الرئيس أوباما يؤدي التحية العسكرية أثناء مرور جثمان لجندي أميركي قتل في أفغانستان بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، أرشيف ارتفعت حصيلة الضحايا في صفوف القوات الدولية العاملة في أفغانستان إلى 2134 قتيلا وذلك بالتزامن مع الذكرى التاسعة لانطلاق الحرب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 بسبب رفض نظام طالبان آنذاك تسليم قيادات القاعدة المسؤولة عن هذه الهجمات إلى الولايات المتحدة.

 وأظهرت آخر الإحصاءات التي كشف عنها اليوم الخميس موقع ICASUALITIES الأميركي المعني برصد خسائر القوات الدولية في أفغانستان أن الولايات المتحدة تكبدت أكبر

خسائر في صفوف القوات العاملة في أفغانستان بمجموع 1321 قتيلا تليها بريطانيا بواقع 339 قتيلا وكندا 152 وفرنسا 49 قتيلا. وبحسب الإحصاءات ذاتها فقد ارتفعت حصيلة الخسائر في صفوف القوات الأميركية من 12 قتيلا عام 2001 إلى 374 قتيلا عام 2010 ، بما يعكس زيادة كبيرة في حدة التمرد الذي تقوده حركة طالبان في هذا البلد.

وقالت إن بريطانيا لم تفقد أي من جنودها عام 2001 عندما بدأت الحرب ولكن ارتفع إجمالي خسائرها في الشهور المنقضية من العام الحالي إلى 94 جنديا ليصبح العدد الإجمالي لخسائرها 339 قتيلا. ولفتت إحصاءات ICASUALITIES إلى تزايد عدد التفجيرات التي نفذها المتمردون وأعوانهم من أربعة عام 2002 إلى 298 عام 2010 ، كما أكدت أن إقليمي قندهار وهلمند هما أكثر الأقاليم الأفغانية التي شهدت حالات قتل. حرب طويلة وبالتزامن مع الذكرى التاسعة لحرب أفغانستان فقد ألقت الصحف ووسائل الإعلام الأميركية اليوم الخميس الضوء على تطورات هذه الحرب التي وصفتها شبكة CNN بأنها "الحرب الأطول أمدا" مشددة على أن هذه الحرب المستمرة منذ عام 2001 تفتقر إلى نهاية منظورة في الأفق.

وفيما تجرى الحكومة الأفغانية محادثات مع حركة طالبان وأنشأ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ما يسمي ب" مجلس السلام الأعلى"، توقعت صحيفة يو إس توداي فشل هذه المحادثات ما لم تحرز القوات الأميركية تقدما في الميدان خاصة في الأقاليم الجنوبية حيث يشتعل الصراع وتسيطر طالبان تقريبا على الأرض. من جانبه يرى بروس ريدل الباحث في معهد بروكينغز أن حكومة كرزاي ستفقد الدعم الشعبي ما لم تستطع إجبار طالبان على تقديم تنازلات، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه على طالبان أن تكشف عن مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي من المعتقد أنه يختبئ في مكان ما في المنطقة الحدودية بين باكستانية وأفغانستان.

وتتفق صحيفة نيويورك تايمز مع ما ذهبت إليه يو إس توداي ، حيث قالت إن المفاوضات مع حركة طالبان غير مدعومة من كل الأفغان بسبب مخاوف من بعض الأقليات من عودة الحركة للسلطة. وتطرقت الصحيفة إلى الوضع في باكستان، وقالت إن الولايات المتحدة التي تريد أن تحرز تقدما في أفغانستان تثير حساسيات باكستان بغاراتها الجوية عبر الحدود التي أدت إلى مقتل جنود باكستانيين، وهو ما قاد إلى قيام إسلام أباد بإغلاق أحد الطرق المؤدية إلى أفغانستان ومن ثم تعريض الشاحنات الأميركية للخطر.

أما واشنطن تايمز، فقد عرضت لكتاب "أفغانستان: تاريخ ثقافي وسياسي" للكاتب توماس بارفيلد الذي يرى أن الولايات المتحدة لا تفهم الشعوب الأخرى وصراعاتها وطبيعة شعوبها. وعن حرب أفغانستان، قال بارفيلد إنه على الرغم من الإطاحة بطالبان في أفغانستان فإن الولايات المتحدة مازالت غير قادرة على ترسيخ نظام حكم مستقر هناك . وتطرق الكاتب إلى مسائل تاريخية منها أن أفغانستان أكثر تعقيدا مما تعتقد الدول الأخرى وأنها كانت مطمعا للغزاة ليس فقط لثرواتها ولكن للوصول إلى الهند ووسط آسيا. وعدد الكاتب أمثلة للتدخل الأجنبي هناك منها أن القوات البريطانية فشلت في التدخل في شؤون المجتمع الأفغاني بشكل مباشر.

ولفت إلى أن الطبيعة العرقية والاثنية للشعب الأفغاني تجعله من أكثر الشعوب تعقيدا ، وتجعل من الصعوبة أن يحكم هذا الشعب نفسه معتبرا أن " الأفغان حاولوا التمرد على السوفييت والآن هم متمردون على أنفسهم". وأشار إلى أن أفغانستان ستصبح محور اهتمام العالم في السنوات المقبلة محذرا في الوقت نفسه من تصاعد أعمال العنف هناك.