التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

ابابيل

عضو
إنضم
17 أكتوبر 2009
المشاركات
559
التفاعل
16 0 0
التنصت والتشويش والرادارات والحرب الكترونيه عدة مواضيع دسمه مدمجه

تقوم الطائرات المحشوة بالإلكترونيات بعملها منذ وقت مبكر جداً لتفاجئ دفاعات الخصم وتعمّيها، ويعود تصميمها إلى أيام الحرب الباردة، غير أنها ما فتئت تتحسن باستمرار، حتى أضحت حتمية لكل جيش حديث. وتتوزع هذه الطائرات، بشكل تبسيطي، في ثلاث فئات رئيسية: التنصت الإلكتروني، والتشويش الهجومي، ومهاجمة وسائل الدفاع.

تتمثل مهمة طائرات التنصت الإلكتروني، التي ظهرت بكثرة خلال الحرب الباردة، في التجول بطول حدود البلد المستهدف لجمع أكبر قدر من المعلومات حول رادارات الدفاع الجوي، وشبكات القيادة، وحالة استعداد القوات البرية، والجوية والبحرية.
في داخل هذه الطائرات المحشوة بالإلكترونيات، التي تستمر مهامها أحياناً أكثر من عشر ساعات، هنالك اختصاصيو استعلام مدربون على أجهزة التنصت الأحدث ومنظومات السلاح من كل الأنواع. الطائرات الأشهر ضمن هذه الفئة هي الأمريكية. ونعني بها ال Rc-135 Rivet Joint، المشتقة من البوينغ 757 ومن ال EP-3E (المشتقة من طائرة الدورية P-3 Orion).
هذه الطائرات، التي يعود تصميمها إلى ستينيات القرن العشرين، قادرة على القيام بمهمات لمدة عشر ساعات أو أكثر. وقد وضعت في الخدمة إبان ستينيات وسبعينيات القرن العشرين للتجسس على الرادارات الروسية، والفيتنامية الشمالية، وللعثور على ثغرات في الأنظمة الدفاعية الأحدث. وبعد إخضاعها لعدد من التحسينات، عادت لتظهر بانتظام في عرض يوغسلافيا، والصين، والعراق.
بعد المعالجة، يغذي جزءٌ من المعلومات التي تحصل عليها هذه الطائرات أجهزةَ الحماية الذاتية للطائرات القتالية وقواعد المعلومات التكتيكية. وبهذه الطريقة، يَسْهُل تحديد القاعدة الجوية، ومركز القيادة، أو أيضاً نوع الطائرة الخاصة، وذلك من خلال عملية البث الكهرومغنطيسي الذي تطلقه هذه العناصر الأخيرة.
نموذجياً، تشتمل كل واحدة من هذه الطائرات على أربعة أقسام متمايزة: مكوِّن حامل Porteur (الطائرة والطيارون)؛ ومكوّن Elint (التنصت إلى الرادارات)؛ ومكوّن Comint (التنصت إلى الاتصالات)؛ أخيراً مكوّن غونيومتري goniometrie، مكرس لتحديد مواضع الإشارات الملتقطة. ومستقبلات هذه الطائرة الفائقة الحساسية موصولة بهوائيات مدمجة في البدن أو محمية تحت قبة هوائي الرادار القابل للسحب retractable وتكون الطائرات، خلال كل مهمة قادرة على التجسس على إشارات الخصم اللاسلكية على مسافة مئات الكيلومترات وبنطاق تردد واسع جداً (يمكن لبعض الطائرات، حسب بعض التقديرات، التغطية من 0,5 ميغاهرتز إلى 40 جيغاهرتز). وربما أصبحت قادرة، منذ وقت قصير، على أخذ البصمات Fingerprinting، أي تعيين رادارين من الطراز نفسه من خلال اختلافات ضئيلة في التردد المستخدم أو نمط التضمين .modulation

نقطة ضعف


في ميدان التنصت على الاتصالات، تقوم طائرات RC-135 Rivet Joint بما هو أحدث من ذلك: هذه الطائرات مجهزة بمنظومات تنصت على الهواتف النقالة والأجهزة الهاتفية العاملة بالأقمار الصنعية.
تعمل هذه الطائرات عادة بالتعاون مع طائرات المراقبة الجويةAwacs وStars (مراقبة الأرض). لذلك، فهي مزودة بوسائل بث آمنة عالية الإنتاجية. وإذا كانت منظومات مهام هذه الطائرات تتيح لها التحليق على مسافة أمان من وسائل دفاع الخصم، فإنها بالمقابل شديدة التعرض للنيران، لأنها بطيئة وضعيفة المناورة في حالات الخطر.
خلال المهام النموذجية، تكون الأولوية لدى مَلاَكاتها هي لتأمين سلامة الأطقم...، التي يطلب منها أحياناً تجاوز حدود الخصم للحصول على استقبال أفضل. وفي ذلك مخاطر محتملة. وكانت مثل هذه المغامرة قد حدثت منذ أشهر مع طائرة EP-3E تابعة للأسطول الأمريكي عندما ضُبطت على مقربة من قاعدة صينية. وبعد أن أجبِرت على الهبوط في الأراضي الصينية، تسنى للطاقم وقتٌ لتشغيل جهاز التدمير الذاتي لمنظومة المهمة قبل الهبوط بدقائق، مما جعل الوصول إلى محتوى المهمة أمراً متعذراً من الناحية النظرية.
ووفقاً للعديد من الخبراء الأمريكيين، فإن الصينيين تمكنوا مع ذلك من وضع يدهم على مكونات فائقة الحساسية في منظومة المهمة... قبل إعادة الطائرة إلى الأمريكيين.
في هذا النوع من المهمات، يتمثل الأمر الجوهري أحياناً في التحليق أعلى ما يمكن للتخلص من الدفاعات المعادية وتحسين مدى الاستقبال، وقد أفضى هذا المفهوم إلى صنع الطائرة الشهيرة U-2 القادرة على التحليق على علو أكثر من 21000 متر، وأيضاً الطائرة غير المأهولة Hale Global Hawk المكرسة للحلول محل U-2 في غضون بضع سنوات.
يقوم الاستعراض الآخر على التحليق عالياً وبسرعة، وهو الميدان الذي كان مخصصاً حتى خمس سنوات مضت للطائرة السرية جداً SR-71 Blackbird، القادرة -حسبما يقال- على تجاوز 3500 كم- سا للتحليق فوق روسيا بكل أمان. ومن خلالها أمكن التقاط صور للقواعد الروسية الرئيسية وإنجاز دراسات إشارات رادارات الدفاع الجوي. وربما تكون هذه الطائرة، المصنوعة من التيتان، قد استُبدل بها في سلاح الجو الأمريكي طائرة فرط صوتية خفية مشتقة من البرنامج البحثي Aurora.
في ميدان التشويش الإلكتروني، الأعقد، تندر الطائرات، حيث لا توجد سوى طائرتين قادرتين على الاضطلاع بهذه المهمة: ال EA-6B Prowler وال EC-130 Compass Call، وتعود الأولى، EA-6B Prowler، في أصلها إلى الطائرة الهجومية المحمولة Intruder التي وضعت في الخدمة في ستينيات القرن العشرين. وتَسْتَخدم هذه الطائرةُ، المسلحة بطاقم من أربعة أشخاص: قائد الطائرة وثلاثة اختصاصيين، منظومةَ تشويش فائقة القدرة تسمى ALQ-99. ويظهر وجود هذه المنظومة في الطائرة على شكل هوائيات موزعة على البدن، ومجموعة الذيل والجناحين. يقوم قسم التشويش على ثلاث باسنات (سِلال) nacelles مجهزة بمحركات هوائية صغيرة في الجزء الأمامي، وكل منها قادرة على تشويش عدة مصادر تهديد. وقد برهنت ال EA-6B Prowler التي تُعتبر فُرْنَ موجات ميكروية طائراً حقيقياً، عن قدراتها خلال جميع الصراعات الحديثة. إلا أن نقطة ضعفها تكمن في بطئها قياساً بالطائرات التي من المفترض أنها تواكبها. هذا عدا عن عجزها عن حماية نفسها في حالة التعرض لهجوم.

التشويش بأمان


يكمن دفاع هذه الطائرة الوحيد في قدرتها عملياً على تشويش كل أنماط الرادارات ومنظومات الاتصالات المعروفة اليوم. وعند الحاجة، يمكنها أيضاً إطلاق صواريخ فوق صوتية AGM-88 Harm المضادة للرادارات. وستُستبدل بطائرات هذا الطراز ال104، في غضون السنوات القادمة، نسخة خاصة من طائرة F/A-18 المسماة (Growler)G.
في روسيا، ربما كانت هناك دراسات مشابهة تهدف إلى تزويد نسخة خاصة من المطاردة الرهيبة Su-27 بباسنات (سلال) تشويش عالية القدرة.
طائرة التشويش الأخرى بامتياز هي نسخة خاصة من طائرة النقل التكتيكية C-130 المسماة Compass Call. هذه الطائرة، المسلحة بعشرة فنيين، مجهزة بمنظومة تجزيئية modulaire قادرة على تشويش كل الاتصالات، مع بقائها على مسافة أمان كافية. وترسم من أجل ذلك مسارات خاصة تسمى Hypodromes مع غطاء حراسة من طائرات قتالية.
أخيراً، قد لا يكتمل هذا التعداد للطائرات الحربية الإلكترونية إذا لم نشر إلى طائرة الحرب النفسية (PSYOPS)، المسماة Commando Solo. هذه الطائرة، التي تعتبر مرسل راديو وتلفزيون حقيقياً، مجهزة بمرسلات قوية مصممة لبث البرامج الموجهة على أقنية البلد المستهدف الإذاعية والتلفزيونية. وتهدف رسائل هذه البرامج إلى إضعاف معنويات الوحدات المعادية أو حتى حث السكان على شجب زعمائهم السياسيين والعسكريين.
هذه الطائرات هي في الخدمة في سلاح الجو الأمريكي منذ ستينيات القرن العشرين، ويجري تحديثها بانتظام لإبقائها متجانسة مع وسائل البث التلفزيوني الحديثة.
وبالتكامل مع هذه الطائرات الحربية الإلكترونية، المكرسة لإعماء رادارات الخصم، تستخدم القوات الجوية طائرات مجهزة بصواريخ مضادة للرادارات. وتتميز هذه الصواريخ المضادة للرادارات برأس "منقِّب" ينضبط رتاجه على عمليات بث الرادار المستهدف لتدميره بشكل أفضل... أو ببساطة لإجبار فنيي الرادار على إطفاء لاقطهم capteur...
أصعب ما في هذا النوع من المهام، المسماة Wild Weasel (ابن عرس البري)، هو تحديد موضع الرادار المطلوب تدميره دون الدخول إلى منطقة رمايات الدفاعات المعادية... في هذا الميدان، فرنسا متقدمة جداً مع طائراتها Mirage F-1 CR المجهزة بباسنة التنصت وتحديد مواضع الرادارات Astac.
يمكن الحصول على المعلومات عن طريق طائرات التنصت الإلكتروني، ومنظومة تحديد المواضع على متن الطائرة الحاملة أو عبر الموجِّه الذاتي للصاروخ المضاد للرادارات... في أوربا، هذا النوع من الطائرات يسمى Tornado، وفي الولايات المتحدة يسمى F-18, EA6B, F-16CJ...
تبقى هذه الطائرات، وهي مجمعات تكنولوجية حقيقية، في متناول عدد صغير جداً من البلدان، لأنها لا تقدر بثمن. مع ذلك، هي حتمية بالنسبة لكل الجيوش الحديثة، إذ تؤدي دوراً مضاعف القوة والحد من الخسائر.
إنها تُضاعفُ القوةَ لأن طائرة واحدة تكفي لتحديد مواضع عدة تهديدات وتدميرها. وتقلل أيضاً من الخسائر في الطائرات التي تنفذ غارات على التهديدات الجوية المضادة المتنامية التطور باستمرار.

