الحرب النفسية وطرق التصدي لها

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0

41C1777.jpg


بقلم / د . سمير محمود قديحباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

إن الحرب النفسية هي اكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لايحطاطون لها. فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري . وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .

ان الاشاعات هي اكثر دواما لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا ، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي .

ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو الدول المستخدمة

.

الإسلام والحرب النفسية :

يحفل سجل فتوحات صدر الإسلام بالعديد من الممارسات الميدانية للحرب النفسية وخاصة أثناء نشر دعوة التوحيد ، واعداد القوة التي ترهب الأعداء . يقول الله تعالى : ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم “

وقال الرسول ( ص ) : ” نصرت بالرعب مسيرة شهر ” وذلك يفهم منه أن القصد هو إرهاب الأعداء واخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة . وقد روي عن النبي ( ص ) ” الحرب خدعة ” .

ويجوز في الحرب الخداع والكذب والإرهاب للأعداء لتضليلهم ما دام ذلك لم يشتمل على نقض عهد أو إخلال أمان . وفى الخداع أن يخادع القائد الأعداء بان يوهمهم بان عدد جنوده كثرة وان عتاده قوة لا تقهر . يفهم مما تقدم أن إظهار القوة للأعداء واخافتهم وإيقاع الرهبة والرعب في قلوبهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية اكثر من أي وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء ، إذ ينشأ لدى العدو اتجاه نفس يسيطر على أفراده فيجعلهم يمتنعون عن استخدام قوتهم اوعن العدوان .

وتستمد القوة الإسلامية قدرتها على إيقاع الرهبة في قلوب العدو من القوة الشاملة والطاقة الهجومية وسرعة الحركة والمفاجآت والتأهب الدائم .

وفي الحرب المعاصرة : تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية وقيل : أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام .

وقد نوه القادة والزعماء كذلك بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع ومن نتائجه ، فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : ” إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل إبدائهم ” .

وبالرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية فلازالت الحرب النفسية مستمرة ممثلة في الحرب الباردة ، وهي حرب أفكار وعقائد تحاول فيها الولايات المتحدة استمالة اكبر عدد من الدول إلى جانبها ، ملوحة بالقوة تارة وبميلها إلى السلام والتعاون من اجل دفع الظلم تارة أخرى .

ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب او الطوارئ ، ولكنها سلاح يستخدم في الحرب والسلم معا . وتحدد البحرية الأمريكية هدفها من الحرب النفسية بالقول بان الهدف الأساسي من الحرب النفسية هو فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية .

والحرب النفسية جزء أساسي من الحرب الشاملة ، ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها . وهي لا تخضع لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية ، بل إنها عملية مستمرة ، وهي وسيلة بعيدة المدى وليس من الضروري أن يظهر تأثيرها مباشرة مثل المعارك الحربية ، بل إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها.

وفي الحرب النفسية يحاول الخصم الاحتفاظ وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات ، وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .

ويقول المخطط العسكري الصيني ” صن تزو ” : “

إن اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال ” . فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام ، والتوقف عن الحرب . والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب .

وإذا أمكن القناع الخصم بالهزيمة بوسيلة غير الحرب المسلحة لم يعد هناك داع لها . ومن هنا فان العدو في الحرب يسعى إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام إلى جانب قواته الجوية والبرية والبحرية ، وكذلك مخترعاته واكتشافاته العلمية والتكنولوجية . بل انه يستخدم أيضا إمكانياته الاقتصادية . وفوق ذلك يستخدم ميكروباته وجراثيمه . والقصد من كل هذه الوسائل هدف واحد هو إقناع الخصم بالهزيمة

. •

مجالات الحرب النفسية واهدفها :

1. يمكن أن توجه الحرب النفسية على المستوى العالمي او الدولي مثل القناع الرأي العام او تضليله وعزم الخصم عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء .

2. على المستوى القومي او العربي ، وذلك لشغل العرب في معارك جانبية ، وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ، ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعا لهيبها ، وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب ، وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ، ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب اواء بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .

3. إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه ، ونقصد هنا بالفرقة بوجه عام ، أي التفرقة بين الشعوب حكومته ، وبين الأمة وحلفائها ، وبين القادة والجنود ، وبين الأغلبية من السكان والاقليات ، والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة ، والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين ، وبين النساء والرجال ، وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة ، وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.

4. والصراعات الداخلية .

5. إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية ، وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته ، وزعزعة الأمل في النصر ، وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .

6. محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد

.

أساليب الحرب النفسية :

تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية هي:

أ – الدعاية :

وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكلا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.

وتستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.

ب – الإشاعة :

وهي عبارة نوعية “او موضوعية” مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية.

ولذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال، فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك أخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.

والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشاعات الخوف وإشاعات الرغبة . وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .

وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألمان كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء

. •

طرق مواجهه الشائعات والدفاع ضدها:-

1. يمكن التصدي للاشاعه عن طريق تكذيبها ، أي عن طريق إعلان تكذيبها ولكن بالرغم أن طريقة التكذيب هي اكثر شيوعا إلا أنها ليست الطريقة المثلي، وذلك لان تكذيبها يتضمن الإعلان عنها ، فالإعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها . كذلك هناك أناس يصدقون الإشاعة ولا يصدقون تكذيبها.

2. يمكن أن يقوم بتكذيب الإشاعة شخصية كبيرة لها مكانتها الاجتماعية او السياسية او العسكرية وحينئذ يميل الناس إلى تصديقة اكثر من وسائل الإعلام العادية.

3. ينبغي أن لا تواجه الشائعات بإصدار بيانات او تصريحات تستند إلى وقائع غير سلمية او معلومات غير دقيقة لمجرد المواجهة العاجلة للشائعات لان العلاج المؤقت الذي يؤدى إلية هذا سلاحا ذو حدين . إذ أن مجرد عدم تحقيق الوعود او التصريحات التي استخدمت كأداة لإطفاء الشائعات يصبح في ذات الوقت دليلا على صدمة ما تتضمنه الشائعات ويشير هذا أيضا إلى عدم مقدرة الأجهزة التي ترد عليها في معالجة الموقف.

ج – افتعال الأزمات وحبك المؤامرات :

عبارة عن استغلال حادث او حوادث معنية قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها لها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب . مثال ذلك افتعال إسرائيل لازمة الحدود مع سوريا ونشاط الفدائيين كمبرر لشن الحرب في عام 1967 كذلك ما حدث في عام 1960 حيث فشل مؤتمر القمة الذي كان مقررا في باريس بين روسيا وأمريكا إذ أرسلت أمريكا قبل موعد عقد المؤتمر بأيام طائرة تجسس فوق ارض الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى انسحاب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي من المؤتمر حين رفضت الولايات المتحدة الاعتذار.

د- إشارة الرعب والفوضى:

وهذه وسيلة مهمة تستخدم بواسطة استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها .

ومن اشد العوامل إثارة للخوف انتظار هجوم العدو وتخمين نوعة والجهة التي سيأتي منها. فحينئذ يكون المنطق النفسي للجنود هو : “

وقوع البلاء خير من انتظاره ” .وحينئذ سود الشك والقلق نفوسهم وتكثر التخيلات والتخمينات وتجد الشائعات لنفسها مرتعا خصبا بينهم . وكثيرا ما يدفع القلق المستبد بالجنود إلى الهجوم المتعجل ليخلصوا من الانتظار المخيف ، وقد خسر الأمريكيون كثيرا من الجنود بهذه الطريقة أثناء قتال الغابات مع اليابانيين في الشرق الأقصى .

