في ظل الأزمة الخليجية، وكشفها لدور قطر العبثي في الإقليم، يتبادر للمتابعين للقضية أحياناً أسئلة عن مستواها العسكري، هل هو يغطي الدور التي تحاول أن تلعبه؟.

 

في الواقع فإن القدرات العسكرية القطرية الحالية (أي ما يخدم حاليا من تقنيات في الجيش القطري) يكاد يكون كافياً للقيام بمهمة الدفاع عن قطر في حالة عدوان إيراني على سبيل المثال على دول الخليج، ولطالما كانت سياسة التسلح القطرية ملتزمة بعتاد وقوات على وزن البلد مكيفة للقيام بأدوار دفاعية، لكن هذه السياسة التسليحية لم تستمر.

 

تغيرت السياسة التسليحية القطرية خلال العشرة سنوات الماضية آخذةً بالتوسع، ومحاولة بناء قوة تخدم الطموح السياسي القطري التوسعي، ففي الفترة الاخيرة فقط عقدت قطر عزمها على تحديث قواتها المسلحة بوتيرة سريعه ونهمة تجاه التقنيات العالية محاولة بذالك ربما تقليد جاراتها السعودية والإمارات اللتان تملكان القوة العسكرية الأفضل تجهيزا بالعالم العربي، ورغم أنها لا تملك القدرة السكانية على بناء جيش يقارع الجيش الإماراتي عوضا عن السعودي وغيره من جيوش المنطقة الكبرى، إلا أنها أتمت صفقاتها لشراء أحدث الدبابات الألمانية من طراز ليوبارد A7 بعدد السبعين دبابة، وصفقة أخرى مع فرنسا لإقتناء ٢٤ طائرة رافال وسعيها لأحدث التقنيات شجعها لإقتناء خوذة إسرائيلية متطورة للطائرة، وصفقة أخرى أيضا مع الولايات المتحدة لإقتناء ٣٦ طائرة f15 (والتي لا تبدو أبدا خيارا مناسبا للدفاع عن أجواء قطر، فالطائرة ضخمة وذات سرعة عالية ولا تصلح لدولة بمساحة قطر)، إضافة إلى صفقة لشراء رادار أرضي ضخم يغطي جزء كبير من دول المنطقة!.

 

كل ذالك يشير لسعي قطري بلعب دور سياسي أكبر مستقبلا يوازيه قدرة عسكرية فوق الاستيعاب والحاجة القطرية، رغم عدم وجود أية توترات قطرية إيرانية يحضر السؤال: لماذا تبنى هذه القدرة العسكرية ولمن ستوجه؟