حماية ذاتية: تفاجئ دون أن تنخدع


أصبحت الطائرات القتالية اليوم أفضل فأفضل تجهيزاً على مستوى التدابير الإلكترونية المضادة. ويتمثل دور هذه المنظومات في حماية الطائرات من الرادارات المعادية والأجهزة المنصوبة على الأرض. يمكن أن تكون التدابير المضادة مدمجة، كما هو الحال في الطائرات الفرنسية، أو أن تكون على شكل باسنات (سلال) خاصة، كما هو الحال في الطائرات الأمريكية والروسية في ثمانينيات القرن العشرين.
تبسيطياً، يجب أن تكون منظومات الحماية الذاتية قادرة على كشف كل أنواع التهديدات الرادارية. وهذه المنظومات هي عبارة عن لاقطات صغيرة يمكنها التنصت أو تحديد مواضع الرادارات المهددة بسرعة.
عندئذ، تشغّل المنظومةُ جهازَ تشويشٍ داخلياً يطلق تشويشاً مكيفاً. يُحْدث جهاز التشويش، بطريقة إلكترونية، مئات الأصداء الشبيهة بطائرات حقيقية لقيادة الرمي المعادي. وفي حالة الرمي، يسعى جهاز التشويش لإيهام الصاروخ المعادي أنه موجود على مسافة مئات الأمتار من موضعه الحقيقي.... ويرتكز ذلك إلى معرفة تامة بالتهديد وإلى تقنية تشويش تبقى سرية للغاية.
تقوم إحدى التقنيات المستخدمة على تسجيل بث الخصم الراداري وإلى تكرار هذا البث مع حيدان خفيف بقدرة مكيَّفة. وهذا الفن صعب، لأن الرادارات الحديثة مبرمجة لكشف محاولات التشويش ويمكنها عندئذ الانتقال إلى أسلوب ملاحقة التشويش. وفي هذه الحال، تنقلب منظومة الحماية الذاتية في الطائرة ضدها.
لمواجهة عمليات إدارة الرمي الرادارية الحديثة، هناك طريقة تقوم على قَطْر جهاز تشويش يتصرف كمشوش إضافي. ويعمل التأثير المشترك للمشوش المقطور والآخر الداخلي في الطائرة على تضليل غالبية الصواريخ الحديثة. وعند الشك، أو في حال الخطر الوشيك، يغير المشوش المقطور بثه ليتحول إلى مغنطيس صواريخ.
وربما كان بعض طائرات جيل ال F-22 الأمريكية أو ال Rafale الفرنسية مزوداً بمنظومة إلكترونية قادرة على جعلها غير مرئية افتراضياً للرادار. وقد يتم الكشف عن هذه التقنية في غضون 50 سنة.
ولمواجهة الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، التي تضبط على حرارة المحركات ومجموعة الأجنحة، زودت الطائرات بكاشفات أشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية للكشف عن سحب دخان الصاروخ. يتلو ذلك إطلاق لوسائل الخداع الحرارية التي تشتعل بملامستها الهواء، فتنسخ البصمة الحرارية للطائرة. وستكتمل هذه المنظومات مستقبلاً بمشوشات ليزرية، أكثر فعالية في إعماء، وتضليل، وأيضاً، لم لا، تدمير الصواريخ المعادية في أقل من ثانية.
مثل هذه المنظومات هي قيد التثبيت على مجموعة المدافع الطائرة C-130 Gunship الأمريكية.
*عن "العلم والحياة" الفرنسية،
العدد الفصلي 3، خاص بالطيران، 2003.
 
التعديل الأخير:
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

هذا المقال نعطي فكرة عن طرق التشويش ضد أجهزة الرادارات العسكرية وعن الإجراءات الممكن اتخاذها للحد من أثر هذا التشويش على الرادارات، وفي البداية يجب التأكيد على أن الوسائل المضادة للتشويش (E.C.C.M) المركبة على أجهزة الرادارات هي للحد من أثر التشويش، وأن هذه الرادارات المزودة بمثل هذه الوسائل يمكن التشويش عليها من قبل عدو مصمم لدفع تكاليف هذا التشويش، لذا فالغاية من الوسائل المضادة للتشويش هي جعل العدو يدفع ثمنا غاليا ما أمكن.

ويمكن تقسيم التشويش إلى فئتين رئيسيتين:
1- التشويش غير الفعال (السلبي): هو قصاصات معدنية تختار أبعادها بحيث تكون طنانة عند تردد الرادارات المعادية، وتلقى على مسار الطائرات المقاتلة فوق منطقة القتال لتعطي أصداء كاذبة تغطي على الأهداف الحقيقية.
1- التشويش الفعال (الإيجابي): هو تلك الأجهزة التي تشع استطاعة تولدها أو تكبرها وتعيد إشعاع استطاعة مستقبلية، ويمكن أن تحمل على طائرة مقاتلة أو على طائرة استطلاع بدون طيار أو أن تلقى بمظلة فوق منطقة القتال.
وتقسم المشوشات الفعالة قسمين:
(أ)- المشوشات التي تشع نبضات.
(ب)- المشوشات التي تشع باستمرار.
ويوجد قسم ثالث يمكن أن يصنف في أي القسمين السابقين الذكر ويعرف بالمشوش (A)، وتشع المشوشات (A) نبضات منفصلة من القدرة المتوافقة مع خواص الرادار المراد التشويش عليه، والغرض هو إنتاج عدد من الأهداف الكاذبة تتميز عن الهدف الحقيقي بحيث تصرف انتباه عامل الرادار أو مستخلص المعلومات من الرادارات، مما يزيد من التحميل الزائد لنظم الرادارات المعادية، وتسمى هذه المشوشات بالمشوشات المضللة، ومن أمثلة المشوشات (A):
1- مرسلات باستطاعات صغيرة بمرسل نبضات مؤخرة، وتظهر على شاشات الرادارات المعادية كأهداف متحركة.
2- مرسلات باستطاعة عالية ذات خرج متوافق مع المخطط الإشعاعي الأفقي للرادار، بغرض دخول الفصوص الجانبية لنظام هوائي الرادار المعادي، وبالتالي إنتاج عدد كبير من الأهداف المتحركة على مختلف المسافات والزوايا.
3- مرسلات نبضات ذات استطاعة عالية وذات ترددات تقع على أو بالقرب من ترددات الرادار المعادي منتجة قطارا من النبضات مع تحكّم أو بدون تحكم على تردد التكرار (P.R.F) للرادار المعادي، إلا أن معدل التكرار أعلى بكثير بحيث ينتج عددا كبيرا من الإنذارات الكاذبة التي تعرقل عمل الرادار أو نظم المعالجة.
وهناك نوع آخر من المشوشات يسمى بالنوع (B) وتشع هذه المشوشات مستوى عالياً من الاستطاعة باستمرار، والقصد دخول الفصوص الجانبية إضافة إلى الحزمة الأساسية لهوائي الرادار لإشباع نظام الرادار بإنذارات كاذبة أو لإخماد أصداء الهدف. وتوجد أشكال مختلفة وعديدة من هذا النوع من المشوشات الفعالة، إلا أنها جميعا تتطلب استطاعة أعلى بكثير من المشوشات (A)،.
ومن أمثلة المشوشات من النوع (B):
1- موجات مستمرة (C.W) وغير معدلة، ويمكن أن تكون تردداتها محكمة على ترددات الرادار أو غير محكمة عليها.
2- موجات مستمرة معدلة سَعَوِيّاً (مطالياً) (التعديل المطاليّ: Amplitude Modulation).
3- موجات مستمرة معدلة تردديا.
4- موجات مستمرة معدلة مطاليا بالضجيج، وتؤثر هذه المشوشات تأثيرا فعالا إذا كان التعديل متوافقاً مع عرض مجال مستقبل الرادار.
5- مشوشات عريضة المجال معدلة تردديا بأشكال موجات دورية أو معدلة تردديا بضجيج، أو كليهما، مع مجال كنس قد يكون بضعة ميجاهرتزات إلى بضع مئات من الميجاهرتز، وعرض مجال التعديل من عدة ميجاهرتزات إلى العديد من الميجاهرتز.
6- مشوشات ضجيج أبيض ثابت ذات مجال عريض.
من السهولة عمليا إنتاج مشوشات من النوع (B) بواسطة صمامات ميكروية كالماجنترون الذي له مردود عال ونسبة عالية للوزن- الحجم بالنسبة للاستطاعة المشعة، ويصبح تصميم الأجهزة معقدا إذا كانت أشكال الموجات المشوشة معقدة، وكلما زادت نسبة الاستطاعة- عرض المجال (شدة التشويش) تطلب ذلك استطاعة أعلى وبالتالي أجهزة أثقل وأغلى. وأنواع المشوشات المذكورة أعلاه تصبح الإجراءات المضادة لها بالتالي صعبة في الرادار.
الإجراءات المضادة
إن الدور الرئيسي للإجراءات المضادة للتشويش هو إجبار العدو على اقتناء أجهزة تشويش معقدة وغالية ليضمن نجاح عملية التشويش، وهذا يعني أنه من الممكن الحصول على مناعة ضد التشويش (M.E.C) المستخدم من قبل عدو غير مجهز تجهيزا جيدا وحديثا، وقبل البدء بالنظر فيما يمكن للرادارات المضادة للتشويش إنجازه وكيفية عملها، يجب ملاحظة أن تكون هذه الرادارات ذات مدى ديناميكي أعظميّ قدر الإمكان، إذ إن أي خواص غير خطية غير مرغوب فيها في أي نظام مضاد للتشويش ستعطي تأثيرا عكسيا يصل إلى إنتاج إشارة جديدة غير مرغوبة، إضافة إلى أنه يجب تصميم النظام بحيث يكون له خواص استعادة بسرعة بعد الإشباع، إذ عندما يكون هناك تشويش فعال وشديد فقد يتجاوز المدى الحركي لحظات، ويجب بهذه الحالة ألا نسمح للنظام المضاد للتشويش أن يبقى معطلا مدة طويلة بعد خفوت أثر التشويش.