فقد كانوا يندفعون في التقدم فيقعون في الكمائن وحدث نفس الأمر في شمال أفريقيا إذ دفعت العجلة ببعض القوات الأمريكية الحديثة العهد بالخدمة إلى التقدم دون انتظار لما يقوم به المهندسون عادة في كل تقدم من استكشاف للطريق بغية استخراج الألغام . وكانت النتيجة أن انفجرت الألغام في هذه القوات وودت بحياة كثير من أفرادها.

طرق التصدي للحرب النفسية :

تدعيم الإيمان الحق، فالحرب النفسية لا تؤثر في المؤمن الحق، لأن العقيدة الراسخة المؤسسة على الإيمان الذي لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية، فالمؤمن إيمانا كاملا لا يخاف التهديد والوعيد ولا يرهب، وليس جبانا رعديدا كأولئك الذين يقول الله فيهم :

” فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون آلتيك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه الموت “. حارب الإسلام عوامل الضعف والهوان ونزعات الخوف وعدم الإيمان، وغرس في نفوس المسلمين خلق الشجاعة والتضحية والشهامة والاستهانة بزخارف الدنيا في سبيل نصر ة الحق ومحبة الله ورسوله،

قال سبحانه وتعالى: ” قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأمول اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين. ويتفق علماء النفس وخبراء الحرب النفسية على أن الحرب النفسية ” تؤثر بفعالية أكثر على الجنود الخالين من الإيمان الحق ومن العقائد الثابتة وذوي الوعي السياسي الضيق وغير المثقفين “.

وفي التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة على قوة العقيدة في مواجهة الحرب النفسية للعدو، منها أن قائد الروم في معركة اليرموك التي بعث إلى خالد بن الوليد برسالة تنطوي على التخويف والضغط النفسي وعلى أساليب التخذيل والدعوة إلى الاستسلام. والحرب النفسية كما ذكرت في البداية تستهدف النيل من نفوس ومعنويات الجنود والمقاتلين في ميدان القتال كما تستهدف أبناء الشعب بمختلف فئاته من عمال وفلاحين ومثقفين وهي بذلك أكثر اتساعا وشمولا من ساحة القتال لذلك فان تأثيرها أكثر خطورة وأشد ضررا كما أنها لا تعتمد على المواجهة الصريحة كما يحدث في المعارك العسكرية ولكنها تلجأ إلى أساليب خفية وملتوية ومقنعة غير معروفة بالنسبة لغالبية الشعب.

وقد تؤدي حملات الحرب النفسية إلى بلبلة أفكار أفراد الشعب أو إلى شعورهم بالثقة بالنفس والى ضعف الروح المعنوية وانخفاضها والشعور باليأس وعدم إحراز الانتصار والى انتشار نزعات استسلامية وتيارات انهزامية.

وفي كثير من الحيان ما تؤدي الحرب النفسية إلى انعدام ثقة الشعب في الهيئة الحاكمة وعدم الثقة قدرة القيادة السياسية والعسكرية والى عدم التفاف الشعب حول قادته، ولذلك كثيرا ما كانت تلجأ أساليب الحرب النفسية في الحرب العالمية الثانية إلى قول الحلفاء مثلا أنهم لا يعادون الشعب الألماني وانما يعادون هتلر وحده وليس ذلك إلا وسيلة من وسائل تصديع قوة الشعب الألماني في ذلك الوقت وإثارته نحو الانفضاض من حول قائده هتلر.

هذه أمثلة لهداف الحرب النفسية أما وسائلها فمتباينة ولكي نتمكن من مقاومتها ودرء خطرها فلا بد من دراسة هذه الوسائل والأساليب التي يلجأ إليها العدو في حملات الحرب النفسية التي يشنها.

وتعتمد الحرب النفسية في المحل الأول على معرفة طبائع الشعب الذي ستوجه إليه حملاتها ولذلك تسعى إلى دراسة عقائد وميول واتجاهات وأساليب تفكير هذا الشعب وذلك حتى يتسنى لها التأثير فيه والضرب على مواطن الضعف عنده، كما تلجأ أساليب الحرب النفسية إلى جمع المعلومات والأخبار التي تحدث فعلا ثم تستغلها او تغيرها كلية ثم تنشرها وتؤولها تأويلا مغرضا يخدم أغراضها.

كأن تثير الشعور بالهزيمة في نفوس الشعب أو تخفض من معنوياته أو تثبط من همته أو تجعله يتكالب ويتهافت على جمع المؤن والمواد الغذائية وتخزينها وذلك نتيجة لما تفشيه من أقوال عن احتمال حدوث مجاعات أو نضوب موارد الغذاء.

وليس من الضروري أن يكون للحرب النفسية أي سند من الحقيقة فقد تختلق أبواق العدو القصص والأساطير وتعمل على إذاعتها بين صفوف الشعب معتمدة في ذلك على عدم تحصين عقول أفراده ضدها فقد يذيع العدو عن نفسه أن له قوة لا تقهر أو أن لديه أسلحة فتاكة سرية.

كما يعمل على إذاعة بيانات عسكرية عن وقوع معارك وإحرازه انتصارات باهرة فيها ومن ذلك أيضا ما كان يعمد إليه العدو الإسرائيلي دائما من التبسيط من وطأة الخسائر المادية والبشرية التي تلحق به وإصراره على التقليل من شأن الهجمات الفدائية الجريئة.

وفي كل ذلك تعتمد الحرب النفسية على الأصحاء واقناع الناس بما تذيعه من ااشاعات تحاول أن تقنع الناس بصحتها وأن تؤثر في تؤثر في نفوسهم وان توجه تفكيرهم ولذلك ينبغي أن تقابل هذه الإشاعات بمزيد من الحيطة والحذر لأنها في الأغلب لا تكون بصورة مباشرة بل تكون دائما في صورة خفية مستترة.

وتقع مسؤولية مقاومة الحرب النفسية على كل فرد من أفراد المجتمع ولكن للشباب دور طليعي في مواجهتها لأن الشباب هو دعامة المجتمع وعدته وهو صاحب المصلحة الحقيقية في حاضر المجتمع ومستقبله ويمكن تلخيص أساليب مقاومة الحرب النفسية فيما يلي:-

1. عدم إذاعة الأخبار والمعلومات عن الظروف العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للوطن وذلك لأن العدو يحاول جمعها والاستفادة منها كما يجب الاحتفاظ بوجه خاص بأسرار الوطن حتى لا يلتقطها الأعداء.

2. القيام بعمل إيجابي فعال في ميدان التوعية القومية وتنفيذ الإشاعات المسموعة بالاستناد إلى الحجج والبراهين المنطقية والحقائق الملموسة الواقعية التي تحض الشعب ضد سموم الإشاعات المغرضة التي يروجها الأعداء وذلك بعقد الندوات والقاء المحاضرات في التوعية والإرشاد القومي.

3. العمل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس وكذلك الإيمان بالله وبالوطن فان الثقة بالنفس أيساس كل نجاح كما إنها الدعامة القوية التي يقوم عليها صمود الشعب واستمرار نضاله وغرس القيم الدينية والخلقية حتى لا تدع الفرصة لتسرب المبادئ الانهزامية.

4. الدعوة لمواصلة الكفاح والصمود وعدم اليأس وحث الناس على المساهمة الإيجابية في المعركة كل في موقعه، فالعامل والموظف والفلاح كل يستطيع أن يضرب بمعوله في الإنتاج الذي يرتد أثره ولا شك على الجندي الرابض على خط النار، فان الجهاد في الإنتاج لا يقل أهمية ولا شرفا عن الجهاد في ساحة القتال.

5. الاهتمام بالتدريب العسكري وكذا على أساليب الدفاع المدني، لان التدريب من شانه أن يبعث على الثقة بالنفس والاعتزاز بها كما يقوي الإحساس بالقدرة على مواجهة الخطر وعلى تزكية روح المبادرة في مهاجمة والحاق الهزيمة به.

6. التوعية المستمرة لأفراد الجيش بنوايا العدو وأهمية الدفاع عن الوطن ويلاحظ أن أي نقص في الإعلام لجنودنا ما هو إلا مدخل للدعاية التخريبية للعدو.

