العثمانية تنم عن وسيلة ذكية كانت تتوخى من ورائها تكرار النموذج الجزائري بالمغرب ، وهو ما رفضه السلطان المغربي، مما أغضب الباب العالي الذي دبر مؤامرة اغتياله.

وقد تريث العثمانيون خلال فترة حكم السلطان عبد الله الغالب ، إذ رفضوا دعم أخيه عبد الملك السعدي(1576/1578) الذي التجأ إلى الأراضي الجزائرية " إني لا أعينك على فتنة المسلمين ..." .

وقد تحكمت في مواقف عبد الله الغالب( 1557/1574) معطيات الصراع العثماني الأوربي، لكن وفاته جاءت قبل أن تكتمل سفارته إلى استانبول بقيادة التمكروتي16، لكن وعي العثمانيين أدى بهم إلى المراهنة على التدخل في الصراع الداخلي لصالح عبد الملك ضد المتوكل(1574/1576)، فدعموه بحملة انتهت بدخوله فاس وفرار المتوكل الذي لجأ إلى البرتغال .

وقد أغدق عبد الملك على الأتراك أموالا كثيرة ، وحملهم بأنواع من الهدايا مكافأة لهم، كما استمر في بعث الهدايا إلى القسطنطينية، وكان يلقي الخطبة باسم السلطان العثماني، ويسك النقود باسمه، وهذه كلها مظاهر تؤكد التبعية للباب العالي، كما أن الرسائل العثمانية للسلطان عبد الملك كانت تحضه على الجهاد والتعاون مع أمير الجزائر17، وقد ظل الباب العالي مساندا لعبد الملك السعدي، وهو ما يتجلى في مشاركة الأتراك في معركة واد المخازن بغض النظر عن طبيعة وحجم المشاركة.

لكن سرعان ما ستتغير الوضعية بعد انتصار السعديين في معركة واد المخازن ، فرغم أن المنصور (1578/1603) استمر في بعث الهدايا إلى الباب العالي، فقد دشن من جهة ملامح سياسة تختلف عن سابقه، فقد تلقب بالخليفة وأصبحت الخطبة تلقى باسمه، وكان هذا تأكيدا من أحمد المنصور على استقلالية المغرب عن الباب العالي .18

وقد استغل أحمد المنصور الأوضاع الدولية لصالحه، ولعب الورقة الإسبانية الرابحة، وهو الشيء الذي فطن له سيلفا الذي بعث رسالة إلى الملك فيليب الثاني سنة 1583 يقول فيها : " إن إمبراطور المغرب يسخر منا فهو متأرجح بين مصانعتنا ومصانعة الأتراك، فعندما يطالبه صاحب الجلالة بالعرائش يقول هيا بنا إلى الجزائر، وعندما يهدده الأتراك يقول هيا بنا إلى أسبانيا "19.

ولا شك أن التخوف العثماني من إمكانية قيام تحالف سعدي إسباني يعتبر في نظرنا من الأسباب التي جعلت العثمانيين لم يسعوا بتاتا إلى القيام بغزو شامل للمغرب، والدخول في مغامرة غير محتومة النتائج، خصوصا مع الوعي العثماني بان القوى الأوربية لن تقف صامتة إزاء مثل هذا المشروع الذي يهدد طموحاتها في السيطرة على الموارد الإفريقية انطلاقا من السواحل الأطلسية، كما نعتقد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسمح الأوربيون لقوة بحرية واحدة بالسيطرة على الطرق التجارية المتوسطية والأطلسية في آن واحد.

كما أن بعد المسافة عن استانبول ووعورة تضاريس المنطقة وحتمية التحالف المغربي الأوروبي في مثل هذه الحالة قد يجعل المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة.

كما أن هذه الفترة تزامنت مع بداية التراجع العثماني عن مخططاتها التوسعية في غرب البحر الأبيض المتوسط ، خصوصا بعد فشل حملة مالطا، وتولي سليم الثاني(1566/1574) السلطة حيث بدأ العثمانيون عزوفا عن المجابهات مع الأوربيين وتوجهوا شرق الإمبراطورية20، ولعل ما يبرز هذا التراجع عدم تلقي المورسكيين أثناء محنتهم بالأندلس أي مساندة عثمانية خلال سنة 1568، فقد كانوا منشغلين بحملة قبرص21.

وقد ازداد هذا التراجع بعد حملة ليبانتو الفاشلة سنة1571على البندقية، فقد شكلت هذه المعركة بداية نهاية التفوق العثماني في حوض البحر الأبيض المتوسـط، وإن استطاعت الدولة العثمانية إعادة هيبتها عبـر انتصارها في حلق الوادي فإنها اعتمدت في ذلك على الدعم المحلي الكبير للجزائر وتونس21.

ولا شك أن المواجهات الثلاث السابقة قد استنزفت إلى حد كبير الدولة العثمانية ماديا وعسكريا، فكانت مضطرة إلى الدخول في مفاوضات مع إسبانيا لتحقيق الهدنة (وهذا ما حصل) والتفرغ لمواجهة الصفويين والثورات الداخلية.

هذه الهدنة مع الإسبان أدت إلى تخفيف الحدة بين الطرفين، وهو ما يعني استحالة التصعيد العثماني بالتفكير في غزو المغرب.

وساهمت هذه الهدنة من جانب آخر في توتير العلاقات بين ولايات الشمال الإفريقى عموما والسلطة المركزية العثمانية، إذ يبدو أن الولاة الجزائريين لم يكونوا راضين على هذه الهدنة، ويتجلى ذلك في استمرار تحرشاتهم ضد السفن الإسبانية في البحر الأبيض المتوسط ، وامتناعهم عن أداء مستحقاتهم المالية لاستانبول22. وهو الأمر الذي دعا إلى إقرار تجريء ولايات الشمال الإفريقي، ومع ذلك ظلت التوترات مستمرة بينهما.

يمكن القول : إن السلام العثماني الإسباني خدم بشكل كبير النزعة الاستقلالية في بلدان شمال إفريقيا التابعة للباب العالي .

لا شك أن الظروف السابقة والتي تزامنت مع مشاكل العثمانيين على الواجهة الصفوية وعلى واجهة أوروبا الشرقية، توضح أن غزو المغرب لم يكن ليحقق أي نفع للدولة العثمانية سوى إلحاق مزيد من الاستنزاف بها.

في ظل المعطيات المذكورة يمكننا التأكيد أن الرهان العثماني حول ضم المغرب كان يتوخى النموذج الجزائري ، أي أن الباب العالي كان يسعى إلى أخدها برغبة ومباركة من السلاطين المغاربة ، وهو ما لم يحصل .

وبالمقابل ألا يمكننا الحديث عن أطماع للشرفاء السعديين ومن بعدهم العلويين في التوسع على حساب الأراضي التركية بالمغرب الأوسط ، خاصة وأن الشريف السعدي كان قد نظم حملات وصلت إلى تلمسان، الأمر الذي أدى بالأتراك العثمانيين إلى نهج خطاب المهادنة (عزل أمير الجزائر )، ألا يفسر هذا الخطاب التخوف العثماني من خطر التوسع السعدي؟.

أليست فكرة رسم الحدود بين البلدين والتي طرحها العثمانيون تدخل في إطار هذا التخوف؟ وكيف لا تتناقض فكرة الحدود مع الأعراف التي يؤطرها مبدأ وحدة دار الإسلام ؟

والى أي حد تجيب مسالة الحدود التي طرحها العثمانيون على إشكالية عدم ضم الأتراك للمغرب ؟ بمعنى آخر أن من يطرح مسالة الحدود لا يمكن أن يفكر في الغزو؟ .

تؤكد مجموعة من الكتابات التاريخية أن فكرة الحدود السياسية دخيلة على المنطقة المغاربية، وأن الفهم الذي كان سائدا خلال هذه الفترة هو أن دار الإسلام مجال جغرافي وفضاء حضاري يحق للمسلم أن يستوطن في مختلف جهاته، وأن الحدود لا يمكن أن تكون إلا بين دار الإسلام ودار الحرب23. فإلى أي حد يمكن اعتبار فكرة ترسيم الحدود سلوكا جديدا في تاريخ العلاقات المغربية العثمانية ؟

لقد كان الباب العالي يتخوف كثيرا من مسالة التوسع المغربي على الواجهة الغربية الجزائرية ، خصوصا وأنهم يتمتعون بالشرعية الجهادية التي منحتهم تعاطفا من القبائل الجزائرية، بالإضافة إلى شرعية النسب الشريف الذي أعطاهم الأولوية لدى العامة.

لذا حرص العثمانيون على عنصر الحدود، فكيف تم إقرار هذا العنصر في العلاقات المغربية بالأتراك في المغرب الأقصى ؟ .

لقد كان المغرب دائما يسعى إلى توسيع نفوذه شرقا، وهذا ما تجلى في كثرة الحملات العسكرية خصوصا في بدايات الحكم العلوي، وهو ما كانت السلطة التركية على وعي كبير به، لذلك كان الأتراك هم السباقين لطرح مسالة الحدود بين الطرفين، متجاوزين بذلك الفكرة السائدة عن رفض الإسلام تقسيم تراب البلدان الإسلامية، وقد استطاعت البعثة التركية إقناع الشريف محمد العلوي (1636/1664) بفكرة رسم الحدود بين المغرب والولاية التركية، وانتزعوا منه أول تعهد مكتوب بذلك، لكن الملوك العلويين ظلوا مقتنعين بإمكانية ضم مناطق على الواجهة الشرقية وهو ما تجلى في كثرة الحملات خصوصا في عهد المولى الرشيد (1666/1672) والمولى إسماعيل (1672/1727)، في حين لوح الأتراك الجزائريون بورقة الحدود واعتمدوها كسبيل لإيقاف هذه التهديدات23.

ويوحي التمسك التركي بواد تافنا كحد فاصل بين الطرفين اعتبار هؤلاء الاتفاق مع المولى محمد حجة قانونية أشهروها في وجه المولى إسماعيل 24.

خلاصة الأمر يمكننا القول : إن الأتراك حاولوا منذ العهد السعدي تطويق موقف الشرفاء بخطة الحدود المرسومة ؛ حتى يمكن حصر نفوذهم بالمغرب الأقصى، وإن فشلوا في بداية الأمر مع السعديين فإنهم نجحوا مع العلويين.

والواقع أن طموحات الشرفاء كانت تهدف إلى إحياء مشروع الإمبراطورية الموحدية الكبرى ، وقد يكون إحساسهم بالانتماء لآل البيت الدافع الأساسي لهذا المشروع ، وهو الأحقية في الخلافة الإسلامية...ولعل هذا ماجعل البعض يعتبر الصراع بين السعديين والعثمانيين صراعا حول الخلافة ، فهي تتجاوز بذلك مسالة الحدود .25

فالعماري يرى أن الخلاف بين الشرفاء والأتراك لم يكن في عمقه يدور حول مشكلة الحدود، وإنما كان يدور حول مسالتين أساسيتين

أولا: أحقية الخلافة التي كان السعديون والعلويين يعتبرون أنفسهم أحق بها من الأتراك ، وينظرون إلى هؤلاء كمغتصبين للخلافة.

ثانيا: وحدة المغرب العربي التي كانت تبدو ضرورة تاريخية وقومية.26

لقد كانت السلطة العثمانية على وعي بهذين المبدأين....لذلك حاول الأتراك تطويق موقف الشرفاء بخطة سياسة الحدود.

وهذا يعني أن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين تحكم فيها بقوة الصراع حول أحقية الخلافة .

فالعثمانيون امتلكوا مفاتيح الكعبة بتأييد شريف مكة أبو البركات27، فأصبح السلطان حامي الحرمين الشريفين وراعيا للحجاج المسلمين، بالإضافة إلى ذلك أصبحت الدولة العثمانية الحامل لراية الجهاد ، خصوصا بعد عجز المماليك عن مواجهة الإفرنج ، فتقوضت بذلك زعامتهم نهائيا كحماة للإسلام28، ومن هنا اكتسب العثمانيون أحقية الزعامة والقيادة، ومنحهم ذلك تأييد الزعامات المحلية في غالبية البلاد العربية، ومنها المغرب وهكذا نجد الفقيه ابن أبي محلي يصف السلطان أحمد العثماني بملك البحرين وإمام الحرمين الشريفين، ويرى في العثمانيين عصابة الجهاد في الحروب ، ولذلك استنفرهم للجهاد ضد من كان يسميهم عبدة الصليب،29 كما أن الحجري خصص للأتراك مكانة متميزة في رحلته "ناصر الدين على القوم الكافرين " إذ تحدث بإعجاب كبير عن دولتهم ودورهم في صيانة دار الإسلام، واعتبرهم القوة الوحيدة القادرة على مواجهة المد الأوربي " وكل واحد من السلاطين النصارى يرتعد ويخاف من سلاطين الإسلام والدين المجاهدين في سبيل رب العالمين ....وهم السلاطين الفضلا العظما ..العثمانيون التركيون ..".30

وإذ كان السلاطين المغاربة يشتركون مع العثمانيين في القيام بواجب الجهاد فإنهم ارتكزوا على النسب الشريف الذي له دلالة خاصة في مسالة شرعية الخلافة، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا كان السلاطين الأشراف يلجئون في بعض الأحيان إلى الدعاء للعثمانيين على المنابر؟ ومن ثم نتساءل هل كان هذا الاعتراف وسيلة لقطع الطريق على أي تدخل عثماني محتمل، أم أنه ناجم عن قناعة بوجوب وحدة دار الإسلام . ؟

إن الصراع حول الخلافة تحكم في كثير من الأحيان في نوعية العلاقات بين الطرفين إلى حد كبير ، ونذكر على سبيل المثال:

* اتخاذ المنصور لقب الخليفة وأمير المؤمنين بعد توليه السلطة، مما أثار حفيظة العثمانيين ، خاصة عندما استقبل سفارة من ملك بورنو إدريس ألوما الذي بحث عن دعم عسكري لمواجهة أعدائه الصونغاي. يقول القشتالي :

" … ورد الرسول ...إلى الأبواب العلية المشرفة فوافق أمير المؤمنين بحضرته العلية مراكش دار الخلافة ، فأزاح اللبس وبين الغرض فصدع لهم أمير المؤمنين … وطالبهم بالمبايعة له والدخول في دعوته المباركة التي أوجب الله عليهم … وقرر لهم … أن الجهاد الذي ينقلونه ويظهرون الميل إليه ،لا يتم لهم فرصة ولا يكتب إليهم عمله، ما لم يستندوا في أمرهم إلى إمام الجماعة الذي اختصه الله إلى يوم الدين بوصفه الشريف … وعلق لهم أيده الله الإمداد على الوفاء بهذا الشرط فالتزمه الرسول " وموازاة مع ذلك قام الأتراك بتقديم الدعم العسكري لإمبراطورية الصونغاي ، وهذا لاشك يدخل في إطار الصراع الخفي حول الخلافة وزعامة العالم الإسلامي .31

ونجد هذا الصراع الخفي حتى في رحلة التمكروتي التي دونها بعد سفارته إلى استانبول، إذ يقول : "والترك جاروا على أهل تلك البلاد وأفسدوها ، وضيقوا على أهلها في أرضهم وديارهم وأموالهم ..إلى غير ذلك من الذل والإهانة ..هذا وأهل أفريقية....في كثرة اشتياقهم وحنينهم إلى حكم موالينا الشرفاء. تالله لقد كنا من تحدثنا معه من خيار أهل تونس وأعيان مصر الذين لقيناهم بالقسطنطينية يبكون على ذلك ...ويودون لو وجدوا سبيلا إلى الانتقال إلى المغرب والتخلص إليه لاشتروه بالدنيا ومافيها .."32