الإجراءات المضادة للنوع (A):


تسبب الحالة البسيطة من هذا النوع تشويشا على حزمة الإشعاع الرئيسية للهوائي، ويكون تردد التكرار النبضي لجهاز التشويش محكما على تردد التكرار، ولكن يؤخر النبضة المعاد إرسالها بمقدار ثابت بحيث تظهر الأهداف الكاذبة في الدور التالي للرادار، وعادة يوضب ذلك بحيث. تظهر الأهداف على مدى أقصر بالنسبة للرادار المعادي ومن المدى الفعلي لطائرة التشويش، بحيث يجبر العدو على التقصي أولاً، كما يمكن لطائرة التشويش إنتاج أهداف كاذبة على مسافات أخرى بحيث أيضا تشغل النظام الاعتراضي المعادي.

ومن الإجراءات المضادة المؤثرة:


استخدام تردد التكرار المرتب خلافا (P R F) Staggered، بالإضافة إلى استخدام مميز تردد التكرار (P R F D)، وإذا تردد التكرار المرتب خلافا ترتيبا بسيطا، فلا توجد حماية من مشوشات مزودة بأجهزة تحليل تردد التكرار، التي بهذه الحالة توجب التأخير بحيث يعوض عن التغيرات في الدور الداخلي لنبضة الرادار، ولذا فمن المرغوب فيه أن يزود جهاز الرادار بمولد تردد تكراري اعتباطي لإعطاء الترتيب خلافا ومزود بمميز تردد تكرار مناسب. وفي السابق كان من الصعب، حتى بكلفة عالية إنتاج مضاعفات دور التردد التكراري، ولكن مع التجهيزات الحديثة الرقمية لمعالجة الإشارة يمكن بسهولة إنتاج مضاعفات أدوار النبضات، ويمكن أن تعطي انتقاء اعتباطيا على مجال عريض.
ويمكن الحصول على نتيجة مشابهة إذا كان جهاز الرادار مزودا بانتقاء تردد اعتباطي نبضة فنبضة، وقد تكون هذه الطريقة مكلفة ضد المشوشات من نوع (A)، ولكن يمكن استخدامها أيضا ضد المشوشات من النوع (B)؛ فعندما يصدر المشوش تأخيرا قصيرا فقط فإنه بالتالي يصدر هدفا كاذبا في داخل دور النبضة، ولكن على مدى أكبر لا يستطيع نظام مميز تردد التكرار إعطاء الحماية اللازمة، حيث أن الهدف الكاذب يظهر على مدى أبعد من الهدف الحقيقي فلا يمثل سوى تهديد ضئيل، ولكن عند وجود الهدف الحقيقي معه فإن عامل الرادار المدرب تدريبا جيدا يستطيع اكتشاف العلاقة الثابتة بين مواقع النقط (polt)، ويمكن استخدام التباين الترددي في تحديد الأهداف الكاذبة ما لم يكن جهاز التشويش مرسلا على كل الترددات بآن واحد.
وبالنظر إلى الاستجابة على أقنية الترددين المستخدمين للتباين بخاصية الاستقبال يمكن للمشغل تبيان الهدف الحقيقي من الهدف الكاذب، ويمكن أيضا التحقق من الأهداف بجهاز رادار منفصل لتحديد الارتفاع يعمل على تردد آخر غير تردد الرادار، الذي يساعد في تحديد الأهداف. ومن المناسب ألا تدخل مستقبل ال (E.C.C.M) عندما يصل التشويش إلى مستوى معين، ويمكن لمستقبل خطي الخواص إعطاء المعلومات المطلوبة. وبأخذ عينات لمستوى الضجيج من مثل هذا المستقبل وباستخدام تكامل ومستويات عتبة مناسبين، فإن مثل هذا النظام لا يعطي فقط إنذاراً بوجود التشويش، بل يوصل آليا جهاز مستقبل الإجراءات المضادة للتشويش عند E.C.C.M في حال الضرورة. وعندما يكون الرادار مستخدما للتباين الترددي فغالبا ما يكون التشويش سيئا على قناة أكثر من الأخرى، والحساسية الإجمالية يمكن أن تتحسن إذا ما أهملنا القناة التي هي أكثر ضجيجا، ونظام الكشف المشار إليه أعلاه يمكن أن يغذي مقارناً (جامع) وهو بدوره يقرر ما إذا كانت إحدى القناتين تعطي رداءة للخواص الإجمالية ويخرجها من الدارة.

الخلاصة


من المناسب تلخيص الخطوط العريضة، التي يجب أن يراعيها جهاز الرادار للتخفيف قدر الإمكان من أثر التشويش، فيما يلي:
1- إن أول خطوة هي تقييد القطاع الأفقي (السمت) قدر الإمكان المؤثر من جهاز التشويش، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام هوائيات بفصوص جانبية منخفضة المستوى تصل إلى (30) ديسيبلاً، ومن المهم أيضا أن تكون الفصوص الجانبية الأخرى ذات مستويات أخفض تصل إلى حوالي (40-50) ديسيبلاً، وبذلك فإن تأثير المشوش ينحصر في الحزمة الرئيسية لهوائي الرادار، وعندما لا يكون هوائي الرادار متجها مباشرة إلى المشوش نحصل على الحساسية الكلية للمستقبل.
2- إن الخطوة التالية هي إجبار العدو على أن يوزع استطاعة التشويش المتاحة له قدر الإمكان على أكبر عرض مجال، ويمكن الوصول إلى ذلك باستخدام تباين ترددي للرادار مزدوج أو أكثر، والخطوة التالية أن نستخدم أكثر من مجال ترددي راداري، ويكون ذا فائدة كبيرة استخدام رادار مبين الارتفاع إذا كان يعمل على تردد آخر غير ترددات الرادار.
3- يجب أن يسبق مستقبل الرادار مرشح مرور حزمة لتضمحل الإشارات التي تقع خارج عرض مجال العمل، وهذا ضروري حتى حين وجود مكبر كالمكبر البارامتري ذي عرض الحزمة المحدد، حيث أن دارة المدخل ذات عرض مجال عريض والإشارات خارج عرض المجال، ومثل هذا المكبر يمكن أن يسبب تغييرا وبالتالي تقل حساسيته.
4- يجب أن يصمم قسم الاستقبال ليكون له مجال ديناميكي عريض وألاّ يكون عرضة للتوقف بإشارة عالية الاستطاعة مدة طويلة كمكبر لوغاريتمي، ويجب أن يزود الرادار بمميز طول النبضة (P.L.D) ويجب أن يحتوي نظام الاستقبال على قناة (E.C.C.M) من النوع (B).
5- إن نظام معالجة الإشارة يمكن أن يساعد في الإجراءات المضادة للتشويش إضافة إلى عملها الطبيعي في حذف الأصداء الثابتة (M.T.I)، ويجب أن يحتوي الرادار على إمكانية تأمين تردد تكراري موزعا خلافا وبصور اعتباطية (P.R.F) Staggered مع مميز تردد تكراري، وذلك لإزالة الخواص من المشوشات.
6- يجب أن يتضمن الرادار وسائط لمراقبة المحيط لاكتشاف الزيادة في ضجيج المستقبل، وذلك لإعطاء إنذار عن وجود تشويش، وبحالة الضرورة أن يختار ال (P.R.F.D) المناسب للاستقبال مع المشوشات، ويجب أن تتضمن أجهزة الاستقبال وسائل لتحديد اتجاه التشويش.
7- إن حجب الفصوص الجانبية ((S.L.B مفيد لحذف التشويش النبضي الداخل من الفصوص الجانبية للهوائي.
وأخيرا نقول أنه توجد عدة طرق يمكن للعدو أن يلجأ لها للتشويش على أجهزة الرادار، ولكن تكلف أموالا وتشغل حيزا قيما في الطائرة، ومن الصعب جدا أن نصنع جهاز رادار منيعاً ضد كافة أنواع التشويش، ولكن من الممكن أن يكون الرادار منيعا لبعض أنواع التشويش البسيطة، وبالتالي يجبر العدو على استخدام مشوشات أكثر تعقيدا وأكثر كلفة، والنتيجة الجديرة بالملاحظة أنه عندما يضع المهاجم أجهزة تشويش بوضعية العمل فهو يعلن عن وجوده، وتوجد عدة طرق لتحديد موضعه وتدميره.
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

ذه الطائرات المحشوة بالألكترونيات، يرجع تصميمها إلى أيام الحرب الباردة، لكنها تُعدَّل باستمرار، حتى أصبحت ضرورية لكل جيش حديث. وهي تعمل بسرعة لتعمية الدفاع المعادي.