7. تنمية العلاقات الودية والصريحة بين القادة والمقاتلين حتى تسهل مكافحة الدعاية التخريبية للعدو، واستغلال جماعات الإعلام في الوحدات لمعاونة القائد في تنفيذ مهام توعية الأفراد وهم أفراد منتقمين من بين المقاتلين على درجة عالية من الكفاءة والذكاء والشجاعة ويحظون بإعجاب زملائهم.

8. بث الروح الهجومية لدى المقاتلين أثناء التدريب وكذا الانضباط العسكري وروح الفريق وهي عوامل فعالة لمكافحة الدعاية التخريبية للعدو.
منقول عن :
المجموعه 73 مؤرخين

 
الحــــــــــــــــــــــــرب النفسيـــــــــــــــــــــــة

1. عـــــــــــــــــــام :

الحرب النفسية سلاح فعال وشديد التأثير في المعركة ، وقد أجمع العلم العسكري وخبرة الحروب على أنه يساهم مساهمة كبيرة مع أعمال القتال وغيرها من أساليب الصراع في تحقيق الانتصار بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات.فإذا كانت أعمال القتال ( باستخدام الأسلحة ) تقوم بتدمير قوات العدو ومعداته ، وإذا كانت الحرب الاقتصادية تحرمه من المواد الحيوية، فإن الحرب النفسية تجرد العدو من أثمن ما لديه وهو " إرادته القتالية" وهكذا تعتبر الحرب النفسية أخطر أنواع الحروب ، لأنها تستهدف في المقاتل عقله وتفكيره وقلبه ، لكي تحطم معنويته ، وتقضى على إرادة القتال لديه ، وتقوده بالتالي نحو الهزيمة.ولقد أدرك رجال العسكرية في عصرنا خطورة سلاح الحرب النفسية ، فوضعوه في الصدارة بين أسلحة الحروب ، ووقر في قلوبهم الإيمان بأنه قد يكون أشد فاعلية وتأثير من الأسلحة الأخرى في تحقيق هدف النصر بسرعة وبأقل الخسائر.قال تعالى : ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوقالاعناقو اضربوا منهم كل بنان )، ولقد قيل لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه : كيف تمكنت من قتل هذا العدد الذي قتلته من اعدائك؟ فقال:ما كررت على واحد إلا وظن أني قاتله ، فأكون أنا ونفسه عليه . و أرسل عمرو بن العاص أثناء فتوحه في مصر إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد فأرسل إليه أربعة آلاف على رأسهم أربعة من كبار الصحابة: الزبير ، وعبادة ، ومسلمه بن مخلد ، والمقداد بن الأسود ، وجاء في كتاب الفاروق ، " لقد أمددتك بأربعة آلاف ، وعلى راس كل ألف منهم رجل بألف رجل" ، يقول مونتجمري:" ما من قائد عصري يستطيع النجاح في قيادته إذا أخفق في فهم العوامل البشرية في الحرب ، فينبغي أن يكون دارساً للطبيعة البشرية ، مدركاً حق الإدراك الحقيقة القائلة.إن المعارك تكسب في قلوب الرجال أولاً….." ، و قد نوه القادة والزعماء بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع وفي نتائجه فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : " إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم".وقول الجنرال ديجول " لكي تنتصر دولة ما في حرب عليها أن تشن الحرب النفسية قبل أن تتحرك قواتها إلى ميادين القتال ، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها".

2. مفهوم الحرب النفسية :

أ . تعريف الحرب النفسية:

بأنها هي الاستخدام المخطط للدعاية أو ما ينتهي إليها من الإجراءات الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة (الموجهة) أهدافها". وربما كان أفضل التعاريف للحرب النفسية والعسكرية هو الذي كتبه بول لبنبارجر وهو من رواد الكتاب في هذا الموضوع ، إن الحرب النفسية بمعناها الضيق ( إنها استخدام الدعاية ضد العدو مع إجراءات عملية أخرى ذات طبيعة عسكرية ، واقتصادية أو سياسية بما تتطلبه الدعاية .أما الحرب النفسية بمعناها الأوسع ( بأنها تطبيق لبعض أجزاء علم النفس لمعاونة المجهودات التي تبذل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وأخيراً اكتسبت الحرب النفسية المعنى الذي يقول ( إنها النضال من أجل عقول الرجال واراداتهم ) .و يعرف الأمريكيون كلمة الحرب النفسانية: بأنها سلسلة الجهود المكملة للعمليات الحربية العادية عن طريق استخدام وسائل الاتصال التي يستخدمها النازيون ، أي أنها تصميم وتنفيذ الخطط الاستراتيجية الحربية والسياسية على أسس نفسانية مدروسة ، ومن وجهة نظر الأمريكيون تضمنت العبارة تغييراً تناولت الأساليب الحربية التقليدية عن طريق استخدام سلاح جديد وتطبيقه على نطاق واسع ، ولعل التعريف الآتي هو الأكثر تداولاً بين المراجع وأكثر دوراناً في الكتب ، وفيه أن الحرب النفسية هي:" استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو في وقت السلام لإجراءات إعلامية ، بقصد التأثير في أراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات أجنبية معادية أو محايدة أو صديقة بطريقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدولة المستخدمة.

ب. مصطلحات الحرب النفسية :

يواجه الباحثون صعوبة كبيرة عند تعريف الحرب النفسية من جراء المجموعة الكبيرة من المصطلحات التي شاعت عند الحديث عن الصراع الأيدلوجي الذي يسود العالم اليوم وفيما يلي بعض هذه المصطلحات الشائعة :

( 1 ) الحرب الباردة .

( 2 ) حرب الأفكار .

( 3 ) حرب الفكر .

( 4 ) حرب الأعصاب .

( 5 ) حرب الإشاعات .

( 6 ) حرب الدعاية .

( 7 ) الحرب السياسية .

وبعض المصطلحات الأخرى .

3. أهمية وخطر الحرب النفسية :

لنستمع الى قول الحق من كلام ربنا عز وجل وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ، بين أهمية إلقاء الرعب في القلوب قبل التمكن من المقاتل والحصون : ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) و قال تعالى ( وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً.)و في سورة الحشر ( وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار ) ،،أما من الحديث فيكفي الآن أن نذكر حديث البخاري : ( نصرت بالرعب مسيرة شهرا ) .
و يؤكد الجنرال الأمريكي " جيمس جانين " أن الغرب قد أعاد النظر في جميع استراتيجية الحرب وطبيعتها ، وخطط لاستراتيجية جديدة تماماً تهتم بالعامل الأيديولوجي أو السيكولوجي بعد أن اتضحت أهميته القصوى ، وبذلك فإن الحرب الفعلية اليوم أضحت حرباً سيكولوجية شاملة. ويوقول تشرشل: " كثيراً ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ".ويقول ديغول : " لكي تنتصر دولة ما في حرب فإن عليها أن تشن الحرب النفسية قبل أن تتحرك قواتها إلى ميادين القتال ، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها".ويقول رومل : " إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم" ، والحرب النفسية أخطر أنواع الحروب ، لأنها تستهدف في المقاتل : عقله وتفكيره وقلبه ، لكي تحط روحه المعنوية و تقضي على إرادة القتال فيه ، وتقوده بالتالي نحو الهزيمة.ومن هنا جاءت خطورة سلاح الحرب النفسية الذي أصبح في العصر الحديث يحتل مكان الصدارة بين أسلحة الحروب.وفي الموسوعة العسكرية : " الحرب النفسية مهمة جداً في أي صراع بين قوتين ، لأن للعمليات العسكرية العادية وكذلك الدبلوماسية زاوية نفسية يجب استغلالها لتحقيق مكاسب أفضل " . وفيها أيضاً : " والحرب النفسية مهمة جداً في الحروب التقليدية ، إلا أنها أكثر أهمية في الحروب الثورية و حرب العصابات و نظراً لأن العامل المعنوي يلعب دوراً رئيسياً في هذه الحرب ، وهو العامل الذي يحقق التوازن بين قوة الثوار العسكرية المحدودة ، والقوة المضادة الضخمة ، وانتصار هذه الأخيرة في مجال الحرب النفسية ، كفيل بتجريد الثوار من سلاح أساسي في أيديهم.