إن هذا الموقف يوضح ما كان بين الكيانين من تنافس وصراع حول ولايات الشمال الإفريقي، وكان خطاب التمكروتي أكثر وضوحا في مسالة الأحقية في الخلافة، يقول : " والعثمانيون من جملة ..الموالي الذين دافع الله بهم على المسلمين، وجعلهم حصنا وسورا للإسلام ، وإن كان أكثرهم وأكثر أتباعهم ممن يصدق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وإنما كانوا حملوا الإمارة وقلدوا الأمر في الحقيقة نيابة وأمانة يؤدونها إلى من هو أحق بها .. وهم موالينا الشرفاء ملوك بلاد المغرب الذين شرفت بهم الإمامة والخلافة ، وكل مسلم لا يقول عكس هذا ولا خلافه .. وقد اجتمع المسلمون على أن الإمامة لا تنعقد إلا لمن هو من صحيح قريش، لقوله صلى الله عليه وسلم : "الخلافة في قريش " وكون ملوك المغرب أولى بهم من غيرهم "33

من هذه النصوص نستنتج أن التمكروتي لم ينكر دور العثمانيين في نشر الإسلام، لكنه ينتقل إلى مستوى ثان في التحليل وهو أن العثمانيين جائرون لم يلتزموا العدل بين الرعية ، ثم ينتقل إلى المقصود وهو من الأحق بالخلافة؟، فالتمكروتى كفقيه كان واعيا يضرورة التبعية لسلطة سياسية واحدة وهي الخلافة الإسلامية التي كان يراها من حق الشرفاء السعديين.34

ولعل مسالة تشوف سكان شمال إفريقيا إلى حكم شرفاء المغرب تثير أكثر من سؤال ، فإذا كان الأمر كذلك يقول الدكتور الغاشى لماذا لم يتوجه سكان هذه المناطق إلى طلب التدخل المغربي بدل التدخل العثماني لمواجهة الغزو الإيبري ؟ ثم هل يتطابق تصريح التمكروتي مع أهداف مهمته الدبلوماسية ؟ 35

ولعل هذا ما دفع الدكتور حسن ابراهيم شحادة إلى الاعتقاد بان الرحلة كانت تعكس العلاقات المغربية العثمانية خلال فترة حكم المولى إسماعيل ، والتي تزامنت مع فترة كتابة النسخة المتداولة حاليا، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بان الرحلة قد خضعت لبعض التغييرات.36

ومهما يكن فان هذا يعكس بوضوح الصراع الخفي حول موضوع شرعية الخلافة بين العثمانيين والمغاربة.

2- العلاقات المغربة العثمانية : من المواجهة والصراع إلى التعاون .

بوفاة المولى إسماعيل سنة1727 انتهت حقبة من العداء والحذر في علاقات المغرب الخارجية، خصوصا مع العثمانيين الأتراك، و بدا التغير تدريجيا في سياسة البلدين من التوتر والمواجهة إلى المهادنة والتعاون.

ويتجلى ذلك بداية في التبعية التامة التي أعلنها السلطان المولى عبد الله (1728/1757) للباب العالي، وذلك في رسالة تقول " وأنا أخطب بك في مساجد الجمعة والأعياد كما فعل والدنا مع أسلافكم الجياد ، ولولا أن الغرب صعب المرام ، لاستعملت أقدام الأقدام إلى حضرة ذلك الهمام فهو جدير أن يجعلني من أحبائه، وأن يحمل علي من هذا الخطب عظيم أعبائه، ولبذلت المجهود والمقصود ".37

وإن كان هذا المقتطف يثير قضايا كبرى ومستعصية على الجواب...بين ما له علاقة بالجانب الواقعي في الرسالة وماله علاقة بالجانب الدبلوماسي.38

وباستثناء هذه الرسالة فإن فترة الأزمة السياسية تميزت عموما بانشغال العثمانيين بحروبهم مع روسيا وحلفائها، والمغاربة بخلافاتهم حول السلطة.39

إلا أن العلاقات بين الدولتين المغربية والعثمانية شهدت انقلابا في مسارها خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وذلك بعد تولي السلطان المولى محمد بن عبد الله (1757-1790)الحكم، حيث دشن قطيعة حقيقية مع الماضي، إذ نهج سياسة انفتاحية شاملة40، خصوصا مع الإمبراطورية العثمانية، فأصبح التضامن الإسلامي هو المؤطر الجديد للعلاقات المغربية العثمانية خلال هذه الفترة.41

ترى ما هي الأسباب التي ساهمت في تغير نوعية العلاقات بين السلطتين ؟

وماهي الملامح الكبرى لهذه التحولات؟ وإلى أي مدى عكست هذه العلاقات الجديدة ضرورات المرحلة ؟ وماهي المشاكل التي وقفت في طريقها ؟ وكيف تعامل معها الطرفان المغربي والعثماني؟

إن التحولات الكبرى التي عرفتها أوربا خلال أواخر القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر جعلت البلدين يحسان بالضعف والخطر نتيجة انقلاب ميزان القوى لصالح دار الحرب، وقد تجلى هذا التقارب في مستويات عديدة منها:

أولا: ازدهار الدبلوماسية المغربية والسفارات في اتجاه الدول الأوربية 42، والتي اتخذت من موضوع تحرير أسرى المسلمين محركا أساسيا لها،43 وهذا ما يفسر المبالغ المالية الكبيرة التي أنفقت عليها44.وكانت عملية افتداء الأسرى عامة شملت المغاربة وأسرى رعايا الدولة العثمانية، وقد أظهرت هذه الخطوة السلطان محمد بن عبد الله بمظهر المتضامن مع إخوانه في الدين والساعي إلى خدمة الإسلام والمسلمين.45

ثانيا: بداية التعاون العسكري بين الدولتين هو نتاج للظروف الصعبة التي كان يجتازها الطرفان في صراعهما مع دار الحرب، ففي المغرب كان سيدي محمد بن عبد الله قد أعلن الجهاد من أجل تحرير بعض الثغور المحتلة... أما الدولة العثمانية فقد دخلت منذ 1768 في حرب مع روسيا,46 وقد تمثل هذا التعاون في إرسال المغرب للعتاد الحربي للعثمانيين والعكس47، وكان ذلك يدخل في إطار باب الجهاد وتحرير الثغور.48

ثالثا: تقديم المساعدات المالية التي كانت تدخل ضمن نصرة القضية الكبرى وهي التصدي للخطر المسيحي ضد الدولة الإسلامية49، وافتداء الأسرى من رعايا الدولة العثمانية50 ،فقد أرسل المولى محمد بن عبد الله أموالا كثيرة للباب العالي اظهر بها مشاركته في الجهاد وأنه يمكن أن يعول عليه أكثر من داي الجزائر الذي لم يستطع تقديم أي شيء.51

رابعا: الدعم الديبلوماسي : والذي يتجلى في توزيع السلطان محمد بن عبد الله منشورات على القنصليات الأجنبية بالمغرب سنة 1788 ، توضح موقف المغرب من الروس والنمساويين أعداء العثمانيين .52

خامسا: الدعم المعنوي والروحي والذي تجلى في إقرار السلطان المغربي تعميم الدعاء للسلطان العثماني يوم الجمعة بالنصر على أعدائه الروس53. ..

وهكذا تشير المصادر المغربية إلى أن صلوات الجمعة في المغرب خلال هذه المرحلة كانت تعقبها دعوة" اللهم انصر السلطان عبد الحميد(1774/1789) وجنوده....وكن معه حيث يكون واستعمله بطاعتك في كل حركة وسكون ...وأنزل السكينة على المسلمين واجمع كلمتهم، حتى يكونوا على عدوهم"54.

وكان أيضا من بين الحسابات التي تحكمت في سياسة السلطان محمد بن عبد الله محاولته كسب الباب العالي ليمارس ضغطه على أتباعه في ديوان الجزائر، نظرا للمشاكل التي ظل هؤلاء يثيرونها ملحقين بذلك أضرارا جسيمة بمصالح السلطان ومخططاتها السياسية والاقتصادية.

ولذلك فقد احتل موضوع أتراك الجزائر خلال هذه الفترة جزءا كبيرا في العلاقات المغربية العثمانية، ويؤكد ذلك كثرة المراسلات المغربية بشان هذا الموضوع إلى الباب العالي، ومنها سفارة ابن عثمان المكناسي التي كانت تدخل في إطار الحرب الدبلوماسية ضد أتراك الجزائر ؛ بغية استمالة الباب العالي وتشويه صورة الداي وديوانه ...بإظهار إهمالهم لأسراهم وتقاعسهم عن الجهاد ..ومن هنا نفهم افتكاك محمد بن عبد الله لأعداد كبيرة من أسرى الجزائر وإرسالهم إلى القسطنطينية 55.

وقد نجحت مساعي السلطان المغربي نسبيا في تحقيق هذا الهدف، وهو ما يمكن أن نفسر به عتاب الباب العالي لوالي الجزائر على عدم قبول شفاعة السلطان المغربي في فك الأسيرتين الإسبانيتين ( زوجة وابنة الحاكم الإسباني للمرسى الكبير) وهو الذي افتك مئات من أسرى الجزائر، وقد كان الملك الإسباني كارلوس الثالث طلب من السلطان المغربي التدخل عند الداي الجزائري لفك سراح بعض الأسرى ومنهم الأسيرتين المذكورتين56.

وإذا كانت العلاقات المغربية العثمانية قد شهدت تحسنا كبيرا خلال هذه الفترة، وهو الشيء الذي يمكن أن نفسر به كثرة السفارات بين البلدين، فإنه على العكس من ذلك بالنسبة للأيالة الجزائرية، فالصراع استمر ولم ينقطع، مما يجعلنا نتساءل عن مدى خضوع هذه الأيالة للباب العالي خلال هذه الفترة تحديدا ؟ والى أي حد كان هذا الصراع المحلي يؤثر في الفكرة الجديدة للتعاون المغربي العثماني ؟

لقد تسبب الأتراك في مشاكل كثيرة للسلطان المغربي سواء في علاقاته مع الباب العالي أو في علاقاته مع الدول الأوربية خصوصا أسبانيا التي عقد معها معاهدة الصلح والتجارة، فقد كانت القرصنة البحرية الجزائرية ضد السفن الأجنبية في السواحل المغربية، تحرج المغرب مع إسبانيا وتهدد العلاقة السلمية بينهما .

كما أن داي الجزائر تراجع عن اتفاقه مع السلطان بشان العملية المشتركة ضد الثغور المحتلة بكل من المغرب والجزائر، مما أظهر الداي بمظهر الخائن والمتقاعس عن الجهاد57.

وبعد استرجاع المغرب للجديدة ودعوة السلطان للجهاد، والتأثير الإيجابي لعملية تحرير الأسرى الجزائريين من طرف السلطان، جعلته يحضى بشعبية واسعة و بتعاطف وولاء ساكنتها الذين ابدوا حماسا كبيرا للمشاركة إلى جانب المغرب في الجهاد ضد الوجود الإسباني بالسواحل المتوسطية، وقد راسلوه كثيرا للتدخل في الأيالة الجزائرية، ولولا احترام السلطان وتقديره للعثمانيين لأخذ أيالة الجزائر58.

وقد بقي السلطان محمد بن عبد الله رغم مشاكل الأيالة الجزائرية وفيا لعلاقات الود التي ربطها مع الباب العالي إلى آخر أيامه .

أما في عهد المولى سليمان(1792/1822) فقد شهدت هذه العلاقات نوعا من التراجع في مجال التعاون، ربما بسبب سياسة الاحتراز والانغلاق التي سلكها هذا الأخير في علاقاته الخارجية.

فقد طلب الباب العالي من المولى سليمان الانضمام إليه لمحاربة فرنسا59 ، حيث بعث له رسالة تؤكد على أواصر الدين والرابطة الإسلامية التي تجمعه بالسلطان المولى سليمان "..أخانا في الله وصنونا في دين محمد بن عبد الله " 60

ولم يكن هناك تجاوبا إيجابيا للسلطان المغربي مع مطلب الحكومة العثمانية، وذلك حرصا منه على موقف الحياد الذي نهجه اتجاه الخلافات الدولية .

وخلال فترة القرن التاسع عشر، ارتكزت العلاقات المغربية العثمانية على فكرة الإصلاح والتعاون خصوصا في مجال الخبرة العسكرية، ففكرة تحديث الجيش التي شرع فيها السلطان عبد الرحمن ابن هشام (1859/1822) وابنه محمد (1859/1873).. قد تمت بمساعدة تركية، كما أن مسالة التعاون تحكمت فيها ظرفية الصراع الدولي.61

وقد تطورت فكرة التعاون بعد ذلك بين الإمبراطورية العثمانية والدولة المغربية ، حيث أصبح الحديث منذ نهاية القرن التاسع عشر وخصوصا بعد انهزام العثمانيين أمام الروس يتجه إلى تقوية التعاون ضمن خطاب التضامن الإسلامي، أو ما اصطلح عليه مفهوم الجامعة الإسلامية المبكرة ، وذلك في عهد عبد الحميد الثاني (1876/1908).62

ويبدو أن النية والرغبة في التعاون وتطوير العلاقات بما ينفع مصلحة دار الإسلام كانت صادقة بين الطرفين إلا أن الظروف الدولية حالت دون تحقيق ذلك.63

وكخلاصة لهذا الموضوع فإن العلاقات بين المغرب والدولة العثمانية تحكمت فيها إلى درجة كبيرة الثقافة الدبلوماسية، التي من خلالها يمكن استيعاب مظاهر الصراع والخلاف وأيضا التعاون في هذه العلاقات.

فالفرضية القائمة على تأكيد البعد الإسلامي في علاقة البلدين دار إسلام دار إسلام والفرضية الأخرى التي تعتبر أن هذه العلاقات لا تختلف مبدئيا عن العلاقات بين الدول الأخرى فيما بينها لم تستطيعا استيعاب الخلافات القوية والصراعات الطويلة وكذا مظاهر التعاون التي عرفها الطرفان، فإذا كانت الدولتان المغربية والعثمانية تقتسمان مفاهيم مركزية مشتركة في ثقافتهما ، فان دخول عناصر أخرى على الخط مثل صورة الآخر وضرورات المرحلة وطموحات الوطن تساعدنا على إعطاء معنى لفترات التعاون ، وكذلك لبعض أنواع الصراع التي ظلت غير مفهومة.64
 
وإذا كان كل من الشرفاء المغاربة والعثمانيين اكتسبوا حظوة ونفوذا على أساس قيامهما بالجهاد ضد الكافر، فقد حاول كل طرف فرض هيمنته على الطرف الآخر تحت هذا الشعار، لكن الفرق هو أن العثمانيين بفضل ما توفر لهم من موارد وإمكانات دخلوا عالم الإمبراطوريات بخلاف المغرب، فالدولة العثمانية استطاعت أن ترقى إلى المستوى الآخر الأوربي، وظل المغرب حبيس مشاكله الداخلية، ويبقى السؤال المطروح هو لماذا لم تعمل الإمبراطورية العثمانية على إخضاع المغرب بدعوى وحدة الأمة؟.

هل الأمر يتعلق بما يفرضه الامتثال للشريعة الإسلامية، والمتمثل في أن الفتح لا يمكن أن يشمل دار الإسلام ، وان الحرب لا يمكن أن تكون موجهة سوى ضد الكفار كما ذهب إلى ذلك الأستاذ بنحادة ، والحال أن المغرب بلد إسلامي8 أم أن الأمر تحكمت فيه عوامل أخرى ؟


و الله موضوع رائع يا حارس الحدود, لكن حسب ما درسته في التاريخ ان العثمانيين لم يستطيعو الدخول إلى المغرب بسبب الحرب التي انتصر فيها المغرب على البرتغال فيما يعرف بمعركة الملوك الثلاث, و كان الجيش البرتغالي من اقوى جيوش العالم. هذا اربك حسابات العثمانيين.
كما انه حدث معركة خفيفة بين المغرب و العثمانيين في منطقة انكاد قرب وجدة, و من هناك تم سطر الحدود بين المغرب و الترك.
و في مرحلة ما بعد ذلك, اتسمت العلاقات بالتقارب, حيث بدات الدولتين بإرسال هدايا لبعضهما البعض و التعاون في تصميم و بناء السفن, و كذلك بناء سلاح المدفعية.
 
المهم من هذه الدراسة التحليلية التاريخية ان المغرب بلد عريق حافظ على هويته وخصوصياته الوطنية امام اعتى الامبراطوريات الامبراطورية العثمانية لم تتجرا ان تقوم بمواجهة مع المغرب تانيا الامبراطورية البرتغالية التي تلقت هزيمة نكراء امام المغرب في معركة واد المخازن التي كانت سببا في انهيار الامبراطورية البرتغالية الى الابد تانيا الاستعمار الاسباني تلقى اقوى هزيمة عسكرية في تاريخه امام المجاهدين في حرب الريف فمعركة انوال وحدها قتل فيها اكثر من 16 الف جندي اسباني واسر الالاف وحسب المؤرخين تعتبر اكبر هزيمة لجيش اروبي في معركة امام المسلمين في العصر الحديث تالتا الاستعمار الافرنسي لم يبسط سيطرته الكاملة على المغرب الا في حلول سنة 1935 نضرا للمقاومة الشديدة التي تلقتها فرنسا من طرف القبائل ومعركة بوغافر في الاطلس المتوسط وحدها قتل فيها الاف الجنود الفرنسيين ولذلك لم تجرا فرنسا على اعلان احتلالها للمغرب وضمه كما كانت تفعل مع كثير من مستعمراتها بل اعلنت انها جائت لحماية الدولة المغربية من الانهيار وحافظت على بنية الحكم في المغرب ومع ذلك لم تهدا المقاومة الا بالانسحاب الكلي لفرنسا من المغرب وهناك مناطق شاسعة من المغرب لم تستطع فرنسا اخضاعها حتى خروجها من المغرب بل كانت تنهج معها سياسة المهادنة وتعيين رجال من تلك القبائل لتسييرها مثل الخائن لكلاوي وامثاله وكان المغرب من بين الاسباب الرئيسية في زوال الاستعمار الفرنسي من القطر الجزائري نضرا للدعم الكبير التي تلقته المقاومة الجزائرية من طرف المغرب حكومة وشعبا وهذه شهادة استقيتها من الارشيف عن معركة بوغافر وفيها شهادة بعض الجنيرالات الفرنسيين عن بسالة المقاومة المغربية\في 13 فبراير 1933 حاولت القوات الاستعمارية الفرنسية التوغل في الجنوب الشرقي المغربي والسيطرة على منطقة صاغرو وإخضاع قبائل آيت عطا التي شكلت سدا منيعا أمام توسعها، حيث شنت أول هجوم على المجاهدين الذين لجأوا إلى جبل صاغرو باعتباره منطقة استراتيجية وعرة التضاريس تساعدهم على المواجهة، معلنين بذلك عن رفضهم الخضوع للمحتل الأجنبي الذي لم يفلح رغم أسلحته الفتاكة وجيوشه الجرارة وعتاده المتطور في النيل من وحدة المجاهدين وتفكيك صفوفهم المتراصة بفضل إيمانهم القوي بعدالة قضيتهم وتمسكهم المتين بقيمهم الوطنية ومبادئهم الدينية حيث تلقت قوات الاحتلال هزيمة نكراء.
وفي شهادة حول ضراوة هذه المعارك وشراستها يقول الضابط الفرنسي دوبورنازيل: "... كان هناك تقدم ملموس لكن بعدما تحملنا خسائر فادحة، وبالليل كنا نختبئ بين الصخر و لا نستطيع التقدم مع أن أمامنا عددا كبيرا من الأعداء، حينئذ طلبنا الدعم أثناء الليل".
وفي ذات السياق، يقول الأكاديمي الفرنسي هنري دوبوردو: "لم يستطع الهجوم تحقيق هدفه لأن المقاومة كانت على أشدها ضارية ومنظمة وكشفت عن وجود رئيس وعن تنظيم محكم طويل".
وأمام شراسة المقاومة واستماتة المجاهدين وشجاعتهم التي استحال معها على القوات الاستعمارية اقتحام جبل بوغافر، لم تجد قوات الاحتلال بدا من التراجع وإعادة ترتيب خططها ومحاولة تدارك إخفاقها في هذه المعركة فاضطر الجنرال "هوري" وهو القائد العام للقوات الفرنسية إلى استدعاء الجنرالين "كاترو" و"جيرو"، وتولى بنفسه تدبير العمليات بقصف مواقع المجاهدين ومحاصرتها باستعمال المدفعية والطيران من 21 إلى 24 فبراير 1933 في محاولة فاشلة لإرغام المقاتلين وعائلاتهم على الاستسلام.
وأمام هذه الروح القتالية العالية للمجاهدين وما ترتب عنها من إصابات وخسائر فادحة في صفوف جنود الاحتلال، توالت الهجومات على معاقل المقاومين واستمر القصف ليل نهار واشتد الحصار بعد أن أغلقت كل الممرات، غير أن ذلك لم يزد المجاهدين إلا إصرارا وثباتا على المقاومة والكفاح وازداد حماسهم بعد شيوع خبر مصرع الضابط الفرنسي "بورنازيل"، وما واكب ذلك من ارتباك وتصدع في صفوف القيادة العسكرية الفرنسية التي تأكدت من عجزها على حسم الموقف عسكريا، فعمدت إلى فرض حصار اقتصادي، بمراقبة منابع المياه ونقط عبور المقاومين.
وقد ترتب عن فرض هذا الحصار كثرة الوفيات في صفوف الأطفال والشيوخ، ولم يكن لهذه الوضعية أن تثبط من عزيمة المجاهدين وتنال من صمودهم إلى أن قرر المستعمر الدخول في حوار مع القبائل الثائرة في 24 مارس 1933 وإعلان الهدنة وبدء المفاوضات مع البطل عسو باسلام زعيم المجاهدين الرجل المتمرس والمجاهد المغوار الذي قاد بحنكة دفة المعارك ضد الجيوش الجرارة للاستعمار، وقد أسفرت هذه المفاوضات عن قبول وضع السلاح من جانب المجاهدين وفق شروط تضمن حرية قبائل آيت عطا وتصون كرامتهم وكرامة عائلاتهم.
 