في 17 يناير 1991، عرف مسؤول الدفاع الجوي العراقي أن الحرب واقعة لا محالة.وكان يمتلك، رغم كل شيء، العديد من الأوراق الرابحة لمواجهة قوات التحالف المكلفة تحرير الكويت. وكان الجيش العراقي يمتلك مئات الطائرات المقاتلة ذات الكفاءة، ومنها الطائرة المرهوبة الجانب الميراج F1EQ ، وطائرات الميغ 23 والميغ 25 القادرة على التصدي بكفاءة لبعض طائرات الحلفاء. وعلى الأرض، كانت النقاط العصبية الحساسة للبلاد محمية بدفاع أرض جو متعدد المستويات على النمط السوفييتي، فهو يشمل رادارات بعيدة المدى، وأنظمة صواريخ أرض جو طراز سام 2، وهي الصواريخ التي أسقطت في العام 1961 طائرة التجسس يو2 الأمريكية التي كان يقودها الطيار غاري بويرز، وهناك أيضاً الصواريخ سام 6 الشديدة الفعالية في المدى المتوسط. ويكمل هذه المجموعة كلها مئات المدافع المضادة للطيران السريعة الرمي طراز زد إس يو 23-4 Z SU - 23/4 ، وصواريخ محمولة على الكتف طراز سام 7.
نظرياً، هذه الشبكة المتكاملة والكافية لا تدع أي فرصة لطائرات الحلفاء لاختراقها. ومع ذلك، ففي الساعة الثانية صباحاً، سمعت أصوات انفجارات كثيرة...لقد أصبح نظام الدفاع أعمى تماماً فجأة، وأصبح على وشك الاختفاء تحت ضربات طيران الحلفاء. مثل هذا الهجوم لم يكن ممكناً لولا عمل طائرات الحرب الألكترونية، التي تعمل بصمت.
تتوزع مهام تلك الطائرات على ثلاثة أنواع رئيسة: التنصت الإلكتروني، والتشويش الهجومي، والهجوم على وسائط الدفاع.
ظهر عدد من تلك الطائرات إبان الحرب الباردة، وتمكنت طائرات التنصت الإلكتروني من تنفيذ مهام الدورية على طول حدود البلدان المستهدفة، بغية جمع أقصى كمية من المعلومات عن رادارات الدفاع الجوي، وشبكات القيادة، وحالة استعداد القوات البرية والجوية والبحرية.
داخل تلك الطائرات المحشوة بالألكترونيات، التي تدوم مهامها أحياناً أكثر من عشر ساعات، يوجد متخصصون في الاستخبارات يكرسون وقتهم كله للعمل على أجهزة التنصت الأكثر حداثة وأنظمة الأسلحة من جميع الطرز.
الطائرات الأكثر شهرة على هذا الصعيد، هي الطائرات الأمريكية. وهي الطائرات Rivet Joint RC-135 ، المشتقة من البوينغ 707 والطائرات EP-3Eالمشتقة من طائرة الدورية P-3 أوريون.
هذه الطائرات التي يرجع تصميمها إلى الستينيات، قادرة على تنفيذ مهام مدتها 10 ساعات وأكثر. وقد استخدمت في الستينيات والسبعينيات للتجسس على الرادارات الروسية في شمال فييتنام ولإيجاد ثغرات في أنظمة الدفاع الأكثر حداثة.
وبعد إجراء تعديلات كثيرة عليها، تعاد إلى الخدمة مجدداً، ولا سيما أنها تشاهد فوق مياه البحر قبالة سواحل يوغسلافيا والصين والعراق.
بعد معالجة المعلومات، يغذي قسم منها أنظمة الحماية الذاتية في الطائرات المقاتلة وقواعد المعطيات التكتيكية. لذا فمن السهل كشف قاعدة جوية، أو مركز قيادة أو أيضاً كشف طراز طائرة خاصة من خلال الإرسالات الكهرطيسية.
يحوي كل من تلك الطائرات أربعة أجزاء مميزة: الطائرة الحاملة (الطائرة والطيارين ؛ ونظام إلينت Elint للتنصت على الرادارات، ونظام كومنت Comintللتنصت على الاتصالات ؛ وأخيراً منظومة قياس الزوايا المخصصة لتحديد موقع الإشارات الواردة.
أجهزة الاستقبال الفائقة الحساسية في هذه الطائرات مرتبطة إلى هوائيات مدمجة في الهيكل أو متوضعة داخل قبة (رادم). وإبان كل مهمة، يمكن للطائرات التجسس على الإشارات اللاسلكية المعادية على بعد مئات الكيلومترات وعلى سلم ترددات واسع جداً (يقدر أن بعض الطائرات قادر على كشف ترددات تبدأ من 0.5 ميغاهرتز حتى 40 جيغاهرتز). وقد أصبحت منذ عهد قريب قادرة على تحديد هوية رادارين من طراز واحد من خلال الاختلاف البسيط في التردد المستخدم أو نوع المعايرة.

نقطة ضعف


على صعيد التنصت على الاتصالات، تعد الطائرة Rivet Joint RC -135 هي الأفضل، فلدى هذه الطائرات أنظمة تنصت على الهواتف المحمولة وأنظمة الاتصال الهاتفي عبر الأقمار الصناعية، والعديد من الوسائط التي كانت تستخدمها شبكة "القاعدة"...
تعمل هذه الطائرات اليوم عادة بالاشتراك مع طائرات المراقبة الجوية "أواكس" و "جي ستارز " (لمراقبة الأرض)، لذا فهي مجهزة بوسائل نقل رفيعة المستوى والمنسوب الأمني، فإذا كانت أنظمة المهمة لهذه الطائرات تتيح لها التحليق على مسافات مأمونة بعيداً عن وسائط الدفاع المعادي، فهي في المقابل هشة ويسهل النيل منها، لأنها بطيئة وضعيفة القدرة على المناورة في حال تعرضها للخطر.
في أثناء مهمة نموذجية، تولى الأهمية الأولى لتحقيق أمن أفراد الطاقم... إنه طاقم قد يطلب أحياناً تجاوز الحدود المعادية ليحصل على معلومات أفضل... وفي ذلك خطر كبير. ومثل هذه المغامرة قد حصل منذ سنوات قليلة لطائرة EP-3E تابعة لسلاح البحرية الأمريكية، ضبطت بالجرم المشهود وهي تتجسس قرب إحدى القواعد الصينية، فأرغمت على الهبوط على الأراضي الصينية، غير أن أفراد الطاقم، كان لديهم متسع من الوقت لتشغيل أجهزة التدمير الذاتي للمهمة التي كانوا يؤدونها قبل بضع دقائق من الهبوط، فأصبح من المتعذر، نظرياً، التوصل إلى مضمون المهمة. ويرى كثير من الخبراء الأمريكيين، أن الصينيين تمكنوا مع ذلك من الاستيلاء على أجهزة فائقة الحساسية في نظام المهمة، قبل أن يعيدوا الطائرة إلى مالكها الشرعي.
يقدر من الناحية العملية أن كل طراز من طائرات النقل قد نتج عنه نموذج تنصت: فالطائرة الفرنسية ترانسال تولد عنها النموذج غابرييل والنموذج د سي 8 ساريغ، والطائرة نمرود في بريطانيا تولدت عن الطائرة كوميت، وفي إسرائيل هناك الطائرة سي 130، وفي جنوب إفريقية الطائرة بوينغ 707... واللائحة طويلة لا تنتهي.
في هذا النوع من المهام، يكون الأمر الأساسي أحياناً هو التحليق على أعلى ارتفاع ممكن لتفادي الدفاعات المعادية وتحسين مدى الاستقبال، وهذا المفهوم فتح المجال أمام ظهور الطائرة يو 2 القادرة على التحليق على ارتفاع أكثر من 21000م، وظهور الطائرة بلا طيار (هال غلوبال هاوك) التي خلفتها وحلت محلها لبضع سنوات.
المهمة الثانية تتضمن التحليق المرتفع والسريع، وهذا مجال خصص منذ بضع سنوات للطائرة السرية جداً (س ر 71 بلاكبيرد)، القادرة كما يقال على تجاوز سرعة 3500 كم-سا للتحليق فوق روسيا دون أن تنال منها وسائط الدفاع الروسية. ووجب تزويد هذه الطائرة بمعلومات عن القواعد الروسية الرئيسة وبدراسة عن إشارات رادارات الدفاع الجوي. وصنعت هذه الطائرة على أساس من معدن التيتان، وقد يحل محلها لدى القوى الجوية الأمركية طائرة مفرطة السرعة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتحلق بشكل سري لا تكشفه الرادارات ومتحدرة من مشروع البحث أورورا.
أما في مجال التشويش الإلكتروني، الأكثر تعقيداً، فالطائرات العاملة في هذا المجال نادرة، ولا سيما أن هناك طائرتين فقط بوسعهما القيام بذلك وهما: EA-6B براولر والطائرة إي سي 130كومباس كول؛ فالأولى مستمدة من الطائرة الهجومية المحمولة انترودر التي دخلت الخدمة في الستينيات. والبراولر مسلحة بطاقم من أربعة أشخاص، طيار وثلاثة اختصاصيين وفيها نظام تشويش فائق القدرة. ويتمثل وجود هذا النظام على الطائرة بهوائيات موزعة على الهيكل، الذيل والأجنحة. وقسم التشويش يشمل ثلاث حجيرات كبيرة مجهزة بمحركات هوائية صغيرة واقعة في الأمام وبوسع كل منها التشويش على العديد من التهديدات.
ولما كانت البراولر فرناً حقيقياً لتوليد الأمواج الميكروية الطائرة، فقد أثبتت في أثناء جميع النزاعات الحديثة فاعليتها. أما الوجه الثاني للمسألة، فهو أن الطائرة نظراً لهرمها تعد بطيئة، نسبة إلى الطائرات التي تواكبها. وعلاوة على ذلك، فهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها عند حصول هجوم ضدها.

التشويش والطائرة في مأمن


يكمن دفاعها الوحيد في قدرتها على التشويش عملياً على جميع أنواع الرادارات وأنظمة الاتصالات المعروفة في يومنا. وعند الحاجة، يمكنها أيضاً إطلاق صواريخ مضادة للرادار أسرع من الصوت طراز AGM-88 هارم. والطائرات من هذا الطراز البالغ عددها 104 طائرات، سيحل محلها في السنوات القادمة نموذج خاص من الطائرة ف -أ 18 تسمى غراولر.
في روسيا، ثمة أعمال مماثلة تجري دراستها بهدف تزويد نموذج خاص من المقاتلة سوخوي 27 المرهوبة الجانب بحجيرات تشويش عالية القدرة.
طائرة التشويش الأخرى الممتازة هي نموذج خاص من طائرة النقل التكتيكي سي 130 المسماة كومباس كول. وهذه الطائرة المزودة بعشرة اختصاصيين تحوي نظاماً معيارياً قادراً على التشويش على جميع الاتصالات، مع البقاء بعيداً على مسافات مأمونة. وهذا يستوجب مسارات خاصة تسمى هيبودروم تحت غطاء من مرافقة بعض الطائرات المقاتلة.
أخيراً، إن هذه اللائحة من طائرات الحرب الإلكترونية لن تكتمل من دون الإشارة إلى طائرة الحرب النفسية المسماة "كوماندو سولو". وهي أداة حقيقية للإرسال الإذاعي والتلفزيوني، فهذه الطائرة تمتلك أجهزة بث قوية مصممة لنقل البرامج الموجهة على قنوات الإذاعات والتلفزيونات في البلد المستهدف. وثمة برامج، منها: الرسائل، هدفها التأثير في الروح المعنوية في صفوف الجند المعادين، أو حتى تحريض السكان أو الشعب على انتقاد الزعماء السياسيين والعسكريين وشجب تصرفاتهم. وهذه الطائرات موضوعة في الخدمة لدى الولايات المتحدة منذ الستينيات، وتحدث بانتظام لتظل ملائمة للوسائل الحديثة للبث عن بعد.
ثمة مكمل لهذه الطائرات المخصصة للحرب الإلكترونية التي مهمتها تعمية الرادارات المعادية، وهو أن لدى القوى الجوية طائرات مزودة بصواريخ مضادة للرادار. وهذه الصواريخ المضادة للرادار تتميز برأس باحث يقبض على البث الصادر عن الرادار المستهدف ليدمره جيداً.. أو، في أسوأ الأحوال، يرغم العاملين على الرادار على إيقاف عمل جهاز الالتقاط...
في هذا النوع من المهام المسماة "وايلد ويزل" الأمر الأكثر صعوبة هو تحديد موقع الرادار المطلوب تدميره دون الدخول في منطقة رمي الدفاعات المعادية... وفي هذا المجال، تحتل فرنسا موقعاً جيداً بفضل طائراتها الميراج F-1CR المجهزة بحجيرة تنصت وبنظام آستاك لتحديد مواقع الرادارات.
يمكن الحصول على المعلومات عن طريق طائرات التنصت الإلكتروني، أو نظام تحديد المواقع المحمول على الطائرات أو بوساطة الرأس الباحث في الصاروخ المضاد للرادار.. وتسمى الطائرات من هذا النوع في أوروبا "تورنادو"، وفي الولايات المتحدة ف 18، EA6B ، ...F-16CJ
هذه الطائرات، التي تحوي فعلاً تقانة مكثفة تظل في متناول أيدي قلة قليلة جداً من البلدان لأنها باهظة الثمن حتى الآن. ومع ذلك فهي ضرورية لجميع الجيوش الحديثة لأنها تقوم بدور يضاعف القوة ويحد من الخسائر.
إنها تضاعف القوة، لأن طائرة واحدة تكفي لتعيين مواقع عدة تهديدات وتدميرها، كما تحد من خسائر الطائرات المشتبكة في إحدى الغارات، جراء التهديدات المضادة للطيران التي يجري تحسينها دون انقطاع.
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