4. أهداف و اشكال الحرب النفسية :

تختلف اهداف ومهام الحرب النفسية باختلاف وصف الدولة التي توجه إليها على النحو التالي :

أ . تصنيف الدول .

(1) الدول المعادية .يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول وجيوشها لتحطيم روحها المعنوية وإرادتها القتالية وتوجيهها نحو الهزيمة.

(2) الدول المحايدة . يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول لتوجيهها نحو الانحياز للدولة الموجهة أو التعاطف مع قضيتها أو على الأقل البقاء في وضع الحياد ومنعها من الانحياز إلى الجانب الآخر.

(3) الدول الصديقة . يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدولة لتوجيهها نحو تدعيم أواصر الصداقة مع الدولة الموجهة ونحو المزيد من التعاون لتحقيق أهدافها، لذلك تفضل بعض الدول استعمال لفظ " الدعاية " ( Propaganda ) بدلاً من لفظ الحرب النفسية ،ويوجه جهد الدعاية في ثلاثة ألوان جرى العرف على تسميتها بحسب مصدرها كما يلي:

( أ أ ) الدعاية البيضاء أو (الصريحة) .وهي نشاط الدعاية المعلن والصريح الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه و تستخدم أحياناً لكي تعضد مركز الدولة ومكانتها مثل الإذاعة ووكالات الأنباء وبعبارة أخرى هي الدعاية التي يعترف بها الجانب الذي يوجهها.

( ب ب ) الدعاية الرمادية أو (غير المحددة). وهي الدعاية الواضحة المصدر ولكنها تخفى اتجاهاتها وتستهدف خدمة هدف دعائي محدد ( مثل الفيلم السينمائي الذي يدعو بطريق غير مباشر إلى اعتناق مذهب سياسي معين أو التعاطف معه). وقد لا تكشف الدعاية الرمادية عن مصدرها حتى تستطيع الدولة الموجهة لها أن تنكر صلتها بها كما حدث في الحرب العالمية الثانية عندما كانت بعض الإذاعات تعمل دون أن تعلن عن هويتها إن كانت بريطانية أم ألمانية.

( ج ج ) الدعاية السوداء أو (المستترة) .وهي الدعاية التي لا تكشف عن مصدرها مطلقاً ، فهي عملية سرية تماماً ومن أمثلتها الصحف السرية والمنشورات والإذاعات السرية والخطابات التي ترسل إلى المسئولين.

ب . اهداف الحرب النفسية .وتحقق الحرب النفسية هدفها في تحطيم معنويات العدو و إرادته القتالية من خلال الاهداف الرئيسية الآتية :

( 1) بث اليأس من النصر في نفوس القوات المعادية ، وخفض قوة العدو القتالية بإضعاف روحه المعنوية ، والتشكيك في قدرته على النصر ، وتهيئة الجماهير للوقوف ضد فكرة الحرب وبث الرعب في قلوب منسوبي القوات المسلحة ، وتغذية التذمر في أوساط الجنود ، وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي صف الانتصار لنا ، والمبالغة في وصف هزائم العدو .

( 2 ) تغيير الفكر والاتجاه والقيم والمعتقدات تغييراً من شأنه أن يحقق الكسب لمن يوجه الحرب النفسية والخسارة لمن تمارس عليه .

( 3 ) تشجيع أفراد القوات المعادية على الاستسلام وذلك عن طريق توجيه النداءات إلى القوات المحاربة تدعوهم إلى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع المنشورات المختلفة والتي تحتوي على كافة الحيل المتاحة .

( 4 ) زعزعة إيمان العدو بمبادئه وأهدافه وذلك عن طريق إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ أو الأهداف وتصويرها على غير حقيقتها وتضخيم الأخطاء التي تقع على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي .

( 5 ) إضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث ثغرات داخلها وذلك عن طريق إظهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الجماهير والضغط الاقتصادي على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي .

( 6 ) إضعاف المعنويات ، إذ أن الهدف الحيوي من الحرب هو تحطيم الطاقات المادية والمعنوية للعدو فإذا أمكن الانتصار عليه في ميدان الحرب وتحطيم طاقاته المادية فلابد من جهود أخرى لتحطيم قدراته المعنوية ليكون النصر كاملاً يؤدي إلى الاستسلام . وهنا تبدأ الحرب النفسية التي تستهدف الطاقات المعنوية بالدرجة الأولى وقبل كل شيء ، وكم من انتصارات حدثت في تاريخ الحروب ولكنها انتصارات مادية ، أما معنوياً فقد عجزت عن تحطيم الطاقات المعنوية لذلك يقال عنها أنها انتصارات ناقصة وربما يحصل العكس فيما بعد إذ يكون المهزوم منتصراً و المنتصر مهزوماً .

( 7 ) يمكن أن تتم الحرب النفسية على مستوى أكثر تحديداً أو تعقيداً وذلك من خلال الجهود التي تبذل لتضليل أو إرباك صانعي السياسة ومتخذي القرارات والقيادات العسكرية .

( 8 ) تفتيت وحدة الأمة وإحداث الفرقة بين صفوفها وتشجيع بعض أطرافها وأعضائها على الخروج على ما تجمع عليه الغالبية وإثارة المخاوف بين أجزاء الأمة بعضهم من بعض .

( 9 ) التشكيك في القيادة وكفايتها وإخلاصها .

( 10 ) كسب العدو فكرياً ودعم المكاسب فيما احتل من أرض العدو ، وبث روح اليأس من جدوى المقاومة في صفوف أبناء تلك المناطق .

(11) إقناع الشعب بعدالة القضية للاحتفاظ بمعنوياته عالية .

(12) التفريق بين العدو وحلفائه ودفعهم إلى لتخلي عن نصرته.

5. أنواع الحرب النفسية :

أنواع الحرب النفسية مختلفة، و تختلف الأسس التي على ضوئها تحدد هذه الأنواع و نحصرها فيما يلي :

أ . تقسيم الحرب النفسية وفقاً للحالة التي توجه فيه .

( 1 ) الحرب النفسية في وقت الحرب . و هي الحرب النفسية التي تشن ضد الأعداء في وقت الحرب و في أثناء و خلال المعركة ، حيث تكون سلاح مساعد لتحقيق أهداف العمليات الحربية .

( 2 ) الحرب النفسية في وقت السلم . و هي كما تعرف في وقتنا الحاضر بالغزو الفكري و هدفها التضليل أو التعديل الفكري كبث مفاهيم مغايرة لما عند الخصم و إحداث الفرقة بين الشعب و قادته .

ب. تقسيم الحرب النفسية على أساس الزمن .

( 1 ) الحرب النفسية طويلة المدى( الاستراتيجية ) . و تهدف إلى تحقيق الاتصال الجماهيري الذي يوجه لجمهور كبير و على مساحة شاسعة و هدفها التأثير على الآراء و وجهات النظر من اجل المساعدة في تحقيق أهداف الدولة .

( 2 ) الحرب النفسية قصيرة المدى( التكتيكية ) . و تسمى الحرب النفسية الميدانية و توجه ضد قوات العدو في ميدان المعركة ، و هدفها إضعاف مقاومة العدو و عرقلة جهوده الحربية و دعوة جنوده إلى اليأس و الاستسلام .

( 3 ) الحرب النفسية التعزيزية . و توجه نحو الأهالي لتقوية و تعزيز العمليات الحربية في مناطق العدو المحتمل و ذلك للحصول على تعاون الأهالي، و تعمل على كسب التأييد بالإقناع للعدو بأن الهزيمة نهائية و أن كل مقاومة لا فائدة منها .