التعديل الأخير:
موضوع جد رائع و تحليلات دقيقة ...ما نلحظه في هذا الموضوع هو حنكة و تمرس السلاطين المغاربة في أمور السياسة و الدبلوماسية و التي انبهرت لها شخصيا ....شكرا أخي حارس الحدود على الموضوع
 
العثمانيون لم يقومو باحتلال الجزائر بل جاؤو للمساعدة على دفع الاسبان من شمال افريقيا التي احتلو سواحلها و كانت الجزائر قد طلبت بنفسها المساعدة من العثمانيين و دخلت في تحالف معهم و احنفظت الجزائر طيلة هذه المدة باستقلاليتها و كل المعاهدات و الانفاقيات و امور الحكم كانت تتم باسم الجزائر و ليس الدولة العثمانية و كانت الجزائر هي التي تستقبل السفراء فكيف لدولة محتلة ان يكون لها سفراء و علاقات دولية باسمها الخاص و التاريخ حافل بمثل هذه الوثائق
 
العثمانيون لم يقومو باحتلال الجزائر بل جاؤو للمساعدة على دفع الاسبان من شمال افريقيا التي احتلو سواحلها و كانت الجزائر قد طلبت بنفسها المساعدة من العثمانيين و دخلت في تحالف معهم و احنفظت الجزائر طيلة هذه المدة باستقلاليتها و كل المعاهدات و الانفاقيات و امور الحكم كانت تتم باسم الجزائر و ليس الدولة العثمانية و كانت الجزائر هي التي تستقبل السفراء فكيف لدولة محتلة ان يكون لها سفراء و علاقات دولية باسمها الخاص و التاريخ حافل بمثل هذه الوثائق
لذلك سيطر الاتراك على المناصب والسلطات اما سكان البلاد الاصلية فكانوا مواطنين من الدرجة التانية -سياسة التتريك العنصرية- وقد قامت عدة ثورات ضد هذه السياسة التركية الاستعمارية في جميع اقطار العالم العربي. والجزائر لم تكن الا ايالة من ايالات الامبراطورية العثمانية والتي كانت تختص فيما يسمى اليوم بالحكم الذاتي لاغير اما قرارات السلم والحرب والعلاقات الخارجية لاتمضى الا بموافقة السلطان العثماني. لماذا طلب سكان الجزائر الحكم العثماني لاراضيهم لانهم لم تكن له القوة التي تمكنهم من الدفاع عن اراضيهم من الغزو الايبيري بينما المغرب كان قلعة ترهب من يحاول الاقتراب منه وحافظ على هيبته بين الامم الى نشوب معركة اسلي التي نشبت بين الجيش المغربي النظامي والقوات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر.
 
التعديل الأخير:
و هل العثمانيون سيقدمون الدعم للجزائر لوجه الله من دون مقابل
سياسة التتريك كانت معروفة
بل العكس كانت جميع الوثائق تكتب بالعثمانية
و إذا كان العثمانيون غير عنصريين فلمذا انتفضت منهم القبائل العربية!!!!!
 
مشكور اخي حارس الحدود..
العثمانيون كانوا يعرفون انهم بحاجة لحليف قوي كالمغرب..
 
سياسة التتريك بدات مع وصول حزب تركيا الفتاة الى السلطة نهاية حكم السلطان عبد الحميد وليس قبل ذلك
وجود العثمانيين لم يمنع غير الاتراك من تولي الحكم منهم الرايس قورصو والرايس ميزومورتو والداي عرب أحمد وغيرهم
عند دخول فرنسا الى الجزائر كان مجموع الانكشارية لا يتجاوز 2000 فرد موزعين على اقاليم الدولة التي كان لها علمها و عملتها وجيشها وممثليها الدبلوماسيين في اوروبا، وكثيرا ماكن الديوان يرد على طلبات السلطان بايقاف الحرب ضد دولة ما وخاصة فرنسا بالرد عليه نعلم سلطاننا ان هذا غير ممكن ومن يريد الاطلاع على المراسلات ماعليه الا تصفح كتاب احمد توفيق المدني حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر واسبانيا وكتاب علاقات الجزائر الدولية في القرن الثامن عشر لاسماعيل باي
في عهد السطان عبد العزيز تولت الدولة العثمانية تنظيم وتدريب الجيش المغربي ومن يريد التحقق يراجع كتاب الدولة العلية العثمانية لحقي باشا
و هل العثمانيون سيقدمون الدعم للجزائر لوجه الله من دون مقابل
سياسة التتريك كانت معروفة
بل العكس كانت جميع الوثائق تكتب بالعثمانية
و إذا كان العثمانيون غير عنصريين فلمذا انتفضت منهم القبائل العربية!!!!!
 
سياسة التتريك بدات مع وصول حزب تركيا الفتاة الى السلطة نهاية حكم السلطان عبد الحميد وليس قبل ذلك
وجود العثمانيين لم يمنع غير الاتراك من تولي الحكم منهم الرايس قورصو والرايس ميزومورتو والداي عرب أحمد وغيرهم
عند دخول فرنسا الى الجزائر كان مجموع الانكشارية لا يتجاوز 2000 فرد موزعين على اقاليم الدولة التي كان لها علمها و عملتها وجيشها وممثليها الدبلوماسيين في اوروبا، وكثيرا ماكن الديوان يرد على طلبات السلطان بايقاف الحرب ضد دولة ما وخاصة فرنسا بالرد عليه نعلم سلطاننا ان هذا غير ممكن ومن يريد الاطلاع على المراسلات ماعليه الا تصفح كتاب احمد توفيق المدني حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر واسبانيا وكتاب علاقات الجزائر الدولية في القرن الثامن عشر لاسماعيل باي
في عهد السطان عبد العزيز تولت الدولة العثمانية تنظيم وتدريب الجيش المغربي ومن يريد التحقق يراجع كتاب الدولة العلية العثمانية لحقي باشا
المغرب دولة عريقة منذ القدم هابتها الامبراطوريات المختلفة البرتغالية انتصر المغرب عليها الاسبانية وقف المغرب في وجهها الانجليزية تحالفت معه ضد اسبانية العثمانيين جربوا الدخول في مواجهة مع المغرب وانهزموا وتيقنوا ان المغرب بلاد الاسود ومقبرة الغزاة الاستعمار الاسباني والفرنسي لم يجرا على تسمية احتلال المغر ب كما فعلت مع بعض الدول بل قالوا انهم يعترفون بالدولة المغربية ولكن جاؤوا لحماية المغرب من الفوضى حتى تستعيد الدولة قوتها ومع ذلك تلقوا مقاومة شرسة لم تهدا حتى خروجهم من ارضنا فكيف ستقعد فرنسا في المغرب150 عاما وهي لم تهنا في 44 سنة منذ فرض الحماية.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المغرب غالبا ماكان يرسل بعثات طلابية عسكرية للخارج سواء في فرنسا او ايطاليا او بريطانيا ... وايضا تركيا..
لكن تنظيم الجيش هذا افتراء واضح....
 
لذلك سيطر الاتراك على المناصب والسلطات اما سكان البلاد الاصلية فكانوا مواطنين من الدرجة التانية -سياسة التتريك العنصرية- وقد قامت عدة ثورات ضد هذه السياسة التركية الاستعمارية في جميع اقطار العالم العربي. والجزائر لم تكن الا ايالة من ايالات الامبراطورية العثمانية والتي كانت تختص فيما يسمى اليوم بالحكم الذاتي لاغير اما قرارات السلم والحرب والعلاقات الخارجية لاتمضى الا بموافقة السلطان العثماني. لماذا طلب سكان الجزائر الحكم العثماني لاراضيهم لانهم لم تكن له القوة التي تمكنهم من الدفاع عن اراضيهم من الغزو الايبيري بينما المغرب كان قلعة ترهب من يحاول الاقتراب منه وحافظ على هيبته بين الامم الى نشوب معركة اسلي التي نشبت بين الجيش المغربي النظامي والقوات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر.
كل كتب التاريخ تتكلم عن خصوصية التحالف الجزائري العثماني فان كنت تريد تغيير التاريخ فذلك امر معروف لدى بعض الناس
تحالف الجزائر مع الدولة العثمانية ادى الى اخراج الاسبان من شمال الجزائر هذا
 
اخي عفوا لم يكن هناك تحالف عثماني جزائري كما تقول
لان الدولة الجزائرية كانت تابعة للخلافة الاسلامية..ولكن الواقع ان الجزائر كانت تتمتع باستقلال ذاتي
 
التعديل الأخير:
طيب ليس مشكلة افتراء؟
انا اعطيتك مصادر كلامي وهم مؤرخين اعطني انت مصادر تدحض هذا الكلام


المغرب غالبا ماكان يرسل بعثات طلابية عسكرية للخارج سواء في فرنسا او ايطاليا او بريطانيا ... وايضا تركيا..
لكن تنظيم الجيش هذا افتراء واضح....
 
