أوضحت صحف ومواقع أميركية أن نواب في الكونغرس الأميركي حصلوا على صور تُظهر نقل مقاتلين مسلحين من إيران  الى سوريا عبر الطيران الإيراني التجاري. وهي خطوة تَنتهك الاتفاق النووي التاريخي، و اثارت دعوات من المشرعين الأميركيين لإجراء تحقيق رسمي من قبل ادارة ترامب.
وقد حصل النواب على هذه الصور من مركز لسبر الأفكار Think Tank “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” Foundation for Defense of Democracies ومقرها العاصمة الأميركية واشنطن دي سي.
وتـُظهر الصور التي زَودت الكونغرس الأميركي بها ان إيران تستخدم الطيران التجاري التابع لها “إيران للطيران” لنقل المسلحين إلى سوريا، للانضمام إلى القتال ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وقد أثارت الأدلة الفوتوغرافية الجديدة تساؤلات النواب المشرعين في  الكونغرس الذين يتهمون ايران بانتهاك الاتفاق النووى والذى بموجب بنوده يحظر عليها استخدام ناقلات جوية تجارية لاغراض عسكرية. وبرزت مطالبات لادارة ترامب بالتحقيق فى الأمر والنظر فى فرض عقوبات جديدة على ايران.
ويأتي الاعلان عن هذه الصور التي توضح بشكل جلي أن نشاط “إيران للطيران” غير المشروع يأتي في الوقت الذي تتقدم فيه شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات بعقد صفقة بقيمة مليارات الدولارات لبيع اسطول من الطائرات الحديثة لإيران. وقد عارض الكثيرون في الكونغرس الصفقة بسبب استخدام إيران منذ فترة طويلة للطائرات التجارية لأغراض عسكرية، مثل نقل الأسلحة والقوات إلى المناطق الساخنة الإقليمية مثل سوريا وأماكن أخرى. ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ما إذا كانت إدارة أوباما السابقة على علم بعملية النقل غير المشروع والتي وقعت جزء منها أثناء فترة ولايته في عام 2016 بينما كان يروج لمبيعات الطائرات التجارية الغربية لطهران.
وقد يؤدي الدور الجوهري لشركة إيران للطيران في النقل غير المشروع لمقاتلين مسلحين ومعدات عسكرية إلى سوريا إلى تعقيد جهود شركة بوينغ للمضي قدماً في عملية البيع التي لا تزال تتطلب موافقة من وزارة الخزانة في إدارة ترامب.
ويدعو قادة الكونغرس الآن إلى تعليق جميع التراخيص التي تسمح بهذه المبيعات في ضوء الأدلة الجديدة، وقاموا بارسال خطاب إلى وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشن Steven Terner Mnuchin مرفق بالصور، [للاطلاع على نص الرسالة Secretary Mnuchin] يحثونه على إجراء تحقيق في الأمر. 
 ووفقاً للخطاب الذي أرسله مجموعة من النواب بالكونغرس إلى وزير الخزانة الأميركية أن “استخدام ايران للطائرات التجارية لأغراض عسكرية ينتهك الاتفاقات الدولية، وكذلك ينتهك خطة العمل الشاملة والتي تعرف بخطة اتفاق JCOPA التووي والذي يُلزم إيران بالامتثال لبنوده، ونعتقد ان هذه الصور توضح وتستعرض تحقيقاً شاملاً عن هذه الممارسات باستخدام ايران غير المشروع للطائرات التجارية”.
وأضافوا النواب في الخطاب: “خلال هذا التحقيق، يتعين على الولايات المتحدة تعليق التراخيص الحالية والمستقبلية لمبيعات الطائرات الى ايران”.
ومن بين النواب المشرعين الذين يطلبون إجراء تحقيقات: النائب بيتر روسكام (جمهوري عن ولاية إلينوي)، النائب لي زيلدين (جمهوري عن ولاية نيويورك)، النائب آندي بار (جمهوري عن ولاية كنتاكي)، والنائب ديفيد ريشرت (جمهوري عن ولاية واشنطن).
 وقد ذكروا المشرعون في الخطاب أن “خطوط إيران للطيران تشارك فى النقل غير المشروع للمعدات العسكرية والعسكريين الى سوريا منذ أن دخل الاتفاق النووى حيز التنفيذ، ووزارة الخزانة الأميركية تعهدت في الماضي بالنظر فى أى دليل جديد يكشف عن استخدام ايران غير المشروع للطائرات التجارية والتحقيق فيه”. وفي الخطاب يحث المشرعون ادارة ترامب على الوفاء بهذا الوعد.
ويستطرد المشرعون في الخطاب بالقول أنه “في ضوء هذه التأكيدات للتحقيق في الأدلة على مخالفات إيران وإعادة تعيين شركات الطيران الإيرانية التي تمارس أنشطة تخضع للجزاءات تحت بند العقوبات، فإننا نحثكم بشدة على التحقيق في الصور المرفقة بالخطاب”. “وإذا كانت نتيجة التحقيق الخاص بكم، تجد أن شركة إيران للطيران مذنبة في القيام بعمليات النقل العسكرية مع الطائرات التجارية، فعليه ينبغي إعادة تعينه وتصويبه”.
 وتُظهر الصور الجديدة التي التقطت في عامي 2016 و 2017 مقاتلين إيرانيين كانوا على متن طائرات إيران الجوية وهم في طريقهم للذهاب إلى سوريا لخوض المعارك دعماً للرئيس بشار الأسد.
ويُعتقد ان المسلحين ينتمون الى لواء فاطميون، وهو ميليشيا شيعية أفغانية، وفقاً لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات Foundation for Defense of Democracies التى كان لها السبق في نشر وارسال الصور إلى الكونغرس.
والمشرعون بالكونغرس ذكروا في خطابهم لوزير الخزانة الأميركية بالقول: “يبدو أن هذه الصور تظهر فيها رجال الميليشيات الذين يجلسون على مقاعد الطائرة ويظهر بوضوح شعار Iran Air “إيران للطيران”، وأن هؤلاء ليسوا أفغان مدنيين، ويُعتقد أنهم أعضاء في ميليشيات تدعمها إيران، ويتم تدريبهم وتمويلهم من قبل الحرس الثوري الإيراني للقتال والتوغل النشط مع قوات النظام في سوريا من أجل الحفاظ على نظام الأسد”.
وقد كتبوا المشرعون في الخطاب أن شركة إيران للطيران “مذنبة بتسهيلها الفظائع المستمرة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه ضد الشعب السوري”.
وأصبحت القضية أكثر إلحاحاً في ضوء الهجمات الأخيرة التي شنتها الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية العاملة في سوريا.
وختموا المشرعون خطابهم بالقول “نحثكم بشدة على إجراء تحقيق سريع وإجراء مراجعة شاملة لدور “إيران للطيران” في دعم إيران ونظام الأسد عسكرياً، ومحاسبة المسؤولين عن هذا النشاط”.
لقراءة المزيد: