الحرس الملكي بالمغرب .. اللباس العتيق والخيل الأصيل

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
6,967
التفاعل
25,919 131 0
الدولة
Morocco
Maroc-garde-royale.jpg


بدا الجنرال ميمون المنصوري، قائد الحرس الملكي، فخورا وهو يتابع العروض الجميلة التي قدمتها فرق الخيالة وحملة المشاعل والفرقة الموسيقية، التابعة كلها للحرس الملكي، وهو المؤسسة التي تضم نخبة من العناصر العسكرية يتم انتقاؤها بعناية من طرف كبار المسؤولين المشرفين على الجيش الملكي.

العرض، الذي قدم مساء الثلاثاء المنصرم، بساحة البريد وسط العاصمة الرباط، وتابعه مئات المواطنين بحضور شخصيات عسكرية وقضائية ومدنية، عكس أصالة يتفرد بها الجيش المغربي عن باقي الجيوش النظامية الأخرى في العديد من دول العالم، باعتبار أن الحرس الملكي يعتبر من أقدم الفرق العسكرية المستمرة في العالم إلى جانب الفاتيكان والمملكة المتحدة.

الحرس الملكي.. إعادة الهيكلة

في سنة 1963 قام الراحل الملك الحسن الثاني بإعادة هيكلة الحرس الملكي، بمقتضى ظهير ملكي لتوطيد دعائمه، حيث نص هذا الظهير على أن "الحرس الملكي هيئة عسكرية من جيشنا الملكي موضوعة مباشرة وبصفة خاصة تحت سلطة جنابنا العالي بالله، ويجري عليها مع مراعاة لمقتضيات الظهائر الشريفة والأنظمة المطبقة على القوات المسلحة الملكية.."

ويضطلع الحرس الملكي بأدوار بروتوكولية بالأساس تتمثل في أن هذه الفرقة العسكرية هي التي ترافق الملك في جميع تحركاته، كما أنها هي التي تستقبله في المناسبات الرسمية، حيث يحيي الملك العلم الرامز لها، ويتقدم قائد الحرس للسلام عليه والتعبير عن ولائه للملك.

اللباس العتيق.. أصالة ومعاصرة

واعتبر مصدر مطلع لهسبريس أن احتفاظ بعض الفرق الخاصة بالحرس الملكي باللباس العتيق ضمن هذه القوات، يعكس روح الأصالة والمعاصرة التي تسري في عروق الجهاز، فالاعتناء بأصالة اللباس العسكري لبعض هذه الفرق يعكس مدى الانضباط والاتزان والولاء التي يتصف بها عناصر فرق الحرس الملكي.

ويعتبر الحرس الملكي الوحدة الدائمة الحضور التي ترافق الملك في كل أنشطته الرسمية الكبرى، مثل مراسيم البيعة، وصلاة الجمعة، وصلاة الأعياد، وكذا في الاحتفاء بالمناسبات الوطنية أو استقبال الضيوف.

خيالة الحرس الملكي، التي قدمت عرضا متميزا مساء يوم الثلاثاء، بساحة البريد وسط العاصمة الرباط، تواكب بدورها الأنشطة الملكية، حيث تشارك في مراسيم البيعة، وفي صلاة الجمعة وصلاة الأعياد، فصار الحرس الملكي عبر التاريخ مظهرا من مظاهر العزة والافتخار والصولة.

ويقول العارفون بهذه المؤسسة العسكرية إن الحرس الملكي استمد قيمه ومكارمه الأخلاقية من قيم الفروسية وركوب الخيل، التي توحي إلى الفتوة والشجاعة والكرم وعزة النفس والإيثار والوفاء وقواعد التأدب.

الاعتناء بأجود سلالات الخيل

ويقوم الحرس الملكي، وفق تأكيدات مصدر هسبريس، بالاعتناء بأجود سلالات الخيل، التي تعتبر رمزا حقيقيا للجندية والتضحية لأجل الوطن، ويتوفر على وحدة خاصة لتربية سلالات الخيل في مدينة تطوان، والتي تتم فيها عمليات تلاقح الأجناس والبحث على سلالات إنجليزية إسبانية عربية.