( الاستطلاع الإشاري الكهرومغناطيسي ) من الأهداف الرئيسية لأعمال الحرب الإلكترونية: اعتراض وتصنيف معلومات المسرح الإلكتروني، من خلال استطلاع الإشارة
الكهرومغناطيسية التي تتضمن كل نوعي الاستطلاع وهما:
1- الاستطلاع اللاسلكي Communication Intelligence
2 - الاستطلاع الإلكتروني Electronic Intelligence


ولإرسال الإشارة الكهرومغناطيسية لمسافات بعيدة يلزم تحميلها على موجة حاملة وتعديلها بأي نوع من أنواع التعديل.
ويبدأ الحيز الترددي للموجة الحاملة من التردد المنخفض وحتى الموجات الفضائية وما فوقها. ولكن بدون تعديل لاتستطيع الموجة الحاملة نقل أي معلومات .
وهناك أنواع كثيرة من التعديل المتعمد التى يمكن استخدامها مثل التعديل السعوي والتعديل الترددي الشائع الاستخدام، بالإضافة الى أنواع كثيرة أكثر تعقيدا كالتعديل المكود وتعديل الحيز الجانبي.
ومن أهداف الحرب الألكترونية كذلك في مجال الاتصالات اللاسلكية تأمين المعلومات المتبادلة خلال شبكات الاتصال الصديقة بالإضافة الى التنصت على الشبكات المعادية للحصول على المعلومات التى يتم تبادلها فيما بينها.
وهناك عدد من الأساليب التى تستخدم لتقليل فرص استخلاص المعلومات من الشبكات اللاسلكية الصديقة مثل القفز الترددي والطيف الواسع ومتعدد النفاذ للتقسيم المكود بالاضافة الى أسلوب التضاغط الرقمي المصحوب بالإرسال المتكرر للإشارة الذي يمكّن من معالجة أي تدفق معلومات رقمي حتى مع تشوه جزء كبير منها.

تنقسم أساليب تقليل فرص استخلاص المعلومات الى:


1 - منع استقبال الموجة الحاملة.
2- السماح باستقبال الموجة الحاملة ولكن مع استخلاص المعلومات المصاحبة.
والجدول المرفق يوضح بعض الأساليب المستخدمة للتقليل من معرفة محتويات الإشارة المرسلة.
وعلى الرغم من أن المناقشة السابقة تركزت حول الاتصالات اللاسلكية، إلا أنه يوجد تشابه بينها وبين الرادار، ولكن الاختلافات الرئيسية تكمن في أن الاضمحلال في شدة الإشارة في الاتصالات اللاسلكية يتناسب مع مربع المسافة بين المرسل والمستقبل، بينما في الرادار فإنه يتناسب مع المسافة مرفوعة إلى (أس 4)، كما أنه في الرادار ترسل الإشارة لتضيء الهدف في أرض العدو، بينما شبكات الاتصالات اللاسلكية تتحاشى إشعاع أي موجات في أرض العدو.
التعديل غير المتعمد :
وعلى الرغم من أن القدرة على نقل المعلومات تتوقف على التعديل المتعمد
Intensional Modulation للإشارة، إلا أنه يوجد الكثير من التعديل غير المتعمد للإشارة الذي يمكن استخلاص المعلومات منه.
ومن أمثلة التعديل غير المتعمد:
1- التعديل الدوراني:
Rotational Modulation
إن الموجة الرادارية، المنعكسة من هدف فيه أجزاء متحركة، يمكن أن تحتوي على خصائص لتمييز ذلك الهدف. وعلى ذلك فإ ن مراوح أجنحة الطائرات والأجزاء الدوارة بالطائرات الهليكوبتر والمركبات المتحركة يمكن أن تسبب تعديلا غير متعمد للموجات المنعكسة، ومن أمثلة ذلك ما يطلق عليه: تعديل المحرك النفاث Engine Modulation (JEM) وهذه الظاهرة تحدث عندما تنعكس الموجات الرادارية من محرك الطائرة أو من أذرع المراوح المركبة بأجنحة الطائرة.
وحيث أن أجزاء المحرك وأذرع المراوح في حركة دائرية منتظمة بالنسبة لحركة الهواء المحيط، فإن ذلك يسبب تعديلا منتظما غير متعمد للموجات المنعكسة، يستخدم للتمييز والتعرف على الأهداف. والأبحاث مازالت تجري على ظاهرة JEM وذلك بعمل نماذج للأجزاء المتحركة النفاثة، وكذا بتطوير خوارزمات معالجة الإشارات المنعكسة لاستخدامها في التمييز والتعرف على الأهداف. وفي هذا المجال قامت شركة لوكهيد بعمل دراسات على هذه الظاهره باستخدام عدد من الطائرات النفاثة، مستخدمة الرادار النبضي الدوبلري AN/TPQ-36A
2 - البصمة الألكترونية للإشارة:Electronic Finger Prints
توجد اختلافات طفيفة في الإشارة المرسلة من جهاز إرسال. وآخر هذه الاختلافات قد يظهر في شكل الإشارة الذي قد يعتبر نوعاً من أنواع التعديل الزائف لشكل الإشارة المرسلة.
وكمثال للإشعاع الكهرومغناطيسي غير المتعمد ما كتبه العالم الهولندي ويم فان أيك عن الإشعاع الكهرومغناطيسي لشاشات العرض Visual Display Units (VDU)
يستطيع عامل الاستطلاع الألكتروني أن يفرق بين شاشات العرض المختلفة الموجودة في حجرة واحدة نتيجة لاختلاف خصائص الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث منها، ويصعب عليه التمييز بينها عندما تكون جميعها مصنوعة من نفس المكونات نتيجة التشابه الكبير في خصائص الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث، وقد يعتقد البعض أنه نتيجة الكثافة الكبيرة للإشعاع الكهرومغناطيسي في الجو المحيط بنا، لربما يصعب ذلك في التفرقة والتمييز بينها، ولكن هذه ليست الحقيقة لأن معظم أجهزة الأستقبال لها تزامن خطّيّ يختلف من جهاز الى آخر، يرجع الى الاختلاف في طريقة التصميم والفروق البسيطة في المكونات الألكترونية، لدرجة أنه لو وجد مثلا ثلاث إشارات على نفس التردد فإنه بالتوليف الدقيق لجهاز الاستقبال والتوجيه الجيد للهوائي وبضبط التزامن الخطيّ فإنه من الممكن الفصل بين كل إشارة وأخرى ومعرفة مدلولاتها الفنية، وذلك بالضبط ما يتبع للتمييز بين شاشات العرض الموجودة في حجرة واحدة VDU.
إن القدرة على التمييز بين إشارة جهاز إرسال وآخر في ظروف إشعاعات كهرومغناطيسية مكثفة يمثل تحديا يواجه استطلاع الإشارة الكهرومغناطيسية .SIGINT
وعملية التمييز بين إشارة جهاز إرسال وآخر، يطلق عليها (فصل التداخل) Deinterieaving، يمكن أن تكون بسيطة اذا ما كان لكل اشارة خاصية معينة يمكن اعتبارها كبصمة إلكترونية لها .Electronic Finger Print
ويظهر في خرج أجهزة الرادار تعديل للنبضات غير متعمد، ومن أمثلة ذلك: التعديل الترددي غير المتعمد للنبضات الذي يعتبر من الخصائص الداخلية المميزة لجميع المرسلات ذات القدرة العالية مثل أجهزة الرادار ومرسلات الإعاقة ومقدار التعديل ونوعه يتوقفان على نوع جهاز الإرسال، ويظهر هذا التعديل في خارج صمامات القدرة العالية نتيجة الدفع والجذب وتأثيرات أخرى، مثل: تأثير درجة الحرارة وعمر الصمام وتأثير الصيانة الرديئة.
أسباب التعديل غير المتعمد بالأجهزة الرادارية:
1- تأثير الدفع : ويحدث أساسا نتيجة التغيرات في خرج المعدل وخرج مصدر الجهد العالي وقد يحدث تعديلا يمكن أن يكون في التردد أو زاوية الطور أو في السعة.
2- تأثير الجذب : ويحدث أساسا نتيجة التغيرات في مقاومات الحمل المقابلة لصمامات الخرج ومثال ذلك تغيير تردد المجنترون في حيز X بحوالى 15 ميجاهرتز نتيجة التغيير في نسبة الموجات الواقفة VSWR ويمكن أن يحدث هذا التأثير نتيجة استخدام وصلة ميكروويف رديئة.3- التأثيرات الأخرى: وهذه تسبب تغيرات فجائية في الخصائص الداخلية للنبضات نتيجة الانحراف في درجة حرارة تسخين فتيل الصمام ونتيجة الضبط غير الدقيق لمصادر التغذية بالجهد العالي. ومن العوامل التي يتوقف عليها إمكانية فصل التداخل بين الإشارات باستخدام البصمات الألكترونية: مقدار نسبة الإشارة الى الضوضاء SNR.
ويتطلب استخلاص الاشارة من الضوضاء أخذ المتوسط على عدد كبير من الموجات المتوافقة في الزمن والتردد، وبعد ذلك يأخذ المتوسط عند كل نقطة من النقاط المكونة للموجات.
ونتيجة لاحتياج حساب المتوسط الى ضبط دقيق بين الموجات وبعضها لذا فإنها تحتاج الى دقة شديدة.
ويلزم قبل تنفيذ حساب المتوسط أن يكون قد تم فصل التداخل بين الإشارات المستقبلة من المصادر المختلفة ولذا فعندما تكون SNR كبيرة سيتم حساب المتوسط من عدد قليل من الموجات الكهرومغناطيسية المستقبلة.
الإشعاعات غير المتعمدة
1- الصوت تحت الماء
Under Water Sound
تتوقف فاعلية الغواصات على قدراتها على البقاء تحت الماء لفترات طويلة دون اكتشاف، بينما تقوم بتنفيذ مهامها من بحث وتتبع ومهاجمة من تحت سطح الماء. ولاكتشاف الغواصات المعادية وتحديد أماكنها تستخدم إجراءات إيجابية مثل السونار، وأخرى سلبية.
وتتوقف الإجراءات السلبية على عدة عوامل، منها: الاضطرابات في المجال الفضائي أو الطبيعي كالمجال المغناطيسي للأرض، وتتوقف كذلك على استقبال الإشعاعات غير المتعمدة UE.
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية نظاما لتتبع الغواصات وتحليل الأصوات التى تحدث تحت الماء، عبارة عن مسطح ثابت أو متحرك تحت الماء يحمل مصفوفة من السماعات المائية يجر بواسطة سفن تحمل معدات تحليل الصوت وتتبع الغواصات.
ولا تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية في حيز الميكروويف في الكشف عن الغواصات، نظرا لحدوث اضمحلال كبير لها عند انتشارها تحت الماء، كما أن الموجات الكهرومغناطيسية في الحيز الضوئي أو حيز الأشعة الحمراء أو ذات الطول الموجي الأقل لا تنتشر تحت الماء لمسافات بعيدة، على عكس الموجات في الحيز السمعي التى تنتشر لمسافات بعيدة تحت الماء، بالرغم من أن سرعة انتشارها أقل من سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية؛ ولذلك يتم الاعتماد على الصوت لتتبع الغواصات وفي تحقيق الاتصالات وفي أعمال الملاحة التى تتم تحت الماء.
ويعتمد السونار السلبي الذي يستخدم في الكشف عن الغواصات على استقبال الضوضاء غير المتعمدة التى تصدر من الغواصات.
وهذه الضوضاء تنقسم الى: ضوضاء ذاتية وضوضاء الوسط المحيط :
*الضوضاء الذاتية:
تنتج هذه الضوضاء من حركة اضطراب الماء التى تحدث عند مقدمة السفن والغواصات، ومن حركة الأجزاء الميكانيكية للآلات والمراوح، ومن أصوات مولدات القدرة الموجودة بالسفن والغواصات، كما تصدر هذه الضوضاء كذلك من الصمامات والمكونات الألكترونية بالأجهزة الكهربائية وبلوحات توزيع التغذية بالتيار الكهربي التى تعمل بالسفن والغواصات، كما تنتج الضوضاء الذاتية كذلك عندما يكون هناك فرق في السرعة النسبية بين حركة السفينة أو الغواصة وحركة الماء المحيط، وتزداد هذه الضوضاء كلما زادت سرعة السفينة أو الغواصة وكلما كانت أشكالها غير منتظمة الشكل. والضوضاء الناتجة في هذه الحالة تكون في الحيز فوق السمعي ( فوق 20 كيلوهرتز) وهي التي تستخدمها أجهزة السونار السلبي للكشف عن السفن والغواصات، كما تستخدمها الألغام الصوتية والطوربيدات لمهاجمة السفن والغواصات.
وللتقليل من احتمال اكتشاف السفن والغواصات ومن احتمال مهاجمتها بالألغام الصوتية والطوربيدات يلزم التقليل من هذه الضوضاء لأقل قدر ممكن وذلك باستخدام المواد العازلة بين الأجزاء المتحركة وصنعها بأجسام انسيابية الشكل.
*ضوضاء الوسط المحيط :
وهي التي تنتج من حركة السفن والغواصات الأخرى ومن حركة الأحياء المائية القريبة. وبالرغم من استخدام إجراءات حديثة لتأمين المحادثات خلال الشبكات التليفونية. إلا أنه في مقابل ذلك فقد تم تطوير الإجراءات المضادة التى يمكن عن طريقها الحصول على المعلومات دون أكتشاف، وذلك باستخدام أجهزة لاتحتاج الى عمل أى توصيلات كهربائية للدخول على شبكات الميكروويف حتى لاتكتشف، وهذه الأجهزة تعمل بطريقة سلبية ولذلك تسمى الأجهزة الشمامة Sniffing Devices وتعمل بمجسات التيار الكهربي لاستطلاع المعلومات.
2 - الحواسب الألكترونية وملحقاتها:
تقوم الحواسب الألكترونية بإرسال إشعاعات كهرومغناطيسية غير متعمدة الى الأجواء المحيطة بها تلك الإشعاعات، يمكن استقبالها بواسطة أجهزة استقبال صغيرة.
ومع التطور التكنولوجي الحديث أمكن استخدام أجهزة معينة لنسخ محتويات شاشات الحواسب من مسافات تصل حتى كيلومتر واحد، وتقل هذة المسافة عند نسخ محتويات الذاكرة، وتستخدم أجهزة أكثر تعقيدا.
إن استطلاع الإشارات الكهرومغناطيسية غير متعمدة والحصول منها على معلومات لايتوقف على الحواسب فقط، بل يتعداها الى كل جهاز أو وسط يولد إشعاعا أو يحمل إشارة كهرومغناطيسية؛ فالكابلات يمكن أن تعمل كهوائي يرسل أو يستقبل الإشعاعات الكهرومغناطيسية غير متعمدة، كما أن الأجهزة اذا لم تكن موصلة جيدا بالأرض فأن هذه الوصلات الأرضية تعمل كذلك كهوائي يشع إشعاعات كهرومغناطيسية غير متعمدة.
ومن الأشكال الأخرى للإشعاع غير المتعمد:
- التدخل الكهرومغناطيسي Electro Magnetic Interference (EMI) واذا لم يختبر بين المعدات الألكترونية فقد يؤدي الى تدمير المعدات، أو على الأقل قد يسبب قيام المعدات بإلإعاقة على بعضها البعض.
- إشعاعات الموجات تحت الحمراء
Infra Red Emission (IR)
إن كل جسم حي يشع طاقة كهرومغناطيسية في حيز الأشعة تحت الحمراء، وبالإضافة الى ذلك فكل جسم غير حي إذا اختلفت درجة حرارته عن درجة حرارة الوسط المحيط فإنه يشع الأشعة تحت الحمراء، ويوجد الكثير من الأجهزة التى تستقبل هذة الأشعة غير المتعمدة، وتستخدم هذه الأجهزة لرؤية وتحديد الأجسام التي تشعها وعلى الأخص أثناء الليل.
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