جـ . تقسيم الحرب النفسية على أساس قوتها .

( 1 ) الحرب النفسية الهجومية . و هي مفاجئة العدو بالحرب النفسية بغارات مباغته لتحطيم معنويات العدو و بث الرعب بين صفوفه .

( 2 ) الحرب النفسية الدفاعية . و هي ما تقوم به الجهة المتصدية للحرب النفسية التي تشن عليها من أعدائها ، و يتطلب ذلك معرفة ماذا يريد العدو ، وما هدفه في حربه النفسية .

6 . صور وأساليب للحرب النفسية :

هناك عدة صور وأساليب للحرب النفسية لأداء تلك المهام و الاهداف و التي سبق ذكرها و نذكر منها ما يلي:

أ . الشعارات والهتافات ، لإثارة انفعالات الغضب والكراهية أو الشجاعة والحماسة.

ب. الكلمة المسموعة أو المقروءة التي من شأنها التأثير على العقول والعواطف والسلوك طبقاً لمقتضيات الموقف .

جـ . الإشاعات وهي أخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة اليوم ويؤدي تصديقهم أو نشرهم لها إلى أضعاف معنوياتهم .

د . الخداع عن طريق الحيل والإيهام.

هـ . التهديد بواسطة القوة.

و . بث الذعر والتخويف والضغط النفسي.

ز . الإغراء والتضليل والوعد.

حـ. ابادة القادة منذ اللحظات الاولى للقتال .

ط . اعتماد الانصار ( الطابور الخامس ) لتحطيم ارادة القتال لدى العدو .

7. الحرب النفسية في عاصفة الصحراء :

لقد قام النظام العراقي بإنشاء محطتين إذاعيتين سماهما إذاعتي( مكة و المدينة ) حاول فيهما استخدام الدعاية ضد قادة دول مجلس التعاون و خاصة المملكة العربية السعودية و الكويت ، كما حولتا تغطية عيوب النظام بإثارة عواطف العراقيين و اعتبرته القائد الذي سيحقق الحلم العربي . و قد تصدت الأمة الإسلامية لهذه الدعايات بكشف النظام و إزالة الحجاب عنه كي يصبح و اضحاً جلياً و ذلك بالوسائل الإعلامية المتنوعة و عقد المؤتمرات، كما تم التخطيط الحكيم من قبل قيادة الدول المتحالفة و كانت الأهداف المحددة سواء العسكرية أو السياسية و التي نفدت و منها الآتي :

أ . إضعاف معنويات القوات المعتدية .

ب. توسيع حدة الخلاف داخل القوات المعتدية .

جـ . رفع معنويات المقاومة الكويتية .

د. رفع معنويات القوات المشتركة .

فقد تم توزيع ما يقارب ( 28 مليون ) منشور و استخدمت الطائرات و البالونات لتوزيعها و كانت نتائج هذه الحملة الناجحة ، استسلام ما يقارب ( 63.500 ) جندي عراقي في مسرح العمليات و تحطيم معنويات القوات و إرادتها القتالية .

8 . طرق الوقاية من الحرب النفسية :

أ . عـام :
من الحقائق العلمية إن معنوية المقاتلين هي أولى دعائم النصر في المعركة ، وأن الحرب النفسية تستهدف تحطيم هذه الروح ، من أجل ذلك تتخذ الجيوش كل التدابير التي من شأنها تحقيق ما يلي:

( 1 ) رفع المعنوية وتقوية إرادة القتال لدى رجالها.

( 2 ) تحصين رجالها من آثار الحرب النفسية المعادية.

( 3 ) إزالة آثار الحرب النفسية المعادية واستعادة المعنوية العالية.

ب . طرق الوقاية من الحرب النفسية في الإسلام .

( 1 ) الإيمان وقوة العقيدة . أن العقيدة الراسخة المؤسسة على الإيمان الذى لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية.فالمؤمن . إيماناً كاملاً لا يخاف الوعيد ولا يرهب التهديد ، وليس جباناً .بل أن المؤمن لا يزيده التهديد والوعيد وأساليب الحرب النفسية المختلفة إلا إيماناً وثباتاً واستعداداً للبذل والتضحية كأولئك الذين قال فيهم جل شأنه : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .

( 2 ) الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية .

إن الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية من أهم عناصر الوقاية من تأثيرها ولذلك نجد كل الجيوش تطالب كل جندي بأن يكون واعيا ومدركاً وعارفا بما يلي حتى لا يخدعه العدو أو يضلل.

( أ ) ماذا يدبر العدو ضد الوطن ؟

( ب ) ما هو هدف دعايته ؟

( ج ) ماذا يريد العدو منك أن تفعله ؟

( د ) ما هو أسلوب الحرب النفسية للعدو وما هي طبيعة دعايته ؟

ومن وجهة نظر علم النفس ، فإن الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية يحصن المقاتل ضد آثار تلك الحرب ، لأنه يجعله مستعداً استعداداً نفسياً لمواجهتها وعدم الاستجابة لها والتأثر بها ، وخاصة إذا كان مسلحاً ، بالإضافة إلى هذا الوعي والمعرفة بالإيمان القوي والعقيدة الراسخة.وقد عنى القرآن أشد العنايه بكشف أهداف أعداء الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين وفضح اساليبهم ومحاولاتهم للتفريق بين المسلمين والقضاء على وحدتهم وأمنهم ،وللتخذيل والتوهين وتثبيط العزائم، ومحاولتهم للتشكيك وزعزعة الثقة في النصر على العدو ، وأرشد المسلمين إلى طريق مواجهة هذه المحاولات ومقاومتها والقضاء عليها وهو مانبينه باختصار فيما يلى:

(أ أ ) فضح محاولات التفرقه بين المسلمين ومقاومتها قال تعالى : ( يأيها الذين امنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين )

ب ب ) كشف محاولات التخذيل وتثبيط العزائم .

ج ج ) كشف محاولات زعزعت الثقه بالنصر قال تعالى ( و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما و عدنا الله و رسوله الا غرورا و اذ قالت طائفة منهم يااهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستأذن فريقاً منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا ) .

د د ) القضاء على محاولات التشكيك او التهوين من قيمته .

هـ هـ ) القضاء على محاولات التخويف والضغط النفسى قال تعالى (

قل للذين كفروا ستغلبون و تحشرون الى جهنم و بئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله و اخرى كافرة يرونهم مثليهم راي العين و الله يؤيد بنصره من يشأ ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار ) .

( 3 ) كتمان الاسرار ومنع ترويج الشائعات قال تعالى ( يأيها الذين امنوا اذا جائكم فاسق بنبأفتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
( 4 ) التصدى للقوى المضاده المستتره قال تعالى ( و اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )

9 . إزالة آثار الحرب النفسية :

وكما يوجه الإسلام إلى أساليب التحصين والوقاية من الحرب النفسية ليفوت على الأعداء أغراضهم الخبيثة كما قدمنا ، نراه يوجه أيضاً إلى أساليب إزالة آثارها من قلوب المسلمين وعقولهم.فلا ينكر أن الحرب النفسية قد تترك آثاراً في نفس المقاتل وخاصة في ظروف الهزيمة حيث تتضاعف الآلام النفسية لأسباب متعددة منها ما هو داخلي كالحزن والتلاوم ، ومنها ما هو خارجي كشماتة الأعداء وطمعهم في المهزومين ، ومحاولة استثمار نجاحهم في حملتهم لتحقيق المزيد من الضغط النفسي والتدمير المعنوي.

لكن الإسلام يوجه أبناءه إلى الطريق القويم لاستعادة قواهم المعنوية على الأسس التالية:

أ . سرعة الرجوع إلى أصول العقيدة والاعتصام بالدين.

ب . الاستعانة بالصبر والصلاة.

