في تحول تاريخي في التكنولوجيا الحربية، حققت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية خطوة كبيرة في استخدام الليزر للدفاع ضد الصواريخ البالستية عبر تجربة ناجحة لاعتراض صاروخ بالستي في مرحلة الدفع الأولي انطلاقاً من الجو.

تعتبر هذه التجربة المرة الأولى التي يقوم فيها سلاح ليزري بالاشتباك مع صاروخ بالستي وتدميره أثناء الطيران، والمرة الأولى التي استطاع أي نظام على الإطلاق إنجاز عملية الاعتراض هذه في مرحلة الدفع المعزز بعد انطلاق الصاروخ.

 

وقد حقق نظام الليزر التجريبي المحمول جواً  ALTB قدرة إطلاق أكبر طاقة ليزرية من طائرة، وهو جهاز الليزر النقال الأقوى في العالم.

فقد أعلنت وكالة الدفاع الصاروخي أنها برهنت عن إمكانية استعمال الطاقة الموجهة للدفاع ضد الصواريخ البالستية، عندما نجح نظام الليزر التجريبي المحمول جواً ALTB   بتدمير صاروخ بالستي في مرحلة الانطلاق الأولى.

هذه التجربة التي أقيمت في  مركز بوينت موغو مركز الحروب البحرية الجوية المتواجد مقابل سواحل ولاية كاليفورنيا الوسطى، ُتعتمد للبرهان عن نجاح مفهوم تكنولوجيا الطاقة الموجهة.  ويعتبر نظام ALTB  تجربة ريادية بالنسبة للبرنامج الوطني الأميركي للطاقة الموجهة واحتمالات تطبيقها في مجال تكنولوجيا الدفاع الصاروخي.

ففي 11 شباط/فبراير وفي الساعة 8:44    مساءً ، تم إطلاق صاروخ معزز قصير المدى يمثل صاروخاً بالستياً مهدداً، من منصة بحرية متحركة. وفي خلال ثوان قليلة استعمل نظام ALTB مستشعراته المتواجدة داخل المنصة الطائرة لاستكشاف الصاروخ في مرحلة الدفع المعزز، واستُعمل شعاع ليزر منخفض الطاقة لتتبع هذا الهدف.  ثم قام بإطلاق شعاع ليزر آخر منخفض الطاقة للقياس ومعادلة التشويش الجوي. ثم قام نظام ALTB بإطلاق الشعاع الليزري بمستوى الميغاواط العالي الطاقة، مما تسبب في تسخين الغلاف الخارجي للصاروخ المعزز وجعله يصل إلى حد الإخفاق الكبير في بنيته.  ولم تتعدَّ مدة الاشتباك مع الصاروخ الدقيقتين من الزمن بعد إطلاقه، بينما كانت محركات الدفع المعزز لا تزال تقوم  بوظيفتها.

شكلت التجربة أول عملية اعتراض فتاكة ضد صاروخ بالستي مستهدف ينطلق بوقود سائل في مرحلة الدفع المعزز، وذلك انطلاقاً من منصة جوية. ويعتبر استخدام الطاقة الموجهة أمراً جذاباً جداً في مجال الدفاع الصاروخي، حيث يمكن حيازة القدرة على مهاجمة أهداف متعددة بسرعة الصوت، وفي مدى مئات الكيلومترات، وأيضاً بكلفة منخفضة لعملية الاعتراض الواحدة مقارنة مع تكنولوجيات الاعتراض الصاورخي المستخدمة حالياً.

بعد أقل من ساعة، تم إطلاق صاروخ آخر قصير المدى ينطلق بالوقود الصلب، من موقع بري على جزيرة سانت نيكولاس في كاليفورنيا. وتولى نظام ALTB الاشتباك مع الهدف الثاني أيضاً في مرحلة الانطلاق المعزز بواسطة الليزر العالي الطاقة، ملبياً كل أهداف معايير الاختبار، وانتهى من توجيه الإشعاع الليزري قبيل تدمير الهدف الثاني هذا.

 جدير بالذكر أن نظام ALTB قام بتدمير صاروخ ينطلق بالوقود الصلب، مماثل للهدف الثاني، أثناء الطيران في 3 شباط / فبراير 2010.

وقال مايكل رين مدير برنامج ALTB في شركة بوينع Boeing التي هي المتعاقد الرئيسي لبرنامج الليزر المحمول جواً: ” كنا نقول منذ مدى أن النظام الاختباري لليزر المحمول جواً سيكون ريادياً في مجال الطاقة الموجهة، ومن شأنه توسيع الخيارات بالنسبة لصانعي القرار والمقاتلين على السواء، ومع هذا الاختبار الناجح استطاع الليزر الاختباري المحمول جواً أن يفتح أفقاً جديدة لجيل جديد من سلاح الطاقة الموجهة الفائقة الدقة.” وأضاف رين: “من شأن التكنولوجيا التجريبية لليزر المحمول جواً ومنصات الطاقة الموجهة ان تحول كيفية قيام الولايات المتحدة بالدفاع عن نفسها وعن أصدقائها وحلفائها. ومع امتلاك القدرة على توجيه القوة الضاربة بدقة وبطريقة مدروسة وبسرعة الضوء، سيكون بالإمكان تخليص الأرواح.”

يذكر أن شركة بوينغ هي المتعاقد الرئيسي لنظام الليزر الاختباري المحمول جواً ALTB المصمم لتوفير قدرة غير مسبوقة في اعتراض جميع فئات الصواريخ البالستية في مرحلة الانطلاق المعزز الأولى. وقد قامت نورثروب غرومن بتصميم وبناء الليزر العالي الطاقة، كما تولت لوكهيد مارتن تطوير نظام توجيه الإشعاع والتحكم بالنيران. وقامت بوينغ بدورها بتوفير الطائرة، ونظام إدارة المعركة ودمج النظام ككل واختباره.