دور الرقائق المعدنية والإعاقة الرادارية في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية العميد المهندس الركن: د. حشمت أمين عامر
p061_1_1.jpg

يعد الرادار من أشهر اختراعات القرن العشرين، فقد ساهم في تحقيق الرؤية الكهرومغناطيسية في الظلام الدامس في ظروف الرؤية السيئة من خلال السحب والضباب الكثيف. وقام الرادار بدور واضح في معارك الحرب العالمية الثانية، فقد كان له الفضل في دحر الهجمات الجوية الألمانية الليلية على الجزر البريطانية، ووصفه "ونستون تشرشل" في مذكراته بأنه كانت له روعة السحر في تحقيق الحماية لبريطانيا، كما شكر دوره الرائع في المساهمة في تدمير ألمانيا في هجمات الحلفاء عليها.
برز دور الحرب الالكترونية في توفير أعمال الدعم الالكتروني الذي يشل فاعلية أنظمة الدفاع الجوي لتنفذ الطائرات أعمالها بأقل خسائر ممكنة، وكان التفكير في كيفية استغلال نقاط الضعف في الأنظمة الرادارية عن طريق تعميتها أو شلها أو تضليلها بصورة تزغلل تلك العيون الألكترونية الخطيرة ليتم تسجيل أروع صور الخداع الالكتروني حيث كان الرادار في بدايته كالطفل الصغير المدلل غير الناضج الذى عليه أن يحارب من أجل البقاء والتطوير من خلال سلسلة متتابعة من إجراءات الفعل ورد الفعل الرائعة.
وإذا كانت القنابل الحديدية هي التي تسبب الدمار المؤلم (Hard Kill) فإن إجراءات الدعم الالكتروني للطائرات من خلال توفير أنظمة الانذار واجراءات الحماية بأعمال الاعاقة وتوفير ممرات الاقتراب المستورة والخفية يمكن أن تمثل ما يعرف بالقتل اللين Soft Kill وهو الذى يوفر للطائرة -حاملة القنابل- الاقتراب الآمن من أهدافها وتحقيق مهمتها ثم العود الآمن لقواعدها بأقل الخسائر.
وإذا كانت الحاجة قد أملت على الرادار النظر إلى أعلى عبر الأفق فإن ذلك كان متفقاً مع اتجاهات التهديد المتمثلة في الطائرات حتى يستشعر اقترابها وينذر عنها في وقت مبكر لتوفير إجراءات رد الفعل الموقوتة، حيث تعاظمت خطورة وأهمية الثانية الواحدة في تجسيد لمبدأ "شراء الوقت" في بورصة الاجراءات المضادة.
الرقائق المعدنية Chaffs
بدأت معامل الأبحاث في ربيع 1942 بعض التجارب على ما عرف في أمريكا "بالرقائق" (Chaffs)، وفي بريطانيا (النوافذ) Windows وفي ألمانيا (ديوبل) Duepple .وتزامنت الابحاث وحدثت أول تجربة في يوليو 1942م، حيث ثبت تتبع إحدى الطائرات عند قذف كميات هائلة من الرقائق التى تعمل في حيز التردد (200-600) ميجاهرتز. لقد توصل "د. شو" إلى أول دراسة نظرية عن السلوك الكهربى للرقائق، وكانت هذه أول دراسة نظرية، حيث حسب د.شو المقطع المكافئ للغلالة الرقائقية كدالة في التردد، وتوصل إلى منحنيات وعلاقات هامة في تقرير "سري للغاية" وأن هذا المقطع يكون ذا قيمة عظمى في حالة الرنين، أي عندما يكون طول الرقيقة مساويا لنصف الطول الموجي المراد توفير الاعاقة عنده.
ومنعت احتياطات الأمن إجراء التجارب في حينه سواء في انجلترا أو أمريكا أو ألمانيا لمنع الآخرين من معرفة هذا الكشف المثير حتى يتأخر الوصول إلى الاجراء المضاد له بواسطة الآخرين.

ماكينة إليوت السحرية

قام البريطانيون بعمل الكثير في مجال الرقائق المعدنية وخصوصا فيما يتعلق بتقطيع تلك الرقائق وتجهيزها في حزم مخصوصة متوافقة مع حيز التردد المطلوب العمل فيه.
وقد توصل العالم "هارولد إليوت" إلى عجلة سحرية ذات أسنان عددها 20 واحدة للثنى والأخرى للقطع وتبلغ سرعة الدوران 800 لفة في الدقيقة باستخدام محرك كهربائى. ويكون شكل القطعة المعدنية على شكل الحرف "7" ويتغير طول الرقائق من خلال سرعة الدوران وسرعة التغذية بشريط الرقائق.
ولاشك أن هارولد اليوت يستحق جائزة ضخمة على اختراع تلك الآلة التى لولاها لما تم انجاز قطع كل الكميات المطلوبة من الرقائق بدقة وبسرعة حيث يمكن اختيار الطول المناسب طبقا لتردد الرادار بما يوفر سرعة رهيبة في رد الفعل عند تغيير تردد الرادارات الألمانية. وقامت شركة نشوا بانتاج 531 ماكينة قطع أرسلت منها 75 على وجه السرعة إلى انجلترا.