وتقوم هذه الوحدة، التي تعتبر الأكثر تطورا في المنطقة، بتزويد الحرس الملكي بكل حاجياته من الخيول، إلى جانب تزويد باقي وحدات الجيش الملكي والدرك والأمن بسلالات منتقاة من الخيول الأصيلة.

الطواف بالمشاعل... تقليد عريق

ويضطلع الحرس الملكي بشرف إلقاء الأمر اليومي الذي يوجهه القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية تخليدا لذكرى تأسيسها.

وينظم الحرس الملكي، يقول مصدر هسبريس، استعراضات عسكرية داخل المغرب وخارجه، كما تعرف عليه المواطن المغربي عن قرب من خلال طواف المشاعل التي جرت العادة على تنظيمها منذ الاحتفاء بعيد العرش لسنة 1947 في الشوارع، ومشكاتها منيرة تذكر بنشوة الاحتفاء بهذا العيد الوطني.

وخلال هذه السنة تم تنظيم حفل طواف بالمشاعل، تتخلله لوحات تتناسق فيها الألوان والأنغام الموسيقية، الذي يعتبر أول استعراض للطواف بالمشاعل، ويدخل في صميم تقاليد الحرس الملكي العريقة، انطلاقا من القصر الملكي بالرباط.

وجابت فرقة من الحرس الملكي حاملة المشاعل المضيئة، أهم شوارع المدينة على وقع نغمات الموسيقى العسكرية، وفق نظام ثابت لم يعرف أي تغيير مند ذلك التاريخ، وهو التاريخ الذي شهد مجموعة من التغييرات في تطور الحرس الملكي، حيث حرصت المؤسسة الملكية على تعزيزه وهيكلته.

 
الحرس الملكي هي قوة تابعة هي الجهة التي تقوم بتأمين الحماية للقصور والمنشآت والأضرحة والرموز الخاصة بملوك .
هذه المؤسسة الخاصة جداً تشابه ما يصطلح عليه في التنظيم الخاص بالدول الحرس الرئاسي، إلا أن وضع الحرس الملكي بالمغرب مختلف تماماً، حيث يختلط على مستواه الأمني العسكري بالديني، والرمزي بالواقعي، والحداثي بالتقليدي، مما يجعله أكثر الأجهزة ثأتيراً في البروتوكولات المخزنية.
عرف المغرب مؤسسة الحرس الملكي في الدول التي تعاقبت على حكمه، إذ كان يعرف في عهود الأدارسة والمرابطين والموحدين والسعديين بالحرس الأسود من بداية تأسيس المغرب إلى المكون من الذين كانوا يشتغلون كمشاة أو عازفين على الآلات الموسيقية العسكرية، قبل أن يتحول إلى الحرس الشريف .
غير أن إرساء المعالم الطقوسية الخالصة بهذا الجهاز تم على يد الملوك العلويين، وتحديداً من طرف الملك ، بإيعاز من الملك مبتكر أغلب البروتوكولات الملكية المعروفة حالياً، الذي أبدل اسم الحرس الشريف بالحرس الملكي، كما ألحقه ، كوحدة رمزية وبروتوكولية.
مباشرة بعد تولي الملك عمل على تدعيم هذه المؤسسة البروتوكولية من خلال استصدار ظهير سنة 1963، جاء فيه <<الحرس الملكي هيئة عسكرية من جيشنا الملكي موضوعة مباشرة وبصفة خاصة تحت سلطة جنابنا العالي بالله، ويجري عليها مع مراعاة لمقتضيات الظهائر الشريفة والأنظمة المطبقة على القوات المسلحة الملكية>>
حافظ الملك على أدوار جهاز الحرس الملكي كاملة. هذه الأدوار بروتوكولية بالأساس تتمثل في أن هذه الفرقة العسكرية هي التي ترافق الملك في جميع تحركاته، كما أنها هي التي تستقبله في المناسبات الرسمية، حيث يحيي الملك العلم الرامز لها ويتقدم قائد الحرس للسلام عليه وتقبيل يده ولاء
 
عودة
أعلى