جـ .تجنب الضعف النفسي والاستسلام للحزن.

د . مواجهة الشائعات بالحقائق الدامغة.

هـ . إزالة الآثار بالعمل العسكري.


أى خدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
 
الحــــــــــــــــــــــــرب النفسيـــــــــــــــــــــــة

1. عـــــــــــــــــــام :

الحرب النفسية سلاح فعال وشديد التأثير في المعركة ، وقد أجمع العلم العسكري وخبرة الحروب على أنه يساهم مساهمة كبيرة مع أعمال القتال وغيرها من أساليب الصراع في تحقيق الانتصار بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات.فإذا كانت أعمال القتال ( باستخدام الأسلحة ) تقوم بتدمير قوات العدو ومعداته ، وإذا كانت الحرب الاقتصادية تحرمه من المواد الحيوية، فإن الحرب النفسية تجرد العدو من أثمن ما لديه وهو " إرادته القتالية" وهكذا تعتبر الحرب النفسية أخطر أنواع الحروب ، لأنها تستهدف في المقاتل عقله وتفكيره وقلبه ، لكي تحطم معنويته ، وتقضى على إرادة القتال لديه ، وتقوده بالتالي نحو الهزيمة.ولقد أدرك رجال العسكرية في عصرنا خطورة سلاح الحرب النفسية ، فوضعوه في الصدارة بين أسلحة الحروب ، ووقر في قلوبهم الإيمان بأنه قد يكون أشد فاعلية وتأثير من الأسلحة الأخرى في تحقيق هدف النصر بسرعة وبأقل الخسائر.قال تعالى : ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوقالاعناقو اضربوا منهم كل بنان )، ولقد قيل لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه : كيف تمكنت من قتل هذا العدد الذي قتلته من اعدائك؟ فقال:ما كررت على واحد إلا وظن أني قاتله ، فأكون أنا ونفسه عليه . و أرسل عمرو بن العاص أثناء فتوحه في مصر إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد فأرسل إليه أربعة آلاف على رأسهم أربعة من كبار الصحابة: الزبير ، وعبادة ، ومسلمه بن مخلد ، والمقداد بن الأسود ، وجاء في كتاب الفاروق ، " لقد أمددتك بأربعة آلاف ، وعلى راس كل ألف منهم رجل بألف رجل" ، يقول مونتجمري:" ما من قائد عصري يستطيع النجاح في قيادته إذا أخفق في فهم العوامل البشرية في الحرب ، فينبغي أن يكون دارساً للطبيعة البشرية ، مدركاً حق الإدراك الحقيقة القائلة.إن المعارك تكسب في قلوب الرجال أولاً….." ، و قد نوه القادة والزعماء بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع وفي نتائجه فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : " إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم".وقول الجنرال ديجول " لكي تنتصر دولة ما في حرب عليها أن تشن الحرب النفسية قبل أن تتحرك قواتها إلى ميادين القتال ، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها".

2. مفهوم الحرب النفسية :

أ . تعريف الحرب النفسية:

بأنها هي الاستخدام المخطط للدعاية أو ما ينتهي إليها من الإجراءات الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة (الموجهة) أهدافها". وربما كان أفضل التعاريف للحرب النفسية والعسكرية هو الذي كتبه بول لبنبارجر وهو من رواد الكتاب في هذا الموضوع ، إن الحرب النفسية بمعناها الضيق ( إنها استخدام الدعاية ضد العدو مع إجراءات عملية أخرى ذات طبيعة عسكرية ، واقتصادية أو سياسية بما تتطلبه الدعاية .أما الحرب النفسية بمعناها الأوسع ( بأنها تطبيق لبعض أجزاء علم النفس لمعاونة المجهودات التي تبذل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وأخيراً اكتسبت الحرب النفسية المعنى الذي يقول ( إنها النضال من أجل عقول الرجال واراداتهم ) .و يعرف الأمريكيون كلمة الحرب النفسانية: بأنها سلسلة الجهود المكملة للعمليات الحربية العادية عن طريق استخدام وسائل الاتصال التي يستخدمها النازيون ، أي أنها تصميم وتنفيذ الخطط الاستراتيجية الحربية والسياسية على أسس نفسانية مدروسة ، ومن وجهة نظر الأمريكيون تضمنت العبارة تغييراً تناولت الأساليب الحربية التقليدية عن طريق استخدام سلاح جديد وتطبيقه على نطاق واسع ، ولعل التعريف الآتي هو الأكثر تداولاً بين المراجع وأكثر دوراناً في الكتب ، وفيه أن الحرب النفسية هي:" استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو في وقت السلام لإجراءات إعلامية ، بقصد التأثير في أراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات أجنبية معادية أو محايدة أو صديقة بطريقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدولة المستخدمة.

ب. مصطلحات الحرب النفسية :

يواجه الباحثون صعوبة كبيرة عند تعريف الحرب النفسية من جراء المجموعة الكبيرة من المصطلحات التي شاعت عند الحديث عن الصراع الأيدلوجي الذي يسود العالم اليوم وفيما يلي بعض هذه المصطلحات الشائعة :

( 1 ) الحرب الباردة .

( 2 ) حرب الأفكار .

( 3 ) حرب الفكر .

( 4 ) حرب الأعصاب .

( 5 ) حرب الإشاعات .

( 6 ) حرب الدعاية .

( 7 ) الحرب السياسية .

وبعض المصطلحات الأخرى .

3. أهمية وخطر الحرب النفسية :

لنستمع الى قول الحق من كلام ربنا عز وجل وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم ، بين أهمية إلقاء الرعب في القلوب قبل التمكن من المقاتل والحصون : ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) و قال تعالى ( وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً.)و في سورة الحشر ( وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار ) ،،أما من الحديث فيكفي الآن أن نذكر حديث البخاري : ( نصرت بالرعب مسيرة شهرا ) .
و يؤكد الجنرال الأمريكي " جيمس جانين " أن الغرب قد أعاد النظر في جميع استراتيجية الحرب وطبيعتها ، وخطط لاستراتيجية جديدة تماماً تهتم بالعامل الأيديولوجي أو السيكولوجي بعد أن اتضحت أهميته القصوى ، وبذلك فإن الحرب الفعلية اليوم أضحت حرباً سيكولوجية شاملة. ويوقول تشرشل: " كثيراً ما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ".ويقول ديغول : " لكي تنتصر دولة ما في حرب فإن عليها أن تشن الحرب النفسية قبل أن تتحرك قواتها إلى ميادين القتال ، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها".ويقول رومل : " إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم" ، والحرب النفسية أخطر أنواع الحروب ، لأنها تستهدف في المقاتل : عقله وتفكيره وقلبه ، لكي تحط روحه المعنوية و تقضي على إرادة القتال فيه ، وتقوده بالتالي نحو الهزيمة.ومن هنا جاءت خطورة سلاح الحرب النفسية الذي أصبح في العصر الحديث يحتل مكان الصدارة بين أسلحة الحروب.وفي الموسوعة العسكرية : " الحرب النفسية مهمة جداً في أي صراع بين قوتين ، لأن للعمليات العسكرية العادية وكذلك الدبلوماسية زاوية نفسية يجب استغلالها لتحقيق مكاسب أفضل " . وفيها أيضاً : " والحرب النفسية مهمة جداً في الحروب التقليدية ، إلا أنها أكثر أهمية في الحروب الثورية و حرب العصابات و نظراً لأن العامل المعنوي يلعب دوراً رئيسياً في هذه الحرب ، وهو العامل الذي يحقق التوازن بين قوة الثوار العسكرية المحدودة ، والقوة المضادة الضخمة ، وانتصار هذه الأخيرة في مجال الحرب النفسية ، كفيل بتجريد الثوار من سلاح أساسي في أيديهم.

4. أهداف و اشكال الحرب النفسية :

تختلف اهداف ومهام الحرب النفسية باختلاف وصف الدولة التي توجه إليها على النحو التالي :

أ . تصنيف الدول .