آلاف الأطنان

استخدم الحلفاء الرقائق المعدنية بكثافة بالغة لتوفير تكامل التأثير مع أعمال الاعاقة في تغطية الهجمات الليلية وكان التأثير واضحا على الرادار (ورزبرج) المستخدم في توجيه المدفعية المضادة للطائرات وأفاد العلماء وعمال التشغيل الأسرى بعد الحرب أن إمكانية التتبع قد قلت إلى 20% فقط بسبب الاعاقة علاوة على أن الرادار قد تحول في بعض الأوقات إلى قطعة من الحديد!!
واستخدمت الرقائق المعدنية على هامبورج في يوليو 1943 كما قامت القاذفات الامريكية ب-17، ب-24 بالقاء أول شحنة على بريمن في 20 ديسمبر 1943 عبارة عن الرقائق CHA 3 المكونة من 3600 كرتونة من الرقائق طولها 10بوصات على شكل الحرف (7) وزن الحزمة الواحدة 3 أوقيات وكان الاسقاط يدويا في منطقة المدفعية المضادة للطائرات وقلل ذلك من الخسائر في القاذفات وثبت مبدأ توفير عمال مختصين للحرب الالكترونية أطلق عليهم الغربان Ravens.

ستارة الإخفاء

أسقطت الطائرات البريطانية على ألمانيا مئات الأطنان من الرقائق بدءا من ديسمبر 1943 .. فإذا كانت في فبراير 44 حوالي 40 طنا وفي مارس 125طنا وفي ابريل 260 طنا فإنها ارتفعت إلى 355 طنا في مايو ليصل معدل الاسقاط إلى 1000 طن في اكتوبر وازداد المعدل الشهري أيضا.
لقد أثبتت خبرة العمليات فاعلية استخدام الرقائق فى نفس الوقت مع الاعاقة بأجهزة كاربت. وكانت الرقائق توفر ممرا خفيا يستر تقدم الطائرات حيث كانت أول الطائرات في كل سرب مهاجم تحمل الرقائق في كرتونات خاصة تقوم بالقائها على ارتفاع 23-27 ألف قدم وبلغت الحمولات الفرعية 144 حمولة فرعية حيث يتم الاسقاط قبل الوصول للهدف بحوالي 4 دقائق بمعدل حمولة فرعية كل 4 ثوان فتنفجر الحمولات الفرعية وتتناثر الرقائق في شكل سحابة رقائقية توفر ممرا مخفيا طوله يصل إلى 21 ميلاً يوفر الاقتراب الآمن والمخفي لباقي طائرات السرب. وتساعد كثافة الرقائق المتساقطة على إخفاء الطائرات تماما وسط الاشارات المرتدة من الرقائق حيث تتم إضاءة كاملة لشاشة الرادار المعادي، الأمر الذى صعب كثيرا في بداية الجولة من صعوبة كشف الطائرات المعادية التى تستتر في تلك السحابة الرقائقية التى يمكن أن نطلق عليها "طاقية الاخفاء الرادارية"..
لقد تسبب الأمر في بدايته في كوارث مروعة لأن السحب الكثيفة من الرقائق قد أدت إلى تعمية كاملة للرادارات الأرضية في مناطق الهجمات الجوية..
لقد كانت التكتيكات المستخدمة تتطلب براعة فائقة في التطبيق واختيار نُظُم الالقاء ومعدلاته والأزمنة بين كل كرتونة واخرى وربط ذلك بمعدلات الانفجار وأزمنة التزهير Blooming وهي الأزمنة التى تكبر فيها السحابة وتصل إلى الحجم العملياتي المؤثر.. ويرتبط ذلك أيضا بسرعة الطائرة وسرعة الرياح واتجاهها وخصائص الرادارات الأرضية ومنحنى التغطية الرادارية... وكلها أمور تتطلب دراسات ومجهودات مسبقة وأعمال استطلاع الكترونى كبيرة.

الرقائق قد تفضح مستخدمها!!

ليس استخدام الرقائق مجرد اسقاط عدد منها ولكنه فن يتطلب مبادئ هامة كما أسلفنا ومنها ماينطبق مع مقولة تيودور روزفلت "لا تشتبك مع عدو إذا استطعت أن تتجنبه، ولكن إذا ضربته فلابد أن تعجزه تماماً". فلقد حدث في 24 نوفمبر 1944 أن قامت قوة جوية يابانية صغيرة قدرت بأقل من 5 طائرات بالهجوم على قوات الحلفاء الموجودة في "تشانج كونج" وفي أثناء الغارة ألقت الطائرات ببعض الرقائق المعدنية طولها 23بوصة وعرضها بوصتان. ومن الحسابات اتضح أنها تعمل ضد الرادارات 225 ميجاهرتز ولم تحقق تلك الإجراءات المضادة أية نتيجة إلا أنها فضحت اليابانيين وأظهرت حقيقة هامة قوامها أن اليابانيين لا يملكون وسائل الاستطلاع الالكتروني الملائمة حيث لم تكن هناك أى رادارات للحلفاء في "تشانج كونج" على الاطلاق!!

الرقائق.. وطمأنينة الطيارين..

أثبتت خبرة الحرب العالمية الثانية فاعلية الرقائق المعدنية كأداة من أدوات الحرب الالكترونية الفعالة التى يمكن أن توفر الخداع والستر للقوات الصديقة وأنشطتها وتربك الرادارات المعادية كما توفر الحماية الذاتية للطائرات وساهمت آلاف الأطنان التى ألقيت على الألمان في حماية أعداد هائلة من الطائرات وأطقمها، ويكفي شهادة العديد من الطيارين " من الأمور التى أدخلت الطمأنينة إلى قلوب الطيارين أن تشتمل الحمولة على بعض الرقائق المعدنية".

رد الفعل الألماني

فوجئ الألمان باستخدام الحلفاء الرقائق المعدنية (chaffs) في هجومهم على هامبورج يوليو 1943 الأمر الذى أدى إلى إعاقة تامة للرادارات الألمانية. وبزوال صدمة المفاجأة لم يستسلم الألمان للرقائق فخصصوا أسبقية عالية للتعامل مع نوع جديد من "حرب الرقائق المعدنية" وشارك العديد من العلماء والمهندسين في حل المشكلة بقيادة د.موللر و د.فاخ.
بدأت المحاولات بتطبيق مبادئ التعديل الدوبلريّ حيث يختلف التردد المرتد من الهدف المتحرك عن التردد الساقط عليه بما يعرف بتأثير (دوبلر) وتوصلوا إلى شاشات إضافية تركب على الرادار تعرف بشاشات تمييز الأهداف المتحركة (M.T.I) وكان رد الفعل سريعا ومتوافقا مع خطورة التهديد حيث تم ظهور التعديل "وزرلاوس" للرادار ورزبورج وذلك خلال أسبوعين من أول هجمة بالرقائق وأصبح ممكنا تتبع طائرة حتى لو كانت الاشارة المرتدة من الرقائق ثلاثة أمثال الاشارة المرتدة من الطائرة. وفي خلال 3 أشهر من أول هجمة تم تجهيز 60% من الرادار وزربورج بالتعديل الجديد وعقدت دورات تدريبية للعمال حيث يقع العبء الأكبر على مهارة العامل ولكن الخسائر الرهيبة في عمال التشغيل كانت عائقا في توفير العدد الكافي من العمال المهرة.
ومع نهاية 1943 ركز الحلفاء على استخدام الرقائق المعدنية مع أجهزة الاعاقة الذى كان بمثابة كارثة، غير أن الألمان سارعوا إلى زيادة حيز التردد مع زيادة سرعة إعادة التوليف ليظهر الرادار "ويسمار" عام 1944 الذي يستلزم دقيقة واحدة لتغيير التردد وأربع دقائق لتغيير الحيز.

الإعاقة وبندول النصر..

عندما شكلت رادارات الانذار المبكر الألمانية "فريا" و "وزرمان" مشكلة للحلفاء حيث كانت القاذفات تفاجأ باستعداد كامل للألمان عند وصول القاذفات إلى مناطق عملها مما شكل بعض الخسائر.. الأمر الذى دفع الحلفاء إلى حمل أجهزة الاعاقة "ماندريل" و"وتنسيل" مما قلل خسائر القاذفات بنسبة الثلث غير أن الألمان ردوا بسرعة حيث تم تغيير ترددات "فريا" من 125ميجاهرتز إلى 107.9ميجاهرتز للهروب من الاعاقة غير أن زيادة حيز تردد ماندريل قد أفشل إلى حد كبير رد الفعل الألمانى.
لقد سجلت الاعاقة البريطانية نقطة ملحوظة في تاريخ الاجراءات الالكترونية المضادة في سجل التاريخ حيث مثلت فعلا حجر الزاوية وأحدثت منعطفاً كبيرا في فاعلية الدعم الالكتروني للقاذفات.
ومع ربيع 1943 زادت التغطية الرادارية لتشمل الحيز (85-720) ميجاهرتز ليزيد كاربت APT-2 العبء على رادارات ورزبورج ويسبب Rug ارتباكا كبيرا في أداء الرادارات الألمانية "سيتاكت" وذلك بالاضافة إلى التهديد الواضح من "دينا" APT-1 وماندريل APT-3 على رادارات فريا..
لقد شهدت الشهور الأخيرة من عام 43 دعما بالغا وتعزيزا واضحا لأعمال الاعاقة وشهد مخططو القاذفات الاستراتيجية مولد نوع جديد من الحرب الالكترونية لأغراض الحماية الذاتية (ASPT) ولم يكن لهم أن يهملوها بأى حال من الأحوال نظرا لامكانياتها السحرية في توفير الحماية الذاتية للقاذفات وتم التخطيط كي تحمل كل قاذفة جهاز إعاقة.
ومن أوائل الطلعات على ألمانيا باستخدام "كاربت" مع القاذفات ظهر نقص واضح في الخسائر كما حدث في الغارة على بريمن ليلة 8 اكتوبر 1943م، حيث كانت الخسارة قاذفة واحدة من إجمالى 42 قاذفة مهاجمة بنسبة 2.4% وهي نسبة تقل إلى ثلث الخسائر في حالة عدم استخدام الاجراءات الالكترونية المضادة.

تكتيك ذكي..