هل ستظلون تقتبسون كلام بعضكم
الامور واضخ و الكل يريد فرض رايه
لذلك لن تتفقو كالعادة
عقول العرب, مثل الحجر..................
 
طيب ليس مشكلة افتراء؟
انا اعطيتك مصادر كلامي وهم مؤرخين اعطني انت مصادر تدحض هذا الكلام[/quote
اخي عن اي مصدر تتحدث ..انت فقط اعطيت عنوان لكتاب لكاتب لم يسبق ان سمعنا عنه..
اما مانعلمه نحن كمغاربة وماتعلمناه انه قبيل الحماية المزدوجة للمغرب ..اعتمدت الدولة المغربية على خبراء اوروبين لاعادة هيكلة الجيش المغربي
 
بخصوص علاقة الدولة العثمانية بالمغرب الأقصى

السلام عليكم
كان القرن 15 الميلادي مليئا بالأحداث الهامة و التي شكلت فواصل تاريخية بارزة.
منها في عام 1453م فتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح و شكل هذا الحدث الهام ما سمي نهاية العصور الوسطى و بروز الدولة العثمانية كقوة إسلامية كبيرة فرضت نفسها في العالم.
في نفس الوقت كان المغرب الإسلامي يعاني و لايزال حتى الأن من إنهيار وحدته التي كانت من نتائج هزيمة حصن العقاب عام 1212م و ما أتبعها من سقوط الدولة الموحدية و كان منقسما بين الحفصيين و الزيانيين و المرينيين ثم بني وطاس و هم تقريبا نواة قيام دول تونس و الجزائر و المغرب الأقصى حاليا.
أما الأندلس فقد انحصر الوجود الإسلامي في مملكة غرناطة التي لم تلبث أن سقطت عام 1492م و هو ما شكل وضعا جديدا فازداد الغرور الإسباني بعد نجاح حركة الإسترداد و اكتشاف العالم الجديد و انضمت إلى اسبانيا كذلك مملكة البرتغال و قرروا شن حروب صليبية موجهة ضد الشمال الإفريقي الذي كان يفتقد إلى قوة لمواجهة الغزو و نجحوا في احتلال مدن ساحلية وهددوا بذلك العمق بشكل مباشر.
لكن الله -وهو الرؤوف الرحيم- قيض للشمال الإفريقي بحارة غزاة مجاهدين ساهموا في صد الحملات الصليبية و إنقاذ مسلمي الأندلس المهاجرين و قد كان على رأسهم الشهيد عروج و أخيه خير الدين الذين تلقوا دعما مباشرا من الخلافة العثمانية التي ورثت هذا المقام السامي بعد ضم مصر و تنازل آخر خليفة عباسي عن منصبه للسلطان سليم الأول.
و بذلك دخل الشمال الإفريقي تحت سيادة الخلافة العثمانية بإستثناء المغرب الأقصى الذي تولى حكمه الأشراف السعديون بعد بني وطاس.
و كان منطقيا أن تكون هناك علاقات بين العثمانيين و السعديين خصوصا و أن هما مشتركا يشغلهما و هو الغزو الصليبي الإسباني البرتغالي.
إذن لم يكن العثمانيون مستعمرين كما تصورها كتابات حاقدة لمؤرخين أروبيين و للأسف مازال البعض متأثرا بها ، بل العكس تماما كان وجود العثمانيين ضروريا و الذي كانت فيه الجزائر رأس حربة الجهاد ضد الصليبيين.
و الملاحظ أن الشمال الإفريقي تحت السيادة العثمانية نجح في طرد الغزاة من كل الثغور المحتلة و توج ذلك الجهاد المتواصل بتحرير المرسى الكبير من الغزو الإسباني عام 1792م.
أما الثغور المحتلة في المغرب الأقصى و رغم جهود السعديين ثم العلويين أشراف تافيلالت فلم تنجح محاولات التحرير و مازال المشكل قائم إلى اليوم : إفني (حررت 1969م) سبتة ، مليلية ، الجزر الجعفرية ، جزيرة ليلى.
إذن تاريخيا خالف حكام المغرب الأقصى الإجماع الإسلامي العام و لو أنهم دخلوا تحت راية الخلافة العثمانية لحررت جميع الثغور بل و استرجعت الأندلس مرة أخرى إلى الإسلام.
و لكن .... هذه هي دروس التاريخ
 
السلام عليكم
كان القرن 15 الميلادي مليئا بالأحداث الهامة و التي شكلت فواصل تاريخية بارزة.
منها في عام 1453م فتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح و شكل هذا الحدث الهام ما سمي نهاية العصور الوسطى و بروز الدولة العثمانية كقوة إسلامية كبيرة فرضت نفسها في العالم.
في نفس الوقت كان المغرب الإسلامي يعاني و لايزال حتى الأن من إنهيار وحدته التي كانت من نتائج هزيمة حصن العقاب عام 1212م و ما أتبعها من سقوط الدولة الموحدية و كان منقسما بين الحفصيين و الزيانيين و المرينيين ثم بني وطاس و هم تقريبا نواة قيام دول تونس و الجزائر و المغرب الأقصى حاليا.
أما الأندلس فقد انحصر الوجود الإسلامي في مملكة غرناطة التي لم تلبث أن سقطت عام 1492م و هو ما شكل وضعا جديدا فازداد الغرور الإسباني بعد نجاح حركة الإسترداد و اكتشاف العالم الجديد و انضمت إلى اسبانيا كذلك مملكة البرتغال و قرروا شن حروب صليبية موجهة ضد الشمال الإفريقي الذي كان يفتقد إلى قوة لمواجهة الغزو و نجحوا في احتلال مدن ساحلية وهددوا بذلك العمق بشكل مباشر.
لكن الله -وهو الرؤوف الرحيم- قيض للشمال الإفريقي بحارة غزاة مجاهدين ساهموا في صد الحملات الصليبية و إنقاذ مسلمي الأندلس المهاجرين و قد كان على رأسهم الشهيد عروج و أخيه خير الدين الذين تلقوا دعما مباشرا من الخلافة العثمانية التي ورثت هذا المقام السامي بعد ضم مصر و تنازل آخر خليفة عباسي عن منصبه للسلطان سليم الأول.
و بذلك دخل الشمال الإفريقي تحت سيادة الخلافة العثمانية بإستثناء المغرب الأقصى الذي تولى حكمه الأشراف السعديون بعد بني وطاس.
و كان منطقيا أن تكون هناك علاقات بين العثمانيين و السعديين خصوصا و أن هما مشتركا يشغلهما و هو الغزو الصليبي الإسباني البرتغالي.
إذن لم يكن العثمانيون مستعمرين كما تصورها كتابات حاقدة لمؤرخين أروبيين و للأسف مازال البعض متأثرا بها ، بل العكس تماما كان وجود العثمانيين ضروريا و الذي كانت فيه الجزائر رأس حربة الجهاد ضد الصليبيين.
و الملاحظ أن الشمال الإفريقي تحت السيادة العثمانية نجح في طرد الغزاة من كل الثغور المحتلة و توج ذلك الجهاد المتواصل بتحرير المرسى الكبير من الغزو الإسباني عام 1792م.
أما الثغور المحتلة في المغرب الأقصى و رغم جهود السعديين ثم العلويين أشراف تافيلالت فلم تنجح محاولات التحرير و مازال المشكل قائم إلى اليوم : إفني (حررت 1969م) سبتة ، مليلية ، الجزر الجعفرية ، جزيرة ليلى.
إذن تاريخيا خالف حكام المغرب الأقصى الإجماع الإسلامي العام و لو أنهم دخلوا تحت راية الخلافة العثمانية لحررت جميع الثغور بل و استرجعت الأندلس مرة أخرى إلى الإسلام.
و لكن .... هذه هي دروس التاريخ
كلامك مردود عليه فالمغرب لن يقبل باي تدخل تركي في شؤونه الداخليةوليس بالخلافة الاسلامية لان المغرب كان خلاقة اسلامية بكل ماتحمله الكلمة من معنا فقد نشر الايلام في ربوع القارة الاقريقية. والعثمانيون هم من كانوا يستنجدون الدعم المغربي والمغرب لم يتاخر في الرد بل عاون العثمانيين بكل مايملك من قوة لكي لاتقع الولايات العثمانية في قبضة الابريين بداية التعاون العسكري بين الدولتين هو نتاج للظروف الصعبة التي كان يجتازها الطرفان في صراعهما مع دار الحرب، ففي المغرب كان سيدي محمد بن عبد الله قد أعلن الجهاد من أجل تحرير بعض الثغور المحتلة... أما الدولة العثمانية فقد دخلت منذ 1768 في حرب مع روسيا, وقد تمثل هذا التعاون في إرسال المغرب للعتاد الحربي للعثمانيين والعكس، وكان ذلك يدخل في إطار باب الجهاد وتحرير الثغور.

ثالثا: تقديم المساعدات المالية التي كانت تدخل ضمن نصرة القضية الكبرى وهي التصدي للخطر المسيحي ضد الدولة الإسلامية، وافتداء الأسرى من رعايا الدولة العثمانية ،فقد أرسل المولى محمد بن عبد الله أموالا كثيرة للباب العالي اظهر بها مشاركته في الجهاد وأنه يمكن أن يعول عليه أكثر من داي الجزائر الذي لم يستطع تقديم أي شيء.

رابعا: الدعم الديبلوماسي : والذي يتجلى في توزيع السلطان محمد بن عبد الله منشورات على القنصليات الأجنبية بالمغرب سنة 1788 ، توضح موقف المغرب من الروس والنمساويين أعداء العثمانيين .

خامسا: الدعم المعنوي والروحي والذي تجلى في إقرار السلطان المغربي تعميم الدعاء للسلطان العثماني يوم الجمعة بالنصر على أعدائه الروس. ..

وهكذا تشير المصادر المغربية إلى أن صلوات الجمعة في المغرب خلال هذه المرحلة كانت تعقبها دعوة" اللهم انصر السلطان عبد الحميد(1774/1789) وجنوده....وكن معه حيث يكون واستعمله بطاعتك في كل حركة وسكون ...وأنزل السكينة على المسلمين واجمع كلمتهم، حتى يكونوا على عدوهم".

وكان أيضا من بين الحسابات التي تحكمت في سياسة السلطان محمد بن عبد الله محاولته كسب الباب العالي ليمارس ضغطه على أتباعه في ديوان الجزائر، نظرا للمشاكل التي ظل هؤلاء يثيرونها ملحقين بذلك أضرارا جسيمة بمصالح السلطان ومخططاتها السياسية والاقتصادية.

ولذلك فقد احتل موضوع أتراك الجزائر خلال هذه الفترة جزءا كبيرا في العلاقات المغربية العثمانية، ويؤكد ذلك كثرة المراسلات المغربية بشان هذا الموضوع إلى الباب العالي، ومنها سفارة ابن عثمان المكناسي التي كانت تدخل في إطار الحرب الدبلوماسية ضد أتراك الجزائر ؛ بغية استمالة الباب العالي وتشويه صورة الداي وديوانه ...بإظهار إهمالهم لأسراهم وتقاعسهم عن الجهاد ..ومن هنا نفهم افتكاك محمد بن عبد الله لأعداد كبيرة من أسرى الجزائر وإرسالهم إلى القسطنطينية .

وقد نجحت مساعي السلطان المغربي نسبيا في تحقيق هذا الهدف، وهو ما يمكن أن نفسر به عتاب الباب العالي لوالي الجزائر على عدم قبول شفاعة السلطان المغربي في فك الأسيرتين الإسبانيتين ( زوجة وابنة الحاكم الإسباني للمرسى الكبير) وهو الذي افتك مئات من أسرى الجزائر، وقد كان الملك الإسباني كارلوس الثالث طلب من السلطان المغربي التدخل عند الداي الجزائري لفك سراح بعض الأسرى ومنهم الأسيرتين المذكورتين.

المغرب كان امبراطورية في دلك الوقت تحكم من اقصى المغرب الى غانا .
 
التعديل الأخير:
1- يبدو من كلامك يا حارس الحدود أنك تنكر كل دول شمال افريقيا و لا وجود عندك إلا خرافة امبراطورية المغرب و لو صدقناك لقلت أنها من poitiers في فرنسا (ربما ستقولون يوما أن الشهيد عبد الرحمن الغافقي كان من قادة جيش المخزن) إلى نيجيريا (... أيضا قبائل الهاوسا المسلمة بايعت سلطان المغرب !!! )
2- اعلم جيدا أن كلمة "المغرب" تشمل البلاد من حدود مصر إلى الأطلسي و من البحر المتوسط إلى الصحراء الكبرى ، و من الأخطاء الشائعة أن توصف المملكة العلوية حصرا بهذا اللفظ ، لذلك فمن أساليب أمثالك هو إستخدام تعبير المغرب و الدول الكبرى التي قامت في نطاقه عبر التاريخ و ربطها بصفة المغرب على مملكتكم حاليا ثم تتوهمون امبراطورية و الأخطر أنكم تصدقون أوهامكم ثم تتصرفون على هذا الأساس و منها خريطتك المرفقة التي لا توجد إلا في الخيال.
3- تقول أنه أثناء الخطبة في صلوات الجمعة بالمغرب الأقصى كان الدعاء لأمير المؤمنين السلطان العثماني و في نفس الوقت تطلق صفة التواجد التركي الإستعماري في شمال افريقيا ، و هي على كل حال افتراء مصدره بعض نصارى الشام عملاء الإستعمار الذين شوهوا تاريخ الخلافة العثمانية التي رغم أخطائها يكفيها فقط الدفاع عن شرف الأمة و بإنخداع العرب و تآمرهم على سقوطها ، إنهاروا الى الحضيض و ضاعت فلسطين .... و للأسف تلقفنا هذه العدوى و أصبح عهد السيادة العثمانية إستعمارا و الغزو الفرنسي فتحا حضاريا.....
4- لماذا لا تجب على فشل مشاريع تحرير الثغور المحتلة عندكم حتى الآن في الوقت الذي نجحت فيه إيالة الجزائر العثمانية من القضاء نهائيا على التواجد الصليبي في سواحلها ، والأسوء أن تتوافق حملات المولى اسماعيل التوسعية شرق مملكته مع الحملات البحرية الصليبية على سواحل الجزائر مما كان يفرض على دايات الجزائر ضغطا مزدوجا ، و لكن نجح دائما الدايات من صد أي عدوان من أي كان ، حتى جاءت كارثة نافارين البحرية في اليونان 1827م حيث تحطم معظم اسطول الجزائر البحري الذي ساهم مع الأسطول العثماني في المعركة و كان فيها أيضا ابراهيم باشا بن محمد علي والي مصر و بذلك انتهزت فرنسا الفرصة و هاجمت إيالة الجزائر عام 1830م و بدأ العهد الإستعماري الفرنسي...... و لم يحرك سلطان المغرب ساكنا رغم إدراكه أنه أصبح معزولا تماما ... لكن.
5- دائما أعيد لك هذه الحقيقة و إقرأها جيدا بتمعن : خالف حكام المغرب الأقصى الإجماع الإسلامي العام و لو أنهم دخلوا تحت راية الخلافة العثمانية لحررت جميع الثغور بل و استرجعت الأندلس مرة أخرى إلى الإسلام
 
عودة
أعلى