(1) الدول المعادية .يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول وجيوشها لتحطيم روحها المعنوية وإرادتها القتالية وتوجيهها نحو الهزيمة.

(2) الدول المحايدة . يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول لتوجيهها نحو الانحياز للدولة الموجهة أو التعاطف مع قضيتها أو على الأقل البقاء في وضع الحياد ومنعها من الانحياز إلى الجانب الآخر.

(3) الدول الصديقة . يكون الهدف هو التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدولة لتوجيهها نحو تدعيم أواصر الصداقة مع الدولة الموجهة ونحو المزيد من التعاون لتحقيق أهدافها، لذلك تفضل بعض الدول استعمال لفظ " الدعاية " ( Propaganda ) بدلاً من لفظ الحرب النفسية ،ويوجه جهد الدعاية في ثلاثة ألوان جرى العرف على تسميتها بحسب مصدرها كما يلي:

( أ أ ) الدعاية البيضاء أو (الصريحة) .وهي نشاط الدعاية المعلن والصريح الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه و تستخدم أحياناً لكي تعضد مركز الدولة ومكانتها مثل الإذاعة ووكالات الأنباء وبعبارة أخرى هي الدعاية التي يعترف بها الجانب الذي يوجهها.

( ب ب ) الدعاية الرمادية أو (غير المحددة). وهي الدعاية الواضحة المصدر ولكنها تخفى اتجاهاتها وتستهدف خدمة هدف دعائي محدد ( مثل الفيلم السينمائي الذي يدعو بطريق غير مباشر إلى اعتناق مذهب سياسي معين أو التعاطف معه). وقد لا تكشف الدعاية الرمادية عن مصدرها حتى تستطيع الدولة الموجهة لها أن تنكر صلتها بها كما حدث في الحرب العالمية الثانية عندما كانت بعض الإذاعات تعمل دون أن تعلن عن هويتها إن كانت بريطانية أم ألمانية.

( ج ج ) الدعاية السوداء أو (المستترة) .وهي الدعاية التي لا تكشف عن مصدرها مطلقاً ، فهي عملية سرية تماماً ومن أمثلتها الصحف السرية والمنشورات والإذاعات السرية والخطابات التي ترسل إلى المسئولين.

ب . اهداف الحرب النفسية .وتحقق الحرب النفسية هدفها في تحطيم معنويات العدو و إرادته القتالية من خلال الاهداف الرئيسية الآتية :

( 1) بث اليأس من النصر في نفوس القوات المعادية ، وخفض قوة العدو القتالية بإضعاف روحه المعنوية ، والتشكيك في قدرته على النصر ، وتهيئة الجماهير للوقوف ضد فكرة الحرب وبث الرعب في قلوب منسوبي القوات المسلحة ، وتغذية التذمر في أوساط الجنود ، وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي صف الانتصار لنا ، والمبالغة في وصف هزائم العدو .

( 2 ) تغيير الفكر والاتجاه والقيم والمعتقدات تغييراً من شأنه أن يحقق الكسب لمن يوجه الحرب النفسية والخسارة لمن تمارس عليه .

( 3 ) تشجيع أفراد القوات المعادية على الاستسلام وذلك عن طريق توجيه النداءات إلى القوات المحاربة تدعوهم إلى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع المنشورات المختلفة والتي تحتوي على كافة الحيل المتاحة .

( 4 ) زعزعة إيمان العدو بمبادئه وأهدافه وذلك عن طريق إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ أو الأهداف وتصويرها على غير حقيقتها وتضخيم الأخطاء التي تقع على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي .

( 5 ) إضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث ثغرات داخلها وذلك عن طريق إظهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق آمال الجماهير والضغط الاقتصادي على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي .

( 6 ) إضعاف المعنويات ، إذ أن الهدف الحيوي من الحرب هو تحطيم الطاقات المادية والمعنوية للعدو فإذا أمكن الانتصار عليه في ميدان الحرب وتحطيم طاقاته المادية فلابد من جهود أخرى لتحطيم قدراته المعنوية ليكون النصر كاملاً يؤدي إلى الاستسلام . وهنا تبدأ الحرب النفسية التي تستهدف الطاقات المعنوية بالدرجة الأولى وقبل كل شيء ، وكم من انتصارات حدثت في تاريخ الحروب ولكنها انتصارات مادية ، أما معنوياً فقد عجزت عن تحطيم الطاقات المعنوية لذلك يقال عنها أنها انتصارات ناقصة وربما يحصل العكس فيما بعد إذ يكون المهزوم منتصراً و المنتصر مهزوماً .

( 7 ) يمكن أن تتم الحرب النفسية على مستوى أكثر تحديداً أو تعقيداً وذلك من خلال الجهود التي تبذل لتضليل أو إرباك صانعي السياسة ومتخذي القرارات والقيادات العسكرية .

( 8 ) تفتيت وحدة الأمة وإحداث الفرقة بين صفوفها وتشجيع بعض أطرافها وأعضائها على الخروج على ما تجمع عليه الغالبية وإثارة المخاوف بين أجزاء الأمة بعضهم من بعض .

( 9 ) التشكيك في القيادة وكفايتها وإخلاصها .

( 10 ) كسب العدو فكرياً ودعم المكاسب فيما احتل من أرض العدو ، وبث روح اليأس من جدوى المقاومة في صفوف أبناء تلك المناطق .

(11) إقناع الشعب بعدالة القضية للاحتفاظ بمعنوياته عالية .

(12) التفريق بين العدو وحلفائه ودفعهم إلى لتخلي عن نصرته.

5. أنواع الحرب النفسية :

أنواع الحرب النفسية مختلفة، و تختلف الأسس التي على ضوئها تحدد هذه الأنواع و نحصرها فيما يلي :

أ . تقسيم الحرب النفسية وفقاً للحالة التي توجه فيه .

( 1 ) الحرب النفسية في وقت الحرب . و هي الحرب النفسية التي تشن ضد الأعداء في وقت الحرب و في أثناء و خلال المعركة ، حيث تكون سلاح مساعد لتحقيق أهداف العمليات الحربية .

( 2 ) الحرب النفسية في وقت السلم . و هي كما تعرف في وقتنا الحاضر بالغزو الفكري و هدفها التضليل أو التعديل الفكري كبث مفاهيم مغايرة لما عند الخصم و إحداث الفرقة بين الشعب و قادته .

ب. تقسيم الحرب النفسية على أساس الزمن .

( 1 ) الحرب النفسية طويلة المدى( الاستراتيجية ) . و تهدف إلى تحقيق الاتصال الجماهيري الذي يوجه لجمهور كبير و على مساحة شاسعة و هدفها التأثير على الآراء و وجهات النظر من اجل المساعدة في تحقيق أهداف الدولة .

( 2 ) الحرب النفسية قصيرة المدى( التكتيكية ) . و تسمى الحرب النفسية الميدانية و توجه ضد قوات العدو في ميدان المعركة ، و هدفها إضعاف مقاومة العدو و عرقلة جهوده الحربية و دعوة جنوده إلى اليأس و الاستسلام .

( 3 ) الحرب النفسية التعزيزية . و توجه نحو الأهالي لتقوية و تعزيز العمليات الحربية في مناطق العدو المحتمل و ذلك للحصول على تعاون الأهالي، و تعمل على كسب التأييد بالإقناع للعدو بأن الهزيمة نهائية و أن كل مقاومة لا فائدة منها .

جـ . تقسيم الحرب النفسية على أساس قوتها .

( 1 ) الحرب النفسية الهجومية . و هي مفاجئة العدو بالحرب النفسية بغارات مباغته لتحطيم معنويات العدو و بث الرعب بين صفوفه .

( 2 ) الحرب النفسية الدفاعية . و هي ما تقوم به الجهة المتصدية للحرب النفسية التي تشن عليها من أعدائها ، و يتطلب ذلك معرفة ماذا يريد العدو ، وما هدفه في حربه النفسية .

6 . صور وأساليب للحرب النفسية :

هناك عدة صور وأساليب للحرب النفسية لأداء تلك المهام و الاهداف و التي سبق ذكرها و نذكر منها ما يلي:

أ . الشعارات والهتافات ، لإثارة انفعالات الغضب والكراهية أو الشجاعة والحماسة.

ب. الكلمة المسموعة أو المقروءة التي من شأنها التأثير على العقول والعواطف والسلوك طبقاً لمقتضيات الموقف .

جـ . الإشاعات وهي أخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة اليوم ويؤدي تصديقهم أو نشرهم لها إلى أضعاف معنوياتهم .

د . الخداع عن طريق الحيل والإيهام.

هـ . التهديد بواسطة القوة.

و . بث الذعر والتخويف والضغط النفسي.

ز . الإغراء والتضليل والوعد.

حـ. ابادة القادة منذ اللحظات الاولى للقتال .

ط . اعتماد الانصار ( الطابور الخامس ) لتحطيم ارادة القتال لدى العدو .

7. الحرب النفسية في عاصفة الصحراء :

لقد قام النظام العراقي بإنشاء محطتين إذاعيتين سماهما إذاعتي( مكة و المدينة ) حاول فيهما استخدام الدعاية ضد قادة دول مجلس التعاون و خاصة المملكة العربية السعودية و الكويت ، كما حولتا تغطية عيوب النظام بإثارة عواطف العراقيين و اعتبرته القائد الذي سيحقق الحلم العربي . و قد تصدت الأمة الإسلامية لهذه الدعايات بكشف النظام و إزالة الحجاب عنه كي يصبح و اضحاً جلياً و ذلك بالوسائل الإعلامية المتنوعة و عقد المؤتمرات، كما تم التخطيط الحكيم من قبل قيادة الدول المتحالفة و كانت الأهداف المحددة سواء العسكرية أو السياسية و التي نفدت و منها الآتي :

أ . إضعاف معنويات القوات المعتدية .

ب. توسيع حدة الخلاف داخل القوات المعتدية .

جـ . رفع معنويات المقاومة الكويتية .

د. رفع معنويات القوات المشتركة .

فقد تم توزيع ما يقارب ( 28 مليون ) منشور و استخدمت الطائرات و البالونات لتوزيعها و كانت نتائج هذه الحملة الناجحة ، استسلام ما يقارب ( 63.500 ) جندي عراقي في مسرح العمليات و تحطيم معنويات القوات و إرادتها القتالية .

8 . طرق الوقاية من الحرب النفسية :

أ . عـام :
من الحقائق العلمية إن معنوية المقاتلين هي أولى دعائم النصر في المعركة ، وأن الحرب النفسية تستهدف تحطيم هذه الروح ، من أجل ذلك تتخذ الجيوش كل التدابير التي من شأنها تحقيق ما يلي:

( 1 ) رفع المعنوية وتقوية إرادة القتال لدى رجالها.

( 2 ) تحصين رجالها من آثار الحرب النفسية المعادية.

( 3 ) إزالة آثار الحرب النفسية المعادية واستعادة المعنوية العالية.

ب . طرق الوقاية من الحرب النفسية في الإسلام .

( 1 ) الإيمان وقوة العقيدة . أن العقيدة الراسخة المؤسسة على الإيمان الذى لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية.فالمؤمن . إيماناً كاملاً لا يخاف الوعيد ولا يرهب التهديد ، وليس جباناً .بل أن المؤمن لا يزيده التهديد والوعيد وأساليب الحرب النفسية المختلفة إلا إيماناً وثباتاً واستعداداً للبذل والتضحية كأولئك الذين قال فيهم جل شأنه : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .

( 2 ) الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية .

إن الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية من أهم عناصر الوقاية من تأثيرها ولذلك نجد كل الجيوش تطالب كل جندي بأن يكون واعيا ومدركاً وعارفا بما يلي حتى لا يخدعه العدو أو يضلل.

( أ ) ماذا يدبر العدو ضد الوطن ؟

( ب ) ما هو هدف دعايته ؟

( ج ) ماذا يريد العدو منك أن تفعله ؟

( د ) ما هو أسلوب الحرب النفسية للعدو وما هي طبيعة دعايته ؟

ومن وجهة نظر علم النفس ، فإن الوعي بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية يحصن المقاتل ضد آثار تلك الحرب ، لأنه يجعله مستعداً استعداداً نفسياً لمواجهتها وعدم الاستجابة لها والتأثر بها ، وخاصة إذا كان مسلحاً ، بالإضافة إلى هذا الوعي والمعرفة بالإيمان القوي والعقيدة الراسخة.وقد عنى القرآن أشد العنايه بكشف أهداف أعداء الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين وفضح اساليبهم ومحاولاتهم للتفريق بين المسلمين والقضاء على وحدتهم وأمنهم ،وللتخذيل والتوهين وتثبيط العزائم، ومحاولتهم للتشكيك وزعزعة الثقة في النصر على العدو ، وأرشد المسلمين إلى طريق مواجهة هذه المحاولات ومقاومتها والقضاء عليها وهو مانبينه باختصار فيما يلى:

(أ أ ) فضح محاولات التفرقه بين المسلمين ومقاومتها قال تعالى : ( يأيها الذين امنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين )

ب ب ) كشف محاولات التخذيل وتثبيط العزائم .

ج ج ) كشف محاولات زعزعت الثقه بالنصر قال تعالى ( و اذ يقول المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ما و عدنا الله و رسوله الا غرورا و اذ قالت طائفة منهم يااهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستأذن فريقاً منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة و ما هي بعورة ان يريدون الا فرارا ) .

د د ) القضاء على محاولات التشكيك او التهوين من قيمته .

هـ هـ ) القضاء على محاولات التخويف والضغط النفسى قال تعالى (

قل للذين كفروا ستغلبون و تحشرون الى جهنم و بئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله و اخرى كافرة يرونهم مثليهم راي العين و الله يؤيد بنصره من يشأ ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار ) .

( 3 ) كتمان الاسرار ومنع ترويج الشائعات قال تعالى ( يأيها الذين امنوا اذا جائكم فاسق بنبأفتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
( 4 ) التصدى للقوى المضاده المستتره قال تعالى ( و اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )

9 . إزالة آثار الحرب النفسية :

وكما يوجه الإسلام إلى أساليب التحصين والوقاية من الحرب النفسية ليفوت على الأعداء أغراضهم الخبيثة كما قدمنا ، نراه يوجه أيضاً إلى أساليب إزالة آثارها من قلوب المسلمين وعقولهم.فلا ينكر أن الحرب النفسية قد تترك آثاراً في نفس المقاتل وخاصة في ظروف الهزيمة حيث تتضاعف الآلام النفسية لأسباب متعددة منها ما هو داخلي كالحزن والتلاوم ، ومنها ما هو خارجي كشماتة الأعداء وطمعهم في المهزومين ، ومحاولة استثمار نجاحهم في حملتهم لتحقيق المزيد من الضغط النفسي والتدمير المعنوي.

لكن الإسلام يوجه أبناءه إلى الطريق القويم لاستعادة قواهم المعنوية على الأسس التالية:

أ . سرعة الرجوع إلى أصول العقيدة والاعتصام بالدين.

ب . الاستعانة بالصبر والصلاة.

جـ .تجنب الضعف النفسي والاستسلام للحزن.

د . مواجهة الشائعات بالحقائق الدامغة.

هـ . إزالة الآثار بالعمل العسكري.


أى خدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
المهم تكون مبسوط و نفسيتك كويسه:cool:
 
واحشــــــــــــــــــــــــــــــــــنى يا كبيــــــــــــــــــــــــــــر .
 
عودة
أعلى