حدث في 8 اكتوبر 1943م أثناء الغارة على بريمن مواجهة ذكية لاعاقة الرادارات العملاقة ورزبورج حول بريمن فلقد كان حيز تردد الرادارات (553-568)ميجاهرتز، ولما كان عرض حيز الاعاقة للجهاز كاربت حوالى نصف ميجاهرتز فلقد استخدمت 42 قاذفة لاعاقة كل الحيز مع توزيع حيز التردد في تتابع على القاذفات الأمر الذى جعل الرادارات مشلولة تماما وغدت كقطع الحديد كما أفاد عمال الرادار الألمان في استجوابهم بعد الحرب.
لقد كان لتوفير عامل تشغيل للحرب الالكترونية (EWO) مخصص في كل قاذفة ليقوم بتشغيل الاعاقة بمجرد دخول منطقة محمية بالمدفعية المضادة بالطائرات والتبطيل بمجرد الخروج منها مستعينا بمستقبلات التحذير الرادارى أثره البالغ في زيادة الدمار المؤلم (Hard Kill).. بعد تنفيذ الدمار اللين (Soft Kill).
وحينما زاد الألمان حيز التردد للرادارات ورزبورج زاد الحلفاء من حيز التغطية بالاعاقة للرادار كاربت ليتمكن الجهاز الواحد من إعاقة (2-3) ميجاهرتز لتتم الاعاقة المؤثرة للرادارات ورزبورج بكفاءة بنفس العدد من القاذفات.
وقد أمكن حمل جهاز استقبال يحدد غلالة التردد العامل فيه الرادار ورزبورج وبعد ذلك يتم استخدام التوليف اليدوي طبقا للحيز المخصص للقاذفة مما زاد كثيرا من فاعلية الاعاقة.

الحلفاء.. والإعاقة المحمولة جوا

بعد الغزو الناجح لنورماندي في يونيو 1944 بدأ التفكير في زيادة فاعلية وكفاءة أنظمة الاعاقة المحمولة جوا. وعندما طور الألمان الرادار ورزبورج ليعمل في حيزات تردد A, B, C مختلفة مع سرعة التحول بين الحيزات ظهرت الحاجة إلى الاعاقة المركزة مع سرعة التوليف وتم استخدام جهاز استقبال أطق عليه المؤشر Pointer للمعاونة في سرعة توليف أجهزة الاعاقة طبقا لتردد الرادار الألمانى.. وظهرت الحاجة إلى عمال حرب الكترونية مهرة وتم عمل برامج تدريب مكثفة ليبدأ التركيز على تجهيز القاذفات الاستراتيجية الثقيلة بأجهزة إعاقة كوسيلة خاصه لتوفير الحماية الذاتية.
لقد بلغ عدد القاذفات التى جهزت بأجهزة إعاقة كاربت خلال عام 1944 ، (9469) قاذفة ثقيلة منها (6860) قاذفة خلال شهر ديسمبر فقط. وزاد معدل اسقاط الرقائق المعدنية على المدن الألمانية ليصل إلى 1000طن شهريا اعتبارا من اكتوبر...
لقد كانت أنظمة الحماية الذاتية بالاعاقة تعطي الطيارين إحساسا بالثقة وتوفر لهم نوعا من الأمان. ولكن على الرغم من تلك المجهودات إلا أن خسائر الحلفاء خلال النصف الثاني من 1944 في الغارات الكثيفة على ألمانيا بلغت 1320 قاذفة ثقيلة بالمدفعية المضادة للطائرات و 438 قاذفة بسبب المقاتلات.
وكانت الأرقام في القاذفات نتيجة للمدفعية المضادة للطائرات كبيرة لدرجة يمكن أن تتلاشى أمامها الكفاءة المتوقعة لمساندة ودعم الاعاقة الالكترونية.. وكانت النتائج محيرة ولكنها كانت ترجع إلى السياسة والتكتيكات الجديدة التى استخدمها الألمان..
الغلالات التكهنية..
أفاد الأسرى الألمان عند استجوابهم بواسطة خبراء الحلفاء بعد الحرب بأن الاعاقة كانت فعلا رهيبة وغريبة الشكل ووصفها البعض بأنها كانت رائعة Fantastic لدرجة أنها طمست تماما كل شيء على شاشات الرادار ورزبورج المستخدم لقيادة نيران المدفعية المضادة للطائرات، ولكن كان السؤال المحير وكيف زادت الخسائر؟!
كان الجواب هو أن الأوامر كانت صريحة لأطقم المدفعية أنه بمجرد أن تغدو الاعاقة كثيفة ويفقد الرادار أهميته في توجيه النيران تقوم الكتائب بتنفيذ غلالة رهيبة من النيران أمام القاذفات المهاجمة القادمة باستخدام أعداد رهيبة من الطلقات، وهذا في الواقع مازاد من الخسائر في القاذفات على الرغم من تأثير الاعاقة الرهيب وأطلق على هذا التكتيك الغلالات التكهنية Prediced Baage حيث يتم عمل صندوق نيراني في المنطقة التى تفيد المعلومات عن أنها على الارتفاع وفي الاتجاه المناسب لاقتراب التشكيل المهاجم.
لقد كانت فلسفة الألمان تتمثل في فكرة جهنمية مضمونها غسْل مخ للحلفاء بخصوص نتائج تأثير الاعاقة علاوة على خفض الروح المعنوية للطيارين والاستفادة من أى ضربة حظ تأتي من احتمالية إصابة أى قاذفة للحلفاء.
لقد كان معدل استهلاك ذخيرة المدفعية كبيرا حيث ارتفع معدل الاصابة للقاذفة من 800 طلقة إلى أكثر من 3000 طلقة للقاذفة الواحدة طبقا لتعليق الألمان، وكان ذلك اكبر كثيرا من قدرة المصانع الألمانية على الانتاج واستنفدت هذه السياسة كل مخزون الذخيرة المضادة للطائرات..
واتخذ الحلفاء تكتيكات مضادة بتكثيف أعمال الاعاقة حيث قامت 720 قاذفة أمريكية بالهجوم على هامبورج يوم 25 اكتوبر 1944 ورغم الغلالات التكهنية الألمانية لم تسقط سوى قاذفة واحدة!
أنساق التردد.. ومقاومة الاعاقة..
في إحدى خطط الدفاع عن هامبورج لصد هجوم جوي باستخدام المدفعية المضادة للطائرات تم تخصيص الترددات بصورة أنساق فتلك الرادارات ورزبورج خارج دائرة المدينة تعمل على الترددات (A) أما تلك التي في المنتصف فتعمل على الترددات للحيز (B) أما الرادارات التى في مركز الدفاع فتعمل في الحيز (C).
وبمجرد اقتراب الطائرات المغيرة يبدأ تشغيل رادارات الحيز (A) ممايساعد على جذب انتباه عدد من أجهزة الاعاقة كاربت المحمولة جوا. ثم بعد ذلك تبدأ رادارات الدائرة المتوسطة في تشغيل رادرات الحيز (B) أملا في جذب انتباه باقي أجهزة الاعاقة كاربت.
وبمجرد الاقتراب من مركز الهدف يبدأ تشغيل رادارات الحيز (C) بصورة مفاجئة أملا في أن يصبح هذا الحيز خاليا من الاعاقة مما يوفر قدرة على قيادة وسيطرة مؤثرة على النيران المضادة للطائرات تؤدي إلى زيادة خسائر قاذفات الحلفاء.
وعلى الرغم من التخطيط الجيد للعملية لم تظهر صعوبة لدى الحلفاء في اختيار ترددات الاعاقة التى تم ضبطها مسبقا في الحيزات كلها ومنها الحيز (C) بسرعة توليف عالية، الأمر الذى خيب ظن الألمان وأفسد تكتيكاتهم المضادة، مما أضاف فاعلية غير محدودة لقاذفات الحلفاء ليسهم ذلك الدعم الالكتروني في إجبار الألمان على التسليم.. ليكسب الحلفاء الحرب..
جدوى الدعم الألكتروني
لقد قللت الاجراءات الالكترونية كثيرا من الخسائر في القاذفات الثقيلة، ويكفي للتدليل على ذلك أن الفرقة الثامنة قامت بعدد 144000 طلعة طائرة أكثر من ثلثيها استخدمت فيها الرادار في جو من الضباب والسحب الكثيف فقدت خلالها 1100 طائرة وذلك من سبتمبر 1944م وحتى نهاية الحرب.
ونظرا لأن معظم القوات الجوية الألمانية قد أخرجت تماما من سماء المعركة.. فلقد أصبح الرادار هو الوسيلة الوحيدة للألمان لتوجيه وسائل الدفاع الجوى الأرضية للتعامل مع هجمات الحلفاء. ومن هنا كان الخداع الراداري مؤثرا وفعالا.
وعندما قامت الفرقة الثامنة الجوية بحوالي 30 ألف طلقة قاذفة ثقيلة ضد أهداف مدافع عنها جيدا كان معدل الخسائر 150 قاذفة فقط أى بنسبة أقل من 1/2 في المئة.
ويقدر الخبراء أن الاجراءات الالكترونية قد أنقذت (400-450) قاذفة ثقيلة و (4000 - 4500) طيار عالي التدريب خلال الغارات على ألمانيا فقط.. فإذا كانت ثمن القاذفات فقط يقدر بحوالى 150مليون دولار وثمن الأنظمة الالكترونية لأغراض الدعم 75 مليون دولار فإن ذلك يظهر جدوى كبيرة.. بخلاف من يتم إنقاذه من الطيارين.
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

جهد خارق
معلومات رائعة
يعطيك العافية ياغالى
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

مجهود ممتاز اخي الكريم
********************
من اكثر الاخطار في المجال البحري هيا كشف القطع البحرية من العدو
وهناك وسائل عديدة تم وما زال تطويرها حتي الان للكشف عن القطع البحرية السطحية والتحت مائية
ونذكر البعض منهم:

1-السونار

جهاز يركب في قاع السفينة او في مؤخرة الغواصة وينقسم الي نوعان سلبي \ايجابي
السونار الايجابي يعمل بواسطة ارسال نبضات صوتية حادة تشبة الصوت وعند اصتدام هذة النبضة بأي جسم في طريقها يتم تحديد مسافة الجسم ونوعة الخ...
السونار السلبي يعمل بواسطة يتنصت على الأصوات، الصادرة عن أهداف محتملة. ويُمكن بوساطته تحديد الاتجاه، الذي يقع فيه جسم ما.

(وتستخدم الغواصات، عادةً، السونار السلبي، على الرغم من تجهيزها بسونار فعَّال، كذلك. ويجب استعمال السونار الفعَّال في معظم السفن السطحية؛ نظراً إلى ما تُحدثُه تلك السفن من ضوضاء، لا يمكن بسببها استخدام السونار السلبي، لتحديد مواقع الغواصات. )

ويركب السونار في الغواصات والسفن والمروحيات

الرادار
APAR.jpg

يوجد نوعان من الرادارات البحرية نوع رادار سطحي ويعمل علي ارسال نبضات في مدي وارتفاع صغير للكشف السطحي ويتم تحديد وكشف القطع السطحية

والنوع الثاني رادرار بحث جوي ويعمل بنفس الطريقة لاكن علي ارتفاع اعلي ومدي اكبر وزاوية مرتفعة للكشف عن الطائرات والصواريخ المعادية.

**************
هذة فكرة مبسطة عن وسائل الكشف في المجال البحري
تحياتي
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

مشكور الموضوع طويل تشكر عليه
 
رد: التنصت والتشويش والرادارات عدة مواضيع مدموجه

شكرا على المجهود الرائع
 
عودة